• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

صرخة الشيطان وظهوره لبني الإنسان

صرخة الشيطان وظهوره لبني الإنسان
حسام الدين أبو صالحة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2024 ميلادي - 30/12/1445 هجري

الزيارات: 2237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صرخة الشيطان وظهوره لبني الإنسان


فاجأني الشيطان عند مروري بدروب السيرة، وجنباتها خاصة عند توقُّفي ببيعة العقبة الأخيرة بشعب مكة عند العقبة حيث الجمرة الأولى من مِنى بالعام الثالث عشر من البعثة؛ فأزهلتني حقيقة لم أستطِعْ كِتْمانها، وحادثة لم أستطِعْ دَحْضَها؛ فقد أردت التغاضي عنها بغض الطرف منها، عَلَّها تكون قصةً واهيةً، أو حكايةً من ضرب الخيال لم تثبت فتصير فانية؛ لكنني فُوجِئت بثبوتها بالسنة النبوية؛ برواية في مسند الإمام أحمد، وبكُتُب السيرة، والتاريخ؛ كتاريخ الطبري، ومعجم الطبراني، وسيرة ابن هشام، ودلائل النبوة للبيهقي، وکتاب السيرة النبوية - ط دار المعرفة نویسنده: ابن هشام الحميري، مجلد1، صفحة: 447، بعنوان (تَنْفِير الشَّيْطَانِ لِمَنْ بَايَعَ فِي الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ)، وكتاب الرحيق المختوم للمباركفوري بعنوان (شيطان يكتشف المعاهدة) - 136/446.


• وقد حكاها العديد من الكُتَّاب أمثال الكاتب/ وحيد بن عبدالله أبو المجد بمقالة بعنوان (عندما صرخ الشيطان فزعًا بعد بيعة العقبة الثانية) بتاريخ: 4 / 1 / 2023 ميلادي.


والكاتب/ أحمد شريف النعسان بمقالة بعنوان (صَرْخَة الشَّيْطَانِ بَعْدَ بَيْعَةِ العَقَبَةِ الكبرى)، بتاريخ 6 / 3 / 2017م.


• فأبعد شيء تخيلته، وآخر ما توقعته أن أجد نفسي ممسكًا بإداوتي ومحبرتي لأكتب عن عدوِّي، وعدوِّ البشرية جمعاء، وهو إبليس اللعين من الله، الطريد من جنته، الآيس من عَفْوِه، اليائس من رحمته؛ لكنه كثيرًا ما أطلَّ أمامي بصفحات السيرة برأسه المفزعة، وأفعاله الخادعة، ويظهر بصورة خبيثة قارعة، فما طالعْتُ السيرة النبوية إلا وبدا لي جليًّا،وظاهرًا مرئيًّا بين ثنايا الأحرف، وصوافِّ الأسطُر باديًا، غير مستتر؛ إذ كل حضوره قميء، وسائر فعاله دنيء، وكلما غضَضْتُ الطرف عنه بموقف له مسطور بالكتب، عَلَّ الموقف لم يثبت، أو يهن بضعف؛ لكن سرعان ما تنهال منه المواقف الكثيرة المخزية، والثابتة تترى بأكثر المراجع، وتتطل علينا من أُمُّهات الكُتُب؛ ممَّا استرعاني بشدة، واستدعاني بقوة إلى التثبُّت من ظهوره، وتحليل فعاله، بطرح تلك التساؤلات:

هل الشيطان يظهر حقًّا؟ وما الصورة التي يظهر بها؟ وهل له مواقف حقًّا تشهد بظهوره؟ وما هي تلك المواقف؟ وما مدى صحَّتِها، وثبوتها؟


• وكانت الإجابة عن التساؤلات على نحو ما يلي: نعم الشيطان الرجيم فضلًا عن كونه موجودًا، ووجوده ثابت بالنقل والعقل، وبالشرع والمنطق والفكر، ولا مجال لنا الآن بالحديث عن ثبوت وجوده من عدمه، فمنذ بداية الخليقة، وهو موجود؛ لتكدير الصفو، وتقليل العفو؛ ومِلْء النار بأهلها، والبُعْد عن الجنة، وأصحابها، فقد تخطَّيْنا تلك المرحلة من الحديث؛ إذ الشمس بسطوعها بكبد السماء لا تحتاج إلى دليل يثبت رؤيتها؛ فالعين كافية لإدراكها، ودِفْؤُها سارٍ بالبدن، وعِلَّة خلقها لا ينكرها عاقل.


• نعم، الشيطان موجود، ويظهر حقيقة لا التباس فيه، ولا شك به، وبصورة بشرية، أو حيوانية، وهيئة تختلف باختلاف الزمان والمكان، وبني الإنسان؛ فمحاربته لآدم، وذريته حربًا مادية محسوسة، ومعنوية ملموسة، وكنت أظنُّ ظهوره محدودًا بمواقف معدودة؛ لكنني ذهلت بكثرة ظهوره، بمواقف متعددة؛ منها على سبيل الإيجاز لا التفصيل؛ حيث سنفرد فيما بعد لكل ظهور منه مقالة مستقلة:

1- ظهوره لسيِّدنا إبراهيم عليه السلام بمناسك الحج؛ رواية لابن عباس (رواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، واللفظ له وقال: صحيح على شرطهما، وفي صحيح الترغيب والترهيب للألباني؛ [المستدرك: 1713، وصحيح الترغيب: 1156].


2- تشبُّهه بهيئة شيخ جليل من أهل نجد، وحضوره بدار الندوة؛ للاتفاق على قَتْل الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة، الموافق 12 من شهر سبتمبر سنة 622 م – أي: بعد شهرين ونصف تقريبًا من بيعة العقبة الكبرى؛ (ابن هشام 1/ 480، 481، 482)؛ (الرحيق المختوم 141-143).


3- حضوره بباب النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر المحاصرين له ببيته؛ ليضربوه بالسيف ضربة رجل واحد، بأنه قد خرج؛ (ابن هشام1/ 483، زاد المعاد 2 / 52، (الرحيق المختوم 146).


4- تشبهه بشكل سُراقة بن مالك بن جعشم للمشركين بغزوة بَدْر في العام الثاني للهجرة؛ (تفسير القرطبي لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 48].


5- حُضورِه بِغَزْوةِ أُحُدٍ في شوَّالٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجْرةِ، وَقَد هُزِمَ المُشْرِكُونَ في بِدِايَةِ الغَزْوَةِ، فَصاحَ إبْلِيسُ، وَتِلْكَ هِيَ الصَّيْحَةُ الثَّانِيَةُ بَعدَ صَيْحَتِهِ الأُولَىٰ بِبَيْعَةِ العَقَبَةِ الثَّانِيَةِ قَائِلًا: "أيْ عِبادَ اللَّهِ، أُخْراكُمْ"، فَرَجَعَتْ أُولاهُمْ فاجْتَلَدَتْ هي وأُخْراهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فإذا هو بأَبِيهِ اليَمانِ، فقالَ: أيْ عِبادَ اللَّهِ، أبِي أبِي، فَواللَّهِ ما احْتَجَزُوا حتَّى قَتَلُوهُ، فقالَ: حُذَيْفَةُ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، قالَ عُرْوَةُ: فَما زالَتْ في حُذَيْفَةَ منه بَقِيَّةُ خَيْرٍ حتَّى لَحِقَ باللَّهِ (الراوي: عائشة أُمُّ المؤمنين | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الرقم: 3290 | خلاصة حكم المُحدِّث: [صحيح] أخرجه البخاري (3290).


6- مجيء الشيطان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشُعْلة من نار ليحرق بها وجهه، وليقطع عليه صلاته، فقال صلى الله عليه وسلم له: "ألعنك بلعنة الله ثلاثًا"، ولولا دعوة أخيه سليمان عليه لأخذه، وربطه في سارية من سواري المسجد بالمدينة (رواية لأبي هريرةَ، وأبي الدرداء) (أ) الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الرقم: 1210 [صحيح].


(ب) الراوي: أبو الدرداء | المحدِّث: الوادعي | المصدر: صحيح دلائل النبوة | الرقم: 455 صحيح على شرط مسلم.


7- تشكله بهيئة رَجُلٍ مِنْ أَقْبَحِ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَقْبَحِهِمْ ثِيَابًا، وَأَنْتَنِ النَّاسِ رِيحًا، يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سائلًا عن أمور الدين؛ ليُشكِّك الناس في دينهم (رواية لابن عمر) بَابُ مَا جَاءَ فِي سُؤَالِ إِبْلِيسَ عَنِ الدِّينِ لِيُشَكِّكَ النَّاسَ فِيهِ (كتاب دلائلِ النبوة للبيهقي، السيرة النبوية لأبي بكر البيهقي).


• تلك هي الأمور الثابتة والصحيحة والصريحة بظهور إبليس على سبيل الإجمال لا التفصيل، وهناك مواقف أخرى لظهوره لم تثبت، أو اعتمدت على الإسرائيليات، وأحداث أهل الكتاب، أو برواية كثر الاحتراز بها، فالأولى التغاضي عنها مثل دخوله الجنة بفم حية لإغواء آدم وحواء، وظهوره لأيوب، وزوجته بمحنة أيوب، أو تشكُّله بصورة فقير له أولاد، وقد أمسكه أبو هريرة سارقًا ثلاث مرات من صدَقةِ رمضانَ، الموكل بحفظها؛ حيث أمسكه يحثو من الطعام، وتركه لحاجته، وكثرة أولاده..... إلخ.


• نعود لموضوعنا الأصلي الذي نحن بصدد بيانه، واستجلاء إيهامه؛ فقد صرخ الشيطان بأعلى صوته، فما سبب صرخته العالية، المدوِّية، والمسموعة بأرجاء مكة، وشِعابها؟


ففي موسم الحج بالسنة الثالثة عشر من النبوَّة- يونيو سنة 622 م- بشهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر، حضر لأداء مناسك الحج بِضْعٌ وسبعون نفسًا من المسلمين من أهل يثرب، جاؤوا ضمن حُجَّاج قومهم من المشركين، وقد تساءل هؤلاء المسلمون فيما بينهم- وهم لم يزالوا في يثرب، أو كانوا في الطريق-: متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف، ويطرد في جبال مكة ويخاف؟


فلما قدموا مكة جرت بينهم، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -اتصالات سرية، أدَّت إلى اتِّفاق الفريقين على أن يجتمعوا في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة؛ حيث الجمرة الأولى من مِنَى، وأن يتم هذا الاجتماع في سريَّة تامَّة في ظلام الليل.


• عندما تمت بيعة العقبة بنجاح، ورأى الشيطان من بعيد سعادة النبي صلى الله عليه وسلم، ومَنْ بايعَهُ بنواة جديدة، ونبت وليد لقواعد، وأطر بناء دولة الإسلام التي ستُؤسَّس لاحقًا بالمدينة المنورة؛ ببذور يتم نثرها بأرض مكة، وشِعابها بمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقولوا في الله لا يخافون لومة لائم، وعلى أن ينصروه صلى الله عليه وسلم، فيمنعوه- إذا قدم عليهم- مما يمنعون منه أنفسهم، وأزواجهم، وأبناءهم، ولهم الجنة، وقد سُمِّيت ببيعة الحرب؛ لأنه كان فيها البيعة على القتال، والذي لم يكن شرطًا في البيعة الأولى؛ (السيرة النبوية لابن هشام، بدء إسلام الأنصار، شروط البيعة في العقبة الأخيرة)، وبصحيح مسلم، كِتَاب الْإِمَارَةِ، رقم 3536 فعن عبادة بن الصامت قال: «دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَلَّا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، قَالَ: إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»، فبايعوه رجلًا رجلًا بدءًا من أسعد بن زرارة وهو أصغرهم سنًّا؛ (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، الذهبي، ج1، ص297-309، تحقيق: عمر عبدالسلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1987].


وكان الرِّجال تصفق على يدي النبي صلى الله عليه وسلم بالبيعة، أما المرأتان اللتان حضرتا البيعة مع أزواجهما، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((قَدْ بَايَعْتُكُمَا، إنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ))، وكان ذلك في شهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر؛ (السيرة النبوية، ابن حِبَّان، ص118)، (التاريخ الإسلامي - ج 3: الخلفاء الراشدون، محمود شاكر، صـ 37، طبعة المكتب الإسلامي، الطبعة الثامنة 2000م نسخة محفوظة)، (الرحيق المختوم، صفي الدين المباركفوري، صـ 133، طبعة دار الهلال، الطبعة الأولى).


• عند تلك النقطة الفاصلة، والوقعة الحاسمة، واللحظة القاسمة بعد تمام الأمر، واكتماله، وفي نهايته، وأواخره اكتشف ذاك الشيطان أمْرَ البيعة؛ لكنه بكل حزن، وتذوُّق مرارة، وشدَّة أسًا، وبالغ ندم، وعظيم غيظ، حضر متأخِّرًا كالتلميذ الخائب الفاشل الذي يحضر الامتحان في لحظاته الأخيرة؛ فلا يستطيع الدخول، ولا يجد ما يفعله سوى طمس خيبته بالصراخ الفائق لجَلَل فائت بأعلى صوته، والنحيب على ما تركه بتقصير منه يَعِزُّ عليه فوات أمره، وخسران غُنْمِهِ؛ فيصرخ الشيطان صرخة مدوِّية بأرجاء شعب منى بمكة؛ فيسمع صرخته كل أهلها، ولا يشغل المسلمون غرابة صوته، واختفاء شخصه خلف جبل، فالخطب بإتمام البيعة بالسر جلل؛ لكنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحب الصرخة، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((إنه أزَبُّ العقبة، هذا ابن أزيب، وهو اسم شيطان)).


• يا لدقة وصف النبي صلى الله عليه وسلم لشكل وهيئة ذاك الشيطان من خلال معرفة معنى لفظ اسمه (أزَبُّ العقبةِ) بالمعاجم اللغوية، فكأنَّه يظهره لنا، وينقله من أسماعنا إلى رؤيته إيَّانا بأبصارنا، وفي صورة متناهية الدقة، وفائقة الوصف بالصفة؛ فقد اتفقت المعاجم من حيث شكله على أنه:

(أ) شيطان يذوب، ويسيل، ويجري كالماء.


(ب) قصير، وضخم البطن، والألْيَة.


(ج) طويل الشعر، وكثيف الشعر، وكثير شعر الوجه، والعُثْنون؛ أي: كثيف شعر اللحية، ولديه شُعْيراتٌ طِوالٌ عند الحَلْق، والودجين.


(د) الضامر، دَقيقُ الـمَفاصِل، الضاوِيُّ يكون ضئِيلًا، فلا تكون زيادتُه في الوجهِ، وعِظامِه.


واتفقت المعاجم على صفته بأنه:

الدَّميمُ، المنفجرُ غيظًا، اللئيم، كالحية في شرِّها، وسمِّها، واختفائها، وتربُّصِها، وكرهها لبني الإنسان، من الدواهي الشديدة، الغضوب، المنهزم بالحرب.


واتفقت على حال معيشته بأنه:

يعيش في شدة، وقحط؛ فهو من ساكني قفار شعب العقبة.


فهذا نص ما تم استخلاصه من شكل وصفة ذاك الشيطان بالمعاجم:

معجم لسان العرب:

إِزب: (اسم).

الإِزْبُ: القَصيرُ، الضخم البطنِ والألية.

الإِزْبُ: اللئيم.

الإِزْبُ: الداهية.

أَزَبَ: (فعل).

أَزَبَ الماءُ: جَرَى وسال.

زَبَب: (اسم).

الزَّبَبُ في الإِنسان: كثرة الشعر وطوله.

الزَّبَبُ في الإِبل: كثرة شعر الوجه والعُثْنون.


والإِزْبُ: الدَّقيقُ الـمَفاصِل، الضاوِيُّ يكون ضئِيلًا، فلا تكون زيادتُه في الوجهِ وعِظامِه؛ ولكن تكون زيادته في بَطنِه وسَفِلَتِه، كأَنه ضاوِيٌّ مُحْثَلٌ.


والإِزْبُ من الرِّجالِ: القصِيرُ الغَلِيظُ.

وفي حديث بَيْعةِ العَقَبة: هو شيطان اسمه أَزَبُّ العَقَبةِ، وهو الحَيَّةُ.

ويقال للناقة الكثيرة الوبَر: زَبَّاءُ، والجملُ أَزبُّ.


وتزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْـتَلأَ غَيْظًا؛ ومنه: الحيَّةُ ذو الزَّبِيبَتَيْنِ؛ وقيل: الحيَّةُ ذاتُ الزَّبِـيبَتَيْنِ التي لها نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَيْنَيْها.


وزَبْزَبَ: إِذا غَضِبَ.

وزَبْزَبَ إِذا انْهَزَمَ في الـحَرْب.

زَبَّاءُ مِنَ الدَّواهِي: الشَّديدَةُ.


الصحاح في اللغة:

الإزْبُ: اللئيمُ، والإزْبُ: القصير الدَّميمُ. ابن الاعرابي: رجلٌ إزْبٌ: حِزْب؛ أي: داهِيَةٌ.


والأَزْبَةُ لُغَةٌ في الأَزْمَة، وهي الشِّدَّةُ والقَحْطُ. وإِبلٌ آزِبَةٌ؛ أَي: ضَامِزَةٌ بِجِرَّتِهَا لا تَجْتَرُّ.


معني العُثْنُونُ (المعجم الوسيط):

العُثْنُونُ: ما نَبَتَ على الذَّقَن وتحتَهُ سُفْلًا.

والعُثْنُونُ: شُعْيراتٌ طِوالٌ عند مذبح البعير والتيس.


معجم القاموس المحيط:

عُثْنُونُ: اللِّحْيَةُ، أو ما فَضَلَ منها بعدَ العارِضَيْنِ، أو ما نَبَتَ على الذَّقَنِ وتَحْتَهُ سِفْلًا، أو هو طُولُها، وشُعَيْراتٌ طِوالٌ تَحْتَ حَنَكِ البعيرِ.


• عند سماع صوت هذا الشيطان قال العباس بن عبادة بن نضلة: "والذي بعثك بالحق، إن شئت لنميلن على أهل مِنى غدًا بأسيافنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم نؤمر بذلك؛ ولكن ارجعوا إلى رحالكم))، فرجعوا وناموا حتى أصبحوا؛ (زاد المعاد 2/ 51).


• لما قرع هذا الخبر آذان قريش وقعت فيهم ضجة أثارت القلاقل والأحزان؛ لأنهم كانوا على معرفة تامَّة من عواقب مثل هذه البيعة، ونتائجها بالنسبة إلى أنفسهم وأموالهم، فما إن أصبحوا حتى توجَّه وَفْدٌ كبيرٌ من زعماء مكة، وأكابر مجرميها إلى مخيم أهل يثرب؛ ليقدم احتجاجه الشديد على هذه المعاهدة. فقد قال: "يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنه، والله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم".


• ولما كان مشركو الخزرج لا يعرفون شيئًا عن هذه البيعة؛ لأنها تمَّتْ في سِريَّة تامَّة، وفي ظلام الليل، انبعث هؤلاء المشركون يحلفون بالله: "ما كان من شيء، وما علمناه"حتى أتوا عبدالله بن أُبَيِّ بن سلول، فجعل يقول:"هذا باطل، وما كان هذا، وما كان قومي ليفتاتُوا عَلَيَّ مثل هذا، لو كنت بيثرب ما صنع قومي هذا حتى يؤامروني".


• أما المسلمون، فنظر بعضهم إلى بعض، ثم لاذوا بالصمت، فلم يتحدَّث أحد منهم بنفي، أو إثبات، ومال زعماء قريش إلى تصديق المشركين، فرجعوا خائبين.


• عاد زعماء مكة، وهم على شبه اليقين من كذب هذا الخبر؛ لكنهم لم يزالوا يتنطَّسونه- يكثرون البحث عنه، ويدققون النظر فيه- حتى تأكَّد لديهم أن الخبر صحيح، والبيعة قد تمَّت فعلًا. وذلك بعدما نفر الحجيج إلى أوطانهم؛ فسارع فرسانهم بمطاردة اليثربيين، ولكن بعد فوات الأوان، إلا أنهم تمكَّنُوا من رؤية سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، فطاردوهما، فأمَّا المنذر فأعجز القوم، وأما سعد، فألقوا القبض عليه، فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله، وجعلوا يضربونه، ويجرونه، ويجرون شعره حتى أدخلوه مكة؛ فجاء المطعم بن عدي، والحارث بن حرب بن أمية؛ فخلصاه من أيديهم؛ إذ كان سعد يجير لهما قوافلهما المارَّة بالمدينة، وتشاورت الأنصار حين فقدوه أن يكروا إليه، فإذا هو قد طلع عليهم، فوصل القوم جميعًا إلى المدينة؛ (زاد المعاد 2/ 51، ابن هشام 1/ 448، 449، 450).


وأخيرًا دروس ينبغي استخلاصها من ظهور ذاك الشيطان، وصرخته ببيعة العقبة:

أولًا: الشيطان لا يعلم الغيب، ولو كان يعلمه لغيَّر من أقدار الله تعالى؛ لكن محال على المخلوق أيًّا كان شأنه، ومهما كانت صفته أن يُغيِّر من أقدار الله تعالى؛ بل لو علم الغيب لغيَّر من أقدار نفسه، ولعلم باختبار الله تعالى له بأمره له بالسجود لآدم؛ فتحوَّل من العصيان إلى الطاعة، ولو كان الشيطان يعلم الغيب؛ لعلم ببيعة العقبة منذ بدايتها؛ لكنه لم يعلم، وقد اكتشفه شيطان اسمه أزب، فالشياطين والجان أُمَّةٌ كالبشر بكل زمان ومكان، ومع كل ما هم عليه من إمكانات هائلة، واستتار، وتشكُّل؛ فقد علم الأمر متأخِّرًا بعدما تمَّت البيعة؛ بل وبعدما قدَّرَ الله تعالى لها النجاح أيضًا.


ثانيًا: ضعف الشيطان، ووهنه رغم حرصة على الغواية، وإصراره على الضلالة، فقد اتَّسَم بالجهالة رغم فرط قوته، وكثرة مواهبه؛ حيث كان آخر مَنْ علم ببيعة العقبة، ولم يجد له حيلة، ولا قوة سوى صراخة كالمرأة التي ترمَّل زوجها، وفاتها لنحيبها، ومن شدة خوفه، وكثرة جبنه توارىٰ، واستتر خلف جبل، وهو يُنادي بسرعة على عجل قائلًا لصناديد مكة، وأشرارها: "يا أهل الجُباجِب - أي: المنازل - هل لكم في مُذمَّم - أي: محمد - والصُّبأة معه، قد أجمعوا على حربكم"، فقال القوم: مَن الصارخ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا أزَبُّ العقبة، هذا ابن أزْيَب، اسمعْ أيْ عدوَّ الله، أما والله لأفْرَغَنَّ لك))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ارْفَعُوا إلى رِحالِكم)).


ثالثًا: قد كشفَ الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم، ومن بايعه بالعقبة كيد الشيطان، ومكيدته لهم بإفشاء أمرهم لصناديد الكفر بمكة، فضيَّقوا على الشيطان طُرُقه، وسدُّوا له ثغره، وأفشلوا له خططه؛ بانطلاقهم إلى رحالهم، وذوبانهم داخل وَفْدِهم قبل أن يأتي الصناديد، وتمَّت البيعة- برغم حيل الشيطان ومكائده - بكل توفيق، ونجاح؛ بفضل الله تعالى وحده، وكما أخبر الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم عن هذا الشيطان، فحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم منه مَنْ بايعوه، وهو القادر دائمًا بكشف حيل الشيطان مهما بلغ من دهاءٍ، وتَخَفٍّ، وتكبُّرٍ، واستعلاءٍ.


رابعًا: الشيطان أبأس خلق الله، وأكثرهم كآبة، وهمًّا، وأعلاهم غمًّا عند علوِّ الدين، وتمكُّن الإسلام، وسيادة المسلمين، وتسيُّدهم، فهو يبكي بكاءً مرًّا خاصة عند سماع بعض الآيات القرآنية، بكاءَ القهر والغيظ، ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((إذا قرأ ابن آدم السجدة؛ فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلي، أُمِرَ ابن آدم بالسجود فسجد؛ فَلَهُ الجنة، وأُمرْتُ بالسجود فأبيتُ؛ فَلِيَ النار)).


خامسًا: قد ظهر ذلك باديًا للعيانِ جليًّا ظاهرًا مرئيًّا بلا كتمان، وهو يصرخ بأعلى صوته، ومستتر خائف خلف جبل محذرًا المشركين، ومناديًا إيَّاهم ليمنعوا الشمس بأكفِّهم من ضيائها، والأنجم الزاهيات من بريقها؛ لكن أنَّى لغُثاء سيل أن ينتصر على أمواج عاتية بمحيطات متلاطمة! أنى لأكُفِّ مهما كثر عددُها أن تحجب نور القمر، وضياء الشمس!


سادسًا: حكم الله تعالى عليه بالهزيمة بضعف كيده، وخوار بأسه، إذا واجه مؤمنًا حقًّا؛ فقد توكَّل الله تعالى أمر عباده الصالحين؛ فنزع سلطان إبليس عنهم بتسلُّطِه عليهم، والنيل منهم فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 65].


سابعًا: من لم يكن الله تعالى معه فلا حيلة له مهما أُوتي من قوَّة، ومهما حاز من مواهب، فقد أسمع الله- تعالى- صوت اللعين، جموع الحاضرين بالعقبة؛ بل سائر أهل مكة وهو يستتر خلف جبل، ويصرخ بأعلى صوته كأنما مات قريب لديه، أو عزيز عليه مُحذِّرًا بصراخه من عقد تلك البيعة، والتي تعني ضربة قاسمة لظهره، وقاضية لمكائده، وحقده، وحاسمة لجرمه، وهزيمة لفعله؛ فنادى صارخًا، فوصل الخبر يقينًا لمشركي مكة بعدما سمعه أهل البيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذه الصرخات يكون الشيطان بذل أقصى ما بوسعه فعله؛ لكنه مع ذلك دلَّ على وهنه، وشدة ضعفه، وقلة حيلته، وتراخي بأْسِه، وهزيمة أمره.


ثامنًا: أين خيله، ورجاله؟ لم يؤازره أحد، ولم يعاونه مدد؛ فاقتصر على الصراخ مثل المرأة عند النحيب، والنواح، قال قتادة: "إنَّ له خيلًا، ورجالًا من الجن والإنس وهم الذين يطيعونه".


قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 65].


تاسعًا: وأين الوعد، والأماني كلها سراب بأرض منبسطة يخالها الظمآن ماءً من شدة العطش، فإذا ما ذهب إلى الماء بعد عناء السير بالهجير، لم يجد شيئًا، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39].


عاشرًا: وأين وعده للمشركين بالنصر، وطول العمر، والظفر بالدنيا؟ وقد انهزموا شَرَّ هزائم، وقصرت أعمارهم بحد سيوف المسلمين، وأسِنَّة رماحهم عند نزالهم.


الحادي عشر: وأين أمانيه بأن لا بعث لهم، ولا ثواب، ولا عقاب، ولا جنة، ولا نار؟ فوعده، وأمانيه كما فسَّر البغوي: "ما يوقع في قلب الإنسان من طول العمر، ونيل الدنيا، وقد يكون بالتخويف بالفقر، فيمنعه من الإنفاق، وصِلَة الرَّحِم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ﴾ [البقرة: 268]، ويمنيهم بأن لا بعث ولا جنة ولا نار ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120]؛ أي: باطلًا، ﴿ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120].


الثاني عشر: الشيطان يعد مَنْ يسعى إليه بالإضلال، والفقر إذا أنفقوا في سبيل الله تعالى، والقتل إذا جاهدوا؛ كما فسَّر السعدي، قال تعالى:﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ﴾ [آل عمران: 175]، فيخوِّفهم عند إيثار مرضاة الله بكل ما يمكن، وما لا يمكن ممَّا يدخله في عقولهم؛ حتى يكسلوا عن فعل الخير.


الثالث عشر: وعود الشيطان كاذبة، وأمانيه باطلة، وما يعدهم في الواقع إلا باطلًا لا حقيقة بها، ولا صحة لها، ولا دليل عليها؛ ولهذا قال: ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120].


الرابع عشر: عند طاعتهم للشيطان تكون الحسرة، والندامة، حيث لا ينفع ندم، ولا إقرار بزلل:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].


الخامس عشر: الشياطين متسلطة على الكافرين بكل ما تستطيع، وهذا أمر قدري كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ [مريم: 83]؛ أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا، وتسوقهم إليها سوقًا.


السادس عشر: عباد الله تعالى الصالحون المُخلصون ليس للشيطان عليهم سلطان، ولا يقوى على هزيمتهم، فقد استثنى الشيطان من سلطانه وتسلُّطه بالغواية مَنْ أخلصه الله تعالى بتوفيقه فهداه، فإن ذلك ممَّن لا طاقة له به عليه ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39، 40].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مكائد الشيطان
  • من مداخل الشيطان: طول الأمل
  • مداخل الشيطان: الكبر
  • لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم.. فوائد وتأملات (باللغة الأردية)
  • مقاصد الشيطان لإغواء الإنسان
  • أعمال تغيظ الشيطان
  • عمل الشيطان
  • أحاط باليهود الفساد من كل جانب، وأخذ عليهم الشيطان كل سبيل
  • إن من البيان لسحرا
  • أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • صرخات الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صرخة فتاة تعرضت للتحرش(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صرخة أمل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صرخة في وجوه المجرمين ووقفة مع المسلمين في زمان التطاول على القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صرخات يائسة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صرخة الصمت(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • صرخة الهداية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صرخة التوحيد (لا إله إلا الله)(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • صرخة في أذن المدخلات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صرخة كتاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب