موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (13)

موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (13)

"أواخر"

• آخر امرأة تزوَّجها رسولُ الله ميمونة بنت الحارث، تزوَّجها مُنصرَفَه من عمرة القضاء سنة 7هـ.

• وآخر غزوةٍ غزاها غزوة تبوك سنة 9هـ.

• وآخر بعثٍ بعثَه بعثُ أسامة بن زيد إلى البلقاء، وقد أنفذه أبو بكر الصدِّيق بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

• وأصغر شهداء بدر عمير بن أبي وقَّاص الزُّهري.

• وآخر مَن أسلم من بني عبدالأشهل الأصيرم.

• وآخر آيةٍ نزلَت على رسول الله: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، وقيل: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [المائدة: 3]، وقيل: آية الدَّين، وقد جمع بعضُ أهل العلم بين ذلك وقال: إنَّ آخر ما نزل من آي الأحكام آيةُ الدَّين، وبعدها نزل ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]؛ أي: اكتمل تشريعُه، ثمَّ نزل قولُه تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]؛ في الوَعظ.

• وآخر عمرةٍ له عمرته التي تمتَّع بها مع الحجِّ.

• وآخر ما فتَح المسلمون من حصون خيبر حصنَا الوَطِيحِ والسُّلالِم.

• وآخر مَن نقَض عهدَه من قبائل اليهود بنو قريظة.

• وآخر المهاجرين العباس بن عبدالمطلب.

• وهو صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء.

• وآخر وفدٍ وفَدَ عليه وفْدُ بني حنيفة.

• وآخر من توفِّي من أبنائه إبراهيم، ومن بناته فاطمة.

• وآخر ما أوصى به أمَّتَه الصلاةُ وما ملَكَت أيمانهم.

• وآخر كلامه في الدُّنيا: ((الرفيق الأعلى))، وقيل: ((لا إله إلا الله)).

زوجاته صلى الله عليه وسلم:

• وتزوَّج خمسَ عشرةَ امرأةً، دخل بـ 11 منهنَّ:

1- أولاهنَّ "خديجة": فلم يتزوَّج عليها، وقد ناصرَتْه بنفسها ومالِها، ورُزق منها الولد، وقد تزوجَت قبله من أبي هالة فرُزق منها هالة وهند وحارثة، ثمَّ تزوجَت من عابد بن عتيق المخزومي ولم تُرزق منه ولدًا، ثمَّ تزوَّجها رسولُ الله لِما علمَت مِن صِدقه وأمانته، وهي أمُّ أبنائه ما عدا إبراهيم، وقد أقرَأها جبريلُ السلامَ من ربِّها وبشَّرها ببيتٍ في الجنَّة من قصَب، لا صخبَ فيه ولا نصَب.

2- وآخرهنَّ ميمونة بنت الحارث: تزوَّجها رسولُ الله منصرَفَه مِن عمرة القَضاء، واختلف أهلُ العلم هل تزوَّجها رسولُ الله وهو مُحرِم، أم أنَّه تزوجها لما حلَّ من عمرته؟ وإلى هذا ذهب المالكيَّة، وهي أخت أمِّ الفضل بنت الحارث زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، وقد كان لزواجها الأثر في إسلامه، وقد وهبَتْ نفسَها للنبيِّ؛ لتحوز بذلك شرفَ أمِّ المؤمنين، وقد روَت للمسلمين صِفةَ اغتسال رسول الله، وكان ابن عباس يبيتُ عندها ليتعلَّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفِّيت في خِلافة معاوية.

3- سودة بنت زمعة:تزوَّجها رسولُ الله بعد وفاة خديجة بقليل، وكانت قبله تحت ابن عمِّها السكران بن عمرو، فتوفِّي عنها وهي بأرض الحبشة، فأشفق عليها الرسولُ وتزوَّجها، وفي زواجه منها ردٌّ على شُبهةٍ أثارها المستشرقون من أنَّه كان يتخيَّر في نساء العرب ويتزوج للغرَض.

4- عائشة: لمَّا توفيَت أم المؤمنين خديجة جاءَت نفيسة بنت منبه إلى رسول الله وعرضَت عليه الزواج من بِكرٍ وثيِّبٍ؛ فالبِكر عائشة بنت أبي بكر، والثيِّب سودة، وقد تزوَّجها رسول الله بمكَّة ودخل بها في المدينة، وهي أحبُّ النَّاس إليه، وقد روَت للمسلمين الكثيرَ من أمر دينهم، ونزلَت براءتُها وحيًا يُتلى، وتوفيَت في خلافة معاوية.

5- حفصة بنت عمر: استشهد زَوجها خنيس بن حذافة السهمي يوم أحد، فعرضها أبوها على أبي بكر فلم يجِبه، ثمَّ عرضها على عثمان بن عفان فقال له: (سأنظر في أمري)، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله: ((ابنتُك ستتزوَّج خيرًا من عثمان، وعثمان سيتزوَّج خيرًا من ابنتك))، فتزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وزوَّج عثمان ابنتَه أم كلثوم، واعتذر أبو بكر لعمر بعد ذلك وأخبره أنَّه ما منعه من إجابته إلَّا أنَّه سمع رسولَ الله يَذكُرها، فخشي أن يفشي سرَّه، وكانت عابدةً صوَّامة قوَّامة، طلَّقها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لشدَّة غيرتها، فأمره جبريلُ بمراجعتها؛ لأنَّها صوَّامة قوَّامة، وجبرًا لخاطر أبيها عمر، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، فتعاهدَت هي وعائشة أيتهنَّ دخل عليها أن تقول له: "أشم منك رائحةَ خلٍّ"، فنزل في شأنهنَّ سورة التحريم، وقد اعتزلَت الفتنة، وظلَّت في خبائها إلى أن توفَّاها الله.

6- زينب بنت جحش:أمُّها أميمة عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تزوَّجها رسول الله بعد زيد بن حارثة، وكان زواجه منها مثارَ شبهات كثيرة أثارها المنافِقون؛ منها أنَّها زوجة متبنِّيه؛ وكانت العرب ترى أنَّ المتبنى كالابن الصلب، وأنَّها زوجة خامسة؛ والقرآن أباح أربعة فقط - فنزل الوحيُ بما فنَّد شبهاتهم وأبطل تلك العادات الجاهليَّة، وهي أقرب زوجات النبي إليه نسبًا ومن أحبِّهم إليه، لا ينافسها في ذلك إلَّا عائشة، وكانت متصدِّقة برَّة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم مرَّة لزوجاته: ((أطولكنَّ يدًا أولكنَّ لحاقًا بي))؛ فكانت أطولهنَّ يدًا، وتوفيَت في خلافة عمر، وصلى عليها المؤمنون، ودُفنَت بالبقيع.

7- زينب بنت خزيمة الهلالية:ولقِّبَت أم المساكين لعطفها عليهم، وقد تزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاةِ زوجها عبيدة بن الحارث، وتوفيَت في حياته صلى الله عليه وسلم، ودُفنَت بالبقيع.

8- جويرية بنت الحارث:سُبيَت في غزوة بني المصطلق، وكانت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فجاءَت إلى رسول الله تَستعينه في فِديتها، فقال لها: ((وهل لك إلى خير من ذلك؛ أعتقك وأتزوَّجك؟))، وقد روي في خبرٍ آخر أنَّها لمَّا سبيَت انطلق أبوها الحارث - وكان سيد قومه - بإبلٍ إلى رسول الله ليفديها، فلمَّا كان بالطريق أعجب ببعيرين منها فأخفاهما بوادٍ، فلمَّا جاء إلى رسول الله حدَّثه بذلك، فتعجَّب من صِدقه واطلاعه على أمره، فأسلَمَ وتزوَّجها رسولُ الله، وكانت قبله تحت ابن عمها.

9- صفية بنت حيي: أبوها حُيَي بن أخطَبَ، كان شديد العداوة لِرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد حاول اغتيالَه بإرسال مَن يُلقي الحجرَ على رأسه فعصمه الله مِنه، ولمَّا أجلى النبيُّ بَني النَّضير جَدَّ حيي في تَأليب الأحزاب ضد المسلمين، وحرَّض بني قُريظة على نَقض العهد مع رسول الله، وعاهد سيِّدَهم بأن يَدخل معهم حِصنهم ويشاركهم مصيرهم، ولما قُبض عليه وأوقف بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم شقَّ قميصَه من أعلاه إلى أسفله حتى لا يستفيد منه أحد، وقال: يا محمد، والله ما لُمتُ نفسي على عداوتك، ولكن من يغالِب الله يُغلَب، وفي ذلك قال الشاعر:

لَعمرك ما لام ابن أخطب نفسَه ولكنَّه مَن يخذل الله يُخذَلِ لجاهَدَ حتى أبلغ النَّفس عذرَها وقلقل يَبغي العزَّ كلَّ مقلقَلِ

قال ابن هشام: (فتقدَّم فضُربَت عنقه)، وبعد وفاة أبيها طلَّقها زوجُها سلَّام بن مِشكم، وتزوجَت بعده كنانة بن أبي الحُقَيق الذي لطمَها لمَّا قصَّت عليه رؤيا رأَتها؛ وهي أنَّ القمر سقط في حجرها، وقال لها: (أتتمنين الملكَ الذي في المدينة؟)، وقد اعتذر لها رسولُ الله عمَّا صنَع بقومها، وكان من سنَّته أنَّه إذا تزوَّج بكرًا أقام معها سبعًا، وإذا تزوج ثيبًا أقام معها ثلاثًا، فلمَّا انتهى الأجَل، قال الصحابة: انظروا إن ضرب عليها الحجابَ فهي من الزَّوجات، وإن لم يضرب عليها فهي سبيَّة، فضرب عليها الحِجابَ وصارَت من الزوجات.

10- أم حبيبة بنت أبي سفيان: هاجرَت هي وزوجها عبيدُالله بن جحشٍ إلى الحبشة، فلمَّا قدمَها تنصَّر، وفارق الإسلام، حتى هلك هنالك نصرانيًّا، فبعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى النَّجاشي، فخطبها، فزوَّجه إيَّاها، وأصدقَها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينارٍ، وتوفيَت بالمدينة.

11- أم سلمة المخزومية: زوجة أبي سلمة بن عبدالأسد ابن عمة رسول الله، ومن السابقين للإيمان، هاجر الهجرتين، وجاهد في سبيل رب العالمين، توفي سنة 4 هـ، فأراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يخلفه في عيالِه بخيرٍ، فأرسل لأمِّ سلمة بعد انقضاء عدَّتها يخطبها، فاعتذرَت بالعيال والكبر، فوعدها رسولُ الله أن يضمَّ عيالها إلى عياله، وتزوَّجها، وكانت بعد ذلك خير سندٍ له، وقد صحبَته في بعض الغزوات، ولمَّا دخل عليها بعد صلح الحديبيَة وشكا لها تَباطؤ الصَّحابة في تنفيذ أمره، أشارَت عليه بأن يَخرج ولا يكلِّم أحدًا من صَحابته؛ فينحر بُدْنَه وينادي الحلَّاق، فإذا رآه المؤمنون، فعلوا مثلَ ذلك، وكان رأيًا سديدًا موفَّقًا، ولمَّا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكَّة، جاءه ابنُ عمِّه سفيان بن الحارث - وكان شاعرًا معارضًا للدين - وابن عمته، فلما رآهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أعرض عَنهما، فقالَت له: "لا يكن ابن عمك وابن عمَّتك أشقى النَّاس بك"، وأمرتهم هي أو علي بن أبي طالب أن يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقالةَ إخوة يوسفَ لأخيهم: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 91]، فردَّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92]، وقد لامَت عائشةَ لمَّا خرجَت يوم الجمل، ولا خلاف عند أهل السنَّة أنَّ كِلا الفريقين مجتهد مأجور، وأنَّها "فِتنة طهَّر الله منها أيدينا، فلنطهِّر منها ألسنتنا وأفئدتنا"، وتوفِّيَت سنة 61هـ.