• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير آية: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات}

تفسير آية: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات}
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/12/2014 ميلادي - 23/2/1436 هجري

الزيارات: 70782

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى

﴿ وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات... ﴾


قول الله تعالى ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].

 

"البشارة" الخبر المفاجئ الذي تتشوف النفس إليه فيؤثر فيها سروراً وفرحا أو حزناً وألماً فتغير من بشرة الوجه ويبدو عليها، إلا أنه يغلب استعمالها في الخير وندر في الأخبار المحزنة كقوله تعالى في سورة آل عمران والتوبة والانشقاق ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ وقوله في سورة النساء ﴿ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ وقوله في سورة التوبة ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ وقوله في سورة لقمان ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 7] ومثلها في سورة الجاثية.

 

ذكر الله ما أعد للذين كفروا بالله وبكتابه وبنبيه صلى الله عليه وسلم وكذبوا ما جاءهم من الحق بعد أن أقام الله تعالى عليهم الحجج البالغة التي لم يستطيعوا لشيء منها رداً، وأن ذلك الجزاء هو النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين هؤلاء وأشباههم. ثم عقب ذلك بما ادخر عنده من الجزاء والنعيم والرضوان للذين آمنوا بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر؛ بعد ما عرفوا الحق الذي جاءهم به نبيهم الصادق صلى الله عليه وسلم فاتبعوه واهتدوا بالنور الذي أنزل معه واستقاموا على صراطه المستقيم. وسنة الله في كتابه أن يشفع الترغيب بالترهيب، والوعد بالوعيد، ليكون أبلغ في الموعظة ولئلا يكون محيص على الانتفاع بهذه الموعظة لكل النفوس إلا من يمشي مكباً على وجهه وعلى قلبه أقفال التقليد الأعمى واستولت عليه العصبية الجاهلية وشهوات الهوى والشيطان. فإن من النفوس ما يسلس قيادها ويشفيها من طغيانها الترغيب والبشارة بما أعد الله للمتقين من النعيم؛ ومنها ما لا يلين قسوتها ويرقق غلظها إلا الترهيب وتخويفها بما ينتظرها من نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذّب وتولى، فلا جرم كانت موعظة الله أبلغ المواعظ وكلامه الكريم أنفع الأغذية للقلوب وأطيب الأدوية للنفوس. والشقي من حرم ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد تكلمنا على الإيمان في الأعداد الماضية خصوصا عند قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾.

 

وقوله تعالى ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ وكذلك تجد الله سبحانه وتعالى لا يذكر الإيمان إلا مقروناً بالعمل الصالح. وهذا يدل من تدبر القرآن بقلب سليم أن الإيمان لن يكون في قلب حتى يكون له على الجوارح نور ظاهر وأثر صالح هو تلك الأعمال الصالحة التي أحبها ورضيها لعباده المتقين. ولا يغرنك ما ترى وما تسمع من الرسوم التي أطال القول فيها وأكثر الجدل من لا يفقه الإيمان ولا يعرف حقيقته لأنه لم يذق حلاوته، ولم يستطعم طعمه، حيث لم يقتطف ثماره من جنة القرآن ولم يقتبس نوره من مشكاة السراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما أطعم قلبه من مضلات آراء الرجال وكواه وشواه بنار أهواء التقليد لآبائه وشيوخه الأولين، وظن لفتنته أن ذلك يغنيه عن نور ورحمة وشفاء الكتاب المبين.

 

لا يغرنك كل هذا، فإنك عند أدنى تحقيق تجد آثار هذا الإيمان الكاذب واضحة في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم وشئونهم، منادية بأنهم المنافقون المخادعون الماكرون، إن لم تقل أنهم الزائغون المارقون المشاقون لله ولرسوله، المتبعون لغير سبيل المؤمنين. ولن يذوق حلاوة الخلق الكريم والأدب النبوي، ولن يعرف لذة العمل الصالح ويجد سكينته من لم يذق حلاوة الإيمان الصادق من جنى ثمرات كتاب الله وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وويل كل الويل للإسلام من أولئك المخادعين المفتونين بتلك الرسوم المزوقة، وهذه الجمل المنمقة؛ التي سودوا بها آلاف الصحف في القول في الله وصفات الله والإيمان بالله بغير علم من الله ولا هدى ولا نور مبين؛ فكم من مفتون بها معرض عن القرآن وهداه وعاكف على لذات الدنيا وشهواتها ومباهجها وغرورها الخادع لا يعنيه في حياته إلا أن ينال من تلك اللذات والشهوات مبتغاه مهما كلفه ذلك من ذلة وصغار ومداهنة ومصانعة وكذب ومخادعة، بل ومهما مزق في سبيل بغيه من أعراض بغيبته ونميمته زلفى إلى من يداهنه وقربى إلى من يرى غايته في يده.

 

ومهما زعموا أنهم على طريق السالفين فأعمالهم وكتبهم واعتقاداتهم تنادي بصريح القول: أنهم كاذبون دجالون، مارقون زائغون، وما ينخدع بمحالهم، ولا يغتر بدجلهم وكذبهم إلا الجاهلون، الذين ليس عندهم علم ولا كتاب، ولذا فإنهم أشد الناس كراهية للعلم وأهله، وأعدى الأعداء لسنة رسول الله والقائمين بها والداعين إليها؛ يبذلون أقصى ما يملكون من كذب وتزوير لتشويه السنة وأهلها وتنفير العوام؛ والدهماء منها ومن الداعين إليها، خشية أن يعرفوا الحق فيفروا من باطلهم، وخوفاً من أن ينكشف لهم دجلهم فيمقتونهم. وقد رأينا وشاهدنا من ذلك العجب العجاب. ولكن الله ناصر دينه وسنة نبيه والقائمين بهما والداعين إليهما؛ وإن كره أولئك الدجالون المبطلون ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

 

و "جنات" جمع جنة، وأصلها في اللغة البستان الملتفة أغصانه، الممتد ظله، من "أجن" الشيء. إذا ستره وغطاه. وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها سبع "الفردوس، وعدن، والنعيم؛ ودار الخلد، وجنة المأوى، ودار السلام؛ وعليون. وكل واحدة منها مراتب ودرجات متفاوتة على حسب تفاوت أهلها ودرجات في المثوبة بالأعمال".

 

وقد جاء ذكر الجنة في القرآن الكريم فوق مائة وخمسة عشر مرة، والنار كذلك. وبسط الله تعالى القول فيهما وفي وصفهما وما أعده لأهلهما. وذكر أعمالهما الموصلة إلى كل واحدة منهما. وأطنب القول في كل ذلك مما يجعلهما كأنهما حاضرتين شاهدتين ماثلتين؛ تسمع زفير النار وشهيقها، وسلاسلها وأغلالها وملائكتها الغلاظ الشداد، وتسمع حطم بعضها لبعض، وترى أنها تضطرم اضطراماً تكاد تميز من الغيظ على أهلها؛ الذين سعوا إليها بأنفسهم الأمارة بالسوء الغاوية الفاجرة، ويلفح وجوههم حرها، وزمهريرها وبردها، فتستعيذ بالله خالصاً صادقاً منها ومن عملها وأهلها. وكذلك تشهد الجنة؛ وتسمع تغريد طيورها، وألحان حورها؛ وعذب أصوات ولدانها؛ وخرير أنهارها وترى زينتها وبهجتها؛ ويهب عليك من نسيمها وروحها وريحانها وعبيرها ومسكها. فتسأل الله مزينها ومنشئها أن يدنيك منها وأن يجعلك من أهلها؛ وتسعى بكل ما استطعت إليها بالأعمال التي جعلها الله سبيلا إليها، وتخاف الخوف كله أن يغويك عدوك، ويبعدك عنها ويجرك معه إلى النار الحامية. نسأل الله العافية ونعوذ به من النار، ونسأله أن يجعلنا من أهل الجنة بفضله ورحمته.

 

ومن عجب أشد العجب:

أن يكون هذا وصف الجنة والنار وأهلهما وأعمالهما، ثم نرى أكثر بني آدم يتقحمون في النار، ويجانبون الجنة. وما ذلك إلا من إعراضهم عن كلام الله إعراضاً نزع من قلوبهم الإيمان بهذا الكتاب وأخباره. فهم لا يصدقون ما فيه في توحيد الله في أسمائه وصفاته، وإلاهيته وعبادته. فكيف يصدقونه فيما عدا ذلك. ولو كانوا يؤمنون بالله ولقائه، وثوابه وعقابه. لأنجوا أنفسهم من النار؛ وسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

 

روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنهار الجنة تجري من تحت تلال، أو من تحت جبال من المسك" وروى البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال "لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض. لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض" إحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينه المسك الأذفر روى البخاري عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ الجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك. قال: فضرب الملك بيده؛ فإذا طينه مسك أذفر".

 

وقوله تعالى ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾ [البقرة: 25].

 

أي أنهم لا يزالون في نعيم مستمر دائم من هذه الثمرات، التي لا تنقطع، وليس لها مواسم، كما كانت لفواكه وثمرات الدنيا، لا يجد الإنسان فاكهة الصيف في الشتاء ولا فاكهة الشتاء في الصيف، بل هي كما قال الله تعالى ﴿ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ﴾ وقال أهل الجنة أيضاً كما ذكر الله في الآية الأخرى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 74] فتلك مقالاتهم تمجيداً لربهم، وحمداً له كلما اشتهوا فاكهة، فأدناها منهم وقرباها إليهم، وجاءتهم تسعى، بدون عناء منهم ولا تعب ولا عمل. ﴿ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ﴾ في لذته وحلاوته، وجمال طعمه؛ واستساغته، وليس فيه فج، ولا حامض؛ ولا متعفن، ولا متغير الريح، ولا كريه المنظر، ولا بسر، ولا متغير اللون والطعم عما رزقوه من قبل في الجنة. وليس شيء مما في الجنة يشبه ما في الدنيا إلا في الاسم فقط. كما روى ذلك عن ابن عباس.

 

﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ ﴾ من الحور العين اللائي خلقهن الله لأهل الجنة؛ ومن مؤمنات وصالحات نساء الدنيا ﴿ مُطَهَّرَةٌ ﴾ طيبات مطيبات حساً ومعنى؛ ظاهراً وباطنا؛ فقلوبهن طاهرة نزع الله منها الغل والحسد، والغيرة، والتباغض؛ وألسنتهن طاهرة من فحش القول ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ [الواقعة: 25، 26] وأجسامهن طاهرة لا قذر ولا وسخ من عرق، ولا فضلات، لأن الطعام يخرج على أجسام أهلها كرشح المسك، وأجسامهن نقية صافية من الأمراض والعلل، كلهن شباب وكلهن سلامة وعافية، ونشاط، وأخلاقهن طاهرة متحببات إلى أزواجهن ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ وأرحامهن طيبة من الطمث والبول؛ والروائح الكريهة المؤذية، عفيفة محصنة مقصورة على أزواجهن ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ كل ذلك على خلاف ما في نساء الدنيا من الخبث والخبائث؛ والنتن والقذر، ولن يكون في الجنة منهن إلا من طهرت نفسها بالإيمان والتقوى والعفة، والحياء والخفر، وقصرت نفسها على زوجها، وكانت خالصة له في قلبها ورأبها، وعملها وجسمها، وطهرت قلبها من وساوس شياطين الإنس والجن، ولسانها من البذاء والفحش، وعينها من مواقع الريبة والظنة، ونظفت جسمها من الأوساخ والفضلات مرضاة لربها وتحبباً إلى زوجها، وحرصا ًعلى تحقيق السكون والمودة والرحمة، أولئك هن نساء الجنة المطهرات مع الحور العين.

 

وإذا دخل أهل الجنة الجنة، ودخل أهل النار النار جيء بالموت على مرأى من الجميع وذبح؛ ثم نادى مناد: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.

 

وروى الترمذي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن في الجنة لمجتمعاً للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له".

 

وقد ذكر الله تعالى وصف نساء الجنة مذللة في سورة آل عمران أيضا في قوله ﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 15] وقال في سورة النساء ﴿ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [النساء: 57].

 

وذكر الله تعالى هذا التطهير في القرآن:

للطهارة الحسية والطهارة المعنوية، لطهارة الجسم وطهارة القلب؛ للطهارة من الأنجاس ولطهارة الروح من سوء الأخلاق والأعمال والاعتقاد فقال في الطهارة من الحيض في سورة البقرة ﴿ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222] وقال في سورة آل عمران لمريم ابنة عمران ﴿ إن اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ وقال في آية الوضوء ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة: 6] وقال لإبراهيم وإسماعيل في سورة البقرة ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ وفي سورة الحج ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ وقال في الصدقة في سورة التوبة ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم في سورة المدثر ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ وقال في أهل مسجد قباء في سورة التوبة ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ وقال في طهارة آل لوط في سورتي الأعراف والنمل ﴿ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ وقال في بنات لوط في سورة هود ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ وقال في حق اليهود في سورة المائدة ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ﴾ [المائدة: 41] وقال في صيانة القلوب وإبعادها عن قذارة الريب والفواحش في سورة الأحزاب ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

فلا شك أن المقصود من طهارة نساء الجنة كل هذه الطهارة. نسأل الله أن يطهر قلوبنا وأجسامنا وأرواحنا ونساءنا وأولادنا، ويجعلنا من ورثة جنة النعيم بفضله ورحمته.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الجزء الثاني من السنة الثالثة

السادس والعشرون

جمادى الأولى سنة 1358 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجنة
  • الجنة نعيم ومبشر
  • الجنة وما يقرب إليها
  • دعوة إلى الجنة
  • تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)
  • نصوص وفهوم (1): {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه}
  • ولكل درجات مما عملوا
  • تفسير آية: ﴿ كزرع أخرج شطأه ﴾ في الثناء على الصحابة
  • تفسير آية: { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم }
  • كيف تنشئ ولدا صالحا

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى:(وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب