أدلة انتشار الإسلام من السنة المطهرة

أدلة انتشار الإسلام من السنة المطهرة

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها"[1]

2- وقال "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاًّ يذل الله به الكفر"[2].

3- عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدًا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطلٌ فإذا جاءوا الشأم خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته[3].

4- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر قالوا نعم يا رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها قال ثور لا أعلمه إلا قال الذي في البحر ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون[4].

5- عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال بينما نحن حول رسول الله نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا، القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً، يعني القسطنطينية[5]. (ورومية هي روما عاصمة إيطاليا، وهي مقر الفاتيكان رأس المسيحية في العالم).

وفي الحديث الثالث أن الجيش الذي سيخرج من المدينة هو نفسه الجيش الذي سيفتح القسطنطينية (يعني الثلث الذي سيبقى) يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدًا فيفتتحون قسطنطينية".

وفي ذلك دلالة واضحة أنهم من العرب أو سوادهم من العرب، وليس كما ذهب بعض أهل العلم أن الذين سيفتتحون القسطنطينية هم السبعون ألفاً من بني إسحاق وبهذا فقد خلطوا بين الروايتين، وإنما حملهم على ذلك أن ذكر صريخ الشيطان جاء في الروايتين، والصحيح أن المدينة في الحديث الأول (القسطنطينية) غير المدينة التي ستفتح في الحديث الآخر، ففي الوقت الذي ستنتهي فيه المعركة العظمى بين المسلمين الذي خرجوا بداية من المدينة المباركة وبين الروم بسحق الروم وهزيمتهم المنكرة التي لا يقوم لهم بعدها قائمة، في هذا الوقت يتجمع المسلمون من الروم الأوربيين (بني إسحاق) بغزو المدينة الأخرى وافتتاحها بالتكبير، فيصرخ الشيطان غيظا وحقدا على المسلمين في الجيشين بأن الدجال قد خلفهم في أهلهم وذريتهم وذلك غير صحيح، كي يكفوا عن الغزو. والله أعلم.

قال الحموي في كتابه معجم البلدان عن روما: قال الوليد بن مسلم الدمشقي: ولها ثلاثة جوانب في البحر والرابع في البر[6].

وقال القزويني عنها: حكي أن في وسطها عمودًا من حجارة عليه صورة راكب على بعير، يقول أهل المدينة: إن الذي بنى هذه المدينة يقول لا تخافوا على مدينتكم حتى يأتيكم قوم على هذه الصفة، فهم الذين يفتحونها! وثلاثة جوانب المدينة في البحر، والرابع في البر[7].

فقد تكون المدينة التي سيفتتحها السبعون ألفاً من بني إسحاق هي روما، والله أعلم.

فعلينا أمة الإسلام أن نسعى إلى ذلك الفضل العظيم والفوز المبين حتى نكون من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قبل أن يأتي وقت الحسرة والندامة في الدنيا قبل الآخرة، نسأل الله الثبات والقبول.

• وها هي بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تتحقق بالنص كما أخبر صلى الله عليه وسلم وهذا من الإعجاز النبوي، ففي حديث ثوبان رضي الله عنه "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". صحيح سنن أبي داود.

فقد تداعت علينا الأمم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وتقاسمونا تقاسم القصعة في اتفاق معاهدة سايكس بيكو سنة 1334هـ/1916م والذي تم فيه تم اتفاق الحلفاء على تقسيم العالم الإسلامي الخاضع للدولة العثمانية بين الحلفاء طيلة قرابة قرن من الزمان. فهلا وعينا ذلك الدرس جيدا؟!

• ومن الأحاديث العجيبة أيضاً هذا الحديث المعجز الذي تمت أحداثه وما زالت في هذه السنوات:

فعن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك. ثم قال: يوشك أهل الشأم أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم. ثم سكت هنية ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيًا لا يعده عددًا". قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا. رواه مسلم.

ففي هذا الحديث يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم (بحصار اقتصادي على العراق.. فالقفيز مكيال، والدرهم المال النقدي) وهما أصل الاقتصاد، وهذا الحصار يكون من قبل العجم، أي كل من لا يتكلم العربية، وهو ما تم بالفعل لمدة عشر سنوات قبل الغزو الأمريكي للعراق من قبل كل من لا يتكلم العربية من الأمم المتحدة، ثم بعد ذلك الحصار، ثم يكون حصار لأهل الشام في الاقتصاد (الدينار)، والسلاح (المدى وهو السكين) وهو ما يتم الآن بالفعل لفلسطين وخاصة غزة، وهذا الحصار يكون من قبل الروم الأوربيين، مقابل الحصار الأول للعراق من قبل أكثر من مائة وثلاثين دولة من العجم الذين لا يتكلمون العربية في الأمم المتحدة من الأوربيين وغير الأوربيين!!

ثم يكون بعد ذلك خليفة للمسلمين يحثو المال حثياً دون عدد!

وها هو الإسلام بفضل الله يغزو العالم وخاصة الغربي، وكلما قاموا بحملة ضد الإسلام، تأتي بعكس ما يكيدون ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾، وها هو محارب المآذن في سويسرا يسلم، ووزير إيطالي يعلن إسلامه في الوقت الذي يُضرب فيه بيرلسكوني العدو اللدود للإسلام رئيس وزراء إيطاليا بالنعل.

هذا بعض ما على الصعيد العالمي، أما على الصعيد المحلي فقد شاهدت لقاء للأنبا مكسيموس - (وهو من أكبر قساوسة مصر) - على قناة الجزيرة وهو يندد بسياسة الكنيسة المصرية ويفضح ضعفها ومعه إسطوانات فيديو يستشهد بها على صدق ما يخبر به، ومما قال مستشهدا بما معه من إسطوانات، "وانتهت هذه اللجنة برئاسة الأنبا باخيموس أن عدد الذين يشهرون إسلامهم سنويا في مصر في المتوسط خمسين ألف شخص، وهذه اللجنة بالصورة، عدد الذين يشهرون إسلامهم يوميا يتراوح ما بين ثمانين إلى مائة وعشرين شخص"[8].

فعلينا أمة الإسلام أن نثق في وعد الله بالنصر للمؤمنين في الدنيا، ودخول الجنة في الآخرة، ولا نيأس من رحمة الله تعالى وأن نسعى إلى تحقيق موعود الله تعالى.

فأبشروا إخوة الإسلام بنصر من الله وفتح قريب ولا يثنيكم مكرهم وكيدهم عن صبركم على التمسك بدين الله والصبر على رفع راية الإسلام وإعلاء كلمة الله وسيادة شرع الله، فما أنزل الله شرعه وأمره إلا ليحكم العباد، فهذه من أعظم خصوصيات رب العالمين.

وها هي الأحداث تؤكد كل يوم من ازدياد نور الله بنشر الإسلام وارتفاع كلمته في كل مكان مع ازدياد حربهم الضروس ضد الإسلام، وها هم المسلمون ينتفضون من كل مكان ليرفضوا الذل والعبودية لغير الله ويرفضوا حكم الخائنين الموالين لأعداء الله.

ونختم بذلك الحديث النبوي الشريف الذي يدل دلالة واضحة على أن ما نحن فيه مقدمات الخلافة الإسلامية.

قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت"[9].

وها هو الحكم الجبري يرتفع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فأبشروا إخوة الإسلام، فو الله الذي لا إله إلا هو إنها لمقدمات الخلافة الإسلامية كما بشر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلنسع إلى حمل راية الإسلام كما حملها السابقون بحقها ونحن موقنون على نصر الله وتمكينه مهما كان من تمحيص وابتلاء وكيد من العداء.