• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

علامات الساعة الصغرى : تداعي الأمم على الأمة الإسلامية

علامات الساعة الصغرى : تداعي الأمم على الأمة الإسلامية
الشيخ ندا أبو أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/8/2014 ميلادي - 10/10/1435 هجري

الزيارات: 48713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علامات الساعة الصغرى

تداعي الأمم على الأمة الإسلامية


22- أخذ الأجرة على قراءة القرآن

قراءة القرآن عبادة وقربة، والأصل أن العبادات لا تصرف لطلب الدنيا، وإنما تبذل للآخرة وابتغاء وجه الله.

 

ومن علامات الساعة أنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن ويحسِّنون أصواتهم في مجالس العزاء والمناسبات؛ ليأخذوا على ذلك أموالاً أخرج الإمام أحمد عن عمران بن حصين رضي الله عنه:

"أنه مر برجل وهو يقرأ على قومٍ، فلما فرغ سألهم مالاً! فقال عمران: إنا لله وإنا إليه راجعون، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن قرأ القرآن فليسأل الله تبارك وتعالى به، فإنه سيجيء قوم يقرؤون القرآن يسألون الناس به". (حسنه الأرنؤوط في تعليقه على المسند).

 

وأخرج أبو داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:

"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والعجمي، فقال: اقرءوا، فكل حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه"

 

• وكان هناك ضرير يجالس سفيان الثوري، فإذا كان شهر رمضان يخرج إلى السواد، فيُصلِّي بالناس فيُكسى ويُعطى، فقال سفيان: إذا كان يوم القيامة أثيب أهل القرآن من قراءتهم، ويقال لمثل هذا: (وأشار على الرجل الضرير) قد تعجَّلت ثوابك في الدنيا، فقال: يا أبا عبد الله، تقول لي هذا وأنا جليسك؟ قال: أخاف أن يقال لي يوم القيامة: كان هذا جليسك أفلا نصحته؟.

 

• وقال ميمون بن مهران: يا أصحاب القرآن! لا تتخذوا القرآن بضاعة تلتمسون به الربح في الدنيا، اطلبوا الدنيا بالدنيا، والآخرة بالآخرة.

 

تنبيه:

وتعَلُّم القرآن وتعليمه من أجل عرضٍ من أعراض الدنيا أمر مذموم نهى الشرع عنه، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن أول من ستُسَعَّر به النار: رجلٌ قرأ القرآن لا من أجل الله، ولكن من أجل السمعة وطلب الثناء عليه".

 

وهناك مَن يطلب القرآن للآخرة، لكن يأخذ أجرة، وهذا الذي اختلف أهل العلم فيه: فمنهم مَن منع؛ وهو قول الحنفية، وأحد الوجوه عند الإمام أحمد، ونقله البعض عن الزهري، وإسحاق، وأما جمهور أهل العلم: فعلى الجواز، وممَّن قال بهذا الشافعين ومالك، والإمام أحمد في إحدى الروايات، وهو قول المتأخرين من الحنفية، وقول عطاء، وأبي قلابة، وأبي ثور، وابن المنذر، والحسن بن صالح، وإسحاق، وابن حزم، والبغوي، والمناوي، والقرطبي، والنووي، وابن حجر، والصنعاني، والمباركفوري، وهو قول العلامة ابن باز رحمه الله، وهذا هو الأرجح.

 

يقول ابن حزم رحمه الله كما في "المحلى" (9/193):

"الإجارة جائزة على تعليم القرآن، وعلى تعليم العلم مشاهرةً وجملةً، وكل ذلك جائز، وعلى الرُقى، وعلى نسخ المصاحف، ونسخ كتب العلم؛ لأنه لم يأتِ في النهي عن ذلك نصٌ، بل قد جاءت الإباحة كما روينا عن ابن عباس... ثم ذكر حديث اللديغ وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله..." الحديث، والخبر المشهور: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّج امرأةً من رجلٍ بما معه من القرآن" أي: ليعلمها إياه. اهـ

 

فجعل النبي صداق هذه المرأة القرآن، وخروجاً من هذا الخلاف: حبذا لو جعلنا أخذ الأجرة على حبس الوقت لا على تعليم القرآن؛ فإنه أفضل، وخروجاً من الخلاف، والله أعلم.

 

23-اتباع سنن الكافرين:

وهذه علامة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقع ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وتحقق، فراح المسلمون يقلدون ويتشبهون بمَن لا خلاق لهم من اليهود والنصارى.

 

أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبرٍ، وذراعاً بذراعٍ، فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ومَن الناس إلا أولئك".

 

وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم؛ فراح شبابنا يقلِّدون شبابهم، ونساؤنا يقلدن نساءهم، فرأينا ما رأينا من العجب العجاب، من تبرُّج وسفور واختلاط وربا وزنا وخنا وفجور وسماع الأغاني وشرب المخدرات والخمور، بل راح شبابنا ونساؤنا يقلِّدوهم حتى في ترجيل الشعر، ونمص الوجه.

 

وصدق الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال كما عند البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

"لتتبِعُنّ سنن الذين مَن قبلكم شبراً بشبرٍ، وذراعاً بذراعٍ، حتى لو دخلوا في جحر ضب لتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمَن؟ "

 

وعند الحاكم في "المستدرك" عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لتركبُنّ سَنَن مَن كان قبلكم، شبراً بشبرٍ، وذراعاً بذراعٍ، حتى لو أن احدهم دخل جُحر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه"

 

أخرج الترمذي والإمام أحمد عن أبي واقدٍ اللَّيثيِّ:

"أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا خرجَ إلى حُنَيْن مرَّ بِشجرةٍ للمُشركينَ يقالُ لها: ذاتُ أنواطٍ يُعلِّقونَ عليها أسلحتهُم، فقالوا: " يا رسولَ اللهِ؛ اجْعلْ لنا ذاتَ أنواطٍ كما لهمْ ذاتَ أنواطٍ، فقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ اللهِ! هذا كما قال قومُ موسى: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ [الأعراف:138]، والَّذي نَفْسي بيدهِ لتركَبُنَّ سُنَّةَ مَن كانَ قبلكُمْ" (أخرجه الترمذي (2271) وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ)

 

تنبيه:

لا بأس من تقليد أهل الكفر فيما ينفع المسلمين، كالاستفادة من مخترعاتهم وتجاربهم العلمية الحديثة، والاستفادة من خبراتهم الإدارية في المصالح والمؤسسات الحكومية ممَّا لا يخالف ديننا.

 

24- أن يأكل القوي الضعيف

وهذه علامة من علامات الساعة نراها رأي العين على مستوى الدول والأفراد.

 

أخرج الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:

"يَا عَائِشَةُ، قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا، قَالَتْ: فَلَمَّا جَلَسَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، لَقَدْ دَخَلْتَ عَلَيَّ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلَامًا ذَعَرَنِي، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَتْ: تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمِي أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: وَمِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: تَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهُمْ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ - أَوْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ - قَالَ: دَبي يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمْ السَّاعَةُ" (السلسلة الصحيحة:1953)

 

25- تداعي الأمم على الأمة الإسلامية

وهذه علامة ظهرت ولا تزال تتكرَّر على مر العصور فقد أخرج أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يُوشِك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدورهم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهْن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت". (السلسلة الصحيحة: 958)

 

ورواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان:

كيف بك يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها؟ فقال ثوبان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أَمِن قلة بنا؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكن يُلقى في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: " حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال"

 

وأخرجه كذلك الإمام أحمد بلفظ آخر عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قال: قُلْنَا: يا رسول الله، أمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنْتُم كَثِيرٌ، وَلَكِن تكُونون غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يُنْتَزعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيُجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنُ، قال: قُلْنَا: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ"

 

إن اعتصام هذه الأمة بدينها ووحدتها حاجز يقف دون مطامع أعدائها، فمهما كان مكر الأعداء وقوتهم فإنهم لن ينالوا من هذه الأمة نيلاً إذا كانت متحدة، وفي الحديث الذي يرويه مسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "وإني سألت ربي لأُمَّتِي أن لا يهلكها بسَنَةٍ عامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وان ربي قال: يامحمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لايرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ، وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها، - أو قال من بين ِأقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً"

 

وواضح من الحديث أن وحدة الأمة عصمة لها من اعدائها فإذا أصبح بأسها بينها، ووقعت الفرقة والاختصام فيما بينها؛ سلَّط الله عليها أعداءها، وتلك نتيجة حتمية لأن قوتها في هذه الحال لا تتجه إلى الأعداء بل إلى نفسها؛ فتدمِّر نفسها بنفسها؛ مما يطمع أعداءها فيها.

 

26- الرؤيا الصادقة للمؤمن

الرؤى والأحلام في المنام لها معانٍ وأحكام، منها ما هو كاذب، وهذا من الشيطان، ومنها ما يكون أضغاث أحلام وأحاديث نفسٍ، ومنها ما هو صادق كفلق الصبح، وهي من المبشرات، كما أخبر بذلك الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم.

 

فقد أخرج البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يبقى بعدي من النُّبُوَّة شيء إلا المبشرات، قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرَي له".

 

وصدق الرؤيا وكونها بشارة للمؤمن هي علامة على قرب الساعة ونهاية العالم، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تَكْذِب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة، [والرؤيا ثلاث: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل، ولا يحدث بها الناس]"

 

قال الحافظ ابن حجر صلى الله عليه وسلم في "فتح الباري"(19/451):

"معنى كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب، أنها تقع غالباً على صفة واضحة المعنى لا يحتاج معها إلى تعبير فلا يدخلها الكذب، بل تكون صادقة غير كاذبة؛ لأنها طابقت الواقع بخلاف الرؤى الأخرى، فإنها قد يخفى تأويلها فيعبِّرها العابر فلا تقع في الواقع كما عبَّر، فتكون كاذبة غير صادقة، والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان، أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريباً كما في الحديث:"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً" فيقل أنيس المؤمن ومعينه، فيكرم الله المؤمن بالرؤيا الصالحة التي تثبته على الحق وتبشر به. اهـ

 

وهناك احتمالات لتحديد الزمن الذي يقع فيه صدق رؤيا المؤمن:

1- أن ذلك يقع إذا قُبِضَ العلم، وغابت معالم الشريعة بسبب الفتن والقتال، فيصبح المؤمن غريباً، فيُعَوَّض بالمرائي الصالحة.

 

2- أن ذلك يقع في زمان نبي الله عيسي عليه السلام؛ لأن أهل زمانه أصلح زمان في هذه الأمة بعد الصحابة الكرام وأصدقهم أقوالاً وأحوالاً، ورؤاهم لا تكاد تكذب. (انظر فتح الباري:19/451 )

 

27- زخرفة البيوت وتزيينها

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن تزيين البيوت وزخرفتها علامة من علامات الساعة، فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 

"لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يُوَشُّونها وَشْيَ المراحيل"(السلسلة الصحيحة: 279) ومعنى المراحيل كما جاء في "لسان العرب"(11/256): هو الثوب المزين المخطط، ومفردها: "مرحل" ومعنى الحديث: أي أن الناس يُخطِّطُون البيوت ويزخرفونها كما تُخطَّط الثياب وتُزخرف.

 

وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعني هذا حرمة تزيين البيوت أو ستر منافذها بالستائر، ولكن المحرم هو الإسراف في هذا، كما قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام:141]

 

28- ارتفاع مباني مكة

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات الساعة ارتفاع المباني فوق جبال مكة وصدق الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم فقد وقع كما أخبر.

 

فقد أخرج ابن أبي شيبة بسنده إلى يعلى بن عطاء عن أبيه قال:

"كنت آخذاً بلجام دابة عبد الله بن عمرو، فقال: كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعو حجراً على حجر؟! قالوا: ونحن على الإسلام؟! قال: وأنتم على الإسلام، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم يُبنى أحسن ما كان، فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ، ورأيت البناء يعلو رءوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك".

 

29- زخرفة المساجد والتباهي بها:

الأصل أن المساجد دور لعبادة الله عليه السلام؛ يبنيها العبد احتساباً للأجر والثواب، لكن في آخر الزمان سيبني الناس المساجد ويزخرفونها، ويتباهى كل شخص بجمال وزخارف المسجد الذي بناه، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وعَدَّه من أشراط وعلامات الساعة.

 

فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي عن أنس رضي الله عنه ‏أن رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال: ‏‏"لا تقوم الساعة حتى ‏يتباهى الناس في المساجد" (صحيح الجامع:7421) قال البخاري: قال أنس رضي الله عنه: "يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلاً" والمقصود بالتباهي بها هو العناية بزخرفتها.

 

قال أبو الطيب شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود" (2/118):

"حتى يتباهى الناس في المساجد" أي يتفاخر في شأنها أو بنائها، يعني يتفاخر كل أحد بمسجده، ويقول: مسجدي أرفع أو أزين أو أوسع أو أحسن؛ رياء وسمعة واجتلاباً للمدحة.

 

قال ابن رسلان: "هذا الحديث فيه معجزة ظاهرة لإخباره صلى الله عليه وسلم عما سيقع بعده، فإن تزويق المساجد والمباهاة بزخرفتها كثر من الملوك والأمراء في هذا الزمان بالقاهرة والشام وبيت المقدس، بأخذهم أموال الناس ظلماً وعمارتهم بها المدارس على شكل بديع، نسأل الله السلامة والعافية. اهـ

 

وأخرج أبو داود بسند صحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ ".

 

قال الإمام الخطابي رحمه الله كما في "معالم السنن" (1/121): التشييد: رفع البناء وتطويله.

 

وقال خير الدين وانلي - رحمه الله - في كتابه "المسجد في الإسلام" (25):

"ومما ابتُلي به المسلمون في بناء المساجد رفع السقوف الأمتار العديدة أكثر من المطلوب للتهوية، مما يحول دون تنظيفها، كما يحول دون دفئها في الشتاء، هذا إلى ما في رفع السقوف من نفقات لا طائل تحتها، كان بالإمكان بناء مسجد آخر بها".

 

• وقد فهم الصحابة مقصود الشرع وحذروا من زخرفة المساجد يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "إذا زخرفتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم" (أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع:585) وأخرج الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

"لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ".

 

ولعل النهي عن زخرفة المساجد يرجع لأمور منها:

1- أن الزخرفة سبب للمباهاة والمفاخرة وطلب السمعة والرياء، كما في حديث الباب.

 

2- أن هذا من الإسراف المنهي عنه، والأموال التي جُمِعَت لبناء المسجد ما ينبغي أن تُصرف في الزخرفة، فهذا تضييع للأمانة؛ لأنه ليس في الزخرفة مصلحة شرعية، بل جاء النهي عنها.

 

3- أن الزخرفة والنقوش فتنة للناس ومشغلة لهم في صلاتهم.

 

ويشهد لهذا قول عمر رضي الله عنه عندما أمر ببناء المسجد:

"أكِنَّ الناس من الْمَطَرِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أو تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ الناس" (أخرجه البخاري).

وأيضاً ثبت في "الصحيحين" من حديث عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة. فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي"

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

"ويستنبط من هذا الحديث كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ونحوها... اهـ

 

وقال النووي رحمه الله: "وفي هذا الحديث كراهية تزويق محراب المسجد وحائطه ونقشه وغير ذلك من الشاغلات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلة في إزالة الخميصة هذا المعنى.... اهـ

 

فعمارة المساجد الحقيقية لا تكون إلا بالطاعة والصلاة والقرآن وحِلَق العلم... وغير ذلك من ألوان الطاعة، ولا يُفهم من ذلك عدم الاهتمام ببناء المساجد، أو بنائها على أشكال مُزرية... لا... إنما النهي عن الزخرفة والإسراف.



يقيمونه كما يقام القدح: والمعنى: يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة لأجل الرياء والسمعة والشهرة، كأن أحدهم يَصُفُّ أقداحاً وهي الصحون.

يتعجلونه ولا يتأجلونه: والمعنى: يتعجَّلون ثوابه من الناس مالاً وثناءً، ولا يؤجلون نيل الثواب في الآخرة أجراً ورضواناً.

أخذ فلان بأخذ فلان: أي سار بسيرته.

نقل الحافظ ابن حجر حمه الله في "فتح الباري"(20/387) عن القاضي عياض رحمه الله أنه قال:"الشبر والذراع ودخول الجحر تمثيل للاقتداء والتقليد لهم"

قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (5/525): السَّنَن.. بفتح السين والنون: وهو الطريق، والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب، التمثيل بشدة الموافقة لهم، والمراد: الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر. وخصَّ النبي جحر الضب لشدة ضيقه، وإمعاناً في وصف مَن يدخل مكاناً لا يتسع له، فالتشبيه أنهم لو دخلوا في مثل ذلك المكان الضيق لَوُجِد في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن يفعل ذلك لشدة التقليد.

وقول النبي: "يَا عَائِشَةُ، قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا" دليل على أن أسرع قبائل العرب فناءً هي قريش، وممَّا يدل على ذلك ما أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أسرع قبائل العرب فناءً قريش، ويوشك أن تمر المرأة بالنعل، فتقول: إن هذا نعل قُرشي"

المنايا: جمع مَنِيَّة، وهو الموت، وتَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا: يعني أن الموت يراهم صيداً حلواً، فيهجم عليهم.

الدبي: هو الجراد قبل أن يطير، وقال أبو عبد الرحمن: فسَّره رِجْلٌ: هو الجنادب التي لم تنبت أجنحتها، والجنادب: جمع جندب، وهو الجراد.

القصعة: وعاء يُؤكل فيه، وكان يُتخذ من الخشب غالباً.

الغثاء: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره.

الوهن: فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بحب الدنيا وكراهية الموت.

وهذا الحديث من دلائل النُّبُوَّة وعلامة من علامات الساعة، وفيه التصريح بما سيكون من تجمع الأمم ضد المسلمين، استضعافاً لهم وطمعاً فيهم، مع كثرة عدد المسلمين. وقد تداعت أمم الكفر على المسلمين كما تتداعى الأكلة على قصعة الطعام، والتداعي: التتابع، أي يدعو بعضُهم بعضاً، فيجيب المدعو كما في دعوة الولائم. وسبب هذا الهوان ليست القلة في عدد المسلمين، بل هم كثرة، فقد تجاوز عددهم الألف مليون، ولكنهم غثاء وزبد كالذي يحمله السيل، وهذا حال الأمة اليوم.

فلا نجاة إلا بالرجوع إلى دين ربنا، ونزع الدنيا من القلوب، كما كان حال الرعيل الأول لتعود لنا السيادة والقيادة.

والمُراد بالبيضة: أي جماعتهم وأصلهم، والبيضة أيضاً: العز والملك.

والمراد بقوله: "أن لا أهلكهم بسنة عامة" أي: لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط يكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام.

وقوله صلى الله عليه وسلم : "بعجت كظائم" أي: حُفرَت قنوات، وهي الأنفاق الأرضية تحت جبال مكة وتحت أرضها".

[14] في "النهاية": الزخرف: النقوش والتصاوير بالذهب. قال الخطابي: معنى قوله: "لتزخرفنها": "لتزيننها"، وأصل الزخرف: الذهب يريد تمويه المساجد بالذهب ونحوه، ومنه قولهم: "زخرف الرجل كلامه" إذا موهه وزينه بالباطل. والمعنى: أن اليهود والنصارى إنما زخرفوا المساجد عندما حرَّفوا وبدَّلوا وتركوا العمل بما في كتبهم، يقول: "فأنتم تصيرون إلى مثل حالها إذا طلبتم الدنيا بالدين، وتركتم الإخلاص في العمل، وصار أمركم إلى المراءات بالمساجد والمباهاة في تشييدها وتزيينها"

وقوله: "كما زخرفت اليهود والنصارى") قال علي القاري: وهذا بدعة؛ لأنه لم يفعله عليه السلام ، وفيه موافقة أهل الكتاب).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علامات الساعة الصغرى : كثرة الفتن وخروج أدعياء النبوة
  • علامات الساعة الصغرى : ضياع الأمانة والسلام على الخاصة
  • علامات الساعة الصغرى : إمارة السفهاء وكثرة القراء وقلة العلماء
  • علامات الساعة الصغرى: استحلال الخمر
  • علامات الساعة الصغرى : البخل وقطيعة الرحم
  • علامات الساعة الصغرى : رفع العلم وظهور الجهل
  • علامات الساعة الصغرى

مختارات من الشبكة

  • انتشار شرب الخمور من علامات الساعة الصغرى(مقالة - موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي)
  • علامات الساعة الصغرى (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر إجمالا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات الساعة الصغرى التي ظهرت ولا زالت تتتابع (word)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • علامات الساعة الصغرى : كثرة القول وترك العمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات الساعة الصغرى : اتخاذ المساجد طرقا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب