• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

إتحاف اللبيب من هدي الحبيب

إتحاف اللبيب من هدي الحبيب
محمد السيد حسن محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2023 ميلادي - 11/4/1445 هجري

الزيارات: 2145

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف اللبيب من هَدْيِ الحبيب

 

هذا قبسٌ من هَدْيِ النُّبُوَّة، وهذا نور من سَنَا الرسالة، أُهديه للمحبين، وأُسديه للتوَّاقين سبيلَ الخير، والهدى، والتقى، والعفاف، والغِنى، في يوم كانت هذه البشرية، ومن حاجتها إلى استنقاذها من بَراثِنِها، وانتشالها من غَيَاهِبِها.

 

وها هو هَدْيُ رجلٍ، يأخذها إلى شواطئ أمنِها، وسواحل سلامتها، ومن يومها هذا المنظور، وإلى غدِها المستور، وهكذا إلى مستقبلها المأمول.

 

وهذا غيضٌ من فيضٍ، وقفنا عليه صحبة هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حذوَ الخطو خطوًا، وقِيد الشبر شبرًا، مسيرة طالت، ورحلة جالت، في أعماق الأعماق ذاتها؛ سبرًا لهكذا هَدْيٍ عرفناه، وسَمْتٍ ألفيناه، وألِفناه، وحين عزَّ وصفًا على أقلام، ولما ندَّ نعتًا على مرسام، وأعالجه في ثلاث عشرة مسألة:

المسألة الأولى: أوفي شكٍّ أنت يا بن الخطاب؟

ولكن هذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ولما كان قد بكى يومًا؛ ولأن الحصير كان قد أثَّر في جنب هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن عيشة كان قد رضِيَها، ومن مقابلة القياصرة، والأكاسرة، والأباطرة، ومن دنياهم، ومن عاجلها، وزينتها، وزخرفها، وإن كل ذلك لمَّا متاع الحياة الدنيا وزينتها.

 

ولكنَّ هذا النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهو ذلكم المربي، وحين يُربِّت على صدر عمرَ، وفي توجيه نبوي حانٍ، أنه ليس ينبغي لعبدٍ رضِيَ بالله تعالى ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، إلا أن يهتدي، ومن هَدْيِهِ، ويوم أن قد طرح هكذا دنياه، ومن وراء ظهره؛ ولأن المنافسة هي الأولى، وحين تكون للخيرات، ومن جانب الطاعات، وما يقرِّب عبدًا من مولاه، ورضاه، وما يباعد عبدًا عن نار جهنم وبئس المصير.

 

ولكن الله تعالى؛ ولعلمه بحقيقة هذه الحياة الدنيا، ولما كان من شأنها؛ وكما قال الله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20].

 

وهذه صورة أسديها، بثَّتها أنوارُ حديث، وساقت إلينا عبيرها، قناديلَ وصف، عن عمر، ونعتتها مصابيحُ قول، عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تشتمُّ منها كيف باع دنياه؛ ولصالح أُخراه، هو هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحين فتح الله تعالى؛ ومن سببه، قلوبًا غُلفًا، وأبصر به أعيُنًا عُميًا، وأسمع به آذانًا صُمًّا، وأنطق به أفواهًا بُكْمًا.

 

فعن عبدالله بن عباس: ((مكثتُ سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبةً له، حتى خرج حاجًّا فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سِرْتُ معه، فقلت: يا أمير المؤمنين، مَنِ اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من عِلْمٍ فاسألني، فإن كان لي علم خبَّرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا أنا في أمر أتأمَّره، إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: ما لك؟ ولِما ها هنا؟ وفيمَ تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبًا لك يا بن الخطاب، ما تريد أن تراجَع أنت وإن ابنتك لَتراجِع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبانَ، فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة، فقال لها: يا بُنيَّة، إنك لَتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذِّركِ عقوبة الله، وغضبَ رسوله صلى الله عليه وسلم، يا بنية، لا يغرَّنَّكِ هذه التي أعجبها حُسْنُها حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها - يريد عائشة - قال: ثم خرجت حتى دخلت على أم سَلَمَةَ لقرابتي منها، فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجبًا لك يا بن الخطاب، دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فأخذتني – والله - أخذًا كسرتني عن بعض ما كنتُ أجِد، فخرجت من عندها، وكان لي صاحب من الأنصار إذا غِبْتُ أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن نتخوَّف ملكًا من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدِق الباب، فقال: افتح افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه، فقلت: رغِم أنفُ حفصة وعائشة، فأخذت ثوبي، فأخرج حتى جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرُبة له يرقَى عليها بعَجَلَةٍ، وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة، فقلت له: قل: هذا عمر بن الخطاب، فأذِن لي، قال عمر: فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أَدَمٍ حشوُها ليف، وإن عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أُهُبٌ معلَّقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيتُ، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: أمَا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة))[1].

 

وشاهد حديث بابنا قوله: ((وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أَدَمٍ حشوُها ليف، وإن عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أُهُبٌ معلَّقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيتُ، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: أمَا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة)).

 

المسألة الثانية: أدخلاني في سِلْمِكما كما أدخلتماني في حربكما:

وإن هذا الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وحين جاء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم زائرًا، ولما قد سمع صوت ابنته عائشة مرتفعًا على زوجها ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم، عاليًا بيِّنًا صيته، وإذ يأخذه الغضب، جِبْلَةً، وفِطرة، على مقام النبوة العالي، وعلى مقام الزوج السامي، وألَّا ترفعي صوتك مرة أخرى يا عائش، وفي هكذا حزم الوالد أيضًا على ابنته، وتذكيرًا لها بحق زوجها عليها، ويوم أن قال هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها))[2].

 

غير أن هذا النبي محمدًا، أعطانا درسًا آخر، عاليًا، ساميًا، وحين أخذ يحجُز بين أبي بكر المدافع عنه، وبين زوجه عائشة رافعة الصوت في هكذا خلق، لسنا نجد له وصفًا، وإلا ما قد به نعته ربه تعالى؛ حين قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

 

ولكن أبا بكر، وحين خرج مغضبًا، ولما لم تهدأ ثورته بعد؛ ومن أثر فِعْلةِ ابنته مع هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو زوجها، وإلا أنه وحين عاد بعد أيام، ولما وجدهما قد اصطلحا، وأخذ هو الآخر يداعب، ويمزح، ومن قوله: (أدخلاني في سلمكما، كما أدخلتماني في حربكما).

 

فعن النعمان بن بشير: ((استأذن أبو بكر رحمة الله عليه على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمِع صوت عائشة عاليًا، فلما دخل تناولها ليلطِمها، وقال: ألا أراك ترفعين صوتك على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجُزه، وخرج أبو بكر مغضبًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر: كيف رأيتِني أنقذتكِ من الرجل؟ قال: فمكث أبو بكر أيامًا، ثم استأذن على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سِلْمِكما، كما أدخلتماني في حربكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد فعلنا، قد فعلنا))[3].

 

المسألة الثالثة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].


وفي هكذا مزحة، ملأت الآفاق دعابة ورضًا عن هكذا مجتمع كان قد خلا، وإلا فما هذا الحرب التي كانت قد وقعت، وإلا أنها مثابة رفع صوت على مقام النبوة العالي؟

 

وفي هكذا درس آخر؛ تعليمًا لهذه الأمة، أن تَبَرَّ قائدها، وفضلًا عن نبيها صلى الله عليه وسلم، وحين قد تنزَّل قرآن شادًّا، وحازمًا، وحاسمًا في مسألة رفع الصوت، فوق صوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكونها مدعاة، وسببًا، وموجبًا لحبوط الأعمال، كل الأعمال.

 

ومنه؛ فقد رأينا كيف كانت وقفة أبي بكر؛ ولأنه يعلم المسألة، جذرها، وساقها، وورقها، وزهرها، وثمرتها أيضًا؛ وحين قال الله تعالى ربنا الحق المبين سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].

 

المسألة الرابعة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴾ [الأحزاب: 28].


ومنه جاء هذا الحسم القرآني، ودعاء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن يخيِّرَ أزواجه بين هذه الحياة الدنيا وزينتها، وحينها فيمتعهن ويسرحهن سراحًا جميلًا وفي إشارة ترهيب، وأنهن لو كن قد اخترن ذلك، فإنهن وقد باعدن بينهن وبين متاع الجنان أمدًا بعيدًا.

 

وحين يطيع نبيٌّ ربَّه، وليس يستأخر عن مراد ربه شيئًا، وفي دلالة على أن أوامر الله تعالى على الفور، لا التراخي؛ برهان صدق العبودية، ودلالة اليقين، بما قد أعده الله تعالى، ومن وعده ووعيده أيضًا.

 

ويكأن هذه الصِّدِّيقة؛ ومن جوابها كانت فطنتها، ومن اختيارها كانت رجاحتها.

 

المسألة الخامسة: الأسودان التمر والماء:

وهذا حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، وحين كان يمر الهلال على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يُوقَد في بيته نار؛ وكناية عن حياة الشَّظَف، ومن بين خلجاتها، هو ذلكم الرضا أيضًا، وبمقدورات رب العزة والجلال تبارك وتعالى.

 

وإلا أنها ولما سُئلت، وعن طعامهم، وحيث كان جوابها هو هذين الأسودين التمر والماء، وفي علامة بارزة، وسمة ظاهرة، على حسن الاختيار؛ ولأن في الماء والتمر ومن المنافع، ما يقيم صلبًا، وما يمنح، ويهب، ويزيد صحة، وما يذهب سقمًا، ما يعدل مزاجًا، وكفى بهذا فضلًا، وفائدة، وماهية، وإذ وماذا يريد عبد، ومن وراء صحة، وعافية، ومن بعدها، ومعها، ومصاحبتها، أكلة هنية، رضية، يسُدُّ بها رمقه؟

 

فعن عائشة أم المؤمنين: ((تُوفِّيَ النبي صلى الله عليه وسلم حين شبِعنا من الأسودين: التمر والماء))[4].

 

المسألة السادسة: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟

وهذا يوم الشعير، وما أدراك ما يوم الشعير؟! ويوم أن كانوا يعيشون عليه بغيرِ نخلٍ، ومن نفخة ها هنا، ومن صاحبتها هنالك، وما بقي يطبخونه، وعلى أية شاكلة كانت، وقد رضوا بقسمة ربهم تعالى، ومن غير ما قد يستشعره عبد، ومن ترف؛ برهان هذا الحديث العظيم الشأن.

 

ولحديث: ((سألت سهل بن سعد، فقلت: هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله، قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله، قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقِيَ ثريناه فأكلناه))[5].

 

المسألة السابعة: هذا فراش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

وفي طرح نبوي كريم ضافٍ وحين كان هكذا فرشه صلى الله عليه وسلم، دالة الزهد وبرهان التقشف وموجب صدق الرؤية، ولهذه الدنيا، ولما كانت، ومن نظره، وكما من قوله صلى الله عليه وسلم: ((لو كانت الدنيا تعدِلُ عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء))[6].

 

فعن عائشة أم المؤمنين: ((إنما كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أَدَمٍ، حشوه ليف))[7].

 

المسألة الثامنة: فسحة ديننا:

ويكأنه، وليس ممكنًا قبول هذا الطرح وحده، وإلا حين يكون هو الموجب، ويوم يكون هو المختار للعبيد الأبرار، ومن ربهم الغفار القهار، ولأنه يوم أن أغدق ربنا تعالى على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويوم النضير، وحين كان قد اتخذ ما يكفي لأهله سنة كاملة.

 

وفي هكذا جمع بين هذه الأدلة والبراهين، ومن أنه ولما يكون الوضع الراهن، هو ما يستدعي صبرًا، وعيشة على تمر وماء، وألَّا يدخر عبد فبها، وإلا أنه إذا أنعم الله تعالى، ووسع وأغدق على عبيده، فلا بأس، والأمر كذلك، أن يدخر سنة.

 

فعن عمر بن الخطاب: ((كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، ينفق على أهله منها نفقة سنته، ثم يجعل ما بقِيَ في السلاح والكِراعِ، عُدَّة في سبيل الله))[8].

 

المسألة التاسعة: ونُفِخَ في الصور:

وهذا شأن ترقُّب هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان هكذا سننه أيضًا، مراقبة لربه تعالى، ووجلًا منه سبحانه.

 

ويكأنك تقف على هذه المراقبة وشأنها أوفر وأكثر، وحين قد علمنا أن الله تعالى كان قد غُفر لهذا النبي صلى الله عليه وسلم، ما تقدم من ذنبه، وما تأخر؛ ومن قوله تعالى: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [الفتح: 1، 2].

 

وبه يكون موجب هذا الوجل، ومن حق العبيد كائنًا أيضًا؛ ولأنه وكلما كان العبد يقظًا قلبه، وإنما يهدأ قلبه أيضًا، وحين يستشعر هذه الهيبة، ولما يستحضر هذه الخشية أيضًا، ومن مولاه تعالى الحق المبين.

 

وهذا الذي كنا قد علمناه، عن هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان أخشى الناس، وأتقاهم لربه تعالى، وحين قد بُسطت أمامه، ومن دالات العظمة لربنا تعالى، ومما لم يُكشف لسواه، وعلى هذه الدرجة، ومما قد انكشف أمامه، ومما لم يكشف لسواه أيضًا؛ وحين قال: ((... أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغِب عن سنتي فليس مني))[9].

 

ويكأننا الآن، ومن أمام نص آخر، نقف منه، على هكذا وجل هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما قد ضرب مثال هذا الاستفهام التعجبي الإنكاري التقريري، وإذ كيف ينعَم، وقد تبلغ إلى علمه وحيًا، أن مَلَكَ النفخ والصور إسرافيل قد التقم صُوره، وها هو ينتظر الأمر أن ينفخ فينفخ.

 

وهذه صورة تحكي، ومن دلالات الخوف والوجل، ومما قد علمه هذا النبي، وقد حرَمه تنعُّمه، ولما قد كان منه تورم قدماه؛ تعبدًا، وخشوعًا، وخضوعًا، لرب عظيم، كان هذا أمره تعالى، وخلقه أيضًا.

 

ويكأنك تستحضر هذا الذي منه كان وجله؛ ومن هكذا تصوير بالتقام الصور التقامًا، وكناية عن أُهْبَةِ الاستعداد؛ لتنفيذ ما قد به أمر، ويوم أن يأذن الله تعالى ويكأنه أيضًا كان يومًا عظيمًا.

 

ولكنك قد وقفت أيضًا، وعلى كم كان شأن المقربين، ومن علمهم عن ربهم تعالى، ومما لم نعلمه نحن، ولما كان من أمره هو هكذا إصغاؤهم له، وهو هكذا تنفيذهم له، وهو هكذا طاعتهم له، ودونما قد نرى من أغيار، وحين يحومون حول الخطاب جدالًا، أو تبديلًا، أو تغييرًا، أو كتمانًا، أو تأويلًا غير صالح.

 

ويكأن هذا النفخ نفختان؛ ومن قول ربنا الرحمن سبحانه وتعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68].

 

ومنه كانت النفخة الأولى: نفخة الصعق، وكفاها اسمًا وتسمية من الله تعالى.

 

ولما كانت النفخة الثانية: نفخة القيام للحساب والجزاء، يوم يقوم الناس لرب العالمين، وحين رأينا قول ربهم الحق وحين: ((يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟))[10].

 

المسألة العاشرة: الناس كأسنان المشط سواسية:

وهذه ربانية هذا الدين، وتلك قاعدته الكبرى، مساواة، وإلفًا حسنًا، وحين يستشعر الناس أن لهم ربًّا، هكذا خلقهم سواسية، ومن دون تفرقة، ومن بين آحادهم على آحادهم أيضًا.

 

وهذه الخصيصة العظمى لها أثرها العظيم أيضًا، في شحذ النفوس، وأن تهتم بهكذا دين أذاب الفوارق، ولما كانت قد أقضَّت مضاجع قوم في القديم قد رأينا، وفي الحديث قد سمعنا وأبصرنا.

 

وهذا القاعدة الأصيلة من قواعد هذا الدين، وهي التي تتفق، ومع كونه دينًا عدلًا، وصراطًا مستقيمًا، وإذ لا حيف فيه، ولا ظلم، ولا جور، بل عدلًا، ونَصَفَةً، وقيمة لهذا الإنسان، ممهورة بتقديره، وتشريفه.

 

ولما كان هكذا، وضع الناس في قالب واحد، وإن اختلفت ألسنتهم، وألوانهم.

 

ويكأن هذا ومنضافًا إلى هكذا كان شأوا حسنًا، لديننا، وتأكيدًا على صنع هاتين السمتين صنعهما في النفوس والخواطر، وكانت به سامية بهذا الجنس البشري كله، رفعة وسموًّا، عاليًا ساميًا، سامقًا أيضًا.

 

وهذا الذي يحكيه لنا هذا الطرف، ومن سيرة هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان الناس يومهم هذا، ويوم الناس أيضًا هذا، وحين تألَّب عليه القوم، وحين حسبوا أنفسهم، من علٍ وأمام هذه الأعبد الجيَّاشة عواطفهم، والنبيلة مشاعرهم، والصافية قلوبهم، والتقية ألبابهم، وحين قعدوا ومن أمام هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن حوله يصطفُّون ناهلين علمًا، وسموًّا، ورقيًا، وبأنفسهم وقلوبهم، نحو هذا الأفق الأعلى، من السمو الأخلاقي، والرقي العقائدي، وحين رأينا دينًا أعلى من قاماتهم، ويوم داستها الجاهلية الأولى.

 

وها هم يتنطعون، ويلمزون، ويطلبون، ويعجزون هذا النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، منتهزين حرصه عليهم، وشفقتهم بهم، وأن يؤمنوا ولو دفع ثمنًا غاليًا.

 

لكن هذا الإحساس العالي، ومن هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حرصًا على هداية قومه، ولما كان شأوًا حسنًا، ولكنه ممهور بحفظ قيمة الإنسان كإنسان، ولا يقربن أحد نحو هذا الدائرة، وإلا لتدخلت السماء تدخلها المعهود أبدًا، ضبطًا للسلوك البشري كله، وفضلًا عن أن يكون نبيًّا رسولًا، كان قد أُعِدَّ سلفًا لقيادة هذه البشرية المعوجة سلفًا أيضًا.

 

هذا الثمن الذي تتطلبه الجاهلية، مرفوض ربانيًّا، وممقوت إلهيًّا؛ ولضبط قاعدة السلوك البشري العام، ولأنه ولئن أطاعهم في هذا المرة، لنُكتت أصول المساواة، ولانهارت قواعد التكريم، لجنس بني آدم قاطبة، وحين سمح بهكذا خرق يتسع يومًا، ومن بعد يوم آخر، ومنه تداس كرامات الناس البينية، وليس من رادع، ولما كان قد سمح لهم أول مرة وهكذا تُطأطئ رؤوس، وتندكُّ هامات القوم، ومن بينهم البين أيضًا، وبدل أن يتفرغوا لعبادة رب كريم، واحد أحد، فرد صمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وإذ ها هم يتفرغون لأقضية كاذبة خاطئة، ولما كانوا في غِنًى عنها أول مرة، وهذا الذي عالجه هذا الدين أول مرة، ووفق قاعدة المساواة، والعدالة بين الناس، وإلا بالتقوى والعمل الصالح، كانت وقفة السماء حازمة حاسمة، مع هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيما تكون قاعدة للأجيال أيضًا، وأنه ومن دخل هذا الدين، ومن بابه الصحيح، لا الخلفي، وذلكم أتقى وأنقى، وإلا فقد كان منه هذا التنزيل، ومن كثرته، وطول مقامه، ومُكْثِهِ، ومن الأنعام طولًا، ومن الكهف مساحة واسعة أيضًا.

 

وبه فقد وقفنا على كم كانت هذه الحقيقة، قرآنية فريدة عظيمة الشأن، ولما قد تولاها القرآن ذاته علاجًا حاسمًا، ناجعًا قويمًا مبينًا؛ وكيما لا تتأتى في النفوس آتية، ومن دونها يقع المحظور، ومن فواتها يكون المأمول.

 

وهذا الذي حكاه هذا الصحابي الكريم خباب، وحين كانوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإذ هو يقوم تاركهم، وهذا الشأن ومن حيث الوضع العام فلا شيء فيه ألبتة، ولكنه، وحين تنزل القرآن، الحكيم، الذكر المبين، وإلا أنك رأيت هذا النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وإذ هم يقومون، وإذ هو ماكث مكانه فلا يبرحه؛ أدبًا من السماء تلقَّاه، وتهذيبًا ومن ربه تعالى وَعَاه، وتأديبًا منه تعالى، كان قد ذكره به وأولاه، قولًا ومن معناه؛ وحين قال هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم يومًا: ((أدَّبني ربي فأحْسَنَ تأديبي))[11].

 

وغير أنك عالم، وبما قد كان عليه هذا القرآن الكريم، موجهًا وحاسمًا، وحازمًا ومقوِّمًا، هذا النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولأنه ومن ثَمَّ يقود أمة، وإذ ليس هذا وحسب، وإنما ليترك إرثًا في قيادة الجماهير تتناقله الأجيال، وجيلًا ومن بعد جيل آخر، ومن سموه، ومن رقيه، ومن مخاطبته الفِطَرِ السوِيَّة، والجِبْلات الخلقية العالية، وحين يقودها بهكذا ميزان الضبط، والمساواة، والعدالة، وجبران الخواطر، وألَّا يميل عن طرف، وإلى طرف آخر، ويكأن نظام العدالة، وإنما يقتضي ذلكم، وحين كان الناس ومن طبقة واحدة، ومن درجة واحدة، ومن نظرة واحدة، هي نظرة المساواة، لا المحاباة، ونظرة المحبة للجميع، ولو من نظرة محبة، وإنما يعبَق عبيرها كل بني آدم، ومن يوم هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

 

وإنه لهكذا كان دين الإسلام، وأول ما خاطب وحسم وجزم، وعلى القائد النبي محمد صلى الله عليه وسلم دينًا قيمًا، وليكون عبرة وسُننًا، لمن اهتدى أيضًا.

 

وحين يدخل العبد هذا الدين، وإنما يستصحب معه هذا الإرث النبوي الكريم، الذي هو إرث العدالة، وميزان المساواة أيضًا، ولما كانا جناحي إقامة النظام العام للأمم، وعلى هكذا الكرامة والعزة والسؤدد، أن يشعر كل آدمي بقيمته وعزته، ومن ظلال دينه الوارفة، هو هذا الإسلام الحنيف الخالد، مِظلَّة إلْفٍ وحنوٍّ ودفء للمشاعر، وأمَنَة للمستظلين ومن تحت ظله أبدًا.

 

المسألة الحادية عشرة: مرحلية علاج السماء:

ولأنك قد رأيت، ثم رأيت، وكيف كانت مرحلية علاج السماء، ومن أول مرة، ولما كان علاج مسألة المجالسة، وسواسية أمام الناس قاطبة، مواليهم وأحرارهم سواء، ومنه قد تنزل هذا القرآن، الذكر الحكيم؛ ومن قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 52].

 

وهذا الذي قال عنه خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه: ((فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا)).

 

ولأنك قد رأيت أيضًا، وكم كانت مراقبة السماء، لهذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن مرحلة تالية، وحين كان الأمر الرباني، أن يصبر على صحبه الكرام، ولما كان حالهم، وأنهم يدعون ربهم وحده بلا شريك، ولما كانوا مُفْرِديه بدعاء، وحين كانوا مختصِّين بأمره، ولا أمره إلا أمره، ومنه هكذا انزجارهم عن زجره، ولما كان لا نهي إلا نهيه، وكذا نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وهذا الذي نفيده؛ ومن قوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

 

وهو الذي قال عنه خباب أيضًا: ((فكنا نقعد مع النبي فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها، قمنا وتركناه حتى يقوم)).

 

فعن خباب بن الأرت: في قوله تعالى ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ [الأنعام: 52] إلى قوله: ﴿ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 52]، قال: ((جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخبَّاب، قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم، فأتَوه فخَلَوا به، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا به العرب فضلنا؛ فإن وفود العرب تأتيك، فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعْبُد، فإذا نحن جئناك فأقِمهم عنك، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابًا، قال: فدعا بصحيفة ودعا عليًّا ليكتب ونحن قعود في ناحية، فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 52]، ثم ذكر الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن فقال: ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53]، ثم قال: ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54]، قال: فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم، قام وتركنا، فأنزل الله: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ [الكهف: 28]، ولا تجالس الأشراف ﴿ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾ [الكهف: 28]؛ يعني: عيينة والأقرع، ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، قال: هلاكًا، قال: أمر عيينة والأقرع ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا، قال خباب: فكنا نقعد مع النبي، فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها، قمنا وتركناه حتى يقوم))[12].

 

المسألة الثانية عشرة: واللهِ إنِّي لأرجو أنْ أكونَ أخشاكم للهِ وأعلَمَكم بما أتَّقي:

وهذه التقوى وأهميتها؛ ولأنها سبيل العبيد، إلى نيل رضا ربهم المجيد الحميد، سبحانه وتعالى، وهذه أسبابها وموجباتها، وتلك دلائلها، ومن هَدْيِ خاتم النبيين، ومن سنن سيد المرسلين، وبرهان التوقيف عند النصوص والهدي، وألَّا تُفتح أبواب الاستحسان العقلي مشرعة؛ ولأنه والحال كذلك تندرس معالم الشريعة، وحين قد كُفِيَ الناس هذا الجانب، وإنما بقيت أمامهم مساحات الاعتبار والتفكر، والاتعاظ والتدبر، والاستنباط الشرعي، الممهور بقواعد الشرع الحنيف أيضًا.

 

ولأن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وإنما هو الموحَى إليه، ومنه فقد أمرنا باتباعه، واقتدائه، سَننًا، وهديًا حسنًا.

 

وهذا الذي فعله صحابته الأخيار، وإذ كانوا قد تربَّوا على مائدته، ولربما ساغ لأحدهم الفتوى؛ ولأنهم قد استقَوا علمًا عنه وفيرًا، كثيرًا، عظيمًا، كان قد أهَّلهم، والحال كذلك، أن يكونوا أهل هذه الفتوى.

 

ولكنهم ومن هديهم، وإنما كانوا يروحون إلى هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يستفتونه ليُفتيهم، ويسألونه ليجيبهم، هديًا لنا أيضًا.

 

وهذا الذي كان منه، وحين راح أحدهم إليه صلى الله عليه وسلم يسأله، وكيف عن استيقاظه، وحين أدركته الصلاة، وهو جُنُبٌ، أفيصح صومه؟ ولما كان اهتمامهم هكذا بأداء شعائر ربهم، صومًا، وصلاة، وغيرهما، وعلى وجهه المسنون، وعلى طريقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ولكن هذا النبي صلى الله عليه وسلم، كان قد قدم الجواب، وعلى مائدة إحسان القول كله، وحين لم يقل وأن نعم، بل وحين أنبأ الرجل، ومن أنه صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك تمامًا، ولم يمنعه من أن يصوم.

 

وفيه ومن حسن الجواب، وكأعظم من حسن السؤال، أمة كان هذا سبيلها، وخلقها، ورشدها، ولما كان منه اهتمامهم بأمور دينهم على ما أنِفَ.

 

لكن هذا الرجل الصحابي الكريم، ولايزال يُمْعِن في وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه قد غفر الله تعالى له، ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وفي محاولة للتذكير، ولربما كان من فعله صلى الله عليه وسلم هذا خصيصة له وكما كانت من خصائصه غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وفي مداركة أخرى لكم كان أولاء أحرص، على أداء شعائر ربهم، وعلى الوجه الذي يرضاه منهم ربهم.

 

ويكأنه صلى الله عليه وسلم، وحين كان من أعلامه، هي هذه الخشية، وهي هذه التقوى، وعلى طراز آخر، وهذا الذي كان من سببه جوابه، وحين كرر الرجل سؤاله، وعلى وجه آخر رأيته وما أنف.

 

ويكأنك أيضًا قد وقفت، على أنه؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم كان أخشى، وكان أتقى الناس، ومنه كان هذا جوابه؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم ينشر علمًا، وفُتيا، ليست تقف عند السائل وحسب، بل تمتد إلى غيره؛ لتشمله أيضًا، وفي كل نظير، وإلى أن يرث الله تعالى الأرض، ومن عليها، ولعل هذا هو الذي فات هذا الرجل، ومن سؤاله التالي أيضًا.

 

ومنه هو هذا الاسم الموصول، ومن قوله صلى الله عليه وسلم: (وبما)؛ دلالة على كثرة طرق الخير، وأنها ليست تقف على هكذا سؤال وإجابته، بل إن طرقها لكثيرة، ويقف عندها كل دارس لهدي هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان قد مكث بين أظهر أولاء الصحب الكرام ثلاثة وعشرين عامًا كاملة، هاديًا، ومبشرًا، ونذيرًا.

 

وانظر وكيف كان يصوم، وحتى ظنوا أنه ليس يفطر، وأنه كيف كان يفطر، حتى ظنوا أنه ليس يصوم؛ ولحديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن ألَّا يصوم منه، ويصوم حتى نظن ألَّا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليًا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته))[13].

 

وأنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم لَيْلَهُ، وحتى تورمت قدماه، وحين سُئل، وكان جوابه، هو هذا الشكر الواجب، على العبيد؛ فطرة، وجِبْلَة، لربهم الحق سبحانه؛ ومن حديث المغيرة بن شعبة: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا))[14].

 

وليس يكون من أداء العبد عبادته؛ تحصيلًا لأجر، أو حصولًا على مَغْنَمٍ، وأن نعم، وإلا أن مقام الربوبية الأعلى، يصبغ العبيد بهكذا صبغة الشكر، ولما كان قد خلقهم ربهم سبحانه أول مرة؛ ومن قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

ولما كان من هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقوفًا على هكذا محبة القرآن، وتلاوته، وحين قام ليلة كاملة، يرتل آية واحدة، وقفت منها لي كم ربك بك رحيمًا!

 

فعن أبي ذر الغفاري: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها والآية: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]))[15].

 

أو أن يؤم الناس في الصلاة ليقرأ في ركعة واحدة ثلاثًا من سور القرآن، ومن السبع الطوال؛ ولحديث حذيفة بن اليمان: ((صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذٍ تعوَّذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه، وفي رواية زيادة: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد))[16].

 

المسألة الثالثة عشرة: حُبِّب إليَّ من دنياكم:

وحين كان قد حُبِّب إليه من دنيا الناس ثلاث؛ هن النساء، والطِّيب، وجُعلت قرة عينه في الصلاة.

 

وإن كل ذلك، وإلا قيامًا بواجب العبودية لله تعالى، العلي، الأعلى، سبحانه وتعالى.

 

وعلى هذا الأساس، ينظر إلى كون هذه الأمور، ولما كان من أهميتها هكذا خصوصية النص عليها، وأنها قد حُبِّبت إلى هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ربه تعالى؛ وكناية عن أهميتها.

 

ولعل هذا الذي نقف عليه، وحين كانت البشرية غارقة في ظلمها المرأةَ، ولما يأتِ دين الإسلام؛ ليكرمها، فيُشكَر ربٌّ كريم، كان هذا سننه، وحين جعل من المرأة القارورة، محبَّبة إلى معاشر الرجال؛ شفقة، ورحمة، وإكرامًا، وحين كان منهن الأم، والأخت، والخالة، والعمة، والزوجة، ومنه أيضًا ما كُنَّهُ، ومن كونهن حرثًا، ومن إلفهن لباسًا، وسكنًا حسنًا.

 

وهذا الطِّيب، وحين كان من سبب، لتحصيل السرور، وإدخاله على النفوس، بهجة وفرحًا.

 

وهذه الصلاة، وحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها بلالا، وأن أرحنا بها؛ ولحديث: ((يا بلال، أقِمِ الصلاة، أرحنا بها))[17].

 

ولما كان من هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم أيضًا، ومن حديث حذيفة بن اليمان قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ صلَّى))[18].

 

فعن أنس بن مالك: حُبِّب إليَّ من الدنيا النساء، والطِّيب، وجُعل قرة عيني في الصلاة))[19].

 


[1] صحيح البخاري: 4913.
[2] صحيح الجامع، الألباني: 5294.
[3] سنن أبي داود، أبو داود: 4999، خلاصة حكم المحدث: سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح.
[4] صحيح البخاري: 5383.
[5]صحيح البخاري: 5413.
[6] صحيح الترمذي، الألباني: 2320.
[7] صحيح الترمذي، الألباني: 1761.
[8] صحيح البخاري: 4885.
[9] صحيح البخاري: 5063.
[10] صحيح البخاري: 7382.
[11] ضعيف الجامع: 249.
[12] صحيح ابن ماجه، الألباني: 3346.
[13] صحيح البخاري: 1141.
[14] صحيح البخاري: 4836.
[15] صحيح ابن ماجه، الألباني: 1118.
[16] صحيح مسلم: 772.
[17] صحيح أبي داود، الألباني: 4985.
[18] صحيح أبي داود، الألباني: 1319.
[19] صحيح النسائي، الألباني: 3949.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الفتوى
  • من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم عند القبر
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التبسم
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإيثار
  • خطبة: الهدي الإسلامي في الوقاية من الأوبئة
  • هدي النبي في التعليم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • إتحاف اللبيب في سيرة الشيخ عبدالعزيز أبو حبيب (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • إتحاف الطالب الحاذق اللبيب بما يحصل العلم الرحيب الرطيب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الطالب الحاذق اللبيب، بما يحصِّل العلم الرحيب الرطيب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تذكرة اللبيب بوفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • موارد ومصادر كتاب أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطات كتاب: "كفاية اللبيب في حل شرح أبي شجاع للخطيب" للمدابغي (ت: 1170هــ) في المكتبة الأزهرية(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب