• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    السهر وإضعاف العبودية لله (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطورة إنكار البعث (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    مسألة تلبس الجان بالإنسان
    إبراهيم الدميجي
  •  
    خطبة: المثلية والشذوذ عند الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    المعتزلة الجدد وتأويل النص القرآني
    د. محمد عبدالفتاح عمار
  •  
    من مائدة الحديث: التحذير من الإضرار بالمسلمين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    صلوا عليه وسلموا تسليما
    بكر البعداني
  •  
    بشارة القرآن لأهل التوحيد (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    حقوق اليتيم (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    الحافظ الدارقطني (ت 385 هـ) وكتاباه «الإلزامات» ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    حديث: أن رجلا ظاهر من امرأته، ثم وقع عليها
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    السنة النبوية وبناء الأمن النفسي: رؤية سيكولوجية ...
    د. حسام الدين السامرائي
  •  
    خطبة: الشهود يوم القيامة
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    كيف تترك التدخين؟
    حمد بن بكر العليان
  •  
    خطبة: تهديد الآباء للأبناء بالعقاب
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه...}

تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه...}
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/8/2021 ميلادي - 23/12/1442 هجري

الزيارات: 10284

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾

 

قوله تعالى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36].

 

قوله: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ﴾ قرأ حمزة: "فأزالهما" بمعنى: فنحاهما الشيطان، ﴿ عَنْهَا ﴾؛ أي: عن الجنة.

 

وقرأ الباقون: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا ﴾؛ أي: أوقعهما في الزلل وهو الخطأ، والضمير في "عنها" يعود إلى الشجرة؛ أي: فأوقعهما الشيطان في الزلل والخطأ والمعصية بسبب الأكل من الشجرة، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأعراف: 20 - 22]، وقال تعالى في سورة طه: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ [طه: 120، 121].

 

﴿ فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾: الفاء للسببية، و"ما" موصولة؛ أي: فتسبَّب في إخراجهما مِن الذي كانا فيه؛ من رغد العيش، وطيب المسكن، وسَعة الرزق، والراحة والأمن، وقرة العين، إلى دار التعب والنصب، والمكابدة والمجاهدة.

 

﴿ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾: كقوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [الأعراف: 24].

 

والهبوط: النزول من أعلى إلى أسفل؛ أي: انزلوا من الجنة إلى الأرض، كما قال تعالى: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 38].

 

والخطاب في قوله: ﴿ اهْبِطُوا ﴾لآدم وزوجه وإبليس - وقد تقدم ذكرهم - ولهذا قال: ﴿ اهْبِطُوا ﴾بواو الجمع، ويؤكد هذا قوله: ﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾؛ أي: إبليس وذريته أعداء لآدم وحواء وذريتهما، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ﴾ [طه: 117]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، وقال تعالى: ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يس: 60].

 

وقيل: الخطاب لآدم وحواء وذريتهما؛ بدليل قوله تعالى بعد هذا: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 38، 39]، وقوله تعالى في سورة طه: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123، 124].

 

وقيل: الخطاب في قوله: ﴿ اهْبِطُوا ﴾لآدم وحواء، وخوطبا بالجمع؛ لأن أقل الجمع اثنان، كما قال تعالى بعد أن ذكر حكم داود وسليمان - عليهما السلام - قال: ﴿ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 78] بضمير الجميع، ويدل على هذا قوله تعالى في سورة طه: ﴿ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ﴾ [طه: 123] بالتثنية.

 

والأظهر أن الخطاب في قوله: ﴿ اهْبِطُوا ﴾لآدم وحواء وإبليس، والخطاب في قوله: ﴿ اهْبِطَا ﴾ بالتثنية لآدم وإبليس، وحواءُ تبعٌ لآدم فيما خوطب به، كما أن ذرية آدم تابعة له فيما خوطب به من التكليف والاتِّباع.

 

ويقوِّي كونَ خطابِ الجمع ﴿ اهْبِطُوا ﴾لآدم وحواء وإبليس، وخطابِ التثنية لآدم وإبليس - قولُه تعالى: ﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾؛ لأن المراد بالعداوة عداوة إبليس لآدم وزوجه وذريتهما، كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأعراف: 22]، وقال تعالى: ﴿ يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ﴾ [طه: 117]، وهي العداوة التي أكَّدها القرآن الكريم في مواضع عدة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168، 208، الأنعام: 142].

 

قال ابن القيم[1] في معرض ترجيح أن المراد بقوله: ﴿ اهْبِطُوا ﴾آدم وزوجه وإبليس، قال: "وأما قوله تعالى في سورة طه: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ [طه: 123]، فهذا خطاب لآدم وحواء، وقد جعل بعضهم لبعض عدوًّا، فالضمير في قوله: ﴿ اهْبِطَا مِنْهَا ﴾ إما أن يرجع لآدم وزوجته، وإما أن يرجع إلى آدم وإبليس، ولم يذكر الزوجة لأنها تبعٌ له، وعلى هذا فالعداوة المذكورة للمخاطبين بالإهباط، وهما آدم وإبليس، فالأمر ظاهر.

 

وأما على الأول - وهو رجوعه إلى آدم وزوجه - فتكون قد اشتملت على أمرين: أحدهما: أمره تعالى لآدم وزوجه بالهبوط، والثاني: إخباره بالعداوة بين آدم وزوجه وبين إبليس؛ ولهذا أتى بضمير الجمع في الثاني دون الأول، ولا بد أن يكون إبليس داخلًا في حكم هذه العداوة قطعًا، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ﴾ [طه: 117]، وقال لذريته: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6].

 

وتأمل كيف اتفقت المواضع التي فيها ذكر العداوة على ضمير الجمع، دون التثنية. وأما الإهباط فتارة يُذكَر بلفظ الجمع، وتارة بلفظ التثنية، وتارة بلفظ الإفراد؛ كقوله في سورة الأعراف: ﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا ﴾ [الأعراف: 13]، وكذلك في سورة ص[2]، وهذا لإبليس وحده، وحيث ورَدَ بصيغة الجمع فهو لآدم وزوجه وإبليس؛ إذ مدار القصة عليهم، وحيث ورد بلفظ التثنية فإما أن يكون لآدم وزوجه؛ إذ هما اللذان باشَرَا الأكل من الشجرة، وأقدَما على المعصية، وإما أن يكون لآدم وإبليس؛ إذ هما أبوا الثقلين، وأصلا الذرية، فذكر حالهما ومآل أمرهما؛ ليكون عظة وعبرة لأولادهما. والذي يوضح أن الضمير في قوله: ﴿ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ﴾ لآدم وإبليس أن الله سبحانه لما ذكر المعصية أفرَدَ بها آدم دون زوجه، فقال: ﴿ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ﴾ [طه: 121 - 123]، وهذا يدل على أن المخاطب بالإهباط هو آدم وإبليس الذي زيَّن له المعصية، ودخلت الزوجة تبعًا، فإن المقصود إخبار الله تعالى الثقلين بما جرى على أبويهما من شؤم المعصية ومخالفة الأمر، فذِكْرُ أبويهما أبلغ في حصول هذا المعنى من ذِكرِ أبوَي الإنسان فقط، وقد أخبر سبحانه عن الزوجة بأنها أكلت مع آدم، وأخبر أنه أهبطه وأخرجه من الجنة بتلك الأكلة، فعلم أن حكم الزوجة كذلك، وأنها صارت إلى ما صار إليه آدم، وكان تجريد العناية إلى ذكر حال أبوَي الثقلين أولى من تجريدها إلى ذكر حال أبي الإنس وأمِّهم، فتأمَّله، وبالجملة فقوله: ﴿ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ ظاهر في الجمع، فلا يسوغ حمله على الاثنين في قوله: ﴿ اهْبِطَا ﴾من غير موجب".

 

﴿ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ﴾؛ أي: ولكم في الأرض مسكن وموضع استقرار، وهذا بعد قوله: ﴿ اهْبِطُوا ﴾ يدلُّ على أنهم قبل ذلك لم يكونوا في الأرض، وأن منتهى إهباطهم إليها، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾ [غافر: 64]، وعليه يدل قوله تعالى: ﴿ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴾ [الأعراف: 25].

 

﴿ وَمَتَاعٌ ﴾؛ أي: ولكم في الأرض متاع تتمتعون به، والمتاع: ما يُتمتَّعُ به من رزق؛ من مأكل ومشرب، وملبس ومركب، وفرش، وغير ذلك.

 

﴿ إِلَى حِينٍ ﴾؛ أي: إلى وقت معيَّن وأجل محدَّد، وهو انقضاء آجالكم وقيام الساعة، وانتقالكم إلى الدار الآخرة التي هي دار الحياة حقًّا، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64].

 

وهو متاع قليل، كما قال تعالى: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما لي وللدنيا؟! إنما كراكبٍ استظَلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها))[3].

 

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((لو كانت الدنيا تَزِنُ عند الله جَناحَ بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء))[4].

 

وفي الآية ما يوجب الحذرَ من الشيطان؛ فإنه كما أخرج الأبوين من الجنة، فإنه ساعٍ سعيًا حثيثًا بخَيْلِه ورَجِلِه إلى حرمان ذريتهما من دخولها، وإلى زجِّهم معه في نار جهنم؛ وذلك بتزيين الكفر والبدع والمعاصي لهم، كما قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يس: 60]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].


المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »



[1] انظر "بدائع التفسير" (1/ 311- 312).

[2] يعني قوله تعالى: ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾ [ص: 77].

[3] أخرجه الترمذي في الزهد (2377)، وابن ماجه في الزهد (3109)- من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

[4] أخرجه الترمذي في الزهد (2320)، وابن ماجه في الزهد (4110)- من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقاصد الشيطان لإغواء الإنسان
  • تفسير قوله تعالى: { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ...}
  • تفسير قوله تعالى: { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ... }
  • تفسير قوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ...}

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شناعة جحود النعم وقوله تعالى (إن الإنسان لربه لكنود)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم... }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل ذكر الله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ... )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/1/1447هـ - الساعة: 15:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب