• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فتاوى الطلاق الصادرة عن سماحة مفتي عام المملكة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    على علم عندي
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    عظمة الإسلام وتحديات الأعداء - فائدة من كتاب: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    نصيحتي إلى كل مسحور باختصار
    سلطان بن سراي الشمري
  •  
    الحج عبادة العمر: كيف يغيرنا من الداخل؟
    محمد أبو عطية
  •  
    تفسير سورة البلد
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    فضل يوم عرفة
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    خطبة: فضل العشر الأول من ذي الحجة
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: اغتنام أيام عشر ذي الحجة والتذكير بيوم عرفة
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    حقوق الأم (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    من مائدة العقيدة: شروط شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (14)

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (14)
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/7/2014 ميلادي - 26/9/1435 هجري

الزيارات: 6083

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (14)

 

قوله:

والخَمْرُ حُرِّمَتْ يقينًا فاسمَعَنْ
. . . . . . . . . . . . . . . .

وفي السنة الثالثة نزَل تحريمُ الخمر[1].

 

وكان شُرب الخمر عادةً أساسية عند رجالات العرب في الجاهلية، وكان يصعُبُ على الواحد منهم تركُ ذلك الأمر.

 

فلما جاء الإسلام، وجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالتشريع من عند العليم الخبير، لم يحرم الخمر مرة واحدة، بل كان ذلك تدريجيًّا؛ تيسيرًا من الله - تعالى - على هؤلاء الذين تأصَّلت فيهم هذه العادة.

 

عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: لما نزل تحريمُ الخمر قال عمر: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شفاءً، فنزلت الآيةُ التي في البقرة: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 219] الآية، قال: فدُعي عمرُ فقُرئت عليه، قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شفاءً، فنزلت الآية التي في النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، فكان منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقيمت الصلاةُ يُنادي: ألا لا يقربن الصلاةَ سكران، فدُعي عُمرُ فقُرئت عليه، فقال: اللهم بيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاءً، فنزلت هذه الآية: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]، قال عمر: انتهَيْنا[2].

 

وعن سعدِ بن أبي وقاصٍ - رضي الله عنه - قال: أتيتُ على نفرٍ من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعالَ نُطعِمْك ونسقِك خمرًا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال فأتيتُهم في حش - والحش البستان - فإذا رأس جزورٍ مشوي عندهم، وزق من خمرٍ، قال: فأكلتُ وشربت معهم، قال فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم، فقلت: المهاجرون خيرٌ من الأنصار، قال فأخذ رجلٌ أحدَ لَحيي الرأسِ فضربني به، فجرح بأنفي، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فأنزل الله عز وجل فيَّ - يعني نفسه - شأن الخمر: ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ﴾ [المائدة: 90][3].

 

وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: كنت ساقيَ القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذٍ الفضيخ[4]، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مناديًا ينادي: ((ألا إن الخمرَ قد حرمت)) قال: فقال لي أبو طلحة: اخرُجْ، فأهرقها، فخرجتُ فهرقتها، فجرَتْ في سكك المدينة، فقال بعض القوم: قد قُتِل قومٌ وهي في بطونهم، فأنزل اللهُ: ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ﴾ [المائدة: 93] الآية[5].

 

قوله:

. . . . . . . . . . . . . . . . ..
هذا، وفيها وُلِد السِّبْطُ الحسَنْ

 

قال الواقدي:

"وُلد الحسنُ بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان سنة ثلاثٍ من الهجرة"[6].

 

قوله:

وكانَ في الرَّابعةِ الغَزوُ إلى
بني النَّضيرِ في ربيٍع أوَّلا

 

وكان في السنة الرابعة غزوةُ بني النضير؛ حيث حاصرهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأجلاهم عن المدينة.

 

وكان سبب غزو بني النضير ومحاصرتهم وإجلائهم عن المدينة: أنه لما قُتل أصحابُ بئر معونة[7]، من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وكانوا سبعين، وأفلت منهم عمرُو بن أمية الضمري، فلما كان في أثناء الطريق راجعًا إلى المدينة، قتَل رجُلين من بني عامر، وكان معهما عهد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمانٌ لَمْ يعلَمْ به عمرو، فلما رجع أخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد قتَلْتَ رجُلين، لأَدِيَنَّهما))، وكان بين بني النضير وبني عامر حِلف وعهد، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني النضير يستعينُهم في دِيَة ذَيْنِكَ الرجُلين، وكان منازل بني النضير على أميال من المدينة.

 

فلما أتاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يستعينُهم في دِيَة ذَيْنِك القتيلين، قالوا: نعم، يا أبا القاسم، نُعينك على ما أحببتَ، ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجلَ على مثلِ حاله هذه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا إلى جنب جدار من بيوتهم، فمَن رجل يصعد على هذا البيت فيلقي عليه صخرةً فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك أحدهم، وهو عمرو بن جحاش بن كعب، فقال: أنا لذلك، فصعِد ليلقي عليه صخرة كما قال، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في نفرٍ من أصحابه، فيهم أبو بكرٍ وعُمَر وعلي، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - الخبرُ من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعًا إلى المدينة، فلما استلبث النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه قاموا في طلبه، فلقوا رجُلاً مقبلاً من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيتُه داخلاً المدينة، فأقبل أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهوا إليه، فأخبرهم الخبرَ بما كانت يهودُ أرادت من الغدر به، وأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم، ثم سار حتى نزل بهم، فتحصَّنوا منه في الحصون، ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 2]، وصدَق الله إذ يقول: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ﴾ [الحشر: 14]، فأمَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقطعِ النخل والتحريق فيها، فنادوه: أن يا محمد، قد كنتَ تنهى عن الفساد وتَعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟ وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ [8] أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الحشر: 5][9].

 

وكان رهطٌ من بني عوف بن الخزرج، منهم عبدالله بن أبي ابن سلول، ووديعة، ومالك بن أبي نوفل، وسويد، وداعي، قد بعثوا إلى بني النضير: أن اثبتوا وتمنعوا؛ فإنا لن نُسلِمَكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أُخرِجْتم خرجنا معكم.

 

فانتظر بنو النضير نصر هؤلاء القوم الذي وعدوهم إياه، فلم يفعلوا، وقذف اللهُ في قلوبهم الرعب، وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [الحشر: 11 - 13].

 

فلما تخلَّى عنهم هؤلاء المنافقون، وعلِمت يهود بني النضير أنهم لن يستطيعوا الاستمرارَ على هذه الحالة، ولن يستطيعوا مواجهةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - طلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُجليَهم ويكفَّ عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة[10]، فوافقهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجلُ منهم يهدم بيته عن نجاف بابه[11]، وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].

 

فقاموا بهدمِ بيوتهم حتى لا ينتفع بها المسلمون، وأخَذوا كل ما فيها حتى أبوابها.

 

فخرَجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام، وخلفوا ما لم يستطيعوا حمله من الأموال، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنهم غنِموه من غير قتال[12]، وقيل: إنه أسلَم من بني النضير رجلان، هما: ياسين بن عمير بن كعب بن عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب[13].

 

ونزلت سورةُ الحشر في بني النضير[14].

 

قوله:

وَبَعْدَ مَوْتِ زَيْنَبَ المُقَدَّمَهْ
. . . . . . . . . . . . . . . . .

وفي السنة الرابعة تُوفِّيت زينبُ بنت خزيمة أم المساكين - رضي الله عنها - حيث تزوَّجها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في رمضانَ من السنة الثالثة، ومكثت عنده شهرين أو ثلاثة، وقيل: ثمانية أشهر - كما تقدم - ثم ماتت - رضي الله عنها.

 

قوله:

. . . . . . . . . . . . . . .
وَبَعْدَهُ نِكَاحُ أُمِّ سَلَمَهْ

تزوَّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة، واسمها: هند بنت أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزومٍ - رضي الله عنها - في ليالٍ بقين من شوالٍ سنة أربعٍ، بعد وفاة أبي سلمة - رضي الله عنه -، بسبب جرحٍ جُرِحه في أحدٍ[15].

 

قوله:

وَبِنْتِ جَحْشٍ . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . .

وفي السنة الرابعة[16]- أيضًا - تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - زينبَ بنت جحش - رضي الله عنها.

 

وهي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، الأسدية، أم المؤمنين.

 

وهي بنت أميمةَ بنتِ عبدالمطلب، عمةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم[17].

 

وكانت عند زيد بن حارثة - رضي الله عنه - قبل أن يتزوجَها النبي - صلى الله عليه وسلم.

 

وزيدُ بن حارثة بن شراحيل - رضي الله عنه - كان مولًى للنبي - صلى الله عليه وسلم - أهدته إليه خديجةُ بنت خويلد أم المؤمنين - رضي الله عنها.

 

وكان يُدعَى زيدَ بن محمدٍ؛ حيث كان قد تبناه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فكان يُنسَب إليه، حتى نزلت: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب: 5][18].

 

فبنزول هذه الآية تم تحريمُ التبني، وأصبح كلٌّ يُنسَب إلى أبيه الذي هو من صُلبه، فأصبح يقال: زيد بن حارثة.

 

ولكن قاعدة التبني كانت متأصِّلة في نفوس العرب، ليس من السهل محوُها، فكأن الله - تعالى - أراد حدوث شيء عملي يمحو هذا تمامًا من نفوسهم، فكان تزويجُ النبي - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت جحش التي كانت زوجةً لرعيِّه زيدِ بن حارثة - رضي الله عنه.

 

وقد ذكَر الله - تعالى - ذلك في كتابه العزيز فقال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37]، يقول اللهُ - تعالى - لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 37] وهو زيدُ بن حارثة، أنعَمَ الله عليه بالإسلام، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنعَمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليه بالعتقِ من الرِّقِّ.

 

﴿ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ﴾ [الأحزاب: 37] زينبَ - رضي الله عنها - حيث جاء زيدُ بن حارثة يشكو للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - زينبَ - رضي الله عنها - فجعَل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اتقِ اللهَ وأمسِكْ عليك زوجَك))[19].

 

وكان الله - تعالى - قد أعلم نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أنها ستكونُ زوجتَه؛ ولذلك قال الله - تعالى - له: ﴿ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37]؛ أي: لا تُخفي ما أطلَعك الله عليه من أنها ستكون زوجتَك، ﴿ وَتَخْشَى النَّاسَ ﴾ [الأحزاب: 37] من أن يقولوا: طلَّق محمد زوجةَ ابنه ليتزوَّجها، ﴿ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37].

 

ثم يقول الله - تعالى -: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ﴾ [الأحزاب: 37]؛ الوطَرُ: الحاجة؛ أي: فلما فرغ زيدٌ منها وفارقها ﴿ زَوَّجْنَاكَهَا ﴾ فكان زواجُها - رضي الله عنها - من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمرٍ من الله - تعالى - ولذلك كانت تفخرُ على زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول لهن: زوَّجكن أهاليكن وزوجني الله - تعالى - من فوق سبعِ سمواتٍ[20].

 

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما انقضت عدةُ زينب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيدٍ: ((اذهب فاذكُرْها علي))، قال: فانطلَق حتى أتاها، قال: وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتُها عظُمَت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظرَ إليها؛ أن رسولَ الله ذكرها، فوليتُها ظهري، ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب، أرسَلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك، قالت: ما أنا بصانعةٍ شيئًا حتى أؤامرَ ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآنُ وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فدخَل عليها بغير إذنٍ[21].

 

وليمة عُرس زينب - رضي الله عنها -:

عن أنسٍ قال: ما رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَمَ على امرأة - أو على شيءٍ من نسائه - ما أولم على زينب؛ فإنه ذبَح شاةً[22].

 

وفي لفظ لمسلم: ما أولم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأةٍ من نسائه أكثر أو أفضل مما أولم على زينبَ، أطعَمَهم خبزًا ولحمًا حتى تركوه.

 

وعن أنس أيضًا قال: تزوج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله - زينب رضي الله عنها - قال: فصنعت أمي أمُّ سُليمٍ حَيسًا[23]، فجعلته في تَورٍ[24]، فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقل: بعَثَتْ بهذا إليكَ أمي، وهي تُقرِئُكَ السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليلٌ يا رسول الله، فقال: ((ضَعْه))، ثم قال: ((اذهب فادع لي فلانًا وفلانًا وفلانًا ومَن لقيتَ)) وسمى رجالاً، قال: فدعوتُ مَن سمى ومن لقيتُ، وقيل لأنسٍ: عدد كم كانوا؟ قال: زهاءَ ثلاثمائةٍ، وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أنس، هاتِ التَّور))، قال: فدخلوا حتى امتلأت الصُّفَّة والحجرة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليتحلق عشرةٌ عشرةٌ، وليأكل كل إنسانٍ مما يليه))، قال: فأكَلوا حتى شبعوا، قال: فخرجت طائفةٌ ودخلت طائفةٌ، حتى أكَلوا كلهم، فقال لي: ((يا أنس، ارفَعْ))، قال: فرفعتُ، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت[25].

 

قوله:

. . . . . . . . . . ثُمَّ بَدْرِ المَوْعِدِ
. . . . . . . . . . . . . . . . .

قال ابنُ إسحاق - رحمه الله -: ولما قدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ من غزوة الرِّقاع، أقام بها بقية جمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجبًا.

 

ثم خرَج في شعبان إلى بدرٍ، لميعاد أبي سفيان[26]، حتى نزله.

 

قال ابن هشامٍ: واستعمل على المدينة عبدالله بن عبدالله بن أبي بن اسلول الأنصاري.

 

قال ابن إسحاق: فأقام عليه ثماني ليالٍ ينتظر أبا سفيان، وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنَّةَ من ناحية الظهران، وبعض الناس يقول: قد بلغ عُسْفان، ثم بدا له في الرجوع، فقال: يا معشر قريشٍ، إنه لا يصلحكم إلا عامٌ خصيبٌ ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدبٍ، وإني راجعٌ، فارجِعوا، فرجَع الناس[27].

 

قوله:

. . . . . . . . . . . . . . .
وبَعْدَها الأحزابُ، فاسمَعْ واعدُدِ

 

أي: وقعت غزوةُ الأحزاب في السنة الرابعة بعد بدر الموعد[28].

 

حيث إن قُرَيشًا لما علمتْ أنها لن تستطيع محاربةَ المسلمين وحدها، وكذلك أيقنت يهودُ بذلك، وأن قوَّتَهم لا تُحاكي قوة المسلمين، اتفقوا على جمعِ الجموع لمحاربة المسلمين وغزوِهم في عقر دارهم في محاولةٍ للقضاء على الإسلام والمسلمين.

 

وقيل: إن الذي بدأ بذلك وجمع الجموعَ هم اليهودُ؛ حيث خرج وفدٌ منهم إلى مكة، فيهم سلام بن أبي الحقيق النضري، وحُيَي بن أخطب النضري، فدعوا قريشًا إلى حرب المسلمين، ووعدوهم أن يقاتلوا معهم، ثم خرَجوا من مكَّة إلى نجد؛ حيث حالفوا قبيلةَ غَطَفان الكبيرة على حرب المسلمين، فكان تحالفُ الأحزاب بجهود من يهود بني النضير[29].

 

فخرجت قريشٌ وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غَطَفان وقائدها عيينة بن حصن الفَزَاري، وبنو مرَّة وقائدها الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري، وخرجت أشجعُ وقائدها مسعر بن رخيلة.

 

فلما سمِع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أجمعوا له من الأمر، ضرَب الخندق على المدينة، فعمل فيه رسولُ الله ترغيبًا للمسلمين في الأجر، وعمِل معه المسلمون فيه، فدأب فيه ودأبوا[30].

 

فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعمل وهو يقول، تسليةً لهم؛ ليهون عليهم ما هم فيه من شدة وبلاء وجوع: ((اللهم إن العيشَ عيشُ الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة))، فيقولون مجيبين له:

نحنُ الذين بايَعوا محمَّدَا
على الجهادِ ما بقِينا أبدَا[31]

 

ويقول أيضًا - صلى الله عليه وسلم -:

اللهمَّ لولا أنتَ ما اهتدَيْنا
ولا تصدقنا ولا صلَّيْنا
فأنزِلَنْ سكينةً علينا
وثبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقَيْنا
إن الأُلَى قد بغَوْا علينا
وإنْ أرادوا فتنةً أبَيْنا

 

ثم يرفع صوته ويقول: أَبَيْنا أَبَيْنا، ويمد صوتَه بآخرها[32].

 

وأثناء عمل المسلمين في الحفر عرَضتْ لهم صخرةٌ حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخَذ المِعْول، ووضَع رداءه ناحية الخندق، وقال: ((تمت كلمةُ ربِّكَ صدقًا وعدلاً، لا مبدلَ لكلماته، وهو السميع العليم))، فندر ثلث الحجَر، وسلمان الفارسي قائمٌ ينظر فبَرق مع ضربة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقة، ثم ضرب الثانية، وقال: ((تمت كلمة ربِّك صدقًا وعدلاً، لا مبدلَ لكلماته، وهو السميع العليم))، فندر الثلثُ الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمانُ، ثم ضرب الثالثة، وقال: ((تمت كلمةُ ربك صدقًا وعدلاً، لا مبدلَ لكلماته، وهو السميع العليم))، فندر الثلث الباقي، وخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ رداءه وجلس، فقال سلمانُ: يا رسول الله، رأيتُك حين ضربتَ ما تضرب ضربةً إلا كانت معها برقةٌ؟! قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا سلمانُ، رأيتَ ذلك؟))، فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله، قال: ((فإني حين ضربتُ الضربة الأولى، رُفِعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرةٌ، حتى رأيتُها بعيني))، قال له من حضَره من أصحابه: يا رسول الله، ادعُ اللهَ أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ((ثم ضربتُ الضربة الثانية فرُفِعت لي مدائنُ قيصر وما حولها، حتى رأيتُها بعيني))، قالوا: يا رسول الله، ادعُ الله أن يفتحَها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ((ثم ضربتُ الثالثة، فرُفِعت لي مدائنُ الحبشة، وما حولها من القرى، حتى رأيتُها بعيني))، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ((دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا التُّرك ما تركوكم))[33].

 

ويحكي لنا جابر - رضي الله عنه - معجزةً عجيبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الموقف.

 

يقول جابر - رضي الله عنه -: لما حفر الخندق رأيتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصًا شديدًا[34]، فانكفأتُ إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيءٌ؟ فإني رأيتُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصًا شديدًا، فأخرَجَت إلي جرابًا فيه صاعٌ من شعيرٍ، ولنا بهيمةٌ داجنٌ[35]فذبحتُها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي[36]، وقطعتها في برمتها[37]، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لا تفضَحْني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه، فجئتُه فسارَرْتُه، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمةً لنا، وطحنَّا صاعًا من شعيرٍ كان عندنا، فتعالَ أنت ونفرٌ معك، فصاح النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا أهل الخندق، إن جابرًا قد صنع سورًا[38]فحيَّ هلاً بكم[39]))، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تنزلن بُرمتكم، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء))، فجئت وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس حتى جئتُ امرأتي، فقالت: بك وبك[40]، قد فعلت الذي قلت، فأخرَجَتْ له عجينًا، فبصَق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: ادع خابزةً فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم، ولا تنزلوها، وهم ألفٌ، فأُقسِم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا[41]، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليُخبَز كما هو[42].

 

لقد جاءت هذه المعجزةُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - في وقتها؛ فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - والصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا في أشدِّ الحاجة إلى الطعام حتى يستطيعوا مواصلة العمل في الحفر، ثم مواجهة المشركين بعد ذلك؛ حيث كانوا قد أوشَكوا على الهلاك من شدة الجوع، وعدم وجود الطعام.

 

فقد لبِثوا ثلاثة أيام لا يأكلون ولا يذوقون ذواقًا، حتى إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يربطُ على بطنه حجرًا من شدة الجوع[43].

 

وحتى إنهم من شدة الجوع وعدم وجود شيءٍ يأكلونه كانوا يأكلونَ الطعام المنتن الذي تغيَّرت رائحتُه ولونه.

 

يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه -: كانوا يؤتَوْن بملء كفي من الشعير فيصنع لهم بإهالةٍ سنخةٍ[44]، توضَعُ بين يدي القوم، والقوم جياعٌ، وهي بشعةٌ في الحَلق، ولها ريحٌ منتنٌ[45].

 

وظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعمل ويحمل التراب على كتفه الشريف حتى غطى الترابُ بطنه - صلى الله عليه وسلم.

 

يقول البراء - رضي الله عنه -: لما كان يومُ الأحزاب وخندق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيتُه ينقل من تراب الخندق حتى وارى[46]عنِّي الغبارُ جلدة بطنه[47].

 

وظل الصحابة - رضوان الله عليهم - يعمَلون معه - صلى الله عليه وسلم - وينقُلون التراب على متونهم[48]وهم يرتجزون[49]بما تقدَّم من أشعار حتى فرغوا من حفر الخندق قبل وصول المشركين[50]، وكان ذلك في غداة باردة[51].

 

ثم أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالنساء والأطفال فوُضِعوا في الحصون.

 

عن عبدالله بن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أُطُم[52]حسان، فكان يطأطئ لي مرةً فأنظر، وأطأطئ له مرةً فينظر[53].

 

ثم ظهرت فلول المشركين، الذين تحزبوا لمحاربة الله ورسوله، والصد عن سبيل الله[54].

 

فالتفوا حول المدينة وحاصَروها من كل مكان، فلما رأت يهودُ بني قريظة ذلك، تيقَّنوا أن المسلمين - بأي حالٍ - لن يُفلِتوا من هذه القوة الهائلة، وأنهم سيُقضَى عليهم لا محالة، ففكروا في نقض العهد الذي بينهم وبين المسلمين، ومساعدة الأحزاب للقضاء عليهم.

 

وفعلاً نقض يهودُ بني قريظة العهد، وأصبحوا على استعدادٍ لمعاونة الأحزاب على المسلمين.

 

ووصَل الخبرُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشاع بين صفوف المسلمين، فاشتدَّ الخطب عليهم.

 

وكانت ديارُ بني قريظة في العوالي في الجنوب الشرقي للمدينة على وادي مهزور، فكان موقعهم يمكنهم من إيقاع ضربة بالمسلمين من الخلف[55].

 

وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾؛ أي: الأحزاب، ﴿ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾؛ أي: بنو قريظة، ﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ﴾ من شدَّة الخوف والفزع، ﴿ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ [الأحزاب: 10] الظنون السَّيئة، والخوف من المشركين، وأن الله لن ينصر دينه، ﴿ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 11] بالخوف والجوع والقلق الذي عاشوه، فكان هذا ابتلاءً واختبارًا للمسلمين؛ ليتبيَّن الخبيثُ من الطيب، وحدث ما أراده الله - تعالى.

 

فأما المؤمنون فسرعان ما تنبهوا وظهر إيمانُهم وثقتهم بالله - تعالى - وقالوا: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ [الأحزاب: 22] من الابتلاءِ والامتحان الذي يعقُبُه النصر، ﴿ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].

 

وأما المنافقون والذين في قلوبهم مرض، فقالوا ﴿ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12].

 

وقالوا ﴿ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ﴾ [الأحزاب: 13]، واستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ﴿ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ [الأحزاب: 13]، ففضحهم الله - تعالى - وقال: {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} ﴾ [الأحزاب: 13].

 

ثم أرسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الزبيرَ بن العوام - رضي الله عنه - إلى بني قريظة ليتأكَّدَ من صحة هذا الخبر.

 

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: ((من يأتينا بخبرِ القوم؟))، فقال الزبير: أنا، ثم قال: ((من يأتينا بخبرِ القوم؟))، فقال الزبير: أنا، ثم قال: ((لكل نبي حواري، وإن حواريَّ الزبيرُ))[56].

 

وعن عبدالله بن الزبير - رضي الله عنه - قال: كنتُ يوم الأحزاب جُعِلءتُ أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرتُ فإذا أنا بالزبير على فرسِه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثًا، فلما رجعتُ، قلت: يا أبتِ، رأيتك تختلف، قال: أوَهَلْ رأيتَني يا بني؟ قلت: نعم، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم؟))، فانطلقتُ، فلما رجعتُ جمَع لي رسولُ الله أبويه، فقال: ((فداكَ أبي وأمي))[57].

 

فذهَب الزبير، فوجَدهم قد نقضوا العهد.

 

أما المشركون فقد فوجؤوا بالخندق أمامهم، فوقفوا حيارى، لا يستطيعون اقتحامَه.

 

ولكنهم حاولوا اقتحامه، فكانوا كلما حاولوا ذلك، أمطَرهم المسلمون بوابلٍ من السهام فردُّوهم.

 

عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: لما كان يومُ الخندق ورجلٌ يتترس، جعَل يقول بالترس هكذا، فوضعه فوق أنفه، ثم يقول[58]: هكذا يُسفِّلُه بعد[59]، قال: فأهويت إلى كنانتي فأخرجتُ منها سهمًا مُدمًّى[60]، فوضعتُه في كبد القوس، فلما قال هكذا يُسفِّلُ التُّرس، رميتُ، فما نسيت وقع القِدْحِ[61]على كذا وكذا من الترس، قال: وسقط، فقال: برِجْله، فضحك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذُه، لفعل الرجل[62].

 

ولم تنقطع هجمات المشركين على الخندق في محاولات شرسةٍ لاقتحامه، حتى إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لم يتمكَّنوا من أداء صلاة العصر في أحد الأيام حتى غربت الشمس، من شدة انشغالهم في صد المشركين عن الخندق.

 

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - جاء يوم الخندق بعدما غرَبَتِ الشمسُ، فجعَل يسُب كفار قريشٍ، قال: يا رسول الله، ما كِدْتُ أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرُبُ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((والله ما صليتُها))، فقُمْنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها، فصلى العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب[63].

 

فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالدعاءِ على المشركين.

 

عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: لما كان يومُ الأحزاب، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ملأ الله بيوتَهم وقبورهم نارًا، شغَلونا عن الصلاةِ الوسطى حتى غابت الشمسُ))[64].

 

ثم استمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في دعائِه على المشركين والأحزاب.

 

عن عبدالله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب على المشركين، فقال: ((اللهم مُنزِلَ الكتاب، سريعَ الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزِلْهم))[65].

 

فاستجاب الله - تعالى - دعاءَ نبيه - صلى الله عليه وسلم - عليهم، فأرسَل عليهم ريحًا شديدًا فخلَعت خيامَهم، وأكفأت قدورهم، وأطفأت نيرانَهم، وأرسل الملائكة فزلزلتهم وألقَتْ في قلوبهم الرعبَ والخوف.

 

وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

 

فلم تتحملِ الأحزابُ جنودَ الله - تعالى - ولم يستطيعوا مواجهتَها، فأسرعوا بالتجهُّز للرحيل.

 

عن حذيفة بن اليَمانِ - رضي الله عنهما - قال: لقد رأيتُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب وأخذَتْنا ريحٌ شديدةٌ وقرٌّ[66]، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعَله الله معي يوم القيامة؟))، فسكتنا فلم يُجِبْه أحدٌ، ثم قال: ((ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟))، فسكتنا فلم يجبه أحدٌ، ثم قال: ((ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟))، فسكتنا فلم يجبه أحدٌ، فقال: ((قم يا حذيفة فَأْتِنا بخبر القوم))، فلم أجِدْ بدًّا إذ دعاني باسمي أن أقومَ، قال: ((اذهَبْ فَأْتِني بخبر القوم ولا تذعَرْهم علَيَّ))[67]، فلما وليتُ من عنده جعلتُ كأنما أمشي في حمامٍ[68]حتى أتيتهم، فرأيتُ أبا سفيان يَصْلِي ظهره بالنار[69]، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردت أن أرميَه، فذكرتُ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا تذعَرْهم عليَّ))، ولو رميتُه لأصبتُه، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت، قررت[70]، فألبَسني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من فضل عباءةٍ كانت عليه يَصْلِي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: ((قم يا نومانُ!))[71]، وفي رواية: قال حذيفة: يا رسول الله، تفرَّق الناسُ عن أبي سفيان، فلم يبقَ إلا في عُصبةٍ يوقد النار، وقد صب اللهُ عليهم من البرد مثل الذي صبَّ علينا، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون[72].

 

وبذلك تفرَّقت جموعُ الأحزاب، وهزَمهم الله - تعالى - وحده: ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25].

 

وانفك الحصارُ الذي دام أربعًا وعشرين ليلة[73]بفضلٍ من الله - تعالى.

 

ولذا كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا إله إلا الله وحده، أعزَّ جندَه، ونصَر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده))[74].

 

وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لما أجلى الله الأحزاب: ((الآن نغزوهم، ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم))[75].



[1] هكذا جزم الناظم أنها كانت في السنة الثالثة، وذهب إلى ذلك أيضًا ابنُ الجوزي في كتابه تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون المغازي والسير (44)؛ حيث ذكَر تحريم الخمر ضمن أحداث السنة الثالثة، وبه جزم القرطبي في تفسيره (8/ 156) ت/ التركي، وأما ابن إسحاق وابن هشام فقد ذكرا أنها كانت في السنة الرابعة؛ انظر: سيرة ابن هشام (2/ 191)، وتبعهما ابنُ سيِّد الناس؛ عيون الأثر (2/ 352)، وابن حزم في جوامع السيرة (181)، وقد أشار إلى هذا الخلاف العراقيُّ في ألفيته في السيرة، المسماة: نظم الدرر السنية في السير الزكية، فقال: والخمر حرم، أو ففي التي خلت؛ أي: في السنة الرابعة، أو التي خلت قبلها.

ورجَّح الحافظ ابن حجر - رحمه الله - أن تحريم الخمر كان في سنة ثمان؛ حيث قال الفتح (8/ 279): والذي يظهر أن تحريمَها كان عام الفتح سنة ثمانٍ؛ لِما روى أحمد من طريق عبدالرحمن بن وعلة قال: سألتُ ابن عباسٍ عن بيع الخمر فقال: كان لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - صديقٌ من ثقيفٍ أو دوسٍ فلقِيَه يوم الفتح براوية خمرٍ يُهديها إليه، فقال: ((يا فلانُ، أما علِمْتَ أن الله حرَّمها))، فأقبل الرجلُ على غلامه فقال: بِعْها، فقال: ((إن الذي حرَّم شُربها حرَّم بيعَها))، وأخرجه مسلمٌ من وجهٍ آخر عن أبي وعلة نحوه، لكن ليس فيه تعيينُ الوقت.

[2] صحيح: أخرجه أبو داود (3670)، والترمذي (3049)، والنسائي في المجتبى (5540)، وفي الكبرى (5031)، وأحمد (378)، والحاكم في المستدرك (3101)، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني الصحيحة (2348).

[3] صحيح: أخرجه مسلم (1748).

[4] الفضيخ: شراب يُتَّخذ من البُسر المفضوخ؛ مأخوذ من الفضخ، وهو كسرُ الشيء الأجوف، والبُسر نوعٌ من التمر.

[5] متفق عليه: أخرجه البخاري (2464)، ومسلم (1980).

[6] طبقات ابن سعد، الجزء المتمم لها (1/ 226)، وانظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 168)، وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب (1/ 384): ولدته أمُّه فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النصف من شهر رمضان سنة ثلاثٍ من الهجرة، هذا أصحُّ ما قيل في ذلك إن شاء الله.

وقال ابن حجر - رحمه الله -: الإصابة (2/ 60): وُلِد في نصف شهر رمضان سنة ثلاثٍ من الهجرة؛ قاله ابن سعد وابن البرقي وغير واحد، وقيل: في شعبانَ منها، وقيل: وُلِد سنة أربع، وقيل: سنة خَمسٍ، والأول أثبَتُ.

[7] سريَّة بئر معونة كانت في صفر من العام الثالث:

عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - أن رِعلاً وذكوانَ وعصيَّة وبني لحيان استمدوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على عدو؛ أخرجه البخاري (4090)، هذه رواية البخاري.

أما رواية مسلم: عن أنس قال: جاء ناسٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أنِ ابعَثْ معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنَّة؛ أخرجه مسلم (677).

فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقال لهم: القراءُ في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلُّون بالليل، وأمَّر عليهم حرام بن ملحان - قال أنس بن مالك: حتى كانوا ببئر معونة - على بُعد 160 كيلو - من المدينة، غدَر بهم عامر بن الطفيل؛ حيث ذهَب إليه حرام بن ملحان - رضي الله عنه - ومعه رجلان، كان أحدهما أعرج، فقال لهما حرام: كونا قريبًا حتى آتيهم، فإن آمنوني كنتم - آمنين - وإن قتَلوني أتيتم أصحابَكم، فذهب إليه فقال: أتؤمِّنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل يُحدِّثهم، وأومؤوا إلى رجلٍ، فأتاه من خلفه فطعَنه، فقال حرام بن ملحان - رضي الله عنه - بالدم هكذا فنضَحه على وجهه ورأسِه، ثم قال: فزتُ وربِّ الكعبة، ثم اجتمعوا عليهم فقتلوهم جميعًا غير الرجل الأعرج الذي كان مع حرام بن ملحان، صعِد على رأس جبل، وعمرو بن أمية الضمري أُسِر، ثم أخلى عامر بن الطفيل سبيلَه؛ لما أعلَمه أنَّه من مُضَر.

وكان عامر بن الطفيل هذا يُكِن عداءً شديدًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أرسَل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخيِّره بين ثلاث خصالٍ، فقال له: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتَك، أو أغزوك بأهل غطفان بألفٍ وألفٍ، فقد كان يحقد على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ويرى أنه أخَذ مكانةً لا بد أن يشرَكَه فيها.

وسأل عامر بن الطفيل عمرو بن أمية عن أحَد القتلى، فقال له: من هذا؟ فقال عمرو بن أمية: هذا عامر بن فُهيرة، فقال عامر بن الطفيل: لقد رأيتُه بعدما قُتِل رفع إلى السماء حتى إني لأنظُر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وُضِع.

فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خبرُهم فنعاهم فقال: ((إن أصحابَكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربَّنا أخبِرْ عنا إخوانَنا بما رضينا عنك ورضيت عنا))، وأصيب يومئذٍ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت، ومنذر بن عمرٍو، فأنزَل اللهُ تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في الذين قُتلوا أصحاب بئر معونة قرآنًا قرأه الصحابةُ حتى نسخ بعدُ: بلِّغوا قومَنا؛ فقد لقينا ربَّنا، فرضي عنا، ورضينا عنه.

فظل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شهرًا يدعو على رعلٍ وذكوانَ وعصيَّة، ويقول: ((عُصيَّةُ عصتِ اللهَ ورسولَه)).

انظر جميع هذه الأحداث في "صحيح البخاري"، كتاب: المغازي، باب: غزوة الرجيع وبئر معونة، حديث (4088) إلى الحديث رقم (4096)، كلها عن أنس - رضي الله عنه.

[8] اللِّين: هو جميع النخل.

[9] صحيح: أخرجه الترمذي (1552)، كتاب: السير، باب: في التحريق والتخريب، وصححه الألباني.

[10] الحلقة: أي السلاح.

[11] النجاف: هي العتبةُ التي بأعلى الباب.

[12] وهو ما يُسمَّى بالفيء؛ فالفيء كل ما أخذ من الكفار من غير قتال، مثل غزوة بن النضير هذه، فإن المسلمين لم يقاتلوا فيها، إنما خرج اليهود من غير قتال وحكم الفيء في الإسلام أنه يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، يتصرف فيه حيث يشاء، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينفقه في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله في الآيات: ﴿ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ [الحشر: 6، 7].

[13] ذكَر غزوة بني النضير بهذه التفاصيل: ابن إسحاق "سيرة ابن هشام" 3/96 -98، وابن كثير في "التفسير"؛ انظر: "عمدة التفسير"، اختصار تفسير ابن كثير، أحمد شاكر 3/421، 422.

[14] متفق عليه: أخرجه البخاري (4882)، كتاب: التفسير، سورة الحشر، ومسلم (3031)، كتاب: التفسير، باب: في سورة براءة والأنفال والحشر.

[15] الطبقات الكبرى (8/ 87).

[16] وصححه ابنُ سيد الناس؛ عيون الأثر (2/ 352)، وقال أبو عبيد معمر بن المثنى "التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (2/ 6)": إنه كان في الثالثة، وأما قتادة أسد الغابة (7/ 126)، والواقدي الطبقات (8/ 90)، والطبري تاريخه (2/ 562)، وابن الجوزي تلقيح فهوم أهل الأثر (40)، وابن الأثير الكامل (2/ 64)، فذهبوا إلى أن زواجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - منها رضي الله عنها كان في السَّنة الخامسة.

[17] "البداية والنهاية" 4/163.

[18] متفق عليه: أخرجه البخاري (4782)، كتاب: التفسير، باب: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب: 5]، مسلم (2425)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد.

[19] صحيح: أخرجه البخاري (7420)، كتاب: التوحيد، باب ﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ﴾ [هود: 7]، ﴿ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].

[20] صحيح: انظر التخريج السابق.

[21] صحيح: أخرجه مسلم (1428)، كتاب: النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش.

[22] متفق عليه: أخرجه البخاري (5168)، كتاب: النكاح، باب: الوليمة ولو بشاة، ومسلم (1428)، كتاب: النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش، ونزول الحجاب وإثبات وليمة العرس.

[23] الحيس: هو التمرُ والسَّمن والأقِط، يُخلَط ويعجن، والأقط: الجُبن الجاف.

[24] التَّور: إناء من نُحاس.

[25] متفق عليه: أخرجه البخاري (5163)، كتاب: النكاح، باب: الهدية للعروس، ومسلم (1428)، كتاب: النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش، ونزول الحجاب، وإثبات وليمة العرس.

[26] أي: الميعاد الذي واعده النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، كما تقدم.

[27] سيرة ابن هشام (2/ 210).

[28] ونص على هذا التاريخ: مالكُ بن أنس؛ دلائل النبوة للبيهقي (3/ 397)، وموسى بن عقبة؛ مغازيه (214)، قال: كانت في سنة أربع، وقال عروة بن الزبير، والزهري: دلائل النبوة للبيهقي (3/ 394): إنها كانت بعد أُحد بسنتين؛ فظاهر كلامهم أنها كانت في سنة خمس؛ لأن أُحدًا كانت في العام الثالث، ثم وجدت تفصيلاً لقتادة دلائل النبوة للبيهقي (3/ 394) ينفي هذا الظاهر، يقول: وكانت بعد أُحد بسنتين، لأربع سنين من هجرته، ونص محمد بن إسحاق سيرة ابن هشام (2/ 214): أنها كانت في شوال سنة خمسٍ.

وقد جمَع بين هذه الأقوال البيهقي - رحمه الله - حيث قال - بعدما روى هذه الأقوال بأسانيدها - الدلائل (3/ 393- 397): قلت: لا اختلافَ بينهم في الحقيقة؛ وذلك لأن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل يوم بدرٍ لسنةٍ ونصفٍ من مقدمه المدينة في شهر رمضان، ثم قاتَل يوم أُحدٍ من السنة القابلة لسنتين ونصفٍ من مقدمه المدينة في شوالٍ، ثم قاتَل يوم الخندق بعد أُحدٍ بسنتين على رأس أربع سنين ونصفٍ من مقدمه المدينة، فمن قال: سنة أربعٍ، أراد بعد أربع سنين، وقبل بلوغ الخمس، ومن قال: سنة خمسٍ، أراد بعد الدخول في السنة الخامسة، وقبل انقضائها، والله أعلم.

فأما حديث ابن عمر، قال: عرضني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحدٍ في القتال وأنا ابن أربع عشرة، فلم يُجِزْني، فلما كان يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني.

فيحتمل أن ابن عمر كان قد طعن في الرابعة عشرة يوم أحدٍ، فلم يُجِزْه في القتال حين عُرض عليه، وكان قد استكمل خمس عشرة سنةً وزاد عليها عام الخندق، فأجازه حين عرض عليه، إلا أنه نقل الخمس عشرة لتعلق الحكم بها دون الزيادة.

وذهَب بعض أهل العلم إلى ظاهر هذه الرواية الصحيحة، وحمل قول موسى بن عقبة على ظاهره، وأن أبا سفيان حين خرَج لموعد النبي - صلى الله عليه وسلم - في شعبان ثم انصرف، خرج معدًّا للقتال عامَئذٍ في شوالٍ على رأس سنةٍ واحدةٍ من أُحدٍ.

وذلك يخالف قول الجماعة في قدر المدة بين بدرٍ الآخرة والخندق؛ فقد روينا قبل هذا عن موسى بن عقبة في تاريخ خروج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لموعد أبي سفيان أنه كان في شعبان سنة ثلاثٍ، والخندق في شوالٍ سنة أربعٍ، وروينا عنه في قصة الخندق أنه قال: فخرج أبو سفيانَ في آخر السنتينِ يعني من أُحدٍ، وقد قال في أُحدٍ: إنه كان في شوالٍ سنة ثلاثٍ، فيكون قوله في أُحدٍ سنة ثلاثٍ محمولاً على الدخول في الثالثة قبل كمالها، وقوله في بدرٍ الآخرة: وهو خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - لموعد أبي سفيان سنة ثلاثٍ؛ أي بعد تمام ثلاث سنين ودخول الرابعة، وقوله في الخندق: سنة أربعٍ؛ أي بعد تمام أربع سنين والدخول في الخامسة.

هذا على قول مَن زعم أن مبتدأ التاريخ وقَع من وقت قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقد زعَم بعضُ أهل التواريخ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة في شهر ربيعٍ الأول، فلم يعدوا ما بقي من تلك السنة، وإنما عدوا مبتدأ التاريخ من المحرم من السنة القابلة؛ فتكون غزوة بدرٍ في السنة الأولى، وأُحدٌ في الثانية، وغزوة بدرٍ الآخرة في الثالثة، والخندق في الرابعة.

قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان [الفسوي]: قدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة شهر ربيعٍ الأول، وأقام بها إلى الموسم، وكانت غزوةُ بدرٍ يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة ليلةً من شهر رمضان، على رأس سبعة عشر شهرًا من مقدَمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وهي أول سنةٍ أرخت، ثم كانت غزوة أُحدٍ يوم السبت لإحدى عشرةَ خلَتْ من شوالٍ من السنة الثانية، ثم كانت غزوة بدرٍ الآخرة في شعبان سنة ثلاثٍ لموعد قريشٍ، ثم كانت غزوة الخندق في شوالٍ من سنة أربعٍ.

وقال مالك بن أنسٍ: كانت بدرٌ لسنةٍ ونصفٍ من مقدَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وأُحدٌ بعدها بسنةٍ، والخندق سنة أربعٍ، وبني المصطلق سنة خمسٍ، وخيبر سنة ست، والحديبية في سنة خيبر، والفتح في سنة ثمانٍ، وقريظة في سنة الخندق؛ اهـ.

فمعنى كلام البيهقي الأخير: أنه قد يكون منشأُ الخلاف، هو اختلافهم في بداية حساب السنة الهجرية؛ فبعضهم عدَّ مبتدأ السنة الهجرية من شهر ربيع الأول، وهو الشهر الذي قدِم فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وبعضهم لم يَعُدَّ ما بقي من تلك السنة، وإنما عدوا مبتدأ التاريخ من المحرَّم للعام القابل.

وهذا هو الوجه الثاني للجمع بين الأقوال.

وقد نفى ابنُ كثير - رحمه الله - أن تكون الشهور المتبقية من سنة الهجرة الأولى قد ألغيت، وأن العد بدأ من السنة القابلة، فقال - رحمه الله - البداية والنهاية (6/ 11) - بعدما لخص كلام البيهقي المتقدم -: وهذا مخالفٌ لقول الجمهور؛ فإن المشهورَ أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب جعَل أول التاريخ من محرم سنة الهجرة، وعن مالكٍ: من ربيعٍ الأول سنة الهجرة.

فصارت الأقوال ثلاثةً [أي: الأقوال في تاريخ غزوة الخندق]، والله أعلم، والصحيحُ قول الجمهور؛ أن أُحدًا في شوالٍ سنة ثلاثٍ، وأن الخندق في شوالٍ سنة خمسٍ من الهجرة، والله أعلم؛ اهـ.

قلت: حتى لو قلنا بأن العدَّ بدأ عند بعضهم من ربيع الأول سنة الهجرة، وعند آخرين من المحرَّم من نفس السنة؛ فثلاثةُ أشهر كفيلة بأن تُحدِث اختلافًا في عد الأعوام، والله أعلم.

ثم لو ضعف هذا الوجه من الجمع - وهو قوي - لكان الجمعُ بالوجه الأول جيدًا وحسنًا، وهو أقوى، والله أعلم.

[29] أخرج ذلك ابن هشام في سيرته 3/114، 115، عن ابن إسحاق إلى عروة مرسلاً.

[30] "سيرة ابن هشام" 3/115، بتصرف يسير.

[31] متفق عليه: أخرجه البخاري (4099)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، ومسلم (1805)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق، واللفظ للبخاري.

[32] متفق عليه: أخرجه البخاري (4104)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، ومسلم (1803)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق.

[33] حسن: أخرجه أحمد 4/303، والنسائي (3176)، كتاب: الجهاد، باب: غزوة الترك والحبشة، وحسنه الألباني في "الصحيحة" (772).

ومعنى ندر: أي سقط.

[34] خمصًا: أي جوعًا.

[35] أي سمينة.

[36] أي ففرغت من طحن الشعير حين فرغت من ذبح البهيمة.

[37] البرمة: القدر التي تطبخ فيه.

[38] السور: كلمة حبَشية معناها: الضيف.

[39] أي: هلموا مسرعين.

[40] أي: تعاتبه على ما فعل، وأن الطعام لن يكفيَ هذا العدد.

[41] أي: ذهبوا.

[42] متفق عليه: أخرجه البخاري (4102)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، مسلم (2038)، كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه إلى دار من يثق برضاه.

[43] صحيح: أخرجه البخاري (4101)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب.

[44] الإهالة: الدهن أو الزيت أو السمن، ونحو ذلك، وسنخة: أي تغيَّر طعمُها ولونها من قِدَمِها.

[45] صحيح: أخرجه البخاري (4101)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب.

[46] وارى: أي حجب من كثرته.

[47] متفق عليه: أخرجه البخاري (4106)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، ومسلم (1803)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق.

[48] أي: على أكتافهم.

[49] متفق عليه: أخرجه البخاري (4100)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، ومسلم (1805)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق.

[50] وردت أخبارٌ في بعض كتب السِّير تُفيد بأن سلمان الفارسي هو الذي أشار على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق، وكلُّها لا تثبُتُ؛ إذ لا إسناد لها.

كما وردت أخبار تحدِّد حجم الخندق الذي حفره المسلمون طولاً وعرضًا وعمقًا، وتحدد مكانه تحديدًا دقيقًا، وجميعُها لا يصح.

[51] متفق عليه: من حديث أنس؛ انظر التخريج السابق، واللفظة للبخاري (4099).

[52] الأُطم: الحصن، وجمعها: آطام.

[53] متفق عليه: أخرجه البخاري (3720)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب الزبير بن العوام، مسلم (2416)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل طلحة والزبير - رضي الله عنهما.

وكان عُمُرُ عبدِالله بن الزبير حينها يقرب من خمس سنوات؛ حيث وُلِد في العام الأول من الهجرة - كما تقدم.

[54] ذكَر أهل السير أن عددهم بلغ عشَرة آلاف مقاتل.

[55] "السيرة النبوية الصحيحة" 2/427.

[56] متفق عليه: أخرجه البخاري (4113)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، مسلم (2415)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحةَ والزبير.

[57] متفق عليه: أخرجه البخاري (3720)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب الزبير بن العوام، مسلم (2416)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل طلحة والزُّبير - رضي الله عنهما.

[58] يقول: أي يشير.

[59] يُسفِّله: أي ينزل به لأسفل ليحمي أسفله؛ فهو يرفعه تارة فوق أنفه ليحمي أعلاه، وتارة لأسفل ليحمي أسفله.

[60] السهم المدمَّى: الذي أصابه الدم فحصل في لونه سوادٌ وحمرة مما رمى به العدو، ويُطلَق على ما تكرَّر به الرمي، والرُّماة يتبرَّكون به؛ (نهاية).

[61] القِدْح - بكسر القاف وسكون الدال -: عُود السَّهم.

[62] صحيح: أخرجه أحمد (1620)، وصححه الشيخ أحمد شاكر.

[63] متفق عليه: أخرجه البخاري (596)، كتاب: مواقيت الصلاة، باب: من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت، مسلم (631)، كتاب: المساجد مواضع الصلاة، باب: الدليل لمن قال: الصلاةُ الوسطى هي صلاة العصر.

ولم تكن صلاةُ الخوف قد شُرعت بعدُ.

[64] متفق عليه: أخرجه البخاري (2931)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، مسلم (627)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: التغليظ في تفويت صلاة العصر.

[65] متفق عليه: أخرجه البخاري (2933)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، مسلم (1742)، كتاب: الجهاد والسير، باب: استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو.

[66] القرُّ: البرد.

[67] لا تذعَرْهم عليَّ: أي لا تهيِّجْهم عليَّ.

[68] أي: في جو دافئ.

[69] أي: يدفئه ويدنيه منها.

[70] أي: شعرت بالبرد؛ أي إنه لما ذهب لقضاء مهمته التي أرسله النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أجلها لم يشعر بالبرد، بل شعر بدفءٍ تام، ولم يشعُرْ بالريح الشديدة كبقية القوم، فلما قضى مهمته، عاد إليه البردُ الذي يجده الناس.

قال النووي - رحمه الله -: وهذه من معجزاتِ النبي - صلى الله عليه وسلم؛ اهـ؛ "شرح مسلم" 6/327.

[71] صحيح: أخرجه مسلم (1788)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب.

[72] البزار "كشف الأستار" 2/335، 336.

[73] ذكر ذلك ابن سعد في "الطبقات" 2/73 بإسنادٍ رجاله ثقات إلى سعيد بن المسيب مرسلاً، ومراسيلُه قوية.

[74] متفق عليه: أخرجه البخاري (4114)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب، مسلم (2724)، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: ما يقول عند النوم وأخذِ المضجع.

[75] صحيح: أخرجه البخاري (4110)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (10)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (11)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (12)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (13)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (15)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (16)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (17)

مختارات من الشبكة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (36)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (35)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (34)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (33)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (31)(مقالة - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (30)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (29)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 0:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب