• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأول من سورة طه

تفسير الربع الأول من سورة طه
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/12/2016 ميلادي - 24/3/1438 هجري

الزيارات: 14674

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]

تفسير الربع الأول من سورة طه


• من الآية 1 إلى الآية 4: ﴿طه ﴾: سَبَقَ الكلام على الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة.

﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿لِتَشْقَى ﴾ أي ما أنزلناه عليك لتُرهِق نفسك بما لا طاقة لك به من العمل، (وقد كان هذا رداً على النَضر بن الحارث الذي قال: إن محمداً شَقِيَ بهذا القرآن، لِمَا فيه من التكاليف).


﴿إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾: يعني لكننا أنزلناه موعظة يَتذكر بها مَن يخاف عقاب اللهِ تعالى، فيؤدي فرائضه ويَجتنب معاصيه، (واعلم أنّ القرآن قد نزل تذكِرةً، لأن التوحيد مستقر في الفِطرة البشرية، وأما الإشراك فهو دَخيلٌ عليها، لِذا فالقرآن يُثير التوحيد الكامن في فِطرة الإنسان).


♦ وقد نُزِّل هذا القرآنُ ﴿تَنْزِيلًا ﴾ - يعني آية بعد آية، بحسب الأحوال والأحداث - ﴿مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ﴾ وهو اللهُ تبارك وتعالى، خالقُ كل شيئٍ ومالكه ومُدَبِّر أمْره.


• الآية 5، والآية 6: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ أي عَلا وارتفع على العرش (استواءً يليقُ بجلاله وعظمته)، ﴿لَهُ ﴾ سبحانه ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ خَلْقًا ومُلْكًاوتدبيرًا وإحاطة، ﴿وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ أي: وكذلك له سبحانه ما تحت التراب (كالمعادن، وغير ذلك مِمّا في باطن الأرض).


• الآية 7: ﴿وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ ﴾ يعني: وإن تُعلِن قولك - أيها الرسول - للناس أو تُخفِهِ عنهم: ﴿فَإِنَّهُ ﴾ سبحانه لا يَخفى عليه شيء، إذ ﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ أي يَعلم سبحانه السر وما هو أخفى من السر (مِمّا تُحَدِّث به نفسك).


• الآية 8: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ أي الذي لا معبودَ بحقٍ إلا هو، ﴿لَهُ ﴾ وحده ﴿الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ الدالَّة على كماله وجلالِه، لا يُشاركه فيها أحدٌ مِن خَلقِه.


• من الآية 9 إلى الآية 17: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ يعني: وهل جاءك - أيها الرسول - خبر موسى عليه السلام؟ ﴿إِذْ رَأَى نَارًا ﴾ مُوقدة في الليل - وذلك عندما كان راجعاً بأهله مِن أرض "مَدْيَن" إلى أرض "مصر" - ﴿فَقَالَ لِأَهْلِهِ ﴾ أي قال لزوجته - ومَن معها مِن خادم أو ولد -: ﴿امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا ﴾: أي انتظروني هنا، فقد أبصرتُ نارًا مُوقدة، وسأذهب لأراها ﴿لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ ﴾: أي لعلي أجيئكم منها بشُعلةٍ تَستدفئون بها وتوقدون بها نارًا أخرى ﴿أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾ يعني أو أجد عندها هاديًا يَدُلّنا على الطريق (وكانَ قد ضَلّ الطريق إلى مصر بسبب ظُلمة الليل)، ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ ﴾ أي فلمّا وَصَلَ موسى إلى تلك النار، ناداه اللهُ تعالى: ﴿يَا مُوسَى ﴾ ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ﴾ أي خالقك ورازقك ومُدَبِّر أمْرك ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ أي اخلع حذائك، فـ ﴿إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ يعني إنكالآن بوادي "طُوَى" المُبارك المُطَهَّر، (وقد أمَرَه سبحانه بخلع حذائه استعدادًا لمُناجاته).


♦ وقال اللهُ له: ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ﴾ - لتُبَلِّغ رسالتي إلى فرعون وبني إسرائيل - ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ إليك مِنِّي: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ﴾ أي لا معبودَ بحقٍ إلا أنا ﴿فَاعْبُدْنِي ﴾ وحدي، ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ أي لتَذكرني فيها، ﴿إِنَّ السَّاعَةَ ﴾ التي يُبعًثُ فيها الناس مِن قبورهم ﴿آَتِيَةٌ ﴾ لابد مِن وقوعها، ﴿أَكَادُ أُخْفِيهَا ﴾ أي أُبالغ في إخفائها حتى أكاد أُخفيها عن نفسي،حتى لا يَعلم أحدٌ وقت مجيئها، وذلك ﴿لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴾ أي بما عَمِلتْ في الدنيا مِن خيرٍأو شر، (فالحكمة من إخفاء الساعة: أن يَعمل الناس وهم لا يدرون متى يموتون ولا متى يُبعَثون، فتكون أعمالهم بإراداتهم، لا إكراهَ عليهم فيها، فيكون الجزاء على أعمالهم عادلاً).

﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾: أي فلا يَصرفنَّك يا موسى عن الإيمان بالآخرة والاستعداد لها مَن لا يُصَدِّق بوقوعهاواتَّبع ما يوافق أهوائه وشهواته ﴿فَتَرْدَى ﴾ أي فتَهلك يا موسى إن أطعتَه.


♦ وقد سأله سبحانه - وهو أعلم -: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴾ يعني: وما هذه التي تحملها في يمينك يا موسى؟، (واعلم أنّ اللهَ سبحانه قد سأله عن العصا ليُقرِّره بأنّ ما بيده عصاً مِن خشب، فإذا تحولت أمامه إلى حيةٍ تسعى: أيقنَ أنها آية أعطاها له ربه ذو القدرة الباهرة، ليُرسله بها إلى فرعون وملئه).


• من الآية 18 إلى الآية 24: ﴿قَالَ ﴾ موسى: ﴿هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ﴾ أي أعتمد عليها في المشي، ﴿وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ﴾: يعني أخبط بها ورق الشجر ليَتساقط فتأكله غنمي، ﴿وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ ﴾ أي منافع ﴿أُخْرَى ﴾ (فقد يُعَلِّق بها الزاد والماء، وقد يَقتل بها الأشياء الضارة كالعقارب والحيّات)، (وقد أطال موسى عليه السلام في هذا الجواب طلباً لمَزيد الأُنس بمُناجاة ربّه تبارك وتعالى)، و﴿قَالَ ﴾ اللهُ له: ﴿أَلْقِهَا يَا مُوسَى ﴾ ﴿فَأَلْقَاهَا ﴾ موسى على الأرض ﴿فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾: أي فانقلبت العصا - بإذن اللهِ تعالى - وأصبحت ثعباناً عظيماً يمشي على بطنه بسرعة، فخاف موسى وَوَلَّى هاربًا، فـ ﴿قَالَ ﴾ اللهُ له: ﴿خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ﴾: أي خذ الحية، ولا تَخَفْ منها، فإننا ﴿سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ﴾: أي سوف نُعيدها عصًا كما كانت في حالتها الأولى، ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ﴾ أي ضع يدك اليمنى تحت إبطك الأيسر واضمم عليها بعَضُدك: ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ﴾ - رغم اسمرار لون جسمك - ﴿مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾: أي من غيربَرَص، لتكون ﴿آَيَةً أُخْرَى ﴾ أي لتكون علامة أخرى مع العصا تدل على أنك رسول من عند الله.


♦ وقد فعلنا ذلك ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى ﴾ أي لكي نُرِيك مِن أدلتنا الكبرى ما يدلُّ على قدرتناوصِدق رسالتك، فـ ﴿اذْهَبْ ﴾ يا موسى - بهاتين الآيتين - ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ أي تجاوَزَ الحد في الكفر، وتجاوَزَ قدْره كبَشَر حتى ادَّعى الألوهية، فادعُهُ إلى توحيد اللهِ وعبادته، واطلب منه أن يُرسل معك بني إسرائيل لتَخرج بهم إلى أرض القدس.


• من الآية 25 إلى الآية 35: ﴿قَالَ ﴾ موسى: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴾ أي وسِّع لي صدري لتحَمُّل أعباء الرسالة ﴿وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴾ أي سَهِّل مُهمتي عليَّ، وأعِنِّي على أدائها كما تحب وتَرضى، ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ﴾: يعني وأطلِق لساني بفصيح الكلام حتى ﴿يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾ أي ليفهموا كلامي، (وقد قال عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما: كانَ في لسانه عُقدة - يعني صعوبة في النطق - تمنعه من كثير من الكلام)، ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا ﴾ أي مُعيناً ﴿مِنْ أَهْلِي ﴾ وهو ﴿هَارُونَ أَخِي ﴾ ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴾: أي شُدَّ به ظهري (والمعنى: قَوِّني به) ﴿وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾: يعني أشرِكه معي في النُبُوَّة وتبليغ الرسالة (والمعنى: اجعل هارون رسولاً كما جعلتني)، واجعله عَوناً لي على طاعتك والدعوةِ إليك ﴿كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ﴾ أي لنُنَزِّهك ونَنفي عنك كل ما لا يليقُ بك ﴿وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴾ (وذلك في سِرِّنا، وأثناء دعوة الناس إلى توحيدك، وتعريفهم بصفاتك، وإبلاغهم بأمرك ونهيك، وتذكيرهم بنعمك)، (وفي هذا دليل على فضل التسبيح والذكر، إذ لولا عِلْم موسى بحب اللهِ لهما، لَمَا توَسَّلَ بهما لقضاء حاجته)، ﴿إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ﴾ لا يَخفى عليك شيءٌ مِن حالنا، (وهذا توسُّل من موسى إلى اللهِ تعالى بعلمه ليَقبل دعائه).


• من الآية 36 إلى الآية 44: ﴿قَالَ ﴾ اللهُ تعالى: ﴿قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾: أي قد أعطيناك كل ما طلبتَ يا موسى، ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى ﴾ أي: ولقد أنعمنا عليك نعمةً أخرى حين كنتَ رضيعًا - وكان فرعون يَذبح أبناء بني إسرائيل الذكور - ﴿إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ﴾ أي حين ألهَمْنا أمَّك هذا الإلهام: ﴿أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ ﴾: أي ضعي ابنك موسى بعد ولادته في صندوق ﴿فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾: أي ثم ضعيه في النيل، ﴿فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ﴾ أي: فأمَرَ اللهُ النيل أن يُلقي الصندوق على شاطئ قصر فرعون.


♦ ثم وَضَّحَ سبحانه الحكمة من هذا الأمر فقال: ﴿يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ﴾ وهو فرعون، حيث تربيتَ يا موسى في بيته، فنجَّيتُك بذلك من القتل، ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ﴾ ليُحبك الناس - وخاصةً امرأة فرعون التي مَنَعتْ فرعون وجنوده مِن قتلك - ﴿وَلِتُصْنَعَ ﴾ يعني: ولِتُرَبَّى في بيت فرعون ﴿عَلَى عَيْنِي ﴾ أي تحت بَصَرِي وتحت رعايتي، (وفي الآية إثبات صفة العين لله تعالى كما يليق بجلاله وكماله).


♦ وأنعمنا عليك مرةً أخرى ﴿إِذْ تَمْشِي ﴾ أي حينَ كانت تمشي ﴿أُخْتُكَ ﴾ تتبعك وأنت في الصندوق ﴿فَتَقُولُ ﴾ لمن أخذوك: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ ﴾ أي يُرضِعه لكم ويَرعاه؟ ﴿فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ ﴾ بعد ما صِرتَ في أيدي فرعون ﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ﴾: أي حتى تفرح بنجاتك من الغرق والقتل ﴿وَلَا تَحْزَنَ ﴾ على فراقك.


﴿وَقَتَلْتَ نَفْسًا ﴾: أي واذكر حين قتلتَ الرجل المصري خطأً ﴿فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ ﴾ وهو غَمِّ فِعْلك (حينَ استغفرتَنا فغفرنا لك)، وغَمّ خوفك مِن أن تُقتَل (حين تآمَروا ضدك ليقتلوك فنَجَّيناك منهم)، ﴿وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾: أي وبذلك ابتليناك ابتلاءً شديداً، فخرجتَ خائفًا إلى أهل"مَدْيَن" ﴿فَلَبِثْتَ ﴾ أي فمَكَثتَ ﴿سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾ تَرعى غنم الرجل الصالح عشر سنين، ﴿ثُمَّ جِئْتَ ﴾ - مِن "مَدْيَن" إلى جبل الطور بسيناء - ﴿عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾ أي في الموعد الذي قدَّرناه لإرسالك إلى فرعون، ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾: يعني وقد أنعمتُ عليك هذه النعم، وابتليتك هذه الابتلاءات اختيارًا مِنِّي لك، لتكون قادراً على تحَمُّل تبليغ رسالتي، والقيام بأمري ونهيي.


♦ وقال اللهُ له: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ ﴾ هارون ﴿بِآَيَاتِي ﴾ الدالة على توحيدي وكمال قدرتي وصِدق رسالتك (وهي العصا واليد)، ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾ أي: ولا تَضْعُفا عن مُداومة ذكري (فإنّ فيه عَونكما على أداء رسالتكما)، ﴿اذْهَبَا ﴾ معًا ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ ﴾ فـ ﴿إِنَّهُ طَغَى ﴾ أي تجاوَزَ الحد في الكفر والظلم، ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ﴾ أي قولا لطيفًا خالياً من الغِلظة والعنف ﴿لَعَلَّهُ ﴾ بسبب القول اللين ﴿يَتَذَكَّرُ ﴾ ما يَنفعه فيفعله ﴿أَوْ يَخْشَى ﴾ ما يَضُرُّه فيتركه، وبالتالي يَتوب ويُسلِم للهِ تعالى، ويُرسِل معكما بني إسرائيل، (فسبحانَ اللهِ العظيم، إذا كانَ اللهُ تعالى قد أمَرَهما أن يَدعُوا فرعون الكافر بالرفق واللين، فما بالنا بدعوة المسلمين إلى التوبة والاستقامة كيف ينبغي أن تكون؟).


• الآية 45: ﴿قَالَا ﴾ أي قال موسى وهارون - بعدما تقابلا -: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا ﴾ أي نخاف أن يُعاجلنا فرعون بالعقوبة قبل أن نَدعوه ونُبَيِّن له، ﴿أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾: يعني أو أن يَتمرد على الحق فلا يَقبله، ويزداد طغيانا وظلماً.


• الآية 46، والآية 47، والآية 48: ﴿قَالَ ﴾ اللهُ لموسى وهارون: ﴿لَا تَخَافَا ﴾ من فرعون، فـ ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا ﴾ بحِفظي ونصري ﴿أَسْمَعُ ﴾ ما تقولانه لفرعون وما يقوله لكما ﴿وَأَرَى ﴾ ما تفعلانه معه وما يفعله معكما، فلذلك سأحفظكما (بمَنع حدوث أيّ فِعل تخافان منه)، ﴿فَأْتِيَاهُ ﴾ أي فاذهبا إليه إذاً ولا تخافا، ﴿فَقُولَا ﴾ له: ﴿إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ ﴾: يعني إننا رسولان إليك من ربك، وقد أرسَلَنا إليك لتؤمن به وتُوحِّده، وتُرسِل معنا بني إسرائيل لنَذهب بهم إلى حيث أمَرَنا اللهُ تعالى (إلى أرض أبيهم إبراهيم)، ﴿فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ أي أطلِق سَراحهم ﴿وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ﴾ أي: ولا تُكلِّفهم ما لا يَطيقون من الأعمال، فإننا ﴿قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ ﴾ أي معجزة ﴿مِنْ رَبِّكَ ﴾ تدل على صِدقنا في دَعْوتنا، ﴿وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾ أي: واعلم أنّ السلامةَ من عذاب الله لمن آمَنَ به واتَّبع هداه.


♦ فاتَّبِع الهدى تَسلم، وإلاّ فأنت مُعرَّض للمَخاوف والهلاك والدمار، فـ ﴿إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾: يعني إنّ ربك قد أوحى إلينا أنّ عذابه على مَن كَذَّبَ برسالته، وأعرَضَ عن قبول دَعْوته.


• الآية 49: ﴿قَالَ ﴾ فرعون لهما: ﴿فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ﴾، (ولعل فرعون ذَكَرَ موسى فقط ليُذَكِّره بنعمة تربيته في بيته، واللهُ أعلم).


• من الآية 50 إلى الآية 55: ﴿قَالَ ﴾ له موسى: ﴿رَبُّنَا ﴾ هو ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ﴾ أي خَلْقه اللائق به على أحسن صُنعٍ ﴿ثُمَّ هَدَى ﴾ أي أرشَدَ كل مخلوق إلى الانتفاع بما خلقه اللهُ له (وهنا قد أفحَمَ موسى فرعون وقطع حُجَّته بما ألهَمَه اللهُ مِن عِلمٍ وبيان) فـ ﴿قَالَ ﴾ فرعون لموسى - ليَصرفه عن تلك الحُجَج خوفاً من الهزيمة أمام مَلَئه -: ﴿فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ﴾: يعني فما شأن الأمم الماضية التي سبقتْنا إلى الإنكار (كقوم نوح وعاد وثمود)؟


♦ فعرف موسى أنّ فرعون يريد أن يَصرفه عن الحقيقة، فـ ﴿قَالَ ﴾ له ﴿عِلْمُهَا ﴾: أي عِلْمُ تلك الأمم - فيما فَعَلَت - ﴿عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ﴾ وهو اللوح المحفوظ، وسيَجزيهم سبحانه بأعمالهم، فإنه ﴿لَا يَضِلُّ رَبِّي ﴾ أي لا يُخطئ في أفعاله وأحكامه على عباده ﴿وَلَا يَنْسَى ﴾ شيئًا من أفعالهم، إذ أفعاله سبحانه تدور بين العدل والفضل والحكمة.


♦ ثم عادَ موسى يُذَكِّر فرعون بقضية الخَلق، ليَستدل بها على توحيد اللهِ تعالى، فقال: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا ﴾ أي جَعَلها مُيَسَّرةً لكم للانتفاع بها - في الزراعة وغير ذلك - وللانتفاع بما عليها من المخلوقات ﴿وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا ﴾: أي وجَعَلَ لكم فيها طُرُقًا كثيرة، لتهتدوا بها في الوصول إلى الأماكن التي تقصدونها، ﴿وَأَنْزَلَ ﴾ سبحانه ﴿مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾ واحداً ﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى ﴾ أي أنواعًا مختلفة من النباتات، (وقد كانت هذه الجملة: ﴿ فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى ﴾ هي مِن قول اللهِ تعالى تتميماً لكلام موسى عليه السلام، وتذكيراً لأهل مكة باستحقاق اللهِ وحده للعبادة).


♦ وفي الآية التفات من ضمير الغائب: ﴿ أنزل ﴾ إلى ضمير المتكلم الجمعي: ﴿ أخرجنا ﴾، لِيجعل الأذهان تنتبه إِلَى أَنّ هذَا النبات يُسقَى بماءٍ واحد ولكنه يَختلف في شكله ولونه وطعمه، وكذلك فإنه لَمَّا كان الماءُ واحداً، والنباتُ جَمعاً كثيراً، ناسَبَ ذلك إفراد الفِعل: ﴿أَنْزَلَ﴾، وجَمْع الفِعل: ﴿أَخْرَجْنَا﴾.


﴿كُلُوا ﴾ - أيها الناس - من طيِّبات ما أنبتنا لكم، ﴿وَارْعَوْا ﴾ فيه ﴿أَنْعَامَكُمْ ﴾ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ المذكور - من إنزال المطر وإنبات النبات لِتغذية الإنسان والحيوان - ﴿لَآَيَاتٍ ﴾: يعني لَعلامات على قدرة اللهِ تعالى واستحقاقه وحده للعبادة، ﴿لِأُولِي النُّهَى ﴾ أي يَنتفع بهذه الآيات أصحابا لعقول السليمة (إذ لا يُعقَلُ أبدًا أن يَخلُقَ سبحانه ويُعبَد غيرُه، وأن يَرزُقَ ويُشكَر غيرُه!).


﴿مِنْهَا ﴾ أي مِن الأرض التي يَخرج منها النبات: ﴿خَلَقْنَاكُمْ ﴾ أيها الناس (بخَلق أصلكم الأول - وهو أبيكم آدم - من تراب)، ﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ﴾ بعد موتكم، ﴿وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ أي: ومنها نُخرجكم أحياءً مرة أخرى للحساب والجزاء.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الحجر
  • تفسير الربع الأول من سورة النحل
  • تفسير الربع الأول من سورة الإسراء
  • تفسير الربع الأول من سورة الكهف
  • تفسير الربع الأول من سورة مريم
  • تفسير الربع الثاني من سورة طه
  • تفسير الربع الثالث من سورة طه
  • تفسير الربع الأخير من سورة طه
  • تفسير الربع الأول من سورة الأنبياء
  • ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
  • فوائد مهمة للدعاة مستخلصة من بعض آيات سورة طه

مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين تفسير سورة يونس (الحلقة السادسة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصل (34) تفسير سورة قريش (لإيلاف قريش)(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير سورة المفصل ( 33 ) تفسير سورة الماعون(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
6- دعاء
أحمد حبيب - الرياض 29-12-2016 01:10 PM

أسال الله ان يزيدك علما وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين

5- شكراً جزيلاً
رامي حنفي - مصر 29-12-2016 12:36 PM

جزاكم الله خيراً على هذه الردود والمشاركات الجميلة، وجزى الله الإخوة القائمين على الموقع خير الجزاء، وأسأل الله العظيم أن ينفع المسلمين بهذا التفسير وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، اللهم آمين

4- مشاركة في قوله تعالى: (وفتناك فتوناً)
محمد العِزّي - اليمن 28-12-2016 02:17 PM

الفتنة هي اضطراب المرء في فترة حياته، وتُطلََق أيضاً على الشِّرك، كما قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ أي حتى لا يكون هناك شِركٌ بالله تعالى.

3- أسجل إعجابي هذه الجملة الساحرة
نشوى أحمد الجولي - مصر 27-12-2016 02:29 PM

(فسبحانَ اللهِ العظيم، إذا كانَ اللهُ تعالى قد أمَرَهما أن يَدعُوا فرعون الكافر بالرفق واللين، فما بالنا بدعوة المسلمين إلى التوبة والاستقامة كيف ينبغي أن تكون؟)

2- أتعلم في كل ربع شيئاً جديداً
mohammed appas - Egypt 26-12-2016 05:25 PM

جزاكم الله خيراً أنا أتعلم منكم في كل ربع شيئاً جديداً في العقيدة أو اللغة أو الأخلاق

1- شكر
تامر عليان - شبين القناطر _مصر 25-12-2016 10:59 PM

جزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب