• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/4/2016 ميلادي - 17/7/1437 هجري

الزيارات: 11005

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ *

الربع الرابع من سورة هود


الآية 61: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ ﴾ أي: ولقد أرسلنا إلى قبيلة ثمود: ﴿ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾ حينَ عبدوا الأصنام مِن دون اللهِ تعالى، فـ (قَالَ) لهم: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ وحده، فـ ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ ﴾ يَستحق العبادة ﴿ غَيْرُهُ ﴾ فأخلِصوا له العبادة، إذ (هُوَ) سبحانه الذي ﴿ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾ أي بدأ خَلْقكم من الأرض (بخَلق أبيكم آدم منها)، ﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ أي جَعَلكم عُمَّارا لها، وجعلكم تنتفعون بما فيها، فكما أنه لا شريك له في ذلك، إذاً فلا تُشركوا به في عبادته، (واعلم أنّ في قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ دليلٌ على النَهي عن (تلوث البيئة) وأنه من المُحرَّمات).


♦ ثم قال لهم: ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ أي فاطلبوا منه أن يَغفر لكم ما صَدَرَ منكم من الشرك والذنوب، ﴿ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ أي: ثم ارجعوا إليه بالإيمان والعمل الصالح، ﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ ﴾ مِمَّن أخلصَ له العبادة، ورَغِبَ في التوبة إليه، ﴿ مُجِيبٌ ﴾ لمن دعاه وحده، ولم يَدعُ غيره.


♦ واعلم أنَّ القُربَ نوعان: قربٌ بعِلمِهِ - سبحانه - وإحاطته مِن جميع خَلقه، وقربٌ مِن عابدِيهِ وداعِيهِ (بالإجابة والمَعُونة والتوفيق والرحمة)، وهذا مِثلما يقول أحدهم: (هذا الرجل مِن المُقرَّبين لَدَيّ) - أي مُقّرَّبٌ منه في المَنزلة والعطاء وقريبٌ إلى رضاه عنه، وليس مُقّرَّباً منه بجسده.


♦ وهذا النوع من القُرب يَقتضي لُطفه تعالى بسائليه وإجابته لدعواتهم، ولهذا يَقرن سبحانه دائماً اسمه "القريب" باسمه "المُجيب".


الآية 62: ﴿ قَالُوا ﴾ أي: قالت ثمود لنبيِّهم صالح: ﴿ يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا ﴾: أي: لقد كنا نرجو أن تكون فِينا سيدًا مُطاعًا ﴿ قَبْلَ هَذَا ﴾ أي قبل هذا القول الذي قلته لنا، (وهذه شهادة منهم لنبيِّهم صالح بأنه كانَ معروفاً بينهم بمَكارم الأخلاق ومَحاسن الصفات، وأنه مِن خِيار القوم)، ولكنه لَمَّا جاءهم بهذا الأمر - الذي لا يُوافق أهواءهم الفاسدة - قالوا له: ﴿ أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا ﴾؟ ﴿ وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾ أي مُوقِع في الحيرة والقلق والتردد.


الآية 63، والآية 64: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾ أي على عِلمٍ يَقيني أوحاه إليَّ ربي، وأمَرني أن أدعو الناس إليه، وهو عبادته وحده لا شريك له، لأنه الخالق الرازق المُستحق وحده للعبادة، ﴿ وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾ وهي النُبُوَّة والرسالة، ﴿ فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ﴾ أي: فمن الذي يَدفع عني عقابَ اللهِ إن عصيتُه ولم أُبَلِّغ رسالته لكم (بسبب توبيخكم لي)؟! ﴿ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴾: أي فما تَزيدونني - إن أطعتكم وعصيتُ الله - إلاّ الخُسران والعذاب.


﴿ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ ﴾ قد جعلها ﴿ لَكُمْ آَيَةً ﴾ تدلُّ على صِدقي فيما أدعوكم إليه (لأنها خرجتْ من الصخرة)، ﴿ فَذَرُوهَا ﴾ أي فاتركوها ﴿ تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ﴾ (فليس عليكم رِزقها)، ﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ﴾ أي: ولا تذبحوها ﴿ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴾ أي قريبٌ مِن وَقت ذَبْحها.


الآية 65: ﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾: أي فكذَّبوه وذبَحوا الناقة، ﴿ فَقَالَ ﴾ لهم صالح: ﴿ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ﴾: أي استمتعوا بحياتكم في بلدكم ﴿ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ﴾ فإنّ العذاب نازلٌ بكم بعدها، ﴿ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ أي لابد مِن وقوعه.


الآية 66: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا ﴾ بهلاك ثمود: ﴿ نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ﴾ ﴿ وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ﴾ أي: ونجيناهم مِن ذُلّ ذلك اليوم وإهانته ﴿ إِنَّ رَبَّكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ (ومِن قوته وعِزَّته أنْ أهلَكَ الأمم الطاغية، ونَجَّى الرُسُل وأتْباعهم).


الآية 67، والآية 68: ﴿ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ﴾ يعني: وأخذت الصيحة القوية ثمود الظالمين ﴿ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ أي مَوتى هامدين، ساقطينَ على وجوههم لا حِرَاك لهم ﴿ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ﴾: يعني كأنهم - في سُرعة زوالهم - لم يَعيشوا في هذه الديار الخاوية، ﴿ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ﴾ أي جحدوا ربهم الذي خَلقهم ورزقهم فعبدوا معه غيره،وكذلك جحدوا بآيته الواضحة (وهي الناقة)، ﴿ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴾ من رحمة اللهِ تعالى.


الآية 69، والآية 70: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ﴾ يعني: ولقد جاءت الملائكة - في صورة بَشَر - إلى إبراهيم عليه السلام، لِيُبَشِّروه بإنجاب الولد - ولم يكن يعلم أنهم ملائكة -، فلَمَّا رأوه ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ سَلَامًا ﴾، فـ ﴿ قَالَ ﴾ إبراهيمُ رَدًّا على تحيتهم: ﴿ سَلَامٌ ﴾ ﴿ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾: أي فذهب سريعًا وجاءهم بعِجلٍ سمين مَشويٍّ ليأكلوا منه، ﴿ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ ﴾ أي لا تَصِل إلى العِجل الذي جاءهم به، ولا يأكلون منه: ﴿ نَكِرَهُمْ ﴾ أي أنكَرَ ذلك منهم، ﴿ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾ يعني: وأحَسَّ في نفسه بخوفٍ منهم (لأنه ظن أنهم أرادوا به شراً عندما لم يأكلوا)، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ﴾ أي إننا ملائكة ربك، وقد أُرسلنا إلى قوم لوط لإهلاكهم.


الآية 71: ﴿ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ ﴾ يعني: وامرأة إبراهيم - سارة - كانت قائمة مِن وراء الستر تَسمع الكلام، ﴿ فَضَحِكَتْ ﴾ تعجبًا مِمَّا سمعتْ، ﴿ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ ﴾: أي فبَشَّرَها اللهُ تعالى - على ألسِنة الملائكة - بأنها ستَلِد ولدًا يُسَمَّى "إسحاق" ﴿ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ أي: وسيكونُ لها حفيدٌ من إسحاق يُسَمَّى يعقوب.


الآية 72: ﴿ قَالَتْ ﴾ سارة مُتعجبة: ﴿ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ﴾ ﴿ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ﴾ يعني: وهذا زوجي في حال الشيخوخة والكِبَر؟ ﴿ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾.


الآية 73، والآية 74، والآية 75: ﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ وقدرته؟، فما زالت ﴿ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ ﴾ يا ﴿ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ يعني يا أهل بيت النُبُوّة، ومعنى الآية: (لا تتعجبي مِن أمْر اللهِ تعالى، لأنّ إعطاءكم الولد هو رحمةٌ من الله وبَرَكة ، وأنتم أهلٌ لتلك الرحمة والبَرَكة، فلا عَجَبَ إذاً في وقوعها عندكم)، (واعلم أنّ البَرَكة هي الزيادة مِن الخير والإحسان) ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ حَمِيدٌ ﴾: أي مُستحق للثناء في كل حال، ﴿ مَجِيدٌ ﴾: أي ذو مَجْدٍ وعَظَمة.


♦ واعلم أنّ في قول الملائكة لامرأة ابراهيم: ﴿ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ دليلٌ على أنّ امرأة الرجل تُعتبَر مِن أهل بيته، وفي هذا رَدٌّ واضح على مَن يَزعمون أنهم يُحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يُعادونَ زوجاته.


الآية 76: ﴿ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ ﴾ أي: فلمَّا زالَ عن إبراهيم الخوف الذي أصابه لعدم أكل الضيوف من الطعام ﴿ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى ﴾ بإسحاق ويعقوب: إذا به ﴿ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴾: أي يجادل رُسُلنا - فيما أرسلناهم به - من إهلاك قوم لوط، ثم ذَكَرَ تعالى سبب مجادلة إبراهيم عليه السلام للملائكة بشأن قوم لوط، فقال: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ ﴾ أي كثير العفو وتَحَمُّل الأذى، لا يُحب المُعاجَلة بالعقاب، ﴿ أَوَّاهٌ ﴾: أي كثير الدعاء والتضرع إلى اللهِ تعالى، ﴿ مُنِيبٌ ﴾: أي يُكثِرُ التوبةَ مِن التقصير، ويُحاسب نفسه على كل ما يَصدر منها.


♦ فبذلك وضَّحَ سبحانه أن إبراهيم عليه السلام كان حليماً رقيق القلب، وكان أوَّاهاً (أي يُكثر مِن قول كلمة (آه) إذا رأى أو سَمِعَ ما يَسُوءه)، وكانَ كثير التوبة والرجوع إلى اللهِ في أموره كلها، فلذلك أراد تأخير العذاب عنهم لعلهم يَتوبون، ولكنّ اللهَ عَلِمَ أنهم لن يَتوبوا، فلذلك قالت له الملائكة: ﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ﴾ أي أعرِض عن هذا الجدال في أمْر قوم لوط وطلب الرحمة لهم، فـ ﴿ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾ بهلاكهم، ﴿ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴾ أي غير مَدفوعٍ عنهم.


الآية 77: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا ﴾ لإخباره بأمْر إهلاك قومه: إذا به قد ﴿ سِيءَ بِهِمْ ﴾: أي أصابه الغَمّ لمَجيئهم ﴿ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا ﴾ أي: وعَجَزَ عن تدبير خَلاصهم (لأنهم جاءوا له في صورة شباب في غاية الجمال، فخاف عليهم مِن قومه أن يُريدوا بهم الفاحشة، ولم يكن يعلم أنهم ملائكة)، ﴿ وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ أي: هذا يومُ بلاءٍ وشدة.


الآية 78: ﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ﴾ أي: وجاء قومُ لوط يُسرعون إليه، ﴿ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ﴾ أي: وكانوا مِن قبل مَجيئهم يأتون الرجال شهوةً مِن دون النساء، فـ ﴿ قَالَ ﴾ لهم لوط: ﴿ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ ﴾ - أي بنات القرية جميعاً - ﴿ بَنَاتِي ﴾، تَزَوَّجوهنَّ فـ ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ مِمّا تريدون (وسَمَّاهُنّ بناته، لأنّ نَبِيّ الأُمّة بمَنزلة الأب لهم، ويدل على ذلك قراءة ابن مسعود - رضي اللهُ عنه - في سورة الأحزاب: (وأزواجه أمهاتهم وهو أبٌ لهم)).


♦ ثم قال لهم لوط: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ واحذروا عقابه، ﴿ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ﴾ أي: ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي، ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾: يعني أليس منكم رجل عاقلٌ حكيم، يَنهى مَن أرادَ الفاحشة، ويَمنعه عمَّا يريد؟!


الآية 79، والآية 80: ﴿ قَالُوا ﴾ أي: قال قوم لوطٍ له: ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ ﴾: أي لقد علمتَ مِن قبلُ أنه ليس لنا رغبة في نكاح النساء، ﴿ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴾ أي لا نريد إلا الرجال الذين عندك، فـ ﴿ قَالَ ﴾ لهم حين رفضوا الاستجابة له: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً ﴾: يعني يا لْيْتَ لي قوة أدفعكم بها، ﴿ أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ يعني: ولو أني أركَن إلى عشيرةٍ قوية تمنعني منكم، لاستطعتُ أن أمنعكم عمّا تريدون، (وقد أرادَ بذلك أنه ليس له أنصارٌ، لأنّه كان غريباً بينهم) ، (ويُحتمَل أن يكون معنى هذه الجملة: ﴿ أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ أي: بل سَآوي إلى اللهِ سبحانه وتعالى ليَعصمني منكم).


الآية 81: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قالت له الملائكة - لمَّا رأوا شدة خوفه ونَفاد حيلته -: ﴿ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ ﴾ وقد أرْسَلَنا سبحانه لإهلاك قومك، وإنهم ﴿ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ﴾ بسُوء بعد أن نَنصرف عنك، (كما قال تعالى في سورة القمر: ( ﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ ﴾ أي فأعميناهم حتى لا يَصلوا إلى الملائكة).


♦ ثم قالت له الملائكة: ﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ﴾: أي فاخرج مِن قريتك أنت وأهلك المؤمنون ﴿ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ﴾: أي بعد مرور جزء من الليل (يعني قبل الفجر بكثير)، لتتمكنوا من البُعد عن قريتكم، وأسرِعوا بالخروج، وليَكُن هَمُّكم النجاة، ﴿ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ﴾ وراءه، حتى لا يَرى العذاب فيُصيبه ﴿ إِلَّا امْرَأَتَكَ ﴾ فاتركها، فـ ﴿ إِنَّهُ مُصِيبُهَا ﴾ من العذاب (مَا أَصَابَهُمْ) (لأنها كانت تَدُلّ قومها على ضيوف لوط)، ثم قالت له الملائكة: ﴿ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ﴾، فكأنّ لوطاً استعجل ذلك العذاب، فقالوا له: ﴿ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾؟، والجواب: بلى قريب.


الآية 82، والآية 83: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا ﴾ بنزول العذاب بهم: قلَبْنا قريتهم التي كانوا يَعيشون فيها، فـ ﴿ جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ﴾ ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾) وهي حجارة صَلبة شديدة الحرارة، ﴿ مَنْضُودٍ ﴾ أي متتابعة في نزولها،وتَتْبَعُ مَن يُحاول الهرب منها، ﴿ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ ﴾: أي مُعَلَّمَة عند اللهِ تعالى بعلامةٍ معروفة لا تُشبه حجارة الأرض، ﴿ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ أي: وما هذه الحجارة التي أمطرها اللهُ على قوم لوط ببعيدةٍ مِن كفار قريش أن يُمْطَروا بمِثلها (وفي هذا تهديدٌ لكل عاصٍ متمرِّد على الله).



* وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
9- روائع الايمان
Mahmoud ibrahim - مصر 07-05-2016 05:37 PM

بارك الله فيك يا أستاذ رامي وجزاك الله خيرا

8- جزاكم الله خيراً على هذه الردود الجميلة
رامي حنفي - مصر 04-05-2016 03:21 PM

الشكر لكل مَن كَتب، فجزاكم الله عني خيراً

7- مِن أروع ما كَتَبت
طارق - الجزائر 03-05-2016 03:49 PM

واعلم أنّ في قول الملائكة لامرأة ابراهيم: ﴿ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ دليلٌ على أنّ امرأة الرجل تُعتبَر مِن أهل بيته، وفي هذا رَدٌّ واضح على مَن يَزعمون أنهم يُحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يُعادونَ زوجاته.

6- والله أول مرة أستريح بعد قراءة هذه الجملة
سمير حمدي - مصر 03-05-2016 12:21 PM

واعلم أنَّ القُربَ نوعان: قربٌ بعِلمِهِ - سبحانه - وإحاطته مِن جميع خَلقه، وقربٌ مِن عابدِيهِ وداعِيهِ (بالإجابة والمَعُونة والتوفيق والرحمة)، وهذا مِثلما يقول أحدهم: (هذا الرجل مِن المُقرَّبين لَدَيّ) - أي مُقّرَّبٌ منه في المَنزلة والعطاء وقريبٌ إلى رضاه عنه، وليس مُقّرَّباً منه بجسده

5- معلومات رائعة
om hala - الكويت 30-04-2016 03:15 PM

السلام عليكم بارك اللّٰه فيكم معلومات رائعة شكرا لكم حفظكم اللّٰه

4- شكر ودعاء
محمد نديم - مصر 26-04-2016 05:36 PM

جزاك الله خيرا على هذا التوضيح المبسط

3- دعاء
م.ابراهيم مدين - مصر 26-04-2016 05:17 PM

السلام عليكم بارك الله جهودكم

2- شكراً جزيلاً
ayman - Egypt 26-04-2016 05:12 PM

لكم الأجر والثواب إن شاء الله

1- إعجاب
محمد رضا الرفاعي - مصر 26-04-2016 12:13 PM

ما شاء الله
جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب