• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الوقت في الكتاب والسنة ومكانته وحفظه وإدارته ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    تفسير سورة العلق
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    النهي عن الوفاء بنذر المعصية
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الدرس السادس والعشرون: الزكاة
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: وقفة محاسبة في زمن الفتن
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    فضل التبكير إلى صلاة الجمعة والتحذير من التخلف ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    مختصر رسالة إلى القضاة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    كيف أكون سعيدة؟
    د. عالية حسن عمر العمودي
  •  
    أوقات إجابة الدعاء والذين يستجاب دعاؤهم
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    موجة الإلحاد الجديد: تحديات وحلول
    محمد ذيشان أحمد القاسمي
  •  
    الأسوة الحسنة ذو المكارم صلى الله عليه وسلم (كان ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    من عوفي فليحمد الله (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: أخبر الناس أنه من استنجى برجيع أو عظم ...
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)

تفسير: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/12/2015 ميلادي - 19/3/1437 هجري

الزيارات: 14258

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى

﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً ﴾


بسم الله الرحمن الرحيم

قول الله تعالى ذكره: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 80-81].

 

يصور ربنا تبارك وتعالى في هذه الآيات حالاً ذميمة من أحوال اليهود؛ ويكشف عن وصف قبيح شنيع ينتهي بصاحبه إلى شر الفسوق والعصيان، وإلى أقبح الاجتراء على الله، ينتهك حرماته ويتعدى حدوده، بدون مبالاة ولا خوف من سطوته وشديد عقوبته وسوط عذابه. ذلك أنهم خدعتهم أمانيهم الكاذبة، وأحبارهم المفترون على الله: أن الله عفا عن كل خطيئة تكون منهم، وغفر كل جريمة وسيئة يجترحونها، وتجاوز عن خطاياهم التي أحاطت بهم واقترفوها بكل جوارحهم الظاهرة والباطنة حتى لاحقتهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وفي ليلهم ونهارهم وفي كل أوقاتهم، وهي أحب شيء إلى نفوسهم، وكل ذلك يوهمهم شيوخهم أنه مغفور، لأنهم شعب الله المختار، ولأنهم أبناء الله وأحباؤه؛ ولأنهم ذرية يعقوب ونسل إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم، ولأنهم أبناء الذين أنقذهم الله مع موسى من فرعون وآله الطاغين الجبارين، وأبناء الذين ظلل الله عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى. ولأن عندهم التوراة يعظمون جلدها وورقها باتخاذ القماطر المزخرفة، ولفها في أجمل أنواع الحرير وأبدعه في النقوش والزركشة ولا يلمسونها إلا بكل إجلال واحترام يبلغ إلى حد التبرك بذلك الجلد والورق وتقبيله. ويعظمون ألفاظها بالتقعر والفيهقة والتكلف الذي يكاد يقطع العروق ويخرج القلوب من الصدور عند النطق بها وتلاوتها. ويعظمون كذلك التعظيم كل من كان يحفظ شيئاً من هذه التوراة بتقبيل يديه والتمسح بثيابه التماساً للبركة منها؛ ولا يضرهم بعد هذا أن يحرموا ما أحل الله في التوراة أو يحلوا ما حرم، ولا يضيرهم بعد هذا أن يأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة. ولا يضيرهم مع هذا أن يصفوا الله - سبحانه وتعالى عن قولهم علواً كبيراً – بأنه قد طال عليه النوم وأهمل شعب إسرائيل وتغافل عنه؛ ويتخذون تلك الألفاظ الشنيعة في الكفر صلاة وعبادة يناجون بها رب العالمين. ولا يضرهم مع هذا أن يكونوا أقسى الناس قلوباً؛ وأجرأهم على حرمات الله انتهاكا، وأشدهم لله محاربة؛ وألدهم لأنبيائه وأوليائه عداوة يقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولا تشتفي نفوسهم إلا بإراقة تلك الدماء التي هي أطهر الدماء وأبرها، ولا يضرهم مع هذا أن يكونوا أشد الناس فساداً في الأرض؛ وأشهدهم بغضاً للصلاح ومحاربة له ولكل مصلح ولكل قائم لله بالقسط من الناس.

 

كل هذا وأكثر من هذا يأتونه من أشد ما يكون من الاطمئنان والهدوء بحيث يستحيل على ضمائرهم أن تدب فليها ذرة من الحياة فتختلج لشيء من ذلك وتستنكره وتغضب له فتؤنب أو توبخ، ما داموا تزعم لهم أمانيهم وشيوخهم وسادتهم ورؤساؤهم أنهم أحباب الله وشعبه المختار الذي أكرمه الله وفضله على العالمين، وجعل...... إبراهيم وإسحاق ويعقوب؛ وجعل منه موسى وهارون، ويوشع بن نون وعزرا وأمثالهم من أولئك الأنبياء والصالحين، فالله مكرم ذلك الشعب ومفضله، وجاعل من هؤلاء شفعاء له ينجونه من النار ويحفظونه من غضب الجبار، وبمنعونه من أن يناله جزاء الله العدل، وحسابه الذي لا يترك مثقال ذرة إلا وفاها حقها من الجزاء وهم في هذا أشد الناس محادة لأنبياء الله الذين وصفهم الله في سورة الأنبياء بعد ذكر قصصهم وما أنعم عليهم فقال ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الانبياء: 90].

 

وتلك الحال التي وصف الله من اليهود في هذه الآيات من الاطمئنان وعدم المبالاة بحساب الله وعدله وعقابه، اتكالاً على الأنساب والشفعاء وماضي الأجداد والآباء. هي التي جرأت في الماضي وتجرئ كل من اتصف بها، على انتهاك الحرمات الإفساد في الأرض بالشرك والفسوق والعصيان، والإعراض عن شرائع الله وأنبيائه؛ والإيغال في طاعة شهوات النفوس الأمارة بكل سوء واتباع الهوى وخطوات الشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء والقول على الله بغير علم.

 

ويوضح ذلك ويبينه أشد البيان قول الله تعالى في سورة آل عمران ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ * فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 23-25]، وقد اختلف في الأيام المعدودات: فقيل أربعين، مدة عبادتهم العجل. وقيل سبعة. لأن عندهم أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، فيعذبون عن كل سنة يوما.

 

وهذا الوصف الذميم الشنيع الذي هو أشد ما يدس الإنسان في غضب الله و مقته وهو يحسب نفسه من المفلحين الناجين، ليس قاصراً على اليهود، بل خلعه الشيطان أيضاً على النصارى وعلى المشركين من العرب، ولا يزال الشيطان يخلعه على كل من يلقى بمقود قلبه إليه فيفرغه من العلم ويطفئ منه نور القرآن والحكمة؛ ويسبغ عليه ثوب التواكل والاستنامة إلى الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى طائفة معينة أو إلى بلد مقدس كمكة والمدينة مثلاً. وما إلى ذلك مما علم الله أنه سلاح قوي لعدوه وعدو الإنسان. فحذر منه أشد التحذير، وساقه في القرآن الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم على ألوان شتى بأساليب مختلفة لئلا يكون للناس على الله حجة بعد هذا البيان والإيضاح. وأن يوم القيامة ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37] وأن كل الأسباب عند الله منقطعة إلا سبب الإيمان والعمل الصالح الذي يحبه ويرتضيه فشرعه، في ذلة وخشية لله ورجاء لرحمته، وخوف من عذابه كما تقدم في وصف الأنبياء – لا الذي يبتدعونه ويحدثونه بأهوائهم.

 

اقرأ قول الله تعالى في أول الحديث عن بني إسرائيل ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48]، وقوله في ختام تذكيره لبني إسرائيل في هذه السورة بنعمه العظيمة عليهم والتي لم يقابلوها إلا بالكفران والنكران والطغيان ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 123]، وقوله في هذه السورة ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 111-112]، وقال في سورة النساء ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ [النساء: 123-124]، وقال في سورة الأعراف ﴿ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [لأعراف: 147]، وفي سورة يونس ﴿ ِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 52]، وفي سورة طه ﴿ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴾ [طـه: 15]، وفي سورة الأنبياء ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الانبياء: 47]، وفي سورة لقمان ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]، وفي سورة النجم ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [لنجم: 39-41]، وفي سورة المدثر ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38].

 

وهذا المعنى في القرآن كثير جداً لا يكاد يحصى. بل هو أساس القرآن وكل الشرائع السابقة والكتب المنزلة من عند الله، لأنه حقيقة الإيمان باليوم الآخر والعدل في جزائه وحسابه.

 

وفي السنة: روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئا. ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي. لا أغني عنك من الله شيئا".

 

وهذا كذلك في السنة كثير يبرأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يدعي أنه بالانتساب إليه وأنه من ذريته لا يضره ما هو فيه من الفجور وا لفسوق والعصيان؛ بل وزعموا وزعم لهم شيطانهم أنهم كسفينة نوح سيأخذون بيد كل من انتسب إليهم وأحبهم على باطلهم وبدعهم وخرافاتهم الوثنية التي أماتوا بها دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحيوا بها دين أبي لهب وأبي جهل وإخوانهما من أعداء الله ورسوله. والله تعالى يقول ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، يعني أن أبوته البشرية لا قيمة لها عند الله فإنها تلاشت في أبوة الرسالة. فمن اتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب الرسالة فهو أولى الناس برسول الله وإن انتهى نسبه إلى ألد أعداء رسول الله. ومن انقطع عنه سبب الرسالة فلا ينفعه بمثقال ذرة سبب النسب؛ والله يقول ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101].

 

هذا وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "لما فُتحت خيبر أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان ههنا من اليهود فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقوني عنه؟ فقالوا نعم يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان. فقالوا صدقت وبررت. فقال أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفت في أبينا. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيراً ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً. ثم قال لهم: هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا نعم يا أبا القاسم فقال هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟ فقالوا نعم. فقال ما حملكم على ذلك؟ فقالوا أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك" والله يعلم إنهم كاذبون، وإنهم كانوا على يقين من أنه رسول الله وإنما هي العداوة في صدورهم لكل الأنبياء خصوصاً نبينا صلى الله عليه وسلم وورثته. حفظهم الله من كيد أعدائهم، وجعلنا بمنه وفضله منهم، ورزقنا الصبر واليقين والثبات.

 

مجلة الهدي النبوي

المجلد الرابع - العدد 57 - أول ذو القعدة سنة 1359هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا)
  • تفسير: { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)
  • تفسير: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا)
  • تفسير: (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين)
  • تفسير: (رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين)
  • تفسير: (إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم)
  • تفسير: (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون)
  • تفسير: (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال)
  • تفسير: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم)
  • { وقالوا لن تمسنا النار ... }
  • تفسير: (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن...)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/12/1446هـ - الساعة: 10:21
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب