• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم}

محمد حسن نور الدين إسماعيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2014 ميلادي - 19/11/1435 هجري

الزيارات: 69603

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النداء التاسع للمؤمنين في القرآن

﴿ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ﴾


قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].


تقدَّم تعريفُ الإنفاق في الآية رقم "254" من سورة "البقرة" عند تفسيرِ النداءِ السابع.

(الطَّيِّبُ): ضدُّ الخَبيث، و(طاب) يطيب (طِيبة) بكسرِ الطاءِ، و(تَطْيابًا) بفتحِ التاء؛ (مختار الصحاح).

 

وتقدم معنى الطيِّبات في الآية رقم "172" من سورة "البقرة" عند تفسير النداء الثالث.

(ولا تيمَّموا): يممْتُ كذا وتَيَمَّمْتُه: قصدته، قال تعالى: ﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾ [النساء: 43]، وتيمَّمتُه برمحي: قصدتُه دون غيره[1].

 

(الخَبيث): ما يُكْرَه رداءةً وخساسة، محسوسًا كان أو معقولاً، وأصلُه من الرَّدِيءِ الدِّخْلَةِ الجاري مجرى خَبَث الحديد، وذلك يتناول الباطل من الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفِعال، كما قال تعالى: ﴿ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]؛ أي: ما لا يُوافِقُ النفسَ من المحظورات.

 

وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179]؛ أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنفوس الخبيثة من النفوس الزكية، وقال: ﴿ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّب ﴾ [النساء: 2]؛ أي: الحرام بالحلال.

 

وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ﴾ [المائدة: 100]؛ أي: الكافرُ والمؤمن، والأعمالُ الفاسدة والأعمالُ الصالحة.

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة ﴾ [إبراهيم: 26]؛ إشارة إلى كل كلمة قبيحة؛ من كفر، وكذب، ونميمة، ويقال: خَبيثٌ مُخْبِث؛ أي: فاعل الخبث[2].

 

(إلا أن تُغْمِضوا فيه): الغُمْض: النوم العارض؛ تقول: ما ذقتُ غُمْضًا ولا غِماضًا، وغَمَّضَ عينَه وأَغْمَضها: وضع إحدى جَفْنَتَيْه على الأخرى، ثم يُستعار للتغافل والتساهل، قال تعالى: ﴿ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيه ﴾ [البقرة: 267] [3].

 

يقال: أغمض الرجل في أمر كذا: إذا تساهل فيه ورضي ببعض حقِّه وتجاوز، وما في تفسير الآية فهو مأخوذٌ من تغميضِ العين؛ لعدم رؤية العيب والرَّداءة[4].

 

معنى الآية الكريمة:

بعدما رَغَّب الله تعالى عباده المؤمنين في الإنفاق في سبيله في الآيات السابقة، بدءًا من قوله تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون ﴾ [البقرة: 265، 266]، ناداهم هنا بعنوان الإيمان، وأمرهم بإخراج زكاة أموالِهم من جيِّد ما يكسبون، يريد الحبوبَ والثمارَ، كما أن ما يكسبونه يشمَلُ النقدَيْن، والماشيةَ من إبلٍ وبقَرٍ وغنَمٍ، ونهاهم عن التصدُّقِ بالرديءِ من أموالِهم، فقال: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيه} [البقرة: 267]؛ يريد: لا ينبغي لكم أن تنفقوا الرديءَ، وأنتم لو أُعْطِيتُموه في حق لكم، ما كنتم لتقبلوه، لولا أنكم تغمضون وتتساهلون في قَبوله، وهذا منه تعالى تأديب لهم وتربية، وأَعْلمَهم أخيرًا: أنه تعالى غَنِيٌّ عن خلقه ونفقاتهم، فلم يأمرهم بالزكاة والصدقات لحاجة به؛ وإنما أمرهم بذلك لإسعادهم، وأنه تعالى حميد محمودٌ بما له من إنعام على سائر خلقه[5].

 

سبب نزول الآية الكريمة:

روى الحاكم وصحَّحه - على شرط الشيخين - في سبب نزول هذه الآية عن البراء، قال: هذه الآية نزلت فينا، كنا أصحابَ نَخْلٍ، فكان الرجل يأتي من نخله بقدر كثرته وقلته، فيأتي الرجل بالقِنْو فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصُّفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع فضربه بعصاه فيسقطُ منه البُسْرُ[6] والتمرُ فيأكلُ، وكان أُناس ممن لا يَرغَبون في الخير يأتي بالقِنو[7]، والحَشَف[8]، والشِّيص[9] فيعلِّقه، فنزلت الآيةُ: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ الآية [البقرة: 267].

 

وفي الآية التي تليها يحذِّرُ الله تعالى عبادَه من وسوسة الشيطان، فقال سبحانه: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة: 268]؛ أي: الشيطانُ يخوِّفُكم من الفقرِ إن تصدَّقتم، ويُغْريكم بالبُخْلِ ومنعِ الزكاة، {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} [البقرة: 268]؛ أي: هو سبحانه يعدكم على إنفاقكم في سبيله مغفرةً للذنوب، وخلَفًا لما أنفقتموه زائدًا على الأصل، ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ﴾ [البقرة: 247]؛ أي: واسع الفضل والعطاء، عليم بما يستحقُّ الثناء[10].

 

ويَحْسُن هنا الحديث عن الزكاة؛ لمناسبتها للآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 267].

 

فالزكاة لغةً: تطلق على النماء والتطهير والزيادة والمدح.

 

وفي الاصطلاح: تطلق على الصدقة، التي فرضَها الله عز وجل، وهي ركنٌ من أركان الإسلام، دل على وجوبها قوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]، وقوله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43].

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((بُني الإسلام على خَمْسٍ)) وعَدَّ منها: ((وإيتاء الزكاة))[11].

 

ولا تجب الزكاة إلا على مسلم حرٍّ مالك النصاب، "سواءٌ كان: صغيرًا أم كبيرًا، أم عاقلاً أم مجنونًا، بتمام الحَوْل"[12]؛ لحديث: ((لا زكاةَ في مالٍ حتى يَحُولَ عليه الحَوْل))[13]،[14]، وما كان خارج يد الإنسان كالدَّيْن، فإن كان على معترف غنيٍّ، فعلى صاحبه زكاتُه، وإن كان على مُعْسر، أو جاحد، أو مماطل، ففي وجوبِ الزكاة فيه روايتان، والراجح: أنه يزكِّيه بعد قبضِه.

 

ومن وجد النِّصاب الكاملَ جاز له تقديم الزكاة قبلَ مُضِيِّ الحَوْلِ، كأن يدفعها لحاجةٍ، أو مَجاعةٍ، ونحوهما، ويجب إخراج الزكاة بعد التمكُّن على الفور، إلا أن يؤخِّرَها يسيرًا ليدفعَها إلى مَن هو أحوجُ إليها، فلا بأس، وتسقُطُ الزكاةُ بتلفِ المالِ قبل التمكُّن من الأداءِ على الصحيحِ، ولا تسقط بموت ربِّ المال، وتخرجُ من تركته، وإن ضاعت الزكاة بعينها وجَبَ أن يغرمَها حتى يوصلَها إلى يد مُستحقِّيها، ولا بأسَ أن يُخرِجَ الزوجُ الزكاةَ التي على زوجتِه بإذنِها، ورِبحُ المال تُؤدَّى زكاتُه مع أصلِه؛ لأنه تابع له في الملك، وأما المستفاد فلا يضمُّ، بل له حَوْلٌ مستقلٌّ؛ كوظيفةٍ وعطيَّةٍ وإرثٍ ونحوها، والحَوْل معتبر في جميع أنواع الزكاة، إلا في الخارج من الأرض، كالزروع والثمار والمعادن، ولا زكاة في شيء من ذلك حتى يبلُغَ نِصابًا[15].

 

مسائل في إخراج الزكاة:

1 - يشترط لإخراجها نية المكَلَّف.

2 - إن وَكَّل المسلم مسلمًا يقوم بإخراجها، أجْزَأه.

3 - تصرف زكاة كل مالٍ لفقراء بلدِه، ويجوز نقلها لمصلحة شرعية؛ كأقاربَ، أو مجاهدين.

4 - الأَوْلَى أن يفرق المزَكِّي زكاةَ مالِه على أقاربه المستحقِّين لها شرعًا، ولا يدفعها لمن تلزمُه نفقتُهم ممن يَرثُون بفرض أو تعصيب؛ كالأب، والزوجة، والابن، والبنت، وجائزٌ أن يدفعَ الزكاةَ إلى سائر الأقارب الذين لا يرثون أصلاً، أو كان حرمانُهم من الإرث لمانع كالحَجْب، وإن كان للمرأة الفقيرة زوج مُوسر ينفِقُ عليها، لم يَجُز دفعُ الزكاة لها.

5 - يجب أن تكون الزكاة من الكسب الطيب، ويستحب إظهارُها[16].

 

الحكمة من الزكاةِ:

الزكاة من محاسن الإسلام، الذي جاء بالمساواة، والتراحم والتعاطف والتعاون، وقطعَ دابرَ كلِّ شرٍّ يهدِّد الفضيلةَ والأمنَ والرخاء، وغير ذلك من مُقوِّمات البقاء لصلاح الدنيا والآخرة، فقد جعلها الله تعالى طُهْرَةً لصاحبها من رذيلةِ البُخْلِ، وتنمية حسيَّة ومعنويَّة من آفة النقص، ومساواة بين خلقه بما خَوَّلَهم من مال، وإعانة من الأغنياء لإخوانهم الفقراء، الذين لا يقدرون على ما يقيم أَوَدَهُم[17] من مال، ولا قوة لهم على عمل، وتحقيقًا للسلام الذي لا يستقر بوجود طائفة جائعة ترى المال المحرومةَ منه، وتأليفًا للقلوب، وجمعًا للكلمة حينما يَجودُ الأغنياء على الفقراء بنصيب أموالهم، وبمثل هذه الشرائع الكريمة: يُعْلَم أن الإسلام هو دين العدالة الاجتماعيَّة، الذي يكفُل للفقير العاجز العيش والقُوت، وللغَني حريةَ التملُّك مقابلَ سَعْيه وكدحه، وهذا هو المذهب المستقيم الذي به عمارة الكون، وصلاح الدين والدنيا، فلا شيوعيَّة مُتطرِّفة، ولا رأسماليَّة مُمْسِكَة شاحَّة[18].

 

أهل الزكاة: مَن يستحقُّ الزكاة؟

وأهل الزكاة ثمانية، أمر الله بصرفها لهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].

 

1 - الفقير: هو المعدم ومن لم يجد أكثرَ الكفاية.

 

2 - المسكين: من يجد أغلبَ حاجتِه دون تمامها، قال في الكافي: "وإن كان للرجل دار يسكنها، أو دابة يحتاج إلى ركوبها، أو خادم يحتاجه، أو بضاعة يَتَّجِر بها، أو صَنْعة يمارسها، ولا تقوم بكفايتِه، فله أخذُ ما يتمُّ به الكفايةُ من الزكاة له ولأولاده". ا. هـ.

 

3 - العامل عليها: وهو الجابي لها (الجابي: الجامعُ للزكاة).

 

4 - المؤَلَّف قلبُه: وهو السيِّدُ المطاع في قومه، يُرجَى إسلامُه، أو يُخشَى شَرُّه على المسلمين.

 

5 - وفي الرقاب: أي يجوز العتق من الزكاة.

 

6 - الغارِم: وهو مَن استدان للإصلاح بين الناس، أو لنفسه فأعسَر.

 

7 - الغازِي في سبيل الله: وهو من لا راتب له، فَيُعْطَى ولو كان غَنيًّا؛ لأنه لحاجة المسلمين.

 

8 - ابن السبيل: وهو الغريب المنقطع في غير بلده.

 

ويُعطَى الجميع من الزكاة بقَدْر حاجتِهم، إلا العاملَ عليها فيُعْطَى بقدر أجرته.

 

ولا يجوز دفع الزكاة الواجبة لكافرٍ، ولا بأسَ بصدقة التطوُّع، لكنَّ المسلمَ أَوْلَى، ولا يُجزِئ دفعُها للرَّقيقِ، ولا لغنيٍّ مُكْتَسِب، ولا لمن تلزمُه نفقتُه؛ كزوجة، وولد، ووالدَيْه.

 

ولا تدفع للزوج، ولا تدفع لبني هاشمٍ[19]، ولا لمَواليهم، قاله في الكافي.

 

والمال الذي لا يُزكَّى يستحيل نارًا على صاحبه يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن آتاه اللهُ مالاً فلم يُؤَدِّ زكاتَه، مُثِّلَ له مالُه يومَ القيامة شُجاعًا أقرعَ له زَبيبتان[20] يُطَوِّقه، ثم يأخذ بلِهْزِمَتَيْهِ[21]، ثم يقول: أنا مالُك، أنا كَنْزُك، ثم تلا هذه الآية: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180]))[22].

 

ومَن منع الزكاة جاحدًا لها، أو باخلاً بها، فللإمام تحصيلُها منه قَهْرًا، وإن استوجب الأمر قتالَه قَتَلَه، ومن أنكر وجوب الزكاة بعد العلمِ بوجوبِها، فهو مُرتدٌّ، والله أعلم[23].

 

والزكاةُ حق واجب في مال مخصوص، وهو بهيمةُ الأنعامِ، والخارج من الأرض، والنَّقْدان، وعُروض التِّجارة، ونقتصر هنا على بيان زكاة النَّقْدَيْن، ويُرْجَع في باقي الأموالِ إلى كتب الفقه؛ وذلك خشيةَ الإطالة.

 

النَّقْدَان: الذهب والفضة، وما في حكمهما من الأوراق المالية؛ كالدُّولار، أو الجنيه الإنجليزي، أو الريال السعودي، أو الدينار الكويتي، ونِصَاب الذَّهَب عشرون مِثْقالاً[24] إسلاميًّا، والمِثقال وَثُلُثا المثقال بوزن جنيه إنجليزي أو جنيه سعودي، فيكون نِصاب الذهب فيهما اثنَي عَشرَ جنيهًا سعوديًّا أو إنجليزيًّا؛ لأن وزنَهما واحد، ونِصاب الفضة مائتا دِرْهمٍ، وبالريال الفرنسي اثنان وعشرون ريالاً، وبالريال العربي السعودي خمسة وخمسون ريالاً، ومن الفضة بالجرام = 595 جرامًا.

 

أما الحليُّ الذي تلبسه المرأة أو تُعِيرُه، فليس عليه زكاة في ظاهر المذهب، وأوجَبَه أبو حنيفة، ولكن خالفه الجمهور، وقال الإمام أحمد: زكاتُه إعارتُه، وليس فيه زكاة، رُوِيَ ذلك عن أنس وجابر وابن عمرَ، وعائشةَ وأسماءَ أختِها رضي الله عن الجميع.

 

وقال الترمذيُّ: ليس يصِحُّ في هذا الباب شيءٌ؛ يعني: زكاةَ الحُليِّ.



[1] المفردات في غريب القرآن - الراغب الأصفهاني.

[2] المفردات في غريب القرآن - الراغب الأصفهاني.

[3] المفردات في غريب القرآن - الراغب الأصفهاني.

[4] أيسر التفاسير - الجزائري ج1ص143.

[5] أيسر التفاسير - الجزائري ج1 ص 144.

[6] البُسْر: أوله طَلْعٌ، ثم خَلال بالفتح، ثم بَلَح بفتحتين، ثم بُسْر، ثم رُطَب، ثم تَمْر، الواحدة: بُسْرَة وبُسُرَة، والجمع: بُسُرات وبُسُر (مختار الصحاح).

[7] القِنْو: العِذْق، وتثنيته: قِنْوانِ، وجَمْعُه: قِنْوانٌ.

[8] الحَشَف: أردأ التَّمْر.

[9] الشِّيص: التمر الذي لا يَشْتَدُّ نَوَاه، وإنما يَتَشَيَّص إذا لم تُلْقَح النَّخْلُ (مختار الصحاح).

[10] صفوة التفاسير - الصابوني.

[11] رواه البخاري ومسلم رحمها الله تعالى.

[12] المُغْنِي ج 2 ص 488.

[13] الحَوْل: العام.

[14] رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه رحمهم الله تعالى.

[15] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص 235.

[16] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص236.

[17] أَوِدَ الشيء؛ أي: اعْوَجَّ.

[18] تيسير العلام - البسام ج1 ص 386.

[19] بنو هاشم: وهم آل البيت مِن آل العباس، وآل عليٍّ، وآل جعفر، وآل عَقيل بن أبي طالب، وآل الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم ثاني أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في بني المطلِب.

[20] زبيبتان: أي نُكْتَتَانِ سَوْدَاوان فوق عينه، والشُّجاع: الذَّكَر من الحَيَّات.

[21] ومعنى اللِّهْزِمَة: عظم ناتِئ في اللَّحْي تحت الحَنَك، وهما لِهْزِمَتان، والجمع: لَهَازِم (المعجم الوجيز).

[22] رواه البخاري رحمه الله تعالى.

[23] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص 341.

[24] المِثْقال = 4. 25 جرام ذهب عيار 24، وعشرون مِثقالاً = 85 جرام ذهب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا }
  • { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
  • { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم }
  • { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى }
  • { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام }
  • { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة }
  • {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم}
  • { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم }
  • {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}
  • يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون
  • يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها
  • يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
  • يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله
  • أنفق ينفق عليك (درس رمضاني)
  • أنفق وكأنه لم ينفق!

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مع آية: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب