• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الواسع جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الواسع جل جلاله، وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2024 ميلادي - 22/5/1446 هجري

الزيارات: 785

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الْوَاسِعُ جل جلاله

 

عَنَاصِرُ الموْضُوعِ:

أَوَّلًا: الوَاسِعُ فيِ لُغَةِ العَرَبِ.

ثَانِيًا: الوَاسِعُ فيِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.

ثَالِثًا: مَعْنَى الاسْمِ (الوَاسِعِ) فيِ حَقِّ الله تَعَالَى.

رَابِعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِاسْمِ الله (الوَاسِعِ).

1- اللهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعٌ فِي رَحْمَتِهِ.

2- اللهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعٌ فِي مَغْفِرَتِهِ.

3- اللهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعُ المُلْكِ.

4- اللهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعٌ فِي رِزْقِهِ.

5- اللهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعٌ فِي عِلْمِهِ.

6- اللهُ سُبْحَانَهُ وَاسِعٌ فِي شَرْعِهِ.

7- التَّعَبُّدُ للهِ بِاسْمِهِ الوَاسِعِ.

 

النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ: قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ:

أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ:

1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً»؛ رواه البخاري.

 

2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ[1].

 

3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ[2].

 

4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ.

 

5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة ـ عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ ـ لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً للهِ في بيتِ الله.

 

6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ[3].

 

7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4].

 

8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ[5].

 

9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ[6].

 

10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ ـ بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ ـ إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك(4).

 

11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها»، رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766).

 

ثُمَّ قَدْ يَفْتَحِ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيه.

 

ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ:

1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِبَعْضِ مَعَانِي اسْمِ الله (الوَاسِعِ).

2- تَنْوِي حَثَّ المُسْلِمِينَ عَلَى طَلَبِ العِلْمِ وَسُؤَالِ الله مِنْ عِلْمِهِ الوَاسِعِ.

3- تَنْوِي حَثَّ المُذْنِبِينَ عَلَى التَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ؛ لِأَنَّ اللهَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ.

4- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِسَعَةِ مُلْكِ الله.

5- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِسَعَةِ شَرْعِ الله.

6- تَنْوِي حَثَّ الفُقَرَاءِ عَلَى سُؤَالِ الله وَحْدَهُ؛ لِأَنَّهُ وَاسِعٌ فِي رِزْقِهِ.

7- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِكَيْفِيَّةِ التَّعَبُّدِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَى الله بِاسْمِهِ (الوَاسِعِ).

 

أولًا: الوَاسِعُ فِي لُغَةِ العَرَبِ:

وَالوَاسِعُ فِي اللُّغَةِ اسْمُ فَاعِلٍ لِلْمَوْصُوفِ بِالوُسْعِ، فِعْلُهُ وَسِعَ الشَّيْءَ يَسَعُهُ سَعَةً فَهُوَ وَاسِعٌ، وَأَوْسَعَ اللهُ عَلَيْكَ أَيْ أَغْنَاكَ، وَرَجُلٌ مُوسِعٌ يَعْنِي مَلِيءٌ بِالمَالِ وَالثَّرَاءِ، يُقَالُ إِنَاءٌ وَاسِعٌ وَبَيْتٌ وَاسِعٌ، ثُمَّ قَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الغِنَى يُقَالُ: فُلَانٌ يُعْطِي مِنْ سَعَةٍ وَوَاسِعُ الرَّحْلِ يَعْنِي غَنِيًّا، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7].

 

وَتَوَسَّعُوا فِي المَجْلِسِ: أَيْ تَفَسَّحُوا، وَالسَّعَةُ: الغِنَى وَالرَّفَاهِيَةُ.

 

وَالسَّعَةُ تَكُونُ فِي العِلْمِ وَالإِحْسَانِ وَبَسْطِ النِّعَمِ[7].

 

وَالوَاسِعُ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي وَسِعَ عِلْمُهُ جَمِيعَ المَعْلُومَاتِ وَوَسِعَتْ قُدْرَتُهُ جَمِيعَ المَقْدُورَاتِ وَوَسِعَ سَمْعُهُ جَمِيعَ المَسْمُوعَاتِ وَوَسِعَ رِزْقُهُ جَمِيعَ المَخْلُوقَاتِ، فَلَهُ مُطْلَقُ الجَمَالِ وَالكَمَالِ فِي الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالأَفْعَالِ.

 

وَعِنْدَ البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1]»[8].

 

فَاللهُ عز وجل وَاسِعٌ، وَسِعَ غِنَاهُ كُلَّ فَقِيرٍ وَهُوَ الكَثِيرُ العَطَاءِ يَدُهُ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ المُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ[9].

 

وَقَدِ اقْتَرَنَ اسْمُ الله الوَاسِعِ باسْمِهِ العَلِيمِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ كَمَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

ذَكَرَ ابْنُ القَيِّمِ فِي بَيَانِ العِلَّةِ فِي اقْتِرَانِ الاسْمَينِ أَلَّا يَسْتَبْعِدَ العَبْدُ مُضَاعَفَةَ الأَجْرِ، وَلَا يَضِيقُ عَنْهَا عَطَاؤُهُ، فَإِنَّ المُضَاعِفَ وَاسِعُ العَطَاءِ، وَاسِعُ الغِنَى وَاسِعُ الفَضْلِ.

 

وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا يَظُنُّ أَنَّ سَعَةَ عَطَائِهِ تَقْتَضِي حُصُولَهَا لِكُلِّ مُنْفِقٍ، فَإِنَّهُ عَلِيمٌ بِمَنْ تَصْلُحُ لَهُ هَذِهِ المُضَاعَفَةُ وَهُوَ أَهْلٌ لَهَا وَمَنْ لَا يَسْتَحِقُّهَا وَلَا هُوَ أَهْلٌ لَهَا، فَإِنَّ كَرَمَهُ وَفَضْلَهُ تَعَالَى لَا يُنَاقِضُ حِكْمَتَهُ بَلْ يَضَعُ فَضْلَهُ مَوَاضِعَهُ لِسَعَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَيَمْنَعُهُ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ بِحِكْمَتِهِ[10].

 

ثَانِيًا: وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ:[11]

جَاءَ فِي القُرْآنِ تِسْعَ مَرَّاتٍ مِنْهَا:

قَوْلُهُ: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115]، وَقَوْلُهُ: ﴿ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247]، وَقَوْلُهُ: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، وَقَوْلُهُ: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130]، وَقَوْلُهُ: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32].

 

ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى:

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعَمْرُ بْنُ المُثنى: «﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ أي: جَوَادٌ يَسَعُ لِمَا يُسْأَلُ»[12].

 

قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: «﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾: يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ (وَاسِعٌ) يَسَعُ خَلْقَهُ كُلَّهُمْ بِالكِفَايَةِ وَالإِفْضَالِ وَالجُودِ وَالتَّدْبِيرِ[13]».

 

وَقَالَ: «﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾: وَاللهُ وَاسِعٌ بِفَضْلِهِ فَيُنْعِمُ بِهِ عَلَى مَنْ أَحَبَّ، وَيُرِيدُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ، (عَلِيمٌ) بِمَنْ هُوَ أَهْلٌ لمُلْكِهِ الَّذِي يُؤْتِيهِ وَفَضْلِهِ الَّذِي يُعْطِيهِ، فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِهِ وَبِأَنَّهُ لِمَا أَعْطَاهُ أَهْلٌ إِمَّا لِلإِصْلَاحِ بِهِ، وَإِمَّا لِأَنْ يَنْتَفِعَ هُوَ بِهِ»[14].

 

قَالَ الخَطَّابِيُّ: «(الوَاسِعُ) هُوَ الغَنِيُّ الَّذِي وَسِعَ غِنَاهُ مَفَاقِرَ عِبَادِهِ، وَوَسِعَ رِزْقُهُ جَمِيعَ خَلْقِهِ، وَالسَّعَةُ فِي كَلَامِ العَرَبِ: الغِنَى، وَيُقَالُ: اللهُ يُعْطِي عَنْ سَعَةٍ»[15].

 

قَالَ الحُلَيْمِي: «(الوَاسِعُ) وَمَعْنَاهُ الكَثِيرَةُ مَقْدُورَاتُهُ وَمَعْلُومَاتُهُ، المُنْبَسِطُ فَضْلُهُ وَرَحْمَتُهُ، وَهَذَا تَنْزِيهٌ لَهُ مِنَ النَّقْصِ وَالعِلَّةِ، وَاعْتِرَافٌ لَهُ بِأَنَّهُ لَا يُعْجِزُهُ شِيْءٌ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ وَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ»[16].

 

وَفِي الَمقْصِدِ: «(الوَاسِعُ) مُشْتَقٌّ مِنَ السَّعَةِ، وَالسَّعَةُ تُضَافُ مَرَّةً إِلَى العِلْمِ إِذَا اتَّسَعَ وَأَحَاطَ بِالمَعْلُومَاتِ الكَثِيرَةِ، وَتُضَافُ أُخْرَى إِلَى الإِحْسَانِ وَبَسْطِ النِّعَمِ، وَكَيْفَمَا قُدِّرَ وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ نَزَلَ.

 

فَالوَاسِعُ المُطْلَقُ هُوَ اللهُ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ إِنْ نُظِرَ إِلَى عِلْمِهِ فَلَا سَاحَةَ[17] لِبَحْرِ مَعْلُومَاتِهِ، بَلْ تَنْفَدُ البِحَارُ لَوْ كَانَتْ مِدَادًا لِكَلِمَاتِهِ، وَإِنْ نُظِرَ إِلَى إِحْسَانِهِ وَنِعَمِهِ، فَلَا نِهَايَةَ لِمَقْدُورَاتِهِ، وَكُلُّ سَعَةٍ وَإِنْ عَظُمَتْ فَتَنْتَهِي إِلَى طَرَفٍ، وَالَّذِي لَا يَنْتَهِي إِلَى طَرَفٍ هُوَ أَحَقُّ بِاسْمِ السَّعَةِ، وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الوَاسِعُ المُطْلِقُ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاسِعٍ بِالإِضَافَةِ إِلَى مَا هُوَ أَوْسَعُ مِنْهُ ضَيِّقٌ، وَكُلُّ سَعَةٍ تَنْتَهِي إِلَى طَرَفٍ، فَالزِّيَادَةُ عَلَيْهَا مُتَصَوَّرَةٌ، وَمَا لَا نِهَايَةَ لَهُ وَلَا طَرَفَ فَلَا يُتَصَوَّرُ عَلَيْهِ زِيَادَةٌ»[18].

 

وَقَالَ الأَصْبَهَانِيُّ: «وَمِنْ أَسْمَائِهِ (الوَاسِعُ): وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ الخَلْقَ أَجْمَعِينَ، وَقِيلَ: وَسِعَ رِزْقُهُ الخَلْقَ أَجْمَعِينَ، لَا تَجِدُ أَحَدًا إِلَّا وَهُوَ يَأْكُلُ رِزْقَهُ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَأْكُلَ غَيْرَ مَا رَزَقَ»[19].

 

وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: «أَيْ يُوَسِّعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي دِينِهِم، وَلَا يُكَلِّفُهُم مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِم»[20].

 

قَالَ السَّعْدِيُّ: «الوَاسِعُ الصِّفَاتِ وَالنُّعُوتِ وَمُتَعَلَّقَاتِهَا، بِحَيْثُ لَا يُحْصِي أَحَدٌ ثَنَاءً عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، وَاسِعُ العَظَمَةِ وَالسُّلْطَانِ وَالمُلْكِ، وَاسِعُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ، عَظِيمُ الجُودِ والكَرَمِ»[21].

 

قَالَ الزَّجَّاجُ: «فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَإِذَا كَانَ مَعْنَى الوَاسِعِ عِنْدَكَ وَالغَنِيِّ سَوَاءً فَمَا الوَجْهُ فِي تِكْرَارِهِمَا؟ قُلْنَا لَهُ: قَدْ مَضَى القَوْلُ فِي هَذَا فِي[22] شَرْحِ قَوْلِنَا عَلِيمٌ وَبَصِيرٌ[23]، وَمَا جَاءَ فِي كَلَامِ العَرَبِ مِنِ اخْتِلَافِ الأَلْفَاظِ وَاتِّفَاقِ المَعَانِي اتِّسَاعًا وَتَبْسِيطًا فِي الكَلَامِ، فَبُنِيَ لمِعَنْىً وَاحِدٍ مِنْ صِفَاتِهِ لَفْظَتَانِ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي المَدْحِ وَأَكْمَلَ فِي الوَصْفِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَالوَاسِعُ قَدْ يَتَضَمَّنُ مِنَ المَعْنَى مَا لَا يَتَضَمَّنُهُ الغَنِيُّ، وَيَتَصَرَّفُ فِيمَا لَا يَتَصَرَّفُ فِي الغَنِيِّ كَقَوْلِنَا: يَا وَاسِعَ الفَضْلِ، يَا وَاسِعَ الرَّحْمَةِ، وَكَقَوْلِهِ عز وجل: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]؛ أَيْ عَمَّتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَحَاطَ عِلْمُكَ بِكُلِّ شَيْءٍ»[24].

 

رَابِعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ باسْمِ الله (الوَاسِعِ)[25]:

أَوَّلًا: العِلْمُ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الوَاسِعُ الحَقُّ فِي صِفَاتِهِ وَنُعُوتِهِ:

فَقَدْ قَالَ السَّعْدِيُّ: «الوَاسِعُ الصِّفَاتِ وَالنُّعُوتِ وَمُتَعَلَّقَاتِهَا بِحَيْثُ لَا يُحْصِي أَحَدٌ ثَنَاءً عَلَيْهِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ..» [26]، بَلْ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ وَاسِعُ العَظَمَةِ وَالسُّلْطَانِ وَالمُلْكِ، وَاسِعُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ، عَظِيمُ الجُودِ وَالكَرَمِ.

 

أولًا: وَمِنْ صُوَرِ السَّعَةِ فِي أَسْمَاءِ الله وَصِفَاتِهِ مَا يَلِي:

1- فَاللهُ عز وجل وَاسِعٌ فِي رَحْمَتِهِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 147]، وَقَالَ تَعَالَى ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156]، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ للهِ مَائةَ رَحْمَةٍ» [27].

 

2- وَاسِعُ المَغْفِرَةِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، وَقَالَ تَعَالَى فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «يَا بْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا أُبَالِي، يَا بْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يَا بْنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» [28].

 

3- (وَاسِعُ المُلْكِ) فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ مُلْكَهُ عَلَى خَلْقِهِ:

فَوَسَّعَ الأَرْضَ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وَوَسَّعَ فِي السَّمَاءِ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [الذاريات: 47].

 

وَقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ الأَرْضَ فِي السَّمَاءِ الأُولَى كَحَلْقَةٍ فِي فَلَاةٍ [29]، وَأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى فِي الثَّانِيَةِ كَحَلْقَةٍ فِي فِلَاةٍ، وَهَكَذَا كُلُّ سَمَاءٍ فِي الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى قَالَ وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ فِي الكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ فِي فَلَاةٍ وَالكُرْسِيُّ فِي العَرْشِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلَاةٍ.

 

4- وَاسِعٌ فِي رِزْقِهِ:

قَالَ الأَصْبَهَانِيُّ: «وَمِنْ أَسْمَائِهِ (الوَاسِعُ) وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ الخَلْقَ أَجْمَعِينَ، وَقِيلَ وَسِعَ رِزْقُهُ الخَلْقَ أَجْمَعِينَ، لَا تَجِدُ أَحَدًا إِلَّا وَهُوَ يَأْكُلُ رِزْقَه، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَأْكُلَ غَيْرَ مَا رَزَقَ» [30].

 

وقال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

 

5- وَاسِعٌ فِي عِلْمِهِ:

وَعِلْمُ الله مِنْ أَعْظَمِ الصِّفَاتِ الَّتِي تَجَلَّتْ فِيهَا سَعَةُ الله وَأَكْثَرُ الأَسْمَاءِ الَّتِي اقْتَرَنَتْ بِاسْمِ (الوَاسِعِ) هُوَ اسْمُ (العَلِيمِ)، فَقَدْ وَرَدَ اسْمُ (الوَاسِعِ) ثَمَانِ مَرَّاتٍ اقْتَرَنَ فِيهَا بِاسْمِ (العَلِيمِ) سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَهَذَا لِكَثْرَةِ الخَلْقِ وَتَعَدُّدِهِم. فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُ عَدَدَ قَطَرَاتِ المَطَرِ، وَأَوْرَاقِ الشَّجَرِ وَحَبَّاتِ الثَّمَرِ، وَالحَسَنَاتِ وَالسَيِّئَاتِ، لِذَلِكَ نَجِدُ أَعْظَمَ الخَلْقِ إِيمَانًا بِالله عز وجل يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِهِ وَيُثْنُونَ عَلَيْهِ بِسَعَةِ عِلْمِهِ.

 

فَقْدَ قَالَتِ المَلَائِكَةُ: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام: ﴿ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 80].

 

وَسَأَلَ فِرْعَونُ مُوسَى عليه السلام: ﴿ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه:51، 52].

 

فَاللُه عز وجل وَسِعَ عِلْمُهُ المَاضِيَ والحَاضِرَ وَالمُسْتَقْبَلَ وَيَعْلَمُ الغَيْبَ كَمَا يَعْلَمُ الشَّهَادَةَ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 73].

 

وَيَعْلَمُ السِّرَّ كَمَا يَعْلَمُ العَلَنَ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ [طه: 7]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13]، فَلَا يَشْغَلُهُ عِلْمُ الغَيْبِ عَنِ الشَّهَادَةِ، وَلَا عِلْمُ السِّرِّ عَنِ العَلَنِ، وَلَا الكَثِيرُ عَنِ القَلِيلِ فَقَدْ وَسِعَهَا جَمِيعًا عِلْمًا وَأَحْصَاهَا عَدَدًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ [الجن: 28]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

 

وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ:

وَهُوَ العَلِيمُ أَحَاطَ عِلْمًا بِالَّذِي
فِي الكَوْنِ مِنْ سِرٍّ وَمِنْ إِعْلَانِ
وَكَذَلِكَ يَعْلَمُ مَا يَكُوُن غَدًا
وَمَا قَدْ كَانَ وَالمَوْجُودَ فِي ذَا الآنِ
وَكَذَاكَ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْ
فَ يَكُونُ ذَاكَ الأَمْرُ ذَا إِمْكَانِ

وَلِهَذَا لَوْ أَنَّ أَشْجَارَ الأَرْضِ أَصْبَحَتْ أَقْلَامًا وَالبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مِدَادًا لِكِتَابَةِ هَذِهِ الكَلِمَاتِ وَالمَعْلُومَاتِ مِنْ كَلِمَاتِ الله لَنَفِدَتِ البِحَارُ وَتَكَسَّرَتِ الأَقْلَامُ وَلَمْ تَنْفَدْ كَلِمَاتُ الله.

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27].

 

وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله:

كَلِمَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ وَالتِّعْدَادِ
بَلْ عَنْ حَصْرِ ذِي الحُسْبَانِ
لَوْ أَنَّ أَشْجَارَ البِلادِ جَمِيعَهَا
الأَقْلَامُ تَكْتُبُهَا بِكُلِّ بَنَانِ
وَالبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
لِكِتَابَةِ الكَلِمَاتِ كُلَّ زَمَانِ
نَفَدَتْ وَلَمْ تَنْفَدْ بِهَا كَلِمَاتُهُ
لَيْسَ الكَلَامُ مِنَ الإِلَهِ بِفَانِ[31]


6- الوَاسِعُ فيِ شَرْعِهِ:

فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ شَرْعَهُ عَلَى خَلْقِهِ فَوَسِعَ جَمِيعَ أَصْنَافِهِم وَأَحْوَالِهمِ فَمِنْ ذَلِكَ:

أَوَّلًا: أَنَّهُ يَسَعُ كُلَّ النَّاسِ..

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سبأ: 28]، وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعْثِتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»[32].

 

وَقَالَ أَيْضًا: «بُعِثْتُ إِلَى الأَبْيَضِ وَالأَحْمَرِ»[33]، قَالَ مُجَاهِدٌ: «يَعْنِي الجِنَّ وَالإِنْسَ وَقَالَ غَيْرُهُ يَعْنِي العَرَبَ وَالعَجَمَ والكُلُّ صَحِيحٌ»[34].

 

ثَانِيًا: سَعَةُ الشَّرْعِ لِكُلِّ شَيْءٍ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].

 

فَمَا مِنْ شَيْءٍ فِي الكَوْنِ إِلَّا وَلِكِتَابِ الله عَلَيْهِ سُلْطَانٌ إِمَّا تَصْرِيحًا أَوْ تَلْمِيحًا أَوْ إِشَارَةً.

 

فَقَدْ وَسِعَ الشَّرْعُ كُلَّ أَحْوَالِ النَّاسِ، فِي النَّوْمِ وَاليَقَظَةِ فِي الحَيَاةِ وَالمَوْتِ، والصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، كَمَا عَلَّمَهُمُ الإِيمَانَ وَالعِبَادَاتِ وَالطَّهَارَةَ وَالأَخْلَاقَ وَالمُعَامَلَاتِ، كَمَا وَصَفَ الغَيْبَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَاليَوْمَ الآخِرَ والحِسَابَ وَالعِقَابَ وَالجَنَّةَ وَالنَّارَ وَجَمِيعَ جَوَانِبِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ لِذَا فَإِنَّ شَرْعَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوصَفُ بِالشُّمُولِ والإِحَاطَةِ.

 

ثَالِثًا: اليُسْرُ فِي الأَحْكَام:

قَالَ القُرْطُبِيُّ: «(الوَاسِعُ) أَيْ يُوَسِّعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي دِينِهم وَلَا يُكَلِّفُهم مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِم»[35].

 

فَمَا مِنْ عَزِيمَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا رُخْصَةٌ وَالأَمْرُ إِنْ ضَاقَ عَلَى النَّاسِ وَسَّعَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ الله قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286]، وَكَقَوْلِهِ عز وجل: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].

 

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ»[36].

 

فَمِنْ هَذَا اليُسْرِ:

1- فِي الصَّلَاةِ:

كَانَتْ خَمْسِينَ فَجَعَلَهَا اللهُ خَمْسًا فِي العَمِلِ وَخَمْسِينَ فِي الأَجْرِ.

 

2- التَيَمُّمُ عِنْدَ فَقْدِ المَاءِ أَوْ تَعَذُّرِ اسْتِعْمَالِهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَأَدْرَكَتْهُم الصَّلَاةُ فَصَلُّوا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَكُوا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدٌ بْنُ الحُضَيرِ رضي الله عنه لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: «جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا فَوَالله مَا نَزلَ بِكِ أَمْرٌ قَطْ إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ بَرَكَةً» [37].

 

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

 

3- الرُّخَصُ لِلْمُسَافِرِ وَالمَرِيضِ:

خُفِّفَتِ الصَّلَاةُ لِلْمُسَافِرِ فَأَصْبَحَتِ الصَّلَاةُ الرُّبَاعِيَّةُ رَكْعَتَيِنِ فَقَطْ.

وَرُخِّصَ لَهُ فِي الجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ.

وَرُخِّصَ لِلصَّائِمِ فِي الإِفْطَارِ إِنْ كَانَ مُسَافِرًا ثُمَّ يَقْضِي فِي أَيَّامٍ أُخَرَ وَكَذَلِكَ للمَرِيضِ.

 

4- إِبَاحَةُ الطَّلَاقِ لِمَنْ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ حَيَاتُهُم الزَّوْجِيَّةُ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130]، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: «يُغْنِ اللهُ الزَّوْجَ وَالمَرَأَةَ المُطَلَّقَةَ مِنْ سَعَةِ فَضْلِهِ أَمَّا هَذِهِ فَبَزوجٍ هُوَ أَصْلَحُ لَهَا مِنَ المُطَلَّقِ، أَوْ بِرِزْقٍ وَاسِعٍ وَعِصْمَةٍ، وَأَمَّا هَذَا فَبِرِزْقٍ وَاسِعٍ وَزَوْجَةٍ هِيَ أَصْلَحُ لَهُ مِنَ المُطَلَّقَةِ أَوْ عِفَّةٍ، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا ﴾ يَعْنِي: لَهُما فِي رِزْقِهِ إِيَّاهُمَا وَغَيْرِهِمَا مِنْ خَلْقِهِ، ﴿ حَكِيمًا ﴾ فِيمَا قَضَى بَيْنَهُمَا مِنَ الفُرْقَةِ وَالطَّلَاقِ».

 

وَنَسْمَعُ الآنَ عَنِ اتِّجَاهِ الغَرْبِ لِلْرُّجُوعِ إِلَى الطَّلَاقِ بَعْدَ أَنْ حَرَّمُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَيَّقُوا مَا وَسَّعَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ.

 

ثَانِيًا: مِنْ عِبَادَةِ الله بِاسْمِهِ الوَاسِعِ:

1- الطَّمَعُ فِي رَحْمَةِ الله وَمَغْفِرَتِهِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، فَمَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ وَاسِعُ الرَّحْمَةِ طَمِعَ فِيهَا وازْدَادَ رَجَاؤُهُ لَهَا وَلَا يَيْئَسُ مِنْهَا أَبَدًا.

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَم مَعَنَا أَحَدًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا»، يُرِيدُ رَحْمَةَ الله [38].

 

2- الفِرَارُ بِالدِّينِ مِنَ الفِتَنِ:

فَإِنَّ اللهَ قَدْ وَسَّعَ عَلَى خَلْقِهِ فِي الأَرْضِ لِيَعْبُدُوهُ فَإِنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِمْ مَوْضِعٌ وَسَّعَ اللهُ غَيْرَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ﴾ [العنكبوت: 56].

 

وَعَنْ الزُّبَيرِ بنِ العَوَّامِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «البِلَادُ بِلَادُ الله، وَالعِبَادُ عِبَادُ اللِه؛ فَحَيْثُمَا أَصَبْتَ خَيْرًا فَأَقِمْ»[39].

 

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ»[40].

 

وَلِهَذَا لِمَا ضَاقَ عَلَى المُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ مُقَامُهُمْ بِهَا خَرَجُوا مُهَاجِرِينَ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ لِيَأْمَنُوا عَلَى دِينِهِم هُنَاكَ فَوَجَدُوا خَيْرَ المُنْزِلِينَ مِنَ النَّاسِ هُنَاكَ أَصْحمة النَّجَاشِيِّ ملك الحبشة رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فَآوَاهُمْ وَأَيَّدَهُمْ بِنَصْرِهِ[41].

 

وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ﴾ [الزمر: 10].

 

قَالَ: «إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى مَعْصِيَتِهِ فَاهْرَبُوا» ثُمَّ تَلَا الآيَةَ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97].

 

3- الإِنْفَاقُ فِي سَبِيلِ الله:

فَإِنَّ اللهَ وَاسِعُ الرِّزْقِ يُوَسِّعُ عَلَى مَنْ وَسَّعَ عَلَى خَلْقِهِ وَيُجَازِيهِ بِأَعْظَمَ مِمَّا أَعْطَى وَخَيرًا مِمَّا بَذَلَ حَتَّى يَجْعَلَهُ لَهُ بِسَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ أَوْ يَزِيدُ، وَلِذَلِكَ عَقَّبَ عَلَى جَزَاءِ المُنْفِقِينَ بِاسْمِهِ الوَاسِعِ جَلَّ جَلَالُهُ.

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الحَسَنَةُ بِعَشْرٍ إِلَى سَبْعُمَائَةِ ضِعْفٍ»[42].

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَيِّبَ فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُم فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ»[43].

 

4- الصَّبْرُ هُوَ أَوْسَعُ الرِّزْقِ:

فَإِنَّ الصَّبْرَ جَوادٌ لَا يَكْبُو، وَسِلَاحٌ لَا يُفَلُّ، وَمَا رُزِقَ عَبْدٌ الصَّبْرَ إِلَّا وُسِّعَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة.

 

فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ»[44].

 

وَانْظُرْ إِلَى بُشْرَى الصَّابِرِينَ يَوْمَ الفَزَعِ، وَأَمْنِهِمْ يَومَ الخَوْفِ، وَتَأَمَّلْ مَا أَعْطَاهُم اللهُ يَوْمَ الحِرْمَانِ فَيُجَازَى النَّاسُ بِأَعْمَالِهمْ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ وَيُجْزَى الصَّابِرونَ بِغَيْر حِسَابٍ وَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ.

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

 

5- حُبُّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَطَاعَتُهُ هُمَا أَوْسَعُ الفَضْلِ:

فَإِنَّ حُبَّ الله هُوَ أَعْظَمُ الرِّزْقِ وَأَكْرَمُهُ وَأَفْضَلُهُ فَإِذَا رَزَقَهُ اللهُ عَبْدًا فَقَدْ وَسَّعَ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لِذَا فَإِنَّ هَذَا الرَّزْقَ العَظِيمَ والفَضْلَ العَمِيمَ يَحْتَاجُ إِلَى سَعَةِ الله فِي رِزْقِهِ وَفَضْلِهِ عَلَى خَلْقِهِ فَانْظُرْ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي ذُكِرَ فِيهِ أَحْبَابُ الله وَصِفَاتُهُمْ، وَتَأَمَّلْ كَيْفَ عَقَّبَ اللهُ بَعْدَهَا بِاسْمِهِ الوَاسِعِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عَظَمَةِ هَذَا الرِّزْقِ وَفَضْلِهِ وَلَا يَأْتِي بِهِ إِلَّا اللهُ..

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].

 

وَلِذَلِكَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْظَمِ السَّعَةِ فَوَسَّعَ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَشَرَحَ صَدْرَهُ بِالإِيمَانِ وَحُبِّ الرَّحْمَنِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1].

 

ثالثًا: المَعْصِيَةُ وَالتَّنَطُّعُ هُمَا أَعْظَمُ أَسْبَابِ الضِّيقِ:

فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ وَسَّعَ عَلَى خَلْقِهِ فِي شَرْعِهِ لِذَلِكَ فَمَنْ خَالَفَ الشَّرْعَ بِالمَعْصِيَةِ أَوْ بِالتَّشَدُّدِ وَالتَّنَطُّعِ فَقَدْ ضَيَّقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا وَسَّعَهُ اللهُ عَلَيْهِ.

 

1- فَبِالمَعْصِيَةِ يُضَيَّقُ عَلَى العَبْدِ رِزْقُهُ..

كَمَا جَاءَ فِي بَعْضِ الآثَارِ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ».

 

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: «إِنَّ لِلْمَعْصِيَةِ لَظُلْمَةٌ فِي القَلْبِ، وَلَعَتْمَةٌ فِي الوَجْهِ، وَلَقِلَّةٌ فِي الرِّزْقِ، وَلَضَعْفٌ فِي البَدَنِ، وَلَبُغْضَةٌ فِي قُلُوبِ الخَلْقِ».

 

2- وَضِيقُ الصَّدْرِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].

 

3- تَضِيقُ الأَرْضُ كُلُّهَا عَلَى العَاصِي:

فَعِنْدَمَا تَخَلَّفَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَعَلِمُوا أَنَّهُمْ عَصَوا اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم حَزِنُوا عَلَى ذَلِكَ وَاعْتَزَلَهُمُ النَّاسُ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ حَيَاتُهُمْ بَلْ وَالأَرْضُ كُلُّهَا وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُم حَتَّى تَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ عَلَىْهِم الرِّضْوَانُ.

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118].

 

التَّنَطُّعُ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا[45].

 

رابعًا: دُعَاءُ اللِه بِاسْمِهِ الوَاسِعِ:

1- الاسْتِغْفَارُ:

مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَلَا بُدَّ وَأَنْ يَسْتَرْحِمَ رَبَّهُ وَيْسَتَغْفِرَهُ مِنْ ذَنْبِهِ وَيَدْعُوهُ بِذَلِكَ كَمَا قَالَتِ المِلَائِكَةُ فِي اسْتِغْفَارِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7].

 

2- الاسْتِخَارَةُ:

مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ وَاسِعُ العِلْمِ يَعْلَمُ السِّرَّ وَالعَلَنَ وَالغَيْبَ وَالشَّهَادَةَ، وَأَنَّهُ وَاسِعُ القُدْرَةِ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَادِرٌ وَفَوْقَ خَلْقِهِ قَاهِرٌ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ غَيْرُهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ لَا يَسَعُهُ إِلَّا أَنْ يُفَوِّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ وَيَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَأْنِهِ وَيَسْتَخِيرَهُ فِي صَغِيرِ أَمْرِهِ وَكَبِيرِهِ وَكَانَ هَذَا هُوَ حَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ الكِرَامِ فَقَدْ كَانُوا يتَبَرَّؤُونَ مِنْ حَوْلِهمْ وَقُوَّتِهِم إِلَى حَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ فَأَعَزَّهُم اللهُ أَعْظَمَ العِزِّ وَكَانَ لَهُمْ مِنَ التَّوْفِيقِ أَعْظَمُ النَّصِيبِ.

 

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي»، أَوْ قَالَ: «عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعاَقِبَةِ أَمْرِي»، أَوْ قَالَ: «عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ»، قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتُه»[46].



[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.

[3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ».

وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً».

[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصلاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ».

ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ فِي مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه».

[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ».

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَى كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا».

[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.

[7] لسان العرب (8/ 392)، وكتاب العين (2/ 203).

[8] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 134]، (6/ 2689) (6951).

[9] تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص: 51)، والأسماء والصفات للبيهقي (ص: 59)، والمقصد الأسنى (ص: 106).

[10] طريق الهجرتين (ص: 540).

[11]مجاز القرآن (1/ 51).

[12] مجاز القرآن (1/ 51).

[13] جامع البيان (1/ 403)، وقال مثله ابن كثير (1/ 160).

[14] المصدر السابق (2/ 381).

[15] شأن الدعاء (ص: 72)، وبنحوه في النهاية (5/ 184) وقال البغوي (1/ 99): «أي غني يعطي من السعة».

[16] المنهاج (1/ 198) ذكره في الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده، وكذا البيهقي في الأسماء (ص: 59).

[17] كذا بالأصل، ولعلها: فلا ساحل لبحر معلوماته...

[18] المقصد الأسنى (ص: 75).

[19] الحجة (ق 23ب).

[20] التفسير (2/ 84) وأحال الكلام عليه إلى الكتاب الأسنى، ولم أجده في الجزء الثاني الذي عندي، ولعله في الجزء الأول.

[21] تيسير الكريم (5/ 305).

[22] ليست في الأصل ويقتضيها السياق.

[23] انظر: (ص: 66) من اشتقاق أسماء الله.

[24] المصدر السابق (73).

[25] النور الأسنى (1/ 137-147).

[26] رواه مسلم.

[27] رواه البخاري (9469)، ومسلم (2752/ 18-19، 2753/ 21)، وراجع شرحنا لاسمه الرحمن جل جلاله.

[28] حسن: أخرجه الترمذي (5/ 3540)، وانظر شرحنا لاسمَيْه الغفار والغفور تبارك وتعالى.

[29] فلاة: أي صحراء واسعة.

[30] الحجة (ق 23 ب).

[31] النونية (2/ 217).

[32] في الصحيحين مرفوعًا عن جابر.

[33] رواه البخاري.

[34] انظر: تفسير ابن كثير (3/ 505).

[35] الأسنى القرطبي.

[36] رواه البخاري.

[37] رواه البخاري.

[38] أخرجه البخاري (6010) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه حَجَّرْتَ: أي ضَيَّقْتَ، والقائل: «يريد رحمة الله» بعض رواته وكأنه أبو هريرة، انظر: فتح الباري (10/ 439).

[39] رواه أحمد (1/ 166)، والطبراني (250) من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه وضعفه محققو المسند، والهيثمي في المجمع (4/ 72، 5/ 255)، والعراقي في تخريج الإحياء (734)، والسخاوي في المقاصد.

ولبعضه شاهد من حديث عروة أخرجه أبو داود (3076) مرسلًا بلفظ: «.. الأرض أرض الله والعباد عباد الله ومن..»، وقال الألباني: صحيح الإسناد، صحيح أبي داود (2641).

وآخر من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه أخرجه الطبراني (18/ 318) (823) بلفظ مرسل عروة المتقدم، وقال في المجمع (4/ 157): رجاله رجال الصحيح.

[40] رواه البخاري (19).

[41] تفسير ابن كثير (3/ 396).

[42] رواه مسلم.

[43] رواه أحمد، والبخاري، ومسلم.

[44] متفق عليه.

[45] رواه مسلم، والمتنطعون: المبالغون في الأمور.

[46] رواه البخاري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القادر القدير المقتدر جل جلاله
  • التواب جل جلاله
  • الحيي جل جلاله
  • الستير جل جلاله
  • القوي المتين جل جلاله
  • المجيد جل جلاله
  • السبوح القدوس جل جلاله
  • السيد جل جلاله

مختارات من الشبكة

  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الواسع)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في اسمه تعالى الواسع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإنفاق في سبيل الله يدخلك في كرم الله الواسع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغش بمفهومه الواسع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى الحياة الواسع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر في الرقابة الذاتية .. الأمانة بمفهومها الواسع(مقالة - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • تحريك الخاتم الواسع في الوضوء(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • إياك أن تظن أن الله تعالى ضيق عليك واسعا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الله واسع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واسع الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب