• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

من أوجه الإعجاز في القرآن

من أوجه الإعجاز في القرآن
ياسر تاج الدين حامد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/8/2015 ميلادي - 26/10/1436 هجري

الزيارات: 85063

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أوجه الإعجاز في القرآن


• قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].

 

وجه الإعجاز في الآية هو: لماذا ﴿ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾؟.. فما الذى يجعل الصدر ضيقًا حرجًا عند تصعُّده في السماء؟ والجواب:

هو ما اكتشفه العلم الحديث؛ من انخفاض ضغط الهواء ونسبته كلما ارتفعنا عن سطح الأرض، وأن من يَصَّعَّدْ في السماء يضيق تنفسه، وتضغط عضلة الحجاب الحاجز -الموجودة بين البطن والصدر- على الرئتين فتنقبضان بشدة، وهنا يضيق صدر الإنسان، من أجل ذلك كان من الضروري عمل ملابس خاصة بالفضاء![1].

 

وقد تقدم الدكتور (صلاح الدين المغربي)[2] ببحث عن حالة الصدر في طبقات الجو العليا، فقال: "لنا حويصلات هوائية، والأوكسجين إذا دخل الرئتين ينفخ هذه الحويصلات الهوائية فتراها منتفخة، لكن إذا صعدنا إلى طبقات الجو العليا ينقص الهواء، وينقص الأوكسجين فيقل ضغطه، فتنكمش هذه الحويصلات، فإذا انكمشت ضاق الصدر، ويتحرج النَفَسْ ويَصعُب"[3].

 

وفي تفسير الآية يقول الإمام (ابن جرير الطبري):

"وهذا مَثلٌ من الله تعالى ذكره وضَرَبَهُ لقلب هذا الكافر في شدة تضييق الله له عن وصول الإيمان إليه، مثل امتناعه من الصُّعود إلى السماء وعجزه عنه، لأن ذلك ليس في وسعه"[4].

 

- وقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.. ﴾ [الروم: 2-6].

 

في الآيات السابقة وجهين من وجوه الإعجاز:

الأول: إعجاز في المكان... حين قال الله: ﴿ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ.. ﴾.

فيقول الدكتور (زغلول النجار)[5]: "إن أخفض اليابسة على الإطلاق هي منطقة أغوار وادى عربة – البحر الميت – في الأردن، وهذه المنطقة كانت مُحتلة من قبل الروم البيزنطيين في عصر بعثة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الإمبراطورية الرومانية يقابلها ويَحُدها من الشرق الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وكان الصراع بين هاتين الإمبراطوريتين الكبيرتين في هذا الزمن على أشُدِّه، ولابد أن كثيرًا من معاركهما الحاسمة قد وقعت في أرض الأغوار، وهى أخفض أجزاء اليابسة على الإطلاق كما ذكرنا سابقًا، ووصْف القرآن لأرض تلك المعركة الفاصلة التي تغَلَّب فيها الفُرس على الروم – في أول الأمر بأدنى الأرض – وصْفٌ معجز للغاية، فهذه الإشارة القرآنية العابرة؛ من السبق العلمي في كتاب الله، لأن أحدًا لم يكن يعلم هذه الحقيقة في زمن نزول الوحى بالقرآن، ولا لقرون متطاولة من بعده.

 

الثاني: إعجاز في الزمان... حين قال الله: ﴿ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾.

فبعد أن غلبت فارس الروم فرح بذلك كفار مكة وقالوا: الذين ليس لهم كتاب – الفُرس - غلبوا الذين لهم كتاب – الروم -، وافتخروا على المسلمين وقالوا: نحن أيضًا نغلبكم كما غلبت فارس الروم، وكان المسلمين يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب.

 

فجاءت تلك الآيات لرفع معنويات المسلمين وإظهارهم على المشركين من العرب، حيث أخبرهم الله أن الكَرَّة ستعود على الفرس وتغلبهم الروم في خلال بضع سنين، وينبغي أن نشير إلى أن كلمة بضع في اللغة العربية: هي العدد بين 3-9.

 

وقد جاء في كتب الحديث؛ عن نيار بن مكرم الأسلمي قال: "لما نزلت: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾. كانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.، وكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث فلما أنزل الله تعالى هذه الآية خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾. قال ناس من قريش لأبي بكر فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبك أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين أفلا نراهنك على ذلك قال بلى - وذلك قبل تحريم الرهان -، فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان وقالوا لأبي بكر كم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه. قال: فسموا بينهم ست سنين. قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا فأخذ المشركون رهن أبي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين لأن الله تعالى قال: في بضع سنين قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير"[6].

 

ثم ينهى الله تلك الآيات المعجزات بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.

 

فكان في تلك الآيات الثلاث إعجاز في المكان والزمان[7].

 

وبعد أن جئنا بعدة أوجه من الإعجاز القرآني في الآفاق؛ حيث السماء والأرض والزمان والمكان، رأينا أن ننتقل إلى الشق الآخر من الآية: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]، وهو: ﴿ وَفِي أَنْفُسِهِمْ.. ﴾.

 

• وذلك في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الحج: 5]، وقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 13- 14].

 

حيث إعجاز القرآن في إخباره بمراحل تطور الجنين في الرحم، ويتحدث الدكتور (موريس بوكاى)[8] عن هذا التطور فيقول: "يتفق تطور الجنين في الرحم كما يصفه القرآن الكريم تمام الاتفاق مع ما يقرره العلم الحديث في هذا الصدد، ولا يحتوى وصْفُ القرآن لمراحل تَطوُّرَ الجنين على أي مقولة يستطيع العلم الحديث أن يعارضها أو ينقدها أو ينقضها من حيث تحديد هذه المراحل أو تتابعها... تنزل البويضة المخصبة لتعشش في تجويف الرحم، ويسمى القرآن الرحم الذى تعشش فيه البويضة بعد إخصابها بالمكان المكين في بعض الأحيان: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾، ويُستخدم تعبير الرحم والأرحام في أحيان أخرى، وذلك كما في قول الله: ﴿ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾.

 

ويتحقق استقرار البويضة بالرحم بواسطة امتدادات حقيقية تشبه عملية استقرار البذور في الأرض، وتنهل البويضة من جدار الرحم كل ما يلزم لنمو الجنين، ولم يتم الكشف عن هذه الامتدادات في البويضة مما تجعلها تلتصق وتعشش في جدار الرحم إلا في العصر الحديث، ولقد أشار القرآن الكريم خمس مرات إلى هذا التعلق الذى يتمثل فيه بدء عملية التناسل كما هو الشأن في آيتين من سورة العلق، وذلك في قول الله عز وجل: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1- 2]، وكلمة "العلق" تعنى: "الشيء يعلق بشيء آخر أو يتشبث به" وتجلط الدم يشبه العلوق ولذلك وجدنا المفسرين ينساقون إلى اعتبار وجود الجنين كجلطة دم هو بداية النسل، ومن الخطأ أيضًا اعتبار أن العلق هو مجرد التصاق شيء بآخر، إن للعلق في عملية التناسل معنى أكثر من معنى مجرد الملاصقة، إنه ملاصقة ذات تغلغل لشيء في شيء مع وجود حيوية... ويطلعنا القرآن الكريم على أن الجنين بعد مرحلة العلوق أو التشبُّث التي سبق أن أشرنا إليها، وهى مرحلة حقيقية في ضوء معلومات العلم الحديث يمر بها الجنين، وينتقل إلى مرحلة أخرى هى مرحلة التكوين "المضغة"، ويكون فيه الجنين قوامه "كقوام اللحم الممضوغ flesh chewed" ثم يتكون داخل اللحم الممضوغ أو "المضغة" النسيج العظمى -أكثر صلابة من لحم المضغة وأكثر ليونة من العظام المكتملة النمو-، ويعبر عن ذلك قوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون:13- 14]، فإذا كانت "المضغة" تشبه اللحم الممضوغ نجد أن "اللحم" المشار إليه هنا يشبه اللحم "غير الممضوغ" أي اللحم الذى لم يمضغ ولم يطبخ، وله قوام آخر غير قوام المضغة، وهذا التمييز بين هذين النوعين من اللحم في أول مراحل تكوين الجنين يستحق الالتفات.

 

تؤكد الدراسات العلمية الحديثة أن الجنين في المرحلة الأولى من مراحل تطوره يكون عبارة عن كتلة صغيرة من اللحم يمكن رؤيتها بالعين المجرد مثل قطعة من اللحم الممضوغ، ويتكون الهيكل العظمى في هذه الكتلة من اللحم الممضوغ، ثم تتشكل العظام، ثم تتغطى العظام بالعضلات التي تكسو العظام بطبقة من اللحم.

 

ومن المعروف أن بعض أجزاء جسم الجنين تتغير وأن بعضها الآخر يظل ثابتًا لا يتغير، وهذا هو المقصود بتعبير ﴿ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ الموجود بالآية الخامسة من سورة الحج، أي أنه يكون في هذه المضغة صفات تظل موجودة في خلقة الجنين مستمرة في مراحل نموه التالية وصفات أخرى تزول وتتلاشى بعد أداء وظيفتها في نمو الجنين.

 

ويذكر لنا القرآن أيضًا ظهور الحواس والأحشاء، وذلك في مثل قوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾ [السجدة: 9].

 

كما يشير القرآن الكريم إلى تحديد جنس الجنين بين الذكورة والأنوثة في مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾ [النجم:45- 46].

 

وتشير الآية الحادية عشرة من سورة فاطر، وكذلك الآية التاسعة والثلاثون من سورة القيامة إلى أن الله يخلق الذكورة والأنوثة في الأجنة.

 

وعند مقارنة هذه الحقائق القرآنية مع حقائق العلوم الحديثة. تتوافق وتتسق حقائق القرآن مع حقائق العلوم الحديثة، ولكن الاعتبار الأكثر أهمية هو ضرورة أن نأخذ في اعتبارنا المعلومات التي كانت سائدة قبل وأثناء عصر نزول القرآن وربما بعده بقرون كثيرة وكيف أنه لم تتسلل أي معلومات خاطئة من تلك المعلومات الخاطئة الكثيرة التي كانت شائعة في عصر نزول القرآن إلى آية واحدة من آياته، سواء في هذا المبحث من مباحث العلوم المختلفة أو ذاك.

 

إن المعاصرون لنزول القرآن لم يكونوا يمتلكون معرفة كثير من الحقائق العلمية التي أشارت إليها آياته في مثل هذه الموضوعات العلمية، وليس هناك أدنى شك في أن المعاصرين لزمن تنزيله من أوائل المفسرين لم يكونوا يستطيعون تفسير الوحى الإلهي المتعلق بهذه الموضوعات العلمية كما تيسر لنا ذلك بفضل الحقائق العلمية التي أصبحت متاحة ومعروفة لنا في العصر الحديث الذى نعيش فيه، وهى مزية لم تتحققَ إلى حد كبيرَ إلا بدءًا من القرن التاسع عشر.

 

وطيلة القرون الوسطى كانت الخرافات والأفكار الأسطورية التي لا تقوم على أي أساس علمي هي التي تسود مختلف المعتقدات في هذه الموضوعات التي تعتبر موضوعات علمية، بل لقد ظلت هذه الخرافات والأفكار الأسطورية سائدة بين الناس طوال قرون عديدة بعد العصور الوسطى.

 

إن المرحلة الحاسمة في تطور وتقدم علم الأجنة بدأت على يد "هارفى Harvey" الذى أعلن في عام 1651م أن كل مولود يبدأ تكوينه ويتأتى من "بويضة" وأن الجنين يتم تخليقه تدريجيًا في مراحل، مرحلة بعد مرحلة، ولا يتم تخليقه دفعة واحدة في مرحلة واحدة، ولقد أصبح التحقق من هذه الحقائق متاحًا ممكنًا بعد اختراع المجهر microscope الذى تم اختراعه واستخدامه قبل (هارفي) بوقت قصير، وعلى الرغم من ذلك ظل النقاش مستمرًا لوقت طويل بين علماء الأجنة عن دور الحيوان المنوي ودور البويضة في عملية الإخصاب وبدء الحمل، كان (بفون Buffon) عالم الطبيعيات المشهور على رأس فريق من العلماء يرون أن البويضة هي التي تسبب الإخصاب، وكان (بونى Bonnet) على رأس فريق آخر من العلماء يرون أن مبيض الأنثى يحتوى على بذور كل الكائنات البشرية ذكورًا وإناثًا يختلط بعضها بالآخر، واستمر الجدل بين مختلف وجهات النظر بين العلماء في هذه المسائل وأمثالها طوال القرن الثامن عشر، حتى استقرت الحقائق بفضل تقدم العلم ووسائل وأدوات العلم في عصرنا الراهن.

 

ولقد عرف الناس القرآن منذ أكثر من ألف عام، وكانت الخرافات والأساطير سائدة في العصر الذى نزل فيه القرآن، ولكننا نجد بالفعل أن الحقائق التي يذكرها القرآن بشأن موضوع علمي مثل موضوع التناسل البشرى، يعبر عنها بألفاظ سهلة بسيطة رغم أنها حقائق علمية قضت البشرية مئات السنين لتصل إلى معرفتها بالوسائل البشرية العلمية الخاصة بالبشر"[9].

 

وإذا ذكرنا إعجاز القرآن في علم الأجنة، لا ننسى أن نذكر العالِم الكندي البروفيسور (كيث مور) أحد أكبر علماء التشريح والأجنة في العالم، والحاصل على جائزة جرانت من الجمعية الكندية - الجائزة الأكثر بروزًا في حقل علم التشريح في كندا (جي. سي. بي)- في عام 1984م.

 

وقد قال البروفيسور (كيث مور) في أحد مؤتمرات الإعجاز العلمي في موسكو: "إن التعبيرات القرآنية عن مراحل تكون الجنين في الإنسان لتبلغ من الدقة والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث".

 

وفي مؤتمر الإعجاز العلمي الأول للقرآن الكريم والسنة المطهرة والذي عقد في القاهرة عام 1986؛ وقف الأستاذ الدكتور/ (كيث مور Keith Moore) في محاضرته قائلًا: "إنني أشهد بإعجاز الله في خلق كل طور من أطوار القرآن الكريم، ولست أعتقد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أو أي شخص آخر يستطيع معرفة ما يحدث في تطور الجنين لأن هذه التطورات لم تكتشف إلا في الجزء الأخير من القرن العشرين، وأريد أن أؤكد على أن كل شيء قرأته في القرآن الكريم عن نشأة الجنين وتطوره في داخل الرحم ينطبق على كل ما أعرفه كعالم من علماء الأجنة البارزين".

 

وقد أعلن البروفيسور/ كيث مور؛ إسلامه من زمن قريب.

 

وبعد أن اقتبسنا شيئًا يسيرًا من إعجاز القرآن في الهواء حيث: ﴿ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾، وفى الأرض حيث: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾، وفى الزمان حيث: ﴿ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾، وفى النفس البشرية حيث: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].

 

بعد هذا الاقتباس ما كان لنا أن نترك قول التوراة: " إنَّ العلي ألْهَمَ الناس العِلم لكي يُمجَّد في عجائبه.." "38/6 تتمة سفر أستير".

 

فسبحان الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وعنده غيب السموات والأرض.

 

ومما سبق من دلائل على أن القرآن هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم نذكر قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل:89].

 

حيث يخبرنا الله أن القرآن العظيم هو: منهاج كامل، فيه البيان الحق الشافي لأمور الدين والدنيا، فلا خير إلا دل عليه، ولا شر إلا حذر منه، وكل مسألة وكل مشكلة قديمة أو حاضرة أو مستقبلة فإن الحل الصحيح العادل لها في القرآن... فالعلم والعقيدة والسياسة ونظام الحكم والقضاء وعلم النفس والاجتماع والاقتصاد ونظام العقوبات وغير ذلك مما يحتاج إليه البشر، كل ذلك قد بينه الله في القرآن، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أكمل بيان، كما أخبر الله -تعالى- بذلك في الآية المذكورة حيث أخبر أن: القرآن تبيانا لكل شيء[10].

 

وهنا علينا أن نتعرف على ما يدعوا إليه القرآن؟ حيث إن القرآن الذى هو كلام الله وكتابه، قد دعا إلى اتباع دين الله في أرضه وشريعته الخاتمة، التي أتم بها ما أرسله من قبل إلى خلقه عبر رسله وأنبيائه، فالقرآن يدعو إلى الدين الخاتم، دين الإسلام.



[1] الأدلة القاطعة.

[2] عضو في الجمعية الأمريكية لطب الفضاء، وأستاذ لطب الفضاء بمعهد طب الفضاء بلندن.

[3] الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة البوية؛ د. أحمد مصطفى متولي، ص 44،43.

[4] تفسير الطبري.

[5] دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا.

[6] حسنه الشيخ الألباني؛ من السلسلة الضعيفة.

[7] الموسوعة الذهبية، ص442-443.

[8] (Maurice Bucaille)... جراح فرنسي شغلته المقارنة بين الأديان عن مهنة الطب والجراحة.

[9] [التوراة والإنجيل والقرآن بمقياس العلم الحديث؛ موريس بوكاي؛ تر جمة على الجوهري، ص248- 251].

[10] دين الحق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إطلالة على الإعجاز في القرآن والسنة
  • من خصائص الإعجاز القرآني
  • حلق رأس المولود بين الإعجاز العلمي والتحدي التربوي
  • موضوع عن التوائم

مختارات من الشبكة

  • المحاضرة الأولى: (مفهوم الإعجاز والمعجزة في اللغة والاصطلاح، والتجاوز والتوسع في أوجه إعجاز القرآن)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أوجه البلاغة: نحو تقريب البلاغة وتأصيل أوجهها النقدية ليوسف طارق جاسم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أوجه الخطأ المنهجي في توجيه النقد إلى المدرسة بمعزل عن علاقتها بالمجتمع: السياق المغربي أنموذجا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة الروض النضير في أوجه الكتاب المنير(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أوجه التلاقي والاختلاف بين الأدب الإنجليزي والأدب العربي: شكسبير أنموذجا "دراسة مقارنة" (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • علم اللغة المقارن والتقابلي: أوجه الشبه والاختلاف (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أوجه الاتفاق والاختلاف بين الأضحية والعقيقة(مقالة - ملفات خاصة)
  • بعض أوجه الموازنة بين قرائية مصر وقرائية المغرب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أوجه الرحمة في العبادات - الصلاة نموذجا(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أوجه الاختلاف والتشابه بين المترجم والكاتب(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- كيث مور لم يُسلم وبالدليل
Larbi - United Kingdom 30-11-2021 11:19 AM

السلام عليكم. كيث مور لم يسلم وأعلن عن ذلك صراحة وبوضوح في إجابته عن سؤال أحد الحاضرين عن ما إذا كان أسلم أم لا وقال بأنه لم يسلم ويحترم الإسلام وأنه متشبت بنصرانيته. أرجو التأكد من الحقيقة بارك الله فيكم. الفيديو متوفر على اليوتيوب.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب