• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الإيمان بالقدر خيره وشره
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    الأمثال الكامنة في القرآن
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (6)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

مختصر الدروس في درء مكدرات النفوس

طه حسين بافضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/7/2016 ميلادي - 25/10/1437 هجري

الزيارات: 8888

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مختصر الدروس في درء مكدرات النفوس

 

مقدمة:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضاه، ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، بعثه الله سراجًا منيرًا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتِه الغرِّ الميامينِ رضي الله عنهم أجمعين.

 

أما بعد:

فهذه مختصرات دروس في درء مكدرات النفوس، كتبتُها قبل عقد من الزمن، ودرستها للطلاب والطالبات في القسم الشرعي، وهي تأتي بعد الجزء الأول مختصر الدروس في تزكية النفوس الذي نشرتُه حصريًّا على شبكة الألوكة، وجاءت في سبعة وعشرين درسًا، وربما أحاول أن أكمل بقية الثلاثين بإذن الله تعالى؛ حتى يستفيد منها من يريد إلقاءها مثلًا في شهر رمضان المبارك.

 

وأما هذه الدروس التي بين يديك أخي القارئ الحبيب، فهي تتحدَّث في الجانب المقابل لتزكية النفس، وهو المكدرات التي تعترض المسلمَ في حياته فتنغِّص عليه حاله، ويقسو بسببها قلبه، وتتكدَّر عليه نفسه؛ إذ هي ذنوب ومثبِّطات وعراقيل يضعها الشيطان الرجيم في طريق المسلم وهو يسير إلى ربِّه، يتلمس رضاه ويرجو رحمته ويسأله من فضله العظيم، إلا أن الشيطان لا يألو جهدًا ليحقِّق ما أقسم عليه أمام رب العزة جلَّ جلاله بقوله: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 80]، وكقوله تعالى: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62]، وكقوله تعالى: ﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 116]، إنَّه صِراع أزَلي، وهي التجربة الأولى في الصراع الطويل على الأرض، بين قوى الشرِّ والفساد والهدم؛ ممثَّلة في إبليس وأتباعه، وقوى الخير والصَّلاح والبناء؛ ممثَّلة في الإنسان المعتصم بالإيمان بالله العزيز الحكيم.

 

ومن هذه اللحظة الفجَّة البدائية، قبل ضجيج الكون الأرضي، أظهر الخالق سبحانه وتعالى وأبان هذا القانون الإلهي، وسنن المدافعة والصِّراع بين الخير والشر، ليكون آدم خليفةً على الأرض مستبصرًا ومستنيرًا بهذه الأدوات المهمَّة التي تساعده وذرِّيته على العمارة والاستخلاف؛ ولهذا كان درسنا الأول عن العصيان، وستتبعه سلوكيَّات لا يحبها الربُّ سبحانه، ولا يرتضيها للنَّفس المطمئنَّة، وفي كل درس كعادتنا نذكر الآثارَ والعلاج، ونتلمَّس شواهد القرآن والسنَّة، وأقوال الصحابة والعلماء، بحسب ما يقتضيه السياق والمجال المسموح به، وفق آلية كتابة الدروس.

 

هذه الدروس هي جهد نابِع من فِكرِ جامعِها، وليست نسخًا من أحد، وسرقة جهده وعملِه، غير أنها ترتيب وجَمع، وتنظيم وإعادة صياغة، مأخوذة من مصادر ومراجع من كتب العلماء الأجلَّاء، وضعتُها في ثبت يسير ختام كل درس؛ لتكون مفتاحًا لِمن أراد التوسُّع والإطالة، ومن أراد الاستفادة منها طباعة أو نشرًا إلكترونيًّا فله ذلك؛ فهي مزبورة ومنشورة في شبكة الألوكة المباركة، ولكن عليه أن ينوِّه بمصدرها وجامعها، ويرد الحقَّ لأصحابه؛ فهو من تزكية نفسه، وحسنِ خُلقه وإسلامه، والقصد نشرُ الفائدة بين عموم المسلمين والدعاء لجامعها وناشرها.

 

والله أسأل أن يبارِك فيما نكتب ونقول وننشر، ويجعل ذلك خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به أنفسنا وكلَّ قارئ له، ويرزقنا أجرَه وحسناته في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وأن يعفو عنَّا ويسترنا ويرحمنا برحمته إنه جواد كريم.. والحمد لله رب العالمين.

طه حسين بافضل

غيل باوزير - حضرموت

♦ ♦ ♦

 

الدرس الأول

العصيان

التعريف:

لغة: الخروج عن الطاعة، والمخالفة لمطلق الأمر، وهو اسمٌ من عصى يعصي عَصْيًا وعصيانًا، والجمع: عصاة وعاصون.

اصطلاحًا: هو تَرك ما أوجب أو فرَض الله تعالى في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

 

الأسباب والدوافع:

1) الجهل: قال تعالى على لسان نبيه: ﴿ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 23]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ((اللهمَّ انفعني بما علَّمتني، وعلِّمني ما ينفعني، وارزقني علمًا تنفعني به))[1].

ما الفخرُ إلَّا لأهل العلمِ إنَّهمُ
على الهدى لِمن استَهدى أدلَّاءُ
وقَدرُ كلِّ امرئ ما كان يُحسِنه
والجاهلون لأهل العلمِ أعداءُ
ففُزْ بعلمٍ تعِش حيًّا به أبدًا
الناسُ موتى وأهلُ العلم أحياءُ

 

2) شهوات الدنيا: قال الله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 212]، وقال سبحانه: ﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾، [الأنعام: 70]، فالواجب أن يتَّخذ المسلم الدنيا معبرًا للآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما كان يكفي أحدَكم من الدنيا مثلُ زاد الرَّاكِب)) [2]، يقول ابن الجوزي رحمه الله: "تأمَّلتُ في شهوات الدنيا، فرأيتها مصايد هلاك، وفخوخ تلف"، والقصد والتوسط هو سبيل المسلم.

 

3) الشيطان: كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 5]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 168، 169]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم))[3]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا إنَّ الشيطان قد أيس أن يُعبد في بلدكم هذا أبدًا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تَحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها))[4].

 

4) اتباع الهوى: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50].

نون الهَوَانِ من الهوى مَسْرُوقةٌ ♦♦♦ فإذا هَوِيتَ فقد لقيت هَوَانَا

 

ويقول سَهل بن عبدالله التستري رحمه الله: "هواك داؤك؛ فإن خالفتَه فدواؤك"، وقال وهب بن منبه رحمه الله: "إذا شككتَ في أمرين ولم تدرِ خيرهما، فانظر أبعدهما من هواك فأتِه".

 

5) النفس الأمَّارة بالسوء: قال تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]؛ فهي تأمر بالسُّوء ومنه العصيان، وتحضُّ على الاستمرار فيه.

 

أنواع العصيان:

نوعان: فردي وجماعي:

الأول: عصيان فردي:

1) عصيان الربِّ الخالق سبحانه: وهو أعظمها وأشنعها؛ وذلك بفعل العبد المحرَّمات والمنهيَّات، وتركه الأوامرَ والواجبات التي بيَّنها ربه في كتبه وعلى لسان أنبيائه؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ [طه: 121]، وما زال ابن آدم يعصي ربَّه، فيسلك طريق الغيِّ ويترك الرشد.

 

2) عصيان النبي صلى الله عليه وسلم: كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الحجرات: 9].

 

3) عصيان الوالدين: وقد جعل الله تعالى رضاه عن عبده من رضا والديه، وسخطَه من سخطهما، وقَرَن حقَّهما بالإحسان إليهما بعد حقِّه سبحانه وتعالى، ونهى عن عقوقهما، وسما ببر الوالدين؛ حيث لم يفرِّق في ذلك بين بَرٍّ وفاجر، فهو حق عام يجب أداؤه، ومعروف يَنبغي الوفاء به ما لم يترتَّب على ذلك معصيةٌ أو ضررٌ شرعي: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]، حتى الأخ المشرك تنبغي صِلتُه؛ لما ثبت من فعل عمر رضي الله عنه، وأمرِ الرسول صلى الله عليه وسلم أسماءَ بنت أبي بَكر بأن تصِلَ أمَّها المشركة[5]، والأحاديث عن مدح البرِّ وذمِّ العقوق كثيرة.

 

4) عصيان الحاكم المسلم: قال الطحاوي رحمه الله: "ولا نرى الخروجَ على أئمَّتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصَّلاح والمعافاة".

 

• قال ابن أبي العز رحمه الله: "قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وفي الصَّحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومَن عصاني فقد عصى اللهَ، ومن يطع الأميرَ فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني))[6]، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (إن خليلي أوصاني أن أسمَع وأطيع، وإن كان عبدًا حبشيًّا مجدَّع الأطراف)[7]، وعند البخاري: (ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة)[8].

 

وفي الصحيحين أيضًا: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية؛ فإن أُمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة))[9]".

 

• وقال ابن تيمية: "كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفِتنة، كما كان عبدالله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم يَنهَون عام الحرَّة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسَن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث؛ ولهذا استقرَّ أمر أهل السنَّة على ترك القِتال في الفتنة؛ للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، وصاروا يَذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمَّة وترك قِتالهم، وإن كان قد قاتَل في الفتنة خَلقٌ كثير من أهل العلم والدين".

 

وإنما يمكن القيام بنوع من العصيان؛ وهو العصيان المدني، احتجاجًا على ما ظهر من الحاكم من أمر بمعصية توجِب إظهار عدم الرِّضا، بعد النصح والبلاغ، مع أهمية ضبط هذا التصرُّف، ودراسة مآلاته والمصالح والمفاسد المترتبة عليه.

 

5) عصيان المعلم: بمخالفة التلميذ لتوجيهات معلِّمه وأستاذه وأوامره التي تصبُّ في مصلحة تعليمه وتفقيهه فنون العلم، وكل مَن لم يمتثل ويتبع ما يقوله المعلِّم فإن مصيره الفشَل والخسار، وفي الغالب لا يفلِح ولا ينجح، حتى وإن غشَّ ونجح، إلَّا أن مسيرة تعلُّمه غالبًا ما تكون متعثرة غير مستقيمة؛ ولهذا كان للمعلم احترام وتقدير عظيم، وفيه يقول شوقي:

قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا
كاد المعلِّم أن يكونَ رسولَا
أعلِمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفسًا وعقولَا؟!

 

6) عصيان ربِّ العمل: وذلك احتجاجًا لعدم تطبيق ما تمَّ الاتِّفاق عليه، وبخس العمَّال حقوقهم والتعسُّف عليهم، مما يضطرهم إلى الاحتجاج بالإضراب وتوقيف العمل، وهو سبيل ومحاولة للحصول على مَطالبهم؛ وهو أمرٌ جائز كعرف سائد متوافق عليه بين الناس، وهو من باب الإنكار المباح.

 

الثاني: عصيان جماعي:

المعصية الجماعية هي التي تقترفها جماعة من الناس؛ (شعب، قبيلة، أهل مدينة، أو قرية،...)، وتصبح شيئًا مألوفًا عندهم، وقد يفعلها الجيل بعد الجيل منهم، ولو استنكرها عليهم أحد، واجهوه بالإنكار عليه ومحاربته حربًا جماعية أيضًا؛ لأنهم يرون فيه تهديدًا لوحدتهم، بل لوجودهم أحيانًا! وهكذا يصبح هذا المنكر أمرًا معروفًا ومطلوبًا، وقد يصبح شعارًا لهم يُعرفون به، ويفتخرون به، ويمتازون به عن غيرهم.

 

وأمثلتها كثيرة في واقع حياة المجتمعات الإسلاميَّة؛ كالمنكرات والمبتدعات التي تخالف مقاصدَ الشريعة وأحكامها الثابتة، وسكت عنها النَّاس واستمرؤوها، وصارت جزءًا من حياتهم، ومن المعصية الجماعية عدم الأخذ بزمام العلم والنَّهضة وأسباب القوة؛ ولهذا أصابهم عذاب الله عزَّ وجل من حيث لا يشعرون؛ كالتخلُّف والفقر، والضعف والذلَّة والهوان.

 

مسارات الذنوب وصفاتها:

1) صفات ربوبية أو ملكية: ومنها يحدث الكِبر والفخر وحب المدح، والعز وطلب الاستعلاء، ومنها يأتي الشرك بالربِّ تعالى، وهي مهلكة تحتاج إلى يقظة.

 

2) صفات شيطانيَّة: ومنها الحسد والبغي، والخداع والمكر والغش، والفساد والنفاق، والأمر بالمعاصي وتحسينها، والنهي عن الطاعة وتهجينها، والابتداع في دينه، والدعوة إلى البدع والضلال.

 

3) صفات بهيميَّة: ومنها الحرص على قضاء شهوة البطن والفرج؛ فيأتي الزنا واللواط والسرقة، وأكل أموال اليتامى، والبخل والشح، والهَلع والجزع.

 

4) صفات سَبُعِيَّة: ومنها الغضب والحِقد، والتهيج على الناس بالقتل والظلم والعدوان.

حكمها: من المعاصي كبيرة، ومنها صغيرة، ولكن إدمان الصَّغيرة بحيث تغلب على الطاعة يصيرها كبيرة، والمعاصي المتتابعة والمتدرجة صعودًا طريقٌ إلى الكفر والعياذ بالله، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إيَّاكم ومُحقَّرات الذُّنوب؛ فإنَّما مثل مُحقَّرات الذنوب كقومٍ نزَلوا في بطن وادٍ، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحقَّرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تُهلكه))[10].

 

الآثار والأضرار: وهي كثيرة نقتطف منها طائفة:

1) حرمان العلم: وقد ذُكِر عن الشافعي أنه قال:

شكوتُ إلى وكيع سوء حِفظي
فأرشَدني إلى تَرك المعاصي
وقال اعلم بأنَّ العلم نور
ونورُ الله لا يُؤتاه عاصي

 

2) تزيل نِعم الرزق والخير: قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، وقال عليٌّ رضي الله عنه: "ما نزَل بلاء إلَّا بذنب، وما رُفع إلَّا بتوبة"، ولله درُّ القائل:

إذا كنتَ في نِعمةٍ فارعها ♦♦♦ فإنَّ المعاصي تزيلُ النِّعَم

 

3) الغفلة: إذا تكاثرت على العبد، طبع على القلب فكان من الغافلين: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].

 

4) الفساد: تحدث في الأرض أنواع من الفساد؛ كما قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

 

5) تذهب الحياء: الذي هو مادَّة حياة القلب، وأصل كل خير فيه، وذهابه ذهاب الخير أجمعه، يقول صلى الله عليه وسلم: ((الحياء لا يأتي إلَّا بخير))[11].

 

6) تورِث الذلَّ في وجه صاحبها: قال ابن رجب رحمه الله: "ابنَ آدم، لو عرفت قَدر نفسك، ما أهنتَها بالمعاصي، أنت المختار من المخلوقات، ولك أُعِدَّت الجنة..."، وكان ابن المبارك رحمه الله يردِّد:

رأيتُ الذُّنوبَ تميتُ القلوب
ويورِثك الذلَّ إدمانُها
وتَركُ الذُّنوب حياةُ القلوب
وخيرٌ لنفسك عِصيانُها

 

7) توهن القلب والبدن، وتقصر العمر، وتمحق البركة؛ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ أن يُبسط له في رِزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصِل رَحِمه))[12].

 

8) نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وبين شيطانه؛ وهذا هو الهلاك بعينه، إلَّا أن يتغمَّده الله برحمة من عنده، فيتوب العاصي وينيب إليه، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].

 

العلاج:

1 - التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي، قال تعالى: ﴿ وَإنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

وقال تعالى: ﴿ إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾  [النساء: 17، 18].

 

ومن الأحاديث: قوله صلى الله عليه وسلم: ((تُقبَل توبة العبد ما لم يغرغِر))[13]، والغرغرة: الاحتضار، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى يَبسط يدَه بالليل ليتوبَ مسيء النَّهار، ويبسط يدَه بالنَّهار ليتوب مُسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))[14].

 

وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]، وقال عزَّ وجل: ﴿ وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

 

2 - كثرة الاستغفار؛ فهي سبب لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: يا بن آدم، إنَّك ما دعَوتني ورجَوتني فإنِّي أغفِر لك على ما كان منك ولا أبالي، ولو أتيتَني بقراب الأرض خطيئة أتيتُك بقرابها مغفرة ما لم تشرِك بي شيئًا، وإن أخطأتَ حتى تبلغ خطاياك عنان السماء ثمَّ استغفرتني، غفرتُ لك))[15].

 

3 - الصدقة جهرًا أو سرًّا: قال سبحانه: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلِّمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمَنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأَم منه فلا يرى إلَّا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلَّا النار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النارَ ولو بشقِّ تمرة))[16].

 

وهي تطفئ غضَبَ الله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن صدقة السرِّ تطفئ غضبَ الربِّ تبارك وتعالى))[17]، كما أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة تطفئ الخطيئةَ كما يطفئ الماء النار))[18].

 

4 - الأعمال الصالحة: يقول الله تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسِل فيه كلَّ يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟))، قالوا: لا، قال: ((فذلك مثل الصَّلوات الخمس، يمحو الله بهنَّ الخطايا))[19]، وعنه رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الصَّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّرات لما بينهنَّ إذا اجتُنبَت الكبائر))[20].

 

المراجع:

• لسان العرب؛ لابن منظور.

• الكليات؛ للكفوي.

• الجواب الكافي؛ لابن القيم.

• الزهد؛ لابن المبارك.

• إحياء علوم الدين؛ للغزالي.

• الإيمان؛ لابن تيمية.

• منهاج السنة النبوية؛ لابن تيمية.

• مختصر منهاج القاصدين.

• شرح العقيدة الطحاوية؛ لابن أبي العز الحنفي.



[1] سنن ابن ماجه (251)، و(3833)، سنن الترمذي (3599)، مصنف ابن أبي شيبة (29393)، وصححه الألباني.

[2] المعجم الكبير للطبراني (3695)، مسند ابن أبي شيبة (475)، شعب الإيمان للبيهقي (9706)، وصححه ابن حبان.

[3] أخرجه أحمد (14419)، ومسلم (2813).

[4] أخرجه أحمد (15592)، وأبو داود (333)، وابن ماجه (1851)، والترمذي (1163).

[5] أخرجه البخاري (2620)، ومسلم (1003).

[6] أخرجه البخاري (7137)، ومسلم (1835).

[7] أخرجه مسلم (1839)، وابن ماجه (2862)، وأحمد (20989)، وابن حبان (1718).

[8] أخرجه البخاري (696).

[9] أخرجه البخاري (7144)، ومسلم (1839).

[10] أخرجه أحمد (22302)، وحسن إسناده ابن حجر في الفتح (11/ 329).

[11] أخرجه البخاري (6117)، ومسلم (65).

[12] أخرجه البخاري (2067)، ومسلم (6615).

[13] أخرجه أحمد (2/ 132)، والترمذي (3537)، وابن ماجه (4253).

[14] أخرجه مسلم (2759).

[15] أخرجه أحمد (21505)، والترمذي (2495)، وابن ماجه (4257).

[16] أخرجه البخاري (7512)، ومسلم (1016).

[17] أخرجه الترمذي (2386).

[18] أخرجه الترمذي (614)، والطبراني في الكبير (212)، والدارمي (1771).

[19] أخرجه البخاري (528)، ومسلم (667).

[20] أخرجه مسلم برقم (233).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (1)

مختارات من الشبكة

  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (27)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (26)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (25)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (24)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (23)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (22)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (21)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (20)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (19)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مختصر الدروس في تزكية النفوس (18)(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب