• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تأملات في سورة البقرة (1)

إبراهيم العيدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/6/2015 ميلادي - 16/8/1436 هجري

الزيارات: 262119

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في سورة البقرة (1)


بسم الله، رب يسِّر يا كريم..

هذه مجموعة تأملات وتدبرات، يسَّر الله كتابتها في قالب تغريداتٍ قبل ثلاثة أعوام، مِن مَعين سورة البقرة "من الآية 1 إلى الآية 211"، سائلاً الله أن ينفَع بها كاتبها وقارئها.

 

1- في صدر سورة البقرة:

أول صفات المتقين إيمانهم بالغيب - وهي المحكُّ وبيت القصيد - البشَر يؤمنون بالمُعايَنات، ويتفاوتون في الغيبيَّات.


2- ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 5].

ذكَر أنهم "على"، وهي تُفيد الاستعلاء؛ دليل استقرارهم على الهدى وثَباتهم عليه.


3- مِن الأعمال التي تؤدي إلى الثبات على الهداية: الأعمال الأربعة في صدر سنام القرآن، قال بعدها: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى ﴾ [البقرة: 5].


4- من لم يُرد الحقَّ حُرِمه، تأمَّل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ﴾ [البقرة: 6]... فبعدما كفَروه حُرموا هدايته.


5- نزَل قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ﴾ [البقرة: 6]... كما ذكَر جمعٌ من المفسرين: في قومٍ أحياءَ، سُلبوا الهداية من أصلها، فكيف بمن أُعطي؟! أوَليس سلْبُه أهون؟!


6- ختمُ الرسائل إغلاقها، وختمُ القلوب صمُّها، فلا والج ولا خارج، يا إلهي: شمع باب البيت وقطعت الطرق!

إنها نقمة الله، ربَّنا فأعِذنا.


7- ﴿ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾ [البقرة: 7].

على حرف استعلاء، فكأنما علَت الغشاوة أبصارهم؛ فلذلك - والله أعلم - أتى بـ"على"تارة أخرى.


8- ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ [البقرة: 10]:

ذِكره للظرف (في) دلالة استقرار المرض في أفئدتهم، وتمكُّنه منها، فلم يعبِّر بالوصف وإنما أتي بالظرف.


9- مِن أشد العقوبات أن يُحرَم العبد نور الله الذي يميز بين الإصلاح والإفساد، بين الخير والشَّر، بين العقل والسَّفَه، ثم يخذل فيعمه في طغيانه يحسب حقًّا.


10- البيع والشراء قائمٌ على أمرين: الرِّبح وحفظ رأس المال، وكلاهما تُحرَمه إذا اشتريتَ الدنيا بالأخرى؛ ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16]، فضاع رأسُ مالهم!


11- أسهَب الإمام ابن القيم رحمه الله موفَّقًا في تلطيفِ وإيضاح المثَل الناريِّ والمائي (الآيات ١٧ - ٢٠ البقرة)، فليُراجعه مَن أراد، خاصة مَن يبحث عن رقَّة قلبه.


12- أول نداء في القرآن: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، تعبَّدَك ربُّك بألطفِ أسلوب، فالتزم المطلوب.


13- الغاية العظمى، والوصيَّة الكبرى: التعبُّد والتقوى، وكلاهما قرينُ الآخر؛ تأمل: ﴿ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾، و﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]...


14- لا يذلُّ المرء إلا لقادرٍ أو رازق؛ لذا - والله أعلم - أتى بعد الأمر بالعبادة قولُه: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ [البقرة: 22]... الآية، فتأمَّل!


15- ما خُلقت الأرض مَبسوطة، ولا السماءُ مرفوعة، ولا أُنزل وأُخرج الرزق إلا لك يا ابنَ آدم؛ ((فلا تَنشغِل بما خَلَقتُ لك عما خَلقتُك له))!


16- قوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23] دليلُ بشريَّته صلى الله عليه وسلم؛ فكلُّكم بشَر، وهذا كلامٌ لا يُضارعه البشر.


17- ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ ﴾ [البقرة: 24]، النار تَضطرِم في وَقودها أشدَّ مِن اضطرامها فيما سواه، وقد جُعِلَ مستحقُّوها وَقودًا لها؛ ليَصطلوا بها أيَّما اصطِلاء!


18- ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 25]، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37] أوامرُ إلهيَّة، وسننٌ محمدية، يُغفَل عنها كثيرًا، ولله دَرُّ: ((بشِّروا ولا تنفِّروا))، فبَشِّر إخوتَك.


19- غالبًا يشوق الرجل إلى المرأة كنعيمٍ في الجنة، وليس العكس، ولعلَّ العلة - والله أعلم - أنَّ عادة العرب تشويقُ الرجال دون المرأة، ولحياءِ المرأة مِن مثل هذا.


20- الكل يَنتسِب إلى الحق، ومع ذا فالحقُّ حق؛ لأنَّ الحق لا يتبعه إلا أهل قوله وعمله واعتقاده، يا لله! واحد بحدين؛ ﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 26].


21- مَن تفكَّر في حياته وموته وبعثه بعينِ قلبه، وطالَع ذاك بكامل بصيرته طالبًا الحق، حُفظ يقينًا مِن الكفر والرِّدة والانتكاسة عن الصراط؛ ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ﴾ [البقرة: 28]...


22- ذكَر الله إنزالَ آدم إلى الأرض قبل خلقِه، ومِن ثَم إسكانه الجنة؛ دلالة على عظيم حكمة الله ومحبَّته لآدم؛ إذ قُدِّم بين يديه، حتى إذا عَصى ذُكِر أنَّه خليفة في الأرض.


23- فُطرت الخلائق على إنكار المنكر والأمر بالمعروف؛ ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]، وعلى عبودية الله وتعظيمه؛ ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30].


24- لا يَنقص من القَدْر قولُ: ﴿ لَا عِلْمَ لَنَا ﴾ [البقرة: 32]، وإنما يَنقص منه تركُه حين الجهل؛ ملائكة العليم قالته وأردفته بقولها: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].


25- الاعتراف بالفضل لصاحب الفضل، والعلمِ لصاحب العلم، والحكمةِ لصاحب الحكمة - خلقٌ ملائكي؛ ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].


26- تركُ الأمر أعظمُ مِن اقتراف النهي، تأمَّل: أكل آدم من الشجرة، وترك إبليس السجدة!


27- من سنن الله: أن المحرَّم يسيرٌ جدًّا بجانب المباح، ﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ [البقرة: 35]؛ الجنة: البستان كثيرُ الشجر ملتفُّه.


28- الأصل بقاء الإنسان على عدالته، حتى يَنزع بيدَيه ثوب العدالة، أو يلوِّثَه، تأمل: ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35].


29- تختلف درجات العداء ومراتب الأعداء؛ فعداء آدم لإبليس ليس كعدائه لحواء، فتفطَّن لهذه: ﴿ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ [البقرة: 36].


30- يا لرحمته! يُخطئ في حقِّه بعلمه، وتحت قدرته، فيَهدي المخطئ للتوبة ويُعينه عليها، ثم يكرمه أخرى بالتوبة نفسِها، تفكر: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة: 37].


31- ﴿ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37]: يَبين للمتدبر من هذه الجملة: أن التوبة والرحمة مِن عوائد الله وفضله، فسبحانه قادر على الأخذ، مقدِّم للإرجاء.


32- ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى ﴾ [البقرة: 38]؛ ذكره لـ﴿ جَمِيعًا ﴾ وضمير الجمع في ﴿ يَأْتِيَنَّكُمْ ﴾ مع أن المكلَّفين اثنان - دلالةٌ على كثرة الذَّراري بعدَهما.


33- ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ﴾ [البقرة: 38]؛ نسَب الهدى لنفسه سبحانه ولم يُطلِقه؛ ليخلِّص عباده من رقِّ الذلة لغيره؛ فالحمد لله.


34- ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]، مَن اهتدى بهدى الحقِّ - جلَّ ذِكره - أمِن من خوفٍ من الماضي، وحزنٍ في المستقبل.


35- المهتدي بهدى الحق سبحانه لا خوفٌ عليه من أذى الضالين، ولا يَحزُنه كلام المبطلين؛ ناصره قول أحكم الحاكمين: ﴿ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38].


36- "يا بني إسرائيل" ناداهم بجَدِّهم النبي العابد؛ ليَلفت - والله أعلم - قلوبَهم إلى دينهم العتيق، وليستميل أفئدتهم إلى الحقِّ بثناءٍ لا يُطغي عن اتباع الحق.


37- أهل السبق في جل الأشياء يأخذون بالدفَّة، فيَمخَرون بباقي الركب بسبب أسبيقيَّتِهم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ﴾ [البقرة: 41]، وقال: ﴿ أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 51].


38- عالِم السوء يَشوب الحقَّ بالباطل ويَلبِسه به، أو يَكتمه بالكليَّة؛ ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 42].


39- مزج الحق بالباطل يُصيره باطلاً، وهو وكتمانه سواء، جُمِعَا بـ"الواو" دلالة المساواة: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ ﴾ [البقرة: 42].


40- أمرٌ بالإيمان، ثم الصلاة، فالزكاة؛ تطهير الروح يَليه تطهير البدن، فالمال؛ ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ ﴾ [البقرة: 41] تُعقب بـ: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43].


فكُن طاهرًا!


41- أتت في سياق المدح والثناء: ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]، أتَت بعد الأمر بالصلاة، مشيرةً - والله أعلم - إلى فضل شهود صلاة الجماعة، فطوبى لصاحب الجماعة!


42- ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 43] أمرَ سبحانه بها، ولم يُفصِّل في القرآن كيفيتها عدا صلاة الخوف؛ دلالةً على وجوب الأخذ بالسنَّة والاهتداء بها، فالحمد لله.


43- من أعظم السَّفَه تركُ فعل الخير والبرِّ بعد العلم به! تأمل: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].


44- ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44]: أنكَر عليهم تركَ البرِّ لا الأمرَ به، فالحثُّ على الخير شيء، وتَركُ فعلِه شيء آخر؛ فالبرُّ يُقبل حتى مِن تاركه.


45- يوبَّخ العالِمُ أشدَّ التوبيخ بمخالفته العلمَ على عِلم! تأمل: ﴿ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].


46- ينفر الناسُ مِن أمر الآمر المخالِف لأمره؛ لذا ذمَّ الله مَن يأمر ويترك؛ فقال: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].


47- للعالِم سلطانٌ منَحه الله عز وجل إيَّاه، تأمَّل: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ ﴾ [البقرة: 44]؛ فللآمِر على مَن هو دونَه سلطان.


48- جعل الله الصبر والصلاة مُسْتَعانًا يَستعين بهما عبادُه المخلِصون المخلَصون، فقال سبحانه: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45].


49- يحتاج الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إلى المُعين، وإلا لضَعُف، فوجَّهه محبُّه سبحانه إلى الصبر والصلاة، تأمَّل: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ ﴾ [البقرة: 44]... أتى بعدها: ﴿ وَاسْتَعِينُوا ﴾ [البقرة: 45].


50- مِن طرائق الخشوع في الصلاةِ الصبرُ على الصلاة؛ ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45].


51- لا تَسهل الصلاة إلا على الخاشعين، ولا يَسهل أمرُها إلا عند الفاسقين.


52- الخشوع في الصلاة آيةُ الإيمان بالله والشوق للقائه؛ تأمل: ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45، 46].


53- ذِكر النِّعم بَريد قَبول الحق، ورقَّة القلب، أوصاهم بذِكر النِّعم: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 40]، ثم أمرهم: ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ ﴾ [البقرة: 41]، ووعَظَهم: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا ﴾ [البقرة: 48].


54- الصبر والشكر أعظمُ واقٍ من هول وشرِّ يوم القيامة، ذكَرَهما ثم أعقبَهما: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا ﴾ [البقرة: 48]...


55- ﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 49] ذكَر أنه بلاءٌ منه، وفي هذا حفظٌ لقلوب بني إسرائيل أن تَمتلئ خشية وتعظيمًا لفرعون، فاعتبِروا يا أولي الأبصار!


56- الأمَّة بشَبابها؛ تَقوى أو تَضعُف بهم، وقد أدرَك فرعون هذه الحقيقة، فجعل جندَه "يذبِّحون أبناءَهم"، فعاشوا الذُّل؛ فكيف بأمة قُتل شبابُها ولا يزالون أحياء؟!


57- مِن أشد العقوبات على الرجال إبقاءُ نسائِهم أحياء، وذلُّهن تحت أيدي أعدائهم بعد موتهم؛ ﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾ [البقرة: 49].


58- ﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ﴾ [البقرة: 50] البحر جنديٌّ من جنود الله، أُمِر فكفَّ عن موسى، وأُمِر فالْتَهَم فرعون، وبقي البحرُ هو البحر!


59- من سنن الله أن ينتقم لأهل الحق، ويَشفيَ صُدورهم من أهل الباطل، تأمل: ﴿ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [البقرة: 50].


60- مِن أعظم ظُلم النفس: الانتكاسةُ عن الحق بعد ابتعاد الصالحين عنها؛ تأمل: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [البقرة: 51].


61- أدَّب الله أنبياءه بأحسَن الآداب، ومعاملتُهم لأقوامهم دلالة ذلك؛ اقرأ إن شئت: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ ﴾ [البقرة: 54]؛ ضمَّهم إليه ليُشعِرَهم بقُربهم منه وحرصه عليهم.


62- ذكَر موسى: ﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ [البقرة: 54] ولم يقل: إلى التوَّاب مثلاً؛ لأنه - والله أعلم - عندما كان جُرمُهم اتِّخاذَ العجل ربًّا، أمرَهم بالتوبة إلى بارئهم إلههِم الحق.


63- مِن سَعة رحمة الله وحبِّه لتوبة وأوبةِ عباده له: هدايتُه إياهم للتوبة وتيسيرها لهم؛ تأمل: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾ [البقرة: 58]... الآية.


64- ﴿ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 58] مِن كل شيء خيرًا، وعدٌ حسن مِن الله الذي أحسَن كلَّ شيء خلقه وأمره.


65- العصيان بالطاعة أو تبديل الطاعة لتقارب المعصية ظلمٌ وفسوق، بدَّلوا "حطة": "حنطة"، فوُصفوا: ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [البقرة: 59]، وأُعقبَت: ﴿ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [البقرة: 59].


66- أمر الله طاهرٌ قدوسٌ، لا يحرِّفه إلا الظَّلَمة الأنجاس: ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ﴾ [البقرة: 59]، إنما يَنزل "رِجزُ السماء" على "رجس الأرض" ليُذهبَه.


67- ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾ [البقرة: 60]، تُلقَى فتَنقلب حية من ميتة، يُضرب بها الحجرُ فيتَشقَّق ماء، ويُضرب بها الماء فيصير حجَرًا!


لأنها كلَّها بـ﴿ فَقُلْنَا ﴾ [البقرة: 60]، فسبحانه!


68- ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة: 60] فبالفطرة الناس مهديُّون، مَدلولون على ما يُصلحهم، ما لم يَشوبوا مَشاربهم بالفساد؛ ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60].


69- الرِّزق من الله، فلا تبتئس، فإذا أردتَ ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 60]، فقدِّم قبلَها: ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى ﴾، وأعْضِدْها بفِعل السبب: ﴿ اضْرِبْ بِعَصَاكَ ﴾.


70- ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى ﴾ [البقرة: 61] إذا ضاق بالنَّاس الأمر فَزعوا إلى أهل الصَّلاح منهم، أبى الله إلا أن يُعزَّ أهل طاعته!


71- غالبًا ما يَرى الإنسان بمنظاره القاصر أن بعض الأمر خيرٌ له، فيقرِّره ويقرُّه، ثم يعيش بعده تَبِعات قراره الخاطئ؛ ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]؟!


72- ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61] سبيلُ الحصيف في الدنيا، المنيف على الأمور بعينِ عقله، دالِّه إلى الخير الأعظم في الآخرة.


73- ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾ [البقرة: 63] نهجُ العقلاء: أخذُ الأمر بحقِّه، أو تركُه لحقِّه، أما أخذه والضعف فيه فمذهبُ غيرهم.


74- ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ ﴾ [البقرة: 63]، لا يَصلُح كَنزُ العلم دون إخراجه، فزكاةُ العلم تعليمُه الناس.


75- ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 63]، العلم طريقٌ موصلة لتقوى الله.


76- ﴿ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [البقرة: 64] أصلٌ لو عَلِمه المغرور بدينه أو عِلمه أو عَملِه لكفَّ ولخرَّ لله ساجدًا! فالحمد لله.


77- العاقل يَعتبر بمن سلَفه، فيُقدِم حينًا، ويُحجِم ساعةً، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ ﴾ [البقرة: 65].


78- الاستهزاء في الغالب من صفات الجهال، ﴿ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67].


79- ﴿ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾ [البقرة: 68]، عجبٌ استنكافُ الرقيق على مالكه؛ فالأصل الإذعان والتسليم، والإتيان بالأمر!


80- نِسبةُ القول لقائله، والنظم لناظمه - أدبٌ نبوي، يَبعث الراحة على القائل والناقل، تأمَّل قول موسى عليه السلام: ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ ﴾ [البقرة: 68]...


81- الوحي مَلاذٌ من الشبهات، ومُنجٍّ منها؛ ﴿ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ﴾ [البقرة: 70]، فطلَبوه فأصبحوا ﴿ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 70].


82- ذكَر القلوب ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [البقرة: 74] وأعقَبَها: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]، مربِّيًا للمؤمنين ومهذبًا لسلوكهم؛ فقد يَعلم الله سوء عمَلِكم، فيُقسي قلوبكم؛ "فاحذَروه".


83- الذنوب حجاب حاجزٌ عن الخير، حُرِموا الإيمان بتحريفهم كتابَ ربِّهم، تأمَّل: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ﴾ [البقرة: 75]...


84- الرضا بالمعصية كفِعلها؛ حُرموا الإيمان لمعصية فريق: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ﴾ [البقرة: 75]، فاحذر أن تؤتَى أمَّتُك مِن قِبَلِك.


85- ليس كل مَن ألان لسانه للحق كان مِن أهله: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا ﴾ [البقرة: 76]، أذعَنوا بألسنتهم لِتَسلم لهم أعناقُهم..


86- عظيمٌ على النفس فُشوُّ سرِّها؛ ﴿ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [البقرة: 77]؟!


87- مِن أعظم الجهل أن تظنَّ باعتقادٍ أو قول أو عمل أنك قادرٌ أن تُفلِت من علم الله؛ ﴿ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [البقرة: 77]؟!


88- ﴿ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [البقرة: 77]؟! يَستبشر المؤمنُ بهذه الآية من وجهين:

١- إيمانه بحفظ الله له مِن مَكر أعدائه.

٢- يقينه بحفظ الله لأعماله.

 

89- تجريد القراءة عن الفَهم مذموم، وهو داعٍ إلى تخبُّط المرء بالظنون والأماني؛ تأمل: ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [البقرة: 78].


90- إذا اغتر الإنسان بنفسه، قادَه غرورُه إلى الكذب المنعكس، فيكذب ويصدق كذبته، تأمل: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا ﴾ [البقرة: 80].


91- ﴿ فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ﴾ [البقرة: 80] آيةٌ تطمئنُّ لها النفوس المؤمنة، وتسلي وتتسلَّى بها، فهل من مدَّكر؟!


92- السيئة كالأفعى، إن لم تُبادر كفَّها بآلة التوبة، التفَّت عليك فأهلَكَتك، تأمَّل: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ [البقرة: 81]...


93- ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ [البقرة: 81] نَكَّر سيئة، فشَملَت بهذا كلَّ سيئة؛ صغيرة أو كبيرة، فاحذر وتذكَّر: ((إيَّاك ومحقَّراتِ الذنوب))!


94- ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83] أمَر به، ولم يُحدِّد مَصرفه، فعمَّ كلَّ خلقِه بإحسانه، فيا ليت شعري: هل مِن متَّعظ؟!


95- التولِّي عن الحق إمَّا أن يكون جهلاً بالحُكْم أو جهالةً بالحَكَم، وأعظم النِّقم أن تُسلَب العِلمَ بالحَكَم وحُكمِه: ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83].


96- ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ﴾ [البقرة: 84] عبَّر عن الغير بالنفس، وفي هذا إشارةٌ إلى قوة الرابطة بين أبناء العقيدة...


97- ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ﴾ [البقرة: 84] عطفُه بعدم سفك الدماء والتشريدِ على التوحيد دلالةُ عِظَمِها، فكيف بعقوبةِ مَن لا يُبالي بها؟!


98- ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ﴾ [البقرة: 84]، أخذُ الميثاق على الشيء إشارةٌ إلى عظمَتِه وشناعةِ مخالفة ميثاقه؛ انظر إلى عظمة الموثق.


99- لا يَزال المرء متخبِّطًا ما خالفَ ميثاقَ الله! تأمل: ﴿ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ ﴾ [البقرة: 85]... الآية.


100- الدِّين كلٌّ لا يتجزأ، وليس لأحدٍ الخِيَرة في الفِعل والترك، إلا فيما خيَّره الله ورسوله فيه؛ ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ [البقرة: 85].


101- تعطيل الشريعة سبيل الخزي في الدنيا، والعذابِ في الآخرة؛ ﴿ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 85].


102- ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ [البقرة: 87] مِن أعظم المنن التأييدُ على الحق؛ تأمل: ﴿ وَقَفَّيْنَا ﴾، ﴿ وَأَيَّدْنَاهُ ﴾.


103- إذا دخَل الهوى حَكمًا في القَبول والرد فسَدَ الأمر؛ تأمل: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]؟!


104- النظر بعين الهوى للأشخاص داعٍ عظيمٌ إلى رد الحق وعدم قَبوله، تدبَّر: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]؟!


105- تركُ سماع الحق وعدم محبته سببُ مَقتِ الله وغضبِه، فلتدَّكِر قولَه سبحانه: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ [البقرة: 88].


106- لا تثِقْ بدينك وعِلمك؛ فقد تُحرم الهدى وتُمنح الرَّدى؛ ﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 89]، فألحقوا: ﴿ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].


107- قد يُحرم المرءُ الهدايةَ ودلائلُها بين يديه؛ تأمل: ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ﴾ [البقرة: 89]!


108- الحسد والبغي جالبَا الغضبِ وبَريدا الكفر وجادَّتا العذاب المهين؛ ﴿ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [البقرة: 90].


109- القلب كالإسفَنج، يتشرَّب من الوسط الذي وُضع فيه، فانْءَ بنفسِك عن مظانِّ الفتن: ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾ [البقرة: 93]!


110- ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾ [البقرة: 93]، المعاصي حاجزُ النفس عن الطاعة، فليُحْذَر؛ فإنه يُحرَم المرءُ لذةَ إيمانه بمقارفته المعاصي، وكلٌّ بقَدره.


111- الحب ملكٌ مقتدرٌ مصمٌّ مُعمٍ عن الحق، فاصرف نفسك عن صُوَر الباطل تُعتَق من رقِّه: ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ﴾ [البقرة: 93].


112- الواثقُ بربِّه الصادقِ وعدَه- لا يَهاب شيئًا، حتى الموت؛ تأمل: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ﴾ [البقرة: 94].


113- يربِّينا القرآنُ على القَبول والردِّ بالدليل والبرهان؛ اقرَؤوا إن شئتم: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ﴾ [البقرة: 94].


114- الذنوب سبب الضعف والهوان، تأمَّل: ﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 95]!


115- الذنوب ماءٌ تَحيا به شجرةُ طول الأمل في القلب، ادَّكِر قوله جل وعلا: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96]!


116- ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96] أيِّ حياة، حتى حياة الذُّل والمهانة، حكَم الله أنَّ نفوس الدُّنيويين دنيَّة!


117- الهداية بيد الله؛ تدبر: ﴿ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ﴾ [البقرة: 96].


118- عداء الناقل عداءٌ للمنقول، حيلة يهوديَّة للفرار من مُصادَمة الحق، ولكن الرد: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 97]... الآية.


119- ﴿ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 97] القرآن ينزل على القلب، بمنَّة الله وفضله، فأعدَّ له نُزُلَه، وأعطِه حقَّ ضيافتِه؛ لتنال: ﴿ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 97].


120- الإنسان فُطِر تابعًا؛ فإن لم يَتبَع كلام الله تَبِع كلام غيره؛ فلما ﴿ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 101] بُدِّلوا: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ ﴾ [البقرة: 102]!


121- مِن حِيَل أهل الباطل لَبسُ الحقِّ بباطلهم؛ طلبًا للاتباع، تأمل: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ﴾ [البقرة: 102].


122- إذا خذل الله أحدًا سقَط في خندق الضلال، ولم يمنَعْه تحذيرُ المحذرين، تأمل: ﴿ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ [البقرة: 102].


123- أعظم إفساد الشياطين التفريقُ بين الزوجين، تأمل: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102].


124- لو عظَّم روَّادُ السحَرة ربَّهم لاندثَر ما في قلوبهم على مَن همُّوا بسحرهم؛ تدبر: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].


125- دأب القرآنُ على غَرس تعظيم الله في القلوب؛ تأمل: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].


126- أعظمُ الغَبن إضاعةُ العمر في علمٍ يَضرُّ ولا ينفع: ﴿ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ﴾ [البقرة: 102]، حتى إذا جاء الحصاد ذهَب كلٌّ بمحصوله، وبَقي: ﴿ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 102]!


127- الجهل يقود إلى بَيع الوضيع بالرفيع؛ ﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].


128- ربَّانا القرآن على قول الكلام النقيِّ الصفي: ﴿ لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ﴾ [البقرة: 104]، ميَّز القرآن أهله عن أهل الباطل.


129- طلب الإنظار لا يُنافي السماع؛ تأمل: ﴿ وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ﴾ [البقرة: 104].


130- الجاهل مَن يوَدُّ من لا يودُّ الخيرَ له؛ ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 105]، هؤلاء هم، فلِمَ الجهل؟!


131- ﴿ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 105] الخير مِن عند الله، فلم لا تزال قلوبٌ تركن إلى سواه؟!


132- لا يَعلم الإنسان حقيقة الخيريَّة؛ لذا فلْيَسأل الله خيرته، تأمل: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾ [البقرة: 106].


133- قد يُبعد الشيء على فضلِه؛ ليُؤتى بِمُفاضلِه أو فاضله؛ وذاك كله خاضعٌ للحكمة، ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾ [البقرة: 106]، فالتغيير سنَّة، ولكن بحكمة.


134- مَن امتلأ فؤاده حسدًا، عاش كمدًا، وودَّ أن الناس لا يَعْدون قدرَه؛ ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [البقرة: 109].


135- الحسَد والكِبر صِنوان، مَن اعترض على قسمة الله فقد بطَر الحقَّ ولا بد؛ تأمل: ﴿ حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].


136- من أعظم ما يُميت الحاسدَ غيظًا، ويَزيده كمدًا - وَدْعُ المحسود له، وكأنه لم يكن، تأمل: ﴿ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [البقرة: 109].


137- مِن أعظم العُرَى للثبات على هذا الدين: إقامةُ الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإكثار من الخيرات؛ ذكَر: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 110] بعد: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾ [البقرة: 109]...


138- أعقَب ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 110] بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110]، وفيه إشارة - والله أعلم - إلى فضيلة إخفاء العمل، وبشارةٌ للمؤمنين.


139- يربِّينا القرآن أن القول في الشرع المجرَّدَ عن الدليل لا يُقبل إلا ببرهان: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111].


140- إسلام الوجه لله محلُّ ثناء الله وفضله؛ تأمل: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112].


141- لا تكن ممن يُطفئ سُرُجَ الآخرين ليُنير سراجَه؛ تأمل: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ﴾ [البقرة: 113]!


142- مِن أعظم الظلم منعُ ذِكر الله في بيوته، بل هو مِن خَرابها ولو زُخرفَت! تأمل: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ﴾ [البقرة: 114]؟!


143- حرَّك الله المسلمين وجُندَه لإخضاع مَن منَع ذِكره بأي وسيلة ولأي غاية، فقال: ﴿ أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ﴾ [البقرة: 114]، فاعتبِروا يا مُحبِّيه!


144- قضى الله أن يَخافه عقوبةً مَن لم يخَفْه قُربةً! تأمل: ﴿ أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ﴾ [البقرة: 114].


145- يُخالج المؤمنَ شعورَا الرغبةِ والرهبة لله، ويَعظُم في قلبه تعظيمُه وتبجيله ومحبته له، عندما يقرأ: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ [البقرة: 115]، فأين طالب الرضا؟!


146- احتساب الأعمال الدينية والدنيوية لله منهجُ المؤمن، تأمَّل: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115]، أفلا نحتسب؟!


147- دأَب القرآن على ربط المؤمن بربه، أينَما حلَّ أو ارتحل، تأمل: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115].


148- التقليد والتشبُّه يؤدي إلى الانتماء، اقرأ إن شئتَ: ﴿ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [البقرة: 118].


149- ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ ﴾ [البقرة: 119]، هو صلى الله عليه وسلم حق، أرسلَه الحقُّ سبحانه بالحق، فالْحَق برَكْب الموقنين، وتذكَّر: ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾ [يونس: 32]؟!


150- ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]، انتهاءُ غايتهم اتباعُكم ملَّتَهم، فعَقلاً عقلاً!


151- العلم لا يَعصم من الانجراف والانحراف إلى الضلال والأفكار الخاطئة؛ تأمل: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].


152- كلام الله عطيَّة جليلة، ومِنحة جزيلة، لا يَعرفها إلا من تلاه حقَّ تلاوته، تأمَّل: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121].


153- تلاوة كلام الله كما أُنزل مِن أسباب وُلوج الإيمان القلبَ وتملُّكِه، تأمل: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121].


154- الإتقان خُلق الأنبياء، والإتمام نَهج الفُضلاء، تأمل: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ [البقرة: 124].


155- الإتقان في الأعمال سبيل العبد إلى الإمامة في الدين، تأمَّل: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾ [البقرة: 124].


156- حبُّ فشُوِّ الخير - خاصة في الأقربين - أمَارةُ صلاح المرء وحبِّه الخير، تدبر: ﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [البقرة: 124]؟


157- طهر الأطهار محلُّه الطاهر إكرامًا للطَّاهرين، ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]، قضى الله أن يُجلَّ أهلَ طاعته.


158- سؤال الله المنَّة بقَبول العمل أدبٌ نبوي، تأمل: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ﴾ [البقرة: 127]... هؤلاء أنبياء، فكيف بمن دونهم؟!


159- ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾ [البقرة: 127]، رفَعَا قواعده فرفَع الله قواعدَ رفعَتهما في الدِّين والدنيا؛ ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]؟!


160- الدعاء قبل وحين وبعد العبادة سجية نبوية، تأمَّل: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ﴾ [البقرة: 128] بعد قوله عنهما: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾ [البقرة: 127].


161- الثبات على الحق عزيز، ذكر صلاحه في الآخرة إشارة - والله أعلم - إلى منته عليه بالثبات، تأمل: ﴿ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130] ولرِفعة درَجتِه.


162- مِن طبعِ الإنسان أنه يُحافظ على الأعطية بقدر قيمة المعطَى وقدر المعطي عنده، تأمَّل: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ ﴾ [البقرة: 132].


163- الدين السويُّ أهم ما على المرء حفظُه، تأمَّل: نبيُّ الله يعقوب عليه السلام يقول حين احتضاره: ﴿ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ﴾ [البقرة: 133]؟


164- الإيمان سبيل الهداية والألفة والاتفاق، والكفر دربُ الضلالة والبغض والشقاق، تأمل: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ﴾ [البقرة: 137].


165- الدِّين كالصِّبغة، فكما تَظهر الصبغة وتَبين، فكذلك الدِّين تَظهر على المتديِّن آثارُه، وتَبين عليه علاماتُه، تأمل: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾ [البقرة: 138]؟!


166- جُبِل الناس على الذلَّة والخضوع لمن يَعلوهم ويبَزُّهم؛ كلٌّ في مجاله، تأمل: ﴿ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 140].


167- الصمت جِلباب يَكسو صاحبَه، يهتكه القول، فيوصَف أناسٌ بالعقل، ويوصَم آخرون بالسَّفه، فخِرْ لنفسِك، تأمَّل: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 142]...


168- يَلزم الشاهدَ عدلُه وعقله، تأمل: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143]، الوسَط: العدل والعقل.


169- النبي أعقلُ الناس وأعدلُهم، تأمل: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، هؤلاء الرعيَّة، فكيف بالراعي؟!


170- قد يُحرَم الإنسان الهداية، ويُمنَح الغَواية بمعصيةٍ واحدة! تأمل: ﴿ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾ [البقرة: 143]، امتحنَهم بواحدةٍ فخرَجوا فريقَين!


171- مِن رحمة الله ورأفته بالمؤمنين إعطاؤه الأجر على العمل، تأمل: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].


172- القلوب المؤمنة هي التي تتحسَّر وتندم على فَوات الأجر، طمأنها بثَباته، وأكرمها برحمته، تأمل: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].


173- تأمل محبة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144].


174- أدَّب الله نبيه صلى الله عليه وسلم أدبًا جَمًّا، أصبح به يُقلِّب وجهه يحب شيئًا ويَنظر ما يُريد مولاه، تأمل: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144].


175- القلوب المؤمنة الطاهرة النقية الصفية تَعرف أين تتجه في شؤونها، علم النبيُّ الطاهر الوجهةَ فقصَد فَبُلِّغَ: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144].


176- ﴿ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴾ [البقرة: 144] استَرضا الله نبيَّه وهو بذاته مُستغنٍ، فكيف بي وبك ونحن في حاجة؟! ورضاه باتِّباعه، أفلا تخشى يومَ ((سحقًا سحقًا))؟!


177- إذا دخل الهوى قلبًا كان الحقُّ بعيدًا منه، فيصبح لا يَقبل دليلاً، تأمل: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾ [البقرة: 145].


178- الهوى مُضلٌّ عنه الحق يصم فاعله بالظلم، تأمل: ﴿ بِكُلِّ آيَةٍ ﴾ [البقرة: 145]، صد القلوب عن قَبولها ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].


179- عندما يَعرف العبد عظمة المعبود يَنكسر ويجتثُّ مِن نفسه غِراس الكبرياء، تأمل: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ [البقرة: 148].


180- النفوس المؤمنة أينما حلَّت ولأي وِجهة ارتحلَت - تحلُّ ببركتها، فتُسارع إلى الخير وتُبادر إليه، كما أراد ربُّها، تأمل: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة: 148].


181- النِّعم هدايةٌ للقلوب التي لا تخشى إلا الله، تأمل: ﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾[البقرة: 150].


182- العلم والعمل صِنوان، ولا عمل صالح مقبول إلا بعدَ عِلم به، تأمل: ﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [البقرة: 151] أُعْقبت بـ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152].


183- الذِّكر آية الشكر وبيِّنتُه، تأمل: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].


184- الصلاة مصبِّرة مجلدة، تَربط على القلوب المؤمنة، وتُسلي النفوس الموقنة، تأمل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153].


185- البلاء سنَّة ماضية، وهو مَقضي، والصبر بيَديك، فمَن لم يَصبر باختياره صبَر قسرًا باضطراره، تأمل: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ﴾ [البقرة: 155]؛ حُفَّت بآيات الصبر.


186- الصبر هداية، والجزع إضلال، ولا يصبر عند المصيبة إلا من هداه الله، تأمل: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157].


187- يَهديك إلى الخير، فإذا فعَلته شكَرك، أفلا يَمتلئ قلبُك محبةً له، وإقبالاً عليه، وحياءً منه؟! تأمل: ﴿ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158].


188- تسلب قلب القلب بمحبة الله الخالصة، وتأسره برحمته الواسعة، فله الحمد ربنا وكفى، تأمل: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].


189- التعظيم بَريد المحبة، فعندما سقى القلب بآياته الباهرة، وقدرته القاهرة: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 164]... أثمرَت شجرة المحبة: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165].


190- الشدائد هي الحقائق لامتحان العلائق! تأمل: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾ [البقرة: 166].


191- الهوى يعمي عن الهاوية فيَهوي الإنسان وإن كان بها عالمًا، عجبًا ممن عَلم العقاب فقصدَه! تأمل: ﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ [البقرة: 175]!


192- إتمام الإحسان من كمال الإيمان؛ ناداهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، وأعقبَها بـ ﴿ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 178]، يتم المؤمن فضله حتى على من اعتدى عليه.


193- يا لرحمة الله ورأفته! ذكَر رحمته وذكَّر بها بين الدماء؛ تأمل: ﴿ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ [البقرة: 178].


194- يربِّينا القرآن على بُعد النظر، واستشراف الحق من المستقبل، تأمل: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179].


195- تذكُّر مضيِّ الوقت من بواعث العمل؛ فرَض شهره ثم ذكَّرهم ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184].


196- النصيحة لا يَلزم لتقديمها الاستِنصاح؛ تأمل: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184]؛ النصيحة خير، والخير لا يُستأذَن لتقديمه.


197- ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 185] الشَّهر هُدى، والقرآن هدى، فإذا مَضى الأول بَقي الثاني، فأين المُستهدي؟!


198- على قدر إيمان المرء يَأتي تيسيرُ العبادة؛ ناداهم بـ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 183] ثم أعقبها: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].


199- ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، يسَّر طاعته على عباده، أفلا تُيسِّر طاعتك على مَن هم تحت يدك؟!


200- ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، اقتَرن التكبير بالتعظيم، فهَدى سبحانه إلى الشكر لعظيم فضلِ إتمام الشهر.


201- بقدر الاشتياق يكون سؤال المشتاق؛ تأمل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186].


202- المحبُّ لا يَملُّ حبيبَه؛ يأنس بمُناجاته، ويرتاح لقُربه، فكلما سأل عنه وجَده قريبًا منه، تأمَّل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186].


203- عَلِم الله حبَّ أوليائه له، وشدةَ حاجتهم إليه، فطمأَنَهم بقربه، وهدَّأ رَوعهم بإجابته، فنِعم النعمةُ هي! تأمل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ ﴾ [البقرة: 186].


204- مَن استجاب لله استجاب الله له، تأمل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ﴾ [البقرة: 186]، أوَليس "جزاء الإحسان الإحسان"؟!


205- يتحبَّب إلى عباده؛ رأفةً ورحمة بهم، وهو غني كلَّ الغنى عنهم، ألا له الحب كله، وهل التتيُّم إلا له؟! ﴿ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 187].


206- أتَت الشريعة محكَمة منضبِطةَ الوقتِ والماهية، فكل حال لها ما يُناسبها؛ ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ [البقرة: 189].


207- التقوى والحكمة صنوان، فالتقوى حكمة، والحكمة تقوى، وكلاهما أمارةٌ الآخر، ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ [البقرة: 189].


208- الحج مِن أعظم صور الجهاد وأجمَعِها؛ فهو جهاد بالنفس والمال، تأمل إتيان آيات الجهاد بين آيات الحج: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ [البقرة: 190].


209- قتل الصادِّ عن سبيل الله أهونُ مِن صدِّه، فقَتلُه قتلُ نفس واحدة، وصدُّه قتلُ أنفُسٍ لا تُعد، تأمل: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 191]، فُسِّرَت الفتنة: بالكفر والشرك والصد.


210- يَصدون عن سبيله ويُقاتلون أولياءه بقرب حرَمه وبيته، ومع ذلك ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 192]! فله الحمد، أهلُ المغفرة؛ ﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 12].


211- عظَّم الله بيتًا، ونسبه إليه؛ ﴿ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ﴾ [البقرة: 191]، أفلا يمتلئ قلبك بتعزيره وتوقيره وإجلاله؟!


212- لأجل الدين تُسيَّر الأنفس، لا لأجل الأنفس يُسيَّرُ الدين، تأمل: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 193].


213- البُعد عن الفتن - خاصة في الدين - سبيلٌ لحفظ الدين وقوة أهله؛ ولذلك تَرخُص النفس في سبيل هذه الغاية، تأمل: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 193].


214- العدل داعي التقوى، وهي وليدتُه، منادٍ ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ ﴾، لم يُغفِل: ﴿ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 194]؛ ليَغرس في القلب: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 194].


215- ليس القتلُ دائمًا هَلَكة، إنما الهلكة موت الحق وحياة الباطل، تأمل: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، التَّهلُكة: تركُ الجهاد بالنفس والمال.


216- يربِّينا القرآن على صَرف العبادة كلِّها لله وحدَه، تأمل: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196].


217- ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196] عندما يَذكرها الحاجُّ يَنسى تعبَه ونصَبَه، ويَطير فرحًا لإتمامِه وإتقانه؛ لأنه فحَسْب لله! ونعم بالله.


218- ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196] لا إتمامَ بلا عمل، ولا عمل صالح بلا إيمان وإخلاص ومتابَعةٍ للشرع، أربع أوامر بكلمة، فيالله، ويا لبلاغة كلامه!


219- شوق عباده للوِفادة عليه مذكِّرٌ إياهم بحلاوة الإخلاص له، العبادة زجاجة والشرك قذر، ولا قيمة للزجاجة مالم تُصفَّ بالإخلاص؛ ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196].


220- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196]!

بين آياتِ الأحكام، يَربطك خيرُ الكلام، بالله الملِكِ العلاَّم.


221- رسالة لكل ظالم: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ [البقرة: 210]؟!


222- ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ [البقرة: 210]؟! يا لِسَعد كلِّ مؤمنٍ بلقاء ربِّه! ويا لفرحته بحفظ الله لجهده!

سيَرى كرَم الكريم ورحمةَ الرحيم.


223- ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ [البقرة: 210]؟! مَن أمنَه في الدنيا خوَّفه يوم القيامة، ومن خافه في الدنيا أمَّنه يوم القيامة.


224- كثيرٌ من أهل الباطل لا يَفتقد دليلَه على الحق، وإنما حُرِم فافتقَد الإرادة؛ ﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ﴾ [البقرة: 211]!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تأملات في سورة النصر
  • تأملات في سورة إبراهيم
  • تأملات في سورة التين
  • تأملات في سورة الحجر
  • تأملات في سورة العاديات
  • تأملات في سورة الانشراح
  • تأملات في سورة الناس
  • تأملات في سورة ق
  • مقاصد سورة البقرة
  • سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها
  • إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى
  • مختصر تفسير القرآن تدبر وعمل لسورة البقرة (30-37)

مختارات من الشبكة

  • تأملات في سورة البقرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تأملات في آيات من القرآن الكريم .. سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناسبة سورة الأنفال لسورتي البقرة وآل عمران(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة تأمل في سورة البقرة الآيات (151-157)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمة بين يدي تفسير سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في سورة الفاتحة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تأملات بين الواقع وبعض معاني سورة الحجرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: تأملات في سورة العنكبوت(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- ما شاء الله
خالد - السعودية 04-06-2015 05:51 PM

مبدع كعادتك أبا محمد ..

ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

زادك الله من واسع فضله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب