• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

ما جاء في التشهد

الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/4/2015 ميلادي - 19/6/1436 هجري

الزيارات: 20785

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي

"ما جاء في التشهد"


• حدَّثَنا محمَّد بن عبدالله بن نُمير، ثنا أبي، ثَنا الأعمش عن شقيقِ بن سَلمة، عن عبدالله بن مسعود، ح وثنا أبو بكر بن خلاَّد الباهلي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا الأعمش، ثنا شقيقٌ عن عبدالله بن مسعودٍ قال: كنا إذا صلَّيْنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام على الله قبلَ عِباده، السلام على جبرائيل وميكائيل وعلى فُلان وفلان؛ يعنون الملائِكة - عليهم الصلاة والسلام - ‏ فسمِعَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:‏ ((إنَّ الله[1] هو السَّلام، فإذا جلستُم فقولوا: التحيَّات لله، والصلوات، والطيِّبات، السلام عليك أيُّها النبي ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلام علينا وعلى عِباد الله الصالِحين؛ فإنَّه إذا قال ذلك، أصابتْ كلَّ عبدٍ صالح في السَّماء والأرْض، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله‏))‏[2].‏

 

هذا حديثٌ خرَّجه الأئمَّة الستَّة[3].

 

وفي المنتقى لابن الجارود: ((السَّلام على إسرافيل))[4]، وفي المصنَّف: ما كنَّا نكتُب على عهدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن الحديثِ إلاَّ التشهُّد والاستخارة[5]، وقال الترمذيُّ: هو أصحُّ حديثٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في التشهُّد، والعمل عليه عندَ أكْثر أهل العِلم من الصحابة ومَن بعدَهم مِن التابعين، وهو قولُ الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق[6]، وقال الخطَّابي: أصحُّ الروايات وأشهرها رجالاً تشهُّد ابن مسعود، وقال ابنُ المنذر والطوسي: قد رُوِي حديثُ ابن مسعود من غير وجْه، وهو أصحُّ حديثٍ رُوي في التشهُّد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن عبدالبر: بتشهُّد ابن مسعود أخَذ أكثرُ أهلِ العِلم؛ لثبوتِ نقْله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال عليُّ بن المديني: لم يصحَّ في التشهد إلاَّ ما نقَلَه أهلُ الكوفة عن عبدالله، وأهل البَصْرة عن أبي موسَى، وبنحوه قاله ابنُ طاهِر، وقال النوويُّ: أشدُّها صحَّة باتِّفاق المحدِّثين حديث ابن مسعود، ثم حديث ابنِ عبَّاس[7]، وعندَ البخاري: ((ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاءِ أعْجَبَه إليه، فيدْعو به))[8]، وعند مسلم: كنَّا نقول في الصلاة خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: السَّلام على الله، السَّلام على فلان، فقال لنا ذات يوم: ((إنَّ الله هو السَّلام))[9].

 

وفي الأوسط للطبراني: ثنا إبراهيمُ بن أحمد الوكيعي، ثنا أبي، ثنا يحيى بنُ آدم، ثنا مفضَّل بن مُهَلْهَل عن العلاء بن المسيَّب، عن أبيه قال: "كان ابنُ مسعود يعلِّم رجلاً التشهُّد، فقال عبدالله: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، فقال الرجل: وحْده لا شريكَ له، فقال عبدالله: هو كذلك، ولكن ننتهي إلى ما عُلِّمناه"، وقال: لم يَروِه عن العلاء إلاَّ المفضَّل، تفرَّد به يحيى بن آدَم[10]، وفي مسند البزار: "أنَّ عبدالله كان يعلِّم رجلاً التشهد: وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، فقال الرجل: وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فأعادها عبدالله عليه مرَّات، كلَّ ذلك يقول: وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، والرجل يقول: وأن محمدًا عبده ورسوله، فقال عبدالله: (هَكذا علِّمنا)، وهذا الحديث إنما أدخلتُه المسند؛ لأنَّه قال: هكذا عُلِّمنا"[11]، وعندَ الطبراني مِن حديث أبي حمزة عن إبراهيمَ عن علقمة عنه: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمنا التشهُّد، ويقول: ((تَعلَّموا؛ فإنَّه لا صلاةَ إلاَّ بتشهُّد))، وقال: لم يروِه عن أبي حمزة إلاَّ صُغْدي بن سنان[12]، وعندَ أبي داود مِن حديث أبي الأحوص عنه: كنَّا لا نَدري ما نقول إذا جلسْنا في الصلاة، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد علِّم[13]، وعن أبي وائل عنه مِن عند الحاكم، وقال: صحيح على شرْط مسلم، وله شاهدٌ مِن حديث ابن جريج عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل: "وكان يعلمنا؛ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ [ولم يكن يعلمناهن][14] كما يُعلِّمنا التشهُّد: ((اللهمَّ ألِّفْ بين قلوبنا، وأصلِح ذاتَ بيننا، واهدِنا سبلَ السَّلام، ونجِّنا مِن الظلمات إلى النور، وجنبْنا الفواحشَ ما ظهَر منها وما بطَن، وبارِك لنا في أسماعِنا، وأبصارِنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذريَّاتنا، وتُبْ علينا، إنَّك أنتَ التوَّاب الرَّحيم، واجعلْنا شاكِرين لنعمتِك، مُثنِين بها عليك، قابِلين لها، وأتمِّها علينا))[15].

 

ومِن حديث زُهير، ثنا الحسن بن الحر، عن القاسِم بن مخيمرة، عن عَلقمةَ عند أبي داود: "أنَّ عبدالله أخَذ بيده، وأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدِ عبدالله، فعلَّمه التشهُّد"، فذكَر مثل حديث الأعمش المذكور، وفيه: ((إذا قلتَ هذا، أو قضيتَ هذا، فقدْ قضيتَ صلاتَك، إنْ شئتَ أن تقوم فقُم، وإن شئتَ أن تقعد فاقعُد))[16]، قال الدارقطني: رواه زُهير بن معاوية عن ابن الحر، فزاد في آخِره كلامًا - يعني: هذا - وأدرجه بعضُهم عن زهير في الحديث، ووصَله بكلامِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفصَله شبابة عن زُهير، وجعَله من كلام عبدالله، وقوله أشبهُ بالصواب مِن قول مَن أدرجه؛ لأنَّ ابنَ ثوبان رواه عن الحسن كذلك، وجعَل آخره مِن قول عبدالله، ولاتِّفاق حسين الجُعفي وابن عجلان ومحمَّد بن أبان في روايتهم عن الحسَنِ على ترْك ذِكره في آخِر الحديث، مع اتِّفاق كلِّ مَن روى التشهُّد عن علقمة وغيره عن عبدالله على ذلك[17]، وقال البيهقيُّ: ذهَب الحفَّاظ إلى أنَّ هذا وهم[18] مِن قول ابن مسعود، أُدرِج في الحديث، وذهَب بعض أهل العِلم إلى أنَّ ذلك كان قبل أن ينزل التَّسليم[19]، وقال الخطيبُ في كتابه "الفصل للوصل المدرَج في النقل": قوله: "إذا قلتَ ذلك فقد تمَّت صلاتك... إلى آخره"، ليس مِن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنَّما هو قولُ ابن مسعود، أُدرج في الحديث، وقد بيَّنه شبابةُ بن سوار في رِواية عن زُهير بن معاوية، وفصَل كلام ابن مسعود مِن كلام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

وكذلك رواه عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحسن بن الحر مفصلاً مبينًا[20]، وقال الخطَّابي: قد اختلفوا في هذا الكلام: هل هو مِن كلام ابن مسعود أو مِن قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فإن صحَّ رفْعُه، ففيه دلالةٌ على أنَّ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهُّد غير واجِبة، وقوله: ((قد قضيتَ صلاتك)) يريد مُعظم الصلاة؛ مِن القرآن، والذِّكر، والرَّفْع، والخفْض، وإنَّما بقي عليه الخروجُ منها بالسلام، فكنى عن التسليم بالقيام؛ إذ كان القيام إنما يقَع عقيبه، ولا يجوز أن يقوم بغير تسليم؛ لأنَّه يبطل صلاته؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تحريمُها التكبير، وتحليلها التَّسليم))[21]، وقال الإشبيلي: الصحيحُ في هذه الزيادة أنَّها من قول عبدالله[22]، وعندَ النَّسائي بسند جيِّد عن عبدالله، قال: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قولوا في كلِّ جلسة: التحيَّات))[23].

 

وفي مسند البزَّار مِن حديث محبوب بنِ الحسن عن أبي حمزة[24] ميمون بن القصَّاب - وهو ضعيفٌ - عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا صلاةَ إلاَّ بتشهُّد))، ثم قال: لا نعْلَمه يُروَى من حديث أبي حمزة عن إبراهيم إلاَّ مِن هذا الوجه بهذا السَّند[25]، وفي الأوْسط: لم يروِه عن ميمون إلاَّ صُغْدي بن سنان[26]، كذا قالاه، وفيه نظَر؛ لما أسلفْناه من عندهما.

 

وفي مشكل الطَّحاوي: لم يقلْ أحد مِن رواة هذا الحديثِ عن عبدالله: (فلمَّا فرض التشهُّد قال لنا) غيرُ ابنِ عيينة، قال أبو جعفر: يحتمل أن يراد بالفَرْض هنا: العطية مِن الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ﴾ [القصص: 85]، وفي حديثِ أبي معمَر عن عبدِالله: كنَّا نقول والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيننا: السَّلام عليك أيُّها النبي، فلمَّا قُبض قلنا: السَّلام على النبي، قال أبو جعفر: وإنَّما جاء الغلَط في هذا ممَّن دون أبي معمر؛ لأنَّه جليل المقدار[27]، وذكَر المدينيُّ في كتاب "الترغيب والترهيب" عن سعْد بن إسحاقَ بن كعْب، قال: "كان الصحابةُ يقولون إذا سلَّموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -: السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبرَكاته، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا السَّلام عليَّ وأنا حيٌّ، فإذا متُّ فقولوا: السلام على النبي ورحمة الله وبركاته)).

 

وفي مسنَد أحمد مِن حديث أبي عُبيدة عن أبيه: "أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - علَّمه التشهُّد، وأمَره أن يعلِّمه الناس"[28].

 

وزعَم بعض الحنفيَّة أنَّ هذا الحديث بزيادة: ((إن شئتَ أن تقوم))، رواه أبو داود الطيالسي، وموسى بن داود الضبِّي، وهاشم بن القاسِم، ويحيى بن أبي بُكير، ويحيى بن يحيى النيسابوري وغيرُهم متصلاً، ورِواية من رواه منفصلاً لا تقطع بكونه مدرجًا؛ لاحتمال أن يكونَ نَسِيه، ثم ذكَره، فسمعه هؤلاء متصلاً، وهذا منفصلاً، أو أفْتَى به؛ إذ عادة ابن مسعود الفتيا، والله أعلم.

 

وفي التمهيد: وفي أكثرِ طُرق عبدالله: ((ورحمة الله وبرَكاته))، وأنْكر ذلك الطحاوي، وفي مسنَدِ أبي قُرَّة بسندٍ صحيح: ((فإذا قالَها أصابتْ كلَّ ملَك مقرَّب، وكلَّ نبيٍّ مرسَل، وكلَّ عبدٍ صالح)).

 

وفي سنن الدارقطني بسندٍ فيه عبدالوهاب بن مجاهِد، وهو ضعيف، فذكر التشهُّد، وفيه: ((اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل بيته، كما صليتَ على آل إبراهيم[29]، إنَّك حميدٌ مجيد، اللهمَّ صلِّ علينا معهم، اللهمَّ بارِك على محمَّد، وعلى أهل بيته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد، اللهمَّ بارِك علينا معهم، صلوات الله وصلوات المؤمنين على محمَّد النبيِّ الأميِّ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته))، قال: وكان مجاهِد يقول: إذا سلَّم فبلَغ: "وعلى عِباد الله الصالِحين"، فقد سلَّم على أهلِ السَّماء وأهل الأرض[30]، وفي صحيحِ ابن خزيمة: ((ثم يسلِّم، وينصرِف))[31]، وفي لفظ: "عَلَّمني النبي - صلى الله عليه وسلم - التشهُّدَ في وسط الصلاة، وفي آخِرها، فإنْ كان في وسط الصلاة، نهَض حين يفرغ من تشهُّده، وإنْ كان في آخِرها، دعَا بعد تشهُّده بما شاء الله أن يدعوَ، ثم يسلِّم"[32].

 

ومِن حديث أبي عُبيدة عن أبيه مِن عند الترمذي - وقال: حسن -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في الرَّكعتَين الأوليين كأنَّه على الرضف، قال: قلنا: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم[33]، وعنده أيضًا عن عبدالله قال - عليه السلام -: "مِن السنة أن يُخفي التشهُّد"، وقال: حسن غريب[34]، وخرَّج الحاكم في المستدرك من حديث ابن إسحاق عن عبدالرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبدالله قال: "مِن السُّنَّة أن يُخفي التشهُّد"، وقال: صحيح على شرْط مسلم[35]، وخرَّجه ابن خزيمة في صحيحه، وزاد: عن عائشةَ قالت: "نزلت هذه الآية في التشهُّد: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110]"[36].

 

وفي النَّسائي من حديث الإفريقي - وفيه كلامٌ - عن عبدالله بن عمرو عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((إذا جلَس - يعني: الرجل - في آخِر صلاته قبل أن يُسلِّم، فقدْ جازت صلاتُه))[37]، وفي أبي دواد: ((تمَّت))[38]، وفي البيهقي من حديثِ عاصم عن عليٍّ مثله[39]، وزعَم أبو حاتم الرَّازي أنَّه حديث منكَر، قال: ولا أعلم رَوى الحَكمُ عن عاصم شيئًا[40].

 

• حدَّثَنا محمَّد بن رمْح، أنبأ الليث بن سعد، عن أبي الزُّبَير، عن سعيد بن جبير وطاوس، عن ابن عبَّاس قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمنا التشهُّد كما يعلِّمنا السورةَ من القرآن، فكان يقول: ((التحيَّات المبارَكات، الصلوات الطيِّبات لله، السلام عليك أيُّها النبي ورحمةُ الله وبركاته، السلام علينا وعلى عِبادِ الله الصالحين، أشهَد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه))‏‏.‏

 

هذا حديثٌ خرَّجه مسلم في صحيحه[41]، وفي النَّسائي: ((سلام عليك، سلام علينا))، بغير ألف ولام[42]، وقال الترمذي: حديثٌ حسن صحيح غريب[43]، وقال الطحاوي: رواه ابنُ جريج عن عطاء عن ابنِ عبَّاس موقوفًا، والذي رفَعَه أبو الزبير وحده، ولا يكافئ الأعمش ولا منصورًا ولا المغيرة وشبههم ممَّن روى حديثَ ابن مسعود، ولا قتادة في حديث أبي موسى، ولا أبا بِشْر في حديث ابن عمر[44]، وفي المصنَّف: عن معاذ، عن حَبيب بن الشهيد، عن محمَّد، عنه بزيادة: البركات[45].

 

128- حدَّثَنا جميلُ بن الحسَن، ثنا عبدُالأعلى، ثنا سعيد عن قتادة، ح وثَنا عبدالرحمن بن عمر، ثنا ابن أبي عدي، ثنا سعيد[46] وهشام بن أبي عبدالله، عن قتادة، وهذا حديثُ عبدالرحمن عن يونس بن جبير، عن حطَّان بن عبدالله، عن أبي موسى الأشعري أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خطبَنا، وبيَّن لنا سُنَّتنا، وعلَّمنا صلاتنا، فقال: ((إذا صليتُم، فكان عندَ القعدة، فليكُن مِن أوَّل قول أحدِكم: التحيَّات الطيِّبات الصلوات لله، السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاتُه، السلام علينا وعلى عبادِ الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، سبْع كلمات هنَّ تحيَّة الصلاة))‏‏.

 

هذا حديث خرجه مسلم مطولاً بصفة الصلاة[47]، وعندَ النسائي: ((وحْده لا شريكَ له))[48].

 

• حدَّثَنا الحسنُ بن زياد، ثَنا المعتمِر[49]، وثَنا يحيى بن حَكيم ثنا محمَّد بن بكر قالا: ثنا أيمن بن نابل، ثنا أبو الزُّبَير عن جابر بن عبدالله، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمنا التشهُّد كما يُعلِّمنا السورةَ من القرآن: ((باسمِ الله وبالله، التحيَّات لله، والصلوات والطيِّبات، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحْمة الله وبركاتُه، السلام علينا وعلى عبادِ الله الصالِحين، أشهَد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أسأل الله الجَنَّة، وأعوذ بالله مِن النار))‏‏.‏

 

هذا حديثٌ قال فيه الحاكِم لَمَّا خرَّجه في مستدركه: صحيح على شرْط البخاري ومسلم؛ لأنَّ أيمن احتجَّ به محمَّد، وأبا الزبير[50] احتجَّ به مسلم[51]، وقال حمزةُ الكناني في رواية سنن النسائي[52]: قوله: "عن جابر" خطأ، والصواب: أبو الزُّبير عن سعيد بن جبير، وطاوس عن ابن عباس، هكذا رواه عبدالرحمن بن حُمَيد الرؤاسي عن أبي الزبير مِثل ما روى الليث، وقال الترمذيُّ في الجامع، وأبو علي الطوسي في الأحكام: حديث أيْمن غير محْفوظ[53]، وقال الشيرازيُّ في المهذب: ذِكْر التسمية غيرُ صحيح عندَ أصحاب الحديث[54]، وكذا قاله البغويُّ قي شرْح السُّنَّة، وقال أبو القاسِم بن عساكر[55]: رأيتُ بخطِّ النَّسائي: لا نعلم أحدًا تابَع أيمن على هذا الحديث، وخالَفَه الليث بن سعْد، وأيمن عندنا لا بأسَ به، والحديث خطأ، وقال أبو الحسَن الدارقطني: أيمن خالَف الناس، لو لم يكُن إلا حديث التشهُّد، وقال أبو الوليد الباجي في كتاب الجرْح والتعديل: غمزه غير يحيى؛ لحديثه عن أبي الزبير في التشهد[56]، ولما ذكره الإشبيليُّ لم يعبْه إلا بتدليس أبي الزُّبير، وبكونه لم يبيِّن سماعَه من جابر فيه[57]، وقال الشافعي: وقد رُوي عن ابن مسعود، وجابر، وأبي موسى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في التشهُّد أحاديث كلُّها يخالف بعضُه بعضًا، واختلافها إنَّما هو اختلافٌ في زيادة حرْف أو نقْصه، وإنَّما أخذنا بهذا؛ لأنَّا رأيناه أجمعها، وهو أحبُّها إلينا؛ لأنَّه أكملها[58]، زاد في كتاب "اختلاف الحديث": واحتمل أن يكونَ كلها ثابتة، وأن يكون رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّم الجماعةَ والمنفردين التشهُّد، فيحفظه أحدُهم على لفظ، ويحفظه الآخَر على لفظ يخالفه، لا يختلفان في معنَى أنَّه أُريد به تعظيم الله تعالى[59]، وذكَر أبو الفضل بن طاهر في كتابه "أطراف الغرائب" أنَّ أبا عاصم رواه عن عزرةَ بن ثابت - أو ابن جريج - عن أبي الزُّبَير عن جابر، وقال: حديث غريب، تفرَّد به حميد بن الربيع عن أبي عاصم[60]. انتهى.

 

وقد وجَدْنا لحديث أيمن في التسمية متابعًا من حديثِ عليٍّ الآتي بعدُ، وموقوف عمر[61]، وحديث عائشة[62]، وفي الباب: حديثٌ رواه أميَّة بن خالد، ثنا شُعبة عن خالد الحذَّاء قال: أنا علَّمت ابنَ سيرين التشهُّد، حدَّثتُه عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بتشهُّدي، وترك تشهُّده.

 

قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن شعبة إلاَّ أميَّة، ولا رواه عن أميَّة إلاَّ أميةُ بن بسطام، وموسى بن محمَّد بن حيان، وإبراهيم بن هاشم[63]، وفي المصنَّف: ثنا ابن عُليَّة عن خالد عن أبي المتوكِّل: سألنا أبا سعيد عن التشهُّد، فقال: التحيَّات لله، مثل حديث ابن مسعود، لم يذكر: وبركاته، وفي آخِره: قال أبو سعيد: كنَّا لا نكتُب شيئًا سوى القرآن والتشهُّد[64]، وحديث أبي الحسَن عليِّ بن أبي طالب: ((التحيَّات لله، والصلوات والطيِّبات، والغاديات والرائِحات، والزاكيات والناعمات، السابغات الطاهِرات لله))، قال أبو القاسم في الأوسط: لم يروِه عن عبدالله بن عطاء - يعني عن البهزي - قال: سألتُ الحسين عن تشهُّد عليٍّ، فقال: هو تشهُّد النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكَره إلاَّ عمرو بن هاشم[65].

 

وفي البيهقي من طريقِ سعدان بن نصْر، ثنا وكيعٌ عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليٍّ أنَّه كان إذا تشهَّد قال: بسم الله، قال البيهقي: ورُوي عن وكيع والأعمش عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مثله، وزاد: وبالله[66]، وفي الأوسط مِن حديث عامِر بن إبراهيم، قال: تفرَّد به عن نَهْشَل بن سعيد الترمذي عن الضحَّاك بن مزاحم عن الحارِث عنه، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا صلاةَ لِمَن لا تشهُّد له))[67].

 

وفي الاستذكار: رُوي عن عليٍّ تشهد هو أكملُ هذه الرِّوايات كلها[68]، وقال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: رَوى أبو عَوانة عن الحَكَم، عن عاصم، عن عليٍّ: "إذا قعَد المصلِّي قدر التشهُّد، فقد تَمَّتْ صلاته"، قال أبي: هذا حديثٌ منكَر، لا أعلم روى الحَكم عن عاصم شيئًا، وقد أنكَر شعبة على أبي عوانة روايتَه عن الحَكم، فقال: لم يكُن ذلك الذي لقيه الحَكم، قال أبي: ولا يُشبه هذا الحديث حديث الحَكم[69]، وحديث عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمه: ((التحيَّات، الصلوات، الطيِّبات، المبارَكات لله، السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، والسَّلام علينا وعلى عبادِ الله الصالِحين، أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه))، قال أبو القاسم في الأوسط: لا يروى عن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن عمر إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به ابنُ لَهِيعة[70]، وقال: الدارقطني: هذا إسنادٌ حسن، وابن لَهيعة ليس بالقوي[71]، وفي الموطَّأ عن ابن شِهاب عن عروةَ عن عبدالرحمن بن عبدٍ القاري: أنه سمع عمر بن الخطَّاب وهو على المنبر يعلِّم الناسَ التشهُّد، يقول: ((التحيَّات لله، الزاكيات لله، الطيِّبات الصلوات لله، السَّلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاتُه، السلام علينا وعلى عبادِ الله الصالحين، أشهَد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله))[72]، قال أبو عُمر في "الاستذكار": لما علِم مالك أنَّ التشهُّد لا يكون إلاَّ توقيفًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختار تشهُّدَ عُمر؛ لأنَّه كان يعلِّمه الناس وهو على المنبر مِن غير نكير مِن أحد من الصحابة، وكانوا متوافرين في زمانه، ولم يأتِ عن أحد منهم أنَّه قال: ليس كما وصفت، وفي تسليمهم له ذلك مع اختلاف رِواياتهم عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - دليلٌ على الإباحة والتوسِعة فيما جاء عنه في ذلك - صلى الله عليه وسلم - مع أنَّه أمر متقارب، كله قريب المعنَى بعضه مِن بعض، إنَّما فيه كلمةٌ زائدة في ذلك المعنى أو ناقِصة[73]، وقال السفاقسي: هو خبرٌ يَجري مجرَى التواتر؛ لأنَّ الصحابة أقرُّوه عليه، ولو كان غيرُه يجري مجراه، لقال له الصحابة: ضيقتَ واسعًا، وقال ابن حزم: اختار مالك تشهُّدَ عمر الموقوف، وقد خالَف عمر فيه ابنه[74]، وفي سُنن البيهقي مِن حديث الدراوردي عن هشام عن أبيه: أنَّ عمرَ كان يعلِّم الناس التشهُّدَ في الصلاة، وهو يخطُب على المنبر، فيقول: ((إذا تشهَّد أحدُكم، فليقل: بسم الله، خير الأسماء، التحيات الزاكيات...)) فذكَره، وفيه: قال عمر: ابدؤوا بأنفُسكم بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وسلِّموا على عبادِ الله الصالحين، قال البيهقيُّ: ورواه محمَّد بن إسحاق عن الزُّهري، وهشام عن عبدالرحمن بن عبدٍ، عن عمر، وذكر فيه التسمية: بسم الله، خير الأسماء، وزاد وقدَّم وأخَّر، ورواه مالك، ومعمر، ويونس، وعمرو بن الحارث عنِ ابن شهاب، لم يَذكُروا فيه التسمية، وقدَّموا كلمتي التسليم على كلمتي الشهادَة، زاد معمر: وكان الزُّهري يأخُذ به، ويقول: علَّمه الناس على المنبر، والصحابة متوافِرون، ولا ينكرونه، قال معمر: وأنا آخُذ به[75]، وذكَر الحاكم التسميةَ فيه مِن رواية القَعْنَبي عن الدَّراوردي عن هشام عن أبيه، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم، وإنَّما ذكرتُه؛ لأنَّ له شاهدًا على ما شرطنا في الشواهِد[76]، ورواه في المصنَّف عن حاتم بن إسماعيل عن هشام به، وثنا وكيع عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ: أنَّه كان يقول إذا تشهَّد: بسم الله خير الأسماء اسم الله[77]، وحديث عائشة: بسم الله، التحيَّات لله، الصلوات لله، الزاكيات لله... الحديث، قال البيهقي: والرواية الصحيحة عن عبدالرحمن بن القاسم، ويحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة، ليس فيها ذِكْر التسمية إلا ما انفرَد بها محمَّد بن إسحاق؛ يعني: عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه، قال البيهقيُّ: ورُوي عن محمد بن صالح بن دِينار عن القاسم بن محمَّد مرفوعًا بلفظ: ((هذا تشهُّد النبي - صلى الله عليه وسلم -: التحيَّات لله... إلى آخِره))، وفي آخره: قال محمَّد بن صالح: قلت: بسم الله، فقال القاسم: بسم الله كلَّ ساعة، والصحيح موقوف[78]، وكذا قاله الدارقطني أيضًا، ورواه مالك موقوفًا فيه: ((وحْدَه لا شريكَ له))[79]، وحديث سَمُرة بن جندب مِن عند أبي داود بسندٍ صحيح على شرْط ابن حبان قال: "أمَرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في وسط الصَّلاة أو حين انقضائِها، فابدؤوا قبلَ السلام، فقولوا: ((التحيَّات الطيِّبات، والصلوات والملك لله، ثم سلِّموا على اليَمين، ثم سلِّموا على قارئِكم وعلى أنفُسكم))[80]، وفي المصنَّف: ثنا أبو نعيم عن سفيان عن زيدٍ العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن ابن عُمر: أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنهما - كان يُعلِّمهم التشهُّدَ على المنبر كما يُعلّم الصبيان في الكُتَّاب: التحيَّات لله، والصلوات، والطيِّبات.... الحديث[81].

 

وحدَّثَنا ابنُ عمرَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في التشهُّد: ((التحيَّات لله، الصلوات الطيِّبات، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبرَكاته - قال ابن عمر: وزدت فيها: وبركاتُه - السلام علينا وعلى عبادِ الله الصالِحين، أشهدُ أن لا إله إلاَّ الله - قال ابنُ عمر: زدتُ فيها: وحْدَه لا شريك له - وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه))؛ رواه أبو داود بسندٍ صحيح عن نصْر بن علي عن أبيه عن شُعْبة عن أبي بِشر، قال: قال: سمعتُ مجاهدًا فذَكَره[82]، وذكَره مالكٌ موقوفًا في الموطَّأ عن نافِع عنه، ولفظه: ((بسم الله، التحيَّات لله، الصلوات لله، الزاكيات لله، السَّلام على النبيِّ ورحمة الله وبركاتُه، السلام علينا وعلى عبادِ الله الصالحين، شهدتُ أن لا إله إلاَّ الله، شهدتُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، فإذا أراد أن يسلِّم قال: السلامُ على النبيِّ ورحمة الله وبرَكاته، السلام علينا وعلى عبادِ الله الصالحين، السَّلام عليكم))[83].

 

وفي المصنَّف: ثنا هُشَيم، ثنا عبدالرحمن بن إسحاق عن محارِب، عن ابن عمر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمنا التشهُّد في الصَّلاة، كما يُعلِّمُ المُكْتِبُ الوِلْدَانَ))[84]، ورواه أبو القاسم مِن حديثِ قتادةَ عنه - يعني: مرفوعًا - وقال: لم يروِه عن قتادةَ إلاَّ أبان بن يَزيد، وقد تفرَّد به سهْل بن بكَّار[85]، ولما رَواه الدارقطنيُّ عن ابنِ أبي داود ثَنا نصْر، قال: هذا إسنادٌ صحيح، وقد تابَعه على رفْعه ابن أبي عديٍّ عن شُعبة، ووقفه غيرُهما، ومِن حديث موسى بن عُبيدَة وخارجة[86]، وهما ضعيفان: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمنا التشهد: التحيَّات، الطيبات، الزاكيات لله، السَّلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبرَكاته، السَّلام علينا وعلى عِبادِ الله الصالِحين، أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، ثم يُصلِّي على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم))[87]، وفي العِلل الكبير للترمذي: سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، فقال: رَوى شُعبةُ عن أبي بِشر، عن مجاهد، عن ابنِ عُمر، ورَوى سيف عن مجاهِد عن أبي معمرٍ عن ابن مسعود، وهو المحفوظُ عندي، قلت: كأنَّه يُروَى عن ابن عمرَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويُروَى عن ابن عمرَ عن أبي بكْر، قال: يحتمل هذا وهذا، قال محمَّد: وعبدالرحمن بن إسحاق الذي رَوى عن محارِب بن دِثار عن ابن عُمرَ في التشهُّد: هو الكوفي، وهو ضعيفُ الحديث، وأوقفه ابنُ أبي عدي[88]؛ انتهى، وقد تقدَّم من عند الدارقطني أنَّ ابن أبي عديٍّ رفعَه، فالله أعْلم، وحديث أبي هُرَيرة مرفوعًا، كحديثِ ابن مسعود ذكَره ابن بطَّال في شرْح البخاري.

 

وذهَب أبو حنيفة وأصحابُه، وأحمد، والثوريُّ، وإسحاق، وأبو ثور، وابنُ المبارك فيما حَكاه ابنُ الأثير في شرْح المسنَد، وداود وأصحابه إلى تشهُّد ابن مسعود، واستدلَّ لهم أيضًا بأنَّ حديث ابن عبَّاس الذي اعتمدَه الشافعيُّ قد وقف، كما تقدَّم، وبأنَّه مضطرب؛ وذلك أنَّ الشافعي وأحمد روياه مُنَكَّر السلام[89]، ورواه أحمد في موضعٍ آخَرَ من مسنده بتعريفه، وعندهما: وأنَّ محمدًا، لم يذكرَا: وأشهد، وفي ابن ماجه: وأشهد، كما تقدَّم، وعندَ النَّسائي كمسلِم، إلاَّ أنه منكَّر السلام، وقال: وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وفي روايةٍ عندَ مسلم: ((وأنَّ محمدًا رسولُ الله))، وهو عندَه مُعرَّف السلام في المكانين، وهو مذهَب الشافعي بتنكيره، ويرجح تشهُّد ابن مسعودٍ على حديثِ ابن عبَّاس بأمور، منها:

الأول: أنَّه في الكُتب الستَّة، وذاك في مسلِم.

 

الثاني: أنَّ جماعة مِن الصحابة وافقوه على رِوايته.

 

الثالث: حديث أبي بكْر كحديثِ ابن مسعود: وعلَّمه أبو بكر للناس على المنبر كتعليمِ الصبيان.

 

الرابع: حديث ابن مسعودٍ ليس فيه اضطرابٌ ولا وقف.

 

الخامس: أنَّ أكثرَ العلماء والمحدِّثين قالوا به، واختاروه، حتى قال الخطَّابي: والعجَب من الشافعي كيف اعتمَد حديثَ ابن عباس، وترَك حديث عبدالله بن مسعود؟!

 

والسادس: أنَّه بواو العطْف في مقامين، والعطْف يَقتضي المغايرة بيْن المعطوف والمعطوف عليه، فيكون ثناءً مستقلاًّ بفائدته، وإذا سقطتْ واو العطف كان ما عدا اللفْظ الأوَّل صفةً له، فيكون جملة واحِدة في الثناء، والأوَّل أبلغ، فكان أقوى وأوْلى، يدلُّ على صحَّة هذا قوله في الجامع: لو قال: والله والرحمن والرحيم، كانت أَيْمانًا ثلاثة، ولو قال: والله الرحمن الرحيم، كانت يمينًا واحدة، يلزمه به كفَّارةٌ واحدة.

 

السابع: أنَّ السلام فيه مُعرَّف في الموضعين، وهو يُفيد الاستغراقَ والعموم.

 

الثامن: فيه زيادة أمْره أن يُعلِّم الناس، والأمْر للوجوب، وإذا لم يجِب ففيه زيادة استحباب وتأكيد، وليس ذلك في حديثِ ابن عباس.

 

التاسع: أخْذ النبي - صلى الله عليه وسلم - كفَّ ابن مسعود بين كفيه، ففيه زيادةُ استيثاق واهتمام.

 

العاشر: تشديد ابن مسعودٍ على أصحابه حين أخَذ عليهم فيه، وفي المبسوط: عن خصيف قال: "رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقلت: كثُر الاختلاف في التشهُّد، فماذا تأمُرني؟ قال: بتشهُّد ابن مسعود"[90]، وقال الخطابي: فيه إيجاب التشهُّد، وإليه ذهَب الشافعي خلافًا لأبي حنيفة ومالك؛ لأنَّ الأمر للوجوب، رُوي عن عمر بن الخطَّاب أنَّه قال: مَن لم يتشهَّدْ فلا صلاةَ له، وبه قال الحسنُ بن أبي الحسَن، وقال الزهريُّ، وقتادة، وحماد: إنْ ترَك التشهد حتى انصرَف، مضتْ صلاته، وقال أصحابُ الرأي: التشهُّد والصلاة على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مستحبٌّ، والقعود قدْر التشهُّد واجب.

 

غريبه: التحيَّات: جمع تحيَّة، وهي السلامة مِن جميع الآفات، وقيل: البَقاء الدائم، وقيل: العظمة، وفي المُحكَم: التحيَّة: السلام.

 

وقال الخطابي: رُوي عن أنسٍ في تفسيرها: هي أسماء الله: السَّلام، المؤمِن، المهيمن، العزيز، الجبَّار، الأحَد، الصَّمَد، قال: التحيَّات لله تعالى بهذه الأسماء، وهي الطيِّبات لا يُحيَّا بها غيره، وقال ابنُ الأثير: قيل: التحيَّات: كلمات مخصوصة كانتِ العرب تُحيِّي بها الملوك، كقولهم: أبيتَ اللعْن، وأنعِم صباحًا، وعم ظلامًا، وكقول العجم: ذه هزار سال؛ أي: تعيش عشرة آلاف سَنة، وكلها لا يصلُح شيءٌ منها للثناء على الله، فتُركت، واستعمل معنَى التعظيم، فقيل: قولوا: التحيَّات لله؛ أي: الثناء والعظمة والتمجيد كما يستحقُّه ويجب له، وقوله: لله، اللام في (لله) لام الملْك والتخصيص، وهي للأوَّل أبلغ، وللثاني أحْسَن، وقال القرطبي: فيه تنبيهٌ على أنَّ الإخلاص في العبادات والأعمال لا يُفعل إلاَّ لله تعالى، ويجوز أن يُراد به الاعترافُ بأنَّ ملْك ذلك كله لله تعالى، وقوله: والصلوات: قيل: أراد الصلوات الخمْس، وقيل: النوافِل، قال ابنُ الأثير: والأوَّل أقوى، وقال الأزهريُّ: العبادات، وفي المنافِع: التحيات: العبادات القوليَّة، والصلوات: العبادات الفعليَّة، والطيِّبات: العبادات الماليَّة، وقوله: (السلام علينا): أراد الحاضِرين مِن الإمام والمأمومين والملائِكة وغيرهم.

 

وقوله: الصالحين: جمْع صالِح، قال الزجَّاج: وهو القائِم بما عليه مِن حقوق الله تعالى وحقوقِ العباد، قال القرطبيُّ: فيه تنبيهٌ على أنَّ الدعاء يصِل من الأحياء إلى الأموات، وعن الحربيِّ: معنَى السلام على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اسم الله عليك، وتأويله: لا خلوتَ مِن الخيرات والبرَكات، وسلمت مِن المكارِه والمذام والآفات، وإذا قُلْنا: اللهمَّ سلِّم على محمَّد، إنَّما نريد: اللهمَّ اكتُب لمحمَّد في دعوته وأمَّته وذكره السلامةَ مِن كل نقْص.



[1] كذا بالأصْل، وفي المطبوع: ((لا تقولوا: السلام على الله؛ فإنَّ الله هو السلام)).

[2] في المطبوع بعدَ هذا الحديث قال: حدَّثَنا محمد بن يحيى، ثنا عبدالرزاق، أنبأنا الثوريُّ عن منصور، والأعمش، وحُصين، وأبي هاشم، وحمَّاد عن أبي وائل، وعن أبي إسحاق عن الأسود، وأبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.

حدَّثنا محمَّد بن معمر، ثنا قَبيصة، أنبأنا سفيان عن الأعْمش، ومنصور، وحُصَين، عن أبي وائل، عن عبدالله بن مسعود ح، قال: وحدَّثَنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عُبَيدة، والأسود، وأبي الأحوص، عن عبدالله بن مسعود: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُعلِّمهم التشهُّد، فذكَر نحوه.

[3] البخاري (831)، ومسلم (402)، وأبو داود (968)، والنَّسائي (3/41)، والترمذي (289).

[4] المنتقى (205).

[5] المصنَّف (1/328).

[6] سنن الترمذي (2/82).

[7] رواه مسلم (403).

[8] البخاري (835).

[9] مسلم (402) - 55.

[10] المعجم الأوسط (2690).

[11] البحر الزخار (1581).

[12] المعجم الأوسط للطبراني (4574).

[13] سنن أبي داود (969).

[14] ما بين المعكوفتين ليس في المستدرَك، وهو أنسب.

[15] المستدرك (1/265).

[16] سنن أبي داود (970).

[17] سنن الدارقطني (1/352-353)، وقريب منه في العلل (5/127-128).

[18] في المعرفة: وأنَّ قوله: (إذا فعلتَ هذا أو قضيتَ هذا، فقد قضيتَ صلاتك) من قول ابن عبَّاس.

[19] المعرفة (3/63-64)، وقدِ استفاض في الكلام عنها في السُّنن الكبرى (2/173-175).

[20] الفصل للوصْل المدرَج في النقْل (1/103-104).

[21] معالم السنن (1/451).

[22] الأحكام الوسطى (1/409).

[23] النَّسائي (2/239).

[24] في الأصْل: ابن أبي حمزة، والصَّواب ما أثبت.

[25] البحر الزخار (1571).

[26] المعجم الأوسط للطبراني (4574).

[27] مشكل الآثار (9/410) - ط الرسالة، وبعض الكلام هنا ليس موجودًا فيه.

[28] مسند أحمد (1/376).

[29] كذا بالأصْل، وفي السنن: إبراهيم.

[30] سنن الدارقطني (1/354).

[31] صحيح ابن خزيمة (702).

[32] صحيح ابن خزيمة (708).

[33] سنن الترمذي (366)، وفيه: كان إذا جلس في الركعتين الأوليين.

[34] المصدر السابق (291).

[35] المستدرك (1/267-268).

[36] صحيح ابن خزيمة (706)، (707).

[37] رواه الترمذي (408)، ولم أجدْه في النسائي، فلعلَّه تحرَّف على الناسخ مِن الترمذي.

[38] أبو داود (617).

[39] السنن الكبرى للبيهقي (2/173).

[40] علل ابن أبي حاتم (1/113) رقم (306).

[41] صحيح مسلم (403).

[42] النسائي (2/242-243).

[43] الترمذي (290).

[44] شرح معاني الآثار (1/265).

[45] مصنف ابن أبي شيبة (1/327).

[46] كذا بالأصل، وفي المطبوع: سعيد بن أبي عَرَوبة.

[47] صحيح مسلم (404).

[48] النسائي (2/242).

[49] كذا بالأصل، وفي المطبوع: ثنا المعتمِر بن سليمان.

[50] في الأصل: الزُّبير، والصواب ما أثبت.

[51] المستدرك (1/266-267).

[52] سنن النسائي (2/243)، (3/43).

[53] الترمذي (2/83) رقم (290).

[54] المجموع شرح المهذب (3/455).

[55] في الأصل: القاسم بن عساكر، والصواب ما أثبت.

[56] التعديل والتجريح (1/384) رقم (115).

[57] الأحكام الوسطى (1/409).

[58] المعرفة (3/55) رقم (3664)، (3665).

[59] اختلاف الحديث ص (44).

[60] أطراف الغرائب (2/429) رقم (1832).

[61] مصنف ابن أبي شيبة (1/327) وغيره.

[62] المعرفة (3/59) رقم (3685).

[63] المعجم الأوسط (2718)، وليس فيه: وإبراهيم بن هاشم، وإبراهيم رواه عن أمية بن بسطام، وليس متابعًا له.

[64] مصنف ابن أبي شيبة (1/326-327).

[65] المعجم الأوسط (2917).

[66] السنن الكبرى للبيهقي (2/143).

[67] المعجم الأوسط للطبراني (7568).

[68] الاستذكار (4/281).

[69] عِلل الحديث لابن أبي حاتم (1/113) رقم (306).

[70] المعجم الأوسط للطبراني (218).

[71] سنن الدارقطني (1/351).

[72] الموطَّأ (1/97) باب التشهد في الصلاة.

[73] الاستذكار (4/274).

[74] المحلى (3/270).

[75] السنن الكبرى للبيهقي (2/142-144).

[76] المستدرَك (1/266)، وفيه: لأنَّ له شواهد.

[77] المصنف (1/329).

[78] السنن الكبرى للبيهقي (2/142- 145).

[79] الموطأ (1/98) باب التشهُّد في الصلاة.

[80] سنن أبي داود (975).

[81] مصنف ابن أبي شيبة (1/326).

[82] سنن أبي داود (971).

[83] الموطأ (1/97) باب التشهد في الصلاة.

[84] المصنف (1/328).

[85] المعجم الأوسط (2625)، وفيه: عن قتادة عن عبدالله بن بابي قال: صليت إلى جنْب ابن عمر.

[86] هو خارِجة بن مُصعَب.

[87] سنن الدارقطني (1/351).

[88] العلل الكبير للترمذي (ص: 71).

[89] مسند أحمد (1/292)، والشافعي (1/225) رقم (276).

[90] المبسوط (1/28).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاعتدال في السجود
  • الجلوس بين السجدتين
  • ما يقال بين السجدتين
  • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإشارة في التشهد
  • التسليم في الصلاة
  • من يسلم تسليمة واحدة
  • رد السلام على الإمام
  • من سنن التشهد
  • أصح صيغ دعاء التشهد في الصلاة
  • من أحاديث التشهد في الصلاة
  • معنى ألفاظ التشهد

مختارات من الشبكة

  • وضع اليدين في التشهد (كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى)(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • صيغ التشهد في الصلاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • أحكام التشهد في الصلاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ما جاء في العشر الأواخر من رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جاءكم شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق ما ورد من آثار فيما جاء في العتق من النار في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • وجاءكم رمضان..(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • ما جاء في رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القضاء بين الكفار إذا جاءوا يتحاكمون إلينا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما جاء في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب