• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة الجمعة ليوم عيد الأضحى
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    صلاة العيد وبعض ما يتعلق بها من أحكام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (3)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الإيمان بأسماء الله الحسنى

الإيمان بأسماء الله الحسنى
علي محمد سلمان العبيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2014 ميلادي - 8/5/1435 هجري

الزيارات: 77460

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإيمان بأسماء الله الحسنى


يجب الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته، وأنه لا شبيه له ولا مثيل، لا في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، سميع بصير، عليم لطيف خبير، واحد أحد فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، وأنه مستوٍ فوق عرشه، بائنٌ مِن خلْقِه.

 

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].

 

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحشر: 22].

 

﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [المؤمنون: 91، 92].

 

وقال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110].

 

﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾ [يونس: 68 - 70].

 

يقول تعالى منكرًا على من ادعى أن له ولدًا: ﴿ سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ﴾ [يونس: 68]؛ أي: تقدَّس عن ذلك، هو الغني عن كل ما سواه، وكل شيء فقير إليه، ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [يونس: 68]؛ أي: فكيف يكون له ولد مما خلَق، وكل شيء مملوك له، عبدٌ له؟! ﴿ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ﴾ [يونس: 68]؛ أي: ليس عندكم دليل على ما تقولونه من الكذب والبهتان! ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ إنكار ووعيد أكيد، وتهديد شديد.

 

قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 - 95].

 

شرع الباري - عز وجل - في الإنكار على من زعم أن له ولدًا، تعالى وتقدَّس وتنَزَّه عن ذلك علوًّا كبيرًا، فقال: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴾؛ أي: في قولكم هذا، ﴿ شَيْئًا إِدًّا ﴾: أي عظيمًا.

 

وقوله: ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾؛ أي: يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة من فجرة بني آدم، إعظامًا للرب وإجلالاً؛ لأنهن مخلوقات ومؤسَّسات على توحيده، وأنه لا إله إلا هو، وأنه لا شريك له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا صاحبة له، ولا كفء له، بل هو الأحد الصمد.

وفي كُلِّ شَيءٍ له آيةٌ
تَدُلُّ على أنه واحِدُ

 

قال ابن جرير في تفسير قوله: ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾ [مريم: 90، 91]، قال: إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال، وجميع الخلائق إلا الثقلين، فكادت أن تزول منه لعظمة الله، وكما لا ينفع مع الشرك إحسانُ المشرك، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين، وقد توعد الله الملحدين في أسمائه وآياته بأشد الوعيد ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾ [فصلت: 40].

 

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

 

قال في لسان العرب: السِّنَةُ النُّعَاس من غير نوم، ورجل وَسْنانُ ونَعْسانُ بمعنى واحد، والسِّنَةُ: نُعاسٌ يبدأْ في الرأْس، فإذا صار إلى القلب فهو نوم، وفي الحديث: ((وتُوقِظ الوَسْنانَ))؛ أَي: النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نومه، والوَسَنُ: أول النوم، والهاء في السِّنَةِ عوض من الواو المحذوفة، والسِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ: ثقْلَةُ النوم، وقيل: النُّعاس، وهو أَوَّلُ النوم، وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَنًا، فهو وَسِنٌ ووَسْنانُ؛ انتهى.

 

والسِّنَة: أي قَرِيبُ النُّعَاس.

 

والوَسَن: اختلاط النوم بالعين قبل استحكامه، وهي السِّنَة.

 

الإلحاد لغة: الميل والعدول عن الشيء، ومنه اللحد في القبر؛ سمي بذلك لميله وانحرافه عن سمت الحفر إلى جهة القبلة.

 

والإلحاد في أسماء الله وآياته هو العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى الباطل.

 

والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواع:

النوع الأول: أن تسمَّى الأصنام بها، كتسمية اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومَنَاة من المنَّان.

 

النوع الثاني: تسميته سبحانه وتعالى بما لا يليق به، كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا، أو علَّة فاعلة.

 

النوع الثالث: وصفه سبحانه وتعالى بما يُنزَّه عنه من النقائص، كقول اليهود الذين قالوا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181] وقولهم: ﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾ [المائدة: 64] وأنه استراح يوم السبت - تعالى الله عما يقولون.

 

النوع الرابع: جحد معانيها وحقائقها، كقول الجهمية: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفاتٍ ولا معانيَ، فالسميع لا يدل على سمع، والبصير لا يدل على بصر، والحي لا يدل على حياة، ونحو ذلك.

 

النوع الخامس: تشبيه صفاته بصفات خلقه، كقول الممثل: يدُه كَيَدي، إلى غير ذلك - تعالى الله - وقد توعد الله الملحدين في أسمائه وآياته بأشد الوعيد، فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]، وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾ [فصلت: 40].

 

قوله: (ولا يُكَيِّفون ولا يمثلون...) إلخ، تقدم بيان معنى التكييف والتمثيل.

 

لأنه سبحانه لا سَمِيَّ له، ولا كُفُؤَ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى، فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثًا من خلقه.

 

(لأنه سبحانه لا سمي له) هذا تعليل لما سبق من قوله عن أهل السُّنَّة: (ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفاته بصفات خلقه)، و(سبحانه) سبحان: مصدر مثل: غفران، من التسبيح، وهو التنزيه.

 

(لا سمي له) أي: لا نظير له يستحق مثل اسمه، كقوله تعالى في سورة مريم: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، استفهام معناه النفي؛ أي: لا أحد يُساميه أو يُماثله.

 

(ولا كُفُؤَ له) الكُفُؤ: هو المكافئ المماثل؛ أي: لا مِثل له، كقوله تعالى في سورة الإخلاص: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].

 

(ولا ند له) الند: هو الشبيه والنظير، قال تعالى في سورة البقرة: ﴿ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾ [البقرة: 22].

 

(ولا يقاس بخلقه) القياس في اللغة: التمثيل، أي: لا يُشَبَّه ولا يُمَثَّل بهم، قال سبحانه في سورة النحل: ﴿ فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾ [النحل: 74]، فلا يقاس سبحانه بخلقه؛ لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاته، ولا في أفعاله، وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص؟! تعالى الله عن ذلك؛ (فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره) وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات، ومنْع قياسه بخلقه، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره، وجب أن يُثْبَتَ له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسولُه صلى الله عليه وسلم.

 

قال شيخ الاسلام:

"وجماعُ القول في إثبات الصفات هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل؛ فإن الله ليس كمثله شيءٌ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فمَن نفى صفاته كان معطِّلاً، ومَن مثَّل صفاتِه بصفات مخلوقاته كان ممثِّلاً، والواجب إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات، إثباتًا بلا تشبيهٍ، وتنزيهًا بلا تعطيلٍ، كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، فهذا ردٌّ على الممثلة، ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ رد على المعطلة، فالممثِّل يعبد صنمًا، والمعطِّل يعبد عدمًا، وطريقة الرسل صلوات الله عليهم إثبات صفات الكمال لله على وجه التفصيل، وتنزيهه بالقول المطلق عن التمثيل، فطريقتهم إثباتٌ مفصلٌ، ونفيٌ مجملٌ، وأما الملاحدة من المتفلسفة والقرامطة والجهمية ونحوهم، فبالعكس؛ نفيٌ مفصلٌ، وإثباتٌ مجملٌ.

 

فالله تعالى أخبر في كتابه أنه (بكل شيءٍ عليمٌ) و (على كل شيءٍ قديرٌ) وأنه (غفورٌ رحيمٌ) (عزيزٌ حكيمٌ) (سميعٌ بصيرٌ) (خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيامٍ ثم استوى على العرش) وأنه (يحب المتقين) ويرضى عن المؤمنين، ويغضب على الكافرين، وأنه (فعالٌ لما يريد) وأنه كلم موسى تكليمًا، وناداه من جانب الطور الأيمن وقرَّبه نجيًّا، وأنه ينادي عباده فيقول: ﴿ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [القصص: 62] وأمثال ذلك، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].

 

فبيَّن بذلك أن الله لا مِثل له، ولا سمي، ولا كفو له، فلا يجوز أن يكون شيءٌ من صفاته مماثلاً لشيء من صفات المخلوقات، ولا أن يكون المخلوق مكافئًا ولا مساميًا له في شيءٍ من صفاته سبحانه وتعالى، وأما الملاحدة، فقلَبوا الأمر وأخذوا يشبهونه بالمعدومات والممتنعات والمتناقضات، فغُلاتهم يقولون: لا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا سميع ولا أصم، ولا متكلم ولا أخرس، بل قد يقولون: لا موجود ولا معدوم، ولا هو شيءٌ ولا ليس بشيء، وآخرون يقولون: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين للعالم ولا حالّ فيه، وأمثال هذه العبارات التي ينفون بها الأمور المتقابلة التي لا يمكن انتفاؤها معًا، كما يقول محققو هؤلاء: إنه وجودٌ مطلقٌ، ثم منهم من يقول: هو وجودٌ مطلقٌ إما بشرط الإطلاق، كما يقوله ابن سينا وأتباعه، مع أنهم قد قرروا في المنطق ما هو معلومٌ لكل العقلاء: أن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون موجودًا في الأعيان، بل في الأذهان، وكان حقيقة قولهم: إن الموجود الواجب ليس موجودًا في الخارج، مع أنهم مقرون بما لم يتنازع فيه العقلاء من أن الوجود لا بد فيه من موجودٍ واجب الوجود بنفسه، ومنهم من يقول: هو مطلقٌ لا بشرطٍ، كما يقوله القونوي وأمثاله، فهؤلاء يجعلونه الوجود الذي يصدق على الواجب والممكن، والواحد والكثير، والذهني والخارجي، والقديم والمُحدَث؛ فيكون: إما صفةً للمخلوقات، وإما جزءًا منها، وإما عينها، وأولئك يجعلونه الوجود المجرد الذي لا يتقيد بقيد؛ فلزمهم أن لا يكون واجبًا ولا ممكنًا، ولا عالمًا ولا جاهلاً، ولا قادرًا ولا عاجزًا، وهم يقولون مع ذلك: إنه عاقلٌ ومعقولٌ، وعاشقٌ ومعشوقٌ، فيتناقضون في ضلالهم، ويجعلون الواحد اثنين، والاثنين واحدًا، كما أنهم يريدون أن يثبتوا وجودًا مجردًا عن كل نعتٍ، مطلقًا عن كل قيدٍ، وهم مع ذلك يَخصُّونه بما لا يكون لسائر الموجودات؛ ولهذا يقول بعضهم: إن العالم والعلم واحدٌ، وإنه نفس العلم، فيجعلون العالم بنفسه هو العالم بغيره، والموصوف هو الصفة، ويتناقضون أشد من تناقض النصارى في تثليثهم واتحادهم اللذين أفسدوا بهما الإيمان بالتوحيد والرسالة.

 

وكلام ابن سبعين، وابن رشدٍ الحفيد، وابن التومرت، وابن عربي الطائي، وأمثالهم من الجهمية نفاة الصفات - يدور على هذا الأصل كما قد بسط في موضعه، ويوجد ما يقارب هذا الاتحاد في كلامِ كثيرٍ من أهل الكلام والتصوف، الذين دخل عليهم بعض شعب الاتحاد، ولم يعلموا ما فيها من الفساد، والقولُ في مسألة كلام الله تعالى، واضطراب الناس فيها، مبنيٌّ على هذا الأصل؛ فإنها من مسائل الصفات، وفيها من التفريع ما امتازت به على سائر مسائل الصفات، وقد اضطرب الناس فيها اضطرابًا كثيرًا قد بينَّاه في غير هذا الموضع، وبينا أن سلف الأمة وأئمتها كانوا على الإيمان الذي بعث الله به نبيَّه صلى الله عليه وسلم، يَصِفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ، ويقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، ويصفون الله بما وصف به نفسه، من التكليم والمناجاة والمناداة، وما جاءت به السنن والآثار موافقةً لكتاب الله تعالى.

 

قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4].

يعني: هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له ولا وزير، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل، ولا يُطلَق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.

 

وقوله: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾: يعني الذي يصْمُد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم، أو هو السيد الذي قد كمُل في سُؤْدُده، والشريف الذي قد كمُل في شرفه، والعظيم الذي قد كمُل في عظمته، والحليم الذي قد كمُل في حلمه، والعليم الذي قد كمُل في علمه، والحكيم الذي قد كمُل في حكمته، وهو الذي قد كمُل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار، أو هو الحي القيوم الذي لا زوال له، وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد، كأنه جعل ما بعده تفسيرًا له، وهو تفسير جيد.

 

وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير الصمد: وكل هذه صحيحة، وهي صفات ربنا عز وجل، وهو الذي يُصمَد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه، وقال البيهقي نحو ذلك أيضًا.

 

﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 88 - 93].

 

أي: يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالةَ من فجرة بني آدم؛ إعظامًا للرب وإجلالاً؛ لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده، وأنه لا إله إلا هو، وأنه لا شريك له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا صاحبة له، ولا كفء له، بل هو الأحد الصمد.

وفي كُلِّ شَيءٍ له آيةٌ
تَدُل على أنه واحِدُ

 

قال ابن جرير:

حدثني علي، حدثنا عبدالله، حدثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباس، في قوله: ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾ [مريم: 90، 91] قال: إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال، وجميع الخلائق إلا الثقلين، فكادت أن تزول منه لعظمة الله، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقِّنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة))، قالوا: يا رسول الله، فمن قالها في صحته؟ قال: ((تلك أوجب وأوجب))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، لو جيء بالسموات والأرَضين وما فيهن، وما بينهن، وما تحتهن، فوُضِعْن في كفة الميزان، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى، لرجحتْ بهن)).

 

هكذا رواه ابن جرير، ويشهد له حديث البطاقة، والله أعلم.

 

وقال الضحاك: ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ﴾ [مريم: 90]؛ أي: يتشققن فَرَقًا من عظمة الله.

 

وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: ﴿ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ ﴾ أي: غضبًا لله عز وجل.

 

﴿ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾ قال ابن عباس: هدمًا.

 

وقال سعيد بن جبير: (هَدًّا) ينكسر بعضها على بعض متتابعات.

 

وفي صحيح البخاري: ((لا أحدَ أصبرُ على أذى سمعه من الله، إنهم يجعلون له ولدًا، وهو يرزقهم ويعافيهم)).

 

وقال البخاري: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله - عز وجل -: كذَّبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك؛ فأما تكذيبه إياي، فقوله: لن يُعيدَني كما بدأني، وليس أولُ الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي، فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد)).

 

والمراد به بعض بني آدم، وهم من أنكر البعث من العرب، وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية، ومن ادعى أن لله ولدًا من العرب أيضًا، ومن اليهود والنصارى.

 

قوله: أما تكذيبه إياي أن يقول: إني لن أعيده كما بدأته، ولما كان الباري - عز وجل - خالقًا لكل شيء، عالماً بكل شيء قبل وجود الأشياء وإحداثها، وكان كل مولود محدثًا، انتفت عنه الوالدية، ولما كان لا يشبهه أحد من خلقه ولا يجانسه حتى يكون له من جنسه صاحبة فتتوالد، انتفت عنه الولدية، ومن هذا قوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 101].

 

قال الحافظ ابن كثير:

﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ ﴾؛ أي: مبدع السموات والأرض وخالقهما ومنشئهما ومُحدِثهما على غير مثال سبق، كما قال مجاهد والسُّدِّيُّ، ومنه سُمِّيَت البدعة بدعةً؛ لأنه لا نظير لها فيما سلف.

 

﴿ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ﴾؛ أي: كيف يكون له ولد، ﴿ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ﴾؟ أي: والولد إنما يكون متولدًا عن شيئين متناسبين، والله لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه؛ لأنه خالق كل شيء، فلا صاحبة له، ولا ولد، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 - 95].

 

﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ فبيَّن تعالى أنه الذي خلق كل شيء، وأنه بكل شيء عليم، فكيف يكون له صاحبة من خلقه تُناسِبه؟ وهو الذي لا نظير له، فأنى يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا.

 

وقال سُبْحَانَهُ: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3].

 

قال ابن جرير الطبري:

يقول تعالى ذكره: ﴿ هُوَ الأوَّلُ ﴾ قبل كل شيء بغير حدٍّ.

 

﴿ وَالآخِرُ ﴾ يقول: والآخر بعد كل شيء بغير نهاية، وإنما قيل ذلك كذلك؛ لأنه كان ولا شيء موجود سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، كما قال - جلَّ ثناؤه -: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88].

 

وقوله: ﴿ وَالظَّاهِرُ ﴾ يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه.

 

﴿ وَالْبَاطِنُ ﴾ يقول: وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16].

 

وقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

أي: ألا يعلم الخالق، وقيل: معناه ألا يعلم اللهُ مخلوقَه؟ والأول أولى؛ لقوله: ﴿ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾.

 

رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: إذا أوى إلى فراشه: ((اللهم رب السموات السبع، ورب الأرض، ورب كل شيء، فالق الحَب والنوى، مُنْزِل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدَّيْن، وأغنني من الفقر)).


قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29].

 

وقوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ﴾ [الأعراف: 54].

 

وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3].

 

وقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2].

 

وقوله تعالى: ﴿ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى ﴾ [طه: 4].

 

وقوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ في سَبْعَةِ مَوَاضِعَ: فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ قَوْلُهُ: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54]، وَقَالَ فِي سُورَةِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [يونس: 3]، وَقَالَ فِي سُورَةِ الرَّعْدِ: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الرعد: 2]، وَقَالَ فِي سُورَةِ طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وَقَالَ فِي سُورَةِ الفُرْقَانِ: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الفرقان: 59]، وَقَالَ فِي سُورَةِ الم السَّجْدَةِ: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [السجدة: 4]، وَقَالَ فِي سُورَةِ الحَدِيدِ: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الحديد: 4].

 

وَقَوْلُهُ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] إلخ؛ هَذِهِ هِيَ المَوَاضِعُ السَّبْعَةُ الَّتِي أَخْبَرَ فِيهَا سُبْحَانَهُ بِاسْتِوَائِهِ عَلَى العَرْشِ، وَكُلُّهَا قَطْعِيَّةُ الثُّبُوتِ؛ لأنَّهَا مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَلا يَمْلِكُ الجَهْمِيُّ الْمُعَطِّلُ لَهَا رَدًّا وَلا إِنْكَارًا، كَمَا أَنَّهَا صَرِيحَةٌ فِي بَابِهَا، لا تَحْتَمِلُ تَأْوِيلاً، فَإِنَّ لَفْظَ: (اسْتَوَى) فِي اللُّغَةِ إِذَا عُدِّيَ بِـ (عَلَى) لا يُمْكِنُ أَنْ يُفْهَمَ مِنْهُ إلا الْعُلُوُّ والارْتِفَاعُ؛ وَلِهَذَا لَمْ تَخْرُجْ تَفْسِيرَاتُ السَّلَفِ لِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ أَرْبَعِ عِبَارَاتٍ، ذَكَرَهَا العَلامَةُ ابْنُ القَيِّمِ فِي (النُّونِيَّةِ)؛ حَيْثُ قَالَ:

فَلَهُمْ عِبَارَاتٌ عَلَيْهَا أَرْبَعٌ
قَدْ حُصِّلَتْ لِلْفَارِسِ الطَّعَّانِ
وَهِيَ اسْتَقَرَّ وَقَدْ عَلا وَكَذَلِكَ ارْ
تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِنْ نُكْرَانِ
وَكَذَاكَ قَدْ صَعِدَ الَّذِي هُوَ رَابِعٌ
وَأَبُو عُبَيْدَةَ صَاحِبُ الشَّيْبَانِي
يَخْتَارُ هَذَا الْقَوْلَ فِي تَفْسِيرِهِ
أَدْرَى مِنَ الجَهْمِيِّ بِالقُرْآنِ

 

فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ سُبْحَانَهُ عَنْ نَفْسِهِ مِنْ أَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، بِالْكَيْفِيَّةِ الَّتِي يَعْلَمُهَا هُوَ جَلَّ شَأْنُه، كَمَا قَالَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ: (الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ، وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ).

 

وَأَمَّا مَا يَشْغَبُ بِهِ أَهْلُ التَّعْطِيلِ مِنْ إِيرَادِ اللَّوَازِمِ الْفَاسِدَةِ عَلَى تَقْرِيرِ الِاسْتِوَاءِ، فَهِيَ لا تَلْزَمُنَا؛ لِأَنَّنَا لا نَقُولُ بِأَنَّ فَوْقِيَّتَهُ عَلَى الْعَرْشِ كَفَوْقِيَّةِ الْمَخْلُوقِ عَلَى الْمَخْلُوقِ.

 

وَأَمَّا مَا يُحَاوِلُونَ بِهِ صَرْفَ هَذِهِ الْآيَاتِ الصَّرِيحَةِ عَنْ ظَوَاهِرِهَا بِالتَّأْوِيلاتِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى حيرَتِهِمْ وَاضْطِرَابِهِمْ، كَتَفْسِيرِهِمُ: (اسْتَوَى) بِـ (اسْتَوْلَى)، أَوْ حَمْلِهِمْ (عَلَى) عَلَى مَعْنَى (إِلَى)، وَ(اسْتَوَى) بِمَعْنَى (قَصَدَ)، فَكُلُّهَا تَشْغِيبٌ بِالْبَاطِلِ، وَتَغْيِيرٌ فِي وَجْهِ الْحَقِّ، لا يُغْنِي عَنْهُمْ فِي قَلِيلٍ وَلا كَثِيرٍ.

 

وَلَيْتَ شِعْرِي! مَاذَا يُرِيدُ هَؤُلاءِ الْمُعَطِّلَةُ أَنْ يَقُولُوا؟! أَيُرِيدُونَ أَنْ يَقُولُوا: لَيْسَ فِي السَّمَاءِ رَبٌّ يُقْصَد، وَلا فَوْقَ الْعَرْشِ إِلَهٌ يُعْبَد؟! فَأَيْنَ يَكُونُ إِذًا؟! وَلَعَلَّهُمْ يَضْحَكُونَ مِنَّا حِينَ نَسْأَلُ عَنْهُ بِـ (أَيْنَ)! وَنَسُوا أَنَّ أَكْمَلَ الْخَلْقِ وَأَعْلَمَهُمْ بِرَبِّهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلامُهُ قَدْ سَأَلَ عَنْهُ بِـ (أَيْنَ) حِينَ قَالَ لِلْجَارِيَةِ: ((أَيْنَ اللَّهُ؟))، وَرَضِيَ جَوَابَهَا حِينَ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ.

 

وقد أخبرنا الله - عز وجل - أنه في السماء، فقال: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ [الملك: 16، 17]، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾ [فاطر: 10]، ﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ [آل عمران: 55]، ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾ [النساء: 158]، ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 50].

 

وَقَدْ أَجَابَ كَذَلِكَ مَنْ سَأَلَهُ بِـ: (أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ؟)، بِأَنَّهُ ((كَانَ فِي عَمَاءٍ..)) الحَدِيثَ.

 

وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنَّهُ زَجَرَ السَّائِلَ، وَلا قَالَ لَهُ: إِنَّكَ غَلِطْتَ فِي السُّؤَالِ.

 

إِنَّ قُصَارَى مَا يَقُولُهُ المُتَحَذْلِقُ مِنْهُمْ فِي هَذَا الْبَابِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَانَ وَلا مَكَانَ، ثُمَّ خَلَقَ الْمَكَانَ، وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَ خلق الْمَكَانِ.

 

فَمَاذَا يَعْنِي هَذَا الْمُخَرِّفُ بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ؟! هَلْ يَعْنِي بِهِ تِلْكَ الْأَمْكِنَةَ الْوُجُودِيَّةَ الَّتِي هِيَ دَاخِلُ مُحِيطِ الْعَالَمِ؟! فَهَذِهِ أَمْكِنَةٌ حَادِثَةٌ، وَنَحْنُ لا نَقُولُ بِوُجُودِ اللَّهِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا؛ إِذْ لا يَحْصُرُهُ وَلا يُحِيطُ بِهِ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ.

 

وَأَمَّا إِذَا أَرَادَ بِهَا الْمَكَانَ الْعَدَمِيَّ الَّذِي هُوَ خَلاءٌ مَحْضٌ لا وُجُودَ فِيهِ؛ فَهَذَا لا يُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ ثمَّ خُلق؛ إِذْ لا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْخَلْقُ؛ فَإِنَّهُ أَمْرٌ عَدَمِيٌّ، فَإِذَا قِيلَ: إِنَّ اللَّهَ فِي مَكَانٍ بِهَذَا الْمَعْنَى؛ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ وَالْأَحَادِيثُ؛ فَأَيُّ مَحْذُورٍ فِي هَذَا؟! بَلِ الْحَقُّ أَنْ يُقَالَ: كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، وَ(ثُمَّ) هُنَا لِلتَّرْتِيبِ الزَّمَانِيِّ لا لِمُجَرَّدِ الْعَطْفِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحث على الإيمان بأسماء الله
  • أهمية دراسة الأسماء والصفات
  • عدد أسماء الله الحسنى
  • توحيد الأسماء والصفات
  • توحيد الأسماء والصفات
  • تسهيل حفظ أسماء الله الحسنى
  • قواعد في أسماء الله الحسنى ومعانيها
  • الاستحسان
  • الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى (خطبة)
  • أسماء الله الحسنى (1) (خطبة)
  • هل أسماء الله محصورة بعدد؟
  • فضل أسماء الله الحسنى
  • معنى الأول والآخر
  • معنى اسم الله البارئ
  • معنى اسم الله القابض والباسط
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها: الله، الإله
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (البصير)
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (المعطي)
  • فضل معرفة أسماء الله الحسنى وأهمية دراستها وأبرز ضوابطها
  • الواجب علينا نحو أسماء الله تعالى وصفاته (خطبة)
  • من أسباب إجابة الدعاء: الدعاء بأسماء الله الحسنى

مختارات من الشبكة

  • شرح أسماء الله الحسنى أو (إعلام اللبيبة الحسنا بمعاني أسماء الله الحسنى) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته الحسنى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العجالة الحسنى في شرح أسماء الله الحسنى(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أهمية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمات لفهم الأسماء الحسنى(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • كشف الغطاء عما في كتاب: " أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى" من الأخطاء "(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الإيمان بأسماء الله ذي الطول وذي الفضل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة مع صفة العفو (مطوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العزيز، الجبار، المتكبر)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/12/1446هـ - الساعة: 12:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب