• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

مختصر الكلام في التنبيه على فضل الصلاة والسلام علي خير الأنام

مختصر الكلام في التنبيه على فضل الصلاة والسلام علي خير الأنام
وليد بن أمين الرفاعي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/7/2023 ميلادي - 17/12/1444 هجري

الزيارات: 8552

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مختصر الكلام في التنبيه على فضل الصلاة والسلام على خير الأنام

صلى الله عليه وسلم

(ومعه)

ذكر المخالفات والبدع في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب "رياض الصالحين"، وفي كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتاب "الأذكار"، باب الأمر بالصلاة عليه وفضلها وبعض صيغها: قال اللَّه تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


1397- وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أنه سمع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّه عليه بها عشرًا))؛ رَوَاهُ مُسلِمٌ.


1398- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((أوْلَى الناس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً))؛ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.


1399- وعن أوس بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ))، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْت؟ (قال: يقول بَلِيْتَ) قال: ((إن اللَّه حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء))؛ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.


1400- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((رغم أنف رجل ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ))؛ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.


1401- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا قبري عيدًا، وصَلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم))؛ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.


1402- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن أحدٍ يُسلِّم عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ رُوحي حتى أردَّ عليه السلام))؛ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.


1403- وعن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((البخيلُ مَنْ ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ))؛ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.


1404- وعن فضالة بن عبيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سمع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته لم يُمجِّد اللَّه تعالى ولم يُصَلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((عجل هذا ثم دعاه))، فقال له أو لغيره: ((إذا صلَّى أحدُكم فليبدأ بتحميد ربِّه سبحانه والثناء عليه، ثم يُصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء))؛ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وقال: حديث حسن صحيح.


1405- وعن أبي محمد كعب بن عجرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، قد علمنا كيف نُسلِّم عليك، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهُمَّ صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد كما باركْتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


1406- وعن أبي مسعود البدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتانا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة رَضِيَ اللَّه عنهُ فقال له بشير بن سعد: أمرنا اللَّه أن نصلي عليك يا رَسُول اللَّهِ، فكيف نصلي عليك؟ فسكت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسألْهُ، ثم قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليتَ على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركْتَ على إبراهيم، إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم))؛ رَوَاهُ مُسلِمٌ.


1407- وعن أبي حميد الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قالوا: يا رَسُول اللَّهِ، كيف نُصلِّي عليك قال: ((قولوا: اللهُمَّ صَلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ؛ ا هـ.


قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى: فهذه الآية الكريمة مع الأحاديث كلها تدل على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن مَنْ صلَّى عليه واحدةً صلى الله عليه بها عشرًا؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، يقول الله جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، والصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ورحمته إياه، ومنها: الدعاء، نقول: "اللهم صل على رسول الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"، هكذا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، فيشرع لنا الإكثار من ذلك في الليل والنهار في كل وقت ولا سيما بعد الأذان، إذا أذن وقال: لا إله إلا الله أجبت المؤذن، تقول بعد لا إله إلا الله، تصلي على النبي: "اللهم صَلِّ على محمد، وعلى آل محمد... إلى آخره"، ثم تقول: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد"؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة يوم القيامة))، فينبغي الإكثار من الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام.


ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاةً))، أولى الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم أكثرُهم عليه صلاة عن إيمان به، وعن محبة له عليه الصلاة والسلام واتباعًا لشريعته، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يومَ الجمعة)) وفي اللفظ الآخر: ((خيرُ أيامِكم يومُ الجمعة؛ فيه خُلِق آدم، وفيه أُدْخِل الجنة، وفيه أُهبِط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يُرَدُّ فيها سائلٌ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيها؛ فإن صلاتَكم معروضةٌ عليَّ)) قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ (أرِمْتَ يعني بليت)، قال: ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، روحهم في أعلى عليِّين، ومَنْ صلَّى عليه وسلم عليه ترد عليه روحه حتى يرد عليه السلام)) كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أحدٍ يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام))، ويمكن أن تحمل الملائكة الصلاة عليه إليه عليه الصلاة والسلام، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)) عليه الصلاة والسلام، فالإكثار من الصلاة عليه والسلام عليه يبلغه عليه الصلاة والسلام، ويرد على من سلَّم عليه، فينبغي الإكثار من ذلك على ما جاء في الأحاديث الصحيحة في صفة الصلاة عليه التي بيَّنها صلى الله عليه وسلم قال: قولوا: ((اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)) هذه صفة الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، أما السلام فقد بيَّنه: ((السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته))؛ ولهذا لما علمهم الصلاة قال: ((أما السلام فقد علمتم))؛ وهو أن يقول الإنسان: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، أو "السلام عليك النبي ورحمة الله وبركاته"، أو "السلام على النبي محمد ورحمة الله وبركاته"، المقصود أنه عَلَّمنا كيف نُصلِّي وكيف نُسلِّم عليه الصلاة والسلام، فصلَّى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، وفَّق الله الجميع؛ ا هـ.


وقد أمر الله سبحانه في كتابه العزيز عباده المؤمنين بالصلاة على نبيِّه وصفوته من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جل ثناؤه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإنه من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا))، وأخرج أحمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صَلُّوا عليَّ فإنها زكاة لكم، وسَلُوا لي الوسيلة من الجنة)).


وعن عبدالرحمن بن عوف: قلت: يا رسول الله، سجدْتَ سجدةً خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها، فقال: ((إن جبريل أتاني فبشَّرني أن الله عز وجل يقول لك: مَنْ صَلَّى عليك صلَّيْتُ عليه، ومن سلَّم عليك سلمتُ عليه، فسجدتُ لله شكرًا))؛ رواه أحمد وغيره.


وأفضل الأوقات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها؛ لحديث أوس الثقفي رضي الله عنه قال: ((من أفضل أيامكم يومُ الجمعة؛ فيه خُلِق آدم وفيه قُبِض، وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ))؛ رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وصحَّحَه.


والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور الواجبة في العمر.. قال ابن كثير في تفسيره: وحكى بعضُهم أنه إنما تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في العمر مرة واحدة امتثالًا لأمر الآية، ثم هي مستحبة في كل حال، وهذا هو الذي نصره عياض بعدما حكى الإجماع على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الجملة.


وعلى العموم فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضلًا عن كونها امتثالًا لأمر الله بها فهي أيضًا مرغب فيها؛ لما لها من الفضل والخير، والمحروم بل والبخيل من سمع ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُصَلِّ عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((البخيل من ذكرت عنده ثم لم يُصلِّ عليَّ))؛ رواه أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


وإن من الأخطاء التي تحصل من بعض الناس مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: زيادة لفظ "سيدنا" في الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهُّد الأخير من الصلاة.


وزيادتها لم ترد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أسيادنا من بعده، وهم أصحابه رضي الله عنهم، ولا عن التابعين لهم، ولا عن الأئمة الأربعة.


بل ذكر الحافظ المحدث ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله أن فقهاء المسلمين الأوائل قاطبة لم يقع في كلام أحدهم زيادة لفظ "سيدنا" مع الصلاة الإبراهيمية عند التشهُّد الأخير من الصلاة.


ولا ريب عند كل محب لله ورسوله أن الاقتصار في العبادات على ما جاء في السنة النبوية وموافقتها هو الواجب والأكمل والأعظم أجرًا.


ومن هذه الأخطاء: الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء الخطبة إذا ذَكر الخطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.


والعلماء لهم في صلاة المستمِع للخطبة على النبي صلى الله عليه وسلم قولان، منهم من قال: إنه يصلي عليه ولكن سرًّا في نفسه؛ للأحاديث العامة الواردة في الصلاة عليه عند ذكره، ولأن الصلاة عليه دعاء، والدعاء السنة فيه الإسرار، ومنهم من قال: إنه يسكت ولا يصلي عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صَحَّ عنه أنه قال: ((إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ))، فمنعه النبي من تسكيت المتكلِّم في أثناء الخطبة مع أنه أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهو واجب، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سُنَّة، والسنة أولى بالسكوت من الواجب، ولم يقل أحد من أهل العلم من السلف الماضين: إن السنة هي الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.


ومن هذه الأخطاء: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جماعيًّا بصوت متوافق مرتفع، ومن بحث عن هذه الطريقة فلن يجدها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم، ولا عن التابعين وباقي سلف الأمة الصالح، ولا عن الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وتلامذتهم.


وسيجد هذه الطريقة عن أقبح الناس عقيدةً ومذهبًا، وهم الشيعة الرافضة، وغلاة الصوفية، فهم من بدأها، وجاء بها إلى الناس، ونشرها في بلدانهم ومساجدهم ومجالسهم.


بل نقل الإمام المفسر ابن جرير الطبري رحمه الله وغيره: كراهية رفع الصوت بالذكر والدعاء عن عامة السلف الصالح من الصحابة والتابعين.


فكيف إذا اجتمع مع رفع الصوت، ترديدها جماعيًّا، هذا أشد في الذم وأعظم.


وصلاة العبد على النبي صلى الله عليه وسلم دعاء له، والدعاء يكون بين العبد وربه.


ومن هذه الأخطاء: زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان والإقامة، وعند صعود الخطيب المنبر.


وقد تكاثرت الأحاديث والآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم، في صيغ الأذان والإقامة وفي الخطبة وليس فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المواضع، ولا قال بها أحد من السلف الصالح، ولا أئمة المذاهب الأربعة وأئمة الفقه والحديث في أزمنتهم، ولا في زمن مَن بعدهم، ولا وردت في كتبهم، وإنما أحدثها وابتدعها الروافض وغلاة الصوفية في القرون المتأخرة، وخالفوا بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير الهَدْيِ هَدْيُه صلى الله عليه وسلم، وكل بدعة ضلالة بنصِّ حديثه صلى الله عليه وسلم الصحيح، فقد قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: "كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، وَيَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".


وقد قال الإمام ابن تيمية الحراني رحمه الله عن هذه الأخطاء الثلاثة المتقدمة: "واتفق المسلمون على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء كله سرًّا أفضل؛ بل الجهر ورفع الصوت بالصلاة بدعة، ورفع الصوت بذلك أو بالترضِّي قدام الخطيب في الجمعة مكروه أو محرم بالاتفاق"؛ ا. هـ.


وقال ابن القيم رحمه الله: "والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانت من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى؛ فلكل ذِكر موطنٌ يخصه، لا يقوم غيره مقامه فيه، قالوا: ولهذا لا تشرع الصلاة عليه في الركوع، ولا السجود، ولا قيام الاعتدال من الركوع"؛ "جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام صلى الله عليه وسلم" (1/ 424).

 

وهذه بعض الصيغ المبتدعة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أسوقها لتمام الفائدة:

1- الصلاة بلفظ: (اللهمَّ صلِّ على محمدٍ حتى لا يبقى من صلاتِك شيء، وسلِّم على محمدٍ حتى لا يبقى من سلامِك شيء، وبارك على محمدٍ حتى لا يبقى من بركاتِك شيء).


ورُوي هذا اللفظ من حديث ابن عمر رضي الله عنه، ذكره ابن عراق الكتاني الشافعي في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة"؛ (تنزيه الشريعة، ابن عراق الكتاني، (2 / 332 - 333).


ونقل عن الحافظ السخاوي قولَه في "القول البديع": (حديثُ ابنِ عمرَ لا يصح)؛ (القول البديع، السخاوي، ص447).

وهذا اللفظ باطلٌ أيضًا من حيث المعنى؛ فقد بيَّن شيخُ الإسلام ابن تيمية وجوهَ بطلانِه، فقال: "ليس هذا الدعاءُ مأثورًا عن أحدِ السلفِ، وقولُ القائلِ: "حتى لا يبقى من صلاتِك شيءٌ ورحمتِك شيءٌ" إن أرادَ به أن يَنْفَدَ ما عند اللهِ من ذلك، فهذا جاهلٌ، فإن ما عند اللهِ من الخيرِ لا نفادَ له، وإن أرادَ أنه بدعائِه معطيه جميعَ ما يمكن أن يُعطاه، فهذا أيضَا جهلٌ، فإن دعاءَه ليس هو السبب المُمَكِّن من ذلك"؛ (مجموع فتاوى ابن تيمية، (22/470)).


2- صلاة الفاتح ولفظها: (اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمد الفاتح لما أُغْلِق، والخاتم لما سَبَق، ناصر الحقِّ بالحقِّ، والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم)؛ (أحزاب وأوراد القطب التيجاني، ص (11)، نقلًا عن: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، محمد أحمد أبو لوح، (1/ 290-291).


3- وقولهم: (ألفين ألف صلاة على محمد، و"ميتين ألف" للعربي كرامة... إلخ).


4- وقولهم: (صلِّ على محمد عدد حروف القرآن حرفًا حرفًا، وعدد كل حرفٍ ألفًا ألفًا، وعدد صفوف الملائكة صفًّا صفًّا).


5- وقولهم: (صلِّ على محمدٍ زِنَة بحارِك، وعددَ أمواجِها، واضطراب المياه العذبة والملحة... إلخ)؛ ا هـ.


وقد وقع هؤلاء القوم في بدع متعددة، أو في بدعة من وجوه متعددة، ومن ذلك:

1. أنهم جعلوا هذه الصلاة بمناسبة عيد! المولد النبوي، وهي مناسبة بِدْعِيَّة.


2. تحديدهم لعدد معيَّن، وحساب ذلك لأنفسهم، وعلى الناس، وهو ما لم يأت في شرع الله تعالى، والمسلم له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، لكن بدون تحديد عدد معين، فلا يخصص بدون دليل يخصص، ولا يقيد بدون دليل يقيد، ومثاله: أن يأتي لذِكر مطلق فيحدده بعدد من كيسه.


وما أحق هؤلاء بقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنهم، لأسلافهم من المبتدعة: (أحصوا سيئاتكم، وأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء)؛ رواه الدارمي في مقدمة سننه (204).


3. أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست من الأذكار العامة الجماعية؛ بل هي ذِكر خاص بين العبد وربِّه تعالى.


وأخيرًا: الواجب على من اخترع هذه الطريقة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوب من بدعته هذه، وأن يكُفَّ عن دعوة الناس للمشاركة بها، والواجب على من علم بِدْعِيَّة ذلك: أن ينهى الناس عن المشاركة فيه، أو الدعوة إليه، والاغترار بكلام أهله.


ولا يظن بعاقل أنه يمنعهم من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم استجابة للأمر الرباني، وتحقيقًا للترغيب النبوي؛ لكن ليس بمثل هذه الطُّرُق المبتدعة يُتقرب إلى الله بهذا الذِّكر، ولا بغيره.


والله المستعان وعليه التكلان، ونسأله سبحانه وتعالى الهداية لنا جميعًا لما فيه الخير، وصلى الله على خير الأنام صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مسك الختام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام (1)
  • مسك الختام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام (2)
  • بشارة ملائكية في فضل الصلاة والسلام على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم
  • فضل الصلاة والسلام على خير الأنام
  • فضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الصلاة يا شباب (خطبة)
  • الصلاة في أول وقتها من أفضل الأعمال
  • لولا الصلاة لكنا مثلهم
  • نحو السلام الداخلي
  • خطبة: بهيمة الأنام

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة شرح ألفاظ التنبيه وتهذيب لغاتها واشتقاقها (الجزء الثالث)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التحرير شرح ألفاظ التنبيه وتهذيب لغاتها واشتقاقها(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فضل الإله في التنبيه على خطورة التهاون في تسوية الصفوف في الصلاة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التنبيه على حديث لا أصل له في فضل صلاة آخر جمعة من رمضان (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • التنبيه على كذب أثر منسوب لعمر في فضل العالم على العابد (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الموازين .. مختصر تنبيه الغافلين (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموازين مختصر تنبيه الغافلين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مختصر البلغة في أصول الفقه: مختصر من كتاب (بلغة الوصول إلى علم الأصول) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مختصر الجمع بين الصحيحين أو "تسديد المختصرين" (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المختصر المفيد لنظم مقدمة التجويد: (مختصر من نظم "المقدمة" للإمام الجزري) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب