• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / روافد
علامة باركود

تفسير قول الله تعالى: { والذين يؤمنون بما أنزل إليك.. }

تفسير قول الله تعالى : { والذين يؤمنون بما أنزل إليك.. }
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2014 ميلادي - 2/8/1435 هجري

الزيارات: 7393

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى

﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ... ﴾

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قول الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 4، 5] .

 

هذا هو الوصف الرابع للمتقين الذين ينتفعون بهداية القرآن الكريم، وهو الإيمان بكل ما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم؛ لا يفرقون بين أحد منهم، وهم له مسلمون.

 

والإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: أن يوقن يقيناً تطمئن إليه النفس تمام الاطمئنان بأنه تنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلبه ليكون من المنذرين؛ بلسان عربي مبين، وأنه الحق من الله، وأنه لقول رسول كريم؛ وما هو بقول شاعر ولا بقول كاهن، وأنه الحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه؛ وأنه ينطق بالحق، ويهدي إلى الحق؛ وأنه الهدى ودين الحق؛ وأنه موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وأنه النور والكتاب المبين الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم. وأنه الروح الذي يحيي به الله القلوب بعد موتها، وأنه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه يزيد الذين آمنوا إيمانا والذين اهتدوا هدى، ولا يزيد الظالمين الذين في قلوبهم مرض إلا رجساً على رجسهم وخساراً على خسارهم. وأنه أحسن الحديث - كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد. وأنه لو تنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله؛ وأنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون، تنزيل من رب العالمين، وأنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ. وأنه من اتبع هداه لا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عنه فإن له معيشة ضنكا، ويحشر يوم القيامة أعمى. وأنه العروة الوثقى لا انفصام لها؛ من استمسك بها أمن شقاء الدنيا والآخرة، وفاز بالحسنيين. وأنه فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدي من غيره أضله الله؛ هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم؛ هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه؛ هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ [الجن: 1، 2] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.

 

الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: أن لا يطلب العلم إلا منه، ولا يرضى بالحق إلا منه ولا يرجو الهدى إلا منه، ولا يقبل التحاكم في كل شئون الدنيا والآخرة إلا إليه.

 

الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: أن يصطبغ القلب والجوارح والعمل بصبغة هذا الإيمان، فالأدب والخلق والسمت؛ والحب والبغض؛ والرضا والسخط، والمدخل والمخرج والقيام والقعود، يكون كل ذلك صورة نيرة مشرقة لما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وما رضي له وللمؤمنين من الدين والهدى والخلق والأدب والأعمال والأحوال، قال تعالى ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177] وقال ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112] وقال ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 2، 3] وقال ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 15، 16] وقال ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ وقال ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾ وقال ﴿ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [التوبة: 44، 45] وقال ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾ وقال ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ وقال ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ وقال﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وقال ﴿ وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ إلى أن قال ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ وقال ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11] وقال ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ وقال في وصف من حقت عليهم لعنته ﴿  تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 80، 81] وقال ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ﴾ [المجادلة: 22] إلى غير ذلك مما لا يحصى من الآيات في وصف الإيمان والمؤمنين وأعمال المؤمنين وأحوالهم وأخلاقهم وآدابهم. وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يحصى كذلك مما يجلو حقيقة الإيمان ويحببه إلى القلوب؛ وزكيه وينميه فيها ويزيده قوة وثباتاً، ويمد في ظله الوارف وثمراته اليانعة التي ينتفع منها صاحبها وتفيض خيرا وبركة ونورا وهدى على كل ما يتصل به من مال وأهل وولد وإخوان.

 

وهذا الإيمان إنما يكون حبة من النور يقذفها الله في قلب من يرد هدايته فيشرح بها صدره، ثم لا يزال ذلك المهتدي يتعهد تلك البذرة المباركة بما يسقيها من عصارة التدبر لآيات الله؛ والتفقه في الذكر الحكيم حتى تنمو فتكون شجرة مباركة، أصلها ثابت في قلبه وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

 

وليس ذلك بكثرة ما يستوعب الرأس من كتب القيل والقال، ولا بطول البحث وكثرة الجدال، ولا بحذق المقدمات والقضايا المنطقية، وإتقان فن الفلسفة والنظريات الأفلاطونية. كلا. ولا بكبر العمائم وسعة الجباب؛ ولا بورقة تعطى بإتمام دراسة الكتب والفنون، كلا، فكم كان بعض ذلك أو كله حائلا بين القلب وبين الإيمان، وكم كان ذلك سبباً في اتخاذ دعوى الإيمان شبكة لصيد المآرب واقتناص الأغراض، بل الإيمان الحق لا يكون إلا بتضحية النفس والمال في سبيل الإيمان، وفي مرضاة الرحمن.

 

أما الإيمان الزائف الذي هو بالدعوى اللسانية؛ وبالظواهر الخداعية، وبالأسماء والكنى والجنسية، فسنوفي القول فيه عند القول في قوله تعالى ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8] إن شاء الله تعالى.

 

هذا، والإيمان بالأنبياء السابقين وما أنزل الله عليهم من الكتب والشرائع: معناه: الإيمان بأن الله العليم الحكيم جل شأنه، وتبارك اسمه، وتعالى جده، لم يترك لإنسان في أي دور من أدواره سدى، ولم يكله في وقت من الأوقات إلى طبيعته وغرائزه وعقله، بل لم تزل رحمة الله تترى على الإنسان بأولئك الذين يصطفيهم منه لرسالته أما برحت نعمه سابغة عليه بما يوحى إلى أولئك المرسلين من علم وهدى ورحمة وحكمة، وأن ولله سبحانه يبعث أولئك المرسلين للإنسان بما يصلحه من الشرائع والآداب والأحكام بحسب ما وصل إليه من الحضارة وما يترقى إليه من أسباب العمران. فكلما تطورت الإنسانية وارتقت درجة بعث الله إليها رسولا بدين يلائمها ويناسب حالتها الاجتماعية لتستقيم به في طورها الجديد على سنن الهدى والرشاد، فيمحو من الشريعة السابقة وينسخ منها ما تكون الإنسانية قد ارتقت في طورها الجديد عنه؛ ويثبت في الكتاب الجديد من الكتاب السابق ما يشاء مما يكون نفعه مستمراً، والحاجة إليه باقية، كالتوحيد والإيمان بالله؛ والكفر بما يعبد من دونه؛ مثلا.

 

وذلك قوله تعالى ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: 213] وقوله ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ وقوله ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ﴾ [النحل: 36] وقوله ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 38، 39] يعني لكل نبوة ورسالة أجل ولكل أجل كتاب، فإذا جاء أجل الرسالة السابقة نسخ ومحا منها ما شاء وأثبت وأبقى في الرسالة الجديدة من السابقة ما شاء. وكل الرسالات على ما كانت عليه في وقتها وكتبها عند الله في اللوح المحفوظ الذي هو أم كل الكتب وجامع لها.

 

وما زال كذلك حتى بلغ الإنسان إلى أكمل درجات الرقي الإنساني، والعمران الاجتماعي، الذي ليس بعده إلا التدلي والانحلال، وحتى بلغت الدنيا إلى أقصى عمرها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، فبعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وختم بكتابه الكتب وبشريعته الشرائع، وجمع فيه كل ما يحتاج إليه الإنسان إلى آخر الدهر في حضارته ومدنيته؛ وعلومه ورقيه، واختراعاته وصناعاته؛ وما يستتبع ذلك من تفنن في الفساد الذي لا صلاح له إلا بهذه الشريعة المحكمة القيمة، وكتابها العزيز ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ والذي وصفه الحكيم الحميد بأنه ﴿ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ﴾.

 

قال تعالى ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾.

 

وقد ذكر الله جل شأنه حال الإنسان في الآخرة، وأنه سيندم على ما فرط في جانب الله فخسر خسرانا مبينا، وحل به من العذاب ما يستحق، إذ كذب رسل الله وتنكب صراطه المستقيم، فيقرعه الله أشد التقريع ويوبخه ليزيد في عذابه وآلامه، وأنه ما عذبه إلا بعد أن دعاه على ألسنة رسله إلى الإيمان والعمل الصالح فأبى واستكبر. فقال تعالى في سورة الإسراء ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 14، 15].

 

فمن زعم بعد هذا -من أي أحد مهما بلغ- أن هناك فترة من الزمن قد بطلت فيها حجة الله على الإنسان، فتركه سدى، وأخلاه من المسئولية؛ وفك عنقه من دين يسأله عنه، ويجزيه به يوم القيامة، وألقى له الحبل على الغارب يسمع لشيطانه وينقاد له حيث ذهب في مهاوي الشرك والفسوق والعصيان، ثم يكون من بعد هذا يوم القيامة بمنجاة من الحساب والسؤال والعذاب على ما اكتسبت يداه: فذلك هو أبطل الباطل، وأعظم الاجتراء على الله تعالى. ومهما زعم هذا الزاعم لهذا المنكر من القول من أدلة أو براهين بعد كتاب الله الذي ينطق بالحق، فما هي إلا خيالات وأوهام، وخدع من خدع الشيطان. نسأل الله العافية منها.

 

ولا ندري ماذا يفكر أولئك القائلون لتلك المقالة الباطلة فيما يحويه وتنطوي عليه صحيفة أهل تلك الفترة التي لا وجود لها إلا في مخيلة هؤلاء؟ وماذا سجلت الملائكة عليهم في هذا الكتاب الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟ أيكون كفرا وشركا وفسوقا وعصيانا؛ ثم مع هذا يفرحون به يوم القيامة حين يلزمونه في أعناقهم ويسرون بما فيه من ظلم وظلمات؛ ويدخلهم الله الجنة على رءوس الأشهاد، وقد رأوا جميعا ما فيه من هذه الظلمات؟ فأين قول الله ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ أو يقلب الله حقائق هذا فيجعل الكفر إيمانا والشرك توحيداً؛ والفسوق طاعة، والعصيان براً وتقوى؟ فما قيمة تسجيل الملائكة وإحصاء الأعمال مع هذا سبحانك هذا بهتان عظيم. ولقد كان اليهود والنصارى، وغيرهم من أهل الضلال والفساد يزعمون أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليست لهم، وإنما هي للأميين مع أنهم كانوا كما قال الله ﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ أي يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم أتم معرفة؛ لا يمكن أن يدخلها شك أو ارتياب مما ظهر لهم من معجزاته وآياته، ومما كانوا يقرأون في كتبهم ما أخذ الله وأنبياؤه عليهم من العهد والميثاق أن يؤمنوا به ويعزروه وينصروه ويتبعوا النور الذي أنزل معه، فكان هذا منهم إيمانا ببعض الأنبياء وكفرا ببعضهم؛ وهو على الحقيقة كفر. بكل الأنبياء وكفر بالله، ولقد كانوا مع هذا على ما وصفهم الله ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ أي يؤمنون ببعض ما في كتبهم مما وافق أهواءهم وجاء على رأيهم واستحسانهم فيعملون به ويتبعونه ويكفرون بما لم يوافق أهواءهم، فيخرجون منه ويفسقون عنه بكل ما استطاعوا من تأويل وتحريف وتبديل، وهذا في الحقيقة أيضا كفر بكل الكتاب. فإن الإيمان به إنما يكون على أساس أن كله من عند الله، وأن كله هدى ورحمة، وكله دين يجب العمل به واتباعه، ولن يكونوا مؤمنين حتى يكون هواهم تبعاً لما جاء به نبيهم،لا أن نبيهم وشرعه وكتابه تابع لأهوائهم ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾ وقال تعالى في سورة النساء ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 150 - 152].

 

وتأمل قوله تعالى ﴿ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ أي يفرقون بين الإيمان بالله ورحمته بالإنسان وحكمته في إرسال الرسل بالهدى والرحمة عند حاجة الإنسان الملحة إليها، لما يعمه ويعم محيطه من الفساد، وبين الإيمان برسل الله الذين يختارهم لذلك النور والهدى، وتحقيق الرحمة والحكمة، فزعموا مع كفرهم بأنبياء الله: إيمانهم بالله. وهذا من أبطل الباطل وأمحل المحال، فإنه لا يمكن الإيمان بالله إلا بمعرفة الله؛ ومعرفته محال أن تكون بالعقل الإنساني المجرد، بل لا سبيل لها إلا من الله وتعليمه، ولا سبيل إلى ذلك إلا من قبل الوحي الذي يتفضل الله به على من يختاره للرسالة، والسفارة بينه وبين خلقه.

 

فالمؤمنون حقا: هم الذين يؤمنون بالله على ما وصف نفسه، وملائكته وكتبه ورسله، وأنهم من آثار رحمة الله وفضله الذي لا ينقطع عن الإنسان، واليوم الآخر الذي سيقومون فيه لرب العالمين يجزيهم فيه بأعمالهم ويوفيهم أجورهم بما كانوا يعلمون ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ يوم ﴿ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ ﴿ يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾.

 

المؤمنون الموقنون بهذا اليوم الآخر لا يفترون عن الاستعداد له بعبادة الله وحده مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. والكف عن محارم الله والبعد عن معاصيه؛ والوقوف عند حدوده.

 

المؤمنون الموقنون بهذا اليوم الآخر، يتمثلونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم. ولا تبرح صورته وأهواله، وما وصف الله من مواقفه التي تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وتجعل الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد؛ وما وصف من ناره وسلاسلها وأغلالها، وزفيرها ولهبها وملائكتها الغلاظ الشداد؛ الذين لا يعصون الله ما أمرهم وما وصف من نعيمه وجناته وسروره وحبوره. فهم أبداً حاضرون شاهدون لذلك كله كأنهم يرونه ويسمعونه عيانا، وهم أبدا فارون إلى الله هاربون من غضبه وعذابه؛ لاجئون إلى رحمته ومغفرته ومرضاته وجناته التي أعدت لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

 

﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ على نور منه وبينة وبصيرة تهديهم وترشدهم، ويسددهم الله ويوفقهم، ويعيذهم مما يخافون منه.

 

﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ ﴿ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ﴾ [النور: 35].

 

اللهم إني أسألك من فضلك العظيم ورحمتك الواسعة أن تجعلني وإخواني الموحدين من هؤلاء يا أرحم الراحمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الثانية

الرابع عشر

جمادى الأولى سنة 1357 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير قوله تعالى: ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة )
  • تفسير قول الله تعالى : { إن الذين كفروا سواء عليهم.. }
  • تفسير: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون)
  • تفسير قول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: { والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى: (والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب