أربعون حديثا في الحياء

أربعون حديثًا في الحياء

الحديث الأول:

عن عبدالله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره رضي الله عنهم: ((أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارًا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه، وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بِتَرْجُمانه، فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعُم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدنوه مني، وقرِّبوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل عن هذا الرجل، فإن كَذَبَني، فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يَأْثِروا عليَّ كذبًا، لكذبتُ عنه...))؛ [أخرجه البخاري رقم: (7)]، وفي رواية (2782): ((قال أبو سفيان: والله لولا الحياء يومئذٍ من أن يأثر أصحابي عني الكذب، لكذبته حين سألني عنه، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته)).

الحديث الثاني:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان))؛ [أخرجه البخاري رقم: (9)، ومسلم رقم: (35)].

الحديث الثالث:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دَعْهُ؛ فإن الحياء من الإيمان))؛ [أخرجه البخاري رقم: (24)، ومسلم رقم: (36)].

الحديث الثالث:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنك لتستحيي حتى كأنه يقول قد أضر بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعه؛ فإن الحياء من الإيمان))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5767)].

الحديث الرابع:

عن أنس رضي الله عنه قال وفيه: ((وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء...))؛ [أخرجه البخاري رقم: (4515)].

الحديث الخامس:

عن أبي سعيد رضي الله عنه يقول: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياء من العذراء في خدرها))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5768)].

الحديث السادس:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن موسى عليه السلام كان رجلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده؛ إما برصٌ، وإما أُدْرَة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانًا، أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه، فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا؛ فذلك قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69]))؛ [أخرجه البخاري رقم: (3223)].

الحديث السابع:

عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحياء لا يأتي إلا بخير، فقال بشير بن كعب: مكتوب في الحكمة إن من الحياء وقارًا، وإن من الحياء سكينة، فقال له عمران: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5766)، ومسلم رقم: (37)].

الحديث الثامن:

عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5769)].

الحديث التاسع:

عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: ((جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غُسلٌ إذا احتلمت؟ فقال: نعم، إذا رأت الماء))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5770)].

الحديث العاشر:

عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ المؤمن كمثل شجرة خضراءَ، لا يسقط ورقها ولا يتحاتُّ، فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فأردت أن أقول: هي النخلة، وأنا غلام شاب فاستحييت، فقال صلى الله عليه وسلم: هي النخلة))، وعن ابن عمر رضي الله عنه مثله وزاد: ((فحدثت به عمر فقال: لو كنت قلتها لكان أحب إليَّ من كذا وكذا))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5771)].

الحديث الحادي عشر:

عن أنس رضي الله عنه يقول: ((جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، فقالت: هل لك حاجة فيَّ؟ فقالت ابنته: ما أقل حياءها، فقال أنس: هي خير منكِ عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسها))؛ [أخرجه البخاري رقم: (5772)].

الحديث الثاني عشر:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((الحياء والإيمان قُرنا جميعًا، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر))؛ [أخرجه الحاكم رحمه الله (1/ 22)، وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 215) لشيخنا مقبل رحمه الله، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب رقم: (2636)].

الحديث الثالث عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبَذَاء من الجفاء، والجفاء في النار))؛ [الترمذي رقم: (4184)، وابن حبان رقم: (1929)، والحاكم (1/ 52، 53)، وقال شيخنا مقبل رحمه الله في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 214): هو حديث حسن، وصححه بشواهده، وله شاهد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه في الأدب المفرد رقم: (1314)، وابن ماجه رقم: (4184)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (495)].

الحديث الرابع عشر:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل دين خُلُقًا وخُلُق الإسلام الحياء))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (4181)، وصححه الألباني رحمه الله بمجموع طرقه كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (940)].

الحديث الخامس عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء من الإيمان، وأحيا أمتي عثمان))؛ [رواه ابن عساكر (11/ 97/ 1)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1828)].

الحديث السادس عشر:

عن قرة المزني رضي الله عنه قال: ((كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذُكر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله، الحياء من الدين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحياء، والعفاف، والعيَّ - عيَّ اللسان لا عيَّ القلب - والفقه من الإيمان، وإنهن يَزِدْنَ في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق، وإنهن ينقصن من الآخرة، ويزدن في الدنيا، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا))، قال إياس: فحدثت به عمر بن عبدالعزيز، فأمرني فأمليتها عليه، ثم كتبه بخطه، ثم صلى بنا الظهر والعصر، وإنها لفي كفِّه ما يضعها؛ [أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة (1/ 311)، سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (3381)].

الحديث السابع عشر:

عن يعلى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يغتسل بالبَراز بلا إزار، فصعِد المنبر فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر))؛ [أخرجه أبو داود رقم: (4012)، والنسائي (1/ 70)، والبيهقي (1/ 198)، وصححه الألباني رحمه الله في إرواء الغليل رقم: (2335)].

الحديث الثامن عشر:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... وأصدقهم حياء عثمان...))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (3790)، وابن ماجه رقم: (154)، وابن حبان رقم: (2218) و(2219)، والحاكم (3/ 422)، سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1224)].

الحديث التاسع عشر:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... ألَا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2401)، وبنحوه عند ابن راهويه في مسنده (108/ 1) بلفظ: ((... يا عائشة ألَا أستحي من رجلٍ والله إن الملائكة لتستحي منه))].

الحديث العشرون:

عن سعيد بن العاص أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان رضي الله عنه حدثاه وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذِنت له على تلك الحال ألَّا يبلغ إليَّ في حاجته))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2402)].

الحديث الحادي والعشرون:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ليلة أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة وفيه: ((قال موسى عليه السلام: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا موسى، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه))؛ [أخرجه البخاري رقم: (7079)، ومسلم رقم: (162)].

الحديث الثاني والعشرون:

عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه: ((أنه مرَّ وصاحب له بأيمن، وفئة من قريش قد حلوا أُزُرهم فجعلوها مخاريق يجتلدون بها وهم عراة، وفيه: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم، فلما أبصروه تبددوا، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا حتى دخل، وكنت وراء الحجرة فسمعته يقول: سبحان الله! لا من الله استحيوا، ولا من رسول الله استتروا))؛ [أخرجه أحمد (4/ 191) وغيره، سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (2991)، وصحيح السيرة (ص:139-140)].

الحديث الثالث والعشرون:

عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استحيُوا، فإن الله لا يستحي من الحق...))؛ [أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 322)، والبزار في مسنده، والخرائطي في مساوئ الأخلاق وغيرهم، سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (3377)].

الحديث الرابع والعشرون:

عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يستحيي من الحق ثلاث مرات...))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (1924)، وأحمد (5/ 213)، وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم: (2005)، وصحيح الترغيب رقم: (2427)].

الحديث الخامس والعشرون:

عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحياء والعِيُّ شعبتان من الإيمان، والبَذاء والبيان شعبتان من النفاق))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (2027)، وصححه الألباني].

الحديث السادس والعشرون:

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك، فقد استحيا من الله حق الحياء))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (2458)، وأحمد (1/ 387)، صحيح الترغيب رقم: (1724- 2638- 3337)].

الحديث السابع والعشرون:

عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (1974)، صحيح الترغيب رقم: (2635)].

الحديث الثامن والعشرون:

عن سلمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرًا، أو قال: خائبتين))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (3865)، وصححه ابن حبان رقم: (877)، والألباني في صحيح أبي داود رقم: (1337-الأم)].

الحديث التاسع والعشرون:

عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: ((قلت يا رسول الله، عوراتنا، ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك، إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت ألَّا تريها أحدًا فلا ترينَّها، قلت: يا رسول الله، فإن كان أحدنا خاليًا؟ قال: فالله أحق أن يُستحيا منه من الناس))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (1920)، حسنه الألباني، وفي رواية لأحمد (5/ 4): ((ووضع يده على فَرْجه))].

الحديث الثلاثون:

عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسْجَدَ لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء؛ فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم ويذكر ذنبه فيستحي، ائتوا نوحًا؛ فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون، فيقول: لست هناكم ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى عبدًا كلمه الله وأعطاه التوراة، فيأتونه، فيقول: لست هناكم ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه، فيقول: ائتوا عيسى عبدالله ورسوله، وكلمة الله، وروحه...))؛ [أخرجه البخاري رقم: (4206)].

الحديث الحادي والثلاثون:

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجتمع المؤمنون يوم القيامة يلهمون -أو يهمون شكَّ سعيد - فيقولون: لو تشفَّعنا إلى ربنا فأراحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، فاشفع لنا عند ربك يُرِحْنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم، ويذكر ويشكو إليهم ذنبه الذي أصاب، فيستحي من ذلك، ولكن ائتوا نوحا؛ فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم، ويستحي من ذلك...))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (4312)].

الحديث الثاني والثلاثون:

عن أنس رضي الله عنه قال: ((لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حَيسًا في تور من حجارة، فقال أنس رضي الله عنه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فادْعُ لي من لقيتَ من المسلمين، فدعوت له من لقيت فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون، ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه، وقال فيه ما شاء الله أن يقول، ولم أدَعْ أحدًا لقيته إلا دعوته، فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا وبقي طائفة منهم، فأطالوا عليه الحديث فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحي منهم أن يقول لهم شيئًا فخرج وتركهم في البيت؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ [الأحزاب: 53] - قال قتادة: غير متحينين طعامًا - ﴿ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا ﴾ [الأحزاب: 53]، حتى بلغ ﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1428)].

الحديث الثالث والثلاثون:

عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة الأنصاري، عن جدته أم سليم قالت: ((كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت تدخل عليها، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت أم سليم: يا رسول الله، أرأيتَ إذا رأت المرأة أن زوجها يجامعها في المنام أتغتسل؟! فقالت أم سلمة: ترِبت يداكِ يا أم سليم، فضحكت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أم سليم: إن الله لا يستحي من الحق، وإنَّا إنْ نسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما أشكل علينا خيرٌ من أن نكون منه على عمياء...))؛ [أخرجه أحمد (6/ 337)، سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/ 862)].

الحديث الرابع والثلاثون:

عن هشام، عن أبيه قال: ((كانت خولة بنت حكيم رضي الله عنها من اللائي وَهَبْنَ أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشة رضي الله عنها: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟ فلما نزلت: ﴿ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 51]، قلت: يا رسول الله، ما أرى ربك إلا يسارع في هواك))؛ [أخرجه البخاري رقم: (4823)]، وفي مسلم رقم: (1464): ((أما تستحي امرأة تهب نفسها لرجل؟! حتى أنزل الله عز وجل: ﴿ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ﴾ [الأحزاب: 51]، فقلت: إن ربك لَيسارع لك في هواك)).

الحديث الخامس والثلاثون:

عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض؟ وفيه: فقالت عائشة رضي الله عنها: ((نِعْمَ النساء نساء الأنصار؛ لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين))؛ [أخرجه مسلم رقم: (332)].

الحديث السادس والثلاثون:

عن طفيل بن سخبرة رضي الله عنه أخي عائشة رضي الله عنها لأمها، وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن طفيلًا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها، قال: لا تقولوا: ما شاء الله، وما شاء محمد))؛ [أخرجه أحمد (5/ 72)، وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 102) لشيخنا مقبل رحمه الله، وبوَّب له: قبول الحق ممن جاء به، وقال: هذا حديث صحيح، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (138)].

الحديث السابع والثلاثون:

عن سعيد بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه، قال: ((إن رجلًا قال: يا رسول الله، أوصِني، قال صلى الله عليه وسلم: أوصيك أن تستحي من الله عز وجل، كما تستحي رجلًا من صالحي قومك))؛ [أخرجه أحمد في الزهد (ص:46) وغيره، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (741)].

الحديث الثامن والثلاثون:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البكر تستأذن، قلت: إن البكر تستحيي؟ قال: إذنها صُماتُها))؛ [أخرجه البخاري رقم: (6570)].

الحديث التاسع والثلاثون:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأشج العصري: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (4188)]، وفي مسند أحمد (4/ 205): قال أشج بن عصر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن فيك خَلَّتَينِ يحبهما الله عز وجل، قلت: ما هما؟! قال: الحلم والحياء، قلت: أقديمًا كان فيَّ أم حديثًا؟! قال: بل قديمًا، قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما)).

الحديث الأربعون:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غِنًى، ويستحيي أو لا يسأل الناس إلحافًا))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1406)، ومسلم رقم: (1039)].