• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآية (255)

تفسير سورة البقرة .. الآية (255)
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/4/2014 ميلادي - 29/6/1435 هجري

الزيارات: 38382

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة.. الآية (255)


قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

 

هذه الآية الكريمة هي من أعظم آيات القرآن، فروى الإمام مسلم بسنده عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)). قلت: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ فضرب في صدري وقال: ((ليهنك العلم أبا المنذر))[1].

 

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديثه الطويل الذي أوله: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، قال: فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله. قال: إني محتاج وعليّ عيال وبي حاجة شديدة. فخليت سبيله، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة؟)). قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً. فرحمته، فخليت سبيله. قال: ((أما إنه قد كذبك فسيعود)). فعرفت أنه يعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء وقد فعل ذلك ثلاث مرات حتى إذا خاف منه في الثالثة، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قال أبو هريرة: قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ حتى تختمها، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله. فلما أصبحت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة؟)). قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله. قال: ((ما هي؟)). قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ الكرسي من أولها حتى تختمها. وقال لي: لا يزال عليك من الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه قد صدقك وهو كذوب، أتعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟)).قلت: لا. قال: ((ذاك شيطان))[2].

 

وقد تواترت ألفاظ هذا الحديث من طرق عديدة. ونقتصر عل هذين الحديثين الصحيحين حينئذ خشية الإطالة، فقوله سبحانه وتعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ يعني هو الله الذي لا إله إلا هو. فلا يجوز لأحد أن يتأله غيره بالحب والتعظيم والطاعة والانقياد والاحتكام والدعاء والرجاء والخوف والخشية والرغبة والرهبة والضراعة والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة، فمن تأله غير الله بشيء من ذلك كان مشركاً، وقد مضى توضيح الألوهية في تفسير الآية (163): ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ بما يكفي عن التطويل هاهنا.

 

فينبغي للقارئ والسامع أن يميز الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فإن توحيد الربوبية قد اعترف به المشركون أعداء الرسل إلى عهد قريش الذين قال الله عنهم: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 63].

 

لأنهم يعترفون بربوبيته وينازعونه في ألوهيته.

 

فالإله الحق هو الذي يعبد بحق، وهو إله واحد لا شريك له، أما الآلهة المعبودة بغير حق فهي كثيرة جداً وهي غير آلهة في الحقيقة، ولكن في الدعوى الباطلة التي تثيرها الأوهام، فكثيراً ما يعتقد الجهال وأدعياء العلم المخدوعين أو المغرضين النفع بمقبور أو حجر أو شجر أو أثر قدم، بل قد حصل الاعتقاد بنعل قديمة للكلشني، كما أخبرنا صاحب المنار رحمه الله عن نعل للكلشني في تكية له بمصر، نعل قديمة يتبرك بها حتى إنها توضع في ماء ويشرب ماؤها للتداوي من العشق، ولا نجاة للبشرية من عبادة بعضهم لبعض وتعلقهم بالأوهام إلا بالرجوع إلى التأله الصحيح، تأله الإله الحق سبحانه وتعالى، والكفر بما عداه من كل طاغوت وشيطان مريد، ويغوي بني آدم بمخاطبتهم من هيكل صنم أو شجرة أو قبر مزعوم.

 

فالسامع لا يدري أنه شيطان ويتخيل إليه أن المتكلم هو هذا الذي يقدسه، والطاغوت يسلك مسالك الغش للناس بشتى الوسائل ويدعو إلى تقديسه وتعظيمه بدعوى العمل للإصلاح والتحرير ورفع البؤس وغير ذلك، زاعماً لنفسه التقدمية، ورامياً خصومه بالرجعية ودأبه النفور من الدين وتشريعاته، فهو ينتقصه ويرميه بالجمود والنقص وعدم الصلاحية للعصر، وأنه لا يلجأ إليه إلا أهل الاستغلال وهو في الحقيقة من أبشع أهل الاستغلال، ولكن يريد التنفير ممن يأمر بالكفر به والابتعاد عنه، نعم يريد تنفير الناس مما ينور بصائرهم، ويكشف لهم حقائق الدجاجلة والطواغيت، ويهلهل تزييفاتهم حتى يبدي عوراتهم، فلا عجب إذا عادوا وحالوا بينه وبين الناس بركام من التهريج والتضليل، لأن من ضروريات الدين الذي يحصر التأله لله أن يحتم على أهله المتألهين لله بالكفر بالطاغوت بجميع أنواعه.

 

وأما قوله سبحانه: ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ فمعناه أن له الحياة التامة الكاملة التي لا بداية لها ولا نهاية، وأنه الحي الذي له جميع صفات الكمال من القدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والعلم وجميع صفات الذات بما لها من المعاني العظيمة والنعوت الكاملة التي لا تتم الحياة الكاملة بدونها وإثباتها لله على أكمل الوجوه. وحياته سبحانه أزلية فهو القديم الباقي الدائم الذي لا نهاية لوجوده، ولهذا كان من أسمائه العظيمة أنه الأول والآخر والظاهر والباطن، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً كاملاً، فقال: ((أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء))[3]. ففسر صلى الله عليه وسلم كل اسم بكل معناه، ونفى عنه كل ما يضاده، فمهما قدر المقدرون وفرض الفارضون من الأوقات السابقة المتسلسلة إلى غير نهاية فالله قبل ذلك وكل وقت لاحق مهما قدر وفرض، فالله بعد ذلك، ولهذا لا يستحق اسم (واجب الوجود) إلا هو، فمن خصائصه أنه لا يكون إلا موجوداً كاملاً، فلا يشاركه في وجوب الوجود أحد، فوجوب وجوده بنعوته الكاملة في جميع الأوقات، وهو الذي أوجد الأوقات وجميع الكائنات، وكلها مستندة في وجودها وبقائها إلى الله، وهذا هو شطر معنى القيومية فإنه سبحانه ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ الذي قام بنفسه وقام به غيره، فالمعنى الأول هو قيامه بنفسه، بمعنى استغنائه عن غيره بتاتاً، والمعنى الثاني افتقار غيره إليه في كل شيء، فهو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه بوجه من الوجوه، فكل المخلوقات مفتقرة إليه في إيجادها وإعدامها وإمدادها في أمور دينها، ودنياها في دفع المضرات وجلب المنافع، وهو الذي أغناها وأقناها، ومن كمال غناه سبحانه أنه لم يتخذ صاحبه ولا ولداً ولم يكن له كفواً أحد.

 

ومن سعة غناه سبحانه أن جميع الخيرات والعطايا والنعم في الدنيا والآخرة والنعيم المقيم في الجنان مما لا يخطر على قلب أحد هو قطرة من بحر غناه وجوده وكرمه، فهو الغني بذاته المستغني عن جميع مخلوقاته المغني لمخلوقاته بما يدره عليهم من الخيرات وينزل لهم من البركات، فله سبحانه القيومية التامة، فلهذا قال: ﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾ السنة هي نعاس يتقدم النوم قال الشاعر:

وسنان أقعده النعاس فرتقت
عينيه في سنة وليس بنائم

 

أما النوم فهو معروف لكل أحد وإن اختلف تعريفه من جهة بيان سببه. قال البيضاوي وغيره من العلماء كلاماً في تعريفه وسببه، ولعله مرتكز على قول الأطباء الأقدمين، ولعلماء الطب الحديث تعليل آخر للنوم لا نطيل بها المقام، لأنه ليس هذا موضعه، ولأن تعليلات الجميع كلها ترجع إلى أن سبب النوم أمر جسماني محض، والله سبحانه منزه عن صفات الأجسام وعوارضها وكيف يحدث ذلك للقيوم سبحانه الذي قام بنفسه بما هو عليه من كمال الغنى والعظمة وقام بجميع المخلوقات.

 

لا شك أن القيومية تنافي السنة والنوم، فوجودهما مستحيل في حقه، لأن جميع الكائنات محتاجة إليه في بقائها بعد إيجادها، وإمدادها بما تحتاج إليه، وقد رد الحديث الصحيح: ((إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، بيده القسط يخفضه ويرفعه))[4].

 

وقوله سبحانه: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾. يعني: أن جميع ما في السماوات وما في الأرض، هم ملكه وعبيده، مقهورون بعزته، خاضعون لسلطانه ومشيئته، وهو المصرف لجميع شئونهم، والحافظ لوجودهم، والرقيب عليهم، لافتقارهم إليه، وتكفله بهم تكفل الرب الإله الرحمن الرحيم، وتقتضي هذه الجملة العظيمة من تلك الآية استغناؤه عن الولد، لأن مالك الجميع لا يحتاج إلى ولد خصوصاً مع بقاء وجوده لا يحتاج إلى من يرثه في تصريف ملكه، ولهذا لما كان في اتخاذ الولد أعظم مشابهة للمخلوقين، قال سبحانه في أواخر سورة مريم: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴾ [مريم: 88، 94].

 

وقوله سبحانه: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ في هذا قطع لجميع ما يتعلق به المشركون من دعاويهم الباطلة التي يفرضونها على الله، تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً، فهم يزعمون عن أصنامهم وتماثيلهم أنها تشفع عند الله، كما أخبرنا الله عنهم بقوله: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]، وقوله: ﴿ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18].

 

وفي هذه الآية الكريمة أخبرنا أنه لا شفاعة عنده لأحد إلا من استثناه الله تعالى بقوله ﴿ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾. وهذا كقوله سبحانه في سورة (طه): ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 109].

 

وهذا الاستفهام في آية الكرسي استفهام إنكاري عظيم، يعني ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ ﴾ منهم فيحمله على ترك عقوبة مذنب من بين المذنبين لمجرد الشفاعة، فهذا خلاف مقتضى سنته وعدله وحكمته، لأنه الخلاق العليم يعلم جميع أحوال المذنبين وملابساتهم، لا يحتاج إلى تعريف شفيع، فإن الشفاعة يحتاج إليها المخلوقين فيما بينهم من حاكم ومحكوم لضعف علم الحاكم وحاجته إلى التعريف بالأحوال فقياس الله عليهم قياس فاسد مرفوض، ولهذا أنكره الله وشدد النكير وكرره وليس هذا الاستثناء في الآية نصاً في الإذن وأنه سيقع إنما هو كقوله: ﴿ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [هود: 105].

 

فهو تمثيل لانفراده بالسلطان، قال البيضاوي في تفسير الجملة: "بيان لكبرياء شأنه وأنه لا أحد يساويه أو يدانيه أو يستقل بأن يدفع ما يريده شفاعة أو استكانة فضلاً عن أن يعاوقه عناداً أو مناصبة". اهـ

 

وأقول: إن نفي الشفاعة هنا عن المشركين المفترين على الله والرافضين لدينه حكمة، فأما الشفاعة العظمى التي اختصها الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم لأهل الإخلاص المذنبين والمقصرين فهذه شفاعة ثابتة لا ينكرها إلا الخوارج، فقد قال البخاري في صحيحه حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح) وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا. فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم ويذكر ذنبه فيستحي، ائتوا نوحاً فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتونه فيقول: لست هناكم ويذكر سؤاله ما ليس له به علم فيستحي ويقول ائتوا خليل الرحمن فيأتونه فيقول: لست هناكم ائتوا موسى عبداً كلمه الله وأعطاه التوراة فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه ويقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم عبداً غفر الله لما ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا رأيت ربي (وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه) ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي (مثله) ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة، ثم أعود ثالثة، ثم أعود الرابعة أقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود)). رواه البخاري في التفسير برقم (4476) ورواه في كتاب الرقاق باب الحشر برقم (6565) وشرحه الحافظ هناك.

 

وقد أحببت ذكره في هذا التفسير المتواضع دفعاً للشبهة وإثباتاً لشفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للمخلصين من الموحدين وأنها بعد استئذان الله تعالى وأنه سبحانه هو الذي يحد له حداً، يشفع ثم يحد له حداً ثانياً ثم حداً ثالثاُ كما هو منصوص الحديث وأن الشفاعة لا تطلب منه في الدنيا استقلالاً أبداً لا في حياته ولا بعد وفاته وإنما يطلبها المؤمن من الله فيقول اللهم شفعه فيّ، اللهم لا تحرمني من شفاعته، اللهم اجعلني من شفعائه، وذلك لأن الشفاعة حصرها الله وقصرها على إذنه والشافع لا يعلم هل سائلها من المأذون له فيه بالشفاعة أم لا ولا ينافي هذا الحديث منصوص آية الكرسي، لأن الله قطع بها علائق المشركين، ومثلها في القرآن كثير، كقوله تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48].

 

وأما المذنبون من أهل التوحيد الذين سلموا من شرك الوثنية وشرك التعطيل الإلحادي، فإن لهم نصيباً من شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما لم يحدثوا خللاً يخل بالتوحيد، فقد روى البخاري في صحيحه برقم (6526) من كتاب الرقاق، قال حدثنا محمد بن بشار حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ [الأنبياء: 104] الآية وتمامها ﴿ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ وإن أول الخلائق يكسى إبراهيم الخليل وأنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال. فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 117، 118].

 

قال: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابكم، فنواقص الإسلام كثيرة من أتى بشيء منها قولاً أو عملاً أو اعتقاداً كان محروماً من الشفاعة وإن صلى وصام، وذلك كالموالاة للكفار أصليين كانوا أو مرتدين، وكمحبة الطواغيت الذين يبيحون ما حرم الله وينبذون شريعته، وكالفرح بانتصارهم على دول الإسلام وتمني ذلك، وكاستباحة شيء مما حرم الله أو الاستهزاء بشيء من شريعته ولو تعدد الزوجات وهكذا.

 

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ يعني أنه سبحانه لا تخفى عليه خافية من أحوال الناس مما يباشرونه بين أيديهم في حاضر أوقاتهم ومما خلفوه وراءهم من الماضي، فإنه عليم محيط بالجميع مما يدركونه وما يجهلونه.

 

وهذه الجملة من تلك الآية آية الكرسي هي كدليل على نفي الشفاعة بالمعنى المعروف عند أهل الكتاب والمشركين، وذلك أنه لما كان عالماً بكل شيء فعله الناس في ماضيهم وفي حاضرهم الذي بين أيديهم وما يستقبلونه، وكان ما يجابههم به مستنداً على هذا العلم الذي لا يحيط به سواه كانت الشفاعة المعهودة مما يستحيل عليه سبحانه وتعالى، لأنها لا تتحقق إلا بإعلام الشفيع للمشفوع عنده من أمر المشفوع له وما يستحقه من العفو مما لا يعلم المشفوع عنده منه شيئاً، فبإعلام الشفيع للمشفوع عنده بحقيقة حال المشفوع له يحصل العلم والتبصر من المشفوع عنده فيقبل شفاعة الشفيع لجهله بأحوال الناس، وهذا يستحيل على الله الذي علمه محيط بكل شيء ولا تخفى عليه خافية.

 

ونزيد الأمر إيضاحاً بضرب مثل وهو أن نفرض إماماً عادلاً قضى بنفي رجل مفسد عن بلاده، فأتاه شفيع وقال له: الأولى أن تكتفي من التنفيذ بالإنذار والتهديد، وأن تجعله في بلادك تحت رقابة سلطتك فذلك خير من نفيه لبلاد أخرى لا يجد فيها رادعاً فيزداد شره وفساده، فيقبل الإمام الشفاعة لما قال الشفيع من حسن التوجيه وبيان الحقيقة لمن علمه قاصر، فالشفاعة هنا جرت مجراها لجهل الحاكم بحقيقة الحال والاستقبال وإصداره الأمور عن طيش ارتجالي بخلاف الله العليم الخبير المحيط علمه بما كان وما يكون، فإن طلب الشفاعة عنده من القياس الفاسد للخالق على المخلوق كما قدمنا.

 

فالشفاعة الشركية المعروفة التي يعتز بها ويغتر الكافرون والفاسقون، ويظنون أن الله يرجع عن تعذيب المستحق للعذاب منهم لأجل أشخاص ينتظرون شفاعتهم هي ما يستحيل على الله، وهي من شأن أهل الظلم والبغي قاصري العلم بأحوال الناس، والله سبحانه محيط علمه بكل شيء كما أوضحنا، وكذلك معنى قوله سبحانه: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾. ومن لم يحط بشيء من علم الله إلا بتعليمه إياه فلا سبيل له إلى التصدي للشفاعة التي ترتكز على إعلام الله بحقيقة المشفوع له.

 

أرأيت من علم شيئاً منك أيها القارئ والسامع، هل يليق منه إعلامك به أو تعتبره مستهجناً؟ ففي حق جناب الله أعظم، والله سبحانه أعلى وأجل، وإذن فالشفاعة تتوقف على إذن الله، وإذنه لا يعلم إلا بوحي منه، وحينئذ لا يجوز طلبها ولا رجاؤها أبداً إلا من الله بخالص الدعاء والضراعة.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ فيه إشارة إلى سعة الأكوان التي خلقها الله تعالى، وان السماوات والأرض لا تعتبر شيئاً بالنسبة إلى الكرسي، بل هي أحقر من أن تذكر بالنسبة لوسع الله حتى جاءت الآثار بأن جميع الأكوان العلوية والسفلية بالنسبة لغيرها من الكرسي والعرش والفضاء المحيط بهما كالذرة الصغرى.

 

وقد ورد في حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان وتلقته الأمة بالقبول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة))[5].

 

قال الحافظ في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري: وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير صحيح عنه [6]، وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لو أن السماوات السبع والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعته يعني الكرسي إلا بمنزلة حلقة في المفازة[7].

 

وأما العرش فلا يقدر أحد قدره، وقد روي عن ابن عباس قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم[8]. وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا وهب قال: قال ابن زيد، حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما السماوات السبع في الكرسي إلا كسبعة دراهم ألقيت في ترس))[9].

 

وعن ابن مسعود قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم[10].

 

أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله، ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله قال: وله طرق.

 

وقد ورد مثله أو قريباً منه عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عن رسل الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو داود وغيره[11].

 

وحديث ابن مسعود في حكم المرفوع لأنه لا يجوز له أن يقول هذا إلا وقد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ففي هذه الأحاديث المختصرة بيان عظم الكرسي بالنسبة إلى العوالم العلوية والسفلية بحيث تكون عنده كحلقة ملقاة في مفازة من الأرض فليس لها أي قيمة ولا اعتبار بالنسبة إلى الكرسي ثم عظمة العرش بالنسبة إلى الكرسي وأنه يكون كالحلقة الملقاة في مفازة من الأرض، ومعنى هذا أنه يتلاشى بالكلية بالنسبة إلى العرش، كما تتلاشى السماوات والأرض بالنسبة إلى الكرسي.

 

وفي هذا حجة قاطعة تدمغ شبهات الملحدين الذين يحاولون فتنة المؤمنين والتلبيس عليهم بقولهم: إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين محل النار؟ لقد أعطى الله المسلمين المؤمنين سلاحاً يشهرونه عليهم، يطأطئون رءوسهم ويرغمون أنوفهم قائلين لهم: ليس السماوات والأرض بشيء بالنسبة لوسع الله، فإنهما بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض ثم الكرسي بالنسبة إلى العرش كذلك وجميع العوالم كالذرة بيد أحدنا بالنسبة لوسع الله، وهنالك يخرسون، كما في ذلك دلالة واضحة على عظيم قدرة الله وسعة ملكه وقوة علمه وإحاطته مما يستحق به الإجلال والتعظيم وحصر العبودية له والاحتكام إليه.

 

هذا وقد ورد في الأخبار الصحيحة[12] أن الكرسي جسم عظيم تحت العرش وفوق السماء السابعة وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الكرسي هو موضع القدمين [13] وهو قول موافق للحقيقة، وإن شرق به أهل الكلام وأنكروا نسبته إليه متخوفين من التجسيم على قواعدهم المخالفة والمرتكزة على مذهب الجهمية تلاميذ اليهود.

 

وقد ورد إثبات القدمين لله في أحاديث كثيرة صحيحة عالية في الصحة نقتصر منها خشية الإطالة على ما رواه البخاري في كتاب التوحيد في باب ما جاء في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] تحت رقم 7449 حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اختصمت الجنة والنار إلى ربها، فقالت الجنة: رب مالها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس، وقالت النار: يعني أوريت بالمتكبرين يعني أججت بهم فقال الله للجنة: أنت رحمتي وقال للنار: أنت عذابي، أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. قال: فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنه ينتهي إلى النار من يشاء فيلقون فيها، فتقول: هل من مزيد؟ ثلاثاً حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط ثلاثاً)).

 

وروى حديثاً آخر في كتاب التفسير عند تفسير ما صح عنده في سورة (ق) باب ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30] برقم 4849 حدثنا محمد بن موسى إلى أبي هريرة يرفعه ((يقال لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط)).

 

وحديث آخر برقم 4850 وفي آخره: ((فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فيها فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض)).

 

والأحاديث كثيرة مشهورة نكتفي بما ذكرناه منها عن إمام المحدثين، لأن بعض المفسرين اعتنى بسردها كلها. والمقصود هنا إثبات القدمين اللذين هما وظيفة الكرسي، ولا يلزم من إثباتهما التجسيم ولا التشبيه، لأننا نثبت لله قدماً لائقاً بجلاله على ما ورد بالنص من غير اعتقاد جارحة ولا تشبيه، بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على الله، وهذا هو الصواب الذي عليه سلف الأمة إلى الأئمة المتبوعين، وباب التأويل هو الذي دخل منه جميع فرق أصحاب مذاهب الضلال.

 

وقد استأثر الله بعلم الغيب ونصوص الوحي من كتاب وسنة أثبتت القدمين كما أثبتت الساق في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42].

 

قال البخاري في تفسير هذه الآية بحديث رقم 4919 حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً)). وكما نثبت اليدين في قوله سبحانه: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64] وقوله سبحانه: ﴿ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]. وقوله سبحانه: ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح: 10].

 

ومن السنة ما رواه البخاري في كتاب التوحيد في باب قول الله تعالى: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75] بحديث رقم 7411 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء في الليل والنهار)). وقال: ((أرأيت ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده)). وقال: ((عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع)).

 

وحديث رقم 7412 بسنده إلى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات مطويات بيمينه ثم يقول: أنا الملك)).

 

ففي هذه الآيات والأحاديث إثبات يدين لله وهما صفتان من صفات ذاته وليستا بجارحتين خلافاً للمشبهة من المثبتة، وقد نقل ذلك صاحب الفتح عن ابن بطال قال: وخلافاً للجهمية من المعطلة، ويكفي في الرد على من زعم أنهما بمعنى القدرة أنهم أجمعوا على أن له قدرة واحدة في قول المثبتة ولا قدرة له في قول النفاة، لأنهم يقولون إنه قادر لذاته، ويدل على أن اليدين ليستا بمعنى القدرة أن في قوله تعالى لإبليس: ﴿ مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75] إشارة إلى المعنى الذي أوجب السجود، فلو كانت اليد بمعنى القدرة لم يكن بين آدم وإبليس فرق لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته ولقال إبليس: وأي فضيلة له عليّ وأنا خلقتني بقدرتك كما خلقته بقدرتك، فلما قال: ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 76] دل على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه قال: ولا جائز أن يراد باليدين النعمتان لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق، لأن النعم مخلوقة ولا يلزم من كونهما صفتي ذات أن يكونا جارحتين. وقال ابن التين: قوله صلى الله عليه سلم: ((وبيده الأخرى الميزان)). يدفع تأويل اليد هنا بالقدرة وكذا حديث ابن عباس رفعه: ((أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين))[14]. اهـ. من فتح الباري باب قوله تعالى: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75].

 

ونقل عن الشافعي رحمه الله أنه قال: لله أسماء وصفات لا يسع أحد ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه كفر وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل ونثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]. اهـ. كذلك يقال في استواء الله على عرشه أنه استواء لائق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل كما قال الإمام مالك وشيخه ربيعه: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وزاد ربيعة: من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. إذا كان المبلغ الأمين صلى الله عليه وسلم قد بلغ عن ربه آيات الصفات وفصلها من السنة ولم يحذرنا من لازم التجسيم والتشبيه الذي جاءنا به تلاميذ اليهود تلاميذ (طالوت اليهودي) حفيد ابن الأعصم الذي سحر الرسول صلى الله عليه وسلم فمن جنح إلى أقوالهم فقد اعتبر محمداً صلى الله عليه وسلم لم يبلغ حق البلاغ أو نصب نفسه مستدركاً على الله ورسوله ويا ويح من استدرك عليهما فلم يبق إلا التسليم لما ورد عن الله على لسان رسوله بلا تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل لأن الرسول الأمين لم يقل إن ظاهر هذه الآية أو هذا الحديث غير مراد ولا أنه يستلزم التجسيم فينبغي تأويله وما دام لم يقل هذا فالقول به قول على الله بغير علم وطعن بأمانة الرسول عياذاً بالله من ذلك.

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((يد الله ملأى)) تأنيث ملآن. وقد وردت في لفظ رواية مسلم، والمراد أنه في غاية الغنى وعنده من الرزق ما لا نهاية له في علم الخلائق. وقوله: ((لا يغيضها)). يعني لا ينقصها كثرة الإنفاق، وقوله ((سحاء)). بتشديد الحاء المهملة، يعني دائمة الصب في (الليل والنهار)). وهذا لدفع توهم جواز النقصان فيمن ينفق منه، فلذلك نفاه قطعاً بقوله: ((لا يغيضهما شيء سحاء الليل والنهار)). وهذا لأن صفة الخالق غير صفة المخلوق، لأن المخلوق مهما كثرت ثروته وخزائنه، فإنها تنقص بالصرف والإنفاق، أما الله فإن جميع ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض لم ينقص شيئاً مما عنده.

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وكان عرشه على الماء)) هذا قبل خلق السماوات والأرض كما يدل عليه حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما المشهور في الصحاح: ((كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء))[15].

 

وقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه: ((وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع)). يخفض أقواماً ويرفع آخرين، ولا يجوز تفسيره بغير الميزان بأي تأويل، إذ يجب الوقوف مع النص، فإن الذي يوزن بالميزان يخف ويرجح.

 

وقد روى الإمام مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه))[16]. والمراد بالقسط الميزان، وكذا رواه ابن حبان.

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبض يوم القيامة الأرض ويطوي السماوات بيمينه)). تفسير لقوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67] قال البيهقي رحمه الله: ذهب بعض أهل النظر إلى أن اليد صفة ليست جارحة وكل موضع جاء ذكرها في الكتاب أو السنة الصحيحة فالمراد تعلقها بالكائن المذكور معها كالطي والأخذ والقبض والبسط والقول والسح والإنفاق وغير ذلك تعلق الصفة بمقتضاها من غير مماسة وليس في ذلك تشبيه بحال وذهب آخرون إلى تأويل ذلك بما يليق. اهـ.

 

وقد تقدم أن المتأولين مستدركون على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم طاعنون بأمانة الرسول الذي لم يقل بالتأويل ولم يرشد إليه أمته، وهو المبلغ الأمين الذي أتم الله به النعمة، فالمتأول لم ير نعمة الله تامة بإكمال التبليغ المحمدي والعياذ بالله.

 

ونقل إسماعيل الهروي في كتاب الفاروق بسنده إلى داود بن علي بن خلف قال: كنا عند أبي عبد الله بن الأعرابي، يعني محمد بن زياد اللغوي، فقال له رجل: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، فقال: هو على العرش كما أخبر قال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى فقال: اسكت، لا يقال استولى على الشيء إلا أن يكون له مضاداً، وقال غيره: لو كان بمعنى استولى لم يختص بالعرش لأنه غالب على جميع المخلوقات نقل البغوي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر المفسرين أن معنى (استوى) ارتفع وقال أبو عبيد والفراء وغيرهما بنحوه، وأخرج أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة عن طريق الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنهما أنها قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به واجب، والجحود به كفر[17].

 

وأخرج البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.

 

وأخرج من طريق أبي داود الطيالسي قال: كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون، ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون: كيف. قال أبو داود وهو قولنا [18]، قال البيهقي على هذا مضى أكابرنا وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير، فمن فسر شيئاً منهما وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفارق الجماعة، لأنه وصف الرب بصفة لا شيء[19].

 

قلت: يا ليتهم يسندون تأويلاتهم إلى جهم ويريحوننا، ولكنهم يكذبون على أنفسهم وعلى المؤمنين فينسبونها إلى الأشعري ويسمون أنفسهم أشاعرة والأشعري بريء منهم قد أوضح عقيدته في (الإبانة) و(الموجز) و(ومقالات الإسلاميين) وإن كان له أشياء منكرة في القرآن.

 

وروى اللالكائي أيضاً من طريق الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي ومالكاً والثوري والليث بن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف[20]. وسنذكر باقي أقوال أهل السنة في تفسير آية الأعراف ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54] مكتفياً هنا بما ذكرته. وبالله التوفيق.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ﴾ يعني لا يثقله ولا يجهده إمساك هذه العوالم العظيمة، هذا كقوله تعالى: ﴿  إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41]. فهو بقدرته ممسك العوالم العلوية والسفلية والكرسي والعرش، فحملة العرش من الملائكة إنما يحملونه بقوة الله وقدرته، وهو القوي العزيز القوي المتين.

 

ثم قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ يعني هو العلي الأعلى بجميع معاني العلو، علو الذات وعلو القدر، وعلو القهر وعلو الصفات والأسماء عن مشابهة المخلوقين، فعلو الذات كونه مستوياً على عرشه فوق جميع خلقه، مباين لهم، وهو مع هذا مطلع على أحوالهم، مشاهد لحركاتهم وسكناتهم، مدبر لجميع شئونهم، متكلم بأحكامه القدرية وتدبيراته الكونية وأحكامه الشرعية، ومع كونه في أعلى الكائنات فهو مع خلقه بعلمه وهو بكل شيء عليم.

 

وأما علو القدر فمعناه أن صفاته جميعها صفات الكمال، وأما علو القهر فكونه القاهر فوق عباده المهيمن على جميع مخلوقاته، فجميع العوالم مفتقرة إليه وخاضعة لمشيئته.

 

وكونه سبحانه عليّاً أعلى في جهة الفوق، فهو بالنسبة إلينا معشر المخلوقين لا بالنسبة إليه، فإن الجهات تكون عنده عدمية، كما قدمناه في الآثار من أن جميع العوالم العلوية والسفلية كالخردلة في كف أحدنا والله أعلى وأجل.

 

وقوله ﴿ الْعَظِيمُ ﴾ هو من معالي قيوميته التي تقدم ذكرها، فهو متعال بعظمته عن مشابهة خلقه أو الاحتياج إليهم بأي شيء، بل هو الغني وكلهم مفتقرون إليه، كما مضى توضيحه في تفسير ﴿ الْقَيُّومُ ﴾.

 

واعلم أن هذه الآية الكريمة - آية الكرسي - إنما فضلت على غيرها لأنها احتوت على صفات الذات العلية وعلى صفات الأفعال، فالحياة في قوله سبحانه: ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ احتوت على جميع صفات الذات و﴿ الْقَيُّومُ ﴾ احتوى على جميع صفات الأفعال، ولهذا ورد الحديث النبوي ((أن اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾. وقد ورد حديث آخر أنه ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾. والله أعلم.



[1] أخرجه مسلم في صحيحه [810] من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه به.

[2] أخرجه البخاري كتاب الوكالة باب إذا وكل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه الموكل [2311].

[3] أخرجه مسلم في صحيحه رقم [2713] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مطولاً.

[4] أخرجه مسلم في صحيحه رقم [179] من حديث أبي عبيدة عن أبي موسى به.

[5] إسناده ضعيف جداً.

أخرجه ابن حبان [77/2] رقم [361]، وأبو نعيم في الحلية [1/166- 168] وغيرهما من طرق عن إبراهيم بن هشام بن يحي الدمشقي قال حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر رضي الله عنه به مطلاً.

وإبراهيم بن هشام هذا قال فيه أبو حاتم: كذاب كما في الجرح والتعديل [2/142].

وأخرجه البيهقي في السنن [9/4] من طريق يحي بن سعيد القرشي عن ابن جريج عن عطاء وعن عبيد بن عمير عن أبي ذر.

ويحي بن سعيد هذا قال ابن حبان في المجروحين [3/129] شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد.

وقال ابن عدي في الكامل [7/244] ويحي بن سعيد يعرف بهذا الحديث وهذا حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج.. وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن محمد عن أبي ذر والثالث حديث ابن جريج وهذا أنكر الروايات. أهـ.

وأخرجه ابن ماجه [4218] من طريق القاسم بن محمد المصري عن أبي إدريس عن أبي ذر، وقال البوصيري في الزوائد: في إسناده القاسم بن محمد المصري وهو ضعيف.

[6] إسناده ضعيف.

أخرجه سعيد بن منصور في سننه [3/951] من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد بلفظ: ما السماوات الأرض في الكرسي إلا بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة.

وقال: سنده ضعيف.

[7] انظر تفسير ابن كثير [1/310].

[8] أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتب السنة [2/476] رقم [1090] من طريق عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما به.

وقال في إسناده عنعنة أبي الجوزاء.

قلت وهو ضعيف أيضاً وانظر ميزان الاعتدال [1/445].

[9] أخرجه أبو الشيخ في العظمة [2/587] من طريق أصبغ بن الفرج عن عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم به.

إسناده ضعيف.

[10] أخرجه أبو الشيخ في العظمة [2/689] من طريق حماد به، و [2/565] من طريق المسعودي به.

ومدارهما على عاصم وهو ضعيف سيء الحفظ.

وذكره الهيثمي في المجمع [1/86] وعزاه للطبراني وقال رجاله رجال الصحيح. أهـ.

قلت: وأخرجه الطبراني [9/202] من طرق عن عاصم به، وقد بينا حاله.

[11] إسناده ضعيف

أخرجه أبو داود [4723، 4724، 4725]، والترمذي [3310]، وابن ماجه [193] وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بنحوه مطولاً.

وإسناده ضعيف لضعف سماك، وعبد الله قال البخاري لا نعلم لم سماعاً من الأحنف انظر التاريخ الكبير [5/159].

[12] ساق الشيخ رحمه الله عده أحاديث منها حديث أبي ذر رضي الله عنه الطويل الذي سبق كلها لا يخلو من مقال وانظر التعليقات السابقة.

[13] أخرجه الطبراني في الكبير [12/39] من طريق سعيد بن جبير به وعبد الله بن أحمد في السنة [2/454] وقال: إسناده حسن.

[14] لم أقف عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ولعله تصحف في فتح الباري من ابن عمر رضي الله عنهما، فقد أخرجه الطبراني في الشاميين [1/389] رقم [673] من طريق بقية بن الوليد تنا أرطاة بن المنذر عن مجاهد بن جبر عن ابن عمر ـ به مرفوعاً.

وفي صحيح مسلم [1827] من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عهنما بالشطر الأخير منه.

[15] أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ [الروم: 27] رقم [3191].

[16] أخرجه مسلم في صحيحه رقم [179] من حديث أبي عبيدة عن أبي موسى به.

[17] أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة [3/397].

[18] أخرجه البيهقي في سنته [3/2].

[19] أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة [3/432].

[20] أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة [3/527].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (248 - 251)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (252 - 254)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (256 - 257)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (258 - 263)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (264 – 265)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة تفسير بعض من سورة البقرة ثم تفسير سورة يس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصَّل ( 10 ) تفسير الآيتين من سورة الفاتحة ﴿ مالك يوم الدين - إياك نعبد وإياك نستعين ﴾(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب