دور القرآن بدمشق وضواحيها

دور القرآن بدمشق وضواحيها (1)

المستفاد من كتاب الأحاديث المسموعة

في دور القرآن والجوامع والمدارس بدمشق وضواحيها

تخريج كاتبه محمد بن طولون الحنفي

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد: فأثناء دراستي لكتاب (الأحاديث المسموعة في دور القرآن بدمشق وضواحيها، وجوامع دمشق وضواحيها، ومدارس دمشق الحنفية، أو الشافعية، أو المالكية، أو الحنبلية)، وجدت فيه فوائد كثيرة يُستفاد منها في معرفة الأجزاء الحديثية التي قرأها ابن طولون على شيوخه في دُور القرآن والحديث، والجوامع والمدارس بدمشق.

وكان من طريقته أنه يذكر:

1 - حديثًا من كل جزء حديثي قرأه على أحد شيوخه إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مع التعريف الموجز بمؤلفه.

2 - المكان الذي قرأه فيه: دار القرآن، أو الحديث، أو الجامع، أو المدرسة.

3 - يُعرِّف بموقع هذه الدار.

وهذا يفيدنا في معرفة كثير من الأجزاء الحديثية المفقودة الآن، ومعرفة مؤلفيها، وأماكن المدارس والجوامع، ومقارنتها مع كتاب الدارس.

4 - ذكر في مقدمة الكتاب أن هذه المدارس وغيرها من الجوامع وواقفيها ومشايخها، قد عرّف بها في تلخيص (تنبيه الطالب)، وهذا يدلنا أن كتاب تنبيه الطالب المطبوع باسم (الدارس) إنما هو تلخيص ابن طولون.

ونظرًا لأن مادة الكتاب كبيرة، ونسخته الوحيدة المصورة - وهي بخط المؤلف - غير كاملة؛ لأن التصوير أسقط أطراف الصفحات، فذهبت كلمات كثيرة، وبما أن الاستفادة من الكتاب ضرورية ومفيدة للباحثين؛ لأنها تُعطي مادة علميّة جيّدة عن دور القرآن، وجوامع دمشق، ومدارسها، وعن شيوخ ابن طولون، والأجزاء الحديثية التي سمعها منهم، وجدت من المفيد أن أستخرج من الكتاب ما يُستفاد منه؛ لأن ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه، فاتبعت منهجًا لذلك، فاستخلصت:

1 - عنوان الجزء الحديثي ومؤلفه.

2 - المكان الذي قرئ فيه الجزء: دار قرآن، أو حديث، أو الجامع، أو المدرسة.

3 - الشيخ الذي قرئ عليه الجزء.

وإتمامًا للفائدة علَّقت وشرحت هذه الأمور الثلاثة في الحاشية، اعتمادًا على كتب المصادر والمراجع، والله ولي التوفيق، وعليه اعتمادي.

♦ ♦ ♦ ♦

قال ابن طولون في صفحة العنوان:

كتاب الأحاديث المسموعة في دُور القرآن بدمشق وضواحيها تخريج كاتبه محمد بن طولون الحنفي لطف الله به ويليه من تأليفه - أيضًا - كتاب: الأحاديث المسموعة في جوامع دمشق وضواحيها، ثم كتاب: الأحاديث المسموعة في مدارس دمشق الحنفية، أو الشافعية، أو المالكية، أو الحنابلة، ثم كتاب: السفينة الطولونية في الأحاديث النبوية، يشتمل على ثلاثمائة وستين حديثًا، منتقاة من ثلاثمائة وستين جزءًا حديثيًّا، مختتمة بذكر أجزاء وقعت لنا من تخريج حافظ دمشق ومؤرخها أبي القاسم بن عساكر، ثم كتاب: الفرائد والفوائد الملتقطة من تذكرة العلامة البرهان إبراهيم بن جماعة الشافعي، من خطه.

بدأ الحافظ ابن طولون كتابه بقوله:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله منزل القرآن، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين بإحسان، وبعد:

(فهذا تعليق يشتمل على أحاديث اتّفق لي سماع أجزائها في دور القرآن بدمشق وضواحيها، وقد ذكرت تراجم واقفيها، وما وقع لي من مشايخ الإقراء بها، في تلخيص "تنبيه الطالب"، انتقيت من كل جزء حديثًا واحدًا، مستعينًا بالله على ذلك ونحوه[1] دائمًا أبدًا).

صورة صفحة العنوان

صورة اللوحة الأولى من الكتاب

الحديث الأول [ق2/ أ] دار القرآن الخَيْضريّة:

من: جزء[2] حديث أبي بكر عبدالله [بن محمد] النيسابوري [ت324هـ] وهو مسموع بدار الحديث النفيسية، وبدار السنة النورية، وبمدرسة ابن رواحة بدمشق.

أخبرنا أبو المحاسن يوسف[3] بن حسن بن أحمد بن عبدالهادي، بقراءتي عليه بدار القرآن الخيضرية[4][شمالي] دار الحديث السكرية بالقصاعين داخل باب الجابية.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث الثاني [ق2أ] دار القرآن الجزرية:

من: جزء الفوائد الحسان والأفراد الغرائب[5] تخريج أبي الفوارس، ويكنى - أيضًا - بأبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس [ت412 هـ] من أصول الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد المقرئ المعروف بالحمامي [417هـ]، رواية أبي الفضل..... ابن علي الدقاق المعروف بابن ذكرى عنه، وبه يعرف الجزء.

وهو مسموع بالمشهد المعروف بزين العابدين [بالجامع الأموي]، وبالسبع الكبير به، وبالرباط الناصري، وتربة صارم الدين بصالحيتها، وبمشهد الحسين بالقاهرة.

أخبرنا البرهان إبراهيم بن محمد بن عون الشاغوري الحنفي[6]، بقراءتي عليه بدار القرآن الجزرية بباب البريد[7].

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث الثالث [2/ ب] دار القرآن الرشائية:

من: جزء الكفاية[8] لأبي القاسم عبدالرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده [ت470 هـ].

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي بكر بن أبي عمر[9] [الصالحي الشهير بابن زُريق]، بقراءتي عليه بدار القرآن الرشائية[10]شمالي الخانقاه السميصاطية (السميساطية) بباب الناطفيين.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث الرابع [3أ] دار القرآن السنجارية:

من جزء: كتاب [فرحة] العالم وفرحة المتعلم، للإمام مرتضى الدين أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني[11].

أخبرنا أبو البقاء محمد بن العماد [أبي بكر بن أبي عمر الشهير بابن زُريق][12]، بقراءتي عليه من أوله إلى قوله: الباب الخامس، ومشافهة لباقيه بدار القرآن السنجارية[13]، تجاه الباب الشمالي للجامع الأموي بالناطفيين.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث الخامس [3أ] دار القرآن الوجيهية:

من جزء: التبيان المطوّل وما يستدل به على رشد الغلام، لأبي عبدالله محمد بن مخلد بن حفص العطار الدوري[14] [ت331هـ].

أخبرنا الجمال يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن الصالحي[15] من لفظه بدار القرآن الوجيهية[16] قبلي المدرسة العصرونية والمسرورية، وغربي الصمصامية، وفي صدر زقاقها يفتح بابها.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث السادس [3ب] دار القرآن التنكزية:

من جزء: الأمر باتباع السنن واجتناب البدع، للحافظ الضياء محمد بن عبدالواحد بن أحمد بن عبدالرحمن المقدسي[17] [ت643هـ]، وعليه طبقة بخط الحافظ أبي الحسن [تقي الدين] السبكي بالجامع المظفري.

أخبرنا الشرف موسى بن أحمد الكناني[18]/ بقراءتي عليه بدار القرآن التنكزية[19]، تجاه القليجية برحبة خالد، وشرقي حمام نور الدين الشهير بسوق القمح، والآن يعرف بسوق البزوريين.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث السابع [3ب] دار القرآن الصبابية:

من جزء: الأحاديث والحكايات المروية عن أبي نصر عبدالكريم[20] بن محمد الشيرازي الداودي المذهب.

قال ابن طولون: قال الحافظ أبو بكر بن المحب: وعامته عن أصحاب داود الظاهري وأتباعه، وقد جمع على هذا الجزء غالب من تمذهب بهذا المذهب وتراجمهم، ثم رتبهم على الجزء.

أخبرنا البدر حسن بن علي الصالحي[21]، بقراءتي عليه بدار القرآن الصبابية، قبلي العادلية الكبرى، وشمالي الطبرية.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث الثامن [4أ] دار القرآن المعبدية[22]:

من جزء: العفو والصفح[23]، لأبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني [ت287 هـ].

أخبرنا أبو عمر يوسف[24] بن حسن بن أحمد بن حسن بن الزين من لفظه سماعًا عليه... بدار القرآن المعبدية[25] داخل دمشق.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث التاسع [4أ] دار القرآن الصابونية:

من جزء: مشيخة الإمام قارئ حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وابن قارئه: زين الدين عبدالرحمن ابن الشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي[26]، تخريج شيخ الحفاظ زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي، وهي بخطه، وعليها طبقة بخط الحافظ شمس الدين السخاوي، والحافظ برهان الدين البقاعي.

أخبرنا القاضي محيي الدين عبدالقادر بن محمد النعيمي[27]، بقراءتي عليه بدار القرآن الصابونية[28] خارج دمشق، غربي تربة الباب الصغير، تجاه مزار سيدي أوس [بن أوس] رضي الله عنه بها.

♦ ♦ ♦ ♦

الحديث العاشر [4أ] دار القرآن الدلامية:

من جزء: الأحاديث والأخبار والأناشيد من مشيخة[29] الحافظ شرف الدين أبي الحسين علي بن الفقيه محمد بن أبي الحسين اليونيني [ت701هـ]، تخريج الشمس [محمد] بن أبي الفتح [البعلبكي]، انتقاء أبي عبدالله محمد بن يوسف اللخمي.

أخبرنا أبو البقاء محمد بن العماد العمري[30]، بقراءتي عليه بدار القرآن الدلامية[31]، بصالحية دمشق، فوق المدرسة الماردانية، على طريق الجسر الأبيض، الآخذ إلى حمام المقدم، والجهاركسية، وأخوه أبو الخير أحمد مشافهةً، قالا.....