• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط

تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/12/2015 ميلادي - 17/3/1437 هجري

الزيارات: 12742

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط

 

الآية 75، والآية 76، والآية 77: ﴿ وَمِنْهُمْ ﴾: أي ومِن فقراء المنافقين ﴿ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ﴾ فقال: ﴿ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ﴾: أي لئن أعطانا اللهُ مالاً كثيراً لَنَتصدَّقنَّ منه ﴿ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾: أي ولَنعمَلنَّ مِثل ما يَعمل الصالحون في أموالهم، ولَنَسيرَنَّ في طريق الصلاح، ﴿ فَلَمَّا آَتَاهُمْ ﴾: أي فلَمَّا أعطاهم اللهُ ﴿ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ ﴾ أي لم يُؤدوا زكاة هذا المال، وبَخِلوا بإنفاقه في الخير، ﴿ وَتَوَلَّوْا ﴾: أي وأعرضوا عن الإسلام، ﴿ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾: يعني وَهُم دائمًا مُعرضون عن الحق، غير مُلتفتين إلى ما يَنفعهم.

فلَمَّا لم يَفوا بما عاهَدوا اللّهَ عليه، عاقبهم سبحانه ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾: أي فجعل عاقبة فِعلهم أَنْ زادهم نفاقًا على نفاقهم، وجعل النفاق مُلازِماً لقلوبهم لا يُفارقها ﴿ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ ﴾ سبحانه، وذلك ﴿ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾: أي بسبب إخلافهم الوعد الذي قطعوه على أنفسهم، وبسبب نفاقهم وكَذِبهم.


فليَحذر المؤمن من هذه الصفة القبيحة، وهي أن يُعاهد ربه بأنه إن حصل شيئاً يَتمناه: لَيَفعلنَّ كذا وكذا، ثم لا يَفي بذلك (وعلى مَن وقع في ذلك أن يُسارِع إلى التوبة، حتى لا يُعاقِبَهُ اللهُ بالنفاق كما عاقب هؤلاء).


الآية 78، والآية 79، والآية 80: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا ﴾: يعني ألم يَعلم هؤلاء المنافقون ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ﴾ أي يَعلم ما يُخفونه في أنفسهم وما يَتحدثون به في مجالسهم من الكيد للمسلمين ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾؟ وأنه سبحانه سوف يُجازيهم على أعمالهم الخبيثة؟


ورغم بُخل المنافقين: فإنّ المُتصدقين لا يَسلَمون مِن أذاهم، ولذلك أخبر سبحانه بأن هؤلاء المنافقين هم ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴾: أي يَعيبون على الأغنياء إذا تصدقوا بالمال الكثير ويَتهمونهم بالرياء، ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ﴾: يعني وكذلك إذا تصدق الفقراء بما يَقدرون عليه: سَخِروا منهم، وقالوا: (ماذا تنفع صدقتهم هذه؟)، ﴿ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ﴾ أي من هؤلاء المنافقين ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.


واعلم أن كلمة (الْمُطَّوِّعِينَ) أصلها: (المُتطوعين)، ولكنْ أُدْغِمَتْ التاء في الطاء لِقُرْب مَخرَجَيْهِما، (والمُتطوعون: هم الذين يفعلون الشيء تبرُّعاً منهم مِن غير أن يَجب عليهم).


ولَمَّا نزلت هذه الآيات الفاضحة للمنافقين، جاء بعضهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يَطلبون منه أن يَستغفر لهم، فاستغفر لهم الرسول رحمةً بهم، فأعْلَمَهُ ربّه أنّ استغفاره لهؤلاء المنافقين لا يَنفعهم، وذلك لإصرارهم على الكُفر والنفاق، فقال تعالى: ﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ ﴿ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ﴾: يعني مَهما كَثُرَ استغفارك لهم وتَكَرَّر: ﴿ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾ ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ وهذا السبب كافي في عدم المغفرة لهم، لأنهم كفروا ولم يتوبوا مِن كُفرهم، والكافر مُخَلَّد في النار عِياذاً بالله تعالى، ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾.


الآية 81، والآية 82: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ ﴾ الذين تخلفوا عن الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وَسُرّوا ﴿ بِمَقْعَدِهِمْ ﴾ أي بقعودهم في "المدينة" ﴿ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ ﴾: أي فرحوا بمخالفتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا ﴾ معه ﴿ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ - وذلك في غزوة "تَبُوك" (التي كانت في شدة الحرِّ) -، ﴿ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ﴾: أي وقال بعضهم لبعض: (لا تخرجوا للجهاد في هذا الحرِّ الشديد)، ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ أي لو كانوا يَفهمون (فإذا كانوا يخافون من الحر، فلماذا لا يَخرجون في سبيل الله حتى يَتَّقوا حر جهنم؟!).


﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا ﴾ في حياتهم الدنيا بما يَحصل لهم من المَسَرّات، ﴿ وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ﴾ في نار جهنم (لِمَا يُصيبهم من العذاب، وتَحَسُّراً على حِرمانهم من النعيم)، وذلك ﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ في الدنيا من الشر والفساد.


واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (واللهِ لو تعلمون ما أعلم لضَحِكتم قليلاً ولَبَكَيْتم كثيراً، ولَخَرَجتم إلى الصُّعُدات - أي إلى الطُرُقات - تَجأرون إلى اللهِ تعالى) (أي تتضرعون إليه بالدعاء ليَدفع عنكم العذاب) (والحديث في صحيح الجامع برقم: 5262 ).


الآية 83: ﴿ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ ﴾ - أيها الرسول - مِن غَزْوَتِك ﴿ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ ﴾: أي إلى جماعةٍ من المنافقين المُصِرّين على نفاقهم ﴿ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ﴾ معك إلى غزوةٍ أخرى بعد غزوة "تَبُوك" ﴿ فَقُلْ ﴾ لهم: ﴿ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ﴾ في غزوةٍ من الغزوات ﴿ وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ﴾ من الأعداء; ﴿ إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ ﴿ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴾ من النساء والأطفال (فهذا القول يُعَظِّم حَسْرتهم، ويَحمل لهم سَبَّاً وعَيباً جزاءَ تَخَلُّفِهم عن الجهاد).


الآية 84، والآية 85: ﴿ وَلَا تُصَلِّ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ ﴾ أي من المنافقين ﴿ مَاتَ أَبَدًا ﴾ ﴿ وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﴾ لِتَتَوَلَّى دَفْنَهُ وتدعو له بالرحمة والمغفرة وبالتثبيت عند السؤال كما تفعل مع المؤمنين، والسبب في ذلك: ﴿ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ﴾ ولا تظن أنّ اللهَ قد أعطاهم ذلك كرامةً لهم فيكون ذلك سبباً في أن تُصَلِّي عليهم ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا ﴾ وذلك بالهَمّ في تحصيلها، وبالمصائب التي تقع فيها (مع عدم صَبْرِهِم على تلك المصائب، فهم لا يَحتسبونَ الأجرَ عند الله).


﴿ وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾: أي ويريد سبحانه أن تخرج أرواحهم فيموتوا على كُفرهم، لِيَنتقلوا إلى عذابٍ أبدي لا يخرجون منه، عقوبةً لهم على إصرارهم وعِنادهم مِن بعد ما تَبَيَّنَ لهم الحق.


الآية 86، والآية 87: ﴿ وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ ﴾ على محمد صلى الله عليه وسلم تأمر الناس بـ ﴿ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ ﴾ وأخلِصوا له العبادة ﴿ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ ﴾ فإنك تَجِدُ المنافقين وقد ﴿ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ ﴾: أي استأذنك الأغنياء منهم في التخلف عن الجهاد ﴿ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ أي اتركنا مع القاعدين العاجزين عن الخروج، ﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾: أي لقد رَضِيَ هؤلاء الجُبَناء لأنفسهم بالعار، وهو أن يَقعدوا في البيوت مع النساء والصبيان وأصحاب الأعذار، ﴿ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾: أي وختم اللهُ على قلوبهم; بسبب نفاقهم وتخلفهم عن الجهادِ ﴿ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ ما فيه رُشدهم وصَلاحهم.


الآية 88، والآية 89: ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ﴾ ﴿ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ﴾ أي لهم النصر والغنيمة في الدنيا، ولهم الجنة في الآخرة، ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الفائزون برضا اللهِ تعالى، وقد ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ ﴾ أي حدائق وبساتين عجيبة المَنظر ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ ﴿ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.


الآية 90: ﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ ﴾: أي وجاء جماعة من سُكَّان البادية (وهم البَدْو الذين كانوا يعيشون حول "المدينة") فجاءوا يعتذرون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُبَيِّنونَ له ما هم فيه من الضعف وعدم القدرة على الخروج للجهاد ﴿ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ﴾ في القعود (وقد يكونون معذورين حقاً، وقد لا يكونون كذلك).


﴿ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾: أي وقعد قومٌ آخرون بغير عُذرٍ (وهؤلاء هم مُنافقوا الأعراب الذين ادّعَوا الإيمان بالله ورسوله، وما هم بمؤمنين، بل هم كافرون منافقون)، ولذلك قال تعالى فيهم: ﴿ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.


واعلم أن لفظ: (المُعَذِّرون) معناه المُعتذرون، فأُدغِمَتْ التاء في الذال فصارت: (المُعَذِّرون)، وهذا اللفظ يَصِحّ أن يكون المُراد به: (المعتذرون لأسبابٍ صحيحة)، ويَصِحّ أن يكون المُراد به: (الذين لا عُذرَ لهم ولكنهم يعتذرون بأعذارٍ كاذبة)، وهذا من بلاغة القرآن الكريم، أنّ اللفظ الواحد منه يَحتمل أكثر مِن معنى.


الآية 91: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى ﴾ الفقراء ﴿ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ ﴾: أي الذين لا يَملكون المال الذي يَتجهزون به للخروج، فليس على هؤلاء ﴿ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾: أي ليس عليهم إثم في التخلف إذا صَدَقوا في إيمانهم بالله ورسوله، وأخلَصوا النَيّة للهِ تعالى بأنهم لو قَدَروا لَجَاهَدوا (إذ النُصح: هو إخلاص العمل من الغِش)، وكذلك إذا نصحوا المسلمين القادرين (وذلك بترغيبهم في الجهاد وتشجيعهم عليه).


﴿ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ﴾: أي ليس على المحسنين - الذين مَنَعَهم العذر - مِن طريقٍ إلى مؤاخذتهم وعقابهم، لأنهم صَدَقوا في اعتذارهم، وسَعَوا فيما يُرضِي اللهَ ورسوله وفيما يَنفع المسلمين، ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ ومِن مَغفرتِهِ سبحانه ورحمته أنه عفا عن العاجزين، وأثابهم بنيّتهم ثواب القادرين الفاعلين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم في غزوة "تَبُوك": (لقد تَرَكتم بالمدينةِ أقواماً ما سِرتم مَسيراً، ولا أنفقتم مِن نفقةٍ، ولا قطعتم مِن وادٍ إلاّ وهُم معكم فيه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟! قال: حَبَسهم العُذر" (انظر صحيح سنن أبي داوود: ج 3 /12).


وفي هذا دليلٌ على ما كان عليه الصحابة مِن الإيمان واليقين والسمع والطاعة والمحبة والولاء ورقة القلوب وصفاء الأرواح، فاللهم إنا نحبهم بِحُبِّكَ لهم، فاجمعنا معهم في جنتك ودار كرامتك.


الآية 92: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ﴾: يعني وكذلك لا إثم على الذين إذا ما جاؤوك يَطلبونَ منك أن تُعِينهم بحَمْلِهم إلى الجهاد ﴿ قُلْتَ ﴾ لهم: ﴿ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ من الدَوَابِّ، فحِينَها ﴿ تَوَلَّوْا ﴾ أي انصرفوا إلى بيوتهم ﴿ وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا ﴾ أي تسيل دموعهم أسفًا على ما فاتهم من شرف الجهاد وثوابه; ﴿ أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ أي لأنهم لم يجدوا ما يُنفِقون، ولم يَجدوا ما يَحملهم للخروج في سبيل الله.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" ( بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري ) ( بتصرف )، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: ( مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية )، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه ( بَلاغةً )، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
18- مرور البركة والسعادة والخير لأبي عمر الحبيب
رامي حنفي - مصر 01-01-2016 12:08 PM

أستاذي الحبيب الغالي أبو عمر
جزاكم الله خيرا على هذا المرور الكريم وأعدك إن شاء الله تعالى بإضافة هذه المشاركة الجميلة عند تجميع الأرباع في ملف واحد فما أحوجنا الآن إلى غرس عقيدة أهل السنة والجماعة في قلوب المؤمنين بأسلوب سهل بسيط
كما أتقدم بخالص الشكر للإخوة الكرام على مرورهم وتعليقاتهم وأحب أن أقول: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات فقد أكرمنا الله تعالى بإكمال تفسير ثلث القرآن فأسأل الله باسمه الأعظم ألا يتوفني قبل أن يتم علي هذا الفضل العظيم والشرف الكريم بإتمام تفسير القرآن الكريم كاملا
والله المستعان

17- مرور محب
أبو عمر الرياض 01-01-2016 01:05 AM

أخي الغالي الحبيب رامي
أحبك الله الذي أحببتني له.
أتم الله عليك هذا العمل الشريف، وأنت على خير حال في دينك ودنياك، وزادك الله علماً وفهماً وبصيرة.
وهذه مشاركة أحببت تقبلها مني.
قوله تعالى:﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ} فأهل السنة والجماعة يثبتون صفة السخرية لله عَزَّ وجَلَّ كما أثبتها لنفسه، كما يثبتون صفة الكيد والمكر، ولا يخوضون في كيفيتها، ولا يشبهونها بسخرية المخلوق؛ فالله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .
فقوله تعالى:﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ}
نظير الاستهزاء: {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} ، ونظير الكيد: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً} ، ونظير النسيان في مثل قوله: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} فأهل السنة والجماعة على أن هذه أمور تُنسب إلى الله جل وعلا لأنها من باب المقابلة والجزاء، فهي عدلٌ منه سبحانه وتعالى حيث إنه ينزِّلها فيمن يستحقُّها؛ بخلاف هذه الصفات من المخلوقين فإنها مذمومة لأنها في غير محلها ولأنها ظلمٌ للمخلوقين. والله أعلم.

وكتبه
أبو عمر

16- والله إني لَخائفٌ من هذه الآية
أبو اسراء - مصر 30-12-2015 12:55 PM

والله إني لَخائفٌ من هذه الآية: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) في أن تنطبق عليّ في كل عهدٍ نقضته مع الله
فاللهم عفوك وغفرانك لي

15- أول مرة أفهم معنى قوله تعالى: ﴿ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ﴾
omar - مصر 29-12-2015 05:52 PM

جزاكم الله خيرا على التوضيح

14- دعاء من القلب
يحيى - مصر 29-12-2015 04:14 PM

أسأل الله الكريم في علاه الذي وفقك وأعانك على تفسير ثلث كتابه أن يتم عليك الثلثين الباقيين بهذا اليسر وأن ينفع بك المسلمين
اللهم آمين

13- الآن اكتمل تفسير ثلث القرآن بحول الله وقوته
Samy Elbehery - egypt 29-12-2015 03:39 PM

أبشرك أخي الحبيب فقد اكتمل الآن تفسير ثلث القرآن بفضل الله تعالى، فأسأل الله أن يتم عليك تفسير باقي كتابه بهذا الأسلوب الرائع

12- لماذا قال تعالى عن أصحاب الأعذار: (والله غفور رحيم)؟
أم حسام - مصر الحبيبة 29-12-2015 03:25 PM

خُتِمَ القول عن أصحاب الأعذار بجملة: ( والله غفور رحيم) لأنه سبحانه شديد الرحمة بالناس ومن رحمته أنه لم يكلف أهل الإعذار بما يشق عليهم.

11- اللهم إنا نحبهم بِحُبِّكَ لهم
محمد اسماعيل - قطر 29-12-2015 03:18 PM

اللهم إنا نحب صحابة رسولك بِحُبِّكَ لهم، فاجمعنا معهم في جنتك ودار كرامتك.

10- هؤلاء هم الصحابة الكرام
ناصر - الكويت 29-12-2015 03:15 PM

سبحان الله العظيم، رغم قبول أعذار أصحاب الأعذار فقد خرج ابن أم مكتوم إلى أحد وهو رجل أعمى، وطلب أن يعطى الراية ليحملها، وخرج عمرو بن الجموح وهو أعرج خرج إلى أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله قد عذرك" فقال: والله لأحفرنّ بعرجتي هذه في الجنة.

9- ليس كل المتخلفين منافقون
أسامة حمدي - مصر 29-12-2015 02:56 PM

قوله تعالى: {إلى طائفة منهم} دليل على أنه ليس كل المتخلفين منافقون، فمنهم من كان مؤمناً ولكن شغلته الدنيا ككعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع العامري.

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب