• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع / في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
علامة باركود

المسؤولية (خطبة)

مرشد الحيالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/1/2016 ميلادي - 3/4/1437 هجري

الزيارات: 101190

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسؤولية


إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعَثَه الله رحمةً للعالمين، هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصَحَ الأمة، فجزاه الله خير ما جزى نبيًّا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى مَن أحبَّهم إلى يوم الدين.

 

أما بعدُ؛ فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتُها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها المسلمون:

إن الشريعة الإسلامية جعلت الإنسان مَسؤولاً، وحمَّلته الأمانة والحفاظ عليها ورعايتها، وجعلتْ ذلك له تكريمًا وتشريفًا إن أحسن القيام بأعبائها وأدى حقَّها؛ قال المولى في كتابه الكريم: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، نعم خليفة في الأرض من أجلِ عمارتها بطاعة الله وعبادته وحده ولا شريك له، والعمل الصالح والإحسان إلى الخلق، ورتَّب على ذلك الدرجات العليَّة، والمقامات السَّنية في الحياة الدنيا مِن الحياة المطمئنة السعيدة، والفلاح والفوز في العُقبى.

 

أيها الناس، لقد جعل الإسلام الإنسان مسؤولاً منذ بلوغه سن التكليف؛ وهو الرابعة أو الثالثة عشرة، ويَستمرُّ ذلك التكليف ما دام القلب ينبض، والعقل يعمل، حتى يفارق هذه الدنيا ويرحل عنها؛ ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]، والتكليف والمسؤولية لا يَسقطان عن الإنسان ما دام عقلُه حاضرًا، وفي جسده روح ويتنفَّس.

 

إنَّ مَسؤولية حمل الأمانة والحفاظ عليها لا يقتصر على التكاليف الشرعية، والعبادات المفروضة، والشعائر التعبدية؛ كالصلاة والحج والصيام والزكاة، مع عِظَم شأنها ورفعةِ مَقامها، بل تشمل علاقة الإنسان بأخيه الإنسان أيضًا، وتَعامُله مع الخلق أجمعين على أساس العدل والرحمة والهداية؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، فالإنسان مسؤول عن تصرفاته وأعماله تجاه ربه وتجاه الآخرين.


أيها المؤمنون:

إن قدوتنا في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات والصعوبات هو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ومن يَستقرِئ سيرته العطرة، ويتأمل مسيرته الطيبة المباركة في تعامله وصبره ودعوته، وفي حلمه وجهاده وتحمله، وسائر ما تميز به مِن أخلاق وآداب، وشمائل وصفات - يَجد أنه المثال الحي، والقدوة الصالحة، في تَحمُّل الأمانة ورعايتها، وأنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان على قدْرِ المسؤولية، كيف لا وقد زكاه المولى فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وقال المولى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]؟!

 

ففي مجال الصبر على الأذى، وتحمُّل أخلاق الناس على اختلاف مشاربهم وعاداتهم، روى أنس بن مالك قال: "كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبَذَه جبذةً، حتى رأيتُ صفح أو صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرتْ بها حاشية البرد من شدة جبذته! فقال: يا محمد، أَعطِني مِن مال الله الذي عندك، فالتفتَ إليه، فضحكَ، ثمَّ أمر له بعطاء".

 

وفي مجال الدعوة والإرشاد والصبر على ردة الفعل، وما ينتج عن ذلك مِن سخرية وإيذاء من الجهلاء، وإعراض وحماقة من البلهاء، كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المثَل في مقابلة كل ذلك بالصبر الجميل، والتوكل الصادق، وبذل الخير والندى، ومقابلة غاية الإساءة بغاية الإحسان واللُّطف، ومِن ذلك عندما ذهَب للطائف (يدعوهم إلى الإسلام، فما لبثوا أن أغروا به سفهاءهم وغلمانهم يَسبُّونه، ويَصيحون به، لكن رسول الله لم ييئسْ، بل مكث في الطائف عشرة أيام كاملة بعد هذا اللقاء، لا يدع أحدًا مِن أَشرافِهم إلا جاءه وكلَّمه، ولكن رفَضوا جميعًا، وأرسلوا خلفه عبيدهم وسفهاءهم، فصفُّوا أنفسهم صفَّين خارج الطائف، وجعلوه يمر من بين الصفَّين، وهم يَقذفونه بالحجارة ويَقذِفونه بأسوأ الكلام والسباب، حتى سالتْ دماؤه الشريفة على كعبيه، وتلون النَّعل بالدم)[*]، ولما خرَج منهم قال: ((اللهمَّ اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون))!

 

الله أكبر!

أيها الناس، إنَّ رسولنا الكريم يُعلِّمنا بذلك درسًا بليغًا مُهمًّا في التحمُّل والصبر، دون كلل أو ملل أو ضجر، ويُعلِّمنا عظم ما نحمله - نحن المسلمين - مِن مسؤوليات جسام، ومهام عظام، في التحلِّي بالأخلاق الفاضِلة والآداب السامية في الدعوة والإرشاد، التي تعكس صورة الإسلام التي نزَل بها الوحي على قلب الحبيب سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم، فلا يجوز أن نَحيد عن ذلك المسار، أو نتَّجه إلى غير ذلك الطريق، مهما واجهتْنا الصعوبات أو التحديات، وتلقَّينا مِن أعدائنا الشتائم والمسبات.

 

اعلموا - رحمكم الله - أن صور تحمُّل المسؤولية في حياتنا اليومية عديدة، وأنواعها كثيرة، وأبوابها متنوِّعة:

منها: مسؤولية الإنسان تجاه ربه في مراقبتِه في سائر أعماله وأقواله وتصرُّفاته وأفعاله، وأن يعبدَ الله كأنه يراه حين تغيب عنه الأبصار، ويختفي عن الأنظار.

 

الرجل مسؤول في بيته عن أهله في القوامة والنفقة والرعاية، وسيُسأل عنهم: هل أدَّى حقَّهم وقام بواجبهم أو لا؟

المرأة مسؤولة في بيت زوجها في الحفاظ على أمانة الزوج وأسراره، ورعاية البنين وتربيتهم التربية الصالحة.


المعلِّم مسؤول في مدرسته عن طلابه مِن خلال التوجيه الحسن، وبذل النُّصح والتعليم.

 

الموظف مسؤول في دائرته عن رعاية حقوق المراجعين، وعدم التفريط في وقته.

 

الإمام مسؤول تجاه رعيته ومَن يَحكُمُهم؛ بأن يقيمَ بينهم العدل، ويحكم بينهم بالسوية.


الأمة مسؤولة عن قضاياها المصيرية في الدفاع عن المظلومين، وإعانة المنكوبين، وردْع الظالمين، والقيام بأمر الدين، وجهاد المُعتَدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة العدل والشرع بين عموم الأمة أجمعين.

 

عن عبدالله بن عمر يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومَسؤول عن رعيته، والرجلُ راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتِها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته - قال: وحسبتُ أن قد قال: والرجل راعٍ في مال أبيه ومسؤول عن رعيته - وكلُّكم راعٍ، ومسؤول عن رعيته)).

 

أيها المسلمون، إنَّ حملَ الأمانة والمسؤولية يتفاوت بين شخص لآخر، كما يتفاوت المؤمنون في مراتب الجنان والقربى عند الله والزلفى لديه؛ فمسؤولية الإمام مع رعيته وتوفير الاستقرار والأمن وإقامة العدل تختلف عن مسؤولية الموظَّف في دائرته وفي نطاق وظيفته، ومسؤولية العالِم بأمر الله وحدوده وشرعه تَختلِف عن مسؤولية العامي الذي لا يَعلم مِن الشريعة إلا العموميات، فمَن قام بالمسؤولية وتحمَّلَها وقام بواجبها كان أعظم أجرًا عند الله وأكثر مَثوبة، وقد جاء في الحديث: ((سبعة يُظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله...))، وذَكَر منهم: ((الإمام العادل))، وفي الحديث: ((إن المقسطين عند الله على منابرَ مِن نور، عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يَعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)).

 

إنَّ مِن أبرز المعاني التي تحقِّق خُلُق تحمل المسؤولية، وتحث على الالتزام بها والاهتمام بها - دوام الذِّكر لله في كل وقت وحين؛ لأن الذِّكر يجعل الذاكر قريبًا من خالقه، ويعطيه دفعة وشحنة تُعينه على تحمُّلها، وتشرح صدره للقيام به على أتمِّ وجه، ولذلك جاء الحث على الذِّكر في مَواضعَ عدة منها:

مواجهة الأعداء، والقتال في ساحات الوغى؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

 

وكذلك في قيام الليل والمداومة على العمل الصالح؛ لأن الذِّكر من أعظم العون على ذلك، وخاصَّة لنافلة الليل التي هي أشد وطئًا وأقوم قيلاً؛ ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

 

ولذلك كان رسولنا الكريم من أكثر الذاكرين لله، بل يذكر الله وربَّه على كل أحيانه، فيجد الأُنس والاطمئنان والانشراح والسعادة القلبية التي تُعينه على تحمُّل ما لا يُطاق في سبيل الله، بل كان يواصل الصيام ويقول: ((أبيتُ عند ربي يُطعمني ويسقيني))، وكان عليه أفضل الصلاة والسلام إذا حزَبَه أمر أو نزلتْ عليه بلية فزع إلى الصلاة.


ومن تلك المعاني: الاقتداء بأصحاب الهمم العالية، والنفوس الأبية، والقلوب الزكية الذين لهم لسان صدق في الأمة، فإن النفس تَتوق إلى معالي الأمور إذا علمت وعرفت مَن يتفوَّق عليها بعلم أو عمل، أو دين أو عبادة أو خُلُق، ومِن أجل ذلك كان الصحابةُ يَتنافسون في أعمال البر، وعندما يُطالع المسلم سِيَر الصالحين والمجاهدين والعابدين والمصلحين أمثال الإمام أحمد والشافعي، وأمثال سُفْيان الثوري والغزالي، وأمثال قطز وابن تيمية وابن القيم، وابن باز والألباني - رحمهم الله أجمعين وغيرهم - يجد في نفسه الهمَّة والقوة في السير والالتحاق بركبهم، وبذْل المزيد في سبيل الله.


أيها الناس، ومِن المعاني التي تعزز ذلك الخلق الرفيع، وتعمِّق هذا المعنى البديع، وتدفع شبابنا إلى المحافظة على الأمانة، وبذْل المزيد من الجهد، وترك الخيانة: توجيه الثناء والشكر لأهل الفضل والمعروف؛ فإن مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ولذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمُكافَأة مَن صنع إلينا معروفًا، فقال: ((مَن صنَع إليكم معروفًا فكافِئوه، فإن لم تجدوا ما تُكافئونه فادعوا له، حتى تَروا أنكم قد كافأتموه)).

 

لقد جاءت الآياتُ القرآنية تُبيِّن عظم المسؤولية، وأن الجميع مسؤولون عنها، كل بحسب قدرته وطاقته، وقد قال الله عز وجل: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وفي الحديث: ((لا تزول قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتَّى يُسأل عن أربعٍ: عن عمره، فيم أفناه؟ وعن علمه، ما عمل به؟ وعن ماله، مِن أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه، فيم أبلاه؟))؛ رواه الترمذي.

 

إن في سيرة الصحابة الكرام الذين ترَبَّوا في مدرسة محمد صلى الله وعليه وسلم أروع الأمثلة في القيام بحق المسؤولية والاهتمام بها، والاجتهاد في واجباتها، وقد وصَفَهم المولى بقوله: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]، فكانوا في غاية الاجتهاد والإتقان، ومع ذلك يخافون ألا يتقبَّل منهم، ونحن اليوم تقاعسنا عن واجب حمل الأمانة وتحمُّل المسؤولية حتَّى خلد كثير من أبنائنا إلى الدعة والكسل والاتكالية، حتى تكالَب علينا أعداءُ الأمة من كل حدبٍ وصوبٍ، فلْنُرَبِّ أبناءنا على الجدِّ وتحمُّل مسؤولياتهم ومهامهم في الريادة، ونَغرس في نفوسهم محبة العمل والجد والقيادة، ونبغِّض إليهم الاتكالية والراحة والبطالة، ونُحبِّب إليهم المعاني الصادقة؛ من محبة الله ورسوله، والدفاع عن أوطانهم، والذَّود عن حياضها، ولنبيِّن لهم أنهم أحق مَن حَمَل الأمانة وصانها، وأنهم أجدَرُ بها وأنهم خليقون بالتحلِّي بها، والفوز بعواقبها.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، والتائب من الذنب كمَن لا ذنب له



[*] من مقال لطيف للدكتور راغب السرجاني بعنوان: "رسول الله يشكو إلى ربه بعد الطائف".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص بحث: المسؤولية والاحتساب الاجتماعي
  • ملخص بحث: الشعور بالمسؤولية يصون عقائدنا الإسلامية
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث أول )
  • ملخص بحث: تحمل المسؤولية سر الحياة وعنوان التقدم
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع، ودور الاحتساب الجماعي
  • أسباب علاجية للغضب المذموم (خطبة)
  • تحمل المسؤولية (خطبة)
  • شعور المسؤولية
  • وقفات مع مناصحة المسؤولين

مختارات من الشبكة

  • أنواع المسؤولية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أنواع المسؤولية في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسؤولية وتعريفاتها عند أهل اللغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعريف المسؤولية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العمل الاجتماعي والقطاع الأهلي: تحقيق المسؤولية الاجتماعية(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • ماذا نعني بالمسؤولية الاجتماعية؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهداف المسؤولية التي كلفها الله تعالى عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث عاشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • خطبة المسجد الحرام 11/7/1433 هـ - المسؤولية ومآلاتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص بحث بعنوان: المسؤولية الجنائية في الجرائم الإعلامية تجاه القضاء: دراسة مقارنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب