• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

صلاة الفجر

الشيخ خالد بن أحمد المسيطير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/9/2009 ميلادي - 22/9/1430 هجري

الزيارات: 33454

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صلاة الفجر

 

أمَّا بعد:
فيا أيُّها المسلمون والمسلمات، حياة المسلم تعْتريها حالاتُ نقْصٍ وقصور، وقد يكون ذلك في فضائِل الأعمال وسُنن الإسلام، وقد يتعدَّى إلى واجبات الدّين ودعائم الإيمان، وزمنُنا المعاصر ووقتُنا الحالي مليئان بمثبِّطات الإيمان ومعوِّقات الطاعات، شُبه وشهوات، شُبه تَجعل الحليم حيرانَ، وتقوّض قواعد الإيمان، وشهوات من لَم يقَع فيها نالَه مِن ذكائِها وقشبها ما يؤثِّر على إيمانه وأخلاقِه وسلوكِه.

 

عباد الله:
مظاهر التَّقصير في الطَّاعات في أمَّتنا كثيرةٌ وصُوَرها متعدِّدة، واليوم نقِف على إحْدى هذه المظاهر وتلْك الصور وقد انتشرتْ واشتهرت اشتِهارًا لا يُمكن معه الإنكار، وعمَّت حتَّى لحقت بعض الأخْيار مع أنَّها سمة للمنافقين، نعوذ بالله من حالِهم وحال أهل النَّار.

 

هذه الصورة مستقْبحة شرعًا ومَمقوتة فطرةً وحسًّا وعرفًا، مَن قامت به قامت به الأدْواء، ومَن وقع فيها وقع أسيرًا للأهْواء، إنَّها الإعراض عن صلاة الفجر، الإعْراض عنها إعراض عن الخير، إعراض عن الجنَّة، إعراض عن ذمَّة الله وجواره؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ [الإسراء: 78]، قال ابن مسعود - رضِي الله عنه -: "(وقرآن الفجر): صلاة الصبح، ومعنى (مشهودا): تشْهده الملائكة حفظةُ اللَّيل وحفظة النَّهار".

 

وفي البخاري ومسلم وغيرِهما، عن أبي هُريْرة - رضِي الله عنْه - عن النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((تَجتمع ملائكة اللَّيل وملائكة النَّهار في صلاة الفجْر))، ثُمَّ يقول أبو هُريرة - رضي الله عنه -: اقرؤوا إن شئْتُم: ﴿ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ [الإسراء: 78].

 

قال ابن العربي في "أحكام القرآن": ثبت عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - من رواية الأئمَّة أنَّه قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللَّيل وملائكةٌ بالنَّهار، ويَجتمعون في صلاة الصُّبح وفي صلاة العصر، ثمَّ يعرج الَّذين باتوا فيكم ويسألُهم ربُّهم وهو أعلم بهم: كيف تركتُم عبادي؟ فيقولون: تركْناهم وهم يصلُّون وأتيناهم وهم يصلُّون)).

 

ثم قال ابن العربي: وبهذا فضّلت صلاة الصُّبح على سائر الصَّلوات، ويُشارِكها في ذلك العصْرُ، فتكونان جميعًا أفضل الصَّلوات، ويتميَّز عليها الصبح بزيادة فضْل.

 

وقال قتادة: كنَّا نتحدَّث أنَّ عندها يجتمع الحرسان من الملائِكة: حرس الليل وحرس النَّهار، وعن أبي محمَّد الحضرمي قال: حدَّثنا كعْب في هذا المسجِد قال: والَّذي نفسُ كعبٍ بيدِه، إنَّ هذه الآية: ﴿ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ [الإسراء: 78]، قال: إنَّها لصلاة الفجْر، إنَّها لمشهودة.

فكيف تطيب لك نفسٌ - أيُّها الأخ - وقد حُرِمْت شهود الملائكة؟! وكيف تطلُب السَّعادة في يومِك وقدِ استفتحته بالنَّوم عن قرآن الفجر؟!

قال علي بن أبي طالب وأبيُّ بن كعب - رضي الله عنْهما -: "ما نعلم صلاة يفضل عن مثلها، هي أفضل الصلوات".

قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم - : ((أفضل الصلوات عند الله: صلاة الصبح يومَ الجمعة في جماعة)).

وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لفضالة: ((حافِظْ على العصرَين: صلاة قبل طلوع الشَّمس وصلاة قبل غروبها))، وعن أبي موسى - رضِي الله عنْه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى البردَين دخل الجنَّة))؛ رواه البخاري ومسلم، والبَرْدان: هما الصُّبح والعصر.

وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في الحديث الَّذي أخرجه مسلم: ((لن يلِج النَّار أحدٌ صلَّى قبل طلوع الشَّمس وقبل غروبِها))؛ يعني: الفجر والعصر.

 

وعن جندب بن عبدالله قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - : ((مَن صلَّى الصبح فهو في ذمَّة الله، فلا يطلبنَّكم الله من ذمَّته بشيء، فإنَّه مَن يطلبه من ذمَّته بشيءٍ يُدْركه ثمَّ يكبّه على وجهِه في نار جهنَّم))، وعن عثمان بن عفَّان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((مَن صلَّى العشاء في جَماعة، فكأنَّما قام نصفَ اللَّيل، ومَن صلَّى الصبح في جماعة، فكأنَّما صلَّى اللَّيل كلَّه)).

 

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن صلَّى الصبح في جَماعةٍ ثمَّ قعَد يذكُر الله - تعالى - حتَّى تطلع الشَّمس ثمَّ صلَّى ركعتَين، كانت له كأجْر حجَّة وعمرة))، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((تامَّة تامَّة تامَّة)).

 

أمَّة الإسلام:

إنَّ قلوب المؤمنين تَحيا بذِكْر الله، وتستفيد من قولِ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فيا عجبًا كيف نغفل عن هذا الفضل؟! كيف نزهَد بجنَّة عرضُها السَّموات والأرض، فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذُن سمعتْ، ولا خطر على قلْب بشر؟! وكيف نرْضَى لأنفُسنا أن تقوم بها صفات أهل النّفاق والشّقاق - والعياذ بالله؟! فقد قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّ أثقل صلاةٍ على المُنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو يعْلمون ما فيهما لأتوْهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمُر بالصَّلاة فتُقام ثم آمُر رجُلاً فيصلّي بالنَّاس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطبٍ، إلى قومٍ لا يشهدون الصَّلاة، فأحرق عليهِم بيوتهم بالنَّار))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

سبحان الله! أرحم خلْق الله بخلْق الله، محمَّد بن عبدالله الَّذي قال الله عنْه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 103]، وقال عنْه: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وهو نفسه يهمّ بإحراق البيوت على المتخلِّفين عن الصَّلاة، لوْلا ما فيها من النّساء والصبية، لماذا؟ لخطورة التخلُّف عن الصَّلاة يا عباد الله.

 

عن أبيِّ بن كعْب - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يومًا الصبح فقال: ((أشاهدٌ فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((أشاهد فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((إنَّ هاتين الصَّلاتين أثقلُ الصَّلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهُما ولو حبوًا على الرُّكَب)).

 

وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثْمة: أنَّ عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - فقَد سُليمان بن أبي حثمة في صلاة الصُّبح، وأنَّ عمر غدا إلى السّوق، ومسكن سليمان بين المسجِد والسوق، فمرَّ بأم سليمان فقال لها: لَم أرَ سليمان في الصبح، فقالت: إنَّه بات يصلِّي فغلبتْه عيناه، قال عمر - رضي الله عنه -: "لأنْ أشهد صلاة الصُّبح في جماعة أحبُّ إليَّ من أن أقوم ليلة".

 

رحمك الله يا عمر، ورحِمك الله يا سليمان، بتَّ تصلِّي فغلبتْك عيْناك.

 

فكيف بالذين يغلبهم النَّوم وهم أمام القنوات الفضائيَّة ينتقلون من قناة إلى أخرى؟!

وكيف بالَّذين لا يغلبُهم النَّوم، ولكن تغلبهم الشَّهوة واللذَّة أمام القناة الفضائيَّة، فلسِحرها لا يقومون عنها حتَّى لعشر دقائق لنقْر صلاة الفجْر، فإذا ما انتهى ذلك البرنامج قاموا إن كان فيهم بقيَّة إيمان في أيّ ساعة وأدَّوا صلاة الفجْر؟!
كيف بالَّذين يسهرون على الأرصِفة أو في بطون الأوْدِية والشعاب لا يرْجون لله وقارًا؟!

 

عن ابن عمر - رضِي الله عنْهما - قال: كنَّا إذا فقدْنا الرَّجُل في الفجْر والعِشاء أسأْنا به الظَّنَّ.

 

وقال إبراهيم التيْمي: إذا رأيت الرَّجُل يتهاون في التَّكبيرة الأولى فاغسِلْ يدك منه.

 

أمَّا عامر بن عبدالله فقال عنه مصعب: سمِع عامرٌ المؤذّنَ يؤذِّن وهو يَجود بنفسه - يُصارع سكراتِ الموْت - فلمَّا سمع المؤذِّن قال: خذوا بيَدي، فقيل له: إنَّك عليل، فقال: أسمع داعيَ الله فلا أُجيبه، فدخل مع الإمام في المغْرب فركع ركعة ثمَّ مات، نسأل الله لنا ولكم حسنَ الخاتمة.

 

وهذا سعيد بن عبدالعزيز الإمام القدْوة مفتي دمشق، قال عنه محمَّد بن المبارك الصوري: كان سعيدٌ إذا فاتتْه صلاة الجماعة بكى.

 

أمَّا المحدِّث الثقة بشْر بن الحسن، فقد كان يلْزم الصَّفَّ الأوَّل في مسجِد البصرة خمسين سنة فسمِّى الصفّي.

 

قال ابن مسعود - رضِي الله عنْه - في أهمّيَّة صلاة الجماعة في الفجر وغيرها: "ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنْها – أي: صلاة الجماعة - إلاَّ منافق معلوم النّفاق، ولقد كان الرَّجُل يؤْتى به يُهادى بين الرَّجُلين حتَّى يقام في الصَّفّ".

 

وقال أبو هُريْرة - رضي الله عنه -: "لأن تمتلئ أذُن ابن آدم رصاصًا مذابًا خيرٌ له من أن يسمع النِّداء ولا يجيب".

 

وقال سعيد بن المسيّب - الَّذي ما أذَّن المؤذّن أربعين سنةً إلاَّ وهو في المسجد - قال في قولِه تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [القلم: 42، 43]، قال سعيد: "كانوا يسمعون: (حيَّ على الصلاة) (حيَّ على الفلاح) فلا يُجيبون وهم أصحَّاء سالمون".

 

وقال كعْب الأحْبار: والله ما نزلت هذه الآية إلاَّ في الذين تخلَّفوا عن الجماعة.

 

أمَّة الإسلام:
عباد الله، إنَّ هذا الكمّ الهائل من النّصوص والآثار في صلاة الفجر والجماعة لَهو رسالة موجَّهة إلى النَّفس التي حجبتْها الشَّهوات والشُّبهات عن طاعة الله، فتقاعستْ عن صلاة الفجْر، وهي الشِّعار الصَّريح والفيْصل الواضح بين الصَّالح والمنافِق.

 

إخوة الإسلام:
حتَّى أعداء الدِّين يعرفون قدْر هذه الصلاة، فهذا يهودي يقول لأحدِ المسلمين: إنَّكم لن تستطيعوا إرْجاع المسجد الأقصى حتَّى تكونوا في صلاة الفجْر مثل صلاة الجمعة، حتَّى تزدَحِموا في صلاة الفجر كما تزدحِمون في صلاة الجمعة.

 

فهل من عودة إلى الله؟!
هل من مُحاسبة للنَّفس قبل أن تُحاسب؟! هل تأمَّلْنا قول المؤذن: (الله أكبر) وتساءلْنا: هل الله أكبر من كلِّ شيء، أكبر من السَّهر على المعصية، أكبر من متعة الفراش، أكبر من البيع والشراء، أكبر من الدنيا بأسرها ومشاغلها الفانية؟!

 

يا عبد الله، يا عبد الله، ربَّما تصلّي الفجر في جماعة فيصلَّى عليْك في الظُّهر، فكُن في ذمَّة الله وجواره ولا تنقض العهْد، فكم من نفسٍ أصبحتْ في الدُّنيا وأمست في القبر! وكم من نفسٍ أمستْ بفرح وأصبحت بحزن! اغتنِم صحَّتَك قبل مرضك.

 

قيل لأحد المقْعدين المشلولين نتيجة حادث، لا يستطيع حولاً ولا قوَّة في أي جزء من جسده، حتَّى قضاء الحاجة لا يتمّ إلاَّ بالطّرق الطبية، قيل له وهو في مرضه: ماذا تتمنَّى؟ قال: صلاةَ الجماعة.

 

فاحمد الله - يا عبد الله - واعمل قبل أن يُحال بينك وبين العمل، إنَّ العاقل يصاب بالحسرة والألم عندما يَجلس مع إخوانه أئمَّة المساجد، فيتشاكوْن قلَّة المصلّين في صلاة الفجْر، ولقدْ ذهلْتُ عندما قال أحد الأئمَّة: لا يصلّي الفجْر في مسجدِنا إلاَّ ثلاثة: أنا والمؤذّن والفرَّاش، فاللَّهمَّ لا تجعل مصيبتَنا في ديننا يا ربَّ العالمين.

 

بارك الله لي ولكُم في القرآن الكريم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغْفِر الله العليَّ العظيم لي ولكم، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرَّحيم.

 

الخطبة الثَّانية

الحمدُ لله على إحسانِه، والشُّكر له على فضلِه وامتِنانه، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريك له، تعظيمًا لشانِه، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه الدَّاعي إلى رضوانِه، صلَّى الله عليْه وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن سار على هدْيِه واستنَّ بسنَّته إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعد، عباد الله:

فإنَّنا نؤمن جميعًا أنَّ هذه الظَّاهرة في مجتمعِنا ظاهرة مرَضيَّة خطيرة، تستوجِب الحلول العاجلة السَّريعة، والحلول كثيرةٌ، منها ما يتعلَّق بالشَّخص ذاتِه ومنها ما يتعلَّق بالآخرين.

 

أمَّا ما يتعلَّق بالآخرين، وهم حملة الرِّسالة من الدعاة وطلبة العلم، وأئمَّة المساجد، فعليهِم مسؤوليَّة البيان والتَّذْكير والذِّكْرى تنفع المؤمنين، فإنَّ النفس تغفل وتذهل وتشردُ أحيانًا ولا يردُّها إلاَّ البلاغ المبين والشَّرع الحكيم، فلو قُوبِل زهم الباطل ونتن العلْمنة بعبير الحقِّ ونسيم العدْل، لما وصلْنا إلى ما وصلْنا إليه، والله المستعان.

 

فيا حَمَلة الرِّسالة، ادْعوا إلى سبيل ربِّكم بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

أمَّا إمام المسجد، فله مع هذه الصَّولة جوْلة، وإنَّ الله ليزَع بالسُّلطان ما لا يزَع بالقرآن، فمَن استجاب فالحمد لله، ومَن لم يستجِب فالأمانة تقتضي رفْع أمرِه إلى جهة الاختِصاص كما نصَّت على ذلك تعليمات ولاة الأمر، وفَّقهم الله لما يحبُّه ويرضاه.

 

أمَّا ما يتعلَّق بالشَّخص ذاته، فلو عددْنا الوسائل التي تُعين على أداء صلاة الفجر، وفصَّلنا القول فيها، لطال بنا المقام، ولكن نقول: رأس الأمْر وعموده في ذلك العزيمة الصَّادقة المؤسَّسة على الإخلاص لله تعالى، فإذا توفَّرت العزيمة لحِقَتها الأسباب الأخرى والَّتي منها:

1- البعد عن الذُّنوب والمعاصي، فقدِ اشتكى أحدُهم إلى أحد العلماء قلَّة قيامه باللَّيل، فردَّ عليْه ذاك قائلاً: قيَّدتك الذُّنوب، فالذّنوب لها آثارٌ على النَّفس، ومنها الحرمان من الطَّاعات وإسقاط الواجبات، ولا تحقر أيَّ ذنبٍ وإن كان صغيرًا.

2- ومن الأسباب المُعينة على صلاة الفجْر: قراءة الأوْراد عند النَّوم.

3- ومنها تطْبيق سنن النَّوم الفعليَّة.

4- ومنها التَّبكير في النَّوم وعدم السَّهر.

5- ومنها إذا ما استيقظْتَ فلا تنم مرَّة أخرى، فإنَّ الشَّيطان يقول لك: ارقد عليك ليلٌ طويل.

6- استخدام الوسائل المساعِدة كالساعة المنبِّهة، والهاتف وجرس المنزل وغيرها.

7- صحبة الأخيار.

8- الاتِّفاق مع جارك لإيقاظِك للصَّلاة.


عباد الله:

هذه الكلمات وهذه الخُطْبة سقتُها وقلتها لمن كان له قلبٌ أو ألْقى السَّمع وهو شهيد.

 

أدْركوا أنفُسَكم مادُمتم على ظهر هذه الأرْض، أدرِكوا أنفسكم قبل غرْغرة الروح وحشْرجة الصَّدر، أدْرِكوا أنفسكم قبل أن تندموا، ولاتَ ساعةَ مَنْدم، أعدُّوا لأنفسكم زادًا ليومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاَّ مَن أتى الله بقلبٍ سليم.

 

اللَّهُمَّ إنِّي مِن على هذا المنبر قد نصحتُ وذكَّرت وبلَّغت، اللَّهمَّ فاشهد اللهُمَّ فاشهد، اللَّهمَّ فاشهد.

 

هذا، وصلُّوا وسلِّموا على مَن أُمِرْتُم بالصَّلاة والسَّلام عليه؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56].

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وباركْ على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِه وأصْحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قرآن الفجر
  • كنوز من الحسنات في صلاة الفجر
  • أهمية صلاة الفجر
  • الفجر والعصر وحالة البعض معهما آخر الدهر
  • صلاه الفجر الفريضة الغائبة
  • عظيم الأجر في صلاة الفجر
  • من صلاة الفجر نبدأ
  • أشاهد صلاة الفجر، أم مع المنافقين؟!
  • صلاة العاجز
  • تعظيم قدر صلاة الفجر
  • قرآن الفجر
  • العلاقة بين صلاة الفجر والنصر (1)
  • صلاة الفجر
  • ماذا نعرف عن صلاة الفجر؟
  • ما لا تعرفه عن صلاة الفجر!
  • فرحة صلاة الفجر
  • قذيفة آر. بي. جي
  • أجمل فتاة
  • صلاة الفجر (قصيدة)
  • الفضائل العشر لصلاة الفجر
  • صلاة الفجر
  • خطبة عن صلاة الفجر
  • خير من الدنيا وما فيها
  • حديث صلاة الفجر
  • هنيئا لكم يا أهل صلاة الفجر (خطبة)
  • السنة في قراءة صلاة الفجر
  • صلاة الفجر تجعلك في ذمة الله وحفظه ورعايته

مختارات من الشبكة

  • كيفية صلاة الفجر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • فضل المحافظة على صلاة الفجر والعصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: لا صلاة بعد صلاة الفجر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: لا صلاة بعد الفجر إلا سجدتين(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • كيف أستيقظ لصلاة الفجر؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ولا تك في ضيق مما يمكرون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبشروا يا أهل صلاة الفجر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلاة الفجر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- خطبة رائعة جدااااا
محب الخير 13-09-2009 12:43 PM
خطبة رائعة جدااااا من أروع ماسمعت في صلاة الفجر
بارك الله في كاتبها وفي هذا الموقع المبارك .
سوف اقوم بطباعتها وأهديها خطيب مسجدنا حتى يخطب بها لأنها بصراحة مؤثرة جدااا
شكرا لكم ،،
1- شكر
S 12-09-2009 11:00 PM
جزاكم الله خير على هذا الكم من المحاضرات الطيبه
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب