• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الاستغاثة

الاستغاثة
علي محمد سلمان العبيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/8/2014 ميلادي - 27/10/1435 هجري

الزيارات: 66813

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستغاثة

 

الاستغاثة: طلَبُ الغوث، وهو إزالة الشدة.

 

والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه، جائزة، والاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ كالاستعانة بالأموات، والاستغاثة بالأحياء، والاستعانة بهم في شفاء المرضى، وتفريج الكربات، ودفع الضر، فهذا النوع حرامٌ، وهو شِرك أكبَرُ.

••••


الاستغاثة: طلب الغَوْث، وهو التخليص من الشِّدة والنِّقمة، والعون على الفَكاك من الشدائد، ولم يتعدَّ في القرآن إلا بنفسِه؛ كقوله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 9]، وقد يتعدى بالحرف؛ كقول الشاعر:

حتى استغاث بماءٍ لا رِشاء له
مِن الأباطحِ في حَافَاتِه البُرَكُ

 

ويقول المضطر الواقع في بلية: أغِثْني؛ أي: فرِّج عني، وفي الحديث: ((اللهم أغِثْنا)) بالهمزة من الإغاثة؛ انتهى.

 

قال ابن السِّكِّيت: استغثته فأغاثني، والاسم: الغَواث والغُواث والغِياث.

 

وأبو عبيد: الصارخ المستغيث، والصارخ المغيث.

 

وقيل الصارخ: المستغيث، والمُصرِخ المغيث، وهو أجود؛ لقوله تعالى: ﴿ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ [إبراهيم: 22].

 

ابن السكيت: المنجود: المستغيث، وأنشد:

صاديًا يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ
ولقد كان عُصرةَ المنجودِ

 

قال في تاج العروس:

غوث الرجل واستغاث: صاح: واغوثاه، وتقول: ضُرِب فلان فغوَّث تغويثًا، قال: واغوثاه، قال شيخنا: وقد صرَّح أئمةُ النحو بأن هذا هو أصله، ثم إنهم استعملوه بمعنى صاح ونادى طلبًا للغوث، والاسم: الغَوْث بالفتح، والغُوَاث بالضم على الأصل، وفتحه شاذ؛ أي: وارد على خلاف القياس؛ لأنه دلَّ على صوت، والأفعال الدالَّة على الأصوات لا تكون مفتوحةً أبدًا، بل مضمومة؛ كالصُّرَاخ والنُّباح، أو مكسورة؛ كالنِّداء والصِّياح، وهو قول الفراء كما نقَله الجوهري.

 

واستغاثني فلان فأغثتُه إغاثةً ومغوثةً، ويقال: استغثت فلانًا فما كان لي عنده مَغُوثة؛ أي: إغاثة.

 

قال شيخنا: قالوا: الاستغاثة: طلب الغَوْث، وهو التخليص من الشِّدة والنقمة، والعَوْن على الفَكاك من الشدائد، ولَم يتعدَّ في القرآن إلا بنفسه؛ كقوله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 9]، وقد يتعدى بالحرف؛ كقول الشاعر:

حتى استغاث بماءٍ لا رِشاءَ له
مِن الأباطحِ، في حَافَاتِه البُرَكُ

 

وكذلك استعمله سيبويه، فلا عبرة بتخطئة ابنِ مالك للنحاةِ في قولهم: المستغاث له وبه؛ قاله الشهاب في أثناء سورة الأنفال.

 

ويقول المضطرُّ الواقع في بلية: أغِثْني؛ أي فرِّج عني، وفي الحديث: ((اللهم أغِثْنا)) بالهمزة من الإغاثة، ويقال فيه: غاثهُ يَغِيثه، وهو قليل، قال: وإنما هو من الغيث لا الإغاثة.

 

وقال ابن دريد: غاثه يغُوثه غوثًا هو الأصل فأُميتَ.

 

وقال الأزهري: ولم أسمع أحدًا يقول: غاثه يغوثه بالواو، وعن ابن سِيدَهْ: وأغاثه الله وغاثه غوثًا وغياثًا، والأول أعلى.

 

والاسم الغِياث بالكسر؛ حكاه ابن الأعرابي، فهو مثلَّث الأول، كما في النهاية.

 

وفي الصِّحاح: صارت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قبلها، وهو موجودٌ في أصول البخاري بالرِّوايات الثلاث، وأنكر الكسرَ بعضُ أئمة اللغة؛ ولذا خلت عنه دواوين اللغة، والضم رووه عن أبي ذر، والفتح الذي هو شاذ نسبه الحافظ ابنُ حجر في فتح الباري للأكثر، وقال البدر الدماميني في المصابيح: به قيده ابن الخشاب وغيره، والكسر ذكره ابن قرقول في المطالع، وشيخه القاضي عياض في المشارق، وبه صدر في اليونينية، وتبِعه أهل الفروع قاطبةً، كذا نقله شيخنا.

 

وفي التهذيب: الغِياث: ما أغاثك الله به، والمَغاوِث: المياه، قيل: هي من الجُموع التي لا مفرد لها، والغَوِيث كأمير، وفي نسخة: والتغويث - وهو خطأ -: شدة العَدْو، يقال: إنه لذو غويث.

 

الغويث أيضًا: ما أغثت به المضطرَّ من طعام أو نَجْدة؛ نقله الصاغاني.

 

قد سموا غوثًا، وهو اسم يوضع موضع المصدر، مِن أغاث، وغِياثًا بالكسر، ومُغيثًا بالضم؛ انتهى.

 

وقال ابن الأثير:

(غوث) في حديث هاجر أم إسماعيل: (فهل عندك غَواث؟!) الغَواث بالفتح كالغِياث بالكسر، من الإغاثة: الإعانة، وقد أغاثه يغيثه، وقد رُوي بالضم والكسر، وهما أكثرُ ما يجيء في الأصوات؛ كالنُّباح والنِّداء، والفتح فيها شاذ.

 

ومنه الحديث: ((اللهم أغِثْنا)) بالهمزة من الإغاثة، ويقال فيه: غاثه يَغِيثه، وهو قليل، وإنما هو مِن الغيث، لا من الإغاثة؛ انتهى.

 

قال الفيروزآبادي:

غوَّث تغويثًا: قال: واغوثاه، والاسم: الغَوث والغُواث بالضم، وفتحه شاذ، واستغاثني فأغثتُه إغاثةً ومغوثةً، والاسم: الغِياث بالكسر، والمغاوث: المياه، والغَويث: شدة العَدْو، وما أغثتَ به المضطرَّ من طعام أو نَجدة، وسموا: غياثًا ومغيثًا؛ انتهى.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:

(وأما لفظ: الغَوث والغياث، فلا يستحق إلا لله؛ فهو غِياثُ المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثةُ بغيره، لا بملَكٍ مقرَّب، ولا نبيٍّ مرسَل).

 

الاستغاثة المطلَقة التي لا تصح إلا بالله، وهو أن يطلب من المخلوق ما لا يقدِرُ عليه إلا اللهُ تعالى؛ كإزالة المرض، والانتصار على العدو، وهداية القلب، وهذا القدر يمكن المسؤول أن يتسببَ فيه، بأن يدعو الله تعالى له، ويجيب الله دعاءه.

 

ومِن أعظمِ المبتدعين مَن جوَّز أن يستغاثَ بالمخلوق الحي والميت في كلِّ ما يُستغاث فيه بالله عز وجل، بل من جوز أن يُسأَل الميت ويُدعَى على أي وجه كان، بل من حَمل ألفاظ الاستغاثة بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم المراد بها التوسل به، وجعل توسُّل الصحابة هو توسُّلَهم بذاته، والإقسام به على الله تعالى، ولم يعلَمْ أن المراد بها التوسل بشفاعته، ومن أعظم المبتدعين مَن جعل التوحيد كفرًا، والشِّرك إيمانًا، وكفَّر مَن هو أحق بالإيمان من طائفته، ونفى الكفرَ عن طائفتِه الذين هم أحقُّ بالكفر ممن كفَّروه، فليس في علماء المسلمين مَن يقول: إنه يستغاث بالمخلوق في كل ما يُستغاث اللهُ فيه، ولا من يقول: إن الميتَ يستغاث به في كلِّ ما يستغاث بالله فيه، بل قول القائل: إن الأمورَ التي لا يقدر عليها إلا اللهُ تعالى لا تُطلَب إلا منه: متَّفقٌ عليه بين علماء المسلمين، وما علمتُ - إلى ساعتي هذه - أحدًا من علماء المسلمين الذين يستحقُّون الإفتاء نازَع في هذا، بل ثبت عندي عن عامة مَن بلغني كلامُه من علماء المسلمين الموافقةُ على هذا.

 

وعليه؛ فلا يجوز لأحد الاستغاثةُ بغيره؛ أي: الله سبحانه وتعالى، لا بملَكٍ مقرَّب، ولا نبي مرسَل، ومَن زعم أن أهل الأرض يرفَعون حوائجهم التي يطلبون بها كشفَ الضر عنهم، ونزول الرحمة بهم، إلى الثلاثمائة، والثلاثمائة إلى السبعين، والسبعين إلى الأربعين، والأربعين إلى السبعة، والسبعة إلى الأربعة، والأربعة إلى الغَوث - فهو كاذبٌ ضالٌّ مشرك؛ فقد كان المشركون كما أخبَر الله عنهم بقوله: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 67]، وقال: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62]، فكيف يكون المؤمنون يرفَعون إليه حوائجهم بعدة وسائط من الحجَّاب، وهو القائل تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]؟! وقال الخليلُ - عليه السلام - داعيًا لأهل مكة: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 37 - 41].

 

وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ * قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴾ [البقرة: 127 - 139].

 

وقال تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ [الأنفال: 9 - 12].

 

قال ابن جزي في تفسيره: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾: ﴿ إِذْ ﴾ بدلٌ من: ﴿ إِذْ يَعِدُكُمُ ﴾ [الأنفال: 7]، وقيل: يتعلَّق بقوله: ﴿ يُحِقَّ الْحَقَّ ﴾ [الأنفال: 7]، أو بفعل مضمر، واستغاثتهم: دعاؤهم بالغَوْث والنصر، ﴿ مُمِدُّكُمْ ﴾؛ أي: مُكثِّركم، ﴿ مُرْدِفِينَ ﴾: مِن قولك: ردِفه إذا تبعه، وأردفته إياه: إذا أتبعته إياه، والمعنى: يتبع بعضُهم بعضًا، فمن قرأه بفتح الدال فهو اسمُ مفعول، ومن قرأه بالكسر فهو اسم فاعل، وصحَّ معنى القراءتين؛ لأن الملائكة المنزَّلين يتبع بعضهم بعضًا، فمنهم تابعون ومتبوعون، ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ ﴾: الضمير عائدٌ على الوعد، أو على الإمداد بالملائكة؛ انتهى.

 

وقال البغوي في تفسيره: قوله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾: تستجيرون به مِن عدوِّكم، وتطلبون منه الغَوْث والنصرَ.

 

﴿ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ ﴾: مرسِل إليكم مددًا ورِدءًا لكم، ﴿ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾: قرأ أهلُ المدينة ويعقوب: ﴿ مُرْدَفِينَ ﴾ بفتحِ الدال؛ أي: أردَف الله المسلمين وجاء بهم مددًا، وقرأ الآخَرون بكسر الدال؛ أي: متتابعين، بعضُهم في إثرِ بعض، يقال: أردفته وردفته بمعنى تبعته؛ انتهى.

 

كتاب: اتباع مناهج أهل السنن والآثار .. شرح سواطع الأنوار لمعرفة عقيدة سيد الأبرار





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التوسل والوسيلة
  • التوسل المشروع
  • التوسل إلى الله تعالى يكون بإظهار الضعف والحاجة والافتقار إليه
  • الرد على من يبرر الاستغاثة بالمخلوق
  • الاستغاثة والدعاء حق رب الأرض والسماء (خطبة)
  • استغاثة (شعر للأطفال)
  • من مآلات القول بجواز الاستغاثة بالأموات من الأنبياء والأولياء

مختارات من الشبكة

  • الاستغاثة دعاء المكروب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سؤالان لمجوزي الاستغاثة بالأموات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دليل الاستغاثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم الاستغاثة بالأولياء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستغاثة بالله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة رسالة مشتملة على سؤال أهل مكة في الاستغاثة وجواب الشيخ حمد بن ناصر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • في الاستغاثة(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • الاستغاثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من نواقض الإسلام: الشرك في عبادة الله (6)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الرد على شبهة: هل جبريل حي أو ميت؟(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب