• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الأنبياء أفضل من الأولياء

الأنبياء أفضل من الأولياء
علي محمد سلمان العبيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2014 ميلادي - 23/1/1436 هجري

الزيارات: 20626

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأنبياء أفضل من الأولياء


عن سفيان (قال: قلتُ لعمرو: إنَّ ناسًا يقولون: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تنامُ عيناه، ولا ينام قلبُه)، فقال عمرو: سمعتُ عبيدَ بن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحيٌ، ثم قرأ: ﴿ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾ [الصافات: 102].

 

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: قال: (كأني أنظُرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء، ضرَبه قومه فأدمَوْه، وهو يمسح الدمَ عن وجهه، ويقول: اللهم اغفِرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلَمون)؛ أخرجه البخاري ومسلم.

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا خيرَ البرية، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاك إبراهيمُ خليل الله))؛ أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود.

 

وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُخيِّروا بين الأنبياء))؛ أخرجه أبو داود.

 

وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن أفضلِ أيَّامكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلِق آدمُ، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة؛ فأكثِروا عليَّ مِن الصلاة فيه؛ فإن صلاتَكم معروضة عليَّ))، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرَض صلاتُنا عليك وقد أَرَمْتَ؟ قال: يقولون: بَلِيت، قال: ((إنَّ الله حرَّم على الأرض أنْ تأكلَ أجساد الأنبياء))؛ أخرجه أبو داود والنَّسائي.

 

[وعن] مُصعَب بن سعد، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ الناس أشدُّ بلاء؟ قال: ((الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، يُبتلى الرجلُ على حسَب دينه؛ فإن كان دِينُه صُلبًا، اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة، ابتُلِي على حسب دينه، فما يبرح البلاءُ بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئةٌ))؛ أخرجه الترمذي.

 

﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253].

 

ولا خلاف أنَّ الرسل أفضلُ من بقية الأنبياء، وأن أولي العزمِ منهم أفضلُهم، وهم الخمسة المذكورون نصًّا في آيتين من القرآن؛ في سورة الأحزاب: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [الأحزاب: 7]، وفي الشورى في قوله: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، ولا خلاف أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضلُهم، ثم بعده إبراهيم، ثم موسى على المشهور، وقوله: ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ﴾ [النساء: 163] تنبيهٌ على فضلِه وشرَفه.

 

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:

فصل: تكلَّم طائفة من الصوفية في (خاتم الأولياء)، وعظَّموا أمره؛ كالحكيم الترمذي - وهو من غلطاته؛ فإن الغالبَ على كلامه الصحةُ، بخلاف ابن عربي؛ فإنه كثيرُ التخليط، لا سيما في الاتحاد - وابنِ عربيٍّ وغيرِهم، وادعى جماعة كلِّ واحد أنه هو كابن عربي، وربما قيده بأنه ختم الولاية المحمدية أو الكاملة أو نحو ذلك؛ لئلا يلزمه ألا يُخلَق بعده لله وليٌّ، وربما غلَوْا فيه، كما فعَل ابن عربي في فصوصه، فجعلوه ممدًّا في الباطن لخاتم الأنبياء، تبَعًا لغلوهم الباطل؛ حيث قد يجعَلون الولاية فوق النبوَّة موافقةً لغلاة المتفلسفة، الذين قد يجعلون الفيلسوف الكامل فوق النبي، وكذلك جهَّال القدرية والأحمدية واليونسية قد يفضِّلون شيخَهم على النبي، أو غيره من الأنبياء، وربما ادَّعوا في شيخهم نوعًا من الإلهية، وكذلك طائفة من السعدية: يفضِّلون الوليَّ على النبي، وقال بعضهم: يُقلَّد الشافعيُّ ولا يُقلَّد أبو بكر وعمر، وكذلك غالية الرافضة الذين قد يجعلون الإمام كان ممدًّا للنبي في الباطن، كما قد يجعلونه إلهًا.

 

فأما الغلوُّ في ولي غير النبيِّ حتى يفضل على النبي، سواء سمي وليًّا، أو إمامًا، أو فيلسوفًا، وانتظارهم للمنتظر الذي هو: محمد بن الحسن، أو إسماعيل بن جعفر، نظير ارتباط الصوفية على الغوث، وعلى خاتم الأولياء، فبُطلانه ظاهر بما عُلِم من نصوص الكتاب والسنَّة وما عليه إجماع الأمَّة؛ فإن اللهَ جعَل الذين أنعَم عليهم أربعةً: النبيِّين، والصِّدِّيقين، والشهداء، والصالحين؛ فغاية مَن بعد النبي أنْ يكونَ صِدِّيقًا، كما كان خيرُ هذه الأمة بعد نبيِّها صِديقًا؛ ولهذا كانت غاية مريم ذلك في قوله: ﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ﴾ [المائدة: 75]، وبهذا استدللت على ما ذكره طائفة - كالقاضي أبي يعلى، وغيره من أصحابنا، وأبي المعالي، وأظن الباقلاني - مِن الإجماع على أنها لم تكن نبيةً؛ ليقرِّروا كرامات الأولياء بما جرى على يديها؛ فإن بعض الناس زعم أنها كانت نبيةً، فاستدللت بهذه الآية، ففرِح مخاطبي بهذه الحجة؛ فإن اللهَ ذكَر ذلك في بيان غاية فضلها، دفعًا لغلو النصارى فيها، كما يقال لمن ادَّعى في رجل أنه ملِك من الملوك، أو غني من الأغنياء ونحو ذلك، فيقال: ما هو إلا رئيس قرية، أو صاحب بستان، فيُذكَر غاية ما له من الرئاسة والمال، فلو كان للمسيح مرتبةٌ فوق الرِّسالة، أو لها مرتبةٌ فوق الصِّدِّيقية، لذكرت؛ ولهذا كان أصلُ الغلو في النصارى، ويشابههم في بعضِه غاليةُ المتصوفة والشيعة، ومَن انضم إليهم مِن الصابئة المتفلسفة؛ فالردُّ عليهم من جهة واحدة.

 

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أبي بكرٍ وعمرَ: ((هذان سيِّدا كهولِ أهل الجنة من الأوَّلين والآخِرين، إلا النبيِّين والمرسلين)).

 

فهذه المسألة لشرحها موضعٌ غير هذا، وهي أنَّ كل مَن سوى الأنبياء دونهم.

 

وإنما الكلامُ هنا فيما يذكرونه من خاتم الأولياء، فنقول: هذه تسمية باطلة، لا أصلَ لها في كتاب ولا سنَّة، ولا كلام مأثور عمَّن هو مقبول عند الأمة قَبولاً عامًّا، لكن يعلم من حيث الجملة أنَّ آخر مَن بقي من المؤمنين المتقين في العالم فهو آخِر أولياء الله.

 

ونقول ثانيًا: إنَّ آخر الأولياء أو خاتمهم سواء كان المحقق أو فرض مقدر، ليس يجب أنْ يكون أفضلَ من غيره من الأولياء، فضلاً عن أنْ يكون أفضلَهم، وإنما نشأ هذا من مجردِ القياس على خاتم الأنبياء، لَمَّا رأوا خاتم الأنبياء هو سيدهم، توهَّموا من ذلك قياسًا بمجرد الاشتراك في لفظ خاتم، فقالوا: خاتم الأولياء أفضلهم، وهذا خطأ في الاستدلال؛ فإن فضل خاتم الأنبياء عليهم لَم يكُنْ لمجرد كونه خاتمًا، بل لأدلة أخرى دلت على ذلك، ثم نقول: بل أول الأولياء في هذه الأمَّة وسابقهم هو أفضلهم؛ فإن أفضل الأمة خاتم الأنبياء، وأفضل الأولياء سابقهم إلى خاتم الأنبياء؛ وذلك لأن الوليَّ مستفيدٌ من النبي، وتابع له، فكلما قرُب من النبي كان أفضلَ، وكلما بعُد عنه كان بالعكس، بخلاف خاتم الأنبياء فإن استفادته إنما هي من الله، فليس في تأخُّره زمانًا ما يوجب تأخُّرَ مرتبته، بل قد يجمع اللهُ له ما فرَّقه في غيره من الأنبياء، فهذا الأمرُ الذي ذكرناه من أنَّ السابقين من الأولياء هم خيرُهم، هو الذي دلَّ عليه الكتاب والسُّنن المتواترة، وإجماع السلف، ويتَّصلُ بهذا ظنُّ طوائفَ أنَّ مِن المتأخرين مَن قد يكون أفضلَ من أفاضل الصحابة، ويوجد هذا في المنتسبين إلى العلم، وإلى العبادة، وإلى الجهاد والإمارة والملك، حتى في المتفقهة من قال: أبو حنيفةَ أفقهُ من عليٍّ، وقال بعضهم: يُقلَّد الشافعي، ولا يُقلَّد أبو بكر وعمر، ويتمسكون تارةً بشُبَه عقلية أو ذوقية، من جهة أنَّ متأخِّري كلِّ فن يُحكِمونه أكثرَ من المتقدِّمين، فإنهم يستفيدون علومَ الأولين مع العلومِ التي اختصوا بها، كما هو موجود في أهل الحساب والطبائعيين والمنجِّمين وغيرهم.

 

ومن جهة الذوق، وهو ما وجدوه لأواخر الصالحين من المشاهدات العرفانية، والكرامات الخارقة، ما لم ينقل مِثلُه عن السلف، وتارةً يستدلون بشُبَه نقلية، مثل قوله: ((للعامل منهم أجر خمسين منكم))، وقوله: ((أمتي كالغيث لا يُدرى أولُه خير أم آخره؟))!

 

وهذا خلاف السنن المتواترة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين، ومما هو في الصحيحين أو أحدهما من قوله: ((خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))، وقوله: ((والذي نفسي بيده، لو أنفق أحدُكم مِثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلَغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفه))، وغير ذلك من الأحاديث.

 

وخلاف إجماع السلف؛ كقول ابن مسعود: (إن الله نظَر في قلوب العباد، فوجَد قلبَ محمد خيرَ قلوب العباد، ثم نظَر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجَد قلوب أصحابه خيرَ قلوب العباد)، وقول حذيفة: (يا معشر القرَّاء، استقيموا، وخذوا سبيلَ مَن كان قبلكم، فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا، ولئن أخذتم يمينًا وشِمالاً، لقد ضللتم ضلالاً بعيدًا)، وقول ابن مسعود: (مَن كان منكم مستنًّا، فليستنَّ بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد؛ أبرُّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقُها عِلمًا، وأقلُّها تكلُّفًا، قوم اختارهم الله لصُحبة نبيِّه، وإقامة دِينه، فاعرِفوا لهم حقهم، وتمسَّكوا بهَدْيهم؛ فإنهم كانوا على الهُدى المستقيم)، وقول جندب وغيره، مما هو كثير مكتوب في غير هذا الموضع، بل خلاف نصوص القرآن في مثل قوله: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ ﴾ [التوبة: 100] الآية، وقوله: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ﴾ [الحديد: 10] الآية، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾ [الحشر: 10] الآية، وغير ذلك؛ فإنه لم يكن الغرض بهذا الموضع هذه المسألة؛ وإنما الغرض: الكلام على خاتم الأولياء، ومما يُشبِهُ هذا ظنُّ طائفة - كابن هود وابن سبعين والنفري والتلمساني -: أنَّ الشيء المتأخر ينبغي أنْ يكون أفضل من المتقدم؛ لاعتقادهم أنَّ العالَم متنقل من الابتداء إلى الانتهاء، كالصبيِّ الذي يكبَر بعد صِغره، والنبات الذي ينمو بعد ضعفه، ويبْنون على ذلك أنَّ المسيح أفضلُ من موسى، ويُبعِدون ذلك إلى أنْ يجعلوا بعد محمد واحدًا من البشر أكملَ منه، كما تقوله الإسماعيلية والقرامطة والباطنية، فليس على هذا دليلٌ أصلاً؛ أنَّ كلَّ من تأخر زمانُه من نوعٍ يكون أفضلَ ذلك النوع، فلا هو مطَّرد ولا منعكس، بل إبراهيمُ الخليل قد ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه ((خيرُ البرية))؛ أي: بعد النبي، وكذلك قال الرَّبيع بن خيثم: (لا أفضِّل على نبينا أحدًا، ولا أفضِّل على إبراهيم بعد نبينا أحدًا، وبعده جميع الأنبياء المتبعين لملته، مثل موسى وعيسى وغيرهما)، وكذلك أنبياء بني إسرائيل، كلهم بعد موسى، وقد أجمَع أهلُ الملل من المسلمين واليهود والنصارى على أنَّ موسى أفضلُ مِن غيره من أنبياء بني إسرائيلَ، إلا ما يتنازعون فيه من المسيح، والقرآنُ قد شهد في آيتين لأولي العزم، فقال في قوله: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [الأحزاب: 7]، وقال: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ﴾ [الشورى: 13]، فهؤلاء الخمسة أولو العزم، وهم الذين قد ثبت في أحاديث الشفاعة الصحاح: أنهم يترادُّونَ الشفاعةَ في أهل الموقف بعد آدم، فيجبُ تفضيلُهم على بنيهم، وفيه تفضيل لمتقدِّم على متأخِّر، ولمتأخر على متقدم.

 

وأصلُ الغلط في هذا الباب: أنَّ تفضيل الأنبياء أو الأولياء أو العلماء أو الأمراء بالتقدم في الزمان أو التأخر - أصلٌ باطل؛ فتارةً يكون الفضلُ في متقدم النوع، وتارةً في متأخر النوع؛ ولهذا يوجد في أهل النحو والطب والحساب ما يفضَّل فيه المتقدم؛ كبطليموس، وسيبويه، وبقراط، وتارةً بالعكس.

 

وأمَّا توهُّمهم أنَّ متأخري كل فن أحذق من متقدميه؛ لأنهم كمَّلوه - فهذا منتقض؛ أولاً: ليس بمطَّرد؛ فإن كتاب سيبويهِ في العربية لم يصنَّفْ بعده مِثله، بل وكتاب بطليموس، بل نصوص بقراط لم يصنَّفْ بعدها أكملُ منها، ثم نقول: هذا قد يسلم في الفنون التي تنال بالقياس والرأي والحيلة، أما الفضائل المتعلِّقة باتِّباع الأنبياء، فكلُّ من كان إلى الأنبياء أقرَبَ مع كمال فطرته، كان تلقِّيه عنهم أعظَمَ، وما يحسن فيه هو من الفضائل الدِّينية المأخوذة عن الأنبياء؛ ولهذا كان مَن يخالف ذلك هو مِن المبتدعة، الخارج عن سنن الأنبياء، المعتقد أنَّ له نصيبًا من العلوم والأحوال خارجًا عن طَور الأنبياء، فكلُّ مَن كان بالنبوة وقدرِها أعظَمَ، كان رسوخُه في هذه المسألة أشدَّ، وأما الأذواق والكرامات، فمنها ما هو باطل، والحق منه كان للسلف أكملَ وأفضل بلا شك، وخرق العادة: تارةً يكون لحاجة العبد إلى ذلك، وقد يكون أفضلُ منه لا تخرق له تلك العادة، فإن خرقها له سببٌ وله غاية؛ فالكامل قد يرتقي عن ذلك السبب، وقد لا يحتاج إلى تلك الغاية المقصودة بها، ومع هذا فما للمتأخرين كرامةٌ إلا وللسلف من نوعها ما هو أكملُ منها.

 

وأما قوله: ((لهم أجر خمسين منكم؛ لأنكم تجدون على الخير أعوانًا، ولا يجدون على الخير أعوانًا))، فهذا صحيحٌ إذا عمل الواحدُ من المتأخرين مثلَ عمَلٍ عمِله بعض المتقدِّمين، كان له أجر خمسين، لكن لا يتصور أنَّ بعض المتأخرين يعملُ مِثل عملِ بعض أكابر السابقين؛ كأبي بكر وعمر؛ فإنه ما بقي يُبعَث نبيٌّ مِثلُ محمد يُعمَل معه مثلما عمِلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وأما قوله: ((أمتي كالغيث، لا يدرى أولُه خيرٌ أم آخره))، مع أنَّ فيه لينًا، فمعناه: في المتأخرين من يشبه المتقدِّمين ويقاربهم، حتى يبقى لقوة المشابهة والمقارنة لا يدري الذي ينظر إليه أهذا خير أم هذا؟ وإن كان أحدهما في نفس الأمر خيرًا، فهذا فيه بُشرى للمتأخرين بأن فيهم مَن يُقارِب السابقين، كما جاء في الحديث الآخر: ((خير أمَّتي أوَّلها وآخرها، وبين ذلك ثَبَج أو عوج، وددتُ أني رأيتُ إخواني)) قالوا: أوَلَسْنا إخوانَك؟ قال: ((أنتم أصحابي))، هو تفضيل للصحابة؛ فإن لهم خصوصيةَ الصحبة التي هي أكملُ من مجرد الأخوَّة، وكذلك قوله: ((أي الناس أعجبُ إيمانًا؟)) إلى قوله: ((قوم يأتون بعدي يؤمنون بالورق المعلق))، هو يدلُّ على أنَّ إيمانهم عجبٌ، أعجبُ من إيمان غيرهم، ولا يدل على أنهم أفضلُ؛ فإن في الحديث أنهم ذكروا الملائكة والأنبياء، ومعلوم أنَّ الأنبياء أفضلُ من هؤلاء الذين يؤمنون بالورق المعلق.

 

ونظيرُه كون الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء؛ فإنه لا يدلُّ على أنهم بعد الدخول يكونون أرفعَ مرتبةً من جميع الأغنياء، وإنما سبَقوا لسلامتهم من الحساب، وهذا - باب التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات، أو بين أشخاص النوع - بابٌ عظيم، يغلَط فيه خَلْق كثير، واللهُ يهدينا سواءَ الصراط.

 

فصل:

تكلم أبو عبدالله محمد بن علي الحكيم الترمذي في كتاب (ختم الولاية) - بكلام مردود، مخالفٍ للكتاب والسنَّة، وإجماع السلف والأئمة؛ حيث غلا في ذكر الولاية، وما ذكره من خاتم الأولياء، وعصمة الأولياء، ونحو ذلك مما هو مقدِّمةٌ لضلال ابن عربي وأمثاله، الذين تكلموا في هذا الباب بالباطل والعدوان، منها قوله: فيقال لهذا المسكين: صِفْ لنا منازل الأولياء إذا استفرغوا مجهود الصدق، كم عدد منازلهم؟ وأين منازل أهل الفرية؟ وأين الذين جازوا العساكر؟ بأي شيء جازوا؟ وإلى أين منتهاهم؟ وأين مقام أهل المجالس والحديث؟ وكم عددهم؟ وبأي شيء استوجبوا هذا على ربِّهم؟ وما حديثهم ونجواهم؟ وبأي شيء يفتتحون المناجاة؟ وبأي شيء يختمونها؟ وماذا يخافون؟ وكيف يكون صفة سيرهم؟ ومن ذا الذي يستحقُّ خاتم الولاية كما استحقَّ محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبوة؟ وبأي صفة يكون ذلك المستحق لذلك؟ وكم مجالس هذه الأبدان حتى ترد إلى مالك المُلك؟ إلى مسائلَ أُخَرَ كثيرة ذكرها من هذا النمط.

 

ومنها فيه: قال له قائل: فهل يجوز أنْ يكون في هذا الزمان من يوازي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؟ قال: إنْ كنت تعني في العمل فلا، وإن كنت تعني في الدرجات فغير مدفوع؛ وذلك أنَّ الدرجات بوسائل القلوب، وتسمية ما في الدرجات بالأعمال، فمن الذي حول رحمة الله عن أهل هذا الزمان حتى لا يكون فيهم سابقٌ ولا مقرَّب ولا مجتبًى ولا مصطفًى، أوَلَيس المهديُّ كائنًا في آخر الزمان؟ فهو في الفتنة يقوم بالعدل، فلا يعجِز عنها، أوَلَيس كائنًا في آخر الزمان من له ختم الولاية؟ وهو حُجَّة اللهِ على جميع الأولياء يوم الموقف؟ فكما أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، فأعطي ختم النبوة، وهو حُجَّة الله على جميع الأنبياء، فكذلك هذا الوليُّ آخر الأولياء في آخر الزمان، قال له قائل: فأين حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((خرجتُ من باب الجنة، فأُتيت بالميزان، فوُضِعت في كِفة، وأمَّتي في كفة، فرجحتُ بالأمة، ثم وُضِع أبو بكر مكاني فرجح بالأمة، ثم وُضِع عمر مكان أبي بكر فرجح بالأمة))؟ فقال: هذا وزن الأعمال، لا وزن ما في القلوب، أين يُذهَب بكم يا عجم؟ ما هذا إلا من غباوة أفهامكم، ألاَ ترى أنه يقول: ((خرجت من باب الجنة))، والجنة للأعمال، والدرجات للقلوب، والوزن للأعمال، لا لِما في القلوب، إنَّ الميزانَ لا يتسع لِما في القلوب.

 

وقال فيه: ثمَّ لما قبض الله نبيَّه، صيَّر فيهم أربعين صِدِّيقًا، بهم تقوم الأرض؛ فهم أهل بيته، وهم آله، فكلما مات منهم رجل، خلَفه مَن يقوم مقامه، حتى إذا انقرض عددهم، وأتى وقت زوال الدنيا - بعث الله وليًّا اصطفاه واجتباه، وقرَّبه وأدناه، وأعطاه ما أعطى الأولياء، وخصه بخاتم الولاية، فيكون حُجَّة الله يوم القيامة على سائر الأولياء، فيوجدُ عند ذلك الختم صدق الولاية، على سبيل ما وجد عند محمد صلى الله عليه وسلم صدق النبوة، لم ينَلْه القدر ولا وجدت النفس سبيلاً إلى الأخذ بحظها من الولاية، فإذا برز الأولياء يوم القيامة، وأقبضوا صِدق الولاية والعبودية، وجَد ألوفًا عند هذا الذي ختم الولاية تمامًا، فكان حجة الله عليهم وعلى سائر الموحِّدين من بعدهم، وكان شفيعهم يوم القيامة؛ فهو سيدهم، ساد الأولياءَ كما ساد محمدٌ صلى الله عليه وسلم الأنبياءَ، فينصب له مقام الشفاعة، ويُثني على الله ثناءً، ويحمَده بمحامدَ يقرُّ الأولياءُ بفضله عليهم في العلم بالله، فلم يزَلْ هذا الولي مذكورًا أولاً في البدء، أولاً في الذِّكر، وأولاً في العلم، ثم الأول في المسألة، ثم الأول في الموازنة، ثم الأول في اللوح المحفوظ، ثم الأول في الميثاق، ثم الأول في الحشر، ثم الأول في الخطاب، ثم الأول في الوفادة، ثم الأول في الشفاعة، ثم الأول في الجَوَاز، وفي دخول الدار، ثم الأول في الزيارة؛ فهو في كلِّ مكان أولُ الأولياء، كما كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم أولَ الأنبياء؛ فهو مِن محمد صلى الله عليه وسلم عند الأُذُن، والأولياء عند القَفَا، فهذا عند مقامه بين يديه في ملك الله ونجواه.

 

مثال في المجلس الأعظم، فهو في منصته، والأولياء من خلفه درجة درجة، ومنازل الأنبياء مثال بين عينيه؛ فهؤلاء الأربعون في كلِّ وقتٍ هم أهلُ بيته، ولستُ أعني من النَّسب؛ إنما أهل بيت الذِّكر.

 

فصل:

قال القاضي أبو يعلى في عيون المسائل: (مسألة): ومثبتو النبوَّات حصَل لهم المعرفة بالله تعالى بثبوت النبوة من غيرِ نظرٍ واستدلال في دلائل العقول، خلافًا للأشعرية في قولهم: لا تحصُلُ حتى تنظر وتستدل بدلائل العقول.

 

وقال: نحن لا نمنَعُ صحةَ النظر، ولا نمنع حصولَ المعرفة به؛ وإنما خلافنا: هل تحصُلُ بغيره؟ واستدل بأن النبوَّةَ إذا ثبتت بقيام المعجزة، علِمْنا أنَّ هناك مرسِلاً أرسله؛ إذ لا يكون هناك نبي إلا وهناك مرسِل، وإذا ثبت أنَّ هناك مرسلاً أغنى ذلك عن النظر والاستدلال في دلائل العقول على إثباته.

 

وقال البيهقي في كتاب الاعتقاد ما ذكره الخطابي أيضًا في "الغُنية عن الكلام وأهله": وقد سلَك بعضُ مَن بحث في إثبات الصانع وحدوث العالم طريقَ الاستدلال بمقدِّمات النبوَّة ومعجِزات الرسالة؛ لأن دلائلَها مأخوذةٌ من طريق الحسِّ لِمن شاهدها، ومِن طريق استفاضة الخبر لمن غاب عنها، فلما ثبتت النبوةُ صارت أصلاً في وجوب قَبول ما دعا إليه النبيُّ، وعلى هذا الوجه كان إيمانُ أكثرِ المستجيبين للرسول، وذكر قصة جعفر وأصحابه مع النجاشي، وقصة الأعرابيِّ الذي قال: مَن خلَق السماء، وغير ذلك!

 

قلت: كثير من المتكلمين يقولون: لا بد أنْ تتقدَّمَ المعرفةُ أولاً بثبوت الربِّ وصفاته التي يعلم بها أنَّه هو، ويظهر المعجزة، وإلاَّ تعذَّر الاستدلالُ بها على صِدق الرسول، فضلاً عن وجود الربِّ.

 

وأما الطريقةُ التي ذكرها المتقدِّمون، فصحيحةٌ إذا حررت، وقد جاء القرآنُ بها في قصة فرعونَ، فإنه كان منكِرًا للرب؛ قال تعالى: ﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا ﴾ [الشعراء: 16 - 18]... إلى قوله: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴾ [الشعراء: 23 - 33]، فهنا: قد عرَض عليه موسى الحُجَّة البيِّنة التي جعَلها دليلاً على صِدقِه في كونه رسولَ ربِّ العالَمين، وفي أنَّ له إلهًا غيرَ فرعون يتَّخِذه، وكذلك قال تعالى: ﴿ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [هود: 14]، فبيَّن أنَّ المعجزةَ تدلُّ على الوَحْدانية والرِّسالة؛ وذلك لأن المعجزة التي هي فِعلٌ خارق للعادة تدلُّ بنفسِها على ثبوتِ الصانع كسائر الحوادثِ، بل هي أخصُّ مِن ذلك؛ لأن الحوادثَ المعتادة ليست في الدلالة كالحوادثِ الغريبة؛ ولهذا يُسبَّح الربُّ عندها ويمجَّد ويعظَّم ما لا يكون عند المعتاد، ويحصُلُ في النفوس ذِلَّة مِن ذِكر عظمته ما لا يحصُلُ للمعتاد؛ إذ هي آياتٌ جديدة، فتُعطى حقَّها، وتدل بظهورها على الرسول، وإذا تبيَّن أنها تدعو إلى الإقرار بأنه رسولُ الله، فتتقرَّر بها الربوبيَّةُ والرسالة، لا سيَّما عند مَن يقول: دلالةُ المعجزة على صِدق الرسول ضروريةٌ، كما هو قولُ طائفةٍ من متكلِّمي المعتزلة: كالجاحظ، وطوائفَ من غيرهم؛ كالأشعريَّة والحنبليَّة الذين يقولون: يحصُلُ الفَرْق بين المعجزة والسِّحر والكرَامة بالضرورة، ومن يقول: إنَّ شهادةَ المعجزةِ على صِدق النبيِّ معلوم بالضرورة، وهم كثيرٌ من الأشعريَّة والحنبليَّة، وكثير من هؤلاء يقول: لأنَّ عدمَ دلالتها على الصدق مستلزمٌ عجزَ البارئ؛ إذ لا طريقَ سواها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خصال الأولياء
  • القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي
  • الإيمان بكرامات الأولياء
  • المفاضلة بين الأنبياء والأولياء
  • حديث: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
  • أفضل الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم
  • أولياء الله الصالحون

مختارات من الشبكة

  • ثناء الأنبياء على الله تعالى (6) ثناء جملة من الأنبياء على ربهم سبحانه(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • من فضائل النبي: أعطاه الله تعالى أفضل مما أعطي الأنبياء من المعجزات الحسية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات إيمانية في قصة نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام من خلال سورتي الأنبياء وص (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (تعلم القيم السامية مع أنبياء الله عز وجل) (PDF)(كتاب - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • ثناء الأنبياء على الله تعالى (7) ثناء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على ربه سبحانه(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • من فضائل النبي: شفاعته في عمه أبي طالب، وأنه أكثر الأنبياء عليهم السلام تبعًا يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: أنه سيد الأنبياء وصاحب الشفاعة والمقام المحمود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: جعله الله إمامًا لجميع الأنبياء عليهم السلام في الدنيا ليلة الإسراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: وهبه الله علما لم يهبه لأحد من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: أن الله تعالى أقامه مقام ذاته وجعله زينة الأنبياء(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب