• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المسح على الشراب)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون ...
    الشيخ حسن حفني
  •  
    شرح لفظ "كواعب" (في ضوء كلام العرب والقرآن
    د. أورنك زيب الأعظمي
  •  
    مكانة إطعام الطعام في الإسلام
    أشرف شعبان أبو أحمد
  •  
    منهج القرآن في بيان الأحكام
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ماذا أخذت من السعودية؟
    أ. محمود توفيق حسين
  •  
    يعلمون.. ولا يعلمون
    أشرف شعبان أبو أحمد
  •  
    تبديد الخوف من المستقبل المجهول (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    عظة مع انقضاء العام (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تفسير: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من فوائد الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن محمدا رسول الله صلى الله ...
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العلم والدعوة
علامة باركود

مكانة العلماء ومكر السفهاء

الشيخ عبدالله بن محمد البصري

المصدر: ألقيت بتاريخ: 20/10/1430هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2009 ميلادي - 9/11/1430 هجري

الزيارات: 25556

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مكانة العلماء ومكر السفهاء


أما بعد:

فأوصيكم - أيُّها الناس - ونفسي بتقوى الله - جلَّ وعلا - ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾

[الطلاق: 2].

 

أيُّها المسلمون:

ما يزال الناس بخير ما عَرَفوا لأكابرِهم حقوقَهم، فحفظوها ورَعَوْها، وآتوهم إيَّاها كاملةً ووفوها، وإنَّه وإن تعدَّدت حقوقُ الناس على بعضهم، واختلفتْ أهميتُها بحسب ما لأصحابها من الفَضْل والمِنَّة، فإنَّ للعلماء على المتعلِّمين خاصَّة، وعلى الأمَّة عامَّة - أعظمَ الحقوق وأعلاها؛ إذ هم ورثةُ الأنبياء، وحَمَلة عِلمهم، والمبلِّغون عنهم ما نُزِّل إليهم من ربِّهم، بهم تقوم الحُجَّة، وتستبين المحجَّة، وعلى أيديهم تحيا السُّنن، وتُمات البدع، وعن طريقهم يصل إلى الناس عِلم الشريعة، فتُحفظ الأحكامُ، ويعمل بالآداب، وتُقام الحدودُ، وتحفظ الحقوق، ومِن ثَمَّ كان فضلهم على الناس كفضل النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أصحابه؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((فضلُ العالِمِ على العابد كفضلي على أدناكم))، ولقد أثنى الله على العلماء وامتدحهم، ورفع درجاتِهم، وأشهدهم على خير مشهود عليه، وشَهِد لهم بالخشية؛ قال - سبحانه -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال - جلَّ وعلا -: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الحج: 54] وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

ما مِن مخلوق في الأرض، ولا في السماء، من ملائكة كِرام ومقرَّبين أصفياء، وحيتان في البحر، أو نمل في الصحراء، إلاَّ وهم يعرفون قدرَ العلماء، ويتواضعون لأولئك الأولياء، ويُصلُّون عليهم، ويستغفرون لهم؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإنَّ الملائكةَ لَتَضعُ أجنحتَها لطالب العِلْم رِضًا بما يصنع، وإنَّ العالِم لَيَستغفرُ له مَن في السماوات ومَن في الأرض، حتى الحيتانُ في الماء))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ الله وملائكته وأهلَ السماوات والأرض، حتى النملة في جُحرها، وحتى الحوت - لَيُصلُّون على مُعلِّم الناس الخيرَ)).

 

وإذا رأيتَ الناس لعلمائهم مقدِّرين، وعن آرائهم صادرين، يَستنيرون بفِقهِهم، ويستضيئون بعِلمِهم، ويعملون بفتاواهم، ويهتدون بمقالاتهم - فاعلمْ أنَّ ذلك من إجلالهم لربِّهم، وتعظيمهم لشعائره؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مِن إجلال الله إكرامَ ذي الشَّيْبة المسلِم، وحاملِ القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه)).

 

وإذا تجرَّأ القومُ على العلماء في مجالسهم، أو سَلَّطوا ألسنتَهم عليهم في منابرهم، أو أشرعوا الأقلامَ لتنقُّصهم، وألَّبوا ضدَّهم في منتدياتهم، فاعلمْ أنَّ ذلك منهم فسوقٌ ظاهر، وعصيانٌ واضح؛ بل هو عين الغَوَاية، وسبيل الضلالة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس منَّا مَن لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحم صغيرَنا، ويعرف لعالِمنا حقَّه)).

 

ولقد انتشرتْ في الآونة الأخيرة بِدعةٌ مُنكَرة، وطريقةٌ ماكرة، حَمَل وزرَها أقزامُ الصحف، وأغيلمة الجرائد، أهل التهويش والتقميش، ومستمرئو الغشِّ والتلبيس، فعاد أسهلَ شيء على أحدهم أن يجري قلمه بأرخصِ الكلام للنيل من العلماء الأعلام، والوقيعة فيهم بالاتِّهام، واللهُ يعلم أنَّ هذه الطريقة اليهودية الماكرة، والصفقة الخاسرة، إنَّما هي خطة سوءٍ؛ للنَّيْل ممَّا يحمله أولئك العلماء مِن عِلم الشريعة، التي ضاقوا بها إذ حالتْ بينهم وبين ما يشتهون مِن الحرام، ومَنعتْهم من الولوغ في السيِّئات والآثام، فراحوا لذلك يبحثون عمَّا ينالون به منها ويميعونها؛ ليبعدوها مِن دُنياهم، ويُنحُّوها عن طريقهم، فلم يجدوا لذلك طريقًا إلاَّ إسقاط أهلها، وتنحية حامليها، والحيلولة بين الناس وبين الأخْذ عنهم.

 

ومِن شديد الأسف أن يتأثَّرَ رجالُ الأمَّة بهذا النعيق، وينساقوا مع ذلك الهُراء، فيسيئوا لعلمائهم، ولا يوفوهم ما لهم مِن الحق، ممَّا هو نذيرُ شؤم عليهم، ومُؤذِن بضلالهم وتفرُّقهم، إن لم يتداركْهم الله برحمته ولطفه، فما بعد الحقِّ إلاَّ الضلال، وما غيرُ الأخْذ برأي العلماء إلاَّ اتِّباع السُّفهاء، والسير في رِكاب أهلِ الأهواء؛ قال - سبحانه -: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50] وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾ [الشورى: 14].

 

وإذا عُورِضتِ الفتاوى الرصينة، والمقالات المتينة، بشبهات شيطانيَّة، وزَلاَّت شهوانية، فإنَّ ذلك منتهى الضلال، وغاية الغواية؛ إذ هو قَبْضُ العِلم، وموته بإماتة أهله؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ الله لا يَقبِضُ العِلمَ انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يَقبِضُ العلمَ بقَبْضِ العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالِمًا اتَّخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً، فُسِئلوا فأفتوا بغير علمٍ، فضَلُّوا وأضلُّوا)).

 

ألاَ فاتَّقوا الله - أيُّها المسلمون - فإنَّ العجبَ ليس من هؤلاء المنافقين، الذين أبَى الله إلاَّ أن يَفضحَهم على رؤوس الخَلْق، ويُظهِر للناس سوءَ طويتهم، وما تُخفي صدورهم مِن كُرْهِ العِلم، وبُغْض أهله، ولكنَّ العجب ممَّن يسلم للجرائد قيادَه، ويعطيها زمامَه؛ لتصوغَ له عقلَه، وتُشكِّل فِكرَه من زبالات الآراء، وغثِّ المناهج، وتقوده إلى منحدرات الضلال، وتسوقه إلى منزلقات الغواية!!

 

وإنَّها لحسرةٌ ما بعدها حسرة أن يقلب المرءُ ظهرَ المِجَنِّ لشريعة ربِّ العالمين، ويَزهد في سُنَّة سيِّد المرسلين، ثم يتبع أقوامًا يحسب أنَّهم على شيء، وهم خاسرون، وإنَّ موعد المغيِّرين المبدِّلين حوضُ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - القائل: ((إنِّي فَرَطُكم على الحوض، مَن مرَّ عليَّ شَرِب، ومَن شَرِب لم يظمأْ أبدًا، لَيَرِدنَّ عليَّ أقوامٌ أعرفهم ويعرفونني، ثم يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنَّهم مني، فيقال: إنَّك لا تدري ما أحْدَثوا بعدَك، فأقول: سُحقًا سُحقًا لِمَن غيَّر بعدي)).

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 165 - 167].

 

الخطبة الثانية

أمَّا بعد:

فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه ولا تعصوه.

 

أيها المسلمون:

إنَّه لا أدْعَى للخذلان في الدنيا، وسُقوط المكانةِ بين الناس، ولا أجلبَ للعنةِ والندامة يومَ القيامة - مِن طاعة السادة الكُبراء في الضلال، وإيذاء الأولياء، واتِّهام البُرآء؛ قال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لاَ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ * رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 64 -69].

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [سبأ: 31- 33]، وفي الحديث القدسيِّ قال - تبارك وتعالى - ((مَن عادَى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب)).

 

ألاَ فاتَّقوا الله - أيُّها المسلمون - ﴿ وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾ [الشعراء: 151 - 152]، فإنَّ الجناية على العلماء خرقٌ في الدِّين، والطعن فيهم اعوجاجٌ عن الصراط المستقيم، قال الإمام الطحاويُّ في عقيدته: "وعلماءُ السَّلف مِن السابقين، ومَن بعدَهم مِن التابعين، أهلُ الخير والأثَر، وأهلُ الفِقه والنَّظَر، لا يُذْكَرون إلاَّ بالجميل، ومَن ذَكَرَهم بسوء فهو على غير السبيل"، وقال ابن المبارك: "مَنِ استخفَّ بالعلماء ذهبت آخرتُه، ومن استخفَّ بالأمراء ذهبتْ دنياه".

 

ولا ينخدعنَّ أحدٌ بما أوتيتْه الصحافة اليوم من قوَّة تأثير في الرأي العام، وأثر في صُنْع القرار، فإنَّ ذلك ليس بدليل على الصِّدْق؛ بل هو نوع من الابتلاء للأمَّة، وقد أخبر به الصادق المصدوق - عليه الصلاة والسلام - كالمحذِّر منه، فقال: ((إنَّ بين يدي الساعةِ سِنينَ خدَّاعةً، يُصدَّق فيها الكاذِب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتَمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، ويَنطِق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: المرءُ التافهُ يتكلَّم في أمْرِ العامة))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ أخوفَ ما أخاف عليكم بعدي كلُّ منافِقٍ عَليمِ اللِّسان)).

 

وإنَّه حين يحاول أهلُ الصحافة أن ينتزعوا من قلوب الناس ثوابتَهم الإيمانية، أو يُزعزِعوا في نفوسهم مبادِئَهم الإسلاميَّة، أو يجرُّوهم للظلم والكذب والزور، ويُلجِئوهم للافتراء والبهتان، فإنَّما هم في ذلك بالشيطان يتشبَّهون، وما هم إذا قضي الأمرُ عمَّن أجابهم بمُغنِين، ولا هم له بمنقِذين؛ قال - تعالى -: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].

 

فاتَّقوا الله - عباد الله - ولا تخوضوا في علمائِكم مع الخائضين؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قال في مؤمنٍ ما ليس فيه، أَسْكَنه الله ردغةَ الخبال، حتى يخرج ممَّا قال))، وليكنْ سبيلُكم الذبَّ عنهم، وإحسان الظن بهم؛ فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن رَدَّ عن عِرْض أخيه ردَّ الله عن وجهه النارَ يوم القيامة))، و((المسلِمُ مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانِه ويدِه))، و((لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيمَ لسانُه))، و((مَن صَمَتَ نَجَا)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل العلم والعلماء
  • من يحمي "حقوق العلماء"؟
  • حقوق العلماء
  • الهجمة الإعلامية على العلماء
  • أفكار عملية للعناية بالعلماء
  • احتفاء الإسلام بالعلم والعلماء
  • أقسام العلماء
  • ألسنة تهاجم العلماء .. إصلاح أم إسقاط!
  • أبوة العلماء
  • تعظيم قدر العلماء وخطورة تنقصهم
  • تمادي السفهاء فى اتباع الأهواء
  • رويدك يا هذا!!
  • يا ليت قادتنا.. مماليك!!
  • كلمة بمناسبة صدور أول عدد من مجلة الهدي النبوي
  • أين العلماء والأدباء؟
  • تلخيص كتاب: قواعد في التعامل مع العلماء
  • ماذا نعني بالعلم ؟ وكيف يطلب ؟
  • مكانة العلماء وأهل الفضل
  • حرمة أهل العلم والفضل في الدين وخطورة التعدي عليهم
  • تعريف العلماء
  • مكانة العلماء وفضلهم
  • الأدب مع العلماء
  • ألا إنهم هم السفهاء (خطبة)
  • تدخل العامة في القضايا المهمة
  • فضل وشرف ومكانة العلماء
  • مكانة العلماء

مختارات من الشبكة

  • مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانة أتباعه في شعر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة الإمام البخاري العلمية وشهادة العلماء له(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • علامات الساعة الصغرى : إمارة السفهاء وكثرة القراء وقلة العلماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فليعد الأزهر لمكانته... نعمل تحت عباءته(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • { سيقول السفهاء من الناس.. }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سـبب النـزول قوله تعالى: { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم ....}(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- الهجمة الإعلامية على العلماء
رياض يحيى - uae 02-11-2009 02:29 AM
بسم الله والصلاة على رسول الله
ان هذا الامر ليس بجديد ولكن المرحلة جديدة والهجمة استعرت لتطلق رصاصة الرحمة
على الدين القيم القويم هذا مابشر به وعمل على تحقيقة من تفرنجوا في مدارس وجامعات الغرب والشرق وجاؤونا بعد تخرجهم ينعقوا بفلسفات غريبة عن ديننا وقيمنا وشكلوا الاحزاب والتيارات الفكرية الهدامة في جوهرها وتبرق في مظهرها كما ان البعثات العسكرية الى الشرق والغرب كان لها الدور الابرز حيث تسلم اصحابها مقاليد السلطة فتحالفوا مع التفرنجين وقادوا عالمنا الى الهلاك وفشت عندنا كل امراض الغرب والشرق في عصور انحطاطهم والان بعد ان حطت امريكا رحالها في ديارنا وصارت من بقية اهلنا واصبحنا شركاءها في الحرب على الارهاب عفوا( الإسلام) توقدت نار النخوة في رؤوس المنافقين وقرر الشركاء اطلاق رصاصة الرحمة على الجسد المقعد والذى قطعت منه اجزاء عديدة على مدى عدة عقود
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/12/1446هـ - الساعة: 22:17
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب