• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / روافد
علامة باركود

الدرة الأميرية الصنعانية لتأييد العقيدة السلفية وهدم البدع الخرافية

الدرة الأميرية الصنعانية لتأييد العقيدة السلفية وهدم البدع الخرافية
محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/12/2014 ميلادي - 9/2/1436 هجري

الزيارات: 6893

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدرة الأميرية الصنعانية لتأييد العقيدة السلفية

وهدم البدع الخرافية


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

 

هذه الأبيات الرائقة والمعاني الفائقة لسيدي ومولاي الوالد السيد النِّحرير، والعلامة الشهير، محمد بن إسماعيل الأمير[1] حفظه الله، قالها كما ذكر في كلامه قال: لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يُقال له محمد بن عبدالوهاب، ووصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، واشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة ثلاثة وستين ومائة وألف.

 

سلامٌ على نجد ومَن حلَّ في نجدٍ
وإن كان تَسليمي على البُعد لا يُجدي
لقد صدرتْ من سفْح صنعا سَقى الحيا
رُباها، وحيَّاها بقَهقهة الرعدِ
سرتُ من أسيرٍ يَنشد الريح إن سرتْ
ألا يا صبا نجدٍ متى هِجت من نجْدِ
يُذكرني مَسراك نجدًا وأهله
لقد زادني مسراك وجدًا على وجْدِ
قفي واسأَلي عن عالمٍ حلَّ سوحها
به يَهْتدي من ضل عن منهج الرشدِ
محمد الهادي لسُنة أحمدَ
فيا حبَّذا الهادي ويا حبذا المهدي
لقد أنكرتْ كلُّ الطوائف قولَه
بلا صَدَرٍ في الحق منهم ولا وردِ
وما كل قول بالقَبول مقابلٌ
ولا كل قول واجبُ الرد والطَّردِ
سوى ما أتى عن ربنا ورسوله
فذلك قول جَلَّ قدرًا عن الردِّ
وأما أقاويلُ الرجال فإنها
تدور على قدْر الأدلة في النقْدِ
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه
يُعيد لنا الشرع الشريف بما يُبدي
وينشر جهرًا ما طوى كلُّ جاهلٍ
ومُبتدع منه، فوافَق ما عندي
ويعَمُر أركان الشريعة هادمًا
مشاهدَ ضلَّ الناس فيها عن الرشدِ
أعادوا بها معنى سُواع ومثلُه
يغوثُ ووَدٌّ بئس ذلك من وَدِّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسْمها
كما يهتف المضطر بالصمد الفردِ
وكم عقروا في سوحها من عقيرةٍ
أُهِلَّت لغير الله جهرًا على عمْدِ
وكم طائفٍ حول القبور مُقبِّل
ويلتمس الأركان منهنَّ بالأيدي
وحرق عمدًا للدلائل[2] دفترًا
أصاب ففيها ما يَجِل عن العَدِّ

 

(من موجبات تحريقها)

غُلُوٌّ نهى عنه الرسول وفِرية
بلا مرية فاتركه إن كنتَ تَستهدي
أحاديث لا تُعزى إلى عالمٍ ولا
تساوي فَلسًا إن رجعتَ إلى النقدِ
وصيَّرها الجهال للذكر ضُرَّة
يرى درسَها أزكى لدَيه من الحمْدِ
لقد سرَّني ما جاءني من طريقه
وكنتُ أرى هذه الطريقة لي وحدي

 

(فصل في ذكر بدعة المذاهب)

وأقبحُ من كل ابتداع سمعته
وأنكاه للقلب المُوفَّق ذي الرشدِ
مذاهب مَن رام الخلاف لنقضها
يُعَض بأنياب الأساود والأُسْدِ
يُصَبُّ عليه سوطُ ذمٍّ وغيبة
ويَجفوه مَن قد كان يهواه عن عمْدِ
ويُعزى إليه كلُّ ما لا يقوله
لتنقيصه عند التِّهامي والنَّجْدي
فيَرميه أهل الرفض بالنَّصب فِريَةً
ويَرميه أهلُ النَّصب بالرفض والجَحْدِ
وليس له ذنبٌ سوى أنه غدا
يُتابع قول الله في الحَل والعقْدِ
ويَتْبع أقوال الرسول محمد
وهل غيرُه بالله في الشرع مَن يَهدي
لئن عدَّه الجُهال ذنبًا فحبَّذا
به حبذا يوم انْفراديَ في لحْدي
علامَ جعلتم أيها الناس دَيننا
لأربعةٍ لا شكَّ في فضْلهم عندي
هُمُ علماءُ الدين شرقًا ومغربًا
ونور عيون الفضلِ والحق والزهْدِ
ولكنَّهم كالناس ليس كلامهم
دليلاً ولا تقليدهم في غدٍ يُجْدي
ولا زعَموا - حاشاهمُ - أنَّ قولهم
دليلٌ فيَستهدي به كلُّ مُستهْدِ

 

(فصل في الثناء على مَن تمسَّك بالأحاديث من السلف)

 

سلامٌ على أهل الحديث فإنني
نشأتُ على حبِّ الأحاديث مِن مَهْدي
همُوا بذلوا في حِفظ سُنة أحمدَ
وتَنقيحها من جُهْدهم غايةَ الجُهْدِ
وأعني بهم أسلافَ أُمة أحمدَ
أولئك في بيت القصيد همُ قصْدي
أولئك أمثالُ البخاري ومسلم
وأحمد أهل الجد في العلم والجِدِّ
بحورٌ وحاشاهم عن الجزر إنما
لهم مَددٌ يأتي من الله بالمَدِّ
رَوَوْا وارْتَوَوْا من بحر علم محمدٍ
وليستْ لهم تلك المذاهبُ من وِرْدِ
كفاهم كتابُ الله والسُّنة التي
كفَت قبلهم صحبَ الرسول ذوي المجْدِ
أأنتم بأهدى أم صحابة أحمدَ
وأهل الكسى؟ هَيْهات ما الشوك كالورْدِ
أولئك أهدى في الطريقة منكم
فهم قُدوتي حتى أُوَسَّد في لَحْدِ
وشتَّان ما بين المقلِّد في الهدى
ومَن يقْتدي والضد يُعْرف بالضدِّ
فمَن قلَّد النعمان أصبح شاربًا
نبيذًا، وفيه القولُ للبعض في الحَدِّ
ومَن يقتدي أضحى إمام معارفَ
وكان أُويسًا[3] في العبادة والزهْدِ
فمُقتديًا في الحق كنْ لا مقلِّدًا
وخَلِّ أخا التقليد في الأسْر بالقِدِّ[4]

 

(فصل في بدعة التصوف وتقليد ابن عربي)

وأكفرُ أهل الأرض مَن قال إنه
إلهٌ فإن الله جلَّ عن النِّدِّ
مُسَمَّاه كلُّ الكائنات جميعها
من الكلب والخنزير والقرد والفهْدِ
وإنَّ عذاب النار عذْبٌ لأهلها
سواءٌ عذابُ النار أو جنة الخُلْدِ
وعُبَّاد عجلِ السامري على هدى
ولائمهم في اللوم ليس على رُشْدِ
وينشدنا عنه نصوص فصوصه
ينادي خذوا في النَّظْم مضمونَ ما عندي
وكنتُ امْرأً من جُند إبليس فارتَمى
بيَ الدَّهرُ حتى صار إبليسُ من جنْدي
فلو مات قبلي كنتُ أدركتُ بعدَه
دقائقَ كفرٍ ليس يُدركها بعْدي
وكم من ضلالٍ في الفتوحات صدَّقتْ
به فرقةٌ صاروا ألَدَّ من اللَّددِ
يَلوذون عند العجز بالذوق ليْتَهم
يَذوقون طعم الحقِّ فالحقُّ كالشهْدِ
فتسألهم ما الذوق؟ قالوا مناله
عزيزٌ فلا بالرسم يُدرك والحدِّ
تَستُّرهم بالكشف والذوق أشعرا
بأنَّهمُ عن مطلبِ الحقِّ في بُعْدِ
ومَن يطلب الإنصاف يُدلي بحُجة
ويَرجع أحيانًا ويَهدي ويَستهْدي
وهَيْهات كلٌّ في الديانة تابعٌ
أباه كأنَّ الحقَّ في الأبِ والجَدِّ
وقد قال هذا قبلهم كلُّ مشركٍ
فهل قد حوى هذي العقيدة من رنْدِ
كذلك أصحاب الكتاب تتابعوا
على مذْهب الآباء فرْدًا على فرْدِ

 

(فصل في اغتراب الدين)

وهذا اغترابُ الدين فاصْبِر فإنني
غريبٌ وأصحابي كثيرٌ بلا عَدِّ
إذا ما رأوني عظَّموني وإن أغِبْ
فكم أكلوا لحْمي، وكم مزَّقوا جلْدي
هنيئًا مريئًا في اغتيابي فوائد
فكلُّ فتًى يَغتابني فهْوَ لي مُهْدي
يُصلي ولي أجْرُ الصلاة وصومه
ولي كلُّ شيءٍ من محاسنه يُبْدي
وكم حاسدٍ قد أنضَج الغيظُ قلبَه
ولكنه غيظُ الأسير على القِدِّ
ودونَكها تحوي علومًا جليلة
مُنزَّهة عن وصْف قَدٍّ وعن خَدِّ
فلا مدحتْ وصلاً لليلى وزينبَ
ولا هيَ ذمَّت هجْر سُعدى ولا هنْدِ
إليك طوتْ عَرض الفيافي وطولها
فكم جاوزت غورًا ونجدًا إلى نجْدِ
أناخَت بنجدٍ واستراحَ رِكابُها
وعاد خليًّا عن رحيلٍ وعن شدِّ
فأحسن قِراها بالقرارة ناظمًا
جوابًا فقد أضْحَتْ لديك من الرِّفْدِ
وصلِّ على المختار والآل إنَّها
لحُسنُ ختام النَّظم واسطة العِقْدِ

 

ولما اطَّلع على ذلك سيدنا وبركتنا الشيخ الفاضل العلامة ضياء الدين ناصر بن الحسين المجتبى حماه الله، فأجاب على سيدي الوالد عز الإسلام حفِظه الله نظًما ونثرًا، وسأله عن قوله: "أصاب في إحراق الكتاب الذي هو دلائل الخيرات".

 

فأجاب مولاي بدر الإسلام في ذلك نظمًا وعقبه شرحًا، كما يأتي متَّع الله بحياته، ونفَع بعلومه آمين.

 

فقال: أعني الشيخ العلامة ضياء الدين ناصر بن الحسين حماه الله نظمًا:

أتاني درُّ النَّظم من عالم مُهْدٍ
إلى عالمٍ حَبْرٍ تَقِيٍّ ومن نجْدِ
يُقَرِّظُه فيه لحُسْن طريقةٍ
تحلَّى بها بين الأنام على قصْدِ
ليَنصُر شرعَ الله ممن أصابَه
بجهلٍ وتقليدِ الأوائل عن عمْدِ
ولكنَّه قد حاكَ في الصدر قولَكمْ
أصاب ففيها ما يَجِلُّ عن العَدِّ
أزِلْ ما عساه أن يكون تخيُّلاً
مفصله في النثر من واضح الردِّ
فللهِ ما أسْديتَ يا عالمَ الوَرى
ولا زِلتَ فينا دائمًا للهدى تَهدي
لقد سرَّني ما جاءني منك مرشدًا
وذكَّرني أيام شافهْتُ بالرشْدِ
لياليَ قضَّينا من العلم حقَّه
وأُبدل فيها مسلكُ النَّحس بالسعدِ
فليتَ إلهي يَجمع الشملَ بيننا
نجدِّد للعلم الشبيبة بالعهْدِ
أحنُّ لأيام الوصال وطيبها
ويُوهنني أن التأسُّف لا يُجدي
وإني على شرْطِ المودةِ والإخا
وإن كانت الأجساد منا على بُعْدِ
فَدُمْ في رضا مولاك في كل لحظةٍ
وذكِّر فإن الذكر يَنفع في اللحْدِ

 

فأجاب مولانا الوالد العلامة بدر الإسلام حفظه الله بقوله:

يُسائلني مَن باهتدائيَ يَستهدي
وذلك هدْي المصطفى خيْرِ من يَهْدي
علام أصوب رأي مَن أحرق الدلا
ئل للخيرات من ساكني نجْدِ
وأحسنت باستكشاف ما هو مُشكلٌ
لديك فخُذ عني الجواب الذي أُبْدِي
وقد قلت في الأبيات ما أنت عارفٌ
له من دليلٍ في الذي قلته عنْدي
غُلُوٌّ نهى عنه الرسول وفِريَة
بلا مرية فاتْركه إن كنت تَستهدي
أحاديث لا تُعزى إلى عالمٍ فلا
تساوي فَلسًا إن رجعتَ إلى النقدِ
فهذان من أقوى الأدلة عند مَن
يُصوِّب تحريق البياض مع الجلْدِ
وأشرحُها بالنثر فالنظم قاصر ال
عبارة عن ذِكْر الأدلة والسَّرْدِ

 

الدليل الأول: قوله: غلو نهى عنه الرسول، ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله))، ونهى مَن قال له: "يا خير البرية"، ونهى مَن قال له: "يا سيد"، وقال: "السيد الله"، وقال: ((لا تُفضلوني على يونس بن متَّى))، وقال: ((لا تُفاضلوا بين الأنبياء))، وهذه أحاديث معروفة لم نشتغل بتخريجها، فعرف أنه صلى الله عليه وسلم نصَّ لهم على ما يطلقونه عليه، وأمرهم أن يصفوه بأنه عبد الله ورسوله، وهاتان الصفتان أمرنا أن نقولهما في أشرف أحوالنا وأقوالنا، وهي الصلاة.

 

يُعلِّمنا أن نقول في التشهد الأوسط والأخير: "وأن محمدًا عبده ورسوله"، ولو كان له صفة يجب إطلاقها عليه أشرف من هذه، لعملَّنا أن نقولها في أشرف أحوالنا.

 

ثم كلمة الشهادة التي مَن قالها دخل الإسلام، هي الشهادة لله بالوحدانية ولرسوله محمد بأنه عبده ورسوله، حتى لو قال الكافر: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا سرُّ الأسرار، ونور الأنوار وقنديل العرش - لَمَا كان مسلمًا ولا قُبِل منه ذلك.

 

ثم إن الله تعالى ذكر في كتابه العزيز لرسوله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفات: بأنه رسول الله، وبأنه عبد الله، وبأنه النبي الأُمي، وبأنه النبي محمد رسول الله، وبأنه لَما قام عبد الله، فقال: النبي الأُمي، يا أيها النبي، ووصفه بالحال التي ناداه بها وهو عليها: يا أيها المزمل، يا أيها المدثر.

 

هذه هي المتفق عليها، وأما أنه سمَّاه طه ويس ونورًا، وغيرها، ففيها خلاف معروف، وكفى بتعليمه صلى الله عليه وسلم بكيفية الصلاة عليه، فإنه أتى باسمه العلم: ((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم))، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]؛ أي: على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

فالألفاظ المبتدعة في الدلائل بدعة، وكل بدعة ضلالة، مثل قوله: "سيدنا محمد، فهو صبح للأنوار الوحدانية، وطلعة شمس الأسرار الربانية، وبهجة الحقائق الصمدانية، وعرش حضرة الحضرات الرحمانية، نور كل رسول وسَناه، سر كل نبي وهداه، جوهر عدلِ كلِّ وَلِيٍّ وصباه".

 

ومزج الألفاظ المبتدعة بشيءٍ من ألفاظ القرآن تلعبًا، ثم قوله: "صلاة تصفينا بها من شوائب أكدار الطبيعة الآدمية بالسحق والمحق، وتطمس بها آثار وجود الغيرية عنا في غيب الهوية، فيبقى الكل للحق في الحق بالحق"، ثم مزج هذه الألفاظ السخيفة بآيات قرآنية تلعب.

 

فتأمل هذه الألفاظ القبيحة التي مضمونها أنه يخرج بهذه الصلاة عن كونه من بني آدم، ويتحد بالله عز وجل، وتذهب آثار الغيرية، فلا يبقى عابد ولا معبود، بل ليس إلا المعبود، وأما الآدمي فقد سُحِق ومُحِق، قبح الله ابتداعًا هذا منتهاه، ومبتدأ إيهام الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، ورُفِع له عشر درجات، وحُطَّتْ عنه عشر خطيئات)).

 

وهذا يعارض المصطفى، فيسأل الله أن يجعل صلاته المبتدعة تسحقه وتَمحقه، وتُخرجه عن كونه عبدًا لله، فهل ثمَّت غُلوٌّ أقبح من هذا؟ أو هل ثمت ابتداع وضلالة أوضح من هذا؟ وهل يستحق كتاب أودع هذا الهذيان وصفه؛ ليكون وردًا من أوراد أهل الإسلام يتلونه في كل صباح وظلام غير تحريقه والإعدام، وجعله رمادًا تَذروه الرياح في الأودية والآكام؟

وهذا تنبيه على ما فيه من الغلو، ومن تتبَّع ذلك وجد شيئًا يحتمل تأليفًا مستقلاًّ.

 

ولعل قائلاً يقول: إنه صلى الله عليه وسلم إنما قال: ((كما أطرت النصارى))، وذلك بقولهم: المسيح ابن الله، فالمنهي عنه هو أن يقول: محمد ابن الله؛ لأنا نقول: قد عبر صلى الله عليه وسلم لهم ما يقولون: ((ولكن قولوا: عبد الله ورسوله))، ولو كان المراد النهي عن أن يقال: "إنه ابن الله"، لَمَا احتيج إلى تعبير ما يقولونه، ولكفاه أن يقول: ((كما أطرت النصارى)) فقط.

 

وبالجملة، فالذي يقطع به أنه لو سمع صلى الله عليه وسلم هذه الألفاظ المبتدعة التي أُطلقت عليه، لنهى عنها أشد النهى، كيف وقد نهى عن القيام له؟! فأنَّى يرضى بهذا الهذيان؟!

 

(والدليل الثاني الذي أشرنا إليه: هو قولنا: وفرية بلا مرية)، ثم أبدلنا منه: (أحاديث لا تعزى إلى عالمٍ... إلخ)، فمعنى هذا: أن كتاب الدلائل اشتمل على أحاديث باطلة معزوة إليه صلى الله عليه وسلم، لا توجد في كتاب من كتب أهل الإسلام، حتى الكتب التي أُلِّفت لجمع الموضوعات.

 

وبيان ذلك أنه قال في أول كتابه ما لفظه:

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ صلى عليّ، إلا خرجت الصلاة مسرعة إلى قوله فيه: ويخلق من تلك الصلاة طائر له سبعون ألف جناح، في كل جناح سبعون ألف ريشة، في كل ريشة سبعون ألف وجه، في كل وجه سبعون ألف فم، في كل فم سبعون ألف لسان، كل لسان يسبِّح لله بسبعين ألف لغة، ويكتب الله ثواب ذلك كله))؛ ا .هـ.

 

قال شارحه السيد محمد المهدي الفاسي في شرح مطلع المسرات: لم أجده[5]، ونقول: والله الذي لا إله إلا هو، إنه حديث مفترى لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عرفه صحابي من أصحابه، فقاتَل الله واضِعَه وكاذبه، فقد افترى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار.

 

وإن كتابًا يؤلَّف للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، يُفتتح بهذا الكذب الصراح، أحق كتاب في الدنيا بالتحريق، ولقد حرق عثمان رضي الله عنه المصاحف - وهي حق - مخافة الفتنة باختلافها، فكيف لا يحرق ما هو كذب، ويراد أن يجعل الكتاب الذي صدر به ورد أهل الإسلام؟

 

وأما كتب الأحاديث التي جمعت فيها الموضوعات، فإنها أُلِّفت لنصيحة أهل الإسلام بتبيان ما هو موضوع، مما قد روى برجال وإسناد مراعى فيه كذاب أو نحوه، فأُلِّفت لئلا يغتر المسلم الواقف على الحديث ويراه مسندًا، فيظنه صحيحًا، فبين له علماء الحديث أنه موضوع في نظرهم، ويمكن أنه في نفس الأمر صحيح، فإن الكذوب قد يصدق، لكنا مخاطبون بما علمناه لا بما جوزناه، بخلاف أحاديث الدلائل كالذي ذكرناه، فإنه لا يرويه عالم من أهل الدنيا، فلا يجوز إبقاؤه.

 

وأما أحاديث الجامع الصغير، فهي وإن كان فيها ما قيل: إنه موضوع، لكن مؤلفه قد عزاها إلى كتب معروفة تتيسر لمن أراد الحقيقة معرفتها، وأما هذا فقد قلنا: لا يعزى إلى عالم، وهو نكرة في سياق النفي يعم كل عالم في الدنيا، وهو كذلك.

 

وأقبح من هذا قوله في خطاب الله تعالى: وأسألك اللهم بالأسماء المكتوبة في جبهة إسرافيل، وبالأسماء المكتوبة في جبهة جبريل، وبالأسماء المكتوبة حول العرش، وبالاسم المكتوب على ورق الزيتون إلى ما هذى به في هذه المادة، قال شارحه المذكور: لم يعثر على حديث في ذلك، وقد نسب هذا للحديث؛ انتهى بلفظه.

 

قلت: وفي هذا افتراءٌ على الله أنه كتب أسماءً على جباه ملائكته، وهذا لا يعرف إلا من طريق الوحي، وطريقه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقسم بالله ما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب على جبهة ملائكته حرفًا ولا اسمًا))، فهذا داخل تحت: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [الأنعام: 144]، وداخل تحت: ﴿ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [يونس: 69].

 

وأعظم من هذا خطاب الله في التوسُّل إليه بما لم ينزل به سلطانًا، وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: وأسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك)؛ الحديث، ولم يقل باسمك المكتوب على جبهة فلان وفلان، ولا قاله صحابي من أصحابه.

أأنتم أهدى أم صحابةُ أحمد
وأهل الكسي: هيْهات ما الشوكُ كالوردِ

 

فكيف يجوز بقاء كتاب يُدعى الله به، ويُسأل بما هو كذب عليه، ويجعل وردًا لأهل الإسلام، أو دفاتر الكفر التي حكم الفقهاء بتحريقها المراد بها ما هو كذب على الله ورسوله، وهذا من الكذب عليهما، ولو أردت الاستقصاء، لألفت كتابًا بسيطًا، وفي هذا كفاية.

وخيرُ الأمور السالفات على الهدى
وشرُّ الأمور المحدثات على عمدِ

 

استطاع أن يضطهد يهود ألمانيا، ويُنكِّل بهم التنكيل المعروف، ولأنه استطاع أيضًا أن يملأ سمع العالم إرعادا ًوإيعادًا، واستطاع أن يوجه كل المواهب الألمانية إلى الشؤون العسكرية الحربية...، هذا كل ما استطاعوا أن يعدوا للرجل، ومع هذا زعموا أنه أعظم رجل في ألمانيا، بل في العالم...، وقالوا كما قالوا في الأول: إنه أعظم رجل في إيطاليا أو في الدنيا؛ لأنه استطاع أن يملأ الدنيا ضجيجًا، وأن يكرِّر على مسامع العالم ألفاظ الحرب، والهلاك والويل، ومجد إيطاليا، والبطولة الإيطالية، ولأنه استطاع أن يَنتزع من عرب طرابلس المساكين أقواتهم وأملاكهم ويقدمها للطليان، واستطاع أن يغزوَ هذه البقعة السوداء بالمجندين المسخرين من الطرابلسيين والصوماليين المسلمين، ولأنه استطاع أيضًا أن ينصرف إلى الحرب، فيهدِّد الديمقراطيات ويخوفها بجيشه..، ولأنه استطاع أن يملأ الرؤوس الطليانية فخرًا بالمجد الروماني العظيم، ولأنه أخيرًا استطاع أن يثالب فرنسا وإنجلترا ويثالبوه!

 

هذا كل ما عدوه له، ومع هذا زعم زاعمون أنه رجل إيطاليا أو رجل الدنيا كلها، قالوا في الثالث ما قالوه في هتلر وموسليني، قالوا: إنه أعظم رجل في تركيا أو في العالم كله، ولماذا؟ لأنه استطاع أن ينتصر في بلاد على فلول الجيوش اليونانية، وأن يطرد الخلافة والخلفاء، وأن يحارب اللغة والحروف العربية، وأن يفصل تركيا عن الدين، وأن يقضي على المحاكم الشرعية، وعلى القوانين الإسلامية، وأن يمنع الأتراك من الحج، وأن يجبرهم على لبس القبعة، وأن يكره النساء على السفور، وأن جعل عطلة الحكومة الرسمية يوم الأحد بدل يوم الجمعة، وأن يقرب جهده من الأوروبيين، ويبتعد جهده عن المسلمين الشرقيين، وأن يوجه الأتراك إلى المجد الطوراني بدل المجد الإسلامي، ولأنه أخيرًا استطاع أن يحل كل شيء..، هذا كل ما استطاعوا أن يقولوه فيه: ومع هذا زعموا أنه أعظم رجل في العصر لا في تركيا وحدها...، هذه أمجاد رجل ألمانيا، ورجل إيطاليا، ورجل تركيا، وألمانيا وإيطاليا وتركيا دول عريقة في الملك والكثرة والقوة.

 

وإذًا ماذا يقولون في رجل الإنسانية الأكبر عليه السلام، وقد جاء بهذا القرآن، وجاء بهذا الإسلام، وجاء بهذه الثقافات الإسلامية التي ملأت الدنيا ولا تزال تملؤها، وجاء بهذه الأخلاق والآداب، وجاء بهذه العقول والعلوم التي شغلت رؤوس العالم منذ ثلاثة عشر قرنًا، وهي لا تزال تشغلها، ولن تزال، بدراستها وتحليلها، وشرحها وفَهمها، واستخراج كنوزها وخباياها...، حتى استخرجوا منها كل هذه الألوف من الكتب والمؤلفات في مختلف العلوم، وهم لا يزالون في أول الطريق، وهم لا يزالون يستخرجون ولا يزالون يعترفون بالعجز والتقصير...؟

 

إذًا ماذا يقولون في رجل الإنسانية عليه السلام، وقد استطاع أن يخرج من المدينة الصغيرة الفقيرة، ومن بلاد العرب الضعفاء الفقراء الأذلاء في مدة لا تبلغ رُبع القرن - جيشًا يقهر أقوى الجيوش وأكثرها وأحسنها نظامًا واستعدادًا، بل أخرج جيشًا يستطيع أن يُنازل العالم كله، وأن يقهره كله، يُنازل دينه الأديان فيقهرها، ولغته اللغات فتطردها، وآدابه الآداب فتُؤطِّرها، وجنسه الأجناس فيغلبها...، ثم يظل نجمه في الصعود، وشأنه في الارتفاع، ودينه في الانتشار، وكتابه في الذيوع والشهرة، حتى يطوف القارات كلها، وحتى يأخذ تحت رايته خمس العالم...؟

 

ماذا يقولون فيه وقد بايع ستين رجلاً من أوس المدينة وخزرجها تحت إحدى عقبات مكة على أن يحارب الأحمر والأسود، فتتم البيعة، وتقوم حرب الأسود والأحمر، وتُكلل بالنجاح والغلب؟

 

ماذا يقولون فيه وقد استطاع في أقل من عشر سنوات أن يقضي على خصومه اليهود والمنافقين في المدينة، وأن يقضي على أعدائه في مكة، وأن يفتحها وقد أخرجته وأخرجت أتباعه، واستطاع أن يكتب إلى جميع الملوك من العرب والعجم يدعوهم إليه وإلى دينه، وإلا فالحسام بينه وبينهم، ثم في النهاية يغزوهم جميعًا ويقهرهم جميعًا؟

 

المدينة قول القادرة الواثقة بتنفيذ ما تقول، المطمئنة إلى نفوذ كلمتها: ﴿ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32].

 

وساقت الأقدار الإسكندر المقدوني إلى مصر، وأخضعتها لأحكامه، ولكنه أعجب بنظام العمران والاجتماع بها، فنقل إلى بلاده ما راق منه، ومن ذلك تحريم الطلاق وحظر تعدُّد النساء، ثم سرى ذلك إلى أوربا، وتغلغل فيها من ذلك الحين.

 

وجاءت شريعة التوراة فأباحت الطلاق إباحة تامة، وجعلته من حق الرجل دون المرأة، واعتبرت النية والعزم، وجعلت لهما شأنًا في وجوب التفريق، حتى إن الرجل إذا عزم الطلاق ولم يلفظ بالقول الذي يدل عليه، وجب عليه فراق امرأته، وفي ذلك من الضيق والحرج ما يجعل النفوس لا تطمئن إليه، ولا تصبر عليه.

 

ثم جاءت شريعة الإنجيل فحرَّمت الطلاق، وعادت بتابعيها إلى الحال التي كانت قد سادت بمصر، ثم تخطتها إلى أوروبا من قبل أن تُنزَّل التوراة.

 

أما العرب في الجاهلية، فكان للفرقة عندهم أسباب متعددة، ولكل منها حكم خاص، والأسباب التي كانت تستوجب الفرقة عندهم: الظهار؛ والإيلاء؛ والطلاق، أما الظهار فأن يقول الرجل لامرأته: أنت عليّ كظهر أمي، فإذا قال لها ذلك، فقد حُرِّمت عليه أبدًا.

 

وأما الإيلاء، فأن يقسم أنه لا يقربها حينًا من الدهر؛ قد يطول، وقد يقصر، وأما الطلاق فهو المعروف بين الناس الآن، ولكنه في الجاهلية كان بنجوة عن العدل والنظام، والخير والبر، وكان يختلف طوعًا لحال القبائل من الرقي والانحطاط، والغنى والفقر؛ فمنهم من كان إذا طلق امرأته ثلاثًا لا يَستبيح أن يراجعها أبدًا، ومنهم من كان يطلقها إذا شاء، ويراجعها إذا شاء، ولو طلقها ألف مرة.

 

وأكثر ما كان يدفعه إلى ذلك الحرص على مضارة المرأة وعضلها؛ حتى لا تتزوج؛ لأن حمية الجاهلية كانت تجعل الرجل يأنف أن تتزوج امرأته بعد طلاقها غيره.

 

جاء الإسلام وهذه الفوضى تغمر الأمم جميعًا، وأولو الألباب يلتمسون السبيل للخلاص منها، جاء الإسلام بنوره وهدايته، ويُسره وسماحته، وعدله ورحمته، ونظامه وحكمته، فيسَّر على الناس بعد عُسرٍ، ووسَّع بعد ضيق، ونظَّم بعد فوضى واضطراب، وأذاق الناس لذة العدل وحلاوته، بعد ألم الظلم ومراراته.

 

ماذا صنع الإسلام؟ أبطل الظهار وجعله منكرًا من القول وزورًا؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [المجادلة: 2].

 

فلو أن امْرَأً ظاهر من امرأته، لم يكن لظهاره هذا أثر في تحريمها عليه، إنما عليه أن يقوم بكفارة تمحو عنه إثم ذلك القول المنكر؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 3، 4]، وفي ذلك من الرحمة بالزوجين ما يحمل على تمجيد الإسلام والإقرار بفضله، والتسبيح بحمد الله عليه.

 

وأما الإيلاء، فقد حدَّد له أربعة أشهر، فإن فاء الرجل إلى امرأته في أثنائها، فلا إثم عليه، واعتبرت أليته «يمينه» لغوًا، وإن تربص حتى انقضت أصبحت زوجه طالقًا طلاقًا بائنًا؛ قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 226، 227] [6].

 

أما الطلاق، فقد نظر إليه نظرة كلها حكمة وعدل ورحمة، فأتى فيه بتشريع لا يَعدِله تشريع، تتجلى فيه الحكمة السامية، والعدل الذي لا غبن فيه، والرحمة التي لا حدَّ لها، رأى أن الرجل قد يخطئ الاختيار؛ لأنه لا علم له بالغيب، فيقترن بمن لا توائمه في خلقه ودينه، وقد يُخدع، وقد يغتر بخضراء الدِّمَن، حتى إذا استحكمت العقدة، ورأى ما لا يرضى، ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه، وأصبح في أمر مريج، لا يدري طريق الخلاص منه، ولا وجه الحيلة فيه.

 

أي سعادة تُظِل زوجين فقَد أحدهما عطف الآخر وحبَّه، ومودته ورحمته؟ ألا يشعر كلاهما أنه في جحيم يَصلى ناره، وسعير يُكابد أواره؟ ألا يحس كلاهما أنه في سجن مظلم عميق، يَرسِف في أغلاله وينوء بأنكاله؟

 

وهل يسكن الرجل إلى امرأة خاست بعهده، وعبثت بشرفه، ونقضت الأيمان بعد توكيدها، وفرطت في أثمن جوهرة تتحلى بها النساء، ودنَّست قُدس الزوجية الأسمى؟

 

أي سعادة لرجل رُزِئ بامرأة متلاف، تُنفق كل ما تجد، لا تدَّخر شيئًا للطوارئ، ولا تعد نصيبًا للكوارث، ولا تحسب حسابًا لنكبات الدهر، ولا لأوقات العجز عن الكسب، ولا لتربية الأولاد، وكلما زادها بعلها نُصحًا، زادته إسرافًا، وأوسعته عنادًا، وطالبته بما لا يتسع له كسْبه، ولا تحتمله ثروته؟

 

أي سعادة لرجل مُنِي بامرأة سيئة الخلق، كلما عاد من عمله مجهودًا مكدودًا، ضيِّق الصدر، استقبلته بوجه باسر، وجبين مُغضن، وأوسعته تأنيبًا وتثريبًا، ولومًا وتقريعًا؛ لأنه نَسِي أن يأتيها ببعض مطالبها التي لا تدخل في طوق إمكانه.

 

أليس الطلاق خير ما يتقي به الرجل هذا الشر، وينجو به من هذا النكر؟

من أجل ذلك أباح الله الطلاق إذا دعت إليه ضرورة مُلِحَّة.

 

أباح الله الطلاق، ولكن قيَّده بقيود ثِقال، تجعل الرجل لا يُقدم عليه إلا إذا مست إليه حاجة شديدة ملجئة؛ حين لا يجد غيره علاجًا لحل مشكلة من مشاكل الحياة الزوجية، بدأ بتصوير الطلاق في صورة بشعة منكرة، تشمئز منها نفس المؤمن الصادق، وتَفِر منها ما وسعها الفرار؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق))، فهذا القول الحكيم يجعل المؤمنين الذين يحرصون على طاعة الله، ويبتغون مرضاته، ينصرفون عن الطلاق جهد استطاعتهم، ولا يأتونه ما وجدوا إلى الخلاص منه سبيلاً، وكيف يقدمون على أمر يبغضه الله تعالى، وفي وسعهم أن يتفادوه؟ وكيف يفعلون ما يبغضه الله وهم حرَّاص على ما يرضى، سِراع إلى ما يحب؟!

 

ودعا إلى التحكيم قبل اعتزام الطلاق؛ احتفاظًا بعقدة الزوجية، وإبقاءً على صلةٍ أبغض الحلال إلى الله قطعها، وحرصًا على الأسرة أن يُشتت شملها، ويُنقض غَزلها؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35].

 

فإن تعذَّر إصلاح ذات البين، وإعادة المياه إلى مجاريها، ورد الأمور إلى نصابها، وإزالة أسباب الشقاق، ونوازع البغضاء - فلا دواء أنجع من الطلاق؛ لينظم كلا الزوجين حياته كما يحب ويهوى، وينجو من أسباب الشقاء.

 

وقد اقتضت حكمة أحكم الحاكمين جل شأنه ألا يفرق بالطلاق بين المرء وزوجه أبدًا، إذ قد تكون الرغبة في الطلاق استجابة لنازعة غضب طائشة، فجعل الطلاق على ثلاث أنواع:

الأول: الطلاق الرجعي، وحكمه أن الزوج يسوغ له أن يراجع امرأته ما دامت في عدتها بغير مهر، ولا عقد، ولو بغير رضاها.

 

الثاني: طلاق بائن صغير، وحكمه أن الزوج يسوغ له أن يراجع امرأته، ولكن بعقد ومهر جديدين؛ سواء أكان ذلك في أثناء العدة، أم بعد انقضائها.

 

الثالث: طلاق بائن كبير، وحكمه أنه لا يجوز مراجعتها إلا إذا تزوَّجت زواجًا شرعيًّا برجل آخر، ثم طلقها أو مات عنها، وانقضت عدتها، ولا تكون المراجعة إلا بعقد ومهر جديدين.

 

والحكمة في هذا التدريج لا تَخفى على أولي الألباب، فمن المحتمل أن يكون الباعث إلى الطلاق ثورة غضب عابرة لا تَلبث أن تهدأ، فإذا سكت الغضب عن الرجل، ندِم على ما كان منه، فمنحه الشارع الحكيم فرصة يعيد بها زوجه إلى عصمته، إن طمع في عودة المودة بينهما، ورجوع الصفاء إلى قلوبهما، فإن عاد إلى الطلاق مرة أخرى، لم يجعل العودة إلى معاشرة المرأة سهلة ميسورة كأول مرة، بل شدَّد عليه شيئًا قليلاً؛ ليرعوي ويكون له في ذلك موعظة، فأوجب عليه ألا يعود إلا بعد أن يعقد عليها ويمهرها كأنها امرأة جديدة، فإن عاد إلى الطلاق بعد الثانية، كانت المراجعة أشدَّ، والوصول إلى المرأة أعسر وأصعب، فلم يتح له أن يراجعها إلا بعد أن تنكح زوجًا غيره نكاحًا شرعيًّا صحيحًا، لا احتيال فيه، يفضي فيه زوجها إليها، وتفضي إليه، ويذوق عسيلتها، وتذوق عسيلته، والحر الكريم يأبى أن يعود إلى امرأة افترشها غيره، وأصاب منها سواه، وذلك ما يجعل العاقل الحازم يستمسك بحبال زوجه إن ظن أن نفسه تتبعها لو طلقها، فبت طلاقها، وقد أوجب الشارع الحكيم على الرجل ألا يوقع على المرأة طلاقًا من هذه الأنواع التي ذكرنا، إلا إذا كانت في طهر لم يسمها فيه؛ حتى تكون كراهته لها صادقة، ونفوره منها مبنيًّا على أساس صحيح، فإن طلقها في طمثها، أو طلقها في طُهر مسَّها فيه - كان آثمًا، وكان طلاقه بدعيًّا، ووجَب عليه أن يراجعها ما لم تكن الثالثة [7].

 

ثم إن بدا له، طلقها الطلاق الشرعي الذي وصفنا، روى الإمام البخاري عن عبدالله بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مُره فليراجعها، ثم ليُمسكها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء)).

 

ولعل علة النهي عن الطلاق في أثناء الطمث، أو الطهر الذي مسها فيه، التفادي من أن يطيل عليها العدة، فيضارها ويؤذيها، أو أن يكون نفوره منها غير صادق فيظلمها، وذلك أن إبان الطمث هو إبان النفرة الطبيعية من المرأة، فلا يلبث إلا ريثما تطهر حتى تعاوده الرغبة فيها، والإنسان إذا أصاب حظه من الطيبات، فترت رغبته فيها، فإذا نال حظه من الطعام الشهي انصرفت عنه نفسه إلى حين، ولكن يشتهيه إذا عضَّه الجوع، وكذلك الرجل إذا أصاب حظه من المرأة، وانصرف عنها، فقد يكون ذلك الانصراف موقوتًا، ولا يلبث أن يشتهيها إذا دعته إلى ذلك حاجة الجسم، وبواعث الطبيعة، أما النفور الصحيح، فهو الذي يلازمه حتى تطهر، فإن بقي بعد طهرها على نفوره، أوقع عليه الطلاق من قبل أن يمسها، ولا إثم عليه.

 

ولم يدع الشارع الحكيم وسيلة من الوسائل التي تنفر الإنسان من الطلاق إلا أخذه بها؛ إرعاءً على هذه الرابطة المقدسة أن تُفصَم عُروتها الوثقى لأمرٍ تافه حقير؛ قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

 

ذلك إلى أنه حرم على الرجل أن يأخذ من مطلقته شيئًا مما آتاها؛ حتى لا يجمع عليها بين نكبتين: نكبتها فيه بطلاقها، ونكبتها في صداقها؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 20، 21].

 

كما أوجب عليه أن يسكنها ويوالي النفقة عليها ما دامت في عدتها؛ حتى تتمكن من تهيئة وسيلة صالحة من وسائل العيش، تستعين بها على أمرها، بعد أن أفسد عليها بالطلاق حياة اطمأنت إليها وسكنت إلى مصيرها؛ قال تعالى: ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ﴾ [الطلاق: 6].

 

فهل وراء هذا النظام نظام تطمئن به النفس، ويسكن إليه القلب، ويعجب به الباحث في النظم والشرائع والأديان.

 

ذلك النظام العجيب مفخرة من مفاخر الإسلام، لا يُنكرها إلا مَن سَفِه نفسه، وطُبِع على سمعه وقلبه، أولئك الذين لعنهم الله، فأصمَّهم وأعمى أبصارهم؛ ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].

 

وفَّقنا الله لفَهم أسرار كتابه، وأخذ بأيدينا إلى مراشدنا وهدانا إلى سواء السبيل.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الثانية

الثالث والعشرون

صفر سنة 1358 هـ



[1] صاحب سبل السلام، وتطهير الاعتقاد، والعدة شرح العمدة، وغيرها من المؤلفات الجليلة النافعة، وهو من أئمة القرن الثاني عشر الهجري، وهذه القصيدة وما يتبعها نقلتُها من مجموعة رسائل جمعها ولده من مؤلفات والده، رأيتها مع السيد محمد زبارة العالم اليمني الشهير، ووزير القصر السعيد بصنعاء، تشرفت بلقائه في الحرم الشريف، وبمنزل الشيخ محمد نصيف أفندي بجدة في هذا العام.

[2] المسمى دلائل الخيرات الذين فتن الناس به شرَّ فتنة، وشغلوا به عن كتاب الله، وعما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الصلاة والسلام عليه، وهي من تأليف الجزولي الذي لا يعرف عنه في التاريخ إلا أنه كان رجلاً مجذوبًا، حبس نفسه سنين طويلة في غرفة مصمتة، يلقى إليه الطعام من طاقة فيها، وكان في هذه المدة يكرر البسملة فقط، ولم يعرف عنه شيء من العلم ولا من الخير سوى هذا، ولكن ما أسرع الناس إلى الافتتان بالبدع، وما أشد وُلوعهم بما خالَف هدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه البررة المتقين.

[3] أويس القرني من أئمة التابعين وصالحيهم.

[4] القد: القيد من الجلد.

[5] حاشية بهامش الأصل: لم يزد على هذا مع هذه النكارة التي تقطع معها بكذب الحديث.

[6] "الهدي" لا دليل في الآية على بينونتها منه، ولكن حددت الآية أقصى مدة للإيلاء، فإذا انقضت المدة، فاء إن شاء أو طلق إن عزم على ذلك، وفي صحيح البخاري إجماع اثنى عشر صحابيًّا وعائشة، وعثمان وأبي الدرداء على عدم وقوع الطلاق بعد الأربعة أشهر إلا إذا طلق.

[7] "الهدي" هذا خلاف ما ذكره شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من السلف؛ إذ عندهم أن الطلاق في الحيض ليس بشيء؛ لأنه ليس مما أذن الله تعالى فيه، والخلاف في هذا طويل، ومن شاء، فليراجع كتب السنة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البدعة وأثرها في الإسلام
  • النهي عن البدع

مختارات من الشبكة

  • المنح الإلهية لاختصار شرح الدرة المضية، لمحمد بن علي ابن سلوم، بخطه، والدرة للسفاريني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مسلسل العاشوراء الأميرية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • لمحة عن مدارسنا الأميرية ومدارس أوقافنا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدرة الأصيلة في نظم جملة العقائد النبيلة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفوائد المزهرة في شرح الدرة المنتضرة (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفوائد المزهرة في شرح الدرة المنتضرة (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الدرة الثمينة على مختصر السفينة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الدرة المكللة في فتح مكة المبجلة (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التعليقات الواضحة الوجيزة على الدرة الأرجوزة في رسم الكلمة المهموزة (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • الدرة الغراء في ضبط تحفة القراء للشيخ محمد بن هلالي الأبياري رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب