• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الزركشي لآيات من سورة القصص

تفسير الزركشي لآيات من سورة القصص
د. جمال بن فرحان الريمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/8/2015 ميلادي - 7/11/1436 هجري

الزيارات: 9725

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير الزركشي لآيات من سورة القصص


﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4].


قوله تعالى، ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4] الفاعل: غيره، ونسب الفعل إليه؛ لكونه الآمر به [1].


﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ [القصص: 8].

قال رحمه الله: لام العاقبة إنما تكون في حق من يجهل العاقبة كقوله: ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8] وقوله، ﴿ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8] هو تعليل لقضاء الله بالتقاطه وتقديره لهم، فإن التقاطهم له إنما كان بقضائه وقدره، وذكر فعلهم دون قضائه؛ لأنه أبلغ في كونه حَزنًا لهم وحسرةً عليهم[2].


وقال ابن خالويه[3] في كتاب "المبتدأ في النحو": فأما قوله تعالى: ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ ﴾ [القصص: 8] فهي "لام كي" عند الكوفيين، و"لام الصيرورة" عند البصريين، والتقدير: فصار عاقبة أمرهم إلى ذلك؛ لأنهم لم يلتقطوه لكي يكون عدوًا.

 

وجوّز ابن الدهان[4] في الآية وجهًا غريبًا: على التقديم والتأخير، أي فالتقط آلُ فرعون، و﴿ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8] حال من الهاء في: ﴿ لِيَكُونَ لَهُمْ ﴾ [القصص: 8]، أي ليتملكوه، قال: ويجوز أن يكون التقدير: فالتقطه آل فرعون؛ لكراهة أن يكون لهم عدوًا وحزنًا[5].


﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [القصص: 10]

قال أبو عبيدة [6] في قوله تعالى: ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ﴾ [القصص: 10] قال "فارغًا من الحزن"؛ لعلمها أنه لم يغرق، ومنه: "دم فِرغٌ" أي" لا قَوَدَ فيه ولا دية[7].


وقال بعض الأدباء[8] : أخطأ أبو عبيدة في المعنى، لو كان قلبُها فارغًا من الحزن عليه لما قال: ﴿ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ﴾ [القصص: 10] لأنها كادت تبدي به[9]، ومعنى ﴿ لَتُبْدِي بِهِ ﴾ [القصص: 10] أي: لأبدت[10]، وقد ضمّن ﴿ لَتُبْدِي بِهِ ﴾ [القصص: 10] معنى "تخبر به" أو"لتُعلِم"، ليفيد "الإظهار" معنى الإخبار؛ لأن الخبر قد يقع سرًّا غير ظاهر[11].


﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [القصص: 11]

قوله تعالى في صفة الكفار: ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [القصص: 11] أبلغ في الذم للبعد عن الفهم من وصفهم بأنهم لا يعلمون؛ فإن البهيمة قد تشعر بحيث كانت تحس، فكأنهم وصفوا بنهاية الذهاب عن الفهم[12].


﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]

وقوله تعالى: ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [القصص: 12] ومعلوم أن التحريم لا يقع إلا على المكلّف، فالمعنى: وحرمنا على المراضع أن ترضعه، ووجه تحريم إرضاعه عليهن ألا يقبل إرضاعهنّ حتى يرد إلى أمه[13].


وقد يقال: بأنه ضمن "حرم" المعنى اللغوي وهو المنع، فاعتُرِض كيف عدى بـ"علي" والمنع لا يتعدى به؟ فأجيب بأنه روعي صورة اللفظ[14].


قوله تعالى حكاية عن أخت موسى عليه السلام ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12] فإن الضمير في "له" يحتمل أن يكون لموسى، وأن يكون لفرعون.


قال ابن جريج [15]: وبهذا تخلصت أخت موسى من قولهم: "إنك عرفته"، فقالت: أردت "ناصحون للملك"، واعترض عليه بأن هذا في لغة العرب لا في كلامها المحكي، وهذا مردود، فإن الحكاية مطابقة لما قالته، وإن كانت بلغة أخرى[16].


﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17]

قال رحمه الله: قيل: وقد تأتي "لن" للدعاء كما أتت "لا" لذلك، ومنه قوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17]، ومنعه آخرون؛ لأن فعل الدعاء لا يسند إلى المتكلم بل إلى المخاطب والغائب، نحو: يا رب لا عذبت فلانًا، ونحوه: لا عذب الله عمرًا [17].


﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [القصص: 20]

قال رحمه الله: من أسباب التنكير: إرادة الوحدة، نحو ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ﴾ [القصص: 20] [18].


﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 23، 24]

قال ابن فارس[19]: "الورود" في القرآن: الدخول، إلا في في قوله سبحانه ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ ﴾ [القصص: 23] يعنى: هجم عليه ولم يدخله[20].


وقوله تعالى: ﴿ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً ﴾ [القصص: 23] بمعنى: الجماعة[21].


وقوله: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ ﴾ [القصص: 23]، حذف منها المفعول خمس مرات؛ لأنه غير مراد؛ وهو قوله: ﴿ يَسْقُونَ ﴾ [القصص: 23] وقوله: ﴿ تَذُودَانِ ﴾ [القصص: 23] وقوله ﴿ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ﴾ [القصص: 23] مواشيهم، ﴿ فَسَقَى لَهُمَا ﴾ [القصص: 24] غنمهما.


وقوله: ﴿ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ ﴾ [الأعراف: 88] [22] قيل: لو ذكر المفعول فيها نقص المعنى، والمراد أن الله تعالى له الإحياء والإماتة؛ وأن إلههم ليس له سمع ولا بصر، وأن موسى عليه السلام وجد قومًا يعانون السقي، وامرأتين تعانيان الذّوْد، وأخبرتاه أنا لا نستطيع السقي؛ فوجدا من موسى عليه السلام لهما السقي، ووجد من أبيهما مكافأة على السقي، وهذا مما حذف لظهور المراد، وأن القصد الإعلام بأنه كان من الناس في تلك الحالة سَقي، ومن المرأتين ذَوْد، وأنهما قالتا لا يكون منا سقى حتى يُصدر الرعاء، وأن موسى سقى بعد ذلك؛ فأما أن المسقي غنمٌ أو إبل أو غيره فخارج عن المقصود، لأنه لو قيل: يذودان غنمهما لجاز أن يكون الإنكار لم يتوجه من موسى على الذَّوْد من حيث هو ذَوْد، بل من حيث هو ذَوْدُ غنم، حتى لو كان ذودَ إبل لم ينكره.


واعلم أنا جعلنا هذا من الضرب الثاني - الذي هو ألا يكون المفعول مقصودًا أصلاً - موافقةً للزمخشري[23]؛ فإنه قال: تُرِك المفعول؛ لأن الغرض هو الفعل لا المفعول، ألا ترى أنه إنما رحمهما لأنهما كانتا على الذياد وهم على السقي، ولم يرحمهما لأن مذودهما غنم ومسقيّهم إبل، وكذلك قولهما: ﴿ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ﴾ [القصص: 23] المقصود منه السقي لا المسقى.


وجعله السكاكي [24] من الضرب الأول؛ أعني مما حذف فيه للاختصار مع الإرادة.


والأقرب قولُ الزمخشري، ورجح الحريري[25] قول السكاكي أنه للاختصار، فإن الغنم ليست ساقطة عن الاعتبار بالأصالة، فإن فيها ضعفًا عن المزاحمة، والمرأتان فيهما ضعف، فإذا انضمّ إلى ضعف المسقي ضعفُ الساقي، كان ذلك أدعى للرحمة والإعانة [26].


وقوله تعالى: ﴿ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24] ضمن معنى: سائل[27].

﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]

قوله تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25] [28]، بعد قوله ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ﴾ [القصص: 26] فيحتمل أن تكون الأولى هي الثانية وألا تكون[29].


﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [القصص: 27]

قوله تعالى: ﴿ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ﴾ [القصص: 27] الظاهر: أنه متعدٍ حذف مفعوله، أي: تأجرني نفسك [30].


وقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ﴾ [القصص: 27] أي: من فضلك وإحسانك[31].


﴿ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴾ [القصص: 31]

قوله تعالى ﴿ تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ ﴾ [القصص: 31]، والجان: الصغير من الحيات، والثعبان: الكبير منها، وذلك لأن خلقها خلق الثعبان العظيم، واهتزازها وحركاتها وخفتها كاهتزاز الجان وخفته [32].


﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [القصص: 32]

قوله تعالى ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ [القصص: 32]، فاحترس سبحانه بقوله ﴿ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ [القصص: 32] عن إمكان أن يدخل في ذلك البهق والبرص [33].


﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [القصص: 35]

قوله تعالى: ﴿ فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا ﴾ [القصص: 35]، قال الشيخ عز الدين [34]: الأحسن الوقف على: ﴿ إِلَيْكُمَا ﴾ [القصص: 35]؛ لأن إضافة الغلبة إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها، لأن المراد بالآيات العصا وصفاتها، وقد غلبوا بها السحرة، ولم تمنع عنهم فرعون [35].


﴿ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [القصص: 44]

قال رحمه الله: أعجب احتراس وقع في القرآن قوله تعالى مخاطبا لنبيه عليه السلام: ﴿ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ﴾ [القصص: 44]، وقال حكاية عن موسى: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ ﴾ [مريم: 52] [36]، فلما نفى سبحانه عن رسوله أن يكون بالمكان الذي قضى لموسى فيه الأمر عرّف المكان بالغربي، ولم يقل في هذا الموضع ﴿ الْأَيْمَنِ ﴾ [مريم: 52] كما قال: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ ﴾ [مريم: 52] [37] أدبًا مع النبي ع أن ينفي عنه كونه بالجانب الأيمن، أو يسلب عنه لفظًا مشتقًا من اليُمن، أو مشاركًا لمادته، ولما أخبر عن موسى عليه السلام ذَكَر الجانب الأيمن تشريفًا لموسى، فراعى في المقامين حسن الأدب معهما، تعليمًا للأمة، وهو أصل عظيم في الأدب في الخطاب[38].


﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [القصص: 47]

وقوله تعالى ﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ ﴾ [القصص: 47] جوابها محذوف، أي: لولا احتجاجهم بترك الإرسال إليهم لعاجلناهم بالعقوبة، وقال مقاتل: تقديره: لأصابتهم مصيبة، وقال الزَّجَّاج[39]: لولا ذلك لم يحتج إلى إرسال الرسول ومواترة الاحتجاج[40].


﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50]

قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ ﴾ [القصص: 50] فَرْدٌ في القصص ثابت النون، وفي هود: ﴿ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ ﴾ [هود: 14] [41]، فَرْدٌ بغير نون؛ أظهر حرف الشرط في الأول لأن جوابه المترتب عليه بالفاء، هو: ﴿ فَاعْلَمْ ﴾ [القصص: 50] متعلق بشيء ملكوتي ظاهر، سفلي؛ وهو اتباعُهم أهواءهم، وأخفي في الثاني لأن جوابه المترتب عليه بالفاء هو علمٌ متعلق بشيء ملكوتي خفي، علوي وهو إنزال القرآن بالعلم والتوحيد[42].


وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ [القصص: 50] واتباع الهوى لا يكون إلا كذلك، وقيل: بل يكون الهوى في الحق فلا يكون من هذا النوع[43].


﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 51] قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملك رحمه الله: وسماه - أي القرآن - قولاً، فقال: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ﴾ [القصص: 51] [44].


﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [القصص: 52]

قال رحمه الله: سورة القصص مكية غير قوله سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ﴾ [القصص: 52] يعني: الإنجيل، ﴿ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [القصص: 52] يعني: الفرقان، نزلت في أربعين رجلاً من مؤمني أهل الكتاب قدموا من الحبشة مع جعفر بن أبي طالب[45] فأسلموا ولهم قصة[46].


﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]

ورد في الصحيحين: لما حضرت أبا طالب الوفاةُ، وتلكأ عن الشهادة فقال رسول الله ع: «والله لأستغفرن لك ما لم أُنْه!، فأنزل الله ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى ﴾ [التوبة: 113] [47]، وأنزل الله في أبي طالب ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [القصص: 56] وهذه الآية نزلت في آخر الأمر بالاتِّفاق، وموت أبي طالب كان بمكة، فيمكن أنها نزلت مرةً بعد أخرى، وجعلت أخيرًا في برآءة.


والحكمة في هذا كله أنه قد يحدث سببٌ من سؤال أو حادثة تقتضى نزول آية، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنُها، فتؤدى تلك الآية بعينها إلى النبي ع تذكيرًا لهم بها، وبأنها تتضمن هذه، والعالِم قد يحدث له حوادث فيتذكر أحاديث وآيات تتضمن الحكم في تلك الواقعة وإن لم تكن خطرت له تلك الحادثة قبل، مع حفظه لذلك النص[48].


وقالت عائشة لفي قول الله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [القصص: 56] نزلت هذه الآية على رسول الله ع وأنا معه في اللحاف، ونزل عليه أكثر القرآن نهارًا[49].


﴿ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[القصص: 57]

قال رحمه الله: من معاني الهدى "التوحيد"، قال سبحانه ﴿ إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ ﴾ [القصص: 57] [50].


﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58]

قوله تعالى ﴿ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58] فان الإرث إنما يكون بعد موت المورِث، والله سبحانه مالك كل شيء على الحقيقة من قبل ومن بعد[51].


﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]

قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]، فإن الإهلاك نوع اقتدار بيِّن، مع أن جنسه مقتضي به على الكل، عالين وسافلين، لا كالضلال الذي جرى مجرى العصيان[52].


﴿ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴾ [القصص: 64]

قوله سبحانه: ﴿ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴾ [القصص: 64]، أي: يهتدون في الدنيا لما رأوا العذاب في الآخرة، أو لما اتبعوهم[53].


﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [القصص: 66]

قال ابن فارس[54]: النبأ والأنباء في القرآن: الأخبار، إلا قوله تعالى: ﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ ﴾ [القصص: 66] فإنه بمعنى: الحجج[55].


﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ [القصص: 67]

قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ [القصص: 67]، ولم يذكر القسم الآخر الذي تقتضيه "أما" إذ وضْعها لتفصيل كلام مجمل، وأقل أقسامها قسمان، ولا ينفك عنهما في جميع القرآن إلا في موضعين هذا أحدهما، والتقدير: وأما من لم يتب ولا يؤمن ولم يعمل صالحًا فلا يكون من المفلحين، والثاني في آل عمران: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ﴾ [آل عمران: 7] إلى قوله: ﴿ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7] [56] هذا أحد القسمين، والقسم الثاني ما بعده، وتقديره: وأما الراسخون في العلم فيقولون[57].


وقوله: ﴿ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [القصص: 67] أي: عملاً صالحًا[58].


﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 71، 72]

قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]، لما كان سبحانه هو الجاعل الأشياء على الحقيقة، وأضاف إلى نفسه جَعْل الليل سرمدًا إلى يوم القيامة صار الليل كأنه سرمدٌ بهذا التقدير، وظرف الليل ظرفٌ مظلم لا ينفذ فيه البصر، لاسيما وقد أضاف الإتيان بالضياء الذي تنفذُ فيه الأبصار إلى غيره، وغيرُه ليس بفاعل على الحقيقة، فصار النهارُ كأنه معدوم؛ إذ نسب وجوده إلى غير موجد، والليل كأنه لا موجود سواه؛ إذ جعل سرمدًا منسوبًا إليه سبحانه، فاقتضت البلاغة أن يقول ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71] لمناسبة ما بين السماع والظرف الليلي الذي يصلح للاستماع، ولا يصلح للإبصار.


وكذلك قال في الآية التي تليها: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]؛ لأنه لما أضاف جَعْل النهار سرمدًا إليه صار النهار كأنه سرمد، وهو ظرف مضيء تنوِّر فيه الأبصار، وأضاف الإتيان بالليل إلى غيره، وغيرُه ليس بفاعل على الحقيقة، فصار الليل كأنه معدوم؛ إذ نُسِب وجوده إلى غير موجد، والنهار كأنه لا موجودَ سواه؛ إذ جَعَل وجوده سرمدًا منسوبًا إليه، فاقتضت البلاغة أن يقول ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72] إذ الظرف مضيء صالح للإبصار، وهذا من دقيق المناسبة المعنوية[59].


﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73]

قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [القصص: 73]، فذكر الليل والنهار وهما ضدان، ثم قابلهما بضدين وهما الحركة والسكون، على الترتيب، ثم عبَّر عن الحركة بلفظ "الإرداف" فاستلزم الكلام ضربًا من المحاسن زائدة على المبالغة، وعدل عن لفظ الحركة إلى لفظ "ابتغاء الفضل" لكون الحركة تكون للمصلحة دون المفسدة؛ وهي تسير إلى الإعانة بالقوة وحسن الاختيار الدال على رجاحة العقل، وسلامة الحس، وإضافةُ الظرف إلى تلك الحركة المخصوصة واقعة فيه، ليهتدي المتحرِّك إلى بلوغ المأرب[60].


﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]

قال رحمه الله: زيدت الألف بعد الهمزة في حرفين: ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ ﴾ [المائدة: 29] [61] وقوله: ﴿ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ ﴾ [القصص: 76] تنبيهًا على تفصيل المعنى، فإنه يبوء بإثمين من فعل واحد، وتنوء المفاتح بالعصبة، فهو نوءان للمفاتح، لأنها بثقلها أثقلتهم فمالت وأمالتهم، وفيه تذكير بالمناسبة يُتوجَّه به من مفاتح كنوز مال الدنيا المحسوس، إلى مفاتح كنوز العلم الذي ينوء بالعصبة أولي القوة في يقينهم، إلى ما عند الله في الدار الآخرة [62].


وقال رحمه الله: من أساليب القرآن وفنونه البليغة: قلب الإسناد، وهو أن يشمل الإسناد إلى شيء والمراد غيره كقوله تعالى: ﴿ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ﴾ [القصص: 76]، إن لم تجعل الباء للتعدية؛ لأن ظاهره أن المفاتح تنوء بالعصبة، ومعناه: أن العصبة تنوء بالمفاتح لثقلها، فأسند "لتنوء" إلى "المفاتح"، والمراد إسناده إلى العصبة؛ لأن الباء للحال والعُصبة مستصحبة المفاتح، لا تستصحبها المفاتيح، وفائدته المبالغة بجعل المفاتح كأنها مستتبعة للعصبة القوية بثقلها.


وقيل: لا قَلْب فيه، والمراد - والله أعلم - أن المفاتح تنوء بالعصبة، أي تُميلها من ثقلها، وقد ذكر هذا الفراء[63] وغيره.


وقال ابن عصفور: والصحيح ما ذهب إليه الفارسي أنها بالنقل ولا قلب، والفعل غير متعدٍّ، فصار متعديا بالباء، لأن "ناء" غير متعد، يقال: ناء النجم، أي نهض، ويقال: ناء، أي مال للسقوط، فإذا نقلت الفعل بالباء قلت: نؤت به، أي أنهضته وأملته للسقوط، فقوله: ﴿ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ﴾ [القصص: 76] أي: تميلها المفاتح للسقوط لثقلها.


قال: وإنما كان مذهب الفارسي أصح؛ لأن نقل الفعل غير المتعدي بالباء مَقيس، والقلب غيرُ مقيس، فحمل الآية على ما هو مقيس أولى[64].


﴿ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [القصص: 82]

قال الكسائي[65]: "ويكأن" كلمة تندم وتعجب، قال تعالى: ﴿ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ ﴾ [القصص: 82]، وقيل: إنه صوت لا يقصد به الإخبار عن التندم، ويحتمل أنه اسم فعل مسماه: ندمت أو تعجبت، وقال الصفار[66]: قال المفسرون معناه "ألم تر" فإن أرادوا به تفسير المعنى فمسلّم، وإن أرادوا تفسير الإعراب فلم يثبت ذلك.


وقيل: بمعنى "ويلك"، فكان ينبغي كسر "إن"، وقيل: "وي" تنبيه، و"كأن" للتشبيه، وهو الذي نص عليه سيبويه[67].


ومنهم من جعل "كأن" زائدة لا تفيد تشبيهًا...، ولم يثبت، فلم يبق إلا أنها للتشبيه، الأمر يشبه هذا، بل هو كذا.


قلتُ: عن هذا اعتذر سيبويه، فقال: المعنى على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم، أو نُبِّهوا، فقيل لهم: أما يشبه أن يكون هذا عندكم هكذا[68].


وهذا بديع جدًّا كأنهم لم يحققوا هذا الأمر، فلم يكن عندهم إلا ظن، فقالوا: نشبه أن يكون الأمر كذا، ونهوا، ثم قيل لهم: يشبه أن يكون الأمر هكذا على وجه التقرير، انتهى[69].


﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [القصص: 85]

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ﴾ [القصص: 85] أي أنزل[70]، والآية نزلت بالجحفة والنبي ع مهاجر[71].


﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]

قوله تعالى ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88] أي: ذاته، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل[72].



[1] البرهان: بيان حقيقته ومجازه 2/ 159.

[2] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التعليل 3/ 61.

[3] هو الحسين بن أحمد بن خالويه بن حَمدان أبو عبد الله الهمَذاني النحوي، إمام اللغة والعربية وغيرهما من العلوم الأدبية، قرأ القرآن على ابن مجاهد، والنحو والأدب على ابن دُرَيد ونِفطويه وغيرهما، وسمع الحديث من محمد بن مخلد العطار وغيره، وأملى الحديث بجامع المدينة، وروى عنه المعافى بن زكريا وآخرون، كان أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام العلم والأدب؛ وكانت الرحلة إليه من الآفاق، وقال له رجل: أريد أن أتعلم من العربية ما أقيم به لساني، فقال: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو، ما تعلمت ما أقيم به لساني، من مصنفاته: "الجمل في النحو" و"الاشتقاق" و"المقصور والممدود" وغير ذلك، توفي بحلب سنة سبعين وثلاثمائة. (بغية الوعاة 1/ 529، رقم الترجمة (1099)، وكتابه "المبتديء في النحو" ذكره القفطي في: إنباه الرواة 1/ 360، ترجمة رقم (116).

[4] هو سعيد بن المبارك بن علي بن عبد الله الإمام ناصح الدين بن الدّهان النحوي، كان من أعيان النحاة المشهورين بالفضل ومعرفة العربية، سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله محمد بن الحصين وأبي غالب أحمد بن البناء وجماعة، وصنف: "شرح الإيضاح" و"شرح اللّمع" و"الدروس في النحو" وغير ذلك، ولد ليلة الجمعة حادي عشر شهر رجب سنة أربع - وقيل ثلاث - وتسعين وأربعمائة، وتوفي بالموصل ليلة عيد الفطر سنة تسع وستين وخمسمائة. (بغية الوعاة 1/ 587 رقم الترجمة (1235)).

[5] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - اللام العاملة نصبًا 4/ 212.

[6] هو مَعْمَر بن المثنى اللغوي البصري أبو عبيدة، مولى بني تيم، تيم قريش، رهط أبي بكر الصديق، أخذ عن يونس وأبي عمرو، وهو أول من صنّف غريب الحديث، من مصنفاته: "المجاز في غريب القرآن" و"الأمثال في غريب الحديث" وغيرها، ولد سنة اثنتي عشرة ومائة، ومات سنة تسع - وقيل ثمان، وقيل عشر، وقيل إحدى عشر - ومائتين. (بغية الوعاة 2/ 294 رقم الترجمة (2010)).

[7] مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/ 98.

[8] هو ابن قتيبة في مجاز القرآن حيث قال - أيضًا - : وهذا من أعجب التفسير، كيف يكون فؤادها من الحزن فارغًا في وقتها ذاك، والله سبحانه يقول ﴿ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ﴾ [القصص: 10]؟! وهل يربط إلا على قلب الجازع والمحزون؟!... وقد خالفه المفسرون إلى الصواب، فقالوا: أصبح فارغًا من كل شيء إلا من أمر موسى، كأنها لم تهتم بشيء - مما يهتم به الحي - إلا أمر ولدها. أ.هـ انظر: تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، دار الكتب العلمية، بيروت/ لبنان، ت/ 1398هـ - 1987م، ص/ 328 - 329.

[9] البرهان: معرفة غريبه 1/ 207.

[10] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 121.

[11] المصدر السابق: التضمين 3/ 213.

[12] المصدر السابق: أحكام لألفاظ يكثر دورانها في القرآن - لفظ "شعر" 4/ 101.

[13] المصدر السابق: القلب 3/ 185.

[14] البرهان: التضمين مواضع 3/ 214.

[15] هو إمام الحجاز أبو الوليد عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج الرٌّومي ثم المكي، أخذ عن عطاء وطبقته، وهو أول من صنّف الكتب بالحجاز، قال أحمد: كان من أوعية العلم، مات سنة 150هـ. (شذرات الذهب 2/ 226).

[16] البرهان: الكنايات والتعريض في القرآن الكريم - التوجيه 2/ 195.

[17] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - لن 4/ 337.

[18] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أسباب التنكير 4/ 59.

[19] أفراد كلمات القرآن لابن فارس، ص/ 14.

[20] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 88.

[21] المصدر السابق: معرفة تفسيره وتأويله الإجمال ظاهرًا وأسبابه 2/ 132.

[22] سورة الأعراف: 88.

[23] الكشاف 4/ 491.

[24] مفتاح العلوم للسكّاكي، ص/ 334، فصل: اعتبارات الفعل وما يتعلق به (ترك مفعوله).

[25] ذكر د. يوسف عبدالرحمن المرعشلي أنها تصحفت في المخطوطة إلى "الجزري" وأن الصحيح هو "الحريري". (البرهان، بتحقيق: د. يوسف المرعشلي وآخرين 3/ 248). والحريري هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري الإمام أبو محمد الحريري، ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة، وقرأ على الفضل القصباني، وكان غاية في الذكاء والفطنة والفصاحة والبلاغة، وتصانيفه تشهد بفضله، وتُقر بنبله، وكفاه شاهدًا المقامات التي أبرّ بها على الأوائل، وأعجز الأواخر، مات بالبصرة في سادس رجب سنة ست عشرة وخمسمائة. (بغية الوعاة 2/ 257 رققم الترجمة (1927).

[26] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المفعول 3/ 114 - 115.

[27] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التضمين 3/ 214.

[28] سورة القصص: 25.

[29] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة إذا ذكر الاسم مرتين 4/ 62.

[30] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المفعول 3/ 107.

[31] المصدر السابق: معرفة موهم المختلف - الأسباب الموهمة للاختلاف 2/ 36.

[32] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - عند 4/ 181.

[33] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاحتراس3/ 44.

[34] انظر قوله في كتابه: فوائد في مشكل القرآن، ص/ 207.

[35] البرهان: معرفة الوقف والإبتداء 1/ 243.

[36] سورة مريم: 52.

[37] سورة مريم: 52.

[38] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاحتراس 3/ 45.

[39] انظر قوله في: معاني القرآن وإعرابه 4/ 147.

[40] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 121.

[41] سورة هود: 14.

[42] البرهان: علم مرسوم الخط - في بعض حروف الإدغام 1/ 292.

[43] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد تتعلق بالصفة 2/ 266.

[44] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193.

[45] السيد الشهيد، الكبير الشأن، علم المجاهدين، أبوعبدالله، جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بن عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي، هاجر الهجرتين، أمّره الرسول صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة فاستشهد، وقد سُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقدومه وحزن لوفاته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«رأيت جعفر بن أبي طالب مَلَكًا في الجنة، مضرَّجةً قوادمه بالدماء، يطير في الجنة»، استشهد في مؤتة سنة 8هـ. (تهذيب سير أعلام النبلاء 1/ 25 رقم الترجمة (37).

[46] عن ابن إسحاق قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم عشرون رجلا وهو بمكة أو قريب من ذلك، من النصارى حين ظهر خبره من الحبشة، فوجدوه في المسجد فكلموه وسألوه، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة فلما فرغوا من مسألته رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا له وآمنوا به وصدقوه، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره، فلما قاموا من عنده اعترضهم أبو جهل في نفر من قريش فقالوا: خيبكم الله من ركب! بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم فتأتونهم بخبر الرجل، فلم تظهر مجالستكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال لكم، ما نعلم ركبًا أحمق منكم! فقالوا: سلام عليكم لا نجاهلكم؛ لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا نألوا أنفسنا خيرا، فيقال: إن فيهم نزلت هؤلاء الآيات ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [القصص: 52] إلى قوله: ﴿ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]. (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 16/ 294). البرهان: معرفة المكي والمدني وما نزل بمكة والمدينة - الآيات المدنية في السور المكية 1/ 144.

[47] سورة التوبة:113، رواه البخاري من حديث سعيد بن المسيَّب عن أبيه، كتاب التفسير، ص/ 1153، رقم الحديث (4675)، ومسلم، كتاب الإيمان - باب أول الإيمان: قول لا إله إلا الله، ص/ 33 رقم الحديث (24).

[48] البرهان: معرفة أسباب النزول 1/ 39.

[49] قال د. يوسف المرعشلي في تحقيق "البرهان": لم نجد ما ذكره الزركشي رحمه الله من قول عائشة رضي الله عنها، ومن المقرر عند المفسرين أن الآية نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وموت أبي طالب كان قبل الهجرة، أما دخول النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة فكان بعد الهجرة كما هو مقرر في كتب السير والتراجم. انظر: "البرهان في علوم القرآن" تحقيق د. يوسف المرعشلي 1/ 536. البرهان: معرفة المكي والمدني وما نزل بمكة والمدينة - ما نزل ليلاً 1/ 142.

[50] البرهان: جمع الوجوه والنظائر - معاني الهدى 1/ 85.

[51] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - لفظ كان 4/ 80.

[52] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الفرق بين الخطاب بالاسم والفعل 4/ 45.

[53] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 120.

[54] أفراد كلمات القرآن لابن فارس ص/ 14.

[55] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 88.

[56] سورة آل عمران: 7.

[57] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الحذف الاكتفاء 3/ 80.

[58] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الموصوف 3/ 101.

[59] البرهان: معرفة الفواصل ورؤوس الآي 1/ 71.

[60] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الطباق 3/ 279.

[61] سورة المائدة: 29.

[62] البرهان: علم مرسوم الخط - زيادة الألف 1/ 267.

[63] معاني القرآن للفراء 2/ 310.

[64] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - القلب 3/ 183 - 184.

[65] معاني القرآن للكسائي، ص/ 210.

[66] هو قاسم بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري البَطَلْيَوسي الشهير بالصّفار، صَحِب الشلوبين وابن عصفور، وشرح كتاب سيبويه شرحًا حسنًا، يقال: إنه أحسن شروحه، مات بعد الثلاثين وستمائة. (بغية الوعاة 2/ 256 رقم الترجمة (1926).

[67] الكتاب لسيبويه 2/ 154.

[68] المصدر السابق 2/ 154.

[69] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - ويكأن 4/ 269.

[70] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التضمين 3/ 213.

[71] المصدر السابق: معرفة المكي والمدني وما نزل بمكة والمدينة - ما نزل بالجحفة 1/ 141.

[72] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم الجزء على الكل 2/ 164.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الزركشي لآيات من سورة مريم
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الأنبياء
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الحج
  • آيات من سورة المؤمنون بتفسير الزركشي
  • آيات من سورة النور بتفسير الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الفرقان
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الشعراء
  • آيات من سورة لقمان مع تفسير الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة السجدة
  • آيات من سورة الأحزاب مع تفسير الزركشي
  • تفسير آيات من سورة سبأ
  • تفسير الزركشي لآيات من سور البلد والشمس والليل
  • تفسير الربع الثاني من سورة القصص
  • تفسير الربع الأخير من سورة القصص
  • التوحيد في سورة القصص

مختارات من الشبكة

  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الزلزلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة العلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سور الضحى والشرح والتين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورتي الانشقاق والبروج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة عبس والتكوير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة النبأ والنازعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة المرسلات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة المدثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة التغابن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب