• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط

تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/12/2015 ميلادي - 7/3/1437 هجري

الزيارات: 14819

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط

 

الآية 60: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ ﴾: يعني إنما تُعطَى الزَكَوَات الواجبة ﴿ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ وهم المُحتاجون الذين لا يَملكون شيئًا، ﴿ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ وهم الذين لا يَملكون كفايتهم وكفاية مَن يَعُولونهم، ﴿ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ﴾ وهم الذين يُرسلهم الحاكم لِجَمْع الزكاة، وكذلك الذين يقومون على حراسة أموال الزكاة، وكذلك الذين يقومون بتقسيمها وتوزيعها على مُستحِقيها، ﴿ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ وهم الذين تُؤَلِّفون قلوبهم بالزكاة، مِمَّن يُرْجَى إسلامه أو قوة إيمانه أو نفْعُهُ للمسلمين، أو دفْعُ شَرِّهِ عن المسلمين، ﴿ وَفِي الرِّقَابِ ﴾: أي وتُعطَى الزكاة لِعِتق رقاب العبيد والإماء من الأَسْر.


﴿ وَالْغَارِمِينَ ﴾: أي وتُعطَى الزكاة لمن اقترض في غير معصيةٍ أو تبذير، ثم أثقلَتْه الديون فلم يَستطع سَدادها، (وكذلك تُعطَى الزكاة لمن يُلزِم نفسه بمالٍ معين من أجل الإصلاح بين القبائل والعائلات المتشاجرة، كأنْ يَدفع - مثلاً - مَبلغاً من المال لإرضاء إحداهما مقابل الإصلاح بينهما، أو يَدفع نقوداً مِن أجل إعداد طعام لِجَمْع القبيلتين عليه حتى يَصطلحا، فهؤلاء يُعْطَوْنَ مِن الزكاة - مِن أجل هذا الإصلاح - ولو كانوا أغنياء).


﴿ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي وتُعطَى الزكاة للمجاهدين في سبيل الله، واعلم أنّ بعض العلماء قد ذهبوا إلى أنَّ الحج يَدخل في هذا الباب أيضاً، لأنّ الحج يُعتَبَر نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله، كما ثبتَ في الحديث: (أفضلَ الجهاد حَجٌّ مبرور) (البخاري: 1520)، قالَ ابن تَيْمِيَة رحمه الله: (وَمَن لم يَحُجّ حَجَّة الإسلام وهو فقير، أعْطِيَ ما يَحُجّ به)، ﴿ وَاِبْنِ السَّبِيلِ ﴾: أي وتُعطَى للمسافر الذي فَقَدَ ماله - أو نَفَذ ماله - واحتاجَ للنفقة.


وقد كانت هذه القِسمة ﴿ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ﴾ فرَضَها عليكم، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بمصالح عباده، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في تدبيره وشرعه.


الآية 61، والآية 62: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ﴾: يعني ومن المنافقين قومٌ يُؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بالكلام ﴿ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ﴾: أي ويقولون عنه: (إنه يستمع لكل ما يُقالُ له فيُصَدِّقه)، ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها النبي -: ﴿ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾: يعني إنَّ محمدًا يَسمعُ مِن كل مَن يقول له، فلا يَتكبر على أحد، ولكن لا يُقِرّ إلا الحق ولا يَقبل إلا الخير والمعروف، وهو ﴿ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ﴾ ﴿ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾: أي ويُصَدِّقُ المؤمنين فيما يُخبرونه، ويُحسِنُ الظنّ بمَن يُحَدِّثه (ما لم يَصدُر مِن أحدهم خِلافَ ذلك)، فإذا عَلِمَ أنّ مَن يُحَدِّثُه كاذب، فإنه يَسمع منه ولا يُصَدِّقه، ﴿ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ ﴾: أي وهو رحمةٌ لمن اتَّبَعه واهتدى بهُداه، ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﴾ - بأي نوع من أنواع الإيذاء - ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.


واعلموا أن هؤلاء المنافقين ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ ﴾ كَذِباً بأنهم ما طَعَنوا في الرسول ولا قالوا فيه شيئاً، وذلك ﴿ لِيُرْضُوكُمْ ﴾ أيها المؤمنون، حتى لا تَبْطِشوا بهم انتقاماً لِكَرامة نَبِيِّكم، ﴿ وَاللَّهُ ﴾ أحق أن يُرضوه بالتوبة إليه والاستغفار، ﴿ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾ بطاعته واتِّباعه ﴿ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ حقًاً كما يَزعمون.


الآية 63: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا ﴾: يعني ألم يَعلم هؤلاء المنافقون ﴿ أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ ﴾ أي مَن يُحارب ﴿ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ وذلك بأن يَسُبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أو يَذمّ فيه: ﴿ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ﴾ ﴿ ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾: أي ذلك المصير هو الذل العظيم.


الآية 64: ﴿ يَحْذَرُ ﴾ أي يَخاف ﴿ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ ﴾ أي تُنَزَّلَ في شأنهم ﴿ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا ﴾ يُخفونه ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ من الكُفر، ﴿ قُلِ ﴾ لهم - أيها النبي -: ﴿ اسْتَهْزِئُوا ﴾: أي استمِروا على ما أنتم عليه من السخرية والطعن في الإسلام وأهله، فـ ﴿ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴾ أي مُخْرِجُهُ من نفوسكم ومُظهِرُهُ للناس أجمعين (وبالفِعل، فقد أخرج سبحانه ما في قلوبهم وفضحهم في هذه السورة، التي سُمِّيَتْ بـ "الفاضحة").


الآية 65، والآية 66: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ ﴾ - أيها النبي - عما قالوا في حقك وحق أصحابك: ﴿ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾: يعني إنما كنا نتحدث بكلامٍ لا قصدَ لنا به، ونلعب تقصيراً للوقت ودفعاً للملل.


واعلم أنّ سبب نزول هذه الآية أن بعض المنافقين - في غزوة "تَبُوك" - قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَظن هذا أنه يَفتح قصور الشام وحصونها)، واتهموا أصحابه بالجُبن ومِلْء البطون، فأطْلَعَ اللهُ نَبِيَّهُ عليهم، فدعاهم، فجاءوا واعتذروا له، فأنزل تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾؟ ﴿ لَا تَعْتَذِرُوا ﴾: أي لا فائدة مِن اعتذاركم، فـ ﴿ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ بسبب هذه المَقولة التي استهزأتم بها، ﴿ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ ﴾ طلبتْ العفو وأخلصتْ في توبتها: ﴿ نُعَذِّبْ طَائِفَةً ﴾ أخرى ﴿ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾: أي بسبب إجرامهم بهذه المقالة الفاجرة وعدم توبتهم من النفاق.


الآية 67: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ يعني إنهم صِنفٌ واحد في إظهارهم للإيمان وإخفائهم للكفر، ومتشابهون في قولهم وعملهم، فمِن صفاتهم أنهم ﴿ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ ﴾: أي يأمرون الناس بالكُفر ومعصية الرسول، ﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ﴾: أي ويَنهونهم عن الإيمان والطاعة، ﴿ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ﴾: أي ويُمسكون أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله.


وقوله تعالى: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾: أي تركوا اللهَ فلم يؤمنوا به ولم يؤمنوا برسوله، فتَرَكهم تعالى محرومين من هدايته ورحمته ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.


الآية 68، والآية 69: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ ﴿ هِيَ حَسْبُهُمْ ﴾: أي يَكفيهِم عذابُ جهنم، عقابًا لهم على كُفرهم، ﴿ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ﴾ أي طردهم مِن رحمته، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾  لا يُفارقهم لحظة.


ثم وَضَّحَ لهم سبحانه بعض الصفات والأفعال التي استحقوا بها هذا العذاب فقال لهم: ﴿ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾: يعني إنَّ أفعالكم - أيها المنافقون - هي نفس أفعال المُكَذِّبين من الأمم السابقة (كالاستهزاء والكُفر والاغترار بالمال والأولاد)، فقد ﴿ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا ﴾ فرَضُوا بحياتهم الدنيا عِوَضاً عن الآخرة ﴿ فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ ﴾: أي فتَمتَّعوا بنصيبهم من المَلَذَّات الرخيصة، ﴿ فَاسْتَمْتَعْتُمْ ﴾ أيها المنافقون ﴿ بِخَلَاقِكُمْ ﴾ أي بنصيبكم من الشهوات الفانية ﴿ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ ﴾، وتركتم العمل للآخرة، ﴿ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ﴾: أي وخُضتم في الباطل والشر والفساد كَخَوْض تلك الأمم قبلكم، ﴿ أُولَئِكَ ﴾ المتصفون بهذه الصفات هم الذين ﴿ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ﴾ أي ذهبتْ حسناتهم ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ لأنها لم تكن خالصة لِوَجه اللهِ تعالى، ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ بِبَيْعِهم نعيم الآخرة الأبدي مقابل حظوظهم العاجلة.


الآية 70: ﴿ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ﴾: يعني ألم يأت هؤلاء المنافقين خبرُ ﴿ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ كـ ﴿ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ ﴾ - وهم الذين أرسل اللهُ إليهم شعيباً - ﴿ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ﴾ - وهي قرى قوم لوط ﴿ وهي ثلاث مدن، ومعنى المُؤتَفِكات أي المُنقلِبات، حيثُ صارَ عالِيها سافلها) - فهؤلاء الأمم قد ﴿ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي بالآيات الدالَّة على صِدقهم في رسالاتهم فكذَّبوهم، فأنزل اللهُ بهم عذابه; انتقامًا منهم لِسُوء أعمالهم ﴿ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾، (وقد كَذَّبتم أيها المنافقون رَسولنا عندما جاءكم بالبينات - كما كَذَّبَ الذين من قبلكم رُسُلَهم -، فتوبوا حتى لا يُصيبكم ما أصابهم).


الآية 71: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ أي بعضهم أنصارُ بعض، ومِن صفاتهم أنهم ﴿ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ﴾: أي يأمرون الناس بالإيمان والعمل الصالح، ﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾: أي ويَنهونهم عن الكُفر والمعاصي، ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾: أي يُؤَدُّونها - بشروطها وأركانها - في خشوعٍ واطمئنان ﴿ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ ﴿ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ﴾ فيُنقِذهم من عذابه ويُدخلهم جنته، ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ﴾ أي غالبٌ على أمْره في تحقيق وَعْده ووعيده ﴿ حَكِيمٌ ﴾ يَضع كل شيء في مَوضعه اللائق به، فيُعذب المنافقين ويُنَعِّم المؤمنين.


الآية 72: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ أي تجري الأنهار من خلال قصورها وأشجارها ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ ﴿ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً ﴾: أي وَوَعَدَهم سبحانه مساكنَ حَسَنَة البناء، طَيِّبة الرائحة (كالقصور والخِيام المصنوعة من اللؤلؤ)، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: "إنّ للمؤمن في الجنة لَخَيْمةً مِن لؤلؤة واحدة مُجَوَّفة، طُولها سِتُّونَ مِيلاً، للمؤمن فيها أهْلُون، يطوفُ عليهم المؤمن فلا يَرى بعضهم بعضاً"، ﴿ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾: أي في جنات الخلود، ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾ يُحِلُّهُ عليهم: ﴿ أَكْبَرُ ﴾ - أي أعظم مِمَّا هم فيه من النعيم - ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.


الآية 73: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ ﴾ المُحارِبين بالقتال، ﴿ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾: أي وجاهِد المنافقين باللسان والحُجَّة، ﴿ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾: أي واشدُد على كِلا الفريقين في القول والفعل، ﴿ وَمَأْوَاهُمْ ﴾ - أي ومَقرُّهم - ﴿ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.


الآية 74: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا ﴾: أي يَحلف المنافقون باللهِ إنهم ما قالوا شيئًا يُسِيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنهم لَكاذبون في ذلك، ﴿ وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ﴾: أي ولقد قالوا كلمةً يَكفُرُ بها مَن قالها، وهي قول أحدهم: (إنْ كانَ ما جاء به محمدٌ حقاً: لَنحن شرّ مِن الحَمير)، ﴿ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ﴾: أي وارتَدُّوا بهذه الكلمة عن الإسلام، ﴿ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ﴾: أي وحاولوا قتْل الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يُمَكِّنَهم اللهُ من ذلك.


﴿ وَمَا نَقَمُوا ﴾: يعني: وما وجد المنافقون شيئًا يَعيبونه ويَنتقدونه في الإسلام ﴿ إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾: يعني إلا أن كانوا فقراء، فأغناهم اللهُ بما فتح على نَبِيِّهِ من الخير والغنائم! (وهذا على سبيل السُخرية منهم)، وإلاَّ، فهل الغِنَى بعد الفقر مما يَكرهه المَرء؟!، والجواب لا، ولكنّ الكُفر والنفاق يُفسدان العقل والفِطرة.


ورغم كل ما قاموا بهِ من كُفرٍ وفساد، فإنّ الربَّ الرحيم قد فتح لهم باب التوبة، فقال: ﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ ﴿ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا ﴾: يعني وإن يُعرضوا عن التوبة ويستمروا على حالهم: ﴿ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ ﴿ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾: أي وليس لهم - في الأرض جميعاً - مِن مُنقذ يُنقذهم، ولا ناصر يَدفع عنهم عذابَ الله.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الثالث من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير آية: { يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل .. }

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
18- أسعدتني جداً مشاركتكم الطيبة أستاذي الحبيب أبي عمر
رامي حنفي - مصر 21-12-2015 01:02 PM

حبيبي وأستاذي أبي عمر
جزاكم الله خيراً على مشاركتكم الطيبة ومروركم العطر
وقد وصلني تعليقكم الطيب في الربع الثالث والرابع من سورة التوبة وأؤكد لك أخي الحبيب أنّ كل نصائحكم الأمينة أهتم بها جداً عند تجميع الأرباع في ملف واحد بإذن الله تعالى
فأرجو ألا تحرمني من مشاركتكم ونصائحكم، وأنا والله أحبكم في الله
وجزاكم الله خيراً

17- مشاركة
أبو عمر الرياض 21-12-2015 03:01 AM

ملحوظة:أن قوله تعالى:{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنزلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ} فاختلف أهل العلم في عودة الضمير في قوله:"عليهم" على قولين: الأول: الضمير عائد على المؤمنين. والثاني:الضمير عائد على المنافقين. واختار أخي الحبيب رامي القول الثاني أي أنه عائد على المنافقين، ونص كلامه: ﴿ يَحْذَرُ ﴾ أي يَخاف ﴿ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ ﴾ أي تُنَزَّلَ في شأنهم ﴿ سُورَةٌ}وذهب الأخ حازم في التعليق رقم (10) إلى أن الضمير يعود على المؤمنين، وبين معنى نزولها على المؤمنين، والأخ رامي يعلم القول بأن الضمير عائد على المؤمنين، لكنه رجح خلافه، ولتعاهده على أن تفسيره بسيط، لم يشر إلى ذلك، والأخ حازم أرادأن يذكر القول الثاني، وأحببت بيان صنيع أخي رامي، فلو ذكر الأخ حازم في تعليقه، أن هناك من قال أن الضمير يعود على المؤمنين، وذكر وجه ذلك، لكان أولى، حتى يستفيد القارئ فقد يقع في حيرة.
وقد ذكر الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (2/ 430) هذا الخلاف بقوله:" ومعنى: عليهم أي: على المؤمنين في شأن المنافقين، على أن الضمير للمؤمنين، والأولى أن يكون الضمير للمنافقين، أي: في شأنهم تنبئهم أي: المنافقين بما في قلوبهم مما يسرونه فضلاً عما يظهرونه". وقد رجح أن يكون الضمير للمنافقين كما ذهب أخي رامي حفظه الله.
وذكره أيضاً العلامة الشنقيطي في " لعذب النمير (5/ 612- 613) بقوله:"{عليهم} أي: على النبي وأصحابه تفضح المنافقين، وقال بعض العلماء: {عليهم} أي: على المنافقين؛ لأنها إذا نزلت في شأنهم مبينة فضائحهم وما تنطوي عليه أسرارهم فكأنها نزلت عليهم".

16- جزاكم الله خيراً أستاذنا الحبيب
رامي حنفي - مصر 20-12-2015 01:41 PM

أستاذنا الحبيب ربيع
يعلم الله كم سررتُ بكلماتكم العذبة الرقراقة وبدعائكم الجميل الفياض، فأسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتحابين فيه، المجتمعين في ظل عرشه يوم القيامة
وكذلك أشكر الإخوة الأفاضل على هذه المشاركات والإضافات الجميلة
كما أتقدم بخالص الشكر للإخوة الكرام القائمين على هذا الموقع الكريم، وأعترف لهم بفضلهم عليّ بعد الله تبارك وتعالى، ويَعلم اللهُ كم أحبهم في الله، فأسأل الله العظيم أن يجزيك عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
اللهم آمين

15- تفسير موضوعي
ربيع شملال - الجزائر 19-12-2015 10:07 PM

الطريقة المعتمدة في هذا التفسير المبارك هي طريقة التفسير التحليلي الموضعي.

ولكنّ القارئ ـ لشدّة تماسك النّصّ ـ يعتقد أنّه يقرأ تفسيرا موضوعيا.


أستاذي رامي حنفي.. من حسن إلى أحسن بإذن الله..

وفقك الله وسدّد اختياراتك، وصوّب عباراتك.

14- أول مرة أفهم هذه الآية
أبو أحمد - مصر 19-12-2015 03:46 PM

والله أول مرة أفهم هذه الآية: (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ)

فجزاك الله عنا خيراً ونفع بكم

13- سبب نزول قوله تعالى: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ )
سيد مبارك - Egypt 19-12-2015 03:41 PM

يُروَى أن أحد المنافقين قال: والله وددت لو أني قُدّمت فجُلدت مائة ولا ينزل فينا شيء يفضحنا فنزلت الآية: {يحذر المنافقون..} وهي خبر وإن قال بعضهم هي إنشاء بمعنى: ليحذر المنافقون

12- والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
عماد حمدي عثمان - مصر 19-12-2015 03:39 PM

قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".

11- لماذا نسوا اللهَ تعالى؟
محمد العزي - اليمن السعيد 19-12-2015 03:16 PM

نسيانهم لله تعالى كان نتيجة شدة إعراضهم عنه، ونسيان الله إياهم أي حرمانه لهم مما أعده للمؤمنين; لأن ذلك يشبه النسيان عند قسمة الحظوظ، والله أعلم

10- مشاركة هامة
حازم - مكة المكرمة 19-12-2015 03:11 PM

معلوم أن القرآن ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله: {تنزل عليهم} بمعنى على المؤمنين، لأنهم والرسول في جانب والمنافقون في جانب آخر، فصحّ أن يقال: تنزل على المؤمنين، والرسول معهم، وهو المختص بالوحي.

9- أسهل تفسير لكلام اللطيف الخبير
سامي البحيري - مصر 19-12-2015 03:01 PM

جزاك الله خيراً
أرجو أن تسمي هذا التفسير بعد إكماله إن شاء الله: (أسهل تفسير لكلام اللطيف الخبير)

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب