• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

كلمة حول مناهج القراء العشر ورواتهم وطرقهم في المد والقصر

كلمة حول مناهج القراء العشر ورواتهم وطرقهم في المد والقصر
حامد شاكر العاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/8/2015 ميلادي - 17/10/1436 هجري

الزيارات: 26546

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلمة حول مناهج القراء العشر

ورواتهم وطرقهم في المد والقصر

 

الْحَمْدُ للهِ الذِّي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدهِ الْكِتَابَ ولَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَديداً مِنْ لَدُنُّهُ وَيُبَشِرَ الْمُؤْمِنينَ الذِّينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً، والصَّلاةُ والسَّلامُ الأَكْمَلانِ الأَتمَان عَلَى الْمَبعُوثِ رحَمةً لِلْعَالمينَ سَيدِنَا مُحَمَّدٍ الذِّي قَالَ: ((خَيركُمْ مَنْ تعلمَ القُرآن وعلمه)) [1] وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابتِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى هُدَاهُم واتَّبَعَ خُطَاهُم إلى يَومِ الدِّينِ وَالْمَآلِ وَبَعْدُ:

فقد يَعْسِرُ على بعض الدَّارسين في علم القراءات القرآنية معرفة مراتب القرَّاء العشرة ورواتهم وطرقهم في القصر والمدِّ، وما هو لفظي ومعنوي، وأوجه المدِّ والقصر التي تتمخض من جرَّاء اجتماع همزتين متقابلتين في كلمة أو كلمتين، أو عند تحقق الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري وغيره، أو عند إبدال الهمزات المنفردة، أو عند الوقف على أواخر الكلم كوقف حمزة على همز في وسط الكلمة أو طرفها. أو كيفية تقديم مدٍّ على آخر عند اجتماع سببين للمدِّ في كلمة واحدة كتقديم اللفظي على المعنوي، أو تقديم اللازم على الواجب. أو عند الوقف على المتصل المتطرف، لاسيما لدى القرَّاء والرواة الذين لديهم أكثر من مرتبة أو وجه كما عليه في أوجه مدِّ البدل الثلاثة لورش من طريق الأزرق، أو مراتب المد ِّفي المنفصل عند حفص عن عاصم من طريق طيبة النشر وغيره من الرواة والقرَّاء.


وقد يَعسِرُ أيضاً على طلبة هذا العلم الشريف تحديد أو ضبط مقدار المدِّ لكل نوع من أنواعه وكيف يقاس مقدار امتداد الصوت لغرض منع وقوع التفاوت والاضطراب والتنشز، وكلُّ ذلك يجب ويجب حتماً أن يؤخذ مشافهة من أفواه أهل الأداء الصحيح ومنع الاعتماد على النفس في ذلك وخاصة علم القراءات.


وقد يُصعب عليهم التمييز بين مذهب ومذهب، أو بين طريق وطريق في هذا الباب وغيره، لغرض منع وقوع الخلط والتركيب بينها. وقد بين ابن الجزري (رحمه الله) في كتابه (النشر في القراءات العشر) مجموع الطرق لكل قارئ فأوصلها إلى الألف طريق عند إضافة طرق أبي عمرو الداني والشاطبي.


وقد حذر علماؤنا من تعمّد الخلط والتركيب في القراءات أيما تحذير؛ فمن ذلك ما قاله الإمام النويري (رحمه الله) في شرح الدُّرة [2]: (والقراءة بخلط الطرق أو تركيبها حرام أو مكروه أو معيب)، وقال القسطلاني (رحمه الله) في لطائفه: (يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق وتمييز بعضها من بعض وإلاَّ وقع فيما لا يجوز وقراءة ما لم يُنزل) [3]، وقال العلَّامة المحقق والباحث المدقق الشيخ علي محمد الضباع (شيخ القرَّاء والإقراء بالديار المصرية الأسبق) عندما ذكر له التلفيق في القراءة: (هو خلط الطرق بعضها ببعض وذلك غير جائز) [4]، وقطع الأزميري (رحمه الله) بأن حكم التركيب التحريم وجعل الاحتراز عنه باعثه على تأليف كتابه (عمدة العرفان في تحرير أوجه القرآن) فقال في سبب تأليفه وجمع ما فيه من الطرق: (... احترازاً عن التركيب لأنه حرام في القرآن على سبيل الرواية أو مكروه كراهة تحريم كما حققه أهل الدراية)، وقال الشيخ المرصفي في هداية القاري إلى تجويد كتاب الباري: (وهكذا أقول لأقطع الطريق على كل مترخص يتلاعب بجلال كلام الله تعالى أفرأيت إن كان خلط القراءة وتركيب الطرق مجرد معيب أيليق بك أن تدل الناس عليه وترشدهم إليه وترخص لهم فيه؟) [5].


فرأيت من الضرورة بمكان تيسير هذا الباب على طلبة العلم وإبرازه لهم بشكل يستطيعون من خلاله التمييز بين منهج وآخر أو بين مرتبة وأخرى عند قيامهم بدراسة وتعلم مناهج القرَّاء في هذين الموضوعين التجويدين، فقد يَشْكِلُ على طالب العلم مثلاً المقدار الصحيح للمدِّ المنفصل عند حفص (رحمه الله) أهو حركتان أم ثلاث أم أربع أم خمس أم ست ومتى يقرأ بهذا وهذا والأحكام المتعلقة بها، وكثيراً ما يحدث مثل هذا الخطأ والخلط والتركيب بين القرَّاء وحتى بين المؤلفين[6].


أو يشكل أيضاً على مَنْ خَتَمَ القرآن على رواية حفص أو غيره ولم يعرف من أي طريق قرأ أو أخذ الرواية، وربما شيخه هو الآخر لا يعرف ذلك.


أو لا يعرف عند التقاء المنفصل والمتصل في آية واحدة كم يمدُّهما على رواية حفص من طريق الشاطبية أو طريق الطيبة.


وبعد هذا أقول: نعم وجدت مثل هذا عند بعض القرَّاء، وأحياناً يقع الخطأ واللبس أيضاً من المؤلفين ومعلمي التجويد كما قلنا. وقد نبه الشيخ عبد الفتاح المرصفي في هدايته إلى مثل هذا قائلاً في (التنبيه الخامس): (بخصوص التقاء المدِّين معاً - المنفصل والمتصل - حال الوصل لحفص من طريق الشاطبية. قال صاحب سراج المعالي: (فائدة) إذا كان المدُّ المنفصل يمدُّ أربع حركات فيمدُّ المتصل عند الوصل أربع حركات وخمساً، وإذا مدَّ المنفصل خمس حركات فلا يمدُّ المتصل أقل من خمس لأن مدَّه واجب ومدَّ المنفصل جائز وإذا نقص الواجب عن الجائز لم يصح..... قلت: وما ذكره صاحبا سراج المعالي وحل المشكلات رحمهما الله تعالى لعاصم أو لحفص عنه مبني على الأخذ بقواعد المدِّ الفرعي التي سنذكرها بعد ومن تلك القواعد: إن تقدم الضعيف على القوي من المدود كالمدِّ المنفصل على المتصل ساوى القوي الضعيف وعلا عنه، وإن تأخر الضعيف عن القوي كتقدم المتصل على المنفصل ساوى الضعيف القوي ونزل عنه، وهذه القاعدة وإن كان معمول بها لكنها هنا بالذات لا توافق قراءة عاصم ولا رواية حفص عنه وذلك لأن النص الوارد عن عاصم في هذه المسألة أن من مدَّ المنفصل عنه أربع حركات مدَّ المتصل أربعاً فقط، ومن مدَّ المنفصل خمساً مدَّ المتصل كذلك ففي المسألة وجهان فقط لا ثلاثة ويستوي في ذلك تقدم المنفصل على المتصل أو تأخره عنه وهذا هو الصواب، وما ذكره الشيخان فيما تقدم فهو سهو منهما بدليل أنهما مشيا على هذا النص الوارد عن عاصم أو حفص عنه في تساوي المدِّين عند الكلام على أحكام المدِّ المتصل المتطرف همزه الموقوف عليه سواء سبقه المنفصل أو المتصل فقالا ما يفيد أن من مدَّ ما قبل المتصل الموقوف عليه أربع حركات سواء أكان منفصلاً أم متصلاً مدَّ المتصل الموقوف عليه أربعاً ثم ستاً للوقف ومن السابق خمساً مد المتصل الموقوف عليه خمساً ثم ستاً للوقف) [7].


فكان من تقدير الله عز وجل أن أكتب في المدِّ والقصر رغم صعوبتهما وحساسيتهما، وقد اعتمدت على مصادر المحققين بالدرجة الأولى الذين قطعوا لكل قارئ أو راوٍ مذهبه بالقصر أو المدِّ.


فحروف المدِّ كما هو معلوم لدى الجميع ثلاثة، مجموعة في قوله تعالى ﴿ نُوْحِيهَا ﴾ من الآية (49) في هود، وفي قوله ﴿ أُوتِينَا ﴾ من الآية (42) في النمل، وقوله ﴿ أُوذِينَا ﴾ من الآية (129) في الأعراف والحروف هي: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها.


ويجري المدُّ أيضاً على حرفي اللين: الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها ولكن بأقل درجة من حروف المدِّ الثلاثة المتقدمة [8].


وسميت بحروف المدِّ لامتداد الصوت بها ولضعفها من أجل اتساع مخرجها. قال الجعبري: (المدُّ طول زمان صوت الحرف واللين أقله، والقصر عدمهما) [9]. وقال الدكتور غانم قدوري: (لكل حرف لغوي طول زمني معين، وبعض الحروف أطول من بعض، فحروف المدِّ أطول الحروف، والحروف الشديدة أقصرها زمناً في النطق، والحروف الرخوة متوسطة بين هذه وتلك، ولا يحتاج القارئ إلى مِران طويل لضبط النطق بالحروف الشديدة والرخوة، لكن ضبط النطق بحروف المدِّ يحتاج إلى عناية خاصة لقابليتها للامتداد، ووضع علماء العربية والتجويد قواعد تبين مقادير المدود) [10].


والمدُّ ينقسم إلى قسمين طبيعي وفرعي: فالطبيعي: هو الذي لا تقوم ذات الحرف إلاَّ به، ولا يتوقف على سبب من سببي المدِّ السكون والهمز، وأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن حده ولا يزيد عليه، ومقداره حركتان فقط من غير زيادة أو نقصان.


وهناك فروع أخرى ألحقها العلماء بالمدِّ الطبيعي حكماً فتمدُّ بمقدار حركتين كالعوض والتمكين وصلة ميم الجمع الصغرى وصلة هاء الضمير الصغرى.


قال الإمام الجمزوري [11] (صاحب التحفة) في (المدِّ الطبيعي):

والمدُّ أصلي وفرعي له
وَسَمِّ أولاً طبيعياً وهو
ما لا توقف له على سبب
ولا بدونه الحروف تُجْتَلَب
بل أيُّ حرف غير همز أو سكون
جا بعد مدِّ فالطبيعي يكون


والفرعي على قسمين: لفظي ومعنوي، فأما اللفظي: فهو المدُّ الذي يتوقف على سبب من سببي المدِّ السكون والهمز، وأنواعه خمسة: اللازم، والمتصل، والعارض للسكون، والمنفصل، والبدل.


فأما اللازم والعارض فسببهما السكون، وأما المتصل والمنفصل والبدل فسببها الهمز. وللقرَّاء العشرة في تلكم المدود الخمسة مراتب وطرقاً وكل واحد منهم على منهجه فيها.


قال الإمام الجمزوري في (المدِّ الفرعي وأنواعه):

والآخرُ الفرعيُّ مَوْقُوفٌ على
سَبَبٍ كَهَمْزٍ أَو سُكُونٍ مُسْجَلا
حُرُوفُهُ ثَلاثَةٌ فَعِيهَا
مِنْ لَفْظٍ وَايٍ وَهيَ في نُوْحِيْهَا
وَالكَسْرُ قَبْلَ اليا وَقَبْلَ الواوِ ضَمٌ
شَرْطٌ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلِفٍ يُلْتَزَمْ
لِلمِدِّ أَحْكامٌ ثَلاثَة تَدُومُ
وَهيَ الوُجُوبُ وَالجَوازُ وَاللُّزُومُ


وقال في (المدِّين المنفصل والمتصل):

فَواجِبٌ إِنْ جاءَ هَمْزٌ بَعْدَ مَدّ
في كَلِمَةٍ وَذا بِمُتَّصِلٍ يُعَدُ كُلُّ
وَجائِزٌ مَدُّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ
بِكِلْمَةٍ وَهذا المُنْفَصِلْ

 

وقال في (المدِّ العارض للسكون):

وَمِثْلُ ذا إِنْ عَرَضَ السُّكونُ ♦♦♦ وَقْفا كَ(تَعْلَمُونَ) نَسْتَعينُ

 

وقال في (مدِّ البدل):

أَوْ قُدِّمَ الهَمْزُ على المَدِّ وَذا ♦♦♦ بَدَلٍ كَ(آمِنوا) وَ(إِيماناً) خُذَا


وقال في (المدِّ اللازم وأقسامه):

وَلازِمٌ إِنَّ السُّكُونَ أَصْلاً وَصْلاً
وَوَقْفَاً بَعْدَ مَدٍّ طَوِلا
أَقسامُ لازِمٍ لَديْهِمْ أَرْبَعَه
وَتِلْكَ كَلِميُّ وَحَرْفيٌّ مَعَهْ
كِلاهُما مُخَفَّفٌ مُثَقَّلُ
فَهذِهِ أَرْبَعَةٌ تُفَصَّلُ


فقال في (الكلمي المثقل والمخفف):

فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ
مَعَ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ كَلْمِيٌّ وَقِعْ
أَوْ في ثُلاثِيِّ الحُرُوفِ وُجِدَا
وَالمدُّ وَسْطُهُ فَحَرْفِيُّ بَدا
كِلاهُما مُثَقَّلٌ إِنْ أُدْغِمَا
مُخَفَّفٌ كُلُّ إِذا لَمْ يُدْغَما


وقال في (الحرفي المثقل والمخفف):

وَاللاَّزِمُ الحَرْفِيُّ أَوَّلَ السُوَرْ
وُجُودُهُ وَفي ثَمانٍ انْحَصَرْ
يَجْمَعُها حُرُوفُ كَمْ عَسَلٍ
نَقَصْ وَعَيْنُ ذُو وَجْهَينِ وَالطُّوُل
وَما سِوى الحَرْفِ الثُّلاثِي لا أَلفٌ
أَخصُ فَمَدُّهُ مَدَّاً طَبيعيَّاً أُلِفْ
وَذَاكَ أَيْضَاً في فَواتِحِ السُّوَرْ
في لَفْظِ حَيٍّ طاهِرٍ قَدِ انْحَصَرْ
وَيَجْمَعُ الفَواتِحَ الأَرْبَعَ عَشَرْ
صِلْهُ سُحَيراً مَنْ قَطَعَكَ ذَا اشْتَهَرْ


وأما المعنوي: فهو الذي يتمثل بمدِّ المبالغة بنوعيه: التعظيم، والتبرئة. والمقصود بمدِّ التعظيم: هو نفي الألهية سوى الله سبحانه وهذا يتمثل بمد الألف في (لا) من قوله تعالى: ﴿ لا إلَهَ إِلاَّ اللهَ ﴾، ﴿ لا إلَهَ إِلاَّ هُوَ ﴾، ﴿ لا إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ﴾ لمن مذهبه القصر في المدِّ المنفصل، وكذلك الحادرون في القراءة.


والمقصود بمدِّ التبرئة: المبالغة بالنفي كما في قوله تعالى: ﴿ لا رَيْبَ ﴾ في (البقرة 2)، ﴿ لا شِيَّةَ فِيهَا ﴾ في (البقرة 71) وغيرهما. وهذا النوع جاء من طريق الطيبة وليس من الشاطبية [12]. وسنبين مذاهب القرَّاء فيه إن شاء الله والأحكام المتعلقة به.


إن هذه الأنواع من المدود وأقسامها سنعرضها بشيء من التفصيل في مباحث مستقلة لمعرفة طرقها وأوجهها، والرأي الذي استقر عليه المحققون فيها. لأننا في كتابنا هذا نركز على باب المدِّ والقصر، لاسيما في أنواع المدود، وكل ما يتعلق بها.


وبادئ ذي بدئ علينا أن نبين أراء المتخصصين في كل نوع من أنواع المدِّ ومراتبه وما يلتحق به، ونترجم للقرَّاء العشرة ومشايخهم وراويهم، ونتعرف على طرقهم ومناهجهم في المدِّ والقصر، ليتسنى لنا تسلسل المراجع والتآليف من أجل أن نصل - بعد توفيق الله عز وجل - إلى ما نَصْبُوا إليه. والقرآن محفوظ بحفظ الله عز وجل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد اعتنى به العلماء أيما اعتناء، فوصل إلينا بحمد الله غضاً طرياً كما هو الآن والحمد لله رب العالمين.


(يتم نشر سلسلة المقالات تباعاً بمشيئة الله)



[1] رواه الإمام البخاري في الصحيح - باب فضائل القرآن - رقم الحديث (4639).

[2] كتاب الدرة المضيئة في القراءات الثلاث المرضية لابن الجزري احتوى القراءات الثلاث المتممة للقراءات السبع وهي قراءة أبي جعفر المدني، ويعقوب الحضرمي، وخلف بن هشام عن اختياره.

[3] نقلاً من كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري للإمام المرصفي 1 / 299.

[4] ينظر: صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص: للعلّامة الشيخ محمد الضباع شيخ القرّاء والإقراء بالديار المصرية ص 2.

[5] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1 / 299.

[6] قال الشيخ عبد الفتاح المرصفي في هداية القاري 1 / 285: رداً على أحد المؤلفين بأنه أطلق مراتب المدِّ المتصل لحفص (4 - 5 - 6) ولم يحدد المذهب أو الطريق، وكذلك زاد المؤلف مرتبة القصر في المدِّ المنفصل فجعل لحفص ثلاث مراتب (2 - 4 - 5) ولم يحدد المذهب أو الطريق أيضاً. قال (ولا ريب أن إطلاق الزيادة بالإشباع لحفص في المدِّ المتصل أو بالقصر له في المدِّ المنفصل على هذا النحو الذي تضمنه كلام الدكتور ليس صواباً ذلك أن مرتبة الإشباع هذه التي زادها الدكتور لحفص في المدِّ المتصل لم ترد من طريق الشاطبية الذي هو طريق عامة الناس وإنما تصح له - كبقية القرَّاء العشرة - من طريق طيبة النشر في قول وكذلك فإن قصر المنفصل لحفص لم ينقل عنه من طريق الشاطبية كذلك ولكن ثبت له من طريق طيبة النشر).

[7] ذكرته بتمامه لغرض الفائدة. ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/ 303.

[8] سمي ليناً لخفته بسبب وجود الفتحة قبل حرف الواو أو الياء الساكنتين كما في (خَوْف)، (بَيْت)، وفي حالة الوصل يعامل معاملة الطبيعي بمقدار مدِّه.

[9] ينظر: الميسر في علم التجويد ص 113

[10] ينظر: الميسر في علم التجويد - أحكام المد والقصر - ص 113.

[11] هو: سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري، ولد بطنطا مصر في ربيع الأول سنة بضع وستين بعد المائة والألف هجرية. ينظر: الملخص المفيد ص 25.

[12] هو: الإمام العلَّامة ولي الله أبو محمد قاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرُّعَيني الأندلسي ثم الشاطبي المقري الضرير، شيخ القرَّاء. صاحب القصيدة اللامية المسماة بـ (حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات)، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا ً، جاء عنه أنه قال: (لا يقرأ قصيدتي هذه إلاَّ وينفعه الله بها، لأنني نظمتها لله)، كان أوحد زمانه في النحو واللغة، عارفاً بعلم الرؤيا، حسن المقاصد مخلصاً فيما يقول ويفعل، وقرأ القرآن الكريم بالروايات، فمن شيوخه: أبو عبد الله بن أبي العاص، وأبو الحسن ابن هذيل، وأبو الحسن بن النعمة، وغيرهم، انتفع به خلق كثير، ومن تلاميذه: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وعبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وأبو الحسن السخاوي، والكمال علي بن شجاع، وغيرهم.. توفي في الثامن والعشرين من جمادي الآخرة سنة (590 هـ) بالقاهرة. ينظر: النشر في القراءات العشر1/ 61.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحكام المد والقصر
  • هاء الضمير وما ألحق بها من حيث المد والقصر
  • تعريف المد لغة واصطلاحا، وكيفية وصوله إلينا
  • القصر في التجويد
  • المد الطبيعي (الأصلي) تعريفه وأقسامه
  • مناهج القراء في ميم الجمع
  • مناهج القراء في هاء الكناية
  • مناهج القراء في الهمزة المنفردة إذا كانت ساكنة
  • المد والقصر عند ورش

مختارات من الشبكة

  • إعراب البسملة إعرابا كاملا | هل عدد كلمات البسملة 10 كلمات ؟!(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • فضل التهليل بكلمة التوحيد: الكلمة الطيبة كلمة الإخلاص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسيرة اللغة العربية.. كلمة التاريخ وكلمة الواقع(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصة ست كلمات (ق.س.ك)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مناهج القراء في اجتماع همزتين من كلمة أو كلمتين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة (لغة) عربية أم معربة؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المد المنفصل (التعريف والحكم والأقسام)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جدول معاني الكلمات لبعض قصار السور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب