• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

تفسير الربع الثاني من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2015 ميلادي - 3/1/1437 هجري

الزيارات: 15397

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الثاني من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط


الآية 22، والآية 23: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ ﴾: يعني: إنَّ شر ما دَبَّ على الأرض ﴿ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ - مَنزِلةً - هم ﴿ الصُّمُّ ﴾ الذين امتنعتْ آذانُهم عن سَماع الحق، ﴿ الْبُكْمُ ﴾ الذين خَرُسَتْ ألسنتهم عن النُطق به، وهؤلاء هم الذين ﴿ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ عن اللهِ حُجَجه وبراهينه، ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ﴾ مواعظ القرآن سَماعَ تدبُّرٍ وقبول، ولكنه سبحانه عَلِمَ أنه لا خيرَ فيهم، لأنهم توَغَّلوا في الظلم والفساد والكِبر والعِناد، فحُرِموا بذلك هداية اللهِ تعالى، ﴿ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ ﴾ سبحانهُ - على سبيل الفرْض - ﴿ لَتَوَلَّوْا ﴾: أي لأعرضوا عن الإيمانِ بالقرآن - كِبراً وعِنادًا - مِن بعد فَهْمِهِم لآياته، (﴿ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾) دائماً عن الحق، فلا يَلتفتون إلاَّ لِما يُناسِبُ أهوائهم.


الآية 24: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ﴾ بالطاعة والانقياد ﴿ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾: أي إذا دعاكم للحق الذي فيه إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة ﴿ كالجهاد وغيره ﴾، ثم حَذَّرَ سبحانه مِن عدم الاستجابة للّه وللرسول فقال: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ والمراد أنَّ اللهَ تعالى يَملِكُ قلبَ العبد، فإيّاكم أن ترُدُّوا أمْرَ اللّهِ أوَّلَ ما يأتيكم، حتى لا يُضِلَّ قلوبكم (فيجعلكم تكرهون الطاعة وتحبون المعصية، وترونَ الحقَّ باطلاً والباطلَ حقاً).


فلهذا يجب أن يُكثِرَ العبدُ مِن قوْل: (يا مُقَلِّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك)، و (يا مُصَرِّفَ القلوب صَرِّف قلبي إلى طاعتك)، لأنّ القلوب بين يَدَي اللهِ تعالى، يُقَلِّبُها ويُصَرِّفها حيث يشاء، ﴿ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ يومَ القيامة، لِيُجازِي كُلاًّ بما يَستحق (فالذي يَعلمُ أنه سيَرجِعُ إلى ربه، لابد أن يُسرعَ في تلبيةِ أمْرِه، حتى لا يُبتَلَى بفتنةٍ تُهلِكُهُ في دنياهُ وآخِرَتِه).


الآية 25: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً ﴾: يعني واحذروا - أيها المؤمنون - عذاباً ومِحنةً ﴿ لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾: أي لا يُخَصُّ بها أهل المعاصي فقط، بل تُصيبُ الصالحين معهم إذا قدروا على إنكار الظلم ولم يُنكِروه، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾، فعقابُهُ تعالى لا يُطاق ولا يُحتمَل.


الآية 26: ﴿ وَاذْكُرُوا ﴾ أيها المؤمنون نِعَمَ اللهِ عليكم ﴿ إِذْ أَنْتُمْ ﴾ أي حينَ كنتم بمكة ﴿ قَلِيلٌ ﴾ أي قليلوا العدد (﴿ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ ﴾) (﴿ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ ﴾): أي تخافون أن يَخطفكم الكفار بسرعةٍ وسهولة (يعني بدون أن تقاوموهم) وذلك لِضَعفكم وقِلَّتِكم، ﴿ فَآَوَاكُمْ ﴾: أي فجعل لكم مَأوى تأوونَ إليه وهو "المدينة"، فكَثَّرَكم فيها وقوَّاكم ﴿ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ ﴾ يوم بدر، ﴿ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ - التي مِن ضِمنها الغنائم - (﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾) ربكم على ما أنعمَ به عليكم.


الآية 27، والآية 28: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾ بترْك ما أوجَبَهُ اللهُ عليكم، وبفِعْل ما نهاكم عنه، ﴿ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ﴾: أي ولا تخونوا أماناتكم التي ائتمنكم الناسُ عليها ﴿ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ عِظَم جريمة الخيانة، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ أي اختبارٌ مِن الله لعباده; لِيَعلمَ سبحانه: أيَشكرونه عليها ويُطيعونه فيها، أم يَنشغلونَ بها عنه؟ ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ ﴾: أي واعلموا أن اللهَ ﴿ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ - وهو نعيم الجنة، الذي أعدَّهُ اللهُ لِمَن اتقاه وأطاعه، ونَجَحَ في اختباره.


الآية 29: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ ﴾ بفِعل أوامره واجتناب نواهيه: ﴿ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ أي عِلماً ونوراً تُفَرِّقونَ بهِ بين الحق والباطل، ﴿ وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾: أي ويَمحُ عنكم صغائر ذنوبكم، ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ كبائرَ ذنوبكم، فيسترها عليكم، ولا يؤاخذكم بها ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾.


الآية 30: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾: يعني واذكر - أيها الرسول - نعمة ربك، حين كانَ المشركون بمكَّة يُبيّتون لك ما يَضرك، ﴿ لِيُثْبِتُوكَ ﴾: أي لِيَحبسوك ﴿ أَوْ يَقْتُلُوكَ ﴾ ﴿ أَوْ يُخْرِجُوكَ ﴾ مِن بَلدك، ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾ بهم، حيثُ أخرجك مِن بين أيديهم سالماً، ﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ (وفي هذا إثباتُ صفةِ المَكْر للهِ تعالى على الوجه الذي يَليقُ بجلاله وكماله، لأنه مَكْرٌ بحق، وفي مقابلة مَكْر الماكرين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (وامكُر لي ولا تمْكُر عليّ)، ومِمَّا يَجب أن يُعلَم أنَّ أفعالَ اللهِ تعالى لا تُشبه أفعال العباد، لأنّ ذاتَهُ سبحانه لا تُشبه ذَواتِهم).


الآية 31: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا ﴾: يعني وإذا تُتلَى على هؤلاء المشركين آيات القرآن الكريم: ﴿ قَالُوا ﴾ - جهلاً منهم وعِنادًا للحق -: ﴿ قَدْ سَمِعْنَا ﴾ ما تَقرأ علينا، ﴿ لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا ﴾ القرآن، ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾: يعني ما هذا القرآن الذي تتلوهُ علينا إلا أكاذيبُ الأوَّلين، وقد كذبوا في ذلك، فأين ما يَقُصُّهُ القرآن وما يُوسوسُ به الشيطان؟!


الآية 32، والآية 33: ﴿ وَإِذْ قَالُوا ﴾: يعني واذكر أيها الرسول حين قال المشركون مِن قومك - داعينَ اللهَ تعالى -: ﴿ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا ﴾ القرآن ﴿ هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، وهذا دليلٌ على غباء أهل الباطل، إذ كانَ الأوْلَى بهم أن يقولوا: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فاهدِنا إليه وَوَفِّقنا لاتِّباعه)!


ثم أخبر اللهُ رسوله بأنه قادرٌ على إنزال العذاب بهم، ولكنه أخبره أيضاً بأنه: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ - أيها الرسول - لِمَكانَتِكَ عند ربك، ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (وفي هذا دليلٌ على أن الاستغفار سببٌ للنجاة من عذاب الله تعالى)، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (مَن أحَبَّ أنْ تَسُرَّهُ صَحِيفتَهُ: فليُكثِر فيها من الاستغفار) (انظر السلسلة الصحيحة:2299)، وقال أيضاً: (طُوبَى لمن وُجِدَ في صَحِيفتِهِ استغفارٌ كثيرٌ) (انظر صحيح الترغيب والترهيب: جـ 2 رقم 1618)، وطوبَى هي: (شجرة في الجنة، مَسِيرة مائة عام، تخرجُ ثيابُ أهل الجنة من أكمامها) كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ آخر (انظر صحيح الجامع حديث رقم: 3918).


الآية 34: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ﴾: يعني وكيف لا يَستحقُّون عذابَ اللهِ ﴿ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾: أي وهم يمنعون المؤمنين عن الطواف بالكعبة والصلاة في المسجد الحرام؟، ﴿ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ﴾: يعني وما كان المشركون أولياءَ للهِ تعالى كما زعموا، ﴿ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ ﴾: يعني إنما أولياءُ اللهِ حقاً هم الذين يتقونه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ ﴾ أي أكثر الكفار ﴿ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ذلك، فلهذا زعموا لأنفسهم أمرًا غيرهم أوْلَى به.


الآية 35: ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ ﴾: يعني وما كان صلاة المشركين عند المسجد الحرام ﴿ إِلَّا مُكَاءً ﴾: أي صَفيرًا بالفم ﴿ وَتَصْدِيَةً ﴾: أي تصفيقًا باليد ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾ أي عذاب القتل والأسر يوم بدر، جزاءً ﴿ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ وبما كنتم تستهزئون بشعائر اللهِ تعالى.


الآية 36، والآية 37: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ﴾ فيُعطونها لأمثالهم من المشركين وأهل الضلال ﴿ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي لِيمنعوا الناس عن الدخول في الإسلام، ﴿ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ ﴾)عاقبة إنفاقهم لهذه الأموال ﴿ (عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ لأن أموالهم تذهب هباءً، ولا يفوزون بما يريدون، ﴿ ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾: أي ثم يَهزمهم المؤمنون في آخر الأمر، ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ وماتوا على كُفرهم ﴿ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾.


وقد أُدخِلَ هؤلاء الكفار جهنم ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ ﴾ وهم أهل الشرك والمعاصي ﴿ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ وهم أهل التوحيد والصلاح، فيَجعل سبحانه الطيبين يتميزون عن الخبيثين بدخولهم دار النعيم  ﴿ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ﴾ متراكمًا متراكبًا، ﴿ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا ﴾ كَوْماً واحداً ﴿ فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ﴾ ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ في الدنيا والآخرة.


الآية 38: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ مِن قومك: ﴿ إِنْ يَنْتَهُوا ﴾ عن الكُفر وعن قتالك وقتال المؤمنين، ويرجعوا إلى التوحيد الذي فطرهم اللهُ عليه: ﴿ يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ أي يَغفر اللهُ لهم ما سبق من الشرك والذنوب بسبب إسلامهم، ﴿ وَإِنْ يَعُودُوا ﴾ للجحود بوحدانية الله ورسالتك، وإلى قتالك وقتال المؤمنين: ﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾:أي فقد سبقتْ طريقة اللهِ في الأولين، وهي إهلاك الظالمين إذا استمروا على تكذيبهم وعِنادهم، كما حدث مع عادٍ وثمود، وكما حدث مع كفار مكة يوم بدر (وفي هذا تهديدٌ عظيمٌ لهم).


الآية 39، والآية 40: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ ﴾: أي وقاتِلوا - أيها المؤمنون - المشركين المحاربين ﴿ حَتَّى لَا تَكُونَ ﴾ هناك ﴿ فِتْنَةٌ ﴾ أي صَدٌ للمسلمين عن دينهم (بالتعذيب والاضطهاد)، وحتى لا يكونَ هناك شركٌ باللهِ تعالى، ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾: أي ويَبقى الدينُ للهِ وحده - خالصًا - لا يُعْبَدُمعه غيرُه، فيرتفع البلاء عن أهل الأرض جميعاً، ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا ﴾ عن تعذيب المؤمنين وعن الشرك باللهِ تعالى، وصاروا إلى الدين الحق معكم: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ لا يَخفَى عليه ما يعملون، ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾: يعني وإن أعرضوا عن الإسلام، وأصَرُّوا على قتالكم: ﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ﴾: أي فأيقِنوا أنَّ الله ناصركم عليهم، إذ هو سبحانه ﴿ نِعْمَ الْمَوْلَى ﴾ أي نِعْمَ المُعين والحافظ ﴿ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ لكم على أعدائكم.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع السابع من سورة الأعراف بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثامن من سورة الأعراف بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع التاسع من سورة الأعراف بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأعراف بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
13- أصبحت مميزا
خيرى فاروق - مصر 13-12-2015 12:47 AM

الأخ الفاضل الكريم الشيخ رامى حنفي . جزاكم الله خيرا ودمت لنا ودام تفسيرك الميسر الجميل فأنت الآن أصبحت مميزا وتضيف للتميز عنوانا. فلك الشكر على المجهود الرائع متمنيا لك دوا التوفيق والتقدم. وفقك الله إلى مافية الخير والصلاح... خيري فاروق

12- جزاكم الله خيراً
رامي حنفي - مصر 18-10-2015 04:37 PM

أشكر كل الإخوة الكرام الذين غمروني بكلماتهم، وكذلك أشكر الإخوة الفضلاء القائمين على هذا الموقع الكريم، واسأل الله باسمه الأعظم أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه وأن ينفع به المسلمين.

11- شكر وتقدير
محمد صبري - مصر 18-10-2015 12:35 PM

هذا أسهل تفسير قرأته في حياتي
فجزاك الله خيراً

10- سلسلة كيف نفهم القرآن
نصر - مصر 17-10-2015 02:15 PM

جزاك الله خيراً الأسلوب سهل جداً، فحضرتك تنتقي أسهل الألفاظ، وهذا هو ما اعتدنا عليه منكم
وأنا سعيد جداً أن حضرتك بدأت تفسر الآيات كاملة ولا تقتصر على الصعب فقط حتى تكون نسخة التفسير كاملة

9- ما شاء الله رائع
mostafa eid - مصر 17-10-2015 02:06 PM

والله أسهل تفسير قرأته في حياتي
فجزاك الله عنا خيراً

8- كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته
علي حجازي - مصر 17-10-2015 02:04 PM

جزاك الله خيراً على التبسيط
إني أحبك في الله

7- معنى كلمة مستضعفون
omar - Egypt 17-10-2015 01:34 PM

معنى مستضعفون: أي ضعفاء أمام أعدائكم يرونكم ضعفاء فينالون منكم

6- مساهمة قصيرة وجزاكم الله خيرا
محمد حمدي - مصر 17-10-2015 01:33 PM

إعراب هذه الكلمة: (لا تصيبنّ) هو مثل قوله تعالى: {ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم} أي: إن تدخلوا لا يحطمنّكم، فيكون معنى الآية: (إن تتقوا لا تصيبنّ)، فدخلت نون التوكيد على الفعل لِما فيها من معنى الجزاء

5- (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً)
سيد - Egypt 17-10-2015 01:32 PM

كان حُكم قتْل النبي صلى الله عليه وسلم باقتراح إبليس، إذ جاءهم وهم يتشاورون في أمر النبي صلى الله عليه وسلم فأشار عليهم وهو في صورة شيخ نجدي فقبلوا ما أشار به عليهم من القتل فأخذوا برأيه وتركوا ما أشار به بعضهم من النفي والحبس فأصدروا حكماً بقتله صلى الله عليه وسلم وبعثوا من ينفذ جريمة القتل فطوقوا منزله فخرج بعد أن رماهم بحثية من تراب قائلاً شاهت الوجوه، فلم يره أحد ونفذ وهاجر إلى المدينة

4- مشاركة
هلال - السعودية 17-10-2015 01:29 PM

روى الإمام أحمد عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده، قالت: قلت: يا رسول الله أما فيهم أناس صالحون؟ قال بلى، قالت: كيف يصنع أولئك؟ قال: يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان".

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب