• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مبدأ التخصص في الإسلام (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    نجاح موسم الحج بفضل الله وبرحمته (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة الحج

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/2/2017 ميلادي - 26/5/1438 هجري

الزيارات: 10780

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الثاني من سورة الحج


من الآية 19 إلى الآية 24: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾: أي هذان فريقان ﴿ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾: أي اختلفوا في توحيد ربهم (وهم أهل الإيمان وأهل الكفر)، ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ بتوحيد ربهم ﴿ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ﴾: أي يُحيط بهم العذاب في هيئة ثياب مُفَصَّلة من نار، يَلْبَسونها فتَشوي أجسادهم، و﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ أي يُصَبُّ على رؤوسهم الماء الساخن، فيُحدِث ثُقباً في رؤوسهم - بسبب شدة غليانه - ثم يَنزِل مِن خلال هذا الثُقب إلى بطونهم، فـ ﴿ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾: أي يُذِيب أمعاءهم وجلودهم فتَسقط مِن شدة الحرارة، ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ أي تَضربهم الملائكة على رؤوسهم بمطارق من حديد، و﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ ﴾: أي كلما حاولوا الخروج من النار - لشدة غمِّهم وكَرْبهم - ﴿ أُعِيدُوا فِيهَا ﴾ أي تُجبِرهم ملائكة العذاب على العودة إليها ﴿ وَ ﴾ يقولون لهم - توبيخاً - وهم يُعَذَّبون: ﴿ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.


♦ وأما أهل التوحيد فقد قال تعالى عنهم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ ﴾ أي بساتين عجيبة المنظر ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ أي تجري أنهار الماء واللبن والعسل والخمر من تحت أشجارها، ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ﴾: أي يَتزيَّنون فيها بأساور من ذهب وأساور من لؤلؤ ﴿ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾: أي لباسهم المعتاد في الجنة - رجالاً ونساءً - هو الحرير، ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ يعني: لقد هداهم الله في الدنيا إلى القول الطيب (وهو قول كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، وسائر الأذكار المشروعة، وكل كلام طيب)، ﴿ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾: أي كما وفقهم سبحانه إلى الثبات على الإسلام، الذي هو طريق الله الحميد (ومعنى الحميد: أي الذي يَستحق الحمد والثناء في كل حال، لِكَثرة نِعَمِه على جميع مخلوقاته، ومعنى أن الإسلام هو طريق الله، أي هو الذي يُوصل إلى رضاه وجَنَّته).

 

الآية 25: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ بوحدانية الله تعالى، وكَذَّبوا بما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أي: ويَمنعون غيرهم من الدخول في دين الله، ﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ أي: ويَصُدّون الرسول والمؤمنين - في عام "الحُدَيبية" - عن دخول المسجد الحرام ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً ﴾ أي الذي جعلناه مكان تَعَبُّد لجميع المؤمنين على سواء: ﴿ الْعَاكِفُ فِيهِ ﴾ أي سواء الذي جاء إلى مكة ثم أقام فيها للتعبد في المسجد الحرام، ﴿ وَالْبَادِ ﴾ أي: وكذلك القادم إليه للعبادة ثم خرج منه، (وقد يكون المقصود بالعاكف فيه: أي الساكن بمكة، فهؤلاء يتساوون مع غيرهم في ثواب العبادة في المسجد الحرام).

 

♦ وهؤلاء الكفار - الذين يَمنعون الناس عن دخوله - لهم عذاب أليمٌ في الآخرة، ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ يعني: ومَن يُرِد المَيْل عن الحق في المسجد الحرام - وذلك بأن يَظلم نفسه (بارتكاب شِرك أو معصية)، أو يَظلم غيره - فهذا ﴿ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، (فمُجَرَّد إرادة الظلم في الحَرَم تستوجب العذاب، فكيف بمن أتى فيه أعظم الظلم، وهو الشرك بالله تعالى ومَنْع الناس من زيارته؟!) (وفي هذه الآية وجوب احترام الحَرَم وشدة تعظيمه، والتحذير من إرادة المعاصي فيه أو فِعلها).

 

الآية 26، والآية 27، والآية 28: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾ أي اذكر أيها الرسول لكفار قريش - المُنتسبين إلى إبراهيم كَذِباً وباطلاً - حين أنزلنا إبراهيم بمكة وبَيَّنّا له مكان البيت (لأنّ مكانه كان غير معروف)، وأمَرنا إبراهيم ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾ في عبادتي، ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ أي طَهِّر المسجد الحرام من الشِرك والنجاسات، (وذلك من أجل الطائفين به) ﴿ وَالْقَائِمِينَ ﴾ عنده - وهم المعتكفين فيه - ﴿ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ (وذلك حتى لا يَتأذّوا بأيّ أذى مادي أو معنوي وهم في بيت ربهم).

♦ فاذكر هذا لقومك الذين نَصَبوا الأصنام والتماثيل حول البيت، وحارَبوا كل مَن يقول لا إله إلا الله، ومنعوك وأصحابك عن المسجد الحرام، فأين ذهبتْ عقولهم عندما يَزعمون أنهم على دين إبراهيم وقد كان مُوَحِّداً وهم مُشركون؟!

 

﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾: أي بَلِّغ الناس يا إبراهيم أنّ الحج واجبٌ عليهم، وأعلِن ذلك لهم بأعلى صوتك، فحينئذٍ (يَأْتُوكَ رِجَالًا) أي مُشاةً على أرجلهم ﴿ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ﴾: أي: وسيأتوك رُكبانًا على كل ضامر من الإبل (وهي الناقة خفيفة اللحم مِن كثرة السَّيْر والأعمال، لا من الضَعف والهُزال)، ﴿ يَأْتِينَ ﴾ أي تأتي هذه النِيَاق وهي تَحمل راكبيها ﴿ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾: أي مِن كل طريق بعيد ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾: أي ليَحضروا منافع لهم (مِن مغفرة ذنوبهم، وثواب حَجِّهم وطاعتهم، واستجابة دعائهم والفوز برضا ربهم، وبالربح في تجاراتهم أثناء الحج، وغير ذلك) ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ يعني: وليذكروا اسم الله على ذَبْح ما يَتقربون به من الإبل والبقر والغنم في أيام مُعَيَّنة، وهي اليوم العاشر مِن ذي الحجة وثلاثة أيام بعده -على الراجح - شُكرًا لله على نعمه، ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أي كلوا من هذه الذبائح أيها الحَجيج ﴿ وَأَطْعِمُوا ﴾ منها ﴿ الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ (وهو الفقير الذي اشتد فقره).


الآية 29: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ أي: ثم ليُكمِل الحَجيج ما تَبَقَّى لهم من النُّسُك (وذلك بأن يَتحلُّلوا مِن إحرامهم بحَلق شعر الرأس أو تقصيره)، وكذلك يَقصون أظفارهم ويُزيلون ما تراكم مِن الأوساخ في أجسادهم طوال فترة الإحرام، ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾ يعني: وعليهم أن يُوفوا بما أوجبوه على أنفسهم من الذبائح لله تعالى ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ أي: وليَطوفوا - بعد النحر - طواف الإفاضة بالبيت القديم، الذي أعتقه الله مِن تَسَلُّط الجبارين عليه، وهو الكعبة.


الآية 30: ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي ذلك الذي ذكَرناه مِن إكمال النًسُك والوفاء بالنذور والطواف بالبيت، هو مِمّا أوجبه الله عليكم فعَظِّموه ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾ يعني: ومَن يَجتنب ما حَرَّم اللهُ انتهاكه: ﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ يوم يَلقاه.

♦ ولمَّا ذَكَرَ سبحانه الأنعام في الآيات السابقة، أتْبَعَ ذلك بإبطال ما حَرَّمَه المشركون على أنفسهم منها، فقال: ﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ يعني: وقد أحَلَّ الله لكم أَكْلَ الأنعام (من الإبل والبقر والغنم) ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ يعني إلا ما حَرَّمه سبحانه عليكم في القرآن (مِن المَيْتة وغيرها).

♦ ولمَّا حَثَّ سبحانه على تعظيم حُرُماته، أتْبَعَ ذلك بالأمر باجتناب أعظم الحرام (وهو الشِرك)، فقال: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾ أي ابتعِدوا عن القذارة (التي هي الأصنام)، ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ أي: وابتعِدوا عن الكذب (الذي هو الافتراء على الله تعالى)، كتحليل وتحريم ما لم يَأذن به، وإنساب الولد والشريك إليه.


الآية 31: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ أي كونوا مُستقيمين لله تعالى (بطاعته وإخلاص العمل له)، وعبادته وحده ﴿ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾ ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ أي فمَثَلُ هذا المُشرك - في بُعْده عن الهدى، وسقوطه من الإيمان إلى الكفر، وتَخَطُّف الشياطين له من كل جانب - كمثل مَن سقط من السماء ﴿ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ﴾ فتُقَطِّع أعضاءه، ﴿ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾: يعني أو تأخذه عاصفة شديدة، فتقذفه في مكان بعيد، لا يُعثَر عليه أبداً.

 

الآية 32، والآية 33: ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي توحيد الله تعالى وإخلاص العبادة له، هو مِمّا فرضه الله عليكم وأمَركم به فعَظِّموه ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ يعني: ومَن يَمتثل أوامر الله تعالى ويُعَظِّم مَعالم دينه (والمقصود بها هنا: اختيار أفضل الذبائح) ﴿ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾: أي فهذا التعظيم يَصدر من أصحاب القلوب التي تتقي اللهَ وتخشاه، ﴿ لَكُمْ فِيهَا ﴾ أي لكم في هذه الذبائح ﴿ مَنَافِعُ ﴾ تنتفعون بها - من الصوف واللبن والركوب - وغير ذلك من المنافع التي لا تَضُرّها ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ يعني إلى أن يأتي وقت ذَبْحها، ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ يعني: ثم تذهبون بهذه الذبائح إلى مكان ذَبْحها (وهو الحرم كله).


الآية 34، والآية 35: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾ يعني: ولكل جماعةٍ مؤمنة- من الأمم السابقة - جعلنا لها مَناسك مِنَ الذبح يَتقربون بها إلى الله تعالى ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ أي ليذكروا اسم الله وحده عند ذبح ما رَزَقهم مِن هذه الأنعام، وذلك بأن يقولوا عند الذبح: (بسم الله والله أكبر)، شُكراً لله على نعمه.

♦ وإن اختلفت الشرائع، فكلها متفقة على أصل واحد، وهو إفراد الله وحده بالعبادة، وتَرْك الشِرك به، فلذلك قال تعالى: ﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ وهو الله الأحد الصمد ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾ أي انقادوا لأمْره ظاهراً وباطناً ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ أي المتواضعينَ الخاشعينَ الخاضعينَ لأمر ربهم، فهؤلاء بَشِّرهم أيها الرسول بخيرَي الدنيا والآخرة، وهُم ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ أي خافت قلوبهم مِن عقابه، وبالتالي خافت أن تعصاه، ﴿ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ ﴾ مِن بلاءٍ وشدة، مُحتسبين الأجر عند ربهم في الآخرة، فلا يَجزعون ولا يَتسَخَّطون ولكنهم يقولون: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، ﴿ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ ﴾ - في أوقاتها بخشوعٍ واطمئنان - ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾ - مِن أنواع المال - ﴿ يُنْفِقُونَ ﴾: أي يُخرِجون صَدَقة أموالهم الواجبة والمُستحَبة، (وكذلك يُنفقون مِمَّا رزقهم اللهُ مِن عِلمٍ أو صِحَّةٍ أو سُلطة في خدمة المسلمين، فيُعَلِّمونَ الناس، ويَسعونَ في قضاء حوائجهم، وغير ذلك).

 

الآية 36: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾: أي جعلنا لكم ذبْح الإبل مِن شعائر الدين التي تتقربون بها إلى الله أثناء حَجِّكم(وكذلك الحال في البقر والغنم، وإنما خَصّ سبحانه الإبل لأنها أفضل في الهَدي لكثرة لحمها)، ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ أي لكم في هذه الإبل منافع (من الأكل وثواب الصدقة) ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾ أي اذكروا اسم الله عند ذبحها، واذبحوها وهي ﴿ صَوَافَّ ﴾ أي واقفة على ثلاث من قوائمها (على أن تقَيِّدوا يدها اليسرى)، ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ يعني: فإذا سقطت جنوبها على الأرض مَيِّتة: فقد أُحِلَّ لكم أكْلها ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ ﴿ وَأَطْعِمُوا ﴾ منها ﴿ الْقَانِعَ ﴾ - وهو الفقير الذي لم يسأل تعففًا - ﴿ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ وهو الفقير الذي يسأل لحاجته واضطراره، ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ أي: وهكذا سَخَّرَ الله لكم الإبل - في الركوب والحلب والأكل - لتشكروه سبحانه - على هذا التسخير - بطاعته وذِكره.


الآية 37: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾ يعني: لن يأخذ اللهُ شيئاً مِن لحوم هذه الذبائح ولا مِن دمائها (لغِناهُ عن ذلك وعدم حاجته إلى ما يَحتاجه البشر)، ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ أي: ولكنه سبحانه يَصعد إليه تقواكم له بامتثال أمْره واجتناب نَهْيه، وأن يكون قصدكم بالذبائح: وَجْه الله وحده، ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ أي لتُكَبِّروه سبحانه عند الذبح وبعد الصلوات الخمس في أيام التشريق (شكراً له على هدايته لكم)، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ (وهم الذين يُحسنون عبادتهم لربهم، ويُراقبونه في كل أحوالهم، وكذلك يُحسنون معاملة خَلقه)، فهؤلاء بَشِّرهم أيها الرسول بكل خيرٍ وفلاح في الدنيا والآخرة، (واعلم أن الإحسانُ قد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مُسلِم -: "أنْ تعبُدَ اللهَ كأنك تراه، فإنْ لم تكن تراهُ، فإنه يَراك").



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الحج
  • تفسير الربع الثالث من سورة الحج
  • تفسير الربع الأخير من سورة الحج
  • تفسير الربع الأول من سورة المؤمنون

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • تفسير: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- شكراً لشبكة الألوكة على هذا الجهد الكبير
طارق - الجزائر 26-02-2017 02:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم أشكركم على هذا التفسير الماتع الذي يتناول جميع الفئات الثقافية والعمرية

1- جميل جداً
محمد اسماعيل - قطر 23-02-2017 12:54 PM

توضيح الترابط بين الآيات وبعضها ومناسبة الآية لما قبلها يميز هذا التفسير عن غيره
فجزاكم الله خيراً

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/12/1446هـ - الساعة: 10:11
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب