• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

أهداف المسؤولية التي كلفها الله تعالى عباده

أهداف المسؤولية التي كلفها الله تعالى عباده
سجاد أحمد بن محمد أفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/5/2015 ميلادي - 25/7/1436 هجري

الزيارات: 40937

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهداف المسؤولية التي كلفها اللهُ تعالى عبادَهُ


إن المسؤولية التي كلَّفها اللهُ تعالى عبادَهُ، لها أهداف عظيمة وغايات شريفة، وأقصد بأهداف المسؤولية هنا هي الأعراض أو الغايات التي تسعى المسؤولية إلى تحقيقها والوصول إليها، قريبة كانت أم بعيدة، وهذه الغايات منها ما يتعلق بذات الله تعالى ومنها ما يتعلق بالإنسان فرداً وجماعة. لذلك كان لزاما علي أن أبين هذه الأهداف في ضوء القرآن الكريم حتى تتضح الصورة أمام الجميع ونعلم جميعاً الصراط المستقيم الذي يجب علينا إتباعه، وحتى نتحرك جميعا تجاه هذه الأهداف بقوة وفعالية، فالإنسان عندما يسعى لتحقيق هدف محدداً، ينشط كلما اقترب منه خطوة، وكلما حقق جزء منه ازداد فرحاً وسروراً وتصميماً على مواصلة العمل في سبيل تحقيق باقي الأهداف. وقد قسمت فيما يلي هذه الأهداف إلى قسمين، الأهداف العامة والأهداف الخاصة، والآن اذكر كل من هذه الأهداف بالتفصيل:

1- الهدف العام:

1- تحقيق العبودية:

ويتمثل هذا الهدف العام للمسؤولية في تحقيق معنى العبودية لله تعالى؛ انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [1]. فالهدف الأساسي لوجود الإنسان في الكون هو عبادة الله، والخضوع له، وتعمير الكون؛ بوصفه خليفة الله في أرضه.

 

وحقيقة العبودية هي التوحيد، بأن يكون العمل خالصاً لله تعالى دون سواه، فقد دعا كل رسول أمته إلى عبادة الله وحده، واجتناب ما سواه، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [2].

 

والعبودية لله تعالى لا تقتصر على مجرد أداء شعائر ومناسك معينة: كالصلاة، والصيام، والحج – مثلاً – وإنما هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

 

فالإنسان الذي يريد أن يتحقق معنى العبودية، هو الذي يخضع لأوامره سبحانه تعالى ورضائه، سواء ذلك يتعلق بالاعتقادات، أو الأقوال، أو الأفعال؛ فهو يخضع حياته وسلوكه جميعاً لهداية الله وشرعه ويلتزم بأوامره سبحانه وتعالى، فيأتي منها ما استطاع، وينزجر عن نواهيه سبحانه فلا يقربها؛ تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمر فاجتنبوه»[3].

 

فالمسلم دائماً إذا أمره الله تعالى أو نهاه، أو أحل له، أو حرم عليه كان موقفه في ذلك كله: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [4]. وهذا هو الهدف العام الذي يسعى وراءه الإنسان من خلال تحمل المسؤوليات المختلفة.

 

2- مرضاة الله تعالى:

ومن أهم الأهداف المسؤولية نيل مرضاة الله تعالى، ويتخذ المسلم في قيام المسؤوليات المختلفة مرضاة الله تعالى هدفاً له مقتدياً بنبي الله سليمان عليه السلام حين دعا ربه أن ينال على عمله الصالح رضاه، كما حكى القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [5]، ويستنهض هذا الهدف في المسؤولية همة الإنسان لإتباع منهج الله في الحياة الدنيا، والتنعم بهدايته الذين لا سبيل إليهما إلا بالتزام أمر الله، قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[6].

 

وينال المسلم بتحقيق هذا الهدف في عمله الأجر العظيم الذي هو دليل على أنه مقياس في خيرية الأعمال، قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [7].

 

ويحصل به العامل على درجة عالية عند الله تعالى، لا يصل إليها من باء بسخطه سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [8].

 

وهكذا يسهم هذا الهدف في توحيد غاية الناس في أعمالهم وحملهم على اتباع شرعه سبحانه وتعالى، ويؤهله للجزاء الأوفى في الآخرة، وإذا جعل الإنسان نيل مرضاة الله هدفاً له في الحياة فقد نال بغاية سامية تمكنه من الارتقاء ما لا نهاية، فيبقى رضا الله تعالى وحده الهدف الأعلى المعتبر في المسؤولية عن أي عمل يفعله الإنسان، لأن الله تعالى عاب المنافقين مجانبتهم لهذا الهدف، فقال تعالى: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾ [9].

 

3- السعادة:

السعادة مقصد الإنسان في عمله، وهدف له في تحمل المسؤوليات المختلفة، والسعادة في القرآن كما دلت عليها آيات كثيرة لا تتحقق إلا بالإيمان الصحيح والعمل الصالح، كما قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [10]. ويدخل في الإيمان بالله تعالى كل ما يتعلق بالمسؤولية الإعتقادية، ويدخل في العمل الصالح كل ما يتعلق بالمسؤولية السلوكية والأسرية والاجتماعية كما ذكرنا سابقا.

 

والمؤمن الذي يحقق بعمله الصالح سعادتي الدنيا والآخرة يبقى هدفه الأساسي هي السعادة الأخروية، لأن سعادة الدنيا محدودة وقليلة، وسعادة الآخرة دائمة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [11].

 

ثم إن سعادة الآخرة هي غاية قصوى من تحمل المسؤولية في الدنيا، كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [12]، قال القرطبي: «الذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين نعم الدنيا والآخرة»[13]. وكان أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم «اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»[14]، إلى غير ذلك من نصوص القرآن والسنة.

 

والطريق إلى السعادة يتطلب الالتزام بعقائد الإسلام الصحيحة وأحكامه وتحمل المسؤولية سواء هي متعلقة بجانب الاعتقاد، أو بجانب السلوك من الصلاة والصوم والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك، أو سواء متعلقة بأداء حقوق الأسرة والمجتمع كما ذكرنا في أنواع المسؤولية. وهذه هي الأسباب الرئيسية لنيل السعادة.

 

والأدلة من القرآن والسنة تؤيد هذه الحقيقة بصورة واضحة. كما قال تعالى: ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [15]، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجد راحته ولذته في الصلاة والطاعة، كان يقول: «أقم الصلاة يا بلال، أرحنا بالصلاة»[16].

 

وكما قال ابن القيم[17]: «أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده فليس للعبد في دنياه وأخرته أنفع من امتثال أومر ربه تبارك وتعالى وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره وما شقى في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره»[18].

 

4- هيمنة المعروف:

يعد هذا الهدف من أهم أهداف المسؤولية، إذ تتعلق به حياة الإنسان وآخرته، وتتوقف عليه سعادة الفرد والمجتمع. والإسلام يتجه في تشريعاته كلها إلى ما يصلح الجماعة ويسعدها، ويكلف أتباعه بأحكام تربي قلوبهم وترشد عقولهم، لذا فإن المتأمل في أركان الإسلام التعبدية يجدها قاصدة هذه الغاية.

 

فالصلاة عبادة تهذب النفوس، وتربي روح المساواة والأخوة بين المسلمين، وتنهي عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [19].

 

والزكاة فريضة تغرس في نفوس أفراد المجتمع مشاعر العطف والحنان، وتقيم علاقاتهم على التعاون بينهم، وتعمل على كفاية محتاجهم، وتجرد نفوسهم من الشح والبخل كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [20].

 

والصوم عبادة تسمو بروح المسلم، وتزيده إيمانا، وتملأ قلبه رحمة ومواساة على من دونه من المحتاجين، والحج عبادة تحقق مظهر الأخوة والوحدة والاجتماع على الخير، وهكذا كل العبادات تسهم في تحقق هذه الغاية.

 

وتجري المسؤولية في استهداف هيمنة المعروف في المجتمع، وفشو الفضيلة فيه، بإلزام الناس بقيام المسؤوليات المختلفة مثل الأمر بالمعروف، والدعوة إلى الفضيلة، وإصلاح المجتمع بأداء حقوقه كالصدق والبر والعدل والتواضع والرحمة والوفاء والعفة وصلة الرحم ورعاية الجار وإصلاح ذات البين، وغير ذلك من الحقوق، كما قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [21]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [22]، وقال تعالى: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [23].

 

كما تستهدف المسؤولية لهيمنة المعروف، إقامة الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع على العدل والمودة والرحمة، لذلك جاء التشريع ناهياً عن كل ما يؤدي إلى تقطيع الروابط مثل سخرية، وتنابز بالألقاب، وسوء ظن، وتجسس وغيبة وتنازع وتباغض وتحاسد وتدابر وغيرها من الأسباب، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [24].

 

إن جميع المسؤوليات ذات الصفة الاجتماعية من محبة الآخرين والإحسان إليهم ومناصرة المظلوم وحماية الضعفاء ورعاية مصالحهم والسعي إلى الطهارة المجتمع من الفساد، مستهدف فيها تحقيق التعاون على البر، كما قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [25].

 

5- النجاة من العقاب الإلهي:

لقد جرت سنة الله عز وجل في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم، فإذا اتقى الناس ربهم عز وجل، أنزل الله عز وجل عليهم البركات من السماء، كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [26].

 

وإذا تمردوا عن أمر ربهم، وأهملوا مسؤولياتهم، أتاهم العذاب كما قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [27].

 

والقرآن الكريم، حين يعرض لنا مآل تلك القرى الظالم، ويقرر أن ما أصابهم، هو بسبب ما اقترفته أيديهم، من التمرد والجحود، وعدم تحمل المسؤولية، حين يعرض القرآن ذلك كله، فهو إنما يخاطبنا نحن الحاضرين، ويحذرنا بأن لا نقع في ذات الخطأ، الذي وقعوا فيه، حتى لا نتعرض لعذاب الله الشديد.

 

فقيام الأفراد بمسؤولياتهم، ينجيهم وينجي المجتمع من الهلاك الجماعي. لذا نرى أن المجتمع الذي يشيع فيه المنكر، وتنتهك فيه حرمات الله، وينتشر فيه الفساد، ولا يقوم فيه أحد بمسؤوليته، فإن الله تعالى يعمهم بمحن غلاظ، تعم الجميع، وتصيب الصالح والطالح، وهذه السنة تدفع مباشرة من كان عنده علم أو فقه إلى المسارعة فوراً لتحمل مسؤولية إنكار المنكر دفعاً للعذاب والعقاب عن نفسه وعن مجتمعه، كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [28]. قال القرطبي: المقصود من الآية، واتقوا فتنة تتعدى الظالم فتصيب الصالح والطالح[29].

 

وقال ابن كثير: يحذر الله تعالى عباده المؤمنين فتنة أي اختياراً ومحنة يعم بها المسيء وغيره لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب بل يعمها[30].

 

وهذه هي الأهداف العامة التي يدعوا إليها القرآن الكريم المؤمن، ويأمره إلى الترفع في سيره إلى مستوى هذه الأهداف، وعلى المؤمنين أن يتحرك في مجالات حياته المختلفة حريصاً على تحقيقها، مهما كلف من جهد، شاعراً بعظم المسؤولية.

 

2- الأهداف الخاصة:

1- بناء الإنسان الصالح:

إن من أهم أهداف المسؤولية الخاصة هو بناء الإنسان الصالح، والإنسان الصالح هو المسلم الصالح، والمؤمن التقي، وإذا استقر أنا نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة في هذا الصدد، تحصل لنا مواصفات هذا الإنسان وأنه العليم بالله، الخائف من ربه، العارف بمسؤولياته، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [31]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [32]. فالذين وصفتهم هذه الآيات هم المؤمنون الذين أنزلت الشريعة من أجل بنائهم وإنشائهم، وأرسل الرسول من أجل تربيتهم وتزكيتهم، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [33].

 

وللوصول إلى الكمال الإنساني، وتكوين الإنسان الصالح تفتح المسؤولية للإنسان ميادين مختلفة، وكل ذلك لأن يشغل الإنسان الطاقة في البر، ولأن يصل إلى منتهى الكمال المقدر له. ففرضت للقيام بحق الله تعالى عبادات مختلفة على كل مكلف كالصلوات الخمس في اليوم والليلة، وصيام شهر في العام، وزكاة واجبة للأموال، وحج واحد في العمر، كما فرضت في التعامل وجوب رد الجميل، ومقابلة الإحسان بالإحسان، ومعاملة الناس على النحو الذي يحب الإنسان أن يعامل به هو. وكل ذلك لتحقيق الهدف والغاية التي نحن بصددها، الإنسان الصالح. ولا يكون هذا الفرد صالحاً إلا إذا اتصف بما يأتي:

1- صدق الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبرسالاته وتكريس النفس لعبادته وتوحيده عملاً بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [34]. وقوله جل وعلا: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [35]. وهذه التنشئة العقدية الصحيحة تعين أبناء المجتمع المسلم؛ لإعداد الإنسان الصالح الذي يعبد الله تعالى على هدى وبصيرة.

 

2- صدق الانتماء إلى أمة الإسلام الذي يحمل الفرد على الاعتزاز بهذه التسمية والجهر بها، والعمل والجهاد لتكون أمته أعز الأمم، عملاً بقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [36].

 

3- صدق الموالاة في الله والمعاداة فيه بأن يكون المسلم أخاً للمسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، ولا يسلمه. عملاً بقوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [37].

 

4- أن يتخلق الفرد في المجتمع المسلم بالأخلاق الحميدة مقتدياً في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي شهد له ربه سبحانه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [38].

 

5- الشعور بالانتماء إلى مجتمعه؛ فيهتم بقضاياه وهمومه، ويرتبط بإخوانه؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [39]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»[40]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»[41].

 

2. بناء الأسرة الصالحة:

وتستهدف المسؤولية بعد بناء الإنسان الصالح ببناء الأسرة الصالحة. لتحقيق هذه الغاية جاءت أحكام وتشريعات حاسمة لا يجوز التفريط فيها، بل إن في التفريط فيها اختلالاً في حياة الأسرة والمجتمع كله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [42]. ولهذا نجد في القرآن الكريم سورا تكثر فيها أحكام الأسرة وآدابها، كما في سورة البقرة، والنساء، والنور، والأحزاب، والمجادلة، والطلاق، وغيرها من السور التي يذكر فيها شيء ما مما يتعلق بالأسرة، من ذكر أب، وأم، وأخ، وزوج، وامرأة وغير ذلك. وفي العناية الربانية بنظام الأسرة في سور شتى من القرآن العظيم، الدلالة الواضحة على أن الأسرة في الإسلام، هي أصل المجتمع الإسلام وجذره، وأنه لا يقوم هذا المجتمع بدونها.

 

وتستهدف المسؤولية الأسرية لبناء الأسرة الصالحة على الدعائم الآتية:

1- حسن العشرة بين الزوجين، وتبادل الحقوق والواجبات بين الزوجين بالمعروف، كما قال تعالى ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [43]، والقيام بالواجبات وأداء الحقوق والتعاهد على التربية.

 

2- تكليف الزوج القوامة والإشراف والمسؤولية عن الأسرة: قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [44].

 

3- تكليف الزوجة الإشراف والمسؤولية عن البيت من الداخل: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيتها، والإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته»[45].

 

4- وجوب رعاية الأولاد من الأبوين، بأن يبني الأبوان شخصية أبنائهم على أساس العقيدة الصحيحة والاعتزاز بمبادئهم وتراث أمتهم، محاطين بالإيمان والهدى والخير والفضيلة، أقوياء في مواجهة المؤثرات المحيطة بهم، لا ينهزمون أمام الباطل، ولا يضعفون أمام التيارات الفكرية الزائفة.

 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [46].

 

هذا هو الهدف الثاني من المسؤولية لكي لا تفسد بنية الأسرة، ويتخلل بناءها، وتتقطع أواصر القرابة، وينشأ الأبناء نشأة فاسدة، بذلك يتحقق الأمل المنشود، ويتجدد المجد المفقود، وما ذلك على الله بعزيز.

 

3- بناء المجتمع الصالح:

والغاية الثالثة من المسؤولية هي إقامة المجتمع الصالح، والمجتمع الذي نعنيه هنا هو المجتمع القائم بأمر الله تعالى، المقيم لحدوده، الذي جعل الدنيا مزرعة الآخرة، والذي يتراحم أفراده ويتعاطفون، وتتألف قلوبهم وتجتمع جهودهم على محبة الله ورضوانه، ويكون دين الله ظاهراً فيه، ويكون فيه كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

 

وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين الذين يقومون بمسؤولياتهم، أن يستخلفهم في الأرض، ويمكن لهم دينهم، ويبدلهم من بعد خوفهم أمنا، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [47].

 

وقد دل كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم على وجوب إقامة هذا المجتمع الصالح، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [48]. وقال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [49]، أي فكأن الله تعالى لم يخرج هذه الأمة إلا لتؤمن بالله وتدعوا إليه وتأمر بالخير وتنهى عن الفحشاء.

 

ومما سبق يمكننا أن نبرز هنا سمات هذا المجتمع المثالي الذي أشار إليه القرآن والسنة مما يأتي:

1- صحة العقيدة: وهذا عن طريق الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر.. وما يستلزمه من عبادات ومعاملات. كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [50].

 

2- التعاون والتكافل الاجتماعي، وتثبيت الفضائل الخلقية كلها في شتى جوانب الحياة، ونشرها وحمايتها، من العدل، والإحسان، والبر والصلة، والتعاون على البر والتقوى، ورعاية الأمانة والوفاء بالعهد، وطهارة القلب من الغل والحسد، والرياء والنفاق وغير ذلك، وكلها من الركائز المعنوية التي لا يقوم مجتمع مسلم إلا عليها.

 

3- تهذيب النفس الإنسانية وترويضها، وفتح سبل الخير والحق له. وهذا عن طريق الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج للمستطيع، والصبر في جميع الأحوال.

 

4- إيجاد الأمة الصالحة القائمة بأمر الله سبحانه وتعالى والمستخلفة لهداية الناس وقيادة الدنيا عملاً بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [51].

 

5- الموالاة في الله والتآخي والتعاطف والتراحم حتى تكون الأمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. والتخلص من العصبيات الجاهلية، والطائفية والمذهبية، وكل ما من شأنه أن يمزق الأمة ويضعف بناءها، اقتضاء بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [52]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [53].

 

وهذا هو المجتمع الصالح الذي تربط أفراده وأسره بقيم الإسلام العليا، ومبادئه المثلى، ويجعلها رسالة حية، وهذا هو الهدف الثالث من المسؤولية. وهذا هو الهدف الذي يجب علينا أن نسعى لتحقيقه، فإذا فرطنا فيه تشيع المنكرات، وتبرز الخصومات، وتفقد الأمانة وينتشر الظلم، ويختل الأمن، ويحل غضب الله على العباد، فيمنعوا البركة من السماء، ويعيش الناس أزمات يأخذ بعضها برقاب بعض، فمن أزمات اجتماعية إلى الاقتصادية، أو سياسية أو صحية وما إلى ذلك – والعياذ بالله –.



[1] سورة الذاريات. آية 56.

[2] سورة النحل. آية 36.

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: 7288 ص: 1253.

[4] سورة البقرة. آية 285.

[5] سورة النمل. آية 19.

[6] سورة المائدة. آية 15، 16.

[7] سورة النساء. آية 114.

[8] سورة آل عمران. آية 162، 163.

[9] سورة التوبة. آية 62، 63.

[10] سورة النحل. آية 97.

[11] سورة النساء. آية 77.

[12] سورة البقرة. آية 201، 202.

[13] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 2/432، ط: دار إحياء التراث، بيروت. 1985م – 1405هـ.

[14] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رقم الحديث: 26، ص: 1171.

[15] سورة المائدة. آية 69.

[16] أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الأدب، باب في صلاة العتمة، رقم الحديث: 4987، ص: 702.

[17] هو الإمام شمس الدين أبو عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي الفقيه الحنبلي الشهير بابن القيم الجوزية ولد عام 691هـ كان بارعا في عدة علوم ما تفسير وفقه وعربية وحديث وله مؤلفات كثيرة منها: مدارج السالكين، زاد المعاد في هدي خير العباد، إعلام الموقعين عن رب العالمين، توفي عام 751هـ انظر: النجوم الزاهرة 10/249 وشذرات الذهب 6/168.

[18] كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لإبن القيم، تقديم: الدكتور محمد جميل غازي، فصل: دواء اللواط، ص: 219، ط: الثانية. مطبعة المدني، بمصر.

[19] سورة العنكبوت. آية 45.

[20]سورة البقرة. آية 262.

[21] سورة آل عمران. آية 104.

[22]سورة الحجرات. آية 10.

[23]سورة الحج. آية 77.

[24]سورة الحجرات. آية 11.

[25]سورة النساء. آية 36.

[26]سورة الأعراف. آية 96.

[27]سورة النحل. آية 112.

[28] سورة الأنفال. آية 25.

[29]الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 7/393.

[30]تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ص: 831، الطبعة الأولى 2000م، دار ابن حزم، بيروت.

[31]سورة الحج. آية 35.

[32]سورة الأنفال. آية 2.

[33]سورة الجمعة. آية 2.

[34] سورة الأنعام. آية 162.

[35]سورة الذاريات. آية 56.

[36]سورة المنافقون. آية 8.

[37]سورة التوبة. آية 71.

[38]سورة القلم. آية 4.

[39]سورة الحجرات. آية 10.

[40]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، رقم الحديث: 481 ص: 83.

[41]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، رقم الحديث: 6011، ص: 1051.

[42]سورة التحريم. آية 6.

[43] سورة البقرة. آية 228.

[44]سورة النساء. آية 34.

[45]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمع، باب الجمعة في القرى والمدن، رقم الحديث: 893، ص: 144.

[46]سورة الأنفال. آية 27، 28.

[47] سورة النور. آية 55.

[48]سورة الصف. آية 9.

[49]سورة آل عمران. آية 110.

[50]سورة البقرة. آية 177.

[51]سورة آل عمران. آية 104.

[52] سورة الحجرات. آية 10.

[53]سورة الحجرات. آية 13.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الوظيفة والمسؤولية
  • الشعور بالمسؤولية
  • المسؤولية
  • المسؤولية عن السلوك الأخلاقي
  • المسؤولية وتعريفاتها عند أهل اللغة
  • مناط المسؤولية

مختارات من الشبكة

  • كتاب: أهداف ذو الحجة من أضواء السنة النبوية وعلى النبي أفضل الصلاة والسلام (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أهداف الاستشراق(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • أهداف تعليم اللغة العربية كلغة ثانية (للناطقين بغيرها) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بعض المبادئ الموجهة للسلوك الإداري نحو تحقيق أهداف المشروع التربوي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهداف القصة في القرآن(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • ما السبيل إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهداف ومهام الاستعمار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهداف التعلم من صف الحضانة إلى الروضة الثانية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أهداف مدرسة أبولو(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أهداف العولمة الثقافية(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب