• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

القبلة (من تحقيق سنن ابن ماجه)

القبلة (من تحقيق سنن ابن ماجه)
الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/11/2015 ميلادي - 23/1/1437 هجري

الزيارات: 10468

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي

القِبلَة


• حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليدُ بن مُسلم، ثنا مالكُ بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أنه قال: "لما فرغ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من طواف البيت، أتى مقامَ إبراهيم، فقال عمر: يا رسول الله، هذا مقام أبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله عز وجل: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]"، ‏قال الوليد: فقلت لمالك: أهكذا قرأ: ﴿ وَاتَّخِذُوا ﴾ [البقرة: 125]؟ قال: نعم.

هذا حديث قال فيه الطوسي، والترمذي: حسن صحيح[1]، ثم ذكر ابن ماجه:

 

• حديث هشيم عن حميد عن أنس قال: قال عمر: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]،‏ مختصرًا.

وهو حديث خرجاه في صحيحيهما مطولًا بلفظ: "وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ﴾ [التحريم: 5]، فنزلت هذه الآية"[2]، وفي مسلم: بدل التخيير أُسارى بدر[3]، وفي مسلم أيضًا موافقته في منع الصلاة على المنافقين[4]، ومن حديث علي بن زيد، عن أنس، عنه عند أبي داود الطيالسي: ونزلت هذه الآية: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [المؤمنون: 12] الْآيَةَ، فلما نزلت قلت أنا: تَبارك اللهُ أحسنُ الخالقين، فنزلت هذه الآية[5]، وفي كتاب النووي: وجاءت موافقته أيضًا في تحريم الخمر، وفي كتاب ابن العربي: وقد بيَّنا في الكتاب الكبير أنه وافق ربَّه تلاوةً ومعنًى في نحو أحد عشر موضعًا، وقال في كتابه "التبرينِ بفوائد المشرقين والمغربين" نحوه، انتهى، شاهده ما خرجه أبو عيسى عن ابن عمر مصححًا: ما نزل بالناس أمرٌ قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر، إلاَّ تنزَّل فيه القرآن على نحو ما قال عمر[6]، وعند ابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت، دعا في نواحيه كلِّها، ولم يصلِّ فيه حتى خرج منه، فلما خرج صلَّى ركعتين في قُبُل الكعبة، وقال: ((هذه القبلة))[7].

 

• حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، ثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: "صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهرًا، وصُرفت القبلةُ إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى إلى بيت المقدس أكثَرَ تقلُّبَ وجهه في السماء، وعلم الله من قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يَهوى الكعبة، فصعد جبريل، فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُتبعه بصرَه، وهو يصعد بين السماء والأرض، ينظر ما يأتيه به، فأنزل الله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ الآيةَ [البقرة: 144]، فأتانا آتٍ، فقال: إن القبلة قد صُرفت إلى الكعبة، وقد صلَّينا ركعتين إلى بيت المقدس، ونحن ركوع، فتحولنا، فبنينا على ما مَضى من صلاتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل، كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس؟))‏‏،‏ فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143]".‏

هذا حديث اتَّفقا على تخريج أصله بلفظ: "صلَّى قِبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يُعجبه أن تكون قبلتُه قِبل البيت، وأنه صلَّى أول صلاة صلاَّها صلاة العصر"[8]، ولفظ ابن خزيمة: "صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، ثم صرفنا نحو الكعبة"، قال البراء: والشَّطْرُ فينا قِبْلَة، وقال: قرأ ابن عباس: أَنُلْزِمكموها مِن شَطْر أنفسنا، قال: من تِلقَاء أنفسنا[9].

 

• حدثنا محمد بن يحيى الأَزدي، ثنا هاشم بن القاسم، وثنا محمد بن يحيى النيسابوري، ثنا عاصم بن علي قالا: ثنا أبو مَعْشَر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة))‏.‏

هذا حديث قال فيه أبو عيسى: حسن صحيح، وقد رُوي عن غير واحد من الصحابة: ما بين المشرق والمغرب قِبْلة، منهم: عمرُ بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس، وقال ابن عمر: "إذا جعلت المغرِب عن يمينك، والمشرق عن شمالك، فما بينهما قِبلة، إذا استقبلت القبلة"، وقال ابن المبارك: "ما بين المشرق والمغرب قبلة، هذا لأهل المشرق"، واختار عبدالله التَّياسر لأهل مَرْو[10]، وقال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن محمد بن عمرو إلاَّ أبو معشر[11]، وفي الباب: حديث عبدالله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة))، قال البيهقي: والمشهور عن ابن عمر، عن عمر من قوله[12]، وقال أبو داود: سمعتُ أحمد يقول: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة))، وليس له إسناد، يعني: حديث عثمان الأخنسي، عن المقبُرِي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم[13]؛ لأن عثمان في حديثه نَكارة، وقال مُهَنَّا: قلت لأحمد: إنك تقول هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة)) ليس بالقوي، قال: نعم، ولكن هو صحيح: ثنا حماد بن مَسعدة، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر يرفعه: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة إلاَّ عند البيت))[14]، فسألته عن حماد، فقال: بصري راوي هذا الحديث عنه، عن عبيدالله، عنه، ولكن لم يقل: عند البيت إلاَّ هو، قال عبدالله: ثنا نصر بن علي، ثنا معتمر، أنبأ محمد بن فَضالة، عن أبيه، عن جدِّه قال: أتيتُ عثمان، وسألته: كيف يُخطئ الرجل الصلاةَ، وما بين المشرق والمغرب قِبلة، إذا لم يتحر المشرق عمدًا؟ قال عبدالله: فحدثتُ أبي بهذا الحديث، فأعجبه، وقال: لم أسمع هذا من المعتمر، ولما خرَّج الحاكمُ حديثَ ابن عمر، قال: صحيح على شرط الشيخين؛ فإن شعيب بن أيُّوب ثِقة، وقد أسنده، وكذلك محمد بن عبدالرحمن، وأوقفه جماعةٌ عن عبيدالله[15]، وفي كتاب الصلاة للدُّكَيني بسند صحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلة"[16]، وخرج ابن ماجه بعد هذا حديث عامر بن ربيعة قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلةٍ مُظلمة، فلم نَدر أين القبلة، فصلى كلُّ واحد منا على حِياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115]"، قال أبو عيسى لمَّا خرجه: إسناده ليس بذاك[17]، وعند الحاكم من حديث جابر: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة، كنتُ فيها، فأصابتنا ظلمة.... فذكر مثلَه، وزاد: فلم يأمرنا بالإعادة، وقال: ((قد أجزأت صلاتُكم))، قال الحاكم[18]: هذا حديثٌ محتج برواته كلِّهم، غير محمد بن سالم، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح[19]، وقال العَرْزَمِي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر: "أنها نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك"[20]، وقال البيهقي في المعرفة: والذي روي مرفوعًا: ((البيت قِبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض))، حديث ضعيف لا يحتج به، وكذلك ما روي عن جابر وغيره في صلاتهم في ليلة مظلمة حديث ضعيف، لا يثبت فيه إسناد، وقد رُوِّينا عن ابن عباس: أن هذه الآية نزلَت في فرض الصلاة إلى بيت المقدس، ثم نُسخت حين حُولت القبلة إلى الكعبة[21]، وفي الأوسط من حديث إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عن أبيه، عن معاذ قال: "صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غيم في سفر إلى غير القبلة، فلما قَضى الصلاةَ وسلَّم، تجلَّت الشمس، فقلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صلينا إلى غير القبلة، فقال: ((قد رُفعت صلاتُكم بحقها إلى الله تعالى))، لم يروه عن إبراهيم إلاَّ إسماعيل بن عبدالله السَّكُونِي، ولا عنه إلاَّ أبو داود الطيالسي، تفرد به هشام بن سلاَّم البصري، وثناه أحمد بن رشدين[22]، وعند مسلم من حديث أنس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس، فنزلت: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 144]، فمرَّ رجل من بني سَلِمة، وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلَّوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حُوِّلت، فمالوا نحو القبلة"[23]، زاد ابن خزيمة: واعتدُّوا بما مضى من صلاتهم[24]، وفي الأوسط من حديث زيد بن حُباب، عن جميل بن عبيد، ثنا ثمامة، عن أنس: "نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم: إن القبلة قد حوِّلت إلى البيت الحرام، وقد صلَّى الإمام ركعتين، فاستداروا، وصلوا الركعتين الباقيتين نحو البيت الحرام"، وقال: لم يروه عن ثمامة إلاَّ جميل، تفرد به زيد بن حُباب[25]، وفي صحيح مسلم عن ابن عمر: "بينما الناس في صلاة الصبح بِقباء، إذ جاءهم آتٍ، وهم في صلاة الفجر... الحديث"[26]، قال أبو داود: وكذلك قال سهل بن سعد: إنها صلاة الغَداة، ذكره في كتاب الناسخ والمنسوخ، وعند ابن عَدي في كامله عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ارهقوا القبلة، وإن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم العمل أن يتقنه))، تفرد به مصعب بن ثابت، وهو ضعيف[27]، وعند البخاري من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلاَّ الله، فإذا قالوها، وصلَّوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا - فقد حرمَت علينا دماؤهم وأموالهم إلاَّ بحقها، وحسابهم على الله))[28]، وعند الترمذي صحيحًا: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قبلتنا))[29]، وعند أحمد بن حنبل من حديث ابن عباس: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس، والكعبة بين يديه، وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرًا، ثم صرف إلى الكعبة"[30]، وعند أبي عبدالله الشافعي عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى ستة عشر شهرًا نحو بيت المقدس، ثم حُولت القبلة قبل بدر بشهرين"[31]، وفي المعرفة لأبي بكر بسند جيد من حديث عطاء عن ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا - والله أعلم - شأن القبلة؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115]، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس، وترك البيت العتيق، فقال تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ [البقرة: 142] يعنون بيت المقدس، فنسخها، وصرفه الله تعالى إلى البيت العتيق، فقال: ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 150][32]، وفي كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي داود من حديث يزيد النحوي، عن عكرمة، عنه: "كان محمد صلى الله عليه وسلم يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة اليهود، فاستقبلها سبعة عشر شهرًا، فقال عز وجل: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ [البقرة: 115]، وقال: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144]، وعن أبي العالية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر نحو بيت المقدس فقال لجبريل عليه الصلاة والسلام: ((وددتُ أن الله تعالى صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها))، فقال له جبريل: ((إنما أنا عبد مثلك، فادعُ ربك عز وجل، وسَله))، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء، رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل، فأنزل الله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144]، وعن سعيد بن عبدالعزيز: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى نحو بيت المقدس من شهر ربيع الأول إلى جُمادى الآخرة[33]، وفي كتاب ابن سعد: زار رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة، فصنعت له طعامًا، وحانت الظهر، فصلَّى بأصحابه ركعتين، ثم أُمِر أن يُوَجه إلى الكعبة، فاستداروا إلى الكعبة، واستقبل الميزاب، فسمي المسجد مَسجد القبلتين، وذلك يوم الاثنين للنِّصف من رجب، على رأس سبعة عشر شهرًا، قال محمد بن عمر: وهذا الثبت عندنا[34]، وزعم ابن حبيب في كتابه المحَبَّر: أنها حُولت في الظهر يوم الثلاثاء، للنصف من شعبان، في الركعة الثالثة، وفي موضع آخر: العصر، وزعم سنيد، عن حجاج، عن ابن جُريج: أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما صلَّى إلى الكعبة، ثم صُرف إلى المقدس، فصلت الأنصارُ نحو بيت المقدس قبل قدومه بثلاث، وفي كتاب الحافظ الدمياطي: صرفت يوم الاثنين، نصف رجب، بعد خمسة عشر شهرًا ونصف، وفي كتاب النحاس عن ابن زيد: بضعة عشر شهرًا، قال: وروى الزهريُّ عن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالكٍ قال: صُرف صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة في جمادى، قال أبو جعفر: وهو أَولى الأقوال بالصواب، وقال أبو البَقاء: حُولت بعد ثلاثة عشر شهرًا من مَقدَمه المدينة، وقيل: بعد عشرة، وقيل: تسعة أشهر، وفي كتاب الحازمي: اختلف الناس في المنسوخ: هل كان ثابتًا بنص الكتاب أو بالسنة؟ فذهبت طائفةٌ إلى أن المنسوخ كان ثابتًا بالسنة، ثم نسخ بالكتاب، وذهبت طائفة ممن يعتبر التجانس في الناسخ والمنسوخ إلى أن الحكم الأول كان ثابتًا بالقرآن، ثم نسخ بالقرآن؛ إذ القرآن لا يُنسخ إلاَّ بالقرآن، وكذلك السنة[35]، ثم إن استقبال القبلة شرطٌ لصحة صلاة الفرض والواجب إلاَّ في حالة الخوف، قال في المحيط: التوجه شرطٌ زائد، بدليل صحة صلاة النافلة بدونه، فجاز أن يقام مقام غير القبلة مقامها عند التعذُّر، وفي كتاب النووي: في تعلُّم أدلة القِبلة ثلاثةُ أوجه:

أحدها: أنه فرض كفاية.

الثاني: فرض عين.

الثالث، وهو الأصح: فرض كفاية، إلاَّ أن يريد سفرًا.

 

ولا يصح قول من قال: فرض عين؛ إذ لم يُنقل عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من السلف إلزام آحاد الناس بعلم أدلة القبلة في حق مقيم، ولا مسافر، بخلاف أركان الصلاة وشروطِها، ثم من كان بمكة، فالفرض في حقه إصابة عينِ الكعبة، سواء كان بين المصلي وبينها حائلٌ بجدار أو لم يكن، حتى لو اجتهد وصلى فبان خطؤه، قال الرازي الحنفي: يعيد، وعن محمد بن الحسن: لا يعيد إذا بان له ذلك بمكة أو المدينة، وفي كتاب أبي البقاء: وضع جبريل محراب النبي صلى الله عليه وسلم مساميًا للكعبة، وقيل: كان ذلك بالمعاينة، وأما من كان غائبًا عن الكعبة ففرضه جهتُها، لا عَينُها، وهو قول عامة مشايخ الحنفيَّة، وقال الجرجاني، شيخ القدوري: الفرض إصابة عينها في حق الحاضر والغائب، وعند الشافعي: فرض المجتهد مطلوب عينها في أصح القولين، والله أعلم.



[1] الترمذي (862) ومواضع أخرى.

[2] البخاري (402)، وليس في مسلم من هذا الوجه بهذا الطول.

[3] مسلم (2399).

[4] مسلم (2400).

[5] مسند أبي داود الطيالسي (41).

[6] الترمذي (3682).

[7] ابن خزيمة (432)، (3004)، (3015)، وأخرجه البخاري (398) من حديث ابن عباس، وأخرجه مسلم (1330) من حديث أسامة، فكان أولى بالشارح رحمه الله أن يعزوه لهما.

[8] البخاري (399)، ومسلم (525).

[9] ابن خزيمة (437)، (438).

[10] الترمذي (2/171- 175) رقم (342) - (344).

[11] المعجم الأوسط (2924).

[12] السنن الكبرى للبيهقي (2/9).

[13] رواه الترمذي (344).

[14] رواه الفاكهي في أخبار مكة (1/186) رقم (291).

[15] المستدرك (1/205- 206)، وفيه: عن عبدالله.

[16] أخرجه ابن أبي شيبة (7505) - ط الرشد.

[17] الترمذي (345)، وهو في المطبوع عند ابن ماجه (1020).

[18] في الأصل: قال الدارقطني، وهو خطأ.

[19] المستدرك (1/206).

[20] سنن الدارقطني (1/271).

[21] المعرفة للبيهقي (2/315- 316).

[22] المعجم الأوسط (246).

[23] مسلم (527).

[24] ابن خزيمة (431).

[25] المعجم الأوسط (1545).

[26] مسلم (526).

[27] الكامل (2/17)، (6/361)، ومعنى: ارهقوا القبلة: اقتربوا منها.

[28] البخاري (294).

[29] الترمذي (2608).

[30] مسند أحمد (1/325).

[31] مسند الشافعي (1/178) رقم (190).

[32] المعرفة (2/314).

[33] الدر المنثور (1/343- 345).

[34] طبقات ابن سعد (1/241- 242).

[35] الناسخ والمنسوخ للحازمي ص (191- 193).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق " أبواب الأذان واستقبال القبلة " من العمدة في الأحكام لتقي الدين المقدسي
  • الحكمة من تحويل القبلة
  • تحويل القبلة وتميز الأمة وبيان خيريتها
  • المصلي يسلم عليه، كيف يرد؟ (شرح سنن ابن ماجه)
  • من صلى لغير القبلة وهو لا يعلم (شرح سنن ابن ماجه)
  • باب: المصلي يتنخم (شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي)

مختارات من الشبكة

  • قبلة وقبلة (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شرح جامع الترمذي في السنن (النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • شرح جامع الترمذي في (السنن) - ترك الوضوء من القبلة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • شرح جامع الترمذي في السنن - (النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • شرح حديث البراء بن عازب في تحويل القبلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم الصلاة باستخدام تطبيقات الهاتف لتحديد اتجاه القبلة في حال الاشتباه؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس من تحويل القبلة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تحويل القبلة وتميز الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس من تحويل القبلة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • من بركاته على أمته: حول الله تعالى القبلة إرضاء للنبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب