• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

أسس الأخلاق في الإسلام (1)

أسس الأخلاق في الإسلام (1)
د. هند بنت مصطفى شريفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/6/2014 ميلادي - 29/8/1435 هجري

الزيارات: 101474

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسس الأخلاق في الإسلام

 

للأخلاق في الإسلام أسس وقواعد[1] يعتمد عليها بناء المسلم وتكوينه الأخلاقي، ومن الأسس التي يمكن أن نستنبطها من أحداث غزوة الفتح ما يلي:

1-أن الأخلاق الإسلامية تتلاءم مع الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها[2]:

فالأخلاق تنقسم إلى قسمين:

أ- أخلاق فطرية، تظهر في الإنسان من أول حياته وبداية نشأته، كما قال صلى الله عليه وسلم:(( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))[3]، أي على فطرة الحق والإيمان، والدين الإسلامي لم يأت لنسخ هذه الفطرة الطبيعية، أو عزل سلطتها، بل لتثبيت دعائمها وتصديقها وتهذيبها.

 

ب- أخلاق مكتسبة من البيئة الطبيعية أو الاجتماعية أو توالي الخبرات والتجارب.

 

ولاكتساب خُلق ما لابد من وجود هذا الاستعداد الفطري لاكتسابه، وهذا يتفاوت من إنسان لآخر، فالناس كما تفاوت حظوظهم من الذكاء الفطري والصفات الجسدية، فكذلك تتفاوت طبائعهم الخلقية.

 

ومما يدل على وجود الفروق في الهبات الفطرية الخلقية: قوله صلى الله عليه وسلم:(( الناس معادن، كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))[4]، ففي هذا الحديث يثبت الرسول صلى الله عليه وسلم وجود فروق في الهبات الفطرية الخُلقية، وأن خيار الناس في تكوينهم الفطري، هم أكرمهم خُلقا، وأن هذا التكوين الفطري يرافق الإنسان ويصاحبه في كل أحواله، فأحاسنهم أخلاقا في المجتمع الجاهلي، هم خيرهم معدنا وأفضلهم سلوكا، فإذا عُلِّم وهُذب وتفقه في الدين، امتاز منهم من امتاز سابقا، لأن الإيمان والعلم والتهذيب تمد من كان ذا خلق حسن في أصل فطرته، فتزيده حسن خلق واستقامة سلوك وفضل[5].

 

وكان هذا حال صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أسلم من كبارهم وكرامهم يوم الفتح، كأبي سفيان وحكيم بن حزام والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين،-وكانوا جميعا من المعروفين بالفضل والصدق في البذل والتضحية كما أُثر عنهم في سيرهم-،كان لهم في الإسلام مكانة عالية وتحولت عداوتهم للأسلام وكراهيتهم له إلى جهاد ونصرة للحق وتضحية في سبيل الله تعالى.

 

ومن شواهد موافقة الأخلاق الإسلامية للفطرة، ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في   مبايعة   النبي صلى الله عليه وسلم للنساء، فقد روت أن  فاطمة   بنت   عتبة [6]رضي الله عنها جاءت ( تبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ عليها أن ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ﴾ [7] قالت: فوضعت يدها على رأسها حياء، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى منها)[8].

 

وكذلك استنكرت ذلك هند بنت عتبة رضي الله عنها ذلك واستهجنت أن يقع من أصحاب النفوس العفيفة، وقالت: (وهل تزني الحرة)[9]، فقد كانت الفطرة العربية السليمة النقية تصون الأعراض وتحافظ على الحرمات والمقدسات، وتستنكر وترفض خدشها والمساس بها.

 

والحاسة الأخلاقية كالحواس الأخرى المغروسة في الطبيعة البشرية، يستحسن الإنسان بواسطتها بعض الأفعال، ويستقبح البعض الآخر، وهذا مما يميز الإنسان عن الحيوان[10].

 

وهذه الحاسة عميقة وراسخة في فطرة الإنسان، ولم يغفلها الإسلام بل عمل على تنظيمها، وتوجيهها، ووضع المقاييس والمعايير الثابتة لها، فلا تميل وتتبع الهوى والمصالح الشخصية، إنما ترجع إلى معايير مطردة، بعيدة عن التأثر بالأهواء، وهي الموازين الإسلامية التي جاءت لتنمية الفاضل من هذه الأخلاق، ولتوجيه وتعديل المنحرف منها.

 

وفطرية الأخلاق دليل على إمكانية تقويمها وتهذيبها لتكون أخلاقا فاضلة حميدة، ولكن يشترط لذلك سلامة هذه الفطرة وصحتها، فالفطرة قد تفسد أحيان-أو غالبا-إذا تعاقبت عليها عوامل الفساد، فلا تتقبل الأخلاق الفاضلة، بل قد تنكرها[11]،كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( والفعل إذا صادف محلا قابلا تم، وإلا لم يتم، والعلم بالمحبوب يورث طلبه، والعلم بالمكروه يورث تركه...وهذا كله إنما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها، وأما مع فسادها فقد يحس الإنسان باللذيذ فلا يجد له لذة بل يؤلمه، وكذلك يلتذ بالمؤلم لفساد الفطرة)[12].

 

2-ارتباط الأخلاق بالعقيدة والشريعة الإسلامية:

أحاط الإسلام الفرد في المجتمع الإسلامي بسياج من الأخلاق، ويمتد هذا السياج ليشمل سائر شئون الحياة الدينية والدنيوية، فيشمل بذلك أمور الدين كلها ليحقق ترابطا قويا بين الخلاق والعقيدة وبينها وبين الشريعة.

 

أما ارتباط الأخلاق بالعقيدة فهو من جانبين:

الجانب الأول: أن الإيمان بالله تعالى دافع إلى الالتزام بالأخلاق المرضية عنده تعالى، ويتجلى ذلك في حرص الإسلام على وجود وازع إيماني أخلاقي في داخل نفس المؤمن، لتزكية هذه النفس وإبقائها دائما في حالة من الطهر والتسامي، كما قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [13].

 

بل إن الالتزام بالأخلاق الفاضلة هو من معايير صدق الإيمان، وهو البر الذي قال عنه تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ﴾ [14].

 

فالعقيدة الإسلامية هي الأساس الأول لإقامة صرح الأخلاق، فمنها ينبع الخلق[15]، وهي الحارس القائم في الضمير على أمانة تنفيذ أوامر الله، وهي الحافز النفسي على الطاعة والاستقامة على الفضائل التي أمر بها الشرع، والابتعاد عن الرذائل التي حذر منها ونهى عنها[16].

 

ومن الممكن أن يسمى هذا الوازع (الضمير الأخلاقي)، وربط التربية الأخلاقية بالإيمان بالله، أساس لنمو هذا الضمير، الذي يهدف إلى كسب رضى الله تعالى عن طريق التزامه بالفضائل الأخلاقية، والدين الإسلامي لم يكتفِ بأن يلزم هذا الضمير الأخلاقي بالفضائل فحسب، بل أنه بعد أن يغذيه وينوره يعتمد عليه من جديد لدعم سلطانه الخاص[17]، ليحقق تقوى الله والإخلاص له تعالى في نفوس المؤمنين، فإذا لم يتوفر الإخلاص لله في القلب، لم تثمر الطاعات الظاهرة أي قرب له تعالى، وإذا لم تتهذب النفس بالأخلاق الفاضلة، لم يغنها أي غناء ما قد تلبسه على مرأى الناس من ثوب الصلاح والتقوى[18].

 

إضافة إلى ذلك فإن الإيمان بعلم الله تعالى، وإطلاعه على كل شئون العبد، يقيم داخل نفسه حسيبا، يراقب كل عمل لا تبصره عين الناس أو تطاله يد الحكم، وذلك يحدث داخل النفس المؤمنة رهبة من اقتراف الأخلاق الفاحشة الذميمة، أقوى من رهبته الحكام أو الناس.

 

الجانب الثاني: ومن الممكن اعتباره نتيجة للجانب الأول، فإذا كان الإيمان بالله هو الدافع للسلوك القويم والأخلاق الحميدة، فإن لهذه الأخلاق أثرا يتناسب مع الإيمان تناسبا طرديا، فإذا التزم المسلم بأمهات الفضائل التي أمر بها الإسلام، وأتى بها مخلصا، فإنه يبلغ من الإيمان منزلة عالية، وكلما ارتقت وحسنت أخلاقه، بلغ درجة أعلى كما قال صلى الله عليه وسلم:((إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله))[19].

 

فهناك تلازم بين الإيمان وحسن الخلق، فكلما كان العبد أحسن خلقا، كان أكمل إيمانا، وكلما أحسن للناس بالبشاشة وطلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى، كان أفضل عند ربه[20]، وكان له من المكانة والقرب من رسوله صلى الله عليه وسلم ما ليس لغيره كما قال:((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا))[21].

 

أما ارتباط الأخلاق بالشريعة فهو كذلك من جانبين:

الجانب الأول: أنه مع كل أمر شرعي يوجد أمر أخلاقي يعطيه المعنى الإنساني الذي يرتفع به عن مستوى التكليف البحت، ويشيع في جوانبه الحب والإحسان والإخلاص، فالعبادات الإسلامية من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيره، تتحلى بآداب وأخلاق ترتفع بها عن مستوى الأداء المجرد وتوفر لها عنصري الضمير والروح[22].

 

فالمؤمن عند أداء العبادة يتحلى بآدابها وأخلاقها، ويجني كذلك- بفضل الله - ثمراتها الأخلاقية، ومن هذه الثمار على سبيل المثال: أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة التي يبذلها الأغنياء تطهرهم وتزكيهم،والحج يعود المؤمنين على الصبر والبذل والإيثار.. الخ[23].

 

فالقيام بأنواع العبادات والطاعات يقوم الأخلاق،لأنها تزكي النفس وتسهل عليها اكتساب الأخلاق الطيبة وطرد الأخلاق الخبيثة[24].

 

الجانب الثاني: أن الالتزام بالأخلاق الفاضلة يدفع المسلم إلى تطبيق الشريعة الإلهية، فمن كان متصفا بحب الحق وإيثاره، دفعه ذلك إلى طاعة الله والقيام بشرائعه الحق التي فرضها والابتعاد عما نهى عنه من المآثم، ودفعه إلى شكره على نعمه.

 

كما أن من يتمتع بخلق العدل فإنه يجد نفسه مدفوعا بالعامل الخُلقي للالتزام بأحكام المعاملات المالية[25]، وكذلك إقامة حدود الله تعالى.

 

ومن يتمتع بخلق حب الخير للناس والبعد عن الأثرة والأنانية، يزيده ذلك حرصا عليهم وحبا لهدايتهم، وعملا على استقامتهم على طريق الخير والفلاح، وإلزامهم بأوامر الدين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأمرهم بالمعروف والأخلاق الحسنة، ونهيهم عن المنكر والأخلاق السيئة.

 

3- اتساع دائرة الأخلاق في الإسلام:

فهي تسع الحياة وتشملها بكل جوانبها، وكافة مجالاتها، ولم تدع جانبا من جوانب الحياة الإنسانية: روحية أو جسمية، دينية أو دنيوية، عقلية أو عاطفية، فردية أو جماعية، إلا رسمت لها المنهج الأمثل للسلوك الرفيع.

 

ولا يوجد في الإسلام عمل واحد يمكن أن يخرج عن دائرة الأخلاق، فالصلاة لها أخلاق مثل: الخشوع، والكلام له أخلاق: كالإعراض عن اللغو، والجنس له أخلاق مثل: الالتزام بحدود الله وحرماته، والتعامل مع الآخرين من أخلاقه: الوفاء والأمانة ورعاية العهد، والحياة الاجتماعية لها أخلاق: كالتعاون على الخير، والغضب له أخلاق: كالصفح والعفو، وهكذا لا يوجد شيء واحد ليست له دلالة أخلاقية مصاحبة[26]، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى نفوذ أخلاقيات الإسلام في الحياة الإنسانية[27].

 

ومن اتساع دائرة الأخلاق أن المسلم لا ينفك عن التحلي بالأخلاق الفاضلة الحميدة في كل أحواله وأوقاته، في سلمه وحربه، فحسن المعاملة أثناء الحرب ولين الجانب والرأفة والتسامح مع الأعداء المغلوبين والرحمة بالنساء والأطفال والشيوخ، والوفاء بالعهود[28]، هذه الصفات وغيرها، لم تتحقق إلا في الجيوش الإسلامية التي فتحت قلوب الناس بالنور الذي تحمله، وبالأخلاق التي تلتزم بها قبل فتح البلاد بالسيف.

 

فمن خصائص التكليف الأخلاقي أنه شامل، ويتجلى طابع الشمول في النظام والمبدأ الأخلاقي الإسلامي، لا لأن مجموع أوامره يتوجه إلى الإنسانية جمعاء فحسب، بل لأن قاعدة الفضيلة عامة، ويجب على كل فرد أن يطبقها على نسق واحد، سواء أكان تطبيقه لها على نفسه أم على الآخرين[29]، أو كان هذا التطبيق على أقربائه أم على البعداء، على الأغنياء أم على الفقراء[30]، وسواء أكانوا داخل الجماعة أم خارجها، على الأصدقاء أم على الأعداء[31]، وهكذا كان قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدبه وتعامله مع القريب والبعيد، في سعة صدره وحلمه وعفوه، وفي تواضعه للفقير والمسكين، فكان كما أثنى عليه تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾  [32].



[1] للاستفادة انظر الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/195- 207، والأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها: د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي تحت عنوان القواعد الأساسية لاكتساب الأخلاق ص 63- 75، مطبعة سفير الرياض، ط:1، 1417هـ 1996م.

[2] انظر الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/178-189.

[3] صحيح مسلم كتاب القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين 4/2047 ح 2658. وكذلك حديث الأشج بن قيس:( الحمد لله الذي فطرني على خصلتين يحبهما الله ورسوله..).

[4] رواه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب قوله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾4/122. ورواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب الأرواح جنود مجندة 4/2031 ح 2638 واللفظ له، والمسند 2/260 و 539 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[5]بتصرف، الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/179، ومن الممكن تقسيم العوامل المؤثرة في الخلق إلى قسمين هما: الوراثة والبيئة، فالمرء يخلق وعنده استعداد للخير والشر، وأخلاقه تتغير على حسب ما يؤثر فيها من عوامل الوراثة والبيئة. بتصرف، مقدمة في علم الأخلاق ص 32.

[6]فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبدشمس، أخت هند أم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، أسلمت مع أختها يوم الفتح. بتصرف، الطبقات الكبرى 8/238، والإصابة 4/383.

[7] سورة الممتحنة جزء من آية 12.

[8] رواه الإمام أحمد، وقال الشيخ الساعاتي: رجاله رجال الصحيح، الفتح الرباني 21/164.

[9] انظر تاريخ الأمم والملوك 3/62.

[10]بتصرف، جوانب التربية الإسلامية الأساسية: د. مقداد يالجن ص 292، مؤسسة دار الريحاني للطباعة بيروت، ط:1، 1406هـ 1986م.

[11] فتنكر المعروف وتتقبل المنكر، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال قلب من تعرض عليه الفتن ويقبلها فيصبح(( أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه))، صحيح مسلم كتاب الإيمان باب بيان أن الإسلام بدأ غريب وسيعود غريبا، وأنه يأرز بين المسجدين 1/123 ح 144.

[12] الإيمان ص 22، المكتب الإسلامي بيروت ط:2 1392هـ.

[13] سورة الشمس الآيات 7-10.

[14] سورة البقرة جزء من آية 177.

[15] من أمثلة نبع الأخلاق من العقيدة قوله صلى الله عليه وسلم:((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)) في حثه على الكرم، وقوله:((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)) في نهيه عن الزنا.انظر أساليب الغزو الفكري د. علي جريشة ص 219.

[16] انظر منهج القرآن في التربية: محمد شديد ص 146، مؤسسة الرسالة بيروت ط: بدون 1402هـ 1982م.

[17]بتصرف، دستور الأخلاق في القرآن، دراسة مقارنة للأخلاق النظرية في القرآن: د. محمد عبدالله درَّاز، ص 678، تعريب وتحقيق: د. عبدالصبور شاهين مؤسسة الرسالة ودار البحوث العلمية ط:4، 1402هـ 1982م.

[18]بتصرف، باطن الإثم، الخطر الأكبر في حياة المسلمين: د. محمد سعيد رمضان البوطي ص 20، مكتبة الفارابي دمشق، ط:3، 1396هـ 1976م.

[19] سنن الترمذي كتاب الإيمان باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه 5/9 ح 2612، وقال: هذا حديث صحيح.

[20]بتصرف، نزهة المتقين شرح رياض الصالحين: د. مصطفى سعيد الخِن و مجموعة من العلماء 1/527 باب حسن الخلق، مؤسسة الرسالة بيروت ط:1، 1397هـ 1977م.

[21]سنن الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في معالي الأخلاق 4/370 ح 2018. وقال: هذا حديث حسن.

[22]بتصرف، ثوابت ضرورية في فقه الصحوة الإسلامية: د. عبدالحليم عويس ص 122، دار الصحوة للنشر القاهرة، ط:1، 1414هـ 1994م.

[23]بتصرف، الخصائص العامة للإسلام: د. يوسف القرضاوي ص 183، وانظر أساليب الغزو الفكري ص 220.

[24] انظر أصول الدعوة ص 98، والدعوة الإسلامية، أصولها ووسائلها ص 27.

[25]بتصرف، الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/29.

[26]بتصرف، الخصائص العامة للإسلام ص 110، وانظر الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/55.

[27] انظر مقال بعنوان: إلى أي شيء يدعو الإسلام: العلامة أبو الأعلى المودودي، من ضمن أبحاث اللقاء الخامس لمنظمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ط:2، 1402هـ 1982م.

[28] للاستفادة انظر من روائع حضارتنا: د. مصطفى السباعي من ص 136 -158، دار القرآن الكريم بيروت لبنان ط: بدون 1400هـ 1980م.

[29] ويدل لذلك قوله تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ﴾ سورة البقرة جزء من آية 44، وكقوله صلى الله عليه وسلم ((لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)).

[30] كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ سورة النساء جزء من آية 135.

[31] كقوله تعالى:﴿ عَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ سورة المائدة جزء من آية 8، انظر دستور الأخلاق في الإسلام ص 53-54.

[32] سورة القلم آية 4.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خصائص الأخلاق في الإسلام
  • مكانة الأخلاق في الإسلام
  • أسس الأخلاق في الإسلام (2)
  • الأخلاق في الإسلام
  • منهج الأخلاق في الإسلام
  • الأخلاق في الإسلام (2)

مختارات من الشبكة

  • عمارة المكتبات في الإسلام: نشأتها، تطورها، مصائرها، إعادة تفعيلها، أسس ومعايير عمارتها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسس بناء العلاقة الزوجية في الإسلام(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإمامة في الإسلام.. أسس ومبادئ وواجبات (PDF)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن عبدالمحسن الطريقي)
  • أسس مهمة لمن يكتب حول اقتصاديات الإسلام(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • القواعد والفوائد من حديث: من أسس القضاء في الإسلام(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • روسيا: المسجد الكاتدرائي في "إيجيفسك" يعلم أسس الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أسس النظام السياسي في الإسلام(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
  • أسس وقواعد طلب العلم(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أسس الأمن الفكري في الثقافة لمحمد بن سرار اليامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب