• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فرحك وسعادتك بيدك (خطبة)
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    ومضات نبوية: "لا أنساها لها"
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    الإمتاع في تحقيق قولهم: طلع البدر علينا من ثنيات ...
    الشيخ نشأت كمال
  •  
    قد أفلح من تزكى (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    تفسير: (يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها ...
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    تجارة العلماء (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خيار الناس وأفضلهم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    لا تكونوا كالذين آذوا موسى (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    النفاق خطر متجدد في ثوب معاصر (خطبة)
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    قسوة القلب (خطبة) (باللغة الإندونيسية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    تخريج حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    صيغ العموم وتطبيقاتها عند المناوي من خلال فيض ...
    عبدالقادر محمد شري
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    ياسر بن صالح العضيبي
  •  
    حسن الخلق
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

تأملات في حديث الفتن

تأملات في حديث الفتن
د. إبراهيم سعيد السيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/3/2014 ميلادي - 25/5/1435 هجري

الزيارات: 82005

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في حديث الفتن


الحَمْدُ للهِ العليمِ الوَهَّابِ، ذي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ، لَهُ الحُكْمُ وإِلَيْهِ المَآبُ، والصلاةُ والسَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ الأَعْظَمْ، وعَلَى آلِ بَيْتِهِ وعِتْرَتِهِ، وسلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ:

فهذا حديث رواه مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الصَّلاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ»، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ اللهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ، وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: «سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي»، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ، يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَاللهُ يَقُولُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29] قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ»[1].

 

هذا الحديث -مع حسن نظمه وجزالة ألفاظه وقلتها- قد كثرت فوائده، ونستطيع أن نتذوق بعض جمال هذا النص مما يأتي:

أولاً: إذا تأملنا ملابساتِ النداءِ للاجتماعِ فَإِنَّنَا سنلمحُ إشارةً إلى أهميةِ المضمونِ الخبريِّ، فقد جاء النداءُ وهُمْ في أعمالِهِمْ، كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: «فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الصَّلاةَ جَامِعَةً»، قوله: (ومنا من ينتضل) يريد الرمي إلى الأغراض، وقوله: (ومنا من هو في جشره) يريد «أنه خرج في إبله يرعاها»[2]، فالجشر: «إخراج الدواب للرعي»[3]، وإذا تأملنا كذلك العلامة الإعرابية لصيغة النداء: (الصَّلاةَ جَامِعَةً)، حيث جاء النداء «بِنَصْبِ الصَّلاةِ عَلَى الإِغْرَاءِ، وَجَامِعَةً عَلَى الْحَالِ»[4]؛ فإننا سنقرر تلك الإشارة إلى أهمية المضمون الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغه.

 

ثانيًا: التأكيد على الدور العظيم من إرسال الرسل إلى الناس، وذلك عن طريق أسلوب القصر بالنفي والاستثناء في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ»، وإذا ربطنا هذا النص بما أنيط به الرسل في القرآن الكريم من وظائف، كقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، عَلِمْنَا ماهية الخير والشر. وهذه البداية المهمة في الحديث تمهيد عبقريٌّ لما يأتي بعده من كلام، لدخول الآتي تحت جنس ما ينبغي أن يحذره الناس، فهو من الشر الذي يحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته.

 

ثالثًا: هذه الثنائيات التقابلية بين قوله: «أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم»، مع قوله: «وينذرهم شر ما يعلمه لهم»، وكذلك بين قوله: «وإنَّ أمَّتَكم هذه جعل عافيتها في أولها»، مع قوله: «وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها».

 

فأولى الثنائيات بين (أول الأمة وآخرها) وموقعهما من ظهور الفتن، حيث العافية لصدر الأمة، وقد تقدم المفعول على الفاعل في قوله: «وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاءٌ وَأُمُورٌ» بما يدل على أهمية المقدَّم من جهتين، الأولى: إكمال رسم ثنائية الأول والآخر، والثانية: أن الفتن واقعة على الأواخر دون الأوائل بدلالة التخصيص الحاصل من تقديم ما حقه التأخير. كما أن السين الدالة على الاستقبال في قوله: (وسيصيب) مؤكدةٌ لمضمون الخبر وحتمية وقوعه.

 

رابعًا: بيان أحوال مجيء الفتن في ثلاث جمل:

الأولى: «وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا».

والثانية: «وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ».

والثالثة: «وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ». أما الجملة الأولى فهي على وجوه[5]:

1- (يُرَقِّقُ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَبِقَافَيْنِ، أَيْ: «تكون الأولى سهلة بالنسبة إليها»[6]، فَالثَّانِي يَجْعَلُ الأَوَّلَ رَقِيقًا. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَقِيلَ: يَدُورُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَيَذْهَبُ وَيَجِيءُ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ: يَسُوقُ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ بِتَحْسِينِهَا وَتَسْوِيلِهَا».

 

2- «(فَيَرْفُقُ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ وَبَعْدَهَا فَاءٌ مَضْمُومَةٌ».

 

3- «(فَيَدْفِقُ) بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ السَّاكِنَةِ وَبِالْفَاءِ الْمَكْسُورَةِ، أَيْ يَدْفَعُ وَيَصُبُّ، وَالدَّفْقُ الصَّبُّ».

 

أما الجملة الثانية والثالثة فتدلان على تقلب المؤمن في آخر الزمان في فتن كثيرة، ينكشف بعضها، ويشتد بعضها، والتوكيد اللفظي في قوله: (هذه هذه) يدل على أن بعض الفتن يكون شديدًا بما يجعل المتلقي متوقعًا الهلاك معها، فالمعنى هذه هي الفتنة الكبرى. لكن نلحظ في هاتين الجملتين ذكر كلمة (فتنة) أولاً بالتنكير، ثم ذكرها (الفتنة) بالتعريف، والكلمة إذا تكررت وكانت الثانية معرفة والأولى نكرة كانت الثانية عين الأولى، فكيف يتسق ذلك مع انتقال المؤمن من حال إلى أخرى بين الفتنتين؟ والجواب أن الكلمة الثانية إذا كانت معرفة بأل الجنسية وليست العهدية كانت في معنى النكرة، فـ«(أل) هنا جنسية، والمحلى بها نكرة من حيث المعنى، فكأنّ المكررين نكرتان»[7].


خامسًا: بيان سبل النجاة من الفتن، وذلك في قوله: «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَر»، وبذلك تكون سبل النجاة ثلاثًا:

السبيل الأولى: تحقيق ركن الإيمان بالله واليوم الآخر، بدلالة قوله: «فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ».

 

والسبيل الثانية: معاملة الناس بما يحب أن يعامَلَ به بدلالة قوله: «وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»، فهذا «مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صلى الله عليه وسلم وَبَدِيعِ حِكَمِهِ وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُهِمَّةٌ فَيَنْبَغِي الاعْتِنَاءُ بِهَا، وَأَنَّ الإِنْسَانَ يلزم أن لا يَفْعَلَ مَعَ النَّاسِ إِلا مَا يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلُوهُ مَعَهُ»[8].

 

والسبيل الثالثة: «وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، بدلالة قوله: «وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَر»، ومَعْنَاهُ-كما ذكر الإمام النووي-: «ادْفَعُوا الثَّانِيَ فَإِنَّهُ خَارِجٌ عَلَى الإِمَامِ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِعْ إِلا بِحَرْبٍ وَقِتَالٍ فَقَاتِلُوهُ، فَإِنْ دَعَتِ الْمُقَاتَلَةُ إِلَى قَتْلِهِ جَازَ قَتْلُهُ وَلا ضَمَانَ فِيهِ؛ لأَنَّهُ ظَالِمٌ مُتَعَدٍّ فِي قتاله»[9].

 

سادسًا: ذلك الحوار الذي دار بين عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، وعبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، إذ قال عبد الرحمن: «فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ، يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا... قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ»، و«الْمَقْصُودُ بِهَذَا الْكَلامِ أَنَّ هَذَا الْقَائِلَ لَمَّا سَمِعَ كَلامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ وَذِكْرَ الْحَدِيثِ فِي تَحْرِيمِ مُنَازَعَةِ الْخَلِيفَةِ الأَوَّلِ وَأَنَّ الثَّانِيَ يُقْتَلُ فَاعْتَقَدَ هَذَا الْقَائِلُ هَذَا الْوَصْفَ فِي مُعَاوِيَةَ لِمُنَازَعَتِهِ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَتْ قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَةُ عَلِيٍّ فَرَأَى هَذَا أَنَّ نَفَقَةَ مُعَاوِيَةَ عَلَى أَجْنَادِهِ وَأَتْبَاعِهِ فِي حَرْبِ عَلِيٍّ وَمُنَازَعَتِهِ وَمُقَاتَلَتِهِ إِيَّاهُ مِنْ أَكْلِ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ وَمِنْ قَتْلِ النَّفْسِ لأَنَّهُ قِتَالٌ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلا يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ مَالا فِي مُقَاتَلَتِهِ قَوْلُهُ (أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ) هَذَا فِيهِ دَلِيلٌ لِوُجُوبِ طَاعَةِ الْمُتَوَلِّينَ لِلإِمَامَةِ بِالْقَهْرِ مِنْ غَيْرِ إِجْمَاعٍ وَلَا عَهْدٍ»[10].

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (أعاريب)

المصدر: مجلة أعاريب - العدد الثالث - جمادى الأولى 1435هـ / مارس 2014م



[1] صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الإمارة، باب / وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، حديث رقم 1844.

[2] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، أبو عمر القرطبي المتوفى463هـ، 23 / 281.

[3] القاموس المحيط للفيروزابادي، مادة جشر..

[4] ورد في بعض الطرق رفعهما على المبتدأ والخبر، وأشير إلى الوجه المذكور من النصب، انظر: دليل الفالحين إلى طريق رياض الصالحين، محمد الصديقي الشافعي (ت1057هـ)، وما بين أيدينا رواية مسلم، والمعتمد عليها في الشرح.

[5] صحيح مسلم بشرح النووي.

[6] شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين.

[7] دليل الفالحين 5/145.

[8] صحيح مسلم بشرح النووي.

[9] السابق نفسه.

[10] السابق نفسه.





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث الفتن
  • شرح حديث: (إنها ستكون فتن)
  • سبل النجاة من فتن الدماء (1)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟
  • جمال الفتن
  • تأملات في حديث الصخرة على باب الغار

مختارات من الشبكة

  • فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحاديث نبوية في الفتن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف واجه العلماء فتنة السيف والقلم؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سير علماء الصحابة عند الفتن: عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • البصيرة في زمان الفتن - منهجية رد المتشابهات، وكشف مكائد النفاق، وفقه واجبات المرحلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بناء الشخصية الإسلامية في زمن الفتن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النميمة مفتاح الفتن وباب للجريمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في جواز لفتني الأمر وألفتني، فهو لافت وملفت.. هلك المتنطعون(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الفرق بين الشبهة والشهوة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المحاضرات الإسلامية الشتوية تجمع المسلمين في فيليكو تارنوفو وغابروفو
  • ندوة قرآنية في سراييفو تجمع حفاظ البوسنة حول جمال العيش بالقرآن
  • سلسلة ورش قرآنية جديدة لتعزيز فهم القرآن في حياة الشباب
  • أمسية إسلامية تعزز قيم الإيمان والأخوة في مدينة كورتشا
  • بعد سنوات من المطالبات... اعتماد إنشاء مقبرة إسلامية في كارابانشيل
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/7/1447هـ - الساعة: 9:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب