• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأضحية ... معنى التضحية في زمن الماديات
    محمد أبو عطية
  •  
    خطبة الجمعة ليوم عيد الأضحى
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    صلاة العيد وبعض ما يتعلق بها من أحكام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (3)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

علامات الساعة الصغرى: استحلال الخمر

علامات الساعة الصغرى: استحلال الخمر
الشيخ ندا أبو أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/8/2014 ميلادي - 18/10/1435 هجري

الزيارات: 72516

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علامات الساعة الصغرى

استحلال الخمر

 

37- استحلال الخمر

وقد مر بنا في الحديث السابق: أنه سيكون في آخر الزمان أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف، يمسخهم الله عز وجل قردةً وخنازير إلى يوم القيامة.

 

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي أناس يستحلون الخمر ويسمونها بغير اسمها، وهذا من علامات الساعة.

 

♦ فقد أخرج البخاري ومسلم َعنْ أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا تقوم الساعة - أو مِنْ أشراط السَّاعَةِ -: أَنْ يُرفع الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، ويُشرَب الخمر، ويفشو الزِّنَا، ويذهب الرجال، ويبقى النِّسَاءُ،، حَتَّى يكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ".

 

♦ وفي رواية: "يظهر الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء".

♦ وأخرج الترمذي عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ، إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ[1] وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ".

 

♦ وعند الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليشربن أناس من أمتي الخمر، يُسمونها بغير اسمها" (صحيح بشواهده).

 

♦ ورواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني والبيهقي عنه بلفظ: "ليشربن أناسٌ من أمتي الخمر يُسمُّونها بغير اسمها، ويُضرب على رءوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير".

(قال ابن القيم: إسناده صحيح، ورمز السيوطي لصحته)

 

♦ وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتستحلَنَّ طائفةٌ من أمتي الخمر باسمٍ يسمونها إيَاه" (صححه الألباني، وقال ابن حجر: سنده جيد).

 

واستُحِلَّت الخمر لقلة الإيمان أو لذهابه، لأنه مَنْ ملأ الإيمان قلبه لا يُتَصور منه فعل هذا.

 

ولذلك جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَزْنِى الزَّانِي حِينَ يَزْنِى وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخمر حِينَ يَشْرَبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ".

 

قال ابن عباس رضي الله عنه : "إذا شرب المؤمن الخمر يُنزع منه الإيمان هكذا، وشبَّك ابن عباس بين أصابعه ثم أخرجها، فإن تاب عاد إليه الإيمان هكذا، وشبَّك بين أصابعه".

 

ورفع أبو هريرة رضي الله عنه يده مرة على رأسه وقال: "يُنزع منه الإيمان، فيصبح على رأسه كالظل، فإن تاب وعاد يُعاد إليه الإيمان هكذا". (أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة: ص472).

 

وأخرج النسائي بسند صحيح موقوف من حديث عُثْمَانَ رضي الله عنه يَقُولُ: "اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلا قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ، فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: أَنَا أَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ، عِنْدَهَا غُلامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعْوَتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعْوَتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلامَ، قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، فَقَالَ: زِيدُونِي، فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا - وَاللَّهِ - لا يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلا أَوْشَكَ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ".

 

فلا يجتمع إيمانٌ وحب الخمر في قلب عبدٍ أبداً، ولذلك تجد أن الله عز وجل لما حرَّم الخمر، نادى على أهل الإيمان فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]، لأن أهل الإيمان هم الذين سيستجيبون لهذا النداء.

 

38- استحلال المعازف

وهذا مما عمَّت به البلوى في هذا الزمان، وقد مر بنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري عن أَبُي مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه أنه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ[2]، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يعني الفقير - لِحَاجَةِ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ أخرىنَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

 

فهؤلاء الذين استحلوا هذه المحرمات يهلكهم الله عز وجل، ويدكدك عليهم الجبل، ويوقعه عليهم، ويمسخ آخرين منهم قردة وخنازير.

 

وأخرج الطبراني في "الكبير" عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيكونُ في آخر الزمان خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَمَسْخٌ، قِيل: ومتي ذلك يا رسول الله؟ قال: إِذَا ظَهَرَتْ الْمَعَازِفُ والْقَيْنَاتُ [3]" (صحيح الجامع:3665).

 

ومعنى استحلالهم لهذه المُحرَّمات أحد شيئين:

1 - اعتقاد حِلّ هذه الأمور وأنها ليست حراماً.

2 - أو اعتياد فعلها وانتشارها بين الناس، حتى تُصْبَح لا تنكرها الألسن ولا القلوب، فلا يستشعر الناس حرمتها أثناء فعلهم لها.

 

39- انتشار الربا وعدم المبالاة بمصدر المال

وهذه علامة من علامات الساعة، ودليل ذلك ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة يظهرُ الربا". (الصحيحة: 2/3415)

 

والظهور هنا بمعنى الكثرة والانتشار.

 

ومن المعلوم أن الربا حرام، لعن الله آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، وقد توعد الله سبحانه وتعالى مَن يتعامل بالربا بحربٍ لا طاقةَ له بها؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278، 279].

 

♦ والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من التعامل بالربا، ولعن مَنْ فعل ذلك، فقد أخرج الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعنَ رسول اللهُ صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومُوكِلَه وكاتبه وشاهِدَيه، وقال: هم فيه سواء " وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أكْل الربا أشد من الزنا.

 

فقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والطبراني في "الكبير" عن عبد الله ابن حنظلة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية".

 

وعند الطبراني في "الأوسط" من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثلُ إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".

 

وعند الحاكم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أَيْسَرُهَا مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ الرجل المسلم".

 

فاحذر أخي الحبيب... من الربا، فإنه وبال وشقاء، وضنك وبلاء، وعاقبته إلى قلة ونقصان، كما جاء عند الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحدٌ أكثَرَ مِنَ الرِّبَا؛ إلا كانَ عَاقِبَةُ أَمرِه إلى قِلّة " (صحيح الجامع: 5518).

 

ورغم ذلك كله، فقد انتشرت التعاملات الربوية، وغيرها من المعاملات المُحرَّمة، طلباً لزيادة المال.

 

أحبتي في الله... لابد أن نعلم جميعاً أن الرزق يطارد الإنسان ويلاحقه، كما يطارده ويلاحقه الأجل فقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْ أَنَّ رَجُلا هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ، كَهَرَبِهِ مِنَ الْمَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ".

 

لكن هناك من هو في شك من هذا، فراح يطلب الرزق بمعصية الله، ولا يبالي أمِنْ حرام أم من حلال؟ وقد وقع هذا مصداقاً لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقد أخرج البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ أَمِن حَلالٍ أَمْ مِن حَرَامٍ...".

 

وصدق الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد رأينا هذا الزمان الذي انتشر فيه بيع الدخان والخمور وبيع ملابس النساء التي تظهر العورة، أو التعامل بالربا، بل أن هناك مَن يتاجر بأعراض النساء ويأكل من هذا المال.

 

فهؤلاء نذكِّرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في "مسند الإمام أحمد": "كلُّ جسدٍ نبت من سُحتٍ فالنار أولى به". (صحيح الجامع:4519).

 

وهؤلاء نذكِّرهم أيضاً بأن الرزق لا يُنال إلا بطاعة الله فقد أخرج ابن حبان والحاكم بسند حسن عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا [وتستوفي أجلها] فاتقوا الله وأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تطْلُبَوه بمعاصي الله، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُدْرك مَا عِنْدَهُ إِلا بِطَاعَتِهِ".

 

فعلى الإنسان أن يتحرَّى الحلال، ولا أقول يترك الحرام فقط، بل يترك الشبهات، فإن فعل فهو للحرام أتْرك، كما جاء في الحديث: "فَمَنْ تَرَكَ مَا يَشْتَبِهُ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ، كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ".

 

أخرج البخاريُّ ومسلِمٌ عن أبي عبدِاللهِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ".

 

40- شهادة الزور وكتمان شهادة الحق:

فالإسلام حرَّم شهادة الزور وجعلها من أكبر الكبائر، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه عن أبيه قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ - ثلاثاً - قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئاً، فقال: ألا وقول الزور، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت".

 

فمن شهد بغير علم فقد وقع في ذنب عظيم، وارتكب إثماً كبيراً، قال تعالى: ﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

قال محمد بن الحنفية: "يعني شهادة الزور".

 

فعلى الإنسان ألا يشهد إلا بما علم، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا ﴾ [يوسف: 81].

 

ومَنْ شهد بما لا يعلم فقد أضاع الحقوق، ونصر الظالم، أو ظلم بريئاً، لذا استحقَّ أن يكون من أكبر الكبائر.

 

أما بالنسبة لكتمان شهادة الحق، فهذا أيضاً من الأمور التي نهي عنها رب العالمين، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾ [البقرة: 283].

 

• وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة الزور وكتمان شهادة الحق من علامات الساعة، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد من حديث عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ، حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ، وَشَهَادَةَ الزُّورِ، وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ، وَظُهُورَ الْقَلَمِ". (قال أحمد شاكر: صحيح، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط).



[1]الْقَيْنَاتُ: جمع قينة، وهي المُغَنِّيَة.

[2] الحِرّ: الزنا. - المعازف: هي آلات اللهو والطرب.

[3] الْقَيْنَاتُ: هن المُغَنِّيَات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علامات الساعة الصغرى : كثرة الفتن وخروج أدعياء النبوة
  • علامات الساعة الصغرى : ضياع الأمانة والسلام على الخاصة
  • علامات الساعة الصغرى : إمارة السفهاء وكثرة القراء وقلة العلماء
  • علامات الساعة الصغرى : تداعي الأمم على الأمة الإسلامية
  • علامات الساعة الصغرى : اتخاذ المساجد طرقا
  • علامات الساعة الصغرى : البخل وقطيعة الرحم
  • علامات الساعة الصغرى : رفع العلم وظهور الجهل
  • علامات الساعة الصغرى : كثرة القول وترك العمل
  • من علامات الساعة: الدخان الذي يكون في آخر الزمان
  • حكم مستحل المعاصي
  • علامات الساعة الصغرى
  • لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر

مختارات من الشبكة

  • علامات الفعل والحرف(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من علامات الترقيم: علامة التأثر وعلامة الاعتراض(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنواع العلامات في النظام النحوي(مقالة - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • علامات الرفع في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات القيامة الكبرى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات الترقيم في الكتابة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • علامات النصب في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • علامات سوء الخاتمة .. قبل الموت وعند التغسيل(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/12/1446هـ - الساعة: 9:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب