• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

ما يحبه غير المؤمنين

عبدالستار المرسومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/2/2015 ميلادي - 14/4/1436 هجري

الزيارات: 7784

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما يحبه غير المؤمنين


لأن الكفار قد خالفوا الفِطرة البشَرية الإيمانية التي فَطر الله جل جلاله عليها عبادَه، فإننا نجِد أنَّ بوصلتهم شذَّت وانحرفَت، وأنها تُشير إلى الاتِّجاه الخطأ؛ بسبب فساد فِطرتهم، ومرض قلوبِهم؛ لهذا فإنَّ حُبَّهم للأشياء يأتي مُعاكِسًا للطبيعة البشـرية، فتركوا حُبَّ الله جل جلاله، وحُبَّ ما يُحِب جل جلاله، وحب الأشياء في الله جل جلاله، وانصـرفوا لحُبِّ أشياء أخرى.

 

يقول ابن قيِّم الجوزية رحمه الله: "ومن أعظَم أسباب ضِيق الصدر: الإعراضُ عن الله جل جلاله، وتعلُّقُ القلب بغيره، والغفلةُ عن ذِكره، ومحبةُ سواه؛ فإنَّ مَن أحبَّ شيئًا غيرَ الله جل جلاله عُذِّبَ به، وسُجن قَلْبُهُ في محبة ذلك الغَير، فما في الأرض أشقى منه، ولا أكسَف بالاً، ولا أنكَد عيشًا، ولا أتعب قلبًا، فهما مَحبتان: محبةٌ هي جنةُ الدنيا، وسـرورُ النَّفس، ولذَّة القلب، ونعيم الروح، وغذاؤها ودواؤها؛ بل حياتُها وقرة عينها، وهي محبة الله جل جلاله وحدَه بكُل القلب، وانجذابُ قُوى المَيل والإرادة والمحبة كلُّها إليه، ومحبةٌ هي عذابُ الروح، وغَم النفس، وسِجن القلب، وضيق الصدر، وهي سبب الألَمِ والنكَد والعَناء، وهي محبةُ ما سواه سبحانه"[1]، فالأشياء التي ذكر القرآنُ أنَّ غير المؤمنين يحبُّونها هي:

1- الكُفر: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [التوبة: 23]، وإنَّ هذه الآيةَ وقَبل أنْ تؤكِّد استحبابَ الكافرين للكفر، وتفضيلَهم له على الإيمان بالله جل جلاله، فإنها تقرِّرُ أمرًا إلهيًّا واجبًا وملزِمًا بألا يتَّخذ المؤمنون هؤلاء الذين يستحِبون الكفر أولياء.

 

قال القُونَوِي في أنِيس الفقهاء: "الولاءُ من آثار العِتق مأخوذٌ من الوَلْيِ بمعنى القرابة، يقال: بينهما ولاءٌ ؛ أي: قرابةٌ حكيمة حاصِلة من العِتق أو المُوالاة، ومنه قوله عليهالسلام: ((الولاء لُحْمة كلُحمة النسَب))[2]؛ أي: وصلُه كوَصل النسَب، وقيل: الوَلاء والوَلاية بالفتح: النُّصرة"[3]، وقال المناوي في التوقيفات على التعريفات: "الوليُّ فَعيل بمعنى فاعِل، وهو من توالَت طاعتُه من غير تخلُّلِ عصيان، أو بمعنى مفعول، فهو من يَتوالى عليه إحسانُ الله وإفضالُه"[4].

 

فالحُبُّ مُتعلِّق بالوَلاء، فلأنَّ المؤمن يُحِب اللهَ جل جلاله؛ فسيكون من مستلزَمات هذا الحب أنْ يطيعه فيما أمره، وينتهيَ عما نهاه، ويحب أولياءَ الله جل جلاله كذلك، وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73]، فالكافرُ لا يمكن أنْ يُعطي ولاءَه إلا لكافر، وإلاَّ تفعلوه أيها المسلمون؛ أي: الولاء.

 

وأمَّا قولُه تعالى: ﴿ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ﴾ [التوبة: 23]، فنجد أنَّ القرآنَ العظيم يقول عن الكافرين: إنهم (استحبوا) وليس أحَبوا الكفر، ما يعني أنهم يُمعِنون في حب الكفر ويبالغون فيه، والكفر هو بالضِّد من الإيمان؛ لذلك فقد خُتمت الآيةُ بأنَّ هؤلاء الكفار الذين بالَغوا في حبِّهم الكُفرَ (هم الظالمون)؛ لأنهم وَضعوا حبَّهم في غير محلِّه؛ فالظالم هو من يضع الشـيءَ في غير محلِّه.

 

قال الشنقيطي في أضواء البيان: "﴿ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ﴾ [التوبة: 23] موافق في المعنى لقوله هنا: ﴿ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾ [فصلت: 17]، ونظير ذلك في المعنى قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [إبراهيم: 3]، فلفظَة استَحب في القرآن كثيرًا ما تتعدى بعلى؛ لأنها في معنى اختار وآثر"[5]، فالذين يستحِبون الكفر إنما هم يختارونه ويؤثِرونه على الإيمان، فهم فاسِدو الفِطرة، فاقِدو الهدى، وهم وَفق ذلك يستحقون كل ما ينعَتون به من السلبيات.

 

2- حبُّ الأنداد من دون الله جل جلاله، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165]، وتكون المشكِلة أكبر والبلاءُ أعظم في أنهم لا يحبونهم فحَسْب؛ وإنما يحبونهم كحُبِّ الله جل جلاله، وهنا طامَّة كبرى، فكيف يتساوى حب خالقٍ بحُبِّ مخلوق؟ وكيف يتساوى عظيمٌ بحقير، وغني بفقير، وعالمُ غيب السموات والأرض بجاهل، وقويٌّ بضعيف؟ وجاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: (ند، النِّدُّ: ما كانَ مثلَ الشـيء يُضادُّه في أموره)[6]، واتخاذُ ندٍّ لله جل جلاله هو من أعظم الذنوب، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذنب أعظمُ عند الله؟ قال: ((أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك))[7]، و يتخذ بعض الناس أندادًا من دون الله جل جلاله، فلرُبما كان هؤلاء الأنداد بشـرًا أو صنمًا أو آلهة من دون الله جل جلاله، ويتعاملون مع الأنداد بحُبٍّ، فهم يخضعون لهم، ويتقرَّبون منهم، ويحبونهم ويرجونهم، ويقَدِّمون لهم القرابين، ويكافِئون حُبَّ هؤلاء الأنداد بحب الله جل جلاله أو بحب المؤمنين لله جل جلاله، وهو حُبٌّ خاطئ بلا شك، ونتائجُه وخِيمة، وهذا الحُبُّ السَّلبي ناتِج من أنَّ هؤلاء الأنداد على هوى من اتخذوهم، فلا يتكلمون معهم ولا يأمرونهم بشـيء من الحق والواجبات التي تخالف أهواءهم، قال ابن قَـيِّم الجوزية رحمه الله في مدارج السالكين: (قال الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، فأخبر أنَّ مَنْ أحبَّ من دون الله شيئًا كما يُحبُّ الله تعالى، فهو ممَّن اتَّخذ من دون الله أندادًا، فهذا نِدٌّ في المحبة، لا في الخَلق والربوبية؛ فإنَّ أحدًا من أهل الأرض لم يُثبت هذا النِّد في الربوبية، بخلاف ندِّ المحبة، فإنَّ أكثر أهل الأرض قد اتخذوا من دون الله أندادًا في الحب والتعظيم، ثم قال جل جلاله: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، وفي تقدير الآية قولان:

أحدُهما: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165] من أصحاب الأنداد لأندادهم وآلهتهم التي يحبونها ويعظِّمونها من دون الله جل جلاله.

 

والثاني: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165] من محبة المشـركين بالأنداد لله؛ فإنَّ محبة المؤمنين خالصة، ومحبةَ أصحاب الأنداد قد ذهبَت أندادُهم بقِسط منها، والمحبة الخالصة أشد من المشترَكة، والقولان مرتبان على القولين في قوله تعالى: ﴿ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، فإنَّ فيها قولين:

أحدهما: يحبونهم كما يحبون الله، فيكون قد أَثبت لهم محبةَ الله، ولكنها مَحبةٌ يشـرِكون فيها مع الله أندادًا.

 

والثاني: أنَّ المعنى يحبون أندادَهم كما يحب المؤمنون الله، ثم بين أنَّ محبة المؤمنين لله جل جلاله أشد من محبة أصحاب الأنداد لأندادهم )[8].

 

3- أنْ يُحمدوا بما لم يفعلوا: قال تعالى: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188]، والحمدُ ضِدُّ الذمِّ، جاء في المصباح المنير: "حَمِدْتُهُ على شجاعته وإحسانه (حَمْدًا): أثنيتُ عليه"[9]، والحمدُ هو الثناء الجميل على المحمود بسبب نعمة يُنعِمها على الحامد؛ ولهذا كانت فاتحةُ القرآن الكريم ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]؛ لأنَّ نِعمَ الله جل جلاله علينا لا تُعد ولا تُحصى، والحمد كذلك يكون من غير نعمة، أو حتى إنْ لم تكن نعمة بل ابتلاء، فالمؤمِن يحمَد اللهَ جل جلاله على كل حال.

 

والإنسان الطبيعي ربما أحبَّ أنْ يُحمَد، ولكنه من العدل أن يقدِّم شيئًا يُحمد عليه، ولكن هؤلاء يحِبون أنْ يُثنِي عليهم الناس من غير أنْ يقدِّموا شيئًا، وهذا عين الجهل وعين الغرور، وبالرغم من أنَّ بعض المفسرين يقولون: إنَّ الآية نزلت في اليهود، الذين يزعمون علمَهم بالتوراة وأحكامِها، وأنهم علماءُ بني إسـرائيل الذين حفظوا هذا العلم، وأنهم يؤدُّون حقوق الله جل جلاله ويطيعونه، ويحبون أن يُحمَدوا على ذلك، ولكن القرآن العظيم يقرر أنَّ الأمر ليس كما يقولون، فإنهم لا يستحِقون ذلك الحمدَ، كما أنَّ عموم اللفظ يشير إلى أنَّ كل من يحب أنْ يُحمد على شـيء لا يملِكه ولم يفعله، فهو حبٌّ باطل ولا أصل له، وهو شبيه بأولئك اليهود.

 

جاء في أيسر التفاسير: "فإنَّ الله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: لا تحسبَن يا رسولَنا الذين يفرحون بما أتَوا من الشرِّ والفساد؛ بتحريف كلامنا، وتبديل أوامرنا، وتغيير شرائعنا، وهم مع ذلك يحبون أنْ يحمَدهم الناس؛ أي: يشكروهم ويُثنوا عليهم، ما لم يفعلوا من الخير والإصلاح؛ إذ عملهم كان العكس، وهو الشر والفساد من اليهود، ولا تحسبنهم بمفازة؛ أي: بمَنجاة من العذاب، ولهم عذاب أليم يوم القيامة"[10].


إنَّ هذا الحبَّ المزيَّف للحمد فُنِّد في سورة "الحمد" - فاتحة الكتاب - التي وصفَتهم بأنهم "المغضوب عليهم"؛ لأنَّ اليهود استحقوا غضبَ الله جل جلاله؛ لأنهم رفضوا الهدايةَ، وجحدوا الإيمانَ برسالة النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، واستبدلوه بالكفر، وقد فعلوا كلَّ ذلك على عِلم؛ فمن أجل ذلك غضِب الله عليهم، قال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة: "والغَضُوبُ: النَّاقةُ العَبُوسُ، وقال: والغَضبةُ: الصخرَةُ الصلبة المركَّبةُ في الجبل المخالفة له، وقال: قال ابنُ السكِّيت: أَحْمَرُ غَضْبٌ: شديدُ الحمرة، وقال: قال اللحيانيُّ: غُضِبَ بصـر فلان: إذا انتفخَ من داء يصيبه، يقال له الغُضاب، وقال: الغُضابيُّ: الكدر في معاشـرته ومخالفته، مأخوذ من الغُضابِ، وهو: القذى في العينين"[11]، فإنَّ غضب الله جل جلاله على اليهود تضمَّن كلَّ هذه المعاني على سبيل إيضاح الصورة لنا، وليس على سبيل الحقيقة؛ فإنَّ لله جل جلاله غضبًا لا يشبِه غضبَ مخلوقاته.


واليهود كانوا يستفتحون على مشرِكي العرب بأنَّ نبيًّا سيظهر ويتَّبعونه ويؤازِرونه على العرب، ولكن حين بُعث النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم وهو من العرب، جَحد اليهود ذلك على علم منهم، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89]؛ فهذا الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم والجحود هو الذي جعلهم المغضوب عليهم، واستَحَقوا لعنة الله جل جلاله، جاء في النكت والعيون للماوردي رحمه الله: "﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 89]؛ يعني: يَستنصرون، قال ابن عباس: إنَّ اليهود كانوا يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثِه، فلما بعثه الله تعالى من العرب كفَروا به، فقال لهم معاذ بن جبل رضي الله عنه، وبشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه: أوَما كنتم تخبروننا أنه مبعوث؟ فقال سلَّام بن مِشْكَم: ما جاءنا بشـيء نعرفُه، وما هو بالذي كنا نذكرُ لكم، فأنزل الله تعالى ذلك"[12].


وغضَبُ الله جل جلاله لن يقع على اليهود فحسب، بل على كل من سار على طريق اليهود؛ فكفر بالله جل جلاله ورسلِه، وقتل أنبياءَ الله جل جلاله وقتَل المؤمنين من الناس، وطغَى في الأرض، واعتدى على شـريعة الله جل جلاله فأنكرها أو أنكر بعضها أو غيَّرها بحسب هواه، واعتدى على خلق الله جل جلاله، وقتَل عبادَ الله جل جلاله، فإنه واقعٌ تحت غضَب الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

 

فيما يرى آخرون أنها نزلَت في المنافقين، واستَدَلوا بحديث البخاري رحمه الله، فعن أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه: "أنَّ رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الغَزو تخلَّفوا عنه، وفرِحوا بمَقعدهم خِلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، اعتذروا إليه وحلَفوا، وأحبُّوا أنْ يُحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ﴾ الآية [آل عمران: 188]"[13].

 

4- إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا: فمن الأشياء التي يحِبها غير المؤمنين أنهم يحِبون أنْ تنتشر الفاحشةُ في الذين آمنوا، سواءٌ بالحقيقة أو عن طريق الإشاعات الباطلة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، والأصلُ أنهم يحِبون أن يصيب الذين آمنوا الأذى، ومن المعلوم أنَّ أشد الأذى في المؤمن التقِي بعد دينه أنْ يُطعَنَ في عِرضه، أو أنْ يسمَع بأنَّ الفاحشة تشيع في أهله وقرابته وبلدتِه.

 

والآيةُ هنا تخصُّ المنافقين، وهؤلاء من حِقدهم العظيم على المؤمنين ومن شِدة كرههم لهم، ومن جُبنهم بعدم إعلان كفرهم؛ من أجل أنْ يَتجنبوا المواجهةَ الصـريحة مع المؤمنين؛ وذلك ليتمكنوا بنفاقهم من البقاء في الصف الإسلامي - يتحيَّنون الفرَص لبثِّ الإشاعات، والطَّعن في شَـرف العفيفات المؤمنات المحصَنات، والمؤمنين كذلك، ومن اللافت أنهم "يحبون" أنْ تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا، ولا يشيعونها فحَسْب.

 

ومن المعلوم أنَّ من يحِب شيئًا فإنه يمارسه من غير كلَل ولا ملل، ويستمرُّ عليه، ويبقَى يدور في فلَكه، وكذلك فإنَّ العمل بالحب يُظهِر المهارات والأفكارَ الفريدة في ذلك العمل، فيأتي بأشياء وأمور إبداعيَّة، وإن هذا الحب - إشاعة الفاحشة في المؤمنين - لم يتمكَّن من قلوبهم بمحض صُدفة، ولكنهم تبنَّوه وتدبروه ومارسوه حتى أُشـرِب في قلوبهم، وإنهم بذلك يخالفون الفطرةَ الإنسانية التي فطر اللهُ جل جلاله عليها عبادَه؛ وهي حُبُّ الخير، وكراهيةُ الشَّـر.

 

جاء في اللُّباب في علوم الكتاب لابن عادل: "والإشاعةُ: الانتشار، يُقال: في هذا العقار سَهم شائع: إذا كان في الجميع ولم يكن منفصلاً، وشاع الحديث: إذا ظهر في العامة، والمعنى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ﴾ أنْ يظهر ويذيع الزنا ﴿ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]؛ يعني: عبدَالله بن أُبي وأصحابَه المنافقين، والعذاب في الدنيا: الحَدُّ، وفي الآخرة: النارُ، وظاهر الآية يتناول كل مَن كان بهذه الصِّفة، والآية إنما نزلت في قَذَفَةِ عائشةَ رضي الله عنها، إلا أنَّ العِبرة بعُموم اللَّفظ لا بخصوص السبب، ثم قال: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، وهذا حَسن الموقع في هذا الموضع؛ لأنَّ محبةَ القلب كافيةٌ ونحن لا نعلمُها إلا بالإبانة، وأما الله سبحانه فإنه لا يخفَى عليه، وهذا نهايةٌ في الزَّجر، لأنَّ من أحبَّ إشاعة الفاحشة وإنْ بالَغ في إخفاء تلك المحبة، فهو يعلم أنَّ الله جل جلاله يعلم ذلك منه، ويعلم قدر الجزاء عليه"[14].

 

والآية المذكورة آنفًا هي في سورة النور، وحادثة الأفك التي فنَّدَتها الآيةُ تَخصُّ السيدة عائشة رضي الله عنها، زوجةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أمُّ المؤمنين، فإذا كان المنافقون والكفار قد أثاروا إشاعةً باطلة، وصنعوا مِن مخيَّلتهم أحداثًا أذاعوا بها، وتكلموا بها من أجلِ أنْ تشيع الفاحشةُ بين المؤمنين، فلنا أن نتصوَّر ما يمكِن أنْ يصنعه هؤلاء المنافقون والكفار بأعراض بقيَّة المسلمين والمسلمات ممَّن هم أدنى مرتبةً من السيدة عائشة رضي الله عنها، بمعنى أنهم إذا كانوا تجرؤوا على أمِّ المؤمنين فإنهم سيفعلون مع المؤمنات المحصَنات الغافلات المؤمنات أشدَّ من ذلك.

 

واليوم يصنع أعداءُ الإسلام أعمالاً كبيرة، ويوظِّفون طاقات هائلة؛ من أَجْل أنْ تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا، فينفقون الأموالَ الطائلة، ويبذلون الوُسع، ويواصِلون اللَّيل بالنهار من أَجْل ذلك الهدف، ويساعدُهم للأسف العديدُ من أبناء جِلدتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فإن الله قد توعَّد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وهذه المحبة قد لا يقترن بها قولٌ ولا فعل، فكيف إذا اقترن بها قول أو فعل؟ بل على الإنسان أن يبغض ما أبغضه الله من فعل الفاحشة والقذف بها وإشاعتها في الذين آمنوا، ومن رضي عمل قوم حُشر معهم، كما حُشرت امرأة لوط معهم ولم تكن تعمل فاحشة اللواط؛ فإن ذلك لا يقع من المرأة، لكنها لما رضيتْ فِعلَهم عمَّها العذاب معهم.

 

فمن هذا الباب قيل: من أعان على الفاحشة وإشاعتها؛ مثل القوَّاد الذي يقود النساء والصبيان إلى الفاحشة لأجل ما يحصل له من رياسة أو سحت يأكله، وكذلك أهل الصناعات التي تَنْفُقُ بذلك؛ مثل المغنين وشربة الخمر وضُمَّان الجهات السلطانية وغيرها"[15].

 

5- العمى: قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [فصلت: 17]، وحُبُّ العمى هنا ليس المقصودُ منه عمى العين؛ وإنما عمى القلوب؛ لأنَّ الحُبَّ في الأصل يكون في القلب، قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، فإذا عَمِيَ القلب عميَت العين؛ لأن القلب هو سيِّدُ الجوارح، والجوارحُ تابعة له، والمَثَل هنا هي ثمود، وهم قوم نبيِّ الله صالحٍ عليه السلام، فلقد كذَّبت ثمودُ النبيَّ صالحًا عليه السلام، واستحبوا الكفر على الإيمان وقتلوا الناقةَ التي بعثها الله جل جلاله لهم آيةً واضحةً بيِّنة، وأوشَكوا أنْ يقتلوا صالحًا عليه السلام، فكانت عقوبةُ حُبِّهم للعمى أنَّ الله جل جلاله عاقَبهم بالصَّاعقة التي أخذتهم فأهلَكتهم.

 

جاء في تفسير السعدي: "﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ ﴾، وهم القبيلة المعروفة الذين سكنوا الحِجر وحوالَيه، الذين أرسل اللَّه إليهم صالحًا عليه السلام، يدعوهم إلى توحيد ربهم، وينهاهم عن الشـرك، وآتاهم اللَّهُ الناقةَ آيةً عظيمةً، ﴿ لَهَا شِرْبٌ ﴾ وَلَهم ﴿ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الشعراء: 155]، يشربون لبنَها يومًا، ويشـربون من الماء يومًا، وليسوا يُنفقون عليها، بل تأكلُ من أرض اللَّه؛ ولهذا قال هنا: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ ﴾ [فصلت: 17]؛ أي: هداية بيان، وإنما نصَّ عليهم، وإن كان جميعُ الأمم المهلَكة قد أُقيمت عليهم الحجَّة، وحصَل لهم البيان؛ لأنَّ آيةَ ثمود آيةٌ باهرة، قد رآها صغيرُهم وكبيرهم، وذَكَرُهم وأنثاهم، وكانت آيةً مبصِرة؛ فلهذا خصَّهم بزيادة البيان والهُدى، ولكنهم - مِن ظلمهم وشـرهم- استحبُّوا العمَى - الذي هو: الكفر والضلال - على الهدى - الذي هو: العلم والإيمان - ﴿ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ لا ظلمًا من اللَّه لهم ﴿ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [فصلت: 18]؛ أي: نجَّى اللَّهُ صالحًا عليه السلام ومن اتَّبعه من المؤمنين المتقين للشِّرك والمعاصي" [16]، وهكذا فمَن استحَب العمى على الهُدى فسيكون حكم الله عليه كحكم الله جل جلاله في ثمود، ويعاقَبُ بعقوبتهم، ويذوق ما ذاقوا.

 

وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "وقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾ [فصلت: 17]، فهذا هدى بعد البيان والدلالة، وهو شـرط لا موجب، فإنه إن لم يقترِن به هدى آخر بعده لم يَحصُل به كمالُ الاهتداء، وهو هدى التوفيقِ والإلهام، وهذا البيان نوعان:

• بيانٌ بالآيات المسموعة المتلوَّة.

• وبيانٌ بالآيات المشهودة المرئيَّة.

 

وكِلاهما أدلةٌ وآيات على توحيد الله جل جلاله وأسمائِه وصفاته وكماله، وصِدْقِ ما أخبرَت به رسلُه عنه؛ ولهذا يدعو عبادَه بآياته المتلوَّة، إلى التفكير في آياته المشهودة"[17].

 

6- حب الدنيا (العاجلة ): وسنفرد لها مقالاً خاصًّا بإذن الله تعالى.



[1] زاد المعاد، ابن قيم الجوزية، ج2، ص25.

[2] أخرج ابن حبان في صحيحه، كتاب البيوع، باب البيع المنهي عنه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الولاء لحمة كلحمة النسب؛ لا يُباعُ، ولا يُوهبُ)).

[3] أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، القونوي، ص261-262.

[4] التوقيفات على مهمات التعريفات، عبدالرؤوف المناوي، ص 734.

[5] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، ج7، ص20.

[6] كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، ج8، ص10.

[7] صحيح البخاري ج4، ص1626، حديث: 4207.

[8] مدارج السالكين، ابن قيم الحوزية، ج3، ص20.

[9] المصباح المنير، المقري الفيومي، ص80.

[10] أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، أبو بكر الجزائري، ج1، ص423.

[11] تهذيب اللغة، أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، ج8، ص56.

[12] النكت والعيون، أبو الحسن الماوردي، ج1، ص158.

[13] صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة، ج4، ص1664، حديث: 4291.

[14] اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل، ج14، ص 329.

[15] مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ج15، ص 344.

[16] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن السعدي، ص746-747.

[17] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ابن قيم الجوزية، ج1، ص 42-43.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في صفات المؤمنين
  • دعوات المؤمنين (1)
  • دعوات المؤمنين (2)

مختارات من الشبكة

  • وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شيئًا مما يحبه الله ليحبك الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (13) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يحب لأخيه ما يحب لنفسه (باللغة البنغالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يحب لأخيه ما يحب لنفسه - باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مما يحبه الله تعالى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يحب لأخيه ما يحب لنفسه (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يحب لأخيه ما يحب لنفسه (باللغة الأردية)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- جزاك الله خيراً
عبد الستار المرسومي - العراق 05-02-2015 09:38 PM

شكراً لك أيها الأخ أبا عمر على هذه الوقفة، وحري بي أن آخذ بها، دمت مسدداً.

1- وقفة
أبو عمر الرياض 05-02-2015 02:43 AM

لي وقفة مع قولكم:"جاء في "النكت والعيون" للماوردي رحمه الله: ﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 89]؛ يعني: يَستنصرون، قال ابن عباس: إنَّ اليهود كانوا يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثِه، فلما بعثه الله تعالى من العرب كفَروا به، فقال لهم معاذ بن جبل رضي الله عنه، وبشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه: أوَما كنتم تخبروننا أنه مبعوث؟ فقال سلَّام بن مِشْكَم: ما جاءنا بشـيء نعرفُه، وما هو بالذي كنا نذكرُ لكم، فأنزل الله تعالى ذلك".
قال أبو عمر -عفا الله عنه-: لماذا ذكر هذا الحديث بواسطة تفسير الماوردي، مع أنه رواه الطبري في "تفسيره"(1520)،(1521) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(905) من طريق ابن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد أخبرني عكرمة، أو سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن اليهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء، وداود بن سلمة: يا معشر اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفحون علينا بمحمد، ونحن أهل شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم. فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
وهذا إسناد ضعيف.
محمد بن أبي محمد هو مولى زيد بن ثابت مجهول؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب".
وقال الحافظ الذهبي في "الميزان":"لا يعرف".
والخبر فيما يرويه ابن هشام في "السيرة" (2/ 140)
قال ابن إسحاق: وكان فيما بلغني عن عكرمة مولى ابن عباس، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره. لكنه أبهم شيخه محمد بن أبي محمد!!
ويغني عنه ما رواه ابن إسحاق في "السيرة" (1/ 84)، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" (1519):قال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا: إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله تعالى وهداه لنا لما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به ففينا وفيهم نزل الآيات من البقرة {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}
وقال العلامة المحدث الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في تحقيقه على "تفسير الطبري"(2/ 333):"هذا له حكم الحديث المرفوع، لأنه حكاية عن وقائع في عهد النبوة، كانت سببا لنزول الآية، تشير الآية إليها. الراجح أن يكون موصولاً؛ لأن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري المدني: تابعي ثقة، وهو يحكي عن"أشياخ منهم"، فهم آله من الأنصار. وعن هذا رجحنا اتصاله".وقال العلامة مقبل بن هادي -رحمه الله- في "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص/21):"وهو حديث حسن، فإن ابن إسحاق إذا صرح بالتحديث فحديثه حسن كما ذكره الحافظ الذهبي في الميزان". والحديث في "صحيح السيرة" (ص/56) للإمام الألباني -رحمه الله-
وهنا ينبغي على الباحث أن يحرص البحث في الكتب المسندة أولاً، فإذا وجده فيها، ينتقل إلى البحث في إسناده من حيث الصحة أو الضعف، ويستعين بأقوال الحفاظ والمحدثين، كما فعلنا؛ فإذا لم يجده مسنداً يلجأ إلى أمثال "النكت" للماوردي. هذا ما أردت بيانه. والله أعلم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب