• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

حفظ اللسان

حفظ اللسان
هيام محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2022 ميلادي - 6/11/1443 هجري

الزيارات: 6453

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حفظ اللسان


إن اللسان عضو خطير جدًّا:

بل هو الأخطر بعد القلب، وهو الأكثر تأثيرا في القلب، ففي الحديث الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه"؛ رواه أحمد وابن أبي الدنيا.


وقد حضَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن نقول الخير أو نصمت:

ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت"؛ رواه البخاري ومسلم.


وجعل حفظ لسانك من أساسيات حفظ الإيمان:

ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"؛ رواه البخاري ومسلم.


وجعل سلامة اللسان من أفضل الأعمال التي يفعلها العبد بعد الصلاة على وقتها:

ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: أن يسلم الناس من لسانك"؛ رواه الطبراني بإسناد صحيح.


وقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللسان قد يدخل صاحبه النار:

فهو عضو خطير جدًّا، وفي الحديث عن معاذ بن جبل أنه قال: "يا رسول الله أكل ما نتكلم به يكتب علينا؟ قال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لن تزال سالِمًا ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك"، ورواه أحمد، وفي الحديث الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: الفم والفرج"؛ رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار، قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال هي في الجنة"؛ رواه أحمد.


وقد ارتبطت باللسان مجموعة كبيرة من الكبائر المهلكات:

فعلى الرغم من أن اللسان عضو صغير، ولكنه عظيم وخطير؛ فهو سهل الحركة، كثيرها، وأكثر ما ينطق به الناس عليهم لا لهم، ففي الحديث الحسن الصحيح عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل ربي الله ثم استقم، قال: قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال هذا" رواه الترمذي، وفي الحديث الحسن الصحيح أيضًا عنه رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله أي شيء أتقي؟ فأشار بيده إلى لسانه"؛ رواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب بإسناد جيد، ومن المؤسف أن نرى مجموعة كبيرة من كبائر الذنوب المهلكة قد استقل بها اللسان وحده، من سب الدين، وشهادة الزور، والكذب، ويمين الغموس، والغيبة، والنميمة، وسب الوالدين، وقذف المحصنات، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير ما انفرد به من علامات النفاق.

 

فأما سب الدين: فمن سب الدين فقد كفر، وكذلك الاستهزاء بأي من ثوابت الدين، قال تعالى في سورة التوبة قاصمة ظهر المنافقين: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66].


وأما شهادة الزور: ففي الحديث الصحيح عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور ألا وشهادة الزور وقول الزور، وكان متكئًا فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت"؛ رواه البخاري.

 

وأما الكذب الذي يستهين به الناس، فيخرج من أفواههم بتلقائية ومهارة مدربة من دون أن يشعروا، فقد ذكره الإمام الذهبي في كتابه الكبائر في الكبيرة الرابعة والعشرين باسم الكذاب في غالب أقواله، في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا"؛ رواه البخاري ومسلم، ففي الحديث الصحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه مع الفجور وهما في النار"؛ رواه ابن حبان في صحيحه، وفي الحديث الحسن عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له"؛ رواه أبو داود والترمذي.

 

وأما يمين الغموس، فعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، والذي نفسي بيده لا يحلف رجل على مثل جناح بعوضة إلا كانت كيَّةً في قلبه يوم القيامة"؛ رواه الترمذي، وفي الحديث الصحيح عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب له النار، وحرَّم عليه الجنة، قالوا: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال: وإن كان قضيبًا من أراك"؛ رواه مسلم.

 

وأما الغيبة التي يتخذها الناس فاكهة لمجالسهم، فقد جعل الله الويل للعياب المغتاب، فقال الله تعالى في سورة الهمزة: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها نهيًا مشددًا، ففي الحديث الصحيح لغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه"؛ رواه البزار بإسنادين أحدهما قوي وهو في بعض نسخ أبي داود إلا أنه قال: "إن من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق، ومن الكبائر السبتان بالسبة"، وفي الحديث الصحيح لغيره عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَما عرج بي، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم"؛ رواه أبو داود، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار"؛ رواه مسلم والترمذي.

 

وأما البهتان: وهي أن ترمي أحدًا بما ليس فيه، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته"؛ رواه مسلم، وفي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال"؛ رواه أبو داود، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، وبهت مؤمن، والفرار من الزحف، ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق"؛ رواه أحمد.

 

وأما النميمة، وهي نقل الكلام السيء بين الناس، فتوغر صدورهم وتوقع بينهم العداوة والبغضاء، فهي من أسباب الهلاك أيضًا، ففي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين يعذبان، فقال: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله الحديث"؛ رواه البخاري.

 

وأما اللعان: الذي يتساهل الناس بقذفه من أفواههم في وجوه الآخرين وكأنه كلمة عادية، وقد ورد في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يكون المؤمن لعانًا"؛ رواه الترمذي، وفي الحديث الصحيح أيضًا عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللعانون شفعاءَ ولا شهداءَ يوم القيامة"؛ رواه مسلم، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإن لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلًا، وإلا رجعت إلى قائلها"؛ رواه أبو داود، وفي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رجلًا لعن الريح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تلعن الريح فإنها مأمورة، من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه"؛ رواه أبو داود، وفي رواية صحيحة عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: "كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابًا من الكبائر"؛ رواه الطبراني بإسناد جيد.

 

وأما سب الوالدين - وهو كبيرة سواء أكان مباشرًا أو غير مباشر - ففي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير تخوم الأرض، ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل، ولعن الله من سب والديه، ولعن الله من تولى غير مواليه، ولعن الله من وقع على بهيمة، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط قالها ثلاثًا في عمل قوم لوط"؛ رواه ابن حبان في صحيحه.

 

وأما السب غير المباشر فهو كبيرة أيضًا؛ أي أن يتسبب لهما بالشتم، ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه"؛ رواه البخاري ومسلم.

 

وأما الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار"؛ رواه البخاري ومسلم.

 

وأما عن الحلف بغير الله: ففي الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه أنه سمع رجلًا يقول لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"؛ رواه الترمذي، وفي الحديث الصحيح عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبًا متعمدًا، فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله"؛ رواه البخاري.

 

وأما عن قذف المحصنات: وهو اتهام امرأة عفيفة في شرفها، فقد جاوز الكبيرة ليكون من السبع الموبقات، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال صلى الله عليه وسلم: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"؛ رواه البخاري ومسلم.

 

وأما المنفق سلعته بالحلف الكاذب، ففي الحديث الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، فقلت: خابوا وخسروا، ومن هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"؛ رواه مسلم، وفي الحديث الصحيح أيضًا عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه"؛ رواه الطبراني.

 

كما التصقت باللسان معظم صفات النفاق وعلاماته:

ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر"؛ رواه البخاري ومسلم، وزاد في مسلم في رواية له: "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم"، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام وصلى وحج واعتمر، وقال: إني مسلم، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان"؛ رواه أبو يعلى.

 

ومع ذلك فقد تعلقت باللسان أيضًا أعظم الحسنات المنجيات من عذاب الله:

فاللسان قد يكون مفتاح كل خير أو مفتاح كل شر، ومن تلك الأمور المنجية: ذكر الله، والدعوة إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والكلمة الطيبة، وإرشاد الضال، وتعليم الجاهل، والكثير من وجوه الخير والإحسان يمكننا فعلها باللسان.

 

وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة"؛ رواه البخاري ومسلم.


فأما ذكر الله: فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "إن لكل شيء صقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع"؛ رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي من رواية سعيد بن سنان واللفظ له.


ومنها كلمة التوحيد: التي تعد طوق النجاة من النار، ففي الحديث الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش، ما اجتنبت الكبائر"؛ رواه الترمذي، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه"؛ رواه البخاري، وفي الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل"، زاد عبادة: "من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء"، رواه البخاري، وفي الحديث الصحيح عن رفاعة الجهني رضي الله عنه قال: "أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بالكديد أو بقديد فحمد الله وقال خيرًا، وقال: أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقًا من قلبه ثم يسدد، إلا سلك في الجنة"؛ رواه أحمد، وفي الحديث الصحيح عن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًّا من قلبه فيموت على ذلك، إلا حرم على النار: لا إله إلا الله"؛ رواه الحاكم، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟ قالوا: بلى، قال: أوصى نوح ابنه فقال لابنه: يا بني إني أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، أوصيك بقول لا إله إلا الله؛ فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السماوات والأرض في كفة لرجحت بهنَّ، ولو كانت حلقة لقصمتهن، حتى تخلص إلى الله"، فذكر الحديث رواه البزار، صحيح عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل"؛ رواه البخاري ومسلم.


ومنها التسبيح: ففي الحديث الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده"؛ رواه مسلم.


ومنها حمد الله على نعمه: ففي الحديث الحسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله"؛ رواه ابن ماجه.


ومنها أقوال الصلاة كلها: ففي الحديث الصحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقوم في صلاته، فيعلم ما يقول، إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه . . . الحديث"؛ رواه مسلم.


ومنها الدعاء: ففي الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]؛ رواه أبو داود والترمذي، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي"؛ الحديث رواه الترمذي.

 

ومنها تلاوة القرآن: ففي الحديث الصحيح عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"؛ الحديث رواه مسلم، وفي الحديث الصحيح أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات، لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين"؛ رواه ابن خزيمة، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"؛ رواه الترمذي.


ومنها من رد عن عرض أخيه: ففي الحديث الصحيح لغيره عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقًّا على الله أن يعتقه من النار"؛ رواه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهم، وفي الحديث الصحيح لغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة"؛ رواه الترمذي وقال حديث حسن، وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ ولفظه قال: "من ذبَّ عن عرض أخيه، رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة".


ومنها الدعوة إلى الله جل جلاله: فقد قال تعالى في سورة فصلت: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].


ومنها الكلمة الطيبة: ففي الحديث الصحيح عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"؛ رواه البخاري ومسلم، وفي الحديث الصحيح أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ". . . . . . . والكلمة الطيبة صدقة"؛ رواه البخاري ومسلم.

 

ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الضال: ففي الحديث الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة"؛ رواه الترمذي.

 

ومنها إفشاء السلام وطيب الكلام: ففي الحديث الصحيح عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: "قلت: يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة، قال: موجب الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام"؛ رواه الطبراني، وفيما رواه البزار من حديث أنس قال: "قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني عملًا يدخلني الجنة، قال: أطعم الطعام، وأفشِ السلام، وأطب الكلام، وصل بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام"، وفي الحديث الصحيح عن أبي شريح رضي الله عنه أنه قال: "قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: إن من موجبات المغفرة: بذل السلام، وحسن الكلام"؛ رواه الطبراني.


فلتختر ما تحرِّك به لسانك، لكن لتعلم أنك ستحمل عاقبة ذلك يوم القيامة، فنعيم أو جحيم، نسأل الله أن يجعل ألسنتنا وسائر جوارحنا لا تتحرك إلا بما يرضيه عنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حفظ اللسان
  • حفظ اللسان
  • حفظ اللسان من الغيبة
  • حفظ اللسان وفوائده
  • حفظ اللسان عن الغيبة
  • حفظ اللسان من النميمة
  • حفظ اللسان عن الغناء
  • لا يلتئم ما جرح اللسان
  • بالسنان واللسان
  • عقوبات اعوجاج اللسان الدنيوية والأخروية
  • من أقوال السلف في حفظ اللسان
  • حفظ اللسان علامة الإيمان (خطبة)
  • حفظ اللسان عن الفضول
  • التحذير من خطر اللسان
  • خطبة: اللسان

مختارات من الشبكة

  • اللسان الرطب(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • من مائدة الحديث: وجوب حفظ اللسان واليد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من درر العلامة ابن القيم عن حفظ اللسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون حديثا في حفظ اللسان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل الصمت وحفظ اللسان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حفظ اللسان عن الكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حفظ اللسان عن إفشاء السر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حفظ اللسان عن كثرة المزاح والسخرية والاستهزاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حفظ اللسان عن التقعر في الكلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حفظ اللسان عن المراء والجدل والخصومة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب