• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

الدعاء هواء ودواء

الدعاء هواء ودواء
محمد عبدالرحمن صادق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/4/2017 ميلادي - 9/7/1438 هجري

الزيارات: 36810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعاء هواء ودواء


الدعاء من العبادات بل من أفضل العبادات المأمور بها في القرآن الكريم والتي جعلها الله تعالى بينه وبين العباد دون وسيط ولا شريك، فالله تعالى أقرب إلى عبده من حبل الوريد.

 

• الدعاء ليس قاصراً على وقت الحاجة ورفع البلاء فالله تعالى يحب من عبده الحمد والثناء في السراء والضراء، يحب من عبده أن يجعل الدعاء له كالهواء وليس مجرد دواء.

• الدعاء لا يكون مُعلقاُ على المشيئة ولا يُترك احتجاجاً بالمشيئة النافذة والقدر الغالب فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء.

• الدعاء لا يجب فيه الاستثناء والقصر ولا يجب أن يكون بما يخالف الشرع أو بما دل الشرع على عدم وقوعه.

• الدعاء توسل لله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، بدايته ونهايته الحمد على النعم والثناء على نبي العرب والعجم.

 

• الدعاء عُدة العارفين الأكياس، وسلاح من لا سلاح له، وركن من لا قوة له، لا يُدفع به ذنب دون ذنب، ولا يُفرَّج به كرب دون كرب، فالأقوياء والضعفاء والمذنبين والأولياء لا غنى لهم عن الدعاء.

 

• الدعاء سهم أول مُراده شسع النعل وملح الطعام ومُنتهى مداه هو الفردوس الأعلى، متى أطلقه العبد بكامل شروطه فليعلم أنه صائب لا محالة عاجلاً كان أم آجلاً، فلا يتعجل الإجابة ولا يمل من الإنابة.

• الدعاء في عقيدة المؤمن هو أول الحِيَل وأقصر السُّبل، ولا يُقدِّم عليه وسيلة إلا ما أمر الله تعالى به من الأخذ بالأسباب وحسن التوكل على رب الأرباب.

 

• الدعاء رسالة أرضية للذات العلية بأن هناك عبد ضعيف ملهوف يُقر لنفسه بضعف العبودية ولربه بسلطان الربوبية راجياً العون والنصرة والتأييد. فالأبواب مُوصدة والوجوه مُعرضة والقلوب مُتحجرة والأمور مُستعصية، ولا رافع للبلوى ولا سامع للنجوى إلا من لا يغلق بابه أمام من أتاه مُقراً بذنبه مُعترفاً بضعف قوته وقلة حيلته.

 

• الدعاء - لكي لا يكون صرخة في واد ولا نفخة في رماد - يحتاج للهفة القلب قبل هندام القالب، وطيب الجوهر قبل طيب المظهر. فلابد أن يُرِي العبد ربه من نفسه خيراً، فيتحرى في مأكله ومشربه وملبسه الحلال، ويحفظ جوارحه عن الحرام في جميع الأحوال، ثم يلقي بنفسه بين يدي ربه خائفاً متضرعاً راجياً الرضا والقبول.

• الدعاء خلوة بين العبد وربه دون اعتبار لبُعد ولا لمسافات، ودون اعتبار لوقت ولا مشقات، ودون اعتبار لقدر ما اقترف من سيئات.

 

• الدعاء هو مجرد همسات يهمس بها العبد بكل ما يدور في نفسه وما تنطوي عليه سريرته ساكباً الدموع والعبرات، متخيراً أجمع الكلمات - بلا سجع ولا تعد ولا إسهاب - وأرجى الأوقات، رافعاً يديه، خافضاً بصره وصوته، لا يدعوا بإثم ولا يدعوا على نفسه ولا على رحمه. يتذكر أهله وما يلم بهم، وإخوانه وحاجاتهم فيشملهم بالدعاء مُوقناً الإجابة وموقناً أن رحمته سبحانه واسعة وفضله كبير وعطاؤه لا حد له.

• الدعاء لا يحتاج العبد فيه إلى تُرجمان، ولا يُسد عنه باب الرحمن، فهو سبحانه بكل الألسنة عليم، وبكل من قرع بابه رحيم، لا يُعجزه لسان عن لسان ولا يشغله حال عن حال.

 

• الدعاء تلعثم بلا خجل، وبكاء ووجل، يتذلل العبد ويُلح وهو يعلم أن ذلك هو مُراد الله تعالى من عباده.

• يُعاود العبد الدعاء مرة تلو مرة ولا يقطع الرجاء، يؤجل الله تعالى عنه الإجابة فلا يَعجل ولا يَمل قرع الباب فهو يعلم أنه سبحانه لا يعجل بعجلة أحدنا ولا يمل من إلحاحنا.

 

• يستجيب الله تعالى الدعاء فلا يُعرِض عن الباب ولا يكف عن الشكر فهو قد أدمن قرع الباب، والتذلل على الأعتاب، يجد لذته في البكاء، وسعادته في إبداء الثناء فيتمادى في إظهار العبودية وإثبات الربوبية، ويظل حاله هكذا إلى أن يقضي الله تعالى فيه أمراً كان مفعولاً.

• ومن رحمة الله تعالى ولطفه بعباده أنه سبحانه يحث عباده على الدعاء بل كثرة الدعاء وعلى الطلب بل كثرة الطلب، فكلما كان العبد كثير الدعاء عظيم الطلب كلما زادت منزلته عند ربه.

 

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في مُلكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من مُلكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " (رواه مسلم).

إذا كانت كل هذه من متطلبات الدعاء وهيئاته فإن العلماء قد أوجزوا ذلك كله في عبارات ناجعة.

 

• قال ابن القيم رحمه الله: والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح. والسلاح بضاربه لا بحده فقط! فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا آفة به والساعد ساعد قوي والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو..! ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير..! فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء أو كان ثم مانع من الإجابة؛ لم يحصل التأثير..!.

 

• جاء في تفسير القرطبي: قال ابن عطاء: إن للدعاء أركاناً وأجنحة وأسباباً وأوقاتاً، فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح. فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: شرائطه أربع: أولها حفظ القلب عند الوحدة، وحفظ اللسان مع الخلق، وحفظ العين عن النظر إلى ما لا يحل، وحفظ البطن من الحرام، وقد قيل: إن من شرط الدعاء أن يكون سليماً من اللحن.

 

• قال سهل بن عبد الله التستري: شروط الدعاء سبعة: أولها التضرع والخوف والرجاء والمداومة والخشوع والعموم وأكل الحلال.

• قال أبو الحسن الشاذلي رحمه الله: إذا أردت أن يُستجاب لك أسرع من لمح البصر، فعليك بخمسة أشياء: الامتثال للأمر، والاجتناب للنهي، وتطهير السر، وجمع الهمة، والاضطرار.

 

• قال سفيان ابن عيينة: لا يمنعن أحداً من الدعاء ما يعلمه من نفسه فإن الله قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس؛ قال: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون؛ قال فإنك من المنظرين.

• قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والدعاء من أنفع الأدوية. وهو عدو البلاء يُدافعه ويُعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يُخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن.

 

• وقال أيضاً: ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه: أن يستعجل العبد، ويستبطئ الإجابة، فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.

 

• وقال أيضاً: وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته. أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك فأجيبت دعوته. فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء فيأخذه مُجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي. وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به فظن غيره أن استعمال هذا الدواء بمجرده كاف في حصول المطلوب كان غالطا. وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس. ومن هذا قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبر فيجاب. فيظن الجاهل أن السر للقبر. ولم يعلم أن السر للاضطرار وصدق اللجأ إلى الله. فإذا حصل لك في بيت من بيوت الله كان أفضل وأحب إلى الله.

 

• ذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه: " أصاب بني إسرائيل بلاء فخرجوا مخرجاً فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم: إنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة وترفعون إلي أكفاً قد سفكتم بها الدماء وملأتم بها بيوتكم من الحرام الآن حين اشتد غضبي عليكم؟! ولن تزدادوا مني إلا بُعدا..! ".

 

أولاً: بعض الآيات التي وردت في القرآن الكريم بشأن الدعاء: الذي يتتبع آيات القرآن الكريم يجد أن هناك العديد والعديد من الآيات التي وردت بخصوص الدعاء وأحواله، منها ما هي أمر من الله تعالى لعباده بالدعاء، ومنها دعاء الملائكة، ومنها دعاء الأنبياء، ومنها دعاء أهل الجنة، ومنها دعاء المؤمنين، ومنها دعاء المضطرين، ومنها كذلك دعاء الشاكرين....... إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة.

 

وسوف نذكر هنا بعض الآيات للاستدلال وليس للحصر.

1- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

2- قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

 

3- قال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55، 56].

 

4- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 12].

 

5- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴾ [الزمر: 8].

 

6- قال تعالى: ﴿ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 49].

 

7- قال تعالى: ﴿ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11].

8- قال تعالى:﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 96 - 98].

 

9- قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 109 - 111].

 

10- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ [لقمان: 32].

 

11- قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر: 7، 9].

 

12- قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

13- قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *‏ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران 191 - 195].

 

14- قال تعالى: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *‏ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي *‏ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *‏ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *‏ يَفْقَهُوا قَوْلِي *‏ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي *‏ هَارُونَ أَخِي *‏ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *‏ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *‏ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً *‏ وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً *‏ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً *‏ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه 24 - 36].

 

15- قال تعالى: "﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم 8].

 

ثانياً: بعض الأحاديث التي وردت في السنة النبوية المُطهرة بشأن الدعاء: لعِظم الدعاء وأهميته في الإسلام كان النبي صلى الله أسوة وقدوة لأصحابه رضي الله عنهم أجمعين ولعموم المسلمين إلى يوم الدين حيث علمهم الدعاء وكيفيته وشروطه وعوامل الإجابة والقبول وعوامل المنع وعدم القبول وعلمهم كل ما يخص الدعاء ولم يترك شيئاً في هذا الجانب إلا ذكره ولم يترك فتيلاً ولا قطمير إلا أكد عليه.

1- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدُّعاءُ هُو العبادةُ ثمَّ قرأَ وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ " (رواه الترمذي).

 

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليسَ شيءٌ أَكْرَمَ على اللَّهِ تعالى منَ الدُّعاءِ " (رواه الترمذي).

3- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضلُ العبادةِ الدعاءُ " (صححه الألباني).

 

4- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " القُلوبُ أوعيةٌ، وبعضُها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتُمُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، أيُّها النَّاسُ، فاسألوهُ وأنتُمْ موقِنونَ بالإجابةِ، فإنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ لعبدٍ دعاهُ عن ظَهْرِ قَلبٍ غافلٍ " (رواه أحمد).

 

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ " (رواه الترمذي).

 

6- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزيدُ في العمُرِ إلَّا البرُّ ولا يردُّ القدَرَ إلَّا الدُّعاءُ وإنَّ الرَّجلَ لَيُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يصيبُهُ " (رواه بن ماجه وقال الألباني: حسن دون قوله: "وإن الرجل").

 

7- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدُّعاءُ ينفع مما نزل و مما لم ينزِلْ، فعليكم عبادَ اللهِ بالدُّعاءِ " (حسنه الألباني).

 

8- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ " (رواه الترمذي).

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعجَزُ النَّاسِ مَن عجَز في الدُّعاءِ، وأبخلُ النَّاسِ من بخِلَ بالسَّلامِ " (رواه الألباني وقال: حسن صحيح).

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللهَ يقولُ: أنا عند ظنِّ عبدي بي. وأنا معه إذا دعاني " (رواه مسلم).

 

11- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أقربُ ما يَكونُ العبدُ من ربِّهِ عزَّ وجلَّ وَهوَ ساجدٌ فأَكثروا الدُّعاءَ " (رواه النسائي).

 

12- عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيبِ، إلا قال الملَكُ: ولك، بمثلٍ " (رواه مسلم).

 

13- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدُّعاءُ ينفع مما نزل ومما لم ينزِلْ، فعليكم عبادَ اللهِ بالدُّعاءِ " (حسنه الألباني).

 

14- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزالُ يستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ. ما لم يَسْتَعْجِلْ. قيل: يا رسولَ اللهِ! ما الاستعجالُ؟ قال يقولُ: قد دعوتُ، وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيبُ لي. فيستحسرُ عند ذلك، ويَدعْ الدعاءَ " (رواه مسلم).

 

15- عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمِع ابنَه يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُك القصرَ الأبيضَ عن يمينِ الجنَّةِ إذا دخلتُها فقال أيْ بنيَّ سلِ اللهَ الجنَّةَ وعُذْ به من النَّارِ فإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ سيكونُ قومٌ يعتدون في الدُّعاءِ " (رواه بن ماجه).

 

ثالثاً: نماذج من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:

1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال: بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها "( رواه أحمد ).

 

2- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ وأعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ وأعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ وأعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا " (رواه بن حبان).

 

3- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: " سمعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلًا يدعو وَهوَ يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُن لَهُ كفوًا أحدٌ "، قالَ: فقالَ: " والَّذي نَفسي بيدِهِ لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى " (صححه الألباني).

 

4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا " اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ " فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: " لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى " (صححه الألباني).

 

5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ " (رواه الترمذي).

 

6- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا حزَبهُ أمرٌ قال: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»، متفق عليه.

 

7- عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه سلم قال: " يا شدَّادُ بنُ أوسٍ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ: اللَّهمَّ! إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، وأسألُك شُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ، وأستغفرُك لما تعلَمُ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ " (صححه الألباني).

 

8- عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: " علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلِماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ: اللهمَّ اهدِني فيمن هدَيْتَ، وعافِنِي فيمن عافيْتَ، وتولَّنِي فيمن توليْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقني شرَّ ما قضيْتَ، فإِنَّكَ تقضي ولا يُقْضَى عليْكَ، وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليْتَ، تباركْتَ ربَّنا! وتعاليْتَ " (رواه الترمذي).

 

9- عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاءِ " اللهمَّ! اغفرْ لي خطيئَتي وجَهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلمُ به مني. اللهمَّ! اغفِرْ لي جَدِّي وهَزْلي. وخَطئي وعمْدي. وكلُّ ذلك عندي. اللهمَّ! اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ. وما أسررتُ وما أعلنتُ. وما أنت أعلمُ به مني. أنت المُقَدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ. وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ " (رواه مسلم).

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من دعوةٍ يدعو بها العبدُ أفضلُ من اللَّهمَّ إنِّي أسألُك المعافاةَ في الدُّنيا والآخرةِ " (رواه بن ماجه).

 

11- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: " كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أمسى قال: " أمسَينا وأمسى الملكُ لله. والحمدُ لله. لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ". قال: أراه قال فيهنَّ " له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. ربِّ! أسألُك خيرَ ما في هذه الليلةِ وخيرَ ما بعدَها. وأعوذُ بك من شرِّ ما في هذه الليلةِ وشرِّ ما بعدَها. ربِّ! أعوذُ بك من الكسلِ وسوءِ الكِبَرِ. ربِّ! أعوذُ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبرِ ". وإذا أصبح قال ذلك أيضًا " أصبحْنا وأصبح الملكُ لله " (رواه مسلم).

 

12- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: " ألِظُّوا بيا ذا الجلالِ والإكرامِ " (رواه الترمذي). ألظوا: أي الزموها، وأكثرُوا منها، وداوموا عليها.

 

13- عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهمَّ بعلْمِك الغيبِ، وقدْرتِك على الخلقِ أحْيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي. اللهمَّ وأسألُك خشيتَك في الغيبِ والشهادةِ، وأسألُك كلمةَ الإخلاصِ في الرضا والغضبِ، وأسألُك القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُك نعيمًا لا ينفدُ وأسألُك قرةَ عينٍ لا تنقطعُ، وأسألُك الرضا بالقضاءِ، وأسألُك بَرْدَ العيْشِ بعدَ الموتِ، وأسألُك لذَّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك، في غيرِ ضرَّاءَ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلَّةٍ. اللهمَّ زيِّنا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هداةً مُهتدينَ " (رواه الألباني بإسناد صحيح).

 

14- جاء في الجواب الكافي لابن قيم الجوزية رحمه الله: ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجانين في الدعاء عن الحسن قال: " كان رجل من أصحاب النبي من الأنصار يُكني أبا مغلق وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكاً ورعاً فخرج مرة فلقيه لص مُقنع في السلاح فقال له ضع ما معك فاني قاتلك قال فما تريد إلا دمي فشأنك والمال قال أما المال فلى ولست أريد إلا دمك قال أما إذا أبيت فذرني أصلى أربع ركعات قال صلى ما بدا لك فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه فى آخر سجدة أن قال: " يا ودود ياذا العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألك بعزك الذي لا يُرام وبملكك الذي لايُضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مُغيت اغثني يا مُغيث اغثني يا مُغيث اغثني ثلاث مرات فاذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل اليه فقال قم فقال من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم فقال أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت فسمعت لأبواب السماء قعقعة ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله " قال الحسن: " فمن توضي وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب ".

 

رابعاً: نماذج مما تعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم:

1- عن شكل بن حميد العبسي رضي الله عنه قال: " أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني تَعوُّذًا أتعوَّذُ بِهِ. قالَ: فأخذَ بكفي فقالَ: قُل: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن شرِّ سمعي، ومِن شرِّ بصَري، ومِن شرِّ لِساني، ومِن شرِّ قلبي، ومن شرِّ مَنيِّي يَعني فرجَهُ " (رواه الترمذي).

 

2- عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: سألت عائشة (رضي الله عنها) عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله؟,, قالت: كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل " (رواه أبوداود).

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الأربعِ: مِن علمٍ لا ينفعُ ومِن قلبٍ لا يخشعُ ومِن نفسٍ لا تشبعُ ومن دعاءٍ لا يُسمعُ " (رواه أحمد).

 

4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ العَجزِ والكسلِ والجبنِ والبخلِ والهرَمِ وأعوذُ بِكَ من عذابِ القبرِ وأعوذُ بِكَ من فِتنةِ المحيا والمماتِ " (رواه أبو داود).

 

5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قال: " اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجبنِ والبخلِ، والهرمِ، والقسوةِ، والغفلةِ، والعيْلةِ، والذلةِ، والمسكنةِ. وأعوذُ بك من الفقرِ والكفرِ، والفسوقِ والشقاقِ والنفاقِ، والسمعةِ والرياءِ. وأعوذُ بك من الصممِ، والبُكمِ، والجنونِ، والجُذامِ، والبَرَصِ، وسيِّئِ الأسقامِ " (صححه الألباني).

 

6- عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " إن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم كان يتعوذُ من خمسٍ: اللهم إني أعوذُ بك من البخلِ، والجُبنِ، وأعوذُ بك من سوءِ العُمُرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ الصدرِ، وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ " (رواه النسائي وقال الألباني: صحيح لغيره).

 

7- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كان من دعاء رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " اللهمَّ! إني أعوذُ بك من زوالِ نِعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميعِ سُخطِك " (رواه مسلم).

 

8- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا أبا بكرٍ! قل: اللهم فاطرَ السماواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، لا إله إلا أنت، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشِرْكِه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أَجُرَّه إلى مُسْلِمٍ " (صححه الألباني).

 

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولُ إذا أوى إلى فراشِه اللهمَّ ربَّ السمواتِ والأرضِ وربَّ كلِّ شيٍء فالقَ الحبِّ والنوى مُنْزِلَ التوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ العظيمِ أعوذُ بك من شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيَتِها أنت الأولُ فليس قبلَك شيءٌ وأنت الآخرُ فليس بعدَك شيءٌ وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شيءٌ وأنت الباطنُ فليس دونَك شيءٌ اقضِ عني الدَّيْنَ وأغْنِني من الفقرِ " (رواه بن ماجه وصححه الألباني).

 

10- عن مسلم بن أبي بكرة رضي الله عنه قال: " كان أبي يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وعذاب القبر، فكنت أقولهن، فقال أبي: أي بني! عمن أخذت هذا؟ قلت: عنك! قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن في دبر الصلاة " (رواه النسائي).

 

11- عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رضي اللهُ عنه كان يأمُرُ بهؤلاء الخمسِ، ويُحَدِّثُهن عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " اللهم إني أعوذُ بك من البُخلِ، وأعوذُ بك من الجُبنِ، وأعوذُ بك أن أُرَدَّ إلى أرذَلِ العمُرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ الدنيا، وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ " (رواه البخاري).

 

12- عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ إذا خرجَ من منزلِهِ قالَ: " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أضلَّ أو أزلَّ أو أظلِمَ أو أُظلمَ أو أجْهلَ أو يُجهلَ عليَّ " (رواه بن ماجه).

 

13- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سافرَ قالَ: اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأَهلِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من وعثاءِ السَّفرِ وَكآبةِ المنقلبِ وسوءِ المنظرِ في الأَهلِ والمالِ اللَّهمَّ اطوِ لنا الأرضَ وَهوِّن علينا السَّفرَ " (رواه أبو داود).

 

14- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الجوعِ؛ فإنَّهُ بئسَ الضَّجيعُ، وأعوذُ بكَ مِن الخيانةِ؛ فإنَّها بئسَتِ البِطانةُ " (حسنه الألباني).

 

15- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من يومِ السوءِ، و من ليلةِ السُّوءِ، و من ساعةِ السُّوءِ، و من صاحبِ السُّوءِ، و من جارِ السُّوءِ في دارِ المُقامةِ " (حسنه الألباني).

 

16- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتَعَوَّذُ مِن جَهدِ البلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ " (رواه البخاري).

 

17- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعَوَّذُ: " اللهمَّ إني أعوذُ بك من فتنةِ النارِ ومن عذابِ النارِ، وأعوذُ بك من فتنةِ القبرِ، وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ الغِنَى، وأعوذُ بك من فتنةِ الفقرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ المسيحِ الدجَّالِ " (رواه البخاري).

 

18- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهمَّ إني أعوذُ بك من جار السوءِ، ومن زوجٍ تُشَيِّبُني قبل الْمَشيبِ، ومن ولدٍ يكون عليَّ رَبًّا، ومن مالٍ يكون عليَّ عذابًا، ومن خليلٍ ماكرٍ عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنةً دفنَها، وإذا رأى سيئةً أذاعَها " (رواه الألباني بإسناد جيد).

 

19- عن قطبة بن مالك رضي الله عنه قال: " كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من منكراتِ الأَخلاقِ والأعمالِ والأَهْواءِ " (رواه الترمذي).

 

20- عن جد عمرو بن شعيب رضي الله عنهما قال: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا كَلِماتٍ نَقولُهُنَّ عِندَ النومِ منَ الفَزَعِ بسمِ اللهِ أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غضَبِه وعِقابِه وشرِّ عِبادِه ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ قال فكان عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو يُعَلِّمُها مَن بلَغ مِن ولَدِه أنْ يقولَها عِندَ نَومِه ومَن كان منهم صغيرًا لا يَعقِلُ أنْ يَحفَظَها كتَبها له فعَلَّقها في عُنُقِه " (رواه أحمد).

 

خامساً: مشروعية الدعاء على الظالمين والفرح بهلاكهم:

• جاء في القرآن الكريم - عن موسى عليه السلام - قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88].

 

ومن يتتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنه لا حرج في الدعاء على الظالم بعينه أو في الجملة، لما ثبت من دعائه صلى الله عليه وسلم على الذين غرَّرُوا بسبعين من أصحابه عند بئر معونة من قبائل رعل وذكوان وبني لحيان وعصية، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم دعا عليهم ثلاثين صباحاً.(والقصة في صحيح البخاري). وكان ذلك في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة.

 

• عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: " قنَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَهرًا مُتتابِعًا في الظهرِ والعصرِ والمَغرِبِ والعِشاءِ والصُّبحِ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ إذا قال سمِع اللهُ لِمَن حمِده في الركعةِ الأخيرةِ يَدعو عليهِم على حيٍّ من بني سُلَيمٍ على رِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ ويُؤَمِّنُ مَن خَلْفَه أرسَل إليهِم يَدعوهم إلى الإسلامِ فقتَلوهم " (رواه أحمد بإسناد صحيح).

 

• عن أنس رضي الله عنه قال: " بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين رجلاً لحاجة يقال لهم: القراء، فعرض لهم حيان من بني سليم: رعل، وذكوان، عند بئر يقال لها: بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا، إنما نحن مجتازون في حاجة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقتلوهم، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهراً في صلاة الغداة، فذلك بدء القنوت، وما كنا نقنت ".

 

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم، فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، عياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مُضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف. وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له " (رواه البخاري).

 

عن عائشةَ أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: " لما أمر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بأولئكَ الرهْطِ عتبةَ بنِ ربيعةَ وأصحابِه فأُلقُوا في الطُّوَى قال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جزى اللهُ شرًّا من قومِ نبيٍ ما كان أسوأَ الطردِ وأشدَّ التكذيبِ قال فقيل يا رسولَ اللهِ كيف تُكَلِّمُ قومًا قد جَيَّفوا قال ما أنتم بأفهمَ لقولي منهم أو لهم أفْهمُ لقولي منكم " (رواه ابن جرير الطبري في مسند عمر بإسناد صحيح).

 

• عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازةٍ، فقال: مُستريحٌ ومُستراحٌ منه. قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما المستريحُ والمستراحُ منه؟ قال: العبدُ المؤمنُ يَستريحُ من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمةِ اللهِ، والعبدُ الفاجرُ يَستريحُ منه العبادُ والبلادُ، والشجرُ والدَّوابُّ " (رواه البخاري).

 

• لقد سجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما جاءه قتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي بن أبي طالب لما وجد ذا الثدية مقتولاً في الخوارج.

 

• جاء في " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي رحمه الله: قال العلامة ابن القيم في النونية مبيناً فرح أهل السنة عندما أقدم خالد القسري على قتل الجعد بن درهم يوم عيد الأضخى أمام الناس:

شَكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صاحِبِ سُنَّةٍ ♦♦♦ لله درُّكَ من أخي قُربانِ

 

• ولما أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج - وهو" الشلل النصفي "-: فرح أهل السنَّة بذلك.

• يقول الشيخ محمد صالح المنجد: " الفرح بمهلك أعداء الإسلام وأهل البدع المغلظة وأهل المجاهرة بالفجور أمر مشروع، وهو من نِعَم الله على عباده وعلى الشجر والدواب، بل إن أهل السنَّة ليفرحون بمرض أولئك وسجنهم وما يحل بهم من مصائب ".

 

• قال بدر الدين العيني رحمه الله: فإن قيل: كيف يجوز ذكر شر الموتى مع ورود الحديث الصحيح عن زيد بن أرقم في النهي عن سب الموتى وذكرهم إلا بخير؟ وأجيب: " بأن النهي عن سب الأموات غير المنافق والكافر والمجاهر بالفسق أو بالبدعة، فإن هؤلاء لا يحرُم ذكرُهم بالشر للحذر من طريقهم ومن الاقتداء بهم ".

 

• روى ابن سعد في طبقاته قال: أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِماني، عن أبي حنيفة عن حماد قال: " بشرت إبراهيم بموت الحجاج، فسجد، ورأيته يبكي من الفرح ". ولهذا شُرع لنا سجود الشكر عند تجدد النعم واندفاع النقم. أفلا نفرح بنعم الله؟ أفلا نشكر الله؟ أفلا نغيظ بفرحنا أعداء الله؟ أفلا نتعبد لله تعالى بهذا الفرح؟ ألم يقل الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 4، 5].

 

• وختاماً: مساكين أهل الدنيا يُنفقون أموالهم الطائلة وجُهودهم المُضنية وحِيلهم الماكرة ويذهبون لمن يغلق في وجوههم بابه وتحول دونهم حُجَّابه.

يتركون من يتودد إليهم بالليل ليغفر لهم ما اقترفوه بالنهار ويتودد إليهم بالنهار ليغفر لهم ما اقترفوه بالليل، يتحبب إليهم فيهربون ويُقبل عليهم فيُعرضون فلا يزيدهم ذلك إلا هماً على همومهم وكرباً على كروبهم وهم رغم ذلك لا يتعظون ولا يرجعون.

 

قلوبهم جاحدة ونفوسهم نافرة وأجسادهم نائية. يتذللون على أعتاب العباد، ويتركون العزة على أعتاب رب العباد. يدورون في رحى الأيام وينسجون لأنفسهم الأوهام. يأنفون من النور ويتلذذون بالظلام. يدعون العلم وهم في الجهالة يعمهون. ويدعون السيادة وهم في أسواق النخاسة يُباعون.

 

خلاصهم في نية خالصة وتوبة وإنابة. خلاصهم في الندم على ما فات وسكب الدموع والعبرات تغفر بها الذنوب والذلات وتبدل سيئاتهم إلى حسنات ويكتب بها العتق من النيران ودخول الجنات.

• سُئل أحد الصالحين: "أتَعرِفُ رجلاً مُستجابَ الدّعوة؟" فقال: "لا، لكنني أعرفُ مَن يستجيبُ للدعوة ".

• قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: " أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء ".

اللهم افتح لنا باب الدعاء وهييء لنا أسباب قبوله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدعاء
  • فضل الدعاء
  • خطبة: الدعاء
  • آداب الدعاء
  • لا خاب من تغافل
  • الدعاء والتضرع في ظلمة السجون
  • الدعاء يصنع العجائب

مختارات من الشبكة

  • لماذا تتأخر إجابة الدعاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء فضائل وآداب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء المستجاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بعد أذكار الصلاة يعمد كل فردا إلى الدعاء (الدعاء الجماعي في ادبار الصلاة)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • من أسباب إجابة الدعاء: الدعاء بأسماء الله الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق الرجاء بمختار الدعاء: مختصر كتاب الدعاء للإمام الحافظ الطبراني - بدون حواشي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق الرجاء بمختار الدعاء: مختصر كتاب الدعاء للإمام الحافظ الطبراني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدعاء عدة المؤمن: آداب الدعاء - أسباب وموانع الإجابة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رمضان المبادرة .. الدعاء الدعاء(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم الدعاء في الركوع(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
حسين - الجزائر 24-06-2018 08:51 PM

مقالة جميلة جدا بارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب