• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

المتواري في تسمية مقدمة ابن حجر (هدى الساري)

د. محمد بن حميد العوفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/3/2021 ميلادي - 20/7/1442 هجري

الزيارات: 13830

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المتواري

في تسمية مقدمة ابن حجر

(هدى الساري)


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فهذه رسالة لطيفة في تحقيق نسبة تسمية (هدى الساري) لمقدمة (فتح الباري) إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852ه)، وقد جاء الكلام في مبحثين وخاتمة.

 

المبحث الأول: التمييز بين (المقدمة) وترجمة البخاري المفردة.

المطلب الأول: (المقدمة) عند ابن حجر، وعند تلاميذه في الإحالة والأداء.

قال برهان الدين البقاعي (ت885هـ) -في صفة "المقدمة"-: "في مجلد ضخم، يشتمل على جميع مقاصد الشرح سوى الاستنباط"[1]، وزاد السخاوي (ت902ه): "كملت في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة"[2].

 

وقد سماها ابن حجر "المقدمة" في صدر الكتاب[3]، وفي خاتمته[4]، وكذا أحال إليها في بعض كتبه[5]، وأحيانًا يحيل إليها بقوله: "مقدمة شرح البخاري"[6]، وسماها -مَرّة- على ظهر نسخة نُسِخَت في سنة (ت846هـ)؛ فكتب بخطه: "مقدمة فتح الباري شرح البخاري. تأليف الفقير: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني"[7].

 

ثم سماها كذلك من بعده تلاميذه؛ فسمَّاها جماعة منهم في سياق الإحالة والأداء تبعًا لشيخهم المصنف بالتعريف أو بالإضافة؛ فقالوا:

1- (المقدمة): وجاءت عند تقي الدين ابن فهد (ت871هـ)[8]، والبقاعي[9]، والسخاوي[10].

2- (مقدمة شرح البخاري): وجاءت عند البقاعي[11]، والسخاوي[12]، والسيوطي (ت911هـ)[13].

3-(مقدمة فتح الباري): وجاءت عند السخاوي[14].

 

المطلب الثاني: "هدى الساري لسيرة البخاري".

قال السخاوي -في سياق إيراد مصنفات شيخه ابن حجر-: "(هدى الساري)، ويقال له: (هداية الساري لسيرة البخاري)، في كراستين، صنفها قديمًا في سنة خمس وثمانمائة، وسمعها عليه حينئذ الشمس ابن القطان وغيره من شيوخه وأماثل الفضلاء بالمدرسة البرهانية المحلية، بقراءة العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحيم المنهاجي"[15]، ثم قال -في معرض ذكر من أفرد ترجمة للبخاري صاحب الصحيح-: "كشيخنا في نحو كراستين، وجدتها بخطه، سماها (هدى) أو (هداية الساري لسيرة البخاري)، حَدَّث بها قديمًا في سنة خمس وثمانمائة"[16]، وفي كلامه في سياق المترجمين للبخاري إجمال يرجع تفسيره إلى موضع بيانه في إيراد مصنفاته -المتقدم قبله-؛ فهو قد ذكر اسم الكتاب، وما يقال في اسمه، وحجمه، وسنة تصنيفه، ومن سمعه عليه حينها، وموضع السماع، وقارئه. ثم هو في موضع الإجمال: يُقَدِّرُ حجمه تقديرًا، ثم يذكر اسمَيْ الكتاب للتقريب. وتَضَمَّن كلام السخاوي أمورًا منها:

1- أن السخاوي قد وقف على الكتاب بخط ابن حجر.

2- أن ابن حجر قد سمَّى كتابه.

3- جزم السخاوي بتسمية الكتاب (هدى الساري).

4- نقل ما يقال له من اسم آخر (هداية الساري).

5- نَصَّ على تقدم تصنيفه (سنة 805هـ)؛ أي: قبل الفراغ من (المقدمة) بثمانية أعوام.

 

والمعروف اليوم من نسخ الكتاب نسخة بخط أحمد بن محمد الزفتاوي (ت895هـ) -من تلاميذ ابن حجر- نسخها قبل وفاته بنحو شهرين (سنة 895هـ)[17]، وهي نسخة متأخرة لمن هم في طبقة تلاميذ المصنف؛ فما بين وفاة المصنف وتأريخ النسخة أكثر من أربعة عقود.

 

وقد سمَّى الكتاب بما يقال له (هداية الساري لسيرة البخاري)، وكان قد انتشر بعد وفاة ابن حجر تسمية مقدمته (هدى الساري لمقدمة فتح الباري).

 

المبحث الثاني: تسمية مقدمة ابن حجر (هدى الساري).

المطلب الأول: (هدى الساري لمقدمة فتح الباري) عند تلاميذ ابن حجر في كتبهم.

وفيه ثلاثة فروع؛ وهي:

الفرع الأول: ذِكْرها عند التقي ابن فهد المكي.

قال ابن فهد -بعد ذكر صفة المقدمة-: "سماها (هدى الساري لمقدمة فتح الباري)"[18]. وقد تفرَّد -رحمه الله- دون غيره من الأقران في كتبهم بنسبة التسمية جازمًا إلى شيخه، ويرد على هذا الجزم أمور؛ منها:

أولًا: ثبوت اسم (هدى الساري) لترجمة الإمام البخاري التي صنفها ابن حجر -كما تقدم-.

 

ثانيًا: لم تَرد هذه التسمية للمقدمة في كتاب ابن حجر، ولا عند تلاميذه في سياقات الأداء والإحالة، ومن ذكرها -كالسخاوي والسيوطي- ففي سياق الترجمة للشيخ -وسيأتي بيانه-، وقد تعاقبت نُسَخُ بلديِّ ابن حجر المقروءة عليه نحو أربعة عقود ليس فيها (هدى الساري)[19].

 

ثالثًا: ليس لابن فهد مزيد اختصاص بكتب شيخه ابن حجر، والذي سمعه من لفظه -فيما ذكر- شيئًا يسيرًا، وقال عما سمعه من لفظ شيخه من (المقدمة):"شيئًا من ترجمة البخاري من (المقدمة)"[20]، وهو كما قال تلميذهما السخاوي: "لقيه بمكة فأخذ عنه وانتفع به"[21].

 

رابعًا: أن ابن فهد أخذ عن ابن حجر بمكة في سنة (815هـ)، ومما سمع عليه حينها (النخبة)[22]، ثم أخذ عنه في سنة (824هـ)، ومما أخذه فيها كما قال السخاوي -فيما أخذه جماعة من فضلاء مكة وأعيانها-: "بعضًا من ترجمة البخاري التي ذكرها في مقدمة شرحه"[23]؛ وعليه فلا يخلو خبر التسمية عنده من إحدى حالتين:

 

الحالة الأولى: أن يكون الخبر قديمًا أيام سماعه شيئًا من (المقدمة) سنة (824هـ)، ويشكل عليه ما جاء بخط ابن حجر على ظهر نسخة قديمة؛ ونصه: "مقدمة شرح البخاري. جمع الفقير إلى الله تعالى المعترف بالتقصير أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي عفا الله تعالى عنه وأعانه"[24]، وهي نسخة بخط ناصر الدين البارنباري القاهري (ت832هـ) والذي أصيب بالفالج نحو سنة (827هـ)[25]؛ فهي نسخة بلديِّه، وفي زمن قريب من سماع ابن فهد.

 

الحالة الثانية:أن يكون خبر التسمية قد بلغ ابن فهد بعد حين، ويشكل عليه أنه ترجم شيخه في حياته، وختم ترجمته ابتداءً بقوله: "فالله تبارك وتعالى يبقيه في خير وعافية ونِعَم عن الأكدار صافية"[26]، ثم ألحق بَعدُ خبر وفاته، وذكر مراثيه، وكان آخر ما ذكر من أخباره في حياته تجديد السلطان له ولاية القضاء وإعادة الأوقاف التي خرجت عنه، وذلك سنة (842هـ)، ثم ختم أخبار شيخه بقوله: "ثم صُرِف"[27]، وصرفه هذا كان في شهر المحرم من سنة (844هـ)[28]، وقد تعددت ولاياته القضاء بعد ذلك حتى عَزَل نفسه عن وظيفته؛ غير أن ابن فهد لم يزد بعد خبر صرفه المذكور شيئًا من أخباره في حياته، ويشكل عليه ما جاء بخط ابن حجر على ظهر نسخةٍ بخط تلميذه محمد بن علي بن عُبَيد الصوفي (ت856هـ)؛ ونصه: "مقدمة فتح الباري شرح البخاري -تأليف الفقير أحمد بن علي بن حجر العسقلاني"[29]، وكان فراغه من كتابتها في أواخر شعبان من سنة (846هـ)؛ فهي نسخة متأخرة عما ذكره ابن فهد.

 

الفرع الثاني: ذِكْرها عند السخاوي.

ذكر السخاوي الكتاب كثيرًا في كتبه في سياقات الإحالة والأداء وفي ذكر من نَسَخَ الكتاب، ويسميه في جميعها (المقدمة) -مُعَرَّفة أو مضافة-؛ عدا قوله في ترجمة شيخه: "مقدمته المسماة (هدى الساري)"[30]، والجواب عنه في الآتي:

 

أولًا: توسُّع كتب التراجم؛ فيذكر المترجم ما وقع له في الترجمة وإن كان مرجوحًا عنده، ومنه:

جزم السخاوي بتسمية ترجمة البخاري (هدى الساري)، وهو قد وقف عليها بخط شيخه ابن حجر، ثم أتبعها بذكر ما يقال؛ فقال: "(هدى الساري)، ويقال له: (هداية الساري لسيرة البخاري)"[31].

 

ثانيًا: مراعاة السخاوي جزم شيخه التقي ابن فهد في نسبة التسمية إلى ابن حجر؛ وذلك في قول ابن فهد: "سماها (هدى الساري لمقدمة فتح الباري)"[32]، وبخاصة أنه قد قرأ ترجمة شيخهما ابن حجر عند ابن فهد؛ فقد قال: "قرأت في آخر (ذيله على طبقات الحفاظ) للذهبي لصاحب الترجمة ترجمة مختصرة"[33]، بل طالع ابن فهد كثيرًا من تصانيف تلميذه السخاوي في المجاورة الثانية حتى في مرض موته، والذي بين فراغ السخاوي من ترجمة شيخه ابن حجر ووفاة شيخه ابن فهد نحو أسبوعين، والكتاب في ترجمة شيخهما، وبين يديه بمكة؛ فهو أحرى بالمطالعة، وقال السخاوي: "طالع في المجاورة الثانية كثيرًا من تصانيفي حتى في مرض موته. ولم يلبث أن مات وأنا هناك"[34].

 

ثالثًا: مراعاة انتشار التسمية التي شَهَرَها ابن فهد بعد وفاة ابن حجر، وقد مضى نحو ثمانية عشر عامًا حتى فراغ السخاوي من الترجمة.

 

الفرع الثالث: ذِكْرها عند السيوطي:

ذكر السيوطي الكتاب وسماه (مقدمة شرح البخاري)، وفي ترجمة شيخه ابن حجر سماه؛ فقال: "مقدمته تسمى (هدى الساري)"[35]، والجواب عنه في الجملة كالجواب عن السخاوي، وهو مع ذلك يقول في نسبة تسميتها: "تسمى".

 

المطلب الثاني: (هدى الساري لمقدمة فتح الباري) على نُسَخِ تلاميذ ابن حجر.

وفيه فرعان؛ وهما:

الفرع الأول: ما جاء على نسخة اليلداني وابنه.

جاء على ظهر نسخةٍ شرع فيها خطيب الثابتية اليلداني الدمشقي (ت857هـ) ما نصه: "(هَدى الساري لمقدمة فتح الباري) تأليف شيخنا الإمام العالم العلامة شهاب المِلَّة والدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته آمين.

 

رواية: الفقير: محمد بن محمد بن علي الخطيب اليلداني، كاتبه عن مؤلفه"[36]، ثم أتم النسخة ابنه شمس الدين الدمشقي (ت897هـ) وفي قيد ختامها ما نصه: "نجز كتاب (هُدى الساري لمقدمة فتح الباري)... على يد العبد الفقير إلى الله تعالى المعترف بالتقصير الجاني: محمد بن محمد بن محمد ابن الخطيب اليلداني، في يوم الأحد المبارك حادي عشرين شهر ذي القعدة الحرام سنة تسع وخمسين وثمانمائة"، والجواب عنه في الآتي:

أولًا: أن التسمية كُتبت على ظهر النسخة بعد وفاة المصنف، ومما جاء فيها ما نصه: "تغمده الله برحمته"، ثم أرَّخ الابن القطعة التي أتمها سنة (859هـ)، فهي ليست النسخة التي كتبها عن المصنف فيما كتبه عنه سنة (849هـ)[37]، والتي أعانه في كتابتها ابنه[38]؛ فهي زيادة متأخرة يشكل عليها أن نسخ تلاميذ ابن حجر -الملازمين له- المنسوخة والمقروءة عليه بعد سماع اليلداني وابنه قد خلت من هذه الزيادة (هدى الساري)، ومن ذلك الآتي:

1- جاء في قيد ختام نسخة البقاعي -وكان ملازمًا لشيخه ابن حجر منذ رحلته إليه سنة (834هـ)[39]- المنسوخة له سنة (851هـ)، ثم المقروءة على المصنف سنة وفاته (852هـ) ما نصه: "آخر المقدمة"[40].

 

2- وكذا في نسخة الخيضري (ت894هـ) بخطه، وهو الموصوف بقول السخاوي: "لازم شيخنا أتم ملازمة، وأخذ عنه جملة من تصانيفه"[41]، والتي جاء عقبها قيد سماعها بخط ابن حجر مؤرِّخًا آخر مجالس سماعها ومعارضتها بالأصل في سنة (850هـ)؛ وفيه ما نصه: "سمع عليَّ جميع هذه (المقدمة) من جمعي..."[42].

 

ثانيًا: خالف الابن أباه في ضبط (الهاء) في (هدى) -ضبط قلم- فضبطها الوالد بفتح الهاء، وضبطها الابن بضمها، وهو قد سمع مع أبيه على ابن حجر، وكان يساعده في الكتابة عنه؛ فكأنما أخذاه عن مكتوب لا عن المصنف وبخاصة بعد انتشار ترجمة شيخهما ابن حجر في (لحظ الألحاظ) لتقي الدين ابن فهد المكي.

 

الفرع الثاني: ما جاء على ظهر نسخة البقاعي.

جاء على ظهر نسخة برهان الدين البقاعي[43]، ما نصه: "(هُدَى الساري لمقدمة فتح الباري) للفقير: أحمد بن علي العسقلاني"، والجواب عنه في الآتي:

أولًا: أن ابن الفالاتي (ت870هـ) وهو من تلاميذ ابن حجر الذين أذن لهم في إقراء (علوم الحديث) وغيرها[44] قد قابل نسخته من (المقدمة) على نسخة البقاعي، وقال على ظهر نسخته ما نصه: "ابتدأت في مقابلة هذه النسخة على نسخة الشيخ الإمام برهان الدين البقاعي، وقد قرأها على شيخنا في أوائل السنة التي مات فيها، ونسخة أخرى قرئت عليه قديمًا صحيحة في يوم الخميس ثامن عشري ربيع الأول عام ثمان وخمسين وثمانمائة... مالكها كاتب هذه الأسطر: محمد بن علي بن الفالاتي الشافعي"[45]، وفي هذه التقييدة مسائل؛ منها:

1- مقابلة ابن الفالاتي نسخته -بعد وفاة شيخهما- بنسخة البقاعي -وغيرها- وهما تلميذان من تلاميذ ابن حجر الملازمين له، ثم يترك تسمية نسخته من الكتاب، بل لم يزد -في موضعه- عن قيد المقابلة شيئًا؛ فلو كان قد وقف على خط شيخه بتسمية الكتاب لكان بذكره حفيًا. أما الاسم المقيد على ظهر نسخة ابن الفالاتي فليس بشيء؛ وذلك للآتي:

أ‌.  أنه كُتب بخط متأخرٍ جدًا عن زمن مقابلة النسخة وهو بما بعد القرن العاشر أشبه وإلى القرن الثاني عشر أقرب.

 

ب. نص ابن الفالاتي على مقابلته نسخته بنسخة البقاعي؛ فلا يصح حينها أن يزيد على التسمية المنسوبة إلى خط شيخهما، والذي في نسخته: "هُدَى الساري لمقدمة فتح الباري بشرح البخاري" فزيد فيه: (بشرح البخاري).

 

ثانيًا: لابُدَّ للمتكلِّف من زلَّة تكشف تكلفه؛ وذلك أن المكتوب على ظهر نسخة البقاعي في نسب المصنف: "أحمد بن علي العسقلاني"، والذي عليه عمل الحافظ في تقييداته التي بخطه -لا المنقولة عنه- على ظهور النُسَخ وفي أواخرها أن يثبت في نسبه (ابن حجر)؛ فإما أن يأتي به في سياق نسبه كأن يقول: (أحمد بن علي بن حجر...)، وإما أن يُتْبِعَ نسبه بقوله: "الشهير بابن حجر" ونحو ذلك.

 

وذكر السخاوي وهو الخصيص بشيخه موضعًا آخر؛ فقال: "كان إذا رأى خطأ في شيء من الأصول القديمة وأصلحها بالهامش يكتب تأريخ إصلاحه...: (كتبه ابن حجر، سنة...)"[46].

 

ثالثًا: ترجم البقاعي شيخه ابن حجر في كتابه (عنوان الزمان) والذي بدأ فيه في حياة الحافظ ولم يزل يتعاهد كتابه بالتعديل والإضافة، حتى أنه ترجم بعض أقرانه وأرَّخ وفاته قبل وفاته هو ببضعة أشهر[47]، وذكر تصانيف ابن حجر، ومنها: (شرح البخاري)، وقال: "اسمه (فتح الباري في شرح البخاري)[48]، فسمَّى الشرح ولم يزد في تسمية (المقدمة) عن قوله: "مقدمته"[49].

 

ثم أفرد في سنة (868هـ) جزءًا لطيفًا ذكر فيه (مصنفات شيخ الإسلام ابن حجر)، ولم يذكر فيه (المقدمة) -في مظنة ذكره عقب (الفتح)-، فلعل الأمر يكون كما قال تلميذه -ناسخ الجزء- ابن اللَّبُّودي (ت896هـ) عقب الجزء "ولشيخ الإسلام -رحمه الله- أيضًا مصنفات لم تذكر هنا، ولعل الشيخ -رحمه الله- سها عن ذكرها، أو كتبها بعد تعليق هذا الجزء"[50].

 

ولعدم ذكره (المقدمة) استقلالًا، أو عدم تسميتها من بين تصانيف ابن حجر احتمالان؛ وهما:

الأول: ألَّا يكون لنسخته من (المقدمة) اختصاصًا تختص به، فيبعد سهوه عنها.

الثاني: أن تكون (المقدمة) عنده من جملة الشرح، وعليه فلا قيمة لتسميتها تسميةً مفردة على ظهر نسخته.

 

رابعًا: جاء على ظهر نسخة ناصر الدين البارنباري -بخط لم يُسَمَّ صاحبه-[51] ما نصه: "سماها -رحمه الله تعالى- كما رأيت بخطه على نسخة قرئت عليه: (هُدَى الساري لمقدمة فتح الباري"، يشير إلى نسخة البقاعي، ويؤخذ من هذه التقييدة قِدَم كتابة اسم (هُدَى الساري) على تلك النسخة، ولعل ذلك في زمن بيع الوارث الشرعي للكتاب -وهو ابن عمه، واسمه يوسف بن أحمد بن حسن الرباط-[52]، على يد نور الدين الدَّلال بعد وفاة صاحبها بسنتين (سنة 887هـ) -كما في قيد تملك النسخة بالابتياع-.

 

خامسًا: أن اسم (المقدمة) هو الاسم المقيَّد في النسخة المنقولة عن نسخة ابن ولي الدين المحلّي (ت868هـ) وهي من أواخر نسخ (المقدمة) -إن لم تكن آخرها-، والمقروءة على المصنف وعليها قيده بالإذن لصاحبها بأن يروي الكتاب عنه، وذلك قبل وفاة ابن حجر بسبعة أسابيع، وجاء في قيد ختامها ما صورته: "وُجِدَ على النسخة المنقولة منها بخط المصنف: بلغ صاحبه الخطيب المشتغل المحصِّل المربي شمس الدين ابن الخطيب الفاضل ولي الدين أحمد المحلّي صهر الشيخ القدوة شهاب الدين أحمد الغمري، قراءة عليَّ في مدة آخرها تاسع ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وأذنت له أن يرويه عني ويقريه لمن رام ذلك، وقد لازمني المذكور مدة، وقرأ عليّ كثيرًا وسمع بقراءة غيره ماهو مضبوط عنده، وقد أجزت له رواية جميع ما أرويه وما ألَّفته. قاله وكتبه: أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي"[53].

 

ووصفه السخاوي بقوله: "لازمه مُدَّة"[54]؛ فمن كان ملازمًا لابن حجر مُدَّة بشهادة الحافظ له وشهادة التلميذ الخصيص السخاوي، ونال إذن المصنف له برواية الكتاب وإقرائه في أواخر أسابيع عمره؛ فيبعد عمن كان كذلك أن يفوته اسم الكتاب.

 

(الخاتمة)

وبعدُ؛ فهذه أهم النتائج:

1- أن المسألة المشكلة إذا لم تُجمع أطرافها لم يتبين خطؤها.

 

2- ثبوت اسم (هدى الساري) لترجمة البخاري.

 

3- لم يثبت اسم (هدى الساري لمقدمة فتح الباري) عن ابن حجر خطًا ولا نقلًا.

 

4- أن التقي ابن فهد -فيما وقفت عليه- هو أول من نسب التسمية إلى ابن حجر، وهو من شَهَرَها.

 

5- أن نسخة اليلداني وابنه متأخرة بعد وفاة المصنف، وهما دمشقيان جاء في نسختهما ما ليس عند تلامذة ابن حجر الملازمين له؛ فكأنما أخذا التسمية عن (لحظ) ابن فهد، وهو مكي لقي شيخه ابن حجر بمكة فأخذ عنه وانتفع به -كما قال السخاوي-.

 

6- أن ما جاء على ظهر نسخة البقاعي إنما جاء بعد وفاته بخط يُشَبَّه بخط ابن حجر، وقد بيعت نسخته سنة (887هـ) في دمشق، وذلك بعد نحو ثلاثة عقود من نسخة اليلداني وابنه الدمشقيان.

 

7- التوصية بتحقيق نسبة أسامي الكتب عند تحقيق نصوصها.

والحمد لله على مَنِّه وبلوغ التمام[55].



[1] عنوان الزمان: (1/ 141).

[2] الجواهر والدرر: (2/ 676).

[3] المقدمة: ص2.

[4] المقدمة: ص477.

[5] النكت: (1/ 383).

[6] النكت: (1/ 419). شرح النخبة: ص121. تهذيب التهذيب: (7/ 273).

[7] نسخة شهيد علي باشا (432).

[8] لحظ الألحاظ: ص214.

[9] النكت الوفية: (2/ 48).

[10] الضوء اللامع: (1/ 141). فتح المغيث: (4/ 372).

[11] النكت الوفية: (1/ 131). نظم الدرر (6/ 281).

[12] فتح المغيث: (1/ 74).

[13] تدريب الراوي: (2/ 854).

[14] الضوء اللامع: (4/ 110).

[15] الجواهر: (2/ 682).

[16] الجواهر: (3/ 1260).

[17] يرجع في دراسة النسخة إلى المطبوع بتحقيق: حسنين سلمان مهدي، وعمدته نسخة مكتبة بايزيد (7951/ 9).

[18] لحظ الألحاظ: ص213.

[19] سيأتي الكلام على نسخة البقاعي.

[20] اللحظ: ص214.

[21] الضوء اللامع: (9/ 282).

[22] الجواهر والدرر: (3/ 1165).

[23] الجواهر والدرر: (1/ 154).

[24] نسخة دار الكتب المصرية (2164 حديث).

[25] إنباء الغمر: (3/ 430). الضوء اللامع: (8/ 138).

[26] لحظ الألحاظ: ص215.

[27] اللحظ: ص212.

[28] الجواهر والدرر: (2/ 625).

[29] نسخة مكتبة شهيد علي باشا (432).

[30] الجواهر والدرر: (2/ 676).

[31] الجواهر والدرر: (2/ 682).

[32] لحظ الألحاظ: ص213.

[33] الجواهر والدرر: (1/ 316).

[34] الضوء اللامع: (9/ 283).

[35] نظم العقيان: ص46.

[36] نسخة مكتبة الحرم المكي (1266).

[37] الضوء اللامع: (9/ 147).

[38] الضوء اللامع: (9/ 245).

[39] عنوان الزمان: (1/ 138).

[40] نسخة الظاهرية (823).

[41] الضوء اللامع: (9/ 118).

[42] نسخة مكتبة طرخان (55).

[43] نسخة المكتبة الظاهرية (823).

[44] الضوء اللامع: (8/ 198).

[45] نسخة مكتبة مراد ملا (448).

[46] الجواهر والدرر: (1/ 376).

[47] عنوان الزمان: (1/ 38)، ترجمة: أبي ذر الحلبي.

[48] عنوان الزمان: (1/ 124).

[49] عنوان الزمان: (1/ 141).

[50] نسخة ليدن.

[51] نسخة دار الكتب المصرية (2164 حديث).

[52] ترجمة البقاعي عَرَضًا في عنوان الزمان: (1/ 67).

[53] نسخة مكتبة قليج علي باشا (278).

[54] الجواهر والدرر: (3/ 1131).

[55] ثم أشكر فضيلة الشيخ: حمدان السهلي على ما أوقفني عليه من النسخ؛ فجزاه الله خيرًا.

 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • متشابه الأسماء: ابن حجر العسقلاني
  • تعقبات الحافظ ابن حجر في اللسان على الإمام الذهبي في الميزان لعمر حسن الصميدعي
  • معنى "منكر الحديث" عند أحمد والبرديجي وغيرهما على ضوء كلام ابن حجر والسعي في فهم كلامه فهما صحيحا

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة المتواري على تراجم البخاري(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الحجر في الفتوى لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قول عمر بن الخطاب في الحجر الأسود: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • فهرست مسموعات ابن أيوب البزاز: لمحات من متواري التراث الإسلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة جزء من كتاب المتوارين(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تخريج حديث: أو لا يجد أحدكم حجرين للصفحتين وحجرا للمسربة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة شرح ابن حجر الهيتمي على مقدمة الحضرمي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة لابن حجر العسقلاني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة أسئلة وأجوبة لابن حجر عن الروح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • خلاصة القول في الحجر والغصب والإتلاف(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب