• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

يا حسناء، قليلاً من الإنصاف

الشيخ عبدالله بن حمد الشبانة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/1/2010 ميلادي - 24/1/1431 هجري

الزيارات: 9735

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا حسناء، قليلًا من الإنصاف


كتبت الأكاديمية (السعودية) الدكتورة حسناء القنيعير مقالًا بجريدة الرياض، نشرتْه لَها على جزأَيْن، بعنوان: "عودة الوعي ونشوة التحريم"، عن موضوع الساعة في بلادنا: "الاختلاط"، وقالتْ فيه ما أرادتْ أن تقولَه: وعبَّرتْ عنْ رأيهَا بكلِّ وُضوحٍ يدل على ما باتتْ تنعم به بلادُنا من حرِّية في إبداء الرأي، لَم يقدِّرها الكثير منَ الكتَّاب حق قدْرها؛ حيث تجاوَزُوا فيها الحدود، واقتربوا كثيرًا منَ الخطوط الحمراء، بل إنَّ بعضهم تجاوز تلك الخطوط، فوقعوا فيما يخالِف أصول العقيدة، وثوابت الدِّين.

 

شنَّتْ أكاديميتنا التي تكتب كثيرًا عن قضايا تهُمُّ المجتمع، فتجنح إلى ما تُسَمِّيه تجديدًا في الخطاب، وتحديثًا للمجتمع، أو ما تعتقده هي ونفرٌ منَ الكتَّاب والأُدباء والمثقَّفين في بلادنا تنويرًا، وهو ادِّعاء يحتاج إلى دليلٍ بل أدلة مُقنعة على كونه تنويرًا - كما يزعمون.

 

أقول: شنتْ تلك "الحسناء" هجومًا صارخًا واستعدائيًّا ضمْن مقالِها المذْكور في جُزئِه الثاني والأخير، المنشور يوم الأحد 10/ 1 / 1431هـ - على واحدٍ من رموز الدعوة الإسلامية في بلادنا، لَم يُعرَف عنه إلا الخير والحرص على كلِّ فائدة ونفعٍ لوطننا ومواطنينا في المقام الأول؛ من دعوة إلى الله، ودلالة على الخير، ونشر للعلم، وبيان لأمور الدين وتعاليمه المتمثِّلة في "قال الله، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم"، فهل يستحق مَن يَقُوم بذلك، ويبذل غالبَ وقته فيه، ذلك الهجوم الكاسح؛ لمُجَرَّد أنه خالف ما تعتقده أكاديميتنا الفاضلة - هداها الله - فأين الإنصاف؟! وأين العدل في الأحكام؟! وأين ما يَتَشَدَّق به التنويريُّون - كما يُسَمُّون أنفسهم - الذين يُريدون تجديد الخطاب الديني، وتخْليصه منَ التشدُّد - كما يزعمون؟! أين هم مما يَتَشَدَّقون به صباح مساء، من أنهم ضد الإقصاء، وأنهم مع الرأي والرأي الآخر، وأنهم مع الحوار... إلخ؟! تلك الهرطقات التي سريعًا ما تتلاشَى إذا كان ذلك الآخر عالِمَ دينٍ، أو داعيةً إسلاميًّا، أو كاتبًا ملتزمًا بدينِه وشريعته.

 

لماذا تتَّسع صُدُورهم لكلِّ أحدٍ إلا للإسلاميين؟! ولماذا يفْتحون صفحات صُحُفهم ومجلَّاتهم لكلِّ أحد إلا للإسلاميين؟! ولماذا يتحَاوَرُون مع كلِّ أحد إلا مع الإسلاميين؟! ﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [النور: 50].

 

شنَّت الدكتورة حسناء هُجومها الضاري على ذلك الرَّجُل الفاضل، الداعية المخلص لهذه البلاد وأهل هذه البلاد، ولَم تسمِّه استصغارًا لشأنه، واحتقارًا له؛ لكنه - رغم تجاهُلها له - معروفٌ عند مَن يعرف قيمته، ويعلم جهوده في سبيل الخير ونشره وتعميمه، وركَّزت أسباب ذلك الهجوم في سببٍ واحدٍ ليس غير، هو أنه "غير سعودي"، ونسيَتْ أو تناسَتْ - وهي الأكاديمية التي ينبغي أن تزنَ الأمور بميزان العقل والعلم - أنه مُسلم أولًا، ثم عربي ثانيًا، ثم إنه مُقيم في هذه البلاد منذ نعومة أظفاره، ولم يغادرها إلى غيرها منذ وطئتْ أقدامُه أرضَها، فما الذي يمنع - وهو بهذه الصفة - أن يُعبِّر عن رأيه؟! وأن يقول ما يعتقد؟! ولماذا الحجْر عليه في ذلك؟! ثم - وهذا هو المهم - لماذا هو فقط؟! أين أنتم - يا معاشر "التنويريين" - من أناس غير سعوديين استباحوا صفحات صحفنا، وقنوات تلفزيوناتنا، يكتبون ما يُريدون، ويُعَبِّرون عما يعتقدون، وإن كان ما يكتبونه أو يعبرون به يتناقَض مع عقيدة أهل هذه البلاد وشريعتها؟!

 

أين أنتم يا معشر "الهلاميين" ممن يدسُّ أنفه في شؤوننا، ويَتَدَخَّل في أمور مجتمعنا، ويحض على تثوير المجتمع ضد دينه وعقيدته وأخلاق أهله وذويه؟!

لقد تسنَّم بعضهم - وهو على غير دين أهل هذه البلاد - رئاسة تحرير صحف يعتبرونها مهمة، كـ"الشرق الأوسط"، و"الحياة"، فلماذا لَم ترتفع عقيرتكم ضده، وهو غير سعودي؟! أم أن المشرب واحد؛ لذا لم يكنْ هناك إنكارٌ ولا استعداء؟!

أين أنتم من ليلى الأحدب "السورية"، وهي تكتب صباح مساء ضد معتقد أهل هذه البلاد، وقيمهم، وتتدخل في شؤونهم؟! أين أنتم من فاتن العصفور "الفِلَسْطينية"، وهي كذلك؟!

أين أنتم من اليهودي "توماس فريدمان"، وبعض صحف بلادنا تستكتبه مفتخرةً بكتاباته؟!

أين أنتم من خالص جلبي "السوري" هو الآخر، وهو يطالعنا بكتاباته في بعض صحفنا التي تطعن في دين هذا المجتمع وشريعته وعاداته وتقاليده؟!

 

كل هؤلاء وأمثالهم يناقضون بكتاباتهم عقيدة هذه البلاد وشريعتها، ويسخرون من عادات أهلها وتقاليدهم، ومع ذلك فهم مُرحَّب بهم مِن قبَل رواد التغريب في بلادنا، المناهضين مثلهم للخطاب الديني المعتمد على: "قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

 

تأخذ حسناء على الشيخ الفاضل ردَّه على أحَد المتكلمين في موضوع الاختلاط، ممن يوافق هواها، ويتفق مع رأيها فيه، فهل هناك حجْر على الآراء أكثر من هذا؟! وتقول: إنه قد وصف ذلك المتكلم بأنه يُعِين المنافقين على إشاعة الاختلاط، وأنه لذلك غير مؤتَمن على المسلمين.

 

ولكي أريح الكاتبة الفاضلة، وأهدئ مِن روعها، أؤكد لها أن ذلك هو ما أعْتَقِدُه أنا أيضًا، وأنا ابن وطنها المشترك معها في الانتماء إليه؛ إذ أُقرر - وبكلِّ وضوح - أن مَن لا يرى بأسًا بأن يختلط الرِّجال بالنساء لغير ضرورة، ويُجيز أن تأخذ المرأة بيد الرجل الأجنبي عنها، وأن تفلي رأسه لا يستأمن على أعراض المسلمين، فبِمَ ستصفني؟! وماذا ستقولُ عنِّي؟!

 

أما سؤالها عن: بِمَن يحتمي الشيخ؟

فجوابه: أنه وكلُّ مسلم مخلص لدينه، مبلِّغ لشرع ربه، إنما يحتمي بالله أولًا وأخيرًا، ويستعيذ به صباح مساء مِن شرِّ كلِّ ذي شر، مِن جميع خلق الله.

 

وبكل استعجال وعدم تثبُّت - وهي صفات تتنافَى مع نيْل أعلى الشهادات العلمية - تحكم الكاتبة - هداها الله - على الشيخ الفاضل بأنه قد أفتى بقتْل ميكي ماوس، وأن فتواه تلك قد تسبَّبَتْ في تشْويه صورة المملكة؛ حيث التَقَطَتْها شبكات التلفزة الأمريكية، الأمر الذي اعتبر مسألة مُسيئة للسعودية، هي في غنى عنها.

 

ولو كان المتعَجِّل بمثْل هذا الكلام غير أكاديمي، يحمل أعلى الشهادات العلمية، لَمَا اهتَمَمْنا بذلك، أمَّا أن يصدرَ هذا عن أكاديمية بإحدى جامعاتنا، فإنَّ ذلك مما يثير الحفيظة، ويدعو إلى القلق على مستوى "أكاديميينا" - أصلحهم الله.

 

فهذا الكلام باطل؛ لأنه مبني على باطل؛ لأن الشيخ المذكور لم يفتِ أصلًا بقتْل "ميكي ماوس" ولا غيره، وكل ما في الأمر أنه كان يتحدث في برنامج له بقناة المجد، يسمى: "الراصد"، عن الأشياء المشغلة لأطفالنا، والمؤثرة على عُقُولهم وسلوكياتهم، ومرَّ على ذكر "ميكي ماوس" ضمن ذلك الحديث، لا أقل ولا أكثر.

 

فالتقطتْ شبكات التلفزة الأمريكية وغيرها منَ التلفزة المعادية لنا ولديننا وقيَمنا كلامَه ذاك، فحوَّرت فيه، وغيَّرتْ، وبدَّلتْ، وحمَّلت الكلام ما لا يحتمل، وزادتْ ونقصتْ؛ لشيء بل لأشياء في أنفسهم، ولا غرو في ذلك، فهم أعداء متربِّصون، لا يُريدون فينا دعوةً ولا دُعاة، ولا هم ملتزمون بدينهم، ولا التزامًا بذلك الدين، بل إن الله قد أخبرنا عنهم عز وجل بقوله: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، أفتأتي هذه الأكاديمية المسلمة التي تنتمي لِمَوئل الإسلام، ومشرق نوره، ومأرزه في آخر الزمان، فتدَّعي - دون تثبُّت - أن الشيخ قد أفتى، ثم تصدِّق التلفزة الأمريكية، التي لَم تصدّق بخبر؛ حيث التقطتْ كلام الشيخ وحوَّرته وغيَّرَتْه ليُوافق ما في نفسها من الكره للإسلام والبغضاء لدُعاته وأهْله؟!

 

أَلَم تعلم "الحسناء" أن الشيخ - وفقه الله - قد فنَّد ما أشيع عنه، وكذَّب ما ادُّعيَ عليه مرارًا وتكرارًا في برنامجه في قناة المجد، وفي بعض محاضراته، وفي موْقعه الشخْصي؟! أم أن الأمر على طريقة (عنز ولو طارت)؟! فإن يكن الأمر كذلك، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

 

وتستشيط الدكتورة حسناء غضبًا من الشيخ؛ بسبب أسلوبه المنتظم للخروج على التلفزيونات المتنوعة، ومواقع الإنترنت التابعة له، وتدخله بكلِّ صغيرةٍ وكبيرة، والفتاوى التي يصدرها، الأمر الذي يجعله دائمَ الحضور وبطرق متعددة، ثم تختم هذا الكلام بقولها: "لا شك أن هذا وأمثاله يستفيد من حالة التشرذُم التي يعيشها بعضنا، فوَجدوا في اختلافنا وسيلة لشَقِّ الصف؛ تحريضًا وتأليبًا، فكيف يُسكَت عن هؤلاء؟!".

 

وأقول بداية: اتقي الله يا حسناء، ولا يجرمنَّك بُغضك للشيخ على قول غير الحق فيه؛ فإنَّ الله يخاطبك ويخاطب كل مسلم ومسلمة بقوله: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].

 

فإن كنتِ تريدين الأقرب للتقوى، فاعدلي في حكمك على مَن أحببتِ، ومَن أبغضتِ، فخروج الشيخ على التلفزيونات ومواقع الإنترنت جُهدٌ مبارَك، يُحسَب له، ويُشكَر عليه، فهو لا يخرُج إلا مُعَلِّمًا مَوُجِّهًا مرشدًا، داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فهل تؤاخذينه على ذلك؟! وهل تعيبينه به؟! وهو لا يُصدر فتاوى، فللفتاوى جهتها المعتبرة، لكنه يُجيب عن أسئلة تُوَجَّه إليه ثقة به وبعلمه وصدقه في دعوته، والإجابة عن السؤال واجبة إذا كانتْ مما يعلمه المسؤول؛ مصْداقًا لقولِ الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَن سُئل عن عِلم فكتمه، أُلْجِم بلجام من نار))، فلا يَجُوز كتْمُ العِلْم إذا سُئِل مَن يعْلم.

 

أما عبارتك: "وتدخُّله بكلِّ صغيرة وكبيرة"، فهي تحتاج إلى إثبات، وإلا فهي مِن رمْي الكلام على عواهنه، وهو أمر لا يليق بالأكاديميين وأصحاب الشهادات العليا، أليس كذلك؟!

 

أما التشرذُم الذي يعيشه بعضنا، وقد جعلتِه سببًا لبزوغ نجم الشيخ، واشتهاره، فسببه - فيما أعتقد جازمًا - أنتِ وأمثالك، ممن تدَّعون التجديد والتنوير، فقد سلكْتم بكتاباتكم طريقًا غير طريق مجتمعكم، ونَهْجًا غير نهج أهليكم ومواطنيكم، وركبتم مرْكبًا صعبًا، جشَّمتمونا مخاطره وآفاته، وبسببكم أنتم وكتاباتكم شققتم نسيج المجتمع، وفرَّقتم وحدته، وطعنتموه في خاصرته، وحاربتم قيمه وعاداته وتقاليده، وأديتم بنا إلى هذا التشرذم الذي تتحدثين عنه، فكفُّوا عن تغريب المجتمع وجرِّه إلى الهاوية، يَعُدْ تماسُك عهدنا إلى سابق عهده، ونصبح كما كنَّا من قبلُ إخوة متحابِّين، يظلنا وطن واحد، بعقيدة صحيحة واحدة، وشريعة كاملة واحدة، دستورها القرآن وسُنَّة خير الأنام، الولاء المطلق فيها لله ورسوله وولاة الأمر فينا، والحب والاحترام لعلمائنا ودعاتنا وقادة الرأي والفكر المستمدَّين من عقيدتنا وديننا.

 

أما سؤالها: "كيف يُسكَت عن هؤلاء؟!"، فهو سؤال يوجهه الملايين من أهل هذه البلاد الذين نشؤوا على كتاب ربهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ قائلين: "كيف يسكت عن المناهضين لديننا، المفسدين لذات بينِنا، المعترضين على شريعتنا، ممَّن ينعمون بخيرات بلادنا، ويهدمون بمعاولهم في أس بنائها عبر صحفنا، وبتشجيع مِن بعض بني قومنا مِن التغريبيين والعلمانيين، الزاعمين أنهم تنويريون، وهم الظلاميون الحقيقيون لو كانوا يعلمون؟!

 

وأخيرًا:

أهمس في أذن الدكتورة حسناء، بكل رغبة صادقة، في أن تراجع موقفها مِن الشيخ الفاضل وأمثاله مِن الدعاة إلى الله، وأن تكون في صفِّهم، منافحة عن دينها، مدافعة عن شريعتها، مستخدمة قلمها في الذود عن حياض أسس بناء هذا الوطن الغالي، وأهم تلك الأسس دين الله، الذي قام عليه، فالكلمة مسؤولية؛ يقول الله عنها: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

 

ويقول عنها الشاعر:

وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلَّا سَيَفْنَى
وَيَبْقَى الدَّهْرَ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلَا تَكْتُبْ يَمِينُكَ غَيْرَ شَيْءٍ
يَسُرُّكَ فِي القِيَامَةِ أَنْ تَرَاهُ

 

فالحياةُ زائلة، والعمر قصير، واليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل، فراجعي نفسك - أيتها الأخت الكريمة - واستعدِّي لملاقاة ربك، وأعدِّي لسؤاله جوابًا، وللجواب صوابًا، وفقك الله، وألهمك رشدك، وهدانا وإياك إلى سواء السبيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أي طوق شبت عنه صحفكم يا حسناء؟
  • مسلك الإنصاف ( خطبة )
  • الإنصاف من المبادئ الراسخة لهذا الدين

مختارات من الشبكة

  • من أقوال السلف في الظلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإنصاف في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تلخيص مقدمة وخاتمة الإنصاف للمرداوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف لشاه ولي الله الدهلوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإنصاف مع الناس جميعا منهج القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإنصاف.. خلق جميل(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الإنصاف عزيز(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإنصاف الأدبي (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الألباني: بين غوائل التجني وفضائل الإنصاف(كتاب - موقع الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط)
  • مخطوطة الإنصاف في المحاكمة بين الإسعاف والإتحاف(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
4- الفضيلة سلعة غالية
النجاري العراقي - العراق 19-06-2012 07:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم شيخنا الفاضل على هذا الرد ، الفضيلة سلعة غالية ، ليست تتوفر لكل أحد ، وقد حبا الله سبحانه وتعالى المملكة بمجتمع الفضيلة ، وأعداء الإسلام لا يستطيعون تغير المجتمع ، إلا بأقزام وإمّعات من المحسوبين على المسلمين ، البلاد العربية والإسلامية تغبطكم على ما أنتم عليه ، فلا تفرح أعداء الإسلام بالسكوت على هذه الشرذمة ، وفقكم الله وحفظكم وبلادنا وسائر بلاد المسلمين منكيد الكائدين ومن كل مكروه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

3- هل ينفعنا كونك سعودية إذا فسد المجتمع
رسما القرني - السعودية 11-01-2010 07:17 PM
مرحبا وأهلا بيننا بمن يعلي كلمة الله ويدعو إلى الحق ...وسحقا لمن ينشر الفساد باسم الإصلاح ولو كان من جنسيتنا .
2- بارك الله بكم
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 10-01-2010 08:28 PM
بارك الله بكم وجزاكم خير شيخنا اسأل الله ان يثيبكم
وشيخنا الجليل المنجد أكبر من أن تتفوه هذه عليه
واسمحوا لي ان اعرض لكم بعض من صفحات ..حسناء
استضيفت قبل عده سنوات هاتفيا بقناة الحرة وكان في حوارها تنتقد هيئة الامر
كذلك نشرت مقال لها بعنوان "أمن أجل هذا تطرد المرأة من رحمة الله؟" حول تحريم النمص
ولعلكم ترون رد بعض الاخوة في المجلس العلمي على مقالها
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10430
....
والعجب انها هي وعده نساء مثلها يطلق عليهن مثقفات ....!!!!
...
نشكركم شيخنا ...والشكر لموقع الألوكة
1- شكر
عبدالرحمن - السعودية 10-01-2010 04:30 PM
جزاك الله خير
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب