• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

نشأة الدلالة وتطورها

نشأة الدلالة وتطورها
د. سامح عبدالسلام محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/3/2014 ميلادي - 17/5/1435 هجري

الزيارات: 166494

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نشأة الدلالة وتطورها


لقد استقطبت اللغةُ اهتمام المفكرين منذ أمدٍ بعيد؛ لأن عليها مدار حياة مجتمعاتهم الفكرية والاجتماعية، وبها قِوام فَهْم كُتبهم المقدَّسة، وكان من جملة الآراء التي أوْردها العلماء حول نشأة اللغة قولهم: (بوجود علاقة ضرورية بين اللفظ والمعنى، شبيهة بالعلاقة اللزومية بين النار والدُّخَان)[1].

 

فقد كان هذا مع علماء اللغة الهنود؛ حيث كان كتابُهم الدِّيني (الفيدا) منبع الدراسات اللغوية، كما كان لليونان أثرهم البيِّن في بلورة مفاهيمَ لها صلة وثيقة بعلم الدلالة، فلقد حاور أفلاطون أستاذه سقراط حول موضوع العلاقة بين اللفظ ومعناه، وكان أفلاطون يميل إلى القول بالعلاقة الطبيعية بين الدالِّ ومدلوله، وأما أرسطو، فكان يقول باصطلاحية العلاقة، وذهَب إلى تقسيم الكلام إلى كلام خارجي وكلام داخلي في النفس، فضلاً عن تمييزه بين الصوت والمعنى، معتبرًا المعنى متطابقًا مع التصوُّرِ الذي يحملُه العقل عنه.

 

أما المفكِّرون العرب، فقد خصصوا للبحوث اللغوية حيزًا واسعًا في إنتاجهم الموسوعي الذي يضمُّ إلى جانب النظرية - كالمنطق والفلسفة - علومًا لغوية قد مسَّت كلَّ جوانب الفكر عندهم، سواء تعلَّق الأمر بالعلوم الشرعية؛ كأصول الفقه والفقه والحديث والتفسير، أو علوم العربية؛ كالنحو والصَّرف والبلاغة، بل إنهم كانوا يعُدُّون علوم العربية نفسَها وتعلُّمها من العلوم الشرعية؛ ولذلك تفاعلت الدراسات اللغوية مع الدراسات الفقهية، وبنى اللغويون أحكامَهم على أصول دراسة القرآن والحديث والقراءات، وقالوا في أمور اللغة بالسماع والقياس، والإجماع والاستصحاب، تمامًا كما فعَل الفقهاء في معالَجة أمور علوم الدين[2]، ولَمَّا كانت علوم الدين تهدف إلى استنباط الأحكام الفقهية ووَضْع القواعد الأصولية للفقه، اهتم العلماءُ بدلالة الألفاظ والتراكيب، وتوسَّعوا في فَهْم معاني نصوص القرآن والحديث، واحتاج ذلك منهم إلى وَضْع أسسٍ نظرية؛ فالأبحاث الدلالية في الفكر العربي التراثي لا يمكن حصرُها في حقل معين من الإنتاج الفكري، بل هي تتوزَّع لتشمل مساحةً شاسعة من العلوم، يتحاور فيها المنطق وعلوم المناظرة وأصول الفقه والتفسير والنقد الأدبي والبيان[3].

 

وكان البحثُ في دلالات كلمات اللغة العربية مما تنبَّه إليه اللغويون القدماء، يهدي إلى ذلك الأعمالُ العِلمية المبكِّرة عندهم، وما ضبطُ المصحف الشريف بالشكل إلا دليلٌ على ذلك؛ فتغيير ضبط الكلمة يؤدي إلى تغيير وظيفتها، وهذا يترتبُ عليه تغييرٌ في معناها، كما أن البحث في علوم العربية لازمٌ في فَهْم الكتاب والسنَّة، ولقي الدرسُ الدلالي اهتمامًا بالغًا منذ بداية البحث اللغوي عند العرب؛ لأهميته في معرفة دلالات الألفاظ[4].

 

فلم يكن حِرصُ العرب على العربية وتشدُّدهم في المحافظة عليها إلا رغبةً منهم في حفظ لغة القرآن؛ ليظل مفهومًا مقروءًا متدارَسًا على مدى الدهر، فزاد الإقبال على دراسة القرآن واللغة والشِّعر، وبدأت حركة كبرى لجَمْع اللغة من البوادي، ورحَل من أجل ذلك العلماء، وعادُوا بما اجتمع لديهم من كلام العرب، حتى امتلأت به صُحفُهم وخزائنُهم، وهكذا كان القرآن دافعًا لكثيرٍ من العلماء للاطِّلاع على اللغة، وتحمُّل المشاق في سبيل جمعها، ومعرفة المزيد من أسرارها، وتحديد معاني مفرداتها، والإلمام بفنونها المتنوعة[5].

 

فالعربية لها ظرف لم يتوفَّرْ لأية لغة من لغات العالم؛ ذلك أنها ارتبطت بالقرآنِ منذ أربعة عشر قرنًا، ودُونت بها العلوم الإسلامية، التي كان محورها هو القرآن الكريم، وقد كفل الله له الحفظ ما دام يحفظ دِينه، فقال - عز وجل -: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ولولا أن الله شرَّفها فأنزَل بها كتابه، لأمسَتِ العربية الفصحى لغةً أثرية تُشبِه اللاتينية، ولسَادَتِ اللهجاتُ العربية المختلفة، وازدادت على مرِّ الزمان بُعْدًا عن الأصل الذي انسلخت منه[6].

 

وكما أن اللغةَ تخضع لحياةِ الأمة، وتنمو بنموِّها، وتتطور بتطورها، فينشأ من هذا النمو تغيُّرٌ واختلاف بين لغة عصر ولغة العصر الذي سبقه - فألفاظ الشريعة كذلك، لم تتكوَّن دفعة واحدة، بل مرت بأطوار متعددة، وهي في نشأتها مصاحبة للتنزيل، ثم أخذت في نطاق التوسع والنمو[7].

 

وقد بدأ التحوُّط على القرآن فيما وضَعه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب[8] من معالِمِ النحو، حينما دخل عليه أبو الأسود الدؤلي[9] فوجد في يده رقعة، فسأله عنها، فقال أمير المؤمنين: إني تأملتُ كلام العرب فوجدتُه قد فسد بمخالطة هذه الأعاجم، فأردت أن أضع شيئًا يرجِعون إليه، ويعتمدون عليه، وإذا الرقعة فيها مبادئُ هذا العلم، وجاء فيها: الكلام كله: اسم وفعل وحرف؛ فالاسم: ما أنبأ عن مسمى، والفعل: ما أنبأ عن حركةِ المسمى، والحرف: ما أنبأ عن معنًى ليس باسم ولا فعل، وهذه إشارة أُولى، وتحديد دقيق لهذه الأقسام، وفي النص إشارة إلى أن اللحنَ في قراءة القرآن كان هو السببَ المباشر لوضعِ النحو العربي لضبط قراءة القرآن[10].

 

وقد قام أبو الأسود بنَقْطِ كلمات المصحف الشريف عندما فسَدت السَّليقة العربية، فوضَع شيئًا يقيس عليه العربُ كلامهم، فكان (أول مَن أسس العربية، وأنهج سبيلها، ووضَع قياسها... ذلك حين اضطرب كلام العرب)[11].

 

أما الشافعيُّ، فإنه كان يدعو إلى ضرورةِ الإلمام بالعربية؛ لأن أصحابَ العربية أخلقُ بتأويل معاني القرآن والسنَّة، وفهمها: (وأصحاب العربية جِنُّ الإنس؛ يُبصِرون ما لا يبصر غيرهم)[12]، وقد كان ذا اطلاعٍ واسع بعلم العربية، وطُرق تأدية المعاني مِن غير لَبْس، وهذا ظاهر من المباحث الدلالية التي أثارها في كتابه: "الرسالة"، ومن ذلك البابُ الذي عقَده عن الاختلاف بين الأحاديث في رسالته، مثبتًا أن اتفاق العبارات لا يعني اتفاقَ المدلولات، يقول: (ويَسُنُّ بلفظٍ مَخرَجُه عام جملةً بتحريم شيء أو بتحليله، ويَسُن في غيره خلافَ الجملة، فيُستَدَل على أنه لم يُرِدْ بما حرَّم ما أحل، ولا بما أحلَّ ما حرَّم)[13].

 

ونجد مثل هذه العناية كذلك من الكلاميين والفلاسفة؛ فقد اعتنى الفارابي[14] بالألفاظ، فصنَّفها ووضع لها علمًا خاصًّا سماه: (علم الألفاظ)، الذَّي عده مِن فروع علومِ اللسانِ التي قسمها إلى سبعة أقسام، وهي: (علم الألفاظ المفردة، وعلم الألفاظ المركَّبة، وعلم قوانين الألفاظ عندما تكون مفردة، وقوانين الألفاظ عندما تركَّب، وقوانين تصحيح الكتابة، وقوانين تصحيح القراءة، وقوانين الشِّعر)[15].

 

ودراسة الفارابي للألفاظ لا يمكن تصوُّرُها بمعزل عن الدلالة، فلا وجودَ لألفاظٍ فارغةِ الدلالة في عِلمَيِ المنطق والفلسفة، إنما الألفاظُ ودلالاتها وجهانِ لعملة واحدة، وقد قسم الفارابي الألفاظَ الدالة إلى ثلاثة أقسام: الاسم والفعل والأداة - أي: الحرف - وإذا كانت دلالةُ الاسم والفعل واضحة، فإن دلالةَ الأداة قد يكتنفها غموض، ويشرح الفارابي في كتابه: (الحروف) هذه المسألة، ويفيض البحث فيها؛ ففي مقام حصره لاستخدامات الحرف (ما) يقول: يستعمل (ما) في السؤال عن شيء مفرد؛ فالحروف ليست لها دلالة في ذاتها، إنما قيمتها الدلالية فيما تُشِير إليه، واللفظ لا يدلُّ على ذاته، إنما يدلُّ على المحتوى الفكري الذي في الذِّهن، وفي ذات الإطار يشرح الفارابي استعمالات لفظ (موجود) فيقول: (الموجود لفظ مشترك يقال على جميع المقولات، والأفضل أن يقال: إنَّه اسمٌ لجنس من الأجناس العالية، على أنه ليست له دلالة على ذاته)[16].

 

كما يحدد ابن سينا[17] ماهية اللفظ المفرد بالنظر إلى دلالته، فما كانت دلالته واحدةً لا تتجزأ فهو اللفظ المفرد، بحيث إذا تجزأت دلالتُه لم تُفصِح عنه، وتحولت إلى دال غيره، ويشرح ابن سينا هذا بقوله: (اللفظ الدال المفرد هو اللفظُ الذي لا يريد الدالُّ به على معناه أن يدلَّ بجزء منه ألبتةَ على شيء)[18].

 

وتناول ابن سينا تعيينَ العلاقة بين اللفظ والمعنى من جوانب ثلاثة:

دلالة المطابقة، والتضمن، والالتزام، فإذا كان الانتقال بواسطة العقل من الدال إلى مدلوله، لعلمه بعلاقة الوَضْع، فكلما تحقق مسموع اسم ارتسم في الخيال مدلوله؛ فالدلالة عندئذٍ دلالة وضعية، تمنع من وقوع الالتباس بين الدلالات الثلاث؛ لأنه قد يطلق اللفظ ولا يعني به مدلوله المطابق له، كما إذا أطلقنا لفظ: (الشمس) وعَنَيْنا به (الجِرم) كانت الدلالة بينهما مطابقة، وإذا عنينا به (الضوء) كانت العلاقة بينهما تضمُّنًا)، وتدخُّل الوضع وتوسُّط العرف الأصلي يمنع انتقاض الدلالات بعضها ببعض.

 

ويورِد ابن سينا أمثلة يوضح فيها أقسام الدلالة الثلاثة؛ فدلالة المطابقة هي التطابقُ الحاصل بين اللفظ وما يدل عليه، كالإنسان؛ فإنه يدل على الحيوان الناطق.

 

أما دلالة التضمن، فهي ما يتضمنه اللفظ من معانٍ جزئية تدخُل في ماهيته.

 

أما دلالةُ الالتزام، فهي تحتاج إلى أمر خارجي لعقدِ الصلة بين الدال ولازمه، ويقول ابن سينا معرفًا ذلك: (أصناف دلالة اللفظ على المعنى ثلاثة: دلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الالتزام)[19]، وهي دلالاتٌ تجمع الأنساق كلَّها.

 

ثم نجد الغزالي[20] يقسم الألفاظ من حيث إفرادها وتركيبها إلى ثلاثة أقسام: ألفاظ مفرَدة، ومركَّبة ناقصة، ومركبة تامة؛ فالمفرد عنده لا يخرُجُ عن تصور مَن سبقه من العلماء، كالفارابي وابن سينا، في قوله: (المفرد وهو الذي لا يراد بالجزء منه دلالة على شيء أصلاً حين هو جزؤه؛ كقولك: عيسى وإنسان، فإن جزأَيْ عيسى وهما (عي وسا) وجزأَيْ إنسان وهما (إن وسان)، ما يراد بشيء منهما الدلالة على شيء أصلاً)[21].

 

أما المركب، فهو الذي يدل كل جزء فيه على معنى، والمجموع يدل دلالة تامة، بحيث يصح السكوتُ عليه، من ذلك قولهم: زيد يمشي.

 

وأبان الغَزالي علاقاتِ الألفاظ بالمعاني، ولم يخرج عن تلك المحددة قبلاً، وهي علاقة المطابقة، وعلاقة التضمن، وعلاقة الالتزام أو الاستتباع[22]، ومفهوم الدلالة عنده يقترب أكثرَ من موضوع هذا البحث؛ لاعتبار ثقافته الأصولية؛ فالأحكام التي استنبطها من القرآن الكريم - بخاصة - استند فيها إلى أسس نظرية، نجدها بشكل واضح في كتابه: (المستصفى من علم الأصول)، وتعُود هذه الأسس أصلاً إلى فهمٍ عميق للدلالة، (وإن كانت وُضِعت لتطبق في فَهْم النصوص الشرعية، ولكنها تطبق أيضًا في معاني أيِّ نص غير شرعي ما دام مصُوغًا في لغة عربية)[23].

 

ومن قبل الغزالي وبعده نَلمِس اهتمام الأصوليين عامة بهذا الفن، وبعد دورة من الزمن نُطالِع جهود الشريف الجُرجاني[24] في ميدان علم الدلالة، وهي تتميَّزُ بعُمق التحليل، وحُسن التصنيف لأقسام الدلالة، مما يدل على نُضج معرفي أحرَزه الأصوليُّون المتأخِّرون.

 

هذا بخلاف اهتمام العلماء من أرباب العلوم الأخرى - خلاف علم أصول الفقه - وعنايتهم بهذا الفن، فنجد اهتمامًا مِن ابن خلدون[25] بالدلالة، يُعبِّر عنه بقوله: (واعلم بأن الخط بيان عن القول والكلام، كما أن القول والكلام بيانٌ عما في النفس والضمير من المعاني، فلا بد لكل منهما أن يكونَ واضح الدلالة)[26]؛ فهو يوضِّحُ العلاقة القائمة بين المعاني المحفوظة في النفس، والكتابة والألفاظ.

 

ونخلص من ذلك إلى أن البحثَ في دلالات الكلام، وما تُرشِد إليه هذه الدلالات من أحكام، هو أمرٌ قديم يرتبط تاريخُه بتاريخ اللغات ذاتِها، وفي اللغة العربية كان البحث في هذا الفن قديمًا، وزاد الاهتمام به مع تطور علوم الشريعة وتأصيلها، ونضج القول مع كثرة التصنيفات وتطور المعرفة.



[1] علم الدلالة، د. أحمد مختار عمر - ص (19).

[2] علم الدلالة وأصوله في التراث؛ منقور عبدالجليل - ص (18).

[3] المرجع السابق، ص (5).

[4] الخصائص؛ لابن جني (2/146).

[5] ضحى الإسلام؛ أحمد أمين (1/310).

[6] التطور اللغوي؛ د. رمضان عبدالتواب ص (12).

[7] فقه النوازل؛ بكر أبو زيد (1/140).

[8] علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، القرشي الهاشمي، أبو الحسن، أولُ الناس إسلامًا، وُلِد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فرُبِّي في حَجْر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفارقه، وشهد معه المَشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارونَ من موسى))، وزوَّجه بنته فاطمة، وكان اللواءُ بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، قال له: ((أنت أخي))، ومناقبه كثيرة، حتى قال الإمام أحمد: لم يُنقَل لأحد من الصحابة ما نُقِل لعلي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وروى عنه من الصحابة ولداه الحسنُ والحسين، وابن مسعود، وأبو موسى، وابن عباس، وآخرون، ومن التابعين كثير، وكان استشهاده ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر؛ (الإصابة في تمييز الصحابة (4/22) فقرة (5692).

[9] هو أبو الأسود الدؤلي، ظالم بن عمرو بن سفيان، ولد في الكوفة، ونشأ في البصرة، من سادات التابعين، ويُعتَبَر أولَ مَن وضَع علم النحو، وشكل المصحف، توفي سنة 69هـ، وهو مِن أصحاب الإمام علي بن أبي طالب، وهو مَن وضع النقاط على الأحرف العربية، وأول من ضبَط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحروف النصب والرفع والجر والجزم؛ (سير أعلام النبلاء، وانظر موقع المعرفة على شبكة الإنترنت).

[10] البيان والتبيين؛ للجاحظ (2/219).

[11] طبقات فحول الشعراء؛ لابن سلام الجمحي - تحقيق: محمود محمد شاكر (1/12).

[12] المدخل إلى علم أصول الفقه؛ معروف الدواليبي ص (76).

[13] الرسالة؛ للشافعي ص (214).

[14] هو أبو نصر محمد بن محمد الفارابي، ولد عام 260هـ - 874م في فاراب، في بلاد ما وراء النهر، وتقع فاراب اليوم في قزخستان، وتوفي عام 339هـ /950م، فيلسوف، وكانت له قوةٌ في صناعة الطب، ويعودُ الفضل إليه في إدخالِ مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء، تنقَّل بين مصر وسوريا وحلب، وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني، ثم ذهب لدمشق، وبقي فيها حتى وفاته عن عمر (80) عامًا، ووضع عدة مصنفات، سمي الفارابي (المعلم الثاني)، نسبة للمعلم الأول أرسطو؛ بسبب اهتمامه بالمنطق؛ لأن الفارابي هو شارحُ مؤلفات أرسطو المنطقي.

[15] إحصاء العلوم؛ الفارابي ص (159).

[16] المرجع السابق ص (166).

[17] هو أبو علي الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي بن سينا، اشتهر بالطب والفلسفة، واشتغل بهما، عاش في أواخر القرن الرابع الهجري وبدايات القرن الخامس من الهجرة، وقد نشأ في أوزبكستان، حيث ولد في (خرميش) إحدى قرى (بخارى)، عُرِف باسم الشيخ الرئيس، من أشهر أعماله كتابه: (القانون في الطب)، و(الإشارات والتنبيهات)، وغير ذلك في فنون الطب، والفَلَك، والفلسفة، (من موقع ويكيبيديا - الموسوعة الحرة).

[18] منطق المشرقيين، ابن سينا ص (31).

[19] المرجع السابق ص (37).

[20] هو الإمام زين الدين، حُجَّة الإسلام، أبو حامد محمد الغزالي الطوسي، النيسابوري، الفقيه، الصوفي، الأشعري، من علماء المذهب الشافعي، وله مصنَّفات عديدة في الأصول والفروع والعقيدة والتهذيب، وهو صاحب إحياء علوم الدين، توفي سنة 505هـ؛ (تاريخ المذاهب الإسلامية للشيخ محمد أبو زهرة ص (173)، وترجمة المصنف في طبعة دار الشعب لإحياء علوم الدين (16/3100).

[21] معيار العلم؛ للغزالي ص (49).

[22] المرجع السابق ص (50).

[23] التشريع الجنائي الإسلامي؛ عبدالقادر عودة (1/156).

[24] هو أبو بكر عبدالقاهر بن عبدالرحمن بن محمد الجُرْجاني، وُلِد في (جُرْجان)، وهي مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان ببلاد فارس، في مطلع القرن الخامس للهجرة، كتَب في النحو عدة كتب، منها: (المغني) و(المقتصد) و(التكملة) و(الجمل)، وترجع شهرة عبدالقاهر إلى كتاباته في البلاغة؛ فهو يُعتَبَر مؤسس علم البلاغة، أو أحد المؤسِّسين لهذا العلم، ويُعَد كتاباه: (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) من أهمِّ الكتب التي ألِّفت في هذا المجال، وقد ألَّفها الجُرْجاني لبيان إعجاز القرآن الكريم وفضله على النصوص الأخرى مِن شِعر ونثر؛ (أعلام المسلمين بموقع صيد الفوائد).

[25] هو أبو زيد عبدالرحمن بن محمد بن خلدون، وُلِد عام 732هـ، وتوفي 808هـ، كان فَلَكيًّا، مؤرِّخًا، فقيهًا، عالِم رياضيات، فيلسوفًا، يعتبر مؤسس علم الاجتماع، وُلِد في تونس، وأصله من الأندلس، مِن أشهر أعماله كتابه في التاريخ، المسمى: كتاب العِبَر، ومقدمة ذلك الكتاب التي اشتهرت باسم: مقدمة ابن خلدون؛ (موقع ويكيبيديا - الموسوعة الحرة).

[26] المقدمة؛ لابن خلدون (2/509).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدلالة والنحو
  • علم الدلالة واللسانيات
  • الدلالة اللغوية
  • مفهوم الدلالة
  • مفهوم السياق في الدلالة
  • حجية السياق في الدلالة
  • صيغ العموم وآراء العلماء فيها
  • الحقيقة ودلالة اللفظ
  • الظاهر من واضح الدلالة
  • من أقسام واضح الدلالة: النص
  • تعريف الدلالة لغة واصطلاحا

مختارات من الشبكة

  • الدلالة وعلم الدلالة: المفهوم والمجال والأنواع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصوفية: نشأتها وتطورها(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • نشأة اللغة العربية وتطورها وثباتها أمام التحديات(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • تاريخ نشأة المقاصد الشرعية وتطورها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نشأة القاعدة النحوية وتطورها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الصورة نشأتها وتطورها في تاريخ الحضارات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأوراق المالية (نشأتها، وتطورها، وجريان الربا فيما بينها) (WORD)(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • الأوراق النقدية (نشأتها، وتطورها، وجريان الربا فيما بينها) (PDF)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • نشأة السريالية وتطورها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الدلالة المركزية والدلالة الهامشية بين اللغويين والبلاغيين(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- إشادة
أحمد جعفر الفاطمي - العراق 09-08-2015 05:29 PM

السلام عليكم : جزاك الله خير على هذا العرض الموجز والنافع جدا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب