• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

خطبة عن فضل التعاون في الإسلام

خطبة عن فضل التعاون في الإسلام
الشيخ أحمد أبو عيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/1/2016 ميلادي - 5/4/1437 هجري

الزيارات: 558597

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن فضل التعاون في الإسلام

 

العناصر:

1- تعريف التعاون.

2- أهمية التعاون.

3- أقسام الناس في التعاون.

4- أنواع التعاون.

5- صور التعاون.

6- نماذج التعاون.

7- خطورة التفرقة.

 

الموضوع

أولاً: تعريف التعاون:

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: ( الإعانة هي: الإتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر المأمور بتركها فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين بكل قول يبعث عليها وبكل فعل كذلك).

 

وقال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: ( التعاون معناه: التساعد وأن يعين الناس بعضهم بعضاً على البر والتقوى فالبر: فعل الخير والتقوى: اتقاء الشر وذلك أن الناس يعملون على وجهين: على ما فيه الخير وعلى ما فيه الشر فأما ما فيه الخير فالتعاون عليه أن تساعد صاحبك على هذا الفعل وتيسر له الأمر سواء كان هذا مما يتعلق بك أو مما يتعلق بغيرك وأما الشر فالتعاون فيه بأن تحذر منه وأن تمنع منه ما استطعت وأن تشير على من أراد أن يفعله بتركه وهكذا فالبر فعل الخير والتعاون عليه والتساعد على فعله وتيسيره للناس والتقوى اتقاء الشر والتعاون عليه بأن تحول بين الناس وبين فعل الشر وأن تحذرهم منه حتى تكون الأمة أمة واحدة).


وقال ابن جرير: الإثم ترك ما أمر الله بفعله، والعدوان مجاوزة ما حد الله في دينكم ومجاوزة ما فرض الله عليكم في أنفسكم وفي غيركم.

 

ثانياً: أهمية التعاون:

1- التعاون علي البر لا على الإثم

قال تعالى:

﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9].

 

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة:71].

 

﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ [البقرة: 177].

 

2-التعاون من صفات المؤمنين

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة:71].

 

وفي الحديث «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّعُهُمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» أبو داود والنسائي وابن ماجة وأحمد وصححه الألباني.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" قيل يا رسول الله هذه نصرته مظلومًا، فكيف أنصره إذا كان ظالمًا؟ قال:"تحجزه وتمنعه من الظلم فذاك نصره" رواه البخاري.

 

3- التشاور في الأمور

﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]

﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 38].

 

4-الدنيا دار بلاء فمن يغتنمها

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2].

 

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

 

5-الندم في الآخرة على عدم فعل الخير

﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

ثالثا: أقسام الناس في التعاون:

يقسم الماوردي - رحمه الله - الناس باعتبار ما يقدمونه من معاونة وما يحققونه من معاني الأخوة والتعاون إلى أقسام أربعة:

الأول: من يعين ويستعين.

الثاني: من لا يعين ولا يستعين.

الثالث: من يستعين ولا يعين.

الرابع: من يعين ولا يستعين.

 

ثم قال: فأما المعين والمستعين فهو معاوض منصف، يؤدي ما عليه ويستوفي ما له، فهو كالمقرض يسعف عند الحاجة ويسترد عند الاستغناء، وهو مشكور في معونته ومعذور في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.

 

وأما من لا يعين ولا يستعين فهو متروك، قد منع خيره وقمع شره، فهو لا صديق يرجى ولا عدو يخشى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصورة الممثلة، يروقك حسنها ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شره ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللوم أجدر.

 

وأما من يستعين ولا يعين فهو لئيم كَلٌّ ومعان مستذل، قد قطع عنه الرغبة وبسط فيه الرهبة، فلا خيره يرجى ولا شره يؤمن، وحسبك مهانة من رجل مستثقل عند إقلاله، ويستقل عند استقلاله، فليس لمثله في الإخاء حظ، ولا في الوداد نصيب.

 

وأما من يعين ولا يستعين فهو كريم الطبع، مشكور الصنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلاً في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة، فهذا أشرف الإخوان نفساً، وأكرمهم طبعاً، فينبغي لمن أوجد له الزمان مثله - وقل أن يكون له مثل لأنه البر الكريم والدر اليتيم - أن يثني عليه خنصره ويعض عليه بناجذه، ويكون به أشد ضناً منه بنفائس أمواله، وسنى ذخائره؛ لأن نفع الإخوان عام، ونفع المال خاص، ومن كان أعم نفعاً فهو بالادخار أحق، ثم لا ينبغي أن يزهد فيه لخلق أو خلقين ينكرهما منه إذا رُضيَ سائر أخلاقه، وحُمدَ أكثر شيمه؛ لأن اليسير معفو والكمال معوز.

 

رابعا: أنواع التعاون:

1- تعاون اجتماعي:

ودليله ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حين جعل أول أعماله في المدينة بعد الهجرة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وقوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [التوبة: 71].


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع، فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله". (رواه أحمد وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر.


وقال صلى الله عليه وسلم:) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) رواه مسلم.


2-تعاون علمي:

قال صلى الله عليه وسلم: "من سُئل عن علمٍ يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" (رواه ابن ماجة وصححه الألباني.


3- تعاون سياسي

(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..") رواه البخاري.


(المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم(أبو داود وصححه الألباني.


4- تعاون دفاعي:

مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41].


5- تعاون أخلاقي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب قوم أعلاها وقوم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يستقوا من الماء مروا على من فوقهم.. فقالوا لو أنا نقبنا في مكاننا نقبا فلا نؤذي من فوقنا.. فلو أنهم تركوهم وما أرادوا لهلكوا جميعًا، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعًا" البخاري.


وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".. رواه مسلم.


وهذا أيضًا من التكافل والتعاون على الإصلاح والتغيير إلى الأحسن والأفضل.


6- التعاون الجنائي:

فمن الثابت في الفقه الإسلامي أن يقوم بيت مال المسلمين بدفع دية القتيل لأوليائه إذا لم يستطع أولياء القاتل دفعها، فإذا لم يقدر بيت المال على ذلك أو لم يكن هناك بيت مال للمسلمين قام عامة المسلمين بدفعها لأولياء القتيل، تعاون وتكافل لا يعرف له نظير في الدنيا كلها إلا في دين الإسلام العظيم.


7- التعاون العبادي:

فما صلاة الجنازة ومن قبلها تجهيز الميت ودفنه بعد ذلك.. ما كل ذلك إلا تكافل وتعاون جعله الإسلام فرضًا من الفروض الواجبة.


8- التعاون الأدبي:

وهو معنى أستشعره من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " السلسة الصحيحة.


بأن تفرح لفرحي.. وتحزن لحزني.. وتمد يد المعونة عند احتياجي إليك.. ترشدني إذا غويت.. وتهديني إذا ضللت.. تحفظ مالي وعرضي غائبًا وحاضرًا.. تحب لي ما تحب لنفسك وتكره ما تكرهه لها).


9- التعاون الحضاري:

هو ما أختم به حديثي إليكم إخوتي الأحبة.. إنه التعاون مع كل إنسان كائنًا مَن كان على إرساء القيم الأخلاقية والحضارية التي عليها تقوم نهضة الأمم والشعوب وهو مصداق قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، والآية موجهة إلى كل الناس للتعاون مع كل الناس.

خامساً: صور التعاون:

1- التعاون على إقامة العبادات:

قال الإمام أحمد رحمه الله: ( فانظروا رحمكم الله واعقلوا وأحكموا الصلاة واتقوا الله فيها وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان فإن الله عز وجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر) أهـ.

 

2- التعاون في طلب العلم:

فهذا عمر رضي الله عنه يقول: (كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوماً وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك... الحديث) رواه البخاري.


( وكان عمر رضي الله عنه مؤاخياً أوس بن خولي رضي الله عنه لا يسمع شيئاً إلا حدثه ولا يسمع عمر رضي الله عنه شيئاً إلا حدثه وقوله ( جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره) أي من الحوادث الكائنة عند النبي صلى الله عليه وسلم
وفي رواية: (إذا غاب وشهدت أتيته بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وفي رواية الطيالسي: ( يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غبت وأحضره إذا غاب ويخبرني وأخبره ) وفي رواية: ( لا يسمع شيئاً إلا حدثه به ولا يسمع عمر رضي الله عنه شيئاً إلا حدثه به ).


وقد تُعرض لطالب العلم ضائقة خلال طلبه فيهب إخوانه لمعاونته: قال عمر بن حفص الأشقر رحمه الله: ( كنا مع محمد بن إسماعيل رحمه الله ( وهو الإمام البخاري ) بالبصرة نكتب الحديث ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نَفِدَ ما عنده ولم يبق معه شيء فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوباً وكسوناه ثم اندفع معنا في كتابة الحديث).

3- تعاون في الدعوة

"الوزير النبي": طلب موسى عليه السلام من ربه أن يكون أخوه مساعدًا له في تبليغ دعوة ربه فقال: ﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ [طه: 25 - 32].


4- التعاون بين الزوجين

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228].

 

ألم تسمع إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الصحيح: "كان في حرفة أهله، وكان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويقم البيت!!"، أرأيت إلى رسولك كيف كان يجمع قمامة بيته - صلى الله عليه وسلم - فعلى روح التعاون الأسري تقوم البيوت العامرة.

 

5-التعاون بين المسلمين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة."السلسلة الصحيحة.


عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".مسلم.


وعن أبي موسي الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الشيخين: "على كل مسلم صدقة"، قال: أرأيت إن لم يجد؟ قال: "يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق"، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: "يعين ذا الحاجة الملهوف"، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: "يأمر بالمعروف أو الخير"، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: "يمسك عن الشر فإنها صدقة".


6- إماطة الأذى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"(عُرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها؛ فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تُدفن). رواه مسلم.


7- التعاون في التأليف بين قلوب المسلمين والإصلاح فيما بينهم:

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة) رواه أبو داود والترمذي وابن حبان وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.

 

8- النصح للناس عامة

فمثلا لو أنك تركب مركبة وأخوك يركب مركبة تسير أمامك، ورأيت دخاناً يخرج من عجلتها الخلفية، وهي على وشك أن تحترق، لقد نسي المكبح مرفوعاً، هل تبقى صامتاً، أم تسبقه وتشير إليه، هل يمكن أن ترى أخاك على شفى جرف هار سينهار بعد قليل وتبقى صامتاً؟.. التعاون له معنى إيجابي وله معنى سلبي، فأن تشير إلى الخطر فهذا من التعاون، أن تأمر بالمعروف هذا من التعاون، أن تنهى عن المنكر هذا من التعاون، أن تعين الرجل في دابته فتحمله عليها، هذا من التعاون، أن تحمل له حاجته عليها هذا من التعاون، أن تميط الأذى عن الطريق هذا من التعاون.


نماذج التعاون:

1- تعاون في بناء المسجد الأول:

كانت أول خطوة خطاها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة هي إقامة المسجد النبوي، ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء هذا المسجد، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة.


2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشارك الصحابة في حفر الخندق، يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: رأيته صلى الله عليه وسلم ينقل تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحه، وهو ينقل التراب، ويقول صلى الله عليه وسلم:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينةً علينا
وثبِّت الأقدام أن لاقينا
إن الأُلى قد بغوا علينا
وإن أرادوا فتنةً أبينا

 

قال: ثم يمد بها صوته بآخرها.

لم يتكبر الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه، بل تعاون معهم في أشد اللحظات وأصعب الأمور، فما أعظمه من قائد!.


3- سيدناإبراهيم عليهِ السلامُ

أ- حينمَا أمرَهُ ربُّهُ ببناء رَبُّكَ. قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ. قَالَ فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ. قَالَ وتعينني قَالَ وَأُعِينُكَ. قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِىَ هَا هُنَا بَيْتاً. وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا. قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يأتي بِالْحِجَارَةِ، وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِى، حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ، فَقَامَ عَلَيْهِ وَهْوَ يَبْنِى، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَهُمَا يَقُولاَنِ ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] قَالَ فَجَعَلاَ يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ، وَهُمَا يَقُولاَنِ ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] رواه البخاري.

ب-في الذبح عاون ابنه على طاعة اللهفقد كان في إمكانه أن يذبحه فجأة ولكن ليربيه ويشاركه في الأجر ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]


4-انتصار نبي الله موسي علي فرعون

قال بنو إسرائيل وقت انتصار موسي علي السحرة وتوعد فرعون لهم بالعذاب في أولى جولات الحق والباطل ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129] فنحن في وقت العمل بل دقق معي في قول الله (كَيْفَ تَعْمَلُونَ) ولم يقل ماذا تعملون بل قال كيف.

5- مساعدة ذي القرنين للضعفاء

﴿ قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 94 - 97].

 

6- أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

قالت: كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكانت له فرس فكنت أسوسه، وأحث له، وأقوم عليه وأعلفه.


7- فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق وحبيب الحق، سيدة نساء العالمين: كانت تخدم علياً كرم الله وجهه، وتقوم بشؤون بيته، من طحن، وعجين وخبز، ومن إدارة الرحى، حتى أثر هذا في يديها، وقد ذهبت هي وزوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكوه الخدمة، فحكم النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته بالخدمة الباطنة خدمة البيت، وحكم على علي بالخدمة الظاهرة، الخدمة خارج البيت.


فقال ابن حبيب: الخدمة الباطنة؛ الطحن، والطبخ، والفرش وكنس البيت، واستقاء الماء، وعمل البيت كله.


أما النبي صلى الله عليه وسلم كان في مهنة أهله، كان يعاون أهله هذا من العمل الطيب، هذا من العمل المندوب، هذا من العمل الحسن.

 

8- معونة أهل مصر لعمر بن الخطاب

أورد الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية": أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عسَّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحدًا يضحَك، ولا يتحدَّث الناس في منازلهم على العادة، ولم يرَ سائلاً يسأل، فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنَّ السُّؤَّال سألوا فلم يُعطوا فقطعوا السؤَال، والناس في هَمٍّ وضِيق فهم لا يتحدَّثون ولا يضحكون.

 

فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة: أنْ يا غوثاه لأمَّة محمد.

وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر: أنْ يا غوثاه لأمَّة محمد.

فبعث إليه كلُّ واحد منهما بقافلةٍ عظيمة تحمل البرَّ وسائر الأطعمة، ووصلت مسيرة عمرو في البحر إلى جدة، ومن جدة إلى مكة، وهذا الأثر جيِّد الإسناد؛ "البداية والنهاية".

 

ولكأنِّي بأهل مصر وهم يسمَعُون رسالة عمر بن الخطاب وهم يبكون، ولكأنِّي بعمرو بن العاص - رضي الله عنه - حين شاهَد الكرم المصري، ولكأنِّي بقوافل الطعام والكساء تُحمَل من أهل مصر الكرام لإخوانهم وأهليهم في مدينة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولطالما كانت مصر هي التي تبعَث بكسوة الكعبة تكريمًا وتشريفًا لمصر.

 

نلمَح من هذا الموقف أنَّ عمر - وما أدراك ما عمر! - أُصِيب الناس وهم تحت إمرته وحكمه بالمجاعة، فلم يكن عيبًا لا في عمر ولا في حُكم عمر، وقد كان يحكُم بالإسلام وبالشرع، وإنما هي حِكَمُ الله في عِباده، ففي ظلِّ الحق والصواب قد نُصاب بالمصائب والنقص والابتلاءات، وتكون نعمةً من الله على عِباده وقتئذٍ.

 

9- قصة عن التّعاون في الزّمن الماضي

كانت هناك سيّدة، وكان لها ابن وحيد، تعيش معه أجمل اللّحظات، فحياتهما كانت مليئة بالسّعادة والهناء، وفي يومٍ من الأيّام جاء قدر هذا الولد ومات، فحزنت السيّدة حزناً شديداً على موت وحيدها، وعاشت بتعاسةٍ كبيرة، وعلى الرّغم من ذلك بقي الأمل يراودها ولم تيأس، فهي تعتقد بأنّه لا بدّ من وجود طريقة تعيد ابنها للحياة، فذهبت إلى مختار القرية، وأخبرته قصّتها، وأّنها مستعدّة لتطبيق أيّ وصفة لتعيد ابنها إلى الحياة. فكّر المختار مليّاً بقول السيّدة، وأجابها بأنّه سيعطيها وصفةً جيّدة شريطة أن تحضر له حبّة خردل من بيت لم يطرق الحزن بابه مطلقاً. فرحت السيّدة لاستجابة المختار لها، وبدأت تدور على كلّ بيت في القرية باحثةً عن هدفها. طرقت السيّدة أوّل باب ففتحت لها امرأة في مقتبل العمر، فسألتها السيّدة إن كان بيتها قد عرف الحزن يوماً، ابتسمت المرأة ابتسامةً خفيّة مجيبة: و هل عرف بيتي هذا إلّا كلّ الحزن؟!! وبدأت تسرد لها أنّ زوجها قد توفّي منذ سنتين، و ترك لها أولاداً، وأنّها تعاني في الحصول على قوت يومهم لدرجة أنّهم أصبحوا يلجئون إلى بيع أثاث منزلهم المتواضع للحصول على المال. بعد أن أنهت السيّدة زيارتها الطّويلة في أول بيت، دخلت بيتاً آخراً سائلةً عن الطّلب نفسه، وإذ بسيّدة الدّار تخبرها أنّ زوجها مريض جدًّا، و ليس عندها من الطّعام ما يكفي لأطفالها منذ فترة، فقامت بمساعدة السيّدة و ذهبت إلى السوق لتشتري لها طعاماً لها ولأطفالها وزوجها المريض، وأخذت تدخل بيتاً تلو الآخر باحثةً عن البيت السعيد لكنّ جميع محاولاتها باءت بالفشل، لكن ممّا يجدر ذكره أنّ تلك السيّدة كانت لطيفةً مع أهالي كلّ البيوت الّتي طرقت أبوابها، وقد حاولت أن تساعد كلّ بيتٍ في أن تخفّف عنهم أسباب حزنهم، وذلك عن طريق مساندتهم بحاجاتهم قدر المستطاع. وبمرور الأيّام أصبحت السيّدة صديقةً لبيوت القرية جميعها، وأدّى هذا إلى أنّها نسيت تماماً هدفها وهو البحث عن حبّة الخردل من أيّ بيتٍ سعيد لم يعرف الكآبة أو الحزن، وانصهرت السيّدة في مشاعر الآخرين ومشاكلهم ناسيةً حزنها دون أن تدرك أنّ مختار القرية قد تعاون معها في منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتّى ولو لم تجد حبّة الخردل الّتي كانت تبحث عنها.

سابعا:خطورة التفرق:-

1- التفرقة أساس الفشل

﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ ]الأنفال: 46].

 

2- خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الدنيا

روى البخاري ومسلم أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعَث أبا عُبَيدة بن الجرَّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد صالَح أهلَ البحرين، وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمالٍ من البحرين، فسمعت الأنصار بقُدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا انصرف تعرَّضوا له، فتبسَّم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين رآهم ثم قال: ((أظنُّكم سمعتُم أنَّ أبا عبيدة قدم بشيء))، قالوا: أجل يا رسول الله، قال: ((فابشروا وأمِّلوا ما يسرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكنِّي أخشى أنْ تُبسَط عليكم الدنيا كما بُسِطت على مَن قبلكم، فتنافَسُوها كما تنافَسُوها، وتُهلِككم كما أهلكَتْهم)).

 

3-التحذير من التفرقة

﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].

 

﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ]الزخرف: 32].

 

وروى البخاري ومسلم عن سعيد بن أبي بُردة عن أبيه عن جدِّه أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعَث معاذًا وأبا موسى إلى اليمن قال: ((يَسِّرا ولا تُعسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنفِّرا، وتطاوَعا ولا تختلفا)).

4-التفرقة من الشيطان

وروى مسلم عن عَرفَجة قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّه ستكونُ هنات وهنات، فمَن أراد أنْ يُفرِّق أمر هذه الأمَّة وهي جميع فاضربوه بالسيف، كائنًا مَن كان((، وزاد النسائي وصحَّحه الألباني: ((فإنَّ يد الله على الجماعة، فإنَّ الشيطان مع مَن فارَق الجماعة يركض)).

 

5-الخروج من الملة

وروى مسلمٌ عن أبي هُرَيرة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((مَن خرج من الطاعة وفارَق الجماعة فمات، ماتَ ميتةً جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبةٍ، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل، فقتلة جاهلية، ومَن خرَج على أمَّتي يضرب برَّها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهدٍ عهدَه فليس منِّي ولستُ منه)).

 

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رابطة التعاون
  • التعاونيات أنسب مؤسسة للتمويل الأصغر
  • طريقة التعلم التعاوني
  • التعاون عند الحيوانات
  • التعاون مع الآخرين
  • إقرار مبادئ التعاون الإنساني في القرآن الكريم
  • تعاون علمي جميل

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة عن فضل عشر ذي الحجة وفضل الأضحية وأحكامها(مقالة - ملفات خاصة)
  • القصاص حياة: فضل إقامته، وفضل العفو فيه، ومساوئ المبالغة في الصلح فيه (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (13)(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
4- شكر وتقدير
يوسف محمد سيمباغالا - أوغندا 20-04-2025 08:56 PM

استفدت كثيرا من هذه الخطبة، جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

3- استفادة
فهد آل زاهر - السعودية 28-04-2023 02:11 AM

جزاكم الله خيراً كثيرا على هذا البحث والعمل
الكبير لقد استفدت منه كثيرا

2- شكر
سكينة - مالي 30-11-2019 12:17 AM

شكرا جزيلا

1- التعاون فى الإسلام
أمين أبا سعيد - نيجيريا 08-06-2018 06:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قداستفدت من هذا المنشور، وجزاكم الله خير الجزاء آمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب