• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: تربية الشباب على حسن الخلق
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الإسلام منهج يقبل الآخر ويتعايش مع غير المسلمين
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    يا ابن آدم، لا تكن أقل فقها من السماوات والأرض ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    حقوق البنات
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    لا تنشغل بحطام زائل
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    فقه يوم عاشوراء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    أدوات الكتابة المستخدمة في الجمع الأول في العهد ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    مصارع العُشَّاق: تشخيص الداء، ووصف الدواء (WORD)
    د. لحرش عبد السلام
  •  
    الصدقات سبب في نزول البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس الثامن والعشرون: حقوق الزوج على الزوجة
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    بناء الإنسان قيمة حضارية (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    أيها الداعي! اعزم مسألتك وعظم رغبتك (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    أفضل الخلق بعد الأنبياء (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    العام الجديد والتغيير المنشود (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    عام تصرم وعام يتقدم (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

خطورة المال الحرام (خطبة)

خطورة المال الحرام (خطبة)
إبراهيم بن محمد الخليفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/12/2022 ميلادي - 5/6/1444 هجري

الزيارات: 18086

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُطورةُ المالِ الحرامِ

 

الحمدُ لله، الحمدُ للهِ تمَّ دينُكَ ربَّنا فهديتَ فلك الحمدُ، وعَظُمَ حِلمُكَ فعفوتَ فلكَ الحمدُ، أحمَدُكَ سُبحانَكَ وأشكُرُكَ، تُنْجِي مِن الكُرُوبِ، وتَغْفِرُ الذُنُوبَ، وتَقبَلُ تَوْبَةَ مَنْ يَتُوبُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، تبارَكَ اسمُهُ، وتَعَالَى جَدُّهُ، ولا إِلهَ غَيْرُه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وخليلُه ومُصْطَفاه، وأَمِيْنُهُ على وَحْيِهِ ومُجْتَبَاهُ، صَلَّى اللهُ وسَلَّم وبَارَك علِيْه، وعلى آلِهِ وأصْحَابِهِ ومَنْ وَالَاهُ؛ أَمَّا بعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقَوْا اللهَ- رَحِمَكُمِ اللهُ - ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

معاشرَ المسلمين؛ يقُولُ الرَّحمنُ الرحيمُ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164] هَذِهِ اَلْمِنَّةُ اَلَّتِي أَنْعَمَ اَللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ، هِيَ أَعْظَمُ النِّعَمِ، وَهِيَ مِفْتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ، وَسَبِيلٌ لِلُقْيَا الْأَحِبَّةِ مُحَمَّدٍ وَصَحْبِهُ، وَلَقَدْ أَنْقَذَ اللَّهُ بِهِ الْأُمَّةَ مِن الضَّلَالَةِ، وَرَفْعَ اَللَّهُ بِهِ شَأْنَهُمْ، وَأَعْلَى بِهِ ذِكْرَهُمْ، وَعَصَمَهُمْ بِهِ مِن الْهَلَكَةِ، وَزَكَّى اللَّهُ بِهِ النُّفُوسَ وَطَهَّرَهَا، وَكَذَلِكَ زَكَّى أَمْوَالَهُمْ وَطَيَّبَهَا مِنْ أَرْجَاسِ جَشَعِ النُّفُوسِ الَّتِي لَا تُرِيدُ شِرْعةً وَلَا مِنْهَاجًا يَحُولُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ لَمَعَانِ اَلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مِنْ أَيِّ وَادٍ كَانَ، وَلَئِنْ كَانَ اَلشَّرْعُ مَنَعَ التَّنْقِيبَ عَن الْمَالِ مِنْ آبَارِ الضَّلَالَةِ وَمَنَاجِمِهِا، إِلَّا أَنَّ الشَّرْعَ قَدْ جَعَلَ لِلْمَالِ اَلطَّاهِرِ الْحَلَالِ الزُّلَالِ فَضَاءً وَاسِعًا، لَا تَتَصَادَمُ فِيهِ مَرَاكِبُ التُّجَّارِ.

إِخْوَةَ الْإِسْلَامِ؛ لَقَد تَضَافَرَتِ النُّصُوصُ مِنَ الْوَحْيَيْنِ الَّتِي تُحَذِّرُ مِنَ الْكَسْبِ الْحَرَام، وَأخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ الشَّرْعِيِّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، فأعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ))؛ رواه البخاري.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ؛ يَقُولُ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقالَ: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]؛ صحيح البخاري.

 

مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَا أَحْوَجَ الْعِبَادَ لِرَبِّ الْعِبَادِ! وَاللهُ الْغَنِيُّ وَالْعِبَادُ فُقَرَاءُ، وَاللهُ الْقَوِيُّ وَالْعِبَادُ ضُعَفَاءُ، قَالَ الْغَنِيُّ الْكَرِيمُ ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

 

وَلَقَدْ كَانَ خُبْثُ اَلْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ مَانِعًا مِن الْمِنَحِ اَلرَّبَّانِيَّةِ، وَالْعَطَايَا اَلْإِلَهِيَّةِ، فَكَمْ مِنْ أَكْلَةٍ مُحَرَّمَةٍ مَنَعَتْ آكِلَهَا مَوَاهِبَ اَلْوَهَّابِ، وَنِعَمَ اَلْمُنْعِمِ سُبْحَانَهُ، وَهَذَا رَسُولُكُمْ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَ ((الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِّيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!))؛ صحيح البخاري.

 

إِخْوَةَ الْإيمَانِ؛ قَد حُجِبَ الدُّعَاءُ عَنْ أُولَئِكَ بِسَبَبِ ذَلِكُم الْوِعَاءِ الَّذِي مُلِئَ ظُلْمًا وَسُحْتًا، لقَدْ نَبَتَ الجَسَدُ منْ مَالِ بَيْعِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَالتَّكَسُّبِ مِنَ الْخُمُورِ وَالسَّمُومِ، وَالْمُتَاجَرَةِ بِالْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرِ، وَتَصْنِيعِ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ، وَخَدَمَاتِ الوَشْمِ والوَصْلِ.

 

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْحِ وهو بمَكَّةَ: ((إنَّ اللَّهَ ورَسولَه حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ والمَيْتَة، والخِنْزِير والأصْنَام))؛ صحيح البخاري ومسلم.

 

عِبَادَ اللهِ؛ لقَد حَثَّ اللهُ الْعِبَادَ عَلَى الصَّدَقَاتِ، وَجَعَلَهَا فِي الْأُخْرَى جِبَالًا شَاهِقَاتٍ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وَسَعَادَةً لِلْعَبْدِ يَوْمَ اللِّقَاءِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245] وَلَكِنَّ شُؤْمَ الْمَالِ الْحَرَامِ وَالْكَسْبِ الْخَبِيثِ، كَانَ حَاجِبًا لَهَا عَنِ الْقَبُولِ، وَمَانِعًا لَهَا مِنَ الْمُضِيِّ، وَهَذَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ((لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ، ولا صَدَقَةٌ مِن غُلُولٍ»؛صحيح مسلم.

 

نَفَعَنا اللهُ بهَدْيِ كِتَابِهِ، وأجَارَنا مِن خِزْيهِ وعَذَابِه، وأسْتَغْفرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخَطِيئَةٍ، إنَّهُ كانَ غَفَّارًا.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله، خلَقَنا من تُرابٍ، وإليه المرجعُ والمآب، أحمَدُهُ سبحانه، واهِب الحياةِ وآخِذها، وباعث الأرواحِ وقابِضها، سبحانَه وبحمدِه، توالى علينا إحسانُه وخَيرُه، وترادفَ علينا فضْلُه وبِرُّه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الخَلْقُ خَلْقُهُ، والأمْرُ أمْرُه، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وأصحابِه وأتباعِه بإحسانٍ، ما أَرْعَدَ سَحَابٌ ونَزَلَ قَطْرُهُ، أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ.

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ؛ لقَد تَفَنَّنَ عُبَّادُ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانيرِ فِي الْاِسْتيلَاءِ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْمُسَابَقَةِ فِي تَوْسِيعِ شِبَاكِ الصَّيْدِ الْجَائِرِ مِنْ أَمْلَاكِ الْمُغْتَرِّيْنِ بِزَيْفِ وَصْفِهِمْ، وَزُخْرُفِ قَوْلِهِمْ، وَلَحْنِ حَدِيثِهِمْ.

 

تَزْدَادُ ثَرْوَةُ بَعْضِهِمْ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ الْمُنَفِّقِ لِلسِّلْعَةِ، وآخَرِينَ مِنْهُمْ بِالْغِشِّ وَالتَّدْلِيسِ في البيعِ وَالْمُعَامَلَاتِ، وفئامٍ مِنْهُمْ بالوقوعِ في الرِّبَا وَالْحِيَلِ فِيهِ، وَبَعْضِهِمْ بِأَكْلِ مَالِ الْأَيْتَامِ وَالضُّعَفَاءِ.

 

حَتَّى لَقدْ أَصْبَحَ النَّاسُ وَأَمْسَوْا تَحْتَ وَطْأَةِ ظُلْمِهِمْ، وَأَضْحَوْا تَئِنُّ نُفُوسُهُمْ، وَبَاتُوا تَنْقَبِضُ قَلُوبُهُمْ بَعْدَ فَوَاتِ أَمْوَالِهِمْ سَلْبًا وَظُلْمًا، حَتَّى انْطَبَقَ عَلَيْهِمْ وَصْفُ الْمَظْلُومِ وَضَعْفُهُ، وَهَمُّ الْمَخْدُوعِ وَحَسْرَتُهُ، وَلَقَدْ مَنْحَهُمُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ))؛ صحيح البخاري.

 

وهُوَ وَعْدٌ مِنْ اللهِ القائِلِ: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 6].


عِبَادَ اللهِ، قَدْ مَنَعَ الظَّالِمُ نَفْسَهُ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ أَوَّلًا بِأَكْلِ الْحَرَامِ، وَصَارَ مُعَرَّضًا لِبَطْشِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، وَمَحَطًّا لِقَبُولِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ بِظُلْمِهِ وَكَيْدِهِ، وَتَعَدِّيْهِ وَتَمَادِيْهِ، نَسْأَلُ اللهَ الْعَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ.

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا))؛ رَوَاهُ مُسْلِم.

 

اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 

اللهم اجعلْ جمْعَنا هذا جَمعًا مرحُومًا، واجعلْ تفرُّقَنا من بعدِه تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، ولا تجعلْ مَعَنَا شقِيًّا ولا مَحْرُومًا، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانصُرْ عِبَادَكَ المؤمنين وجندك الْمُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، اللهُمَّ وفِّقْ عبدَك خادِمَ الحرمينِ لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقْ وليَّ عَهْدِهِ لما تُحِبُّ وتَرضَى، اللهم خُذْ بنواصِيهِما للبِرِّ والتقوى، وَاجْعَلْهُما هُدَاةً مُهْتَدِينَ، اللهُمَّ أَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَوَفِّقْهمْ لِلْعَمَلِ بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاجْعَلْهُمْ هُدَاةً مُهْتَدِينَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرادَنَا وَأَرَادَ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَاجعل كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ.

 

اللهم أنتَ الله لا إلهَ إلا أنتَ، أنتَ الغنيُّ ونحن الفقراءُ، أَنْزلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنَا من القانِطِينَ، اللهمَّ أغثْنَا، اللهم أغثْنَا، اللهم أغثْنَا، غَيْثًا هنِيئًا مَرِيئًا سَحًّا غَدَقًا، نافِعًا غيرَ ضَارٍّ، اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقْيَا بلاءٍ ولا هَدمٍ ولا غَرَقٍ، برحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الراحمينَ.

 

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أكل المال الحرام
  • المال الحرام
  • المال الحرام
  • خطبة بليغة مؤثرة
  • التحذير من المال الحرام
  • المثل في جزاء الصيد
  • المال الحرام

مختارات من الشبكة

  • خطورة الدعاء على النفس والأهل والمال والولد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأمن ومكانته، أسبابه، موانعه، خطورة فقده على الدين والنفس والعرض والمال والعقل(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الأمن ومكانته، وأسبابه، وموانعه، وخطورة فقده على الدين والنفس والعرض والمال والعقل(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • بركة المال الحلال، وتلف المال الحرام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 1/3/1432 هـ - خطورة الغيبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل السعادة في المال أم المال طريق إلى السعادة؟(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • مخطوطة الفوز في المآل بالوصية بما جمع من المال(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • خطورة أكل الحرام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 28 / 7 / 1434هـ - خطورة تقديم العقل على النقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 9/8/1433 هـ - خطورة الفرقة(مقالة - موقع الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/1/1447هـ - الساعة: 14:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب