• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

البلاغة في آيات عن خلق السماء وما يتبعها من أجرام

البلاغة في آيات عن خلق السماء وما يتبعها من أجرام
رانية الجنباز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/1/2014 ميلادي - 4/3/1435 هجري

الزيارات: 28302

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البلاغة في آيات في خلق السماء

وما يتبعها من أجرام سماوية وبروج


بعد الكلام عن بناء السماء، وبَدْء التكوين، واكتمال عظمة الكون وبهائه، يأتي الكلام عن توابع السماء وما يحدُثُ فيها من جريان الشمس والقمر، وحدوث الليل والنهار على الأرض، واليوم والليلة، والشهر والسنة، وبعض الظواهر الكونية.


إن أول ما يَلفِتُ الانتباه لصنع الله -تعالى- في السماء هي ظاهرةُ الشمس والقمر، والليل والنهار، قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].


قال في تفسير ابن كثير:

"يُخبِر الله -تعالى- أنه خلق العالَم، سماواته وأرضه وما بين ذلك، في ستة أيام؛ وهي: الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، وفيه - أي: يوم الجمعة - اجتمع الخلق كله، وفيه خُلق آدم - عليه السلام - واختلفوا في هذه الأيام هل كل يوم منها كهذه الأيام كما هو المتبادر إلى الأذهان؟ أم أن كل يوم كألف سنة كما نص على ذلك مجاهد والإمام أحمد بن حنبل؟


فأما يوم السبت، فلم يقع فيه خلق؛ لأنه اليوم السابع، ومنه سُمِّي السبت، وهو القطع.


وأما قوله في الاستواء، فقد سلك مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل... إلى أن يقول: فمَن أثبت لله -تعالى- ما وردت به الآيات الصريحة، والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله النقائص، فقد سلك سبيل الهدى.


وأما قوله: ﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ﴾؛ أي: يُذهِب ظلامَ هذا بضياء هذا، وضياءَ هذا بظلامِ هذا، وكل منهما يطلب الآخر طلبًا حثيثًا؛ أي: سريعًا لا يتأخر عنها.. ثم إن الجميع تحت قهره وتسخيره ومشيئته؛ أي: له الملك والتصرف"؛ اهـ.


وفي سورة النحل: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [النحل: 12].


تأكيدٌ على تسخيرِ ما في الكون لأجل الإنسان ومصلحته وسعادته، فالإنسان لا يهنَأُ أو يسعَدُ إلا بوجودِ الليل والنهار؛ أحدهما للراحة والنوم الذي لا بد للإنسان منه، والآخر للسعي والعمل لتأمين الرزق في جوٍّ من الإضاءة والنور، وهي أيضًا ضرورية للحيوان والنبات، وكذلك تسخير النجوم للاهتداء بها، كما هو الحال في نجم القطب الذي يدل على الشمال، وقد لا يعرف إلا من خلال مجموعة الدب الأكبر، أو غيرها من المجموعات التي تدل عليه، وكوكب الزهرة الذي يظهر في الغرب مع غروب الشمس وإلى ما بعد العشاء بقليل، وفي أوقات يظهر في الشرق قبل الفجر ويختفي مع طلوع الشمس.


وفيها من البلاغة:

• الطباق: وهو من المحسِّنات اللُّغوية، بين الليل والنهار.


• تقديم الأهم على المهم: كما في ترتيب الشمس والقمر في التسخير، ولارتباط الشمس والقمر بالليل والنهار وفوائدهما الواضحة للإنسان والأرض، كان العطف، ثم قطع العطف؛ لتغاير فوائد النجوم، وهناك قراءات بالعطف، وهو دليل ارتباط هذه الأجرام بعضها ببعض في منظومة متكاملة مسخَّرة لصالح الإنسان والأرض التي يعيش عليها، وقد وضحت الآية 16 من السورة نفسها ﴿ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 16]، تجليةً أكثر لفوائد النجوم.


ثم تأتي الفائدة بشكل مفصَّل بالنسبة للإنسان في سورة الأنعام: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 97]، فإذا أحاط الظلامُ بالمسافر وأطبق عليه اللَّيل بحِنْدِسِه في يومٍ غاب فيه القمرُ، تاه في هذا الظلام ولم يعُدْ يعلَمُ شرقَه من غربِه، ولا شمالَه من جنوبِه، فليس له بعد ذلك إلا النظر في السماء بإمعانٍ؛ ليتبين موقعه ويحدد خط سيره.


يقول صاحب كتاب "من الإعجاز العلمي في القرآن":

"وإذا كانت العينُ المجرَّدة يمكن أن تشاهد 2000 نجمٍ في ليلة سماء صافية، فإن الفلكي يمكن أن يشاهد في الوقت نفسه أكثر من ألف مليون نجمٍ بواسطة المرقب الفلكي المطوَّر"؛ ص144، فمعنى هذا أن المسافر العادي يرى ما يكفيه للاسترشاد إلى الوجهة الصحيحة.


وفيها من البلاغة:

طباق بين البر والبحر مع سجع لطيف، وهذا من خصائص القرآن الكريم؛ علو العبارة وطلاوتها وجرسها، فلم يقل: بين اليابسة والماء.


مناسبة الفاصلة القرآنية؛ حيث خاطب مَن له علم بالأسفار وتذكيرهم بصنع الله وتيسير الأمر للإنسان؛ لكي يسير على هدًى، ليتبع بعد هذا التذكير الهدى الأعم، وهو الإيمان بالله خالق هذا الكون، وهذا هو الأسلوب الحكيم في الدعوة المتبع مع فئة خاصة في الفهم.


الالتفات، من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم (﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ ﴾.. ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا ﴾).


وفي سورة الطارق: ﴿ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾ [الطارق: 3]؛ أي: المضيء الذي يثقب نوره فيخرق السموات، فينفذ حتى يُرى في الأرض.


وللعلم الحديث قولٌ آخر فيه، فقد ورد في الموسوعة الكونية الكبرى ما يلي:

"فالطارق هو جرم سماوي له صفتان: وهما ﴿ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾، ولو قارنَّا بين تلك الخواص وأي جرم سماوي، لوجدنا أن النجم النيوتروني يستوفي هذه الخواص؛ نجم وطارق وثاقب.. له نبضات وطرقات منتظمة، تلك البيانات التي نقلها لنا اللاسلكي والتي كان مصدرها النجم النيروتروني، وقد توصَّل العلماء إلى أن النجم له نبضاتٌ سريعة لسرعةِ دورانه وسرعة طاقته.. وأن النجم النيوتروني العجوز له إشاراتٌ بطيئة على فترات أطول، وذلك عندما تقلُّ طاقته وتنقص سرعة دورانه، فسبحان الله العظيم، حين خصَّ هذا النجم بالثاقب، وأقسم به، فمن عظمة القَسَم نُدرِك عظمة المُقسَم به، فكثافة النجم الثاقب النيوتروني أعلى كثافةً معروفة للمادة، ووزنه يزيد عن وزن الكرة الأرضية برغم صغر حجمه، فهو ثاقب.


قال أحد العلماء:

إن هذا النجم الثاقب على صغر حجمه إذا اصطدم بالأرض أو بأي كوكب آخر أو حتى بالشمس، فإنه يثقب ما يصطدم به من أوله إلى آخره.. وقُدِّر عدد النجوم النيوترونية في مجرَّتِنا بمائة ألف نجم"؛ اهـ، عن الموسوعة الكونية الكبرى - ماهر أحمد الصوفي - مجلد 2 - ج3 - 4 - ص359.


﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾ [الطارق: 11]؛ أي: ذات المطر ترجِعُ كلَّ سنة بمطر بعد مطر؛ نُقِل ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما.


وفي العلم الحديث:

• تقوم الطبقة الأولى من الغِلاف الجوي (التروبوسفير) بإرجاعِ بخارِ الماء إلى الأرض على شكل أمطارٍ، وبإرجاع الحرارة إليها أيضًا في اللَّيلِ على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون.


• يُعتَبر الغِلاف الجويُّ للأرض درعًا واقيًا عظيمًا يحمي كوكب الأرض من الشُّهب والنيازك والإشعاعات القاتلة للأحياء، وذلك بفضل الطبقة الخامسة من طبقات الستراتوسفير.


• تعتبر الطبقة الرابعة من طبقات الغِلاف الجوي - وهي الثيرموسفير - ذات الرجع؛ فهي تعكس موجات الراديو القصيرة والمتوسطة إلى الأرض.


وعليه؛ فمعطيات العلم الحديث عن الرجع كانت في إعادة الماء؛: أي المطر، وإعادة حرارة الأرض مساءً عن طريق غاز الكربون، وفي حفظ الأرض من النيازك، وفي موجات الراديو.


البلاغة:

• وصفُ السماء بالمصدر بأنها ذات الرجع دليلُ استقرار الأمر على هذا.


• تشبيه بليغ؛ حيث فقدت الأداة ووجه الشبه ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾.


• وفي سورة الواقعة 75 أقسم الله -تعالى- بمواقع النجوم: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ [الواقعة: 75، 76].


وكان مجرَّد النظر إلى السماء عند القدماء يجعلهم يدركون عظم هذا الكون وسَعته وامتداده، وما فيه من نجوم وكواكب ومجرَّات؛ لكن في العصر الحديث تكلَّم العلماء عن سَعة الكون بالأرقام التقريبية، وهي سَعة رهيبة لا يمكن أن يتصوَّر مداها عقل!


قال صاحب كتاب "معارج التفكر ومدارج التدبر":

"ولا نعرفُ بصورةٍ تقريبية مواقعَ النجوم؛ حتى نُدرِك عجزَنا عن تصوُّر الأبعاد السحيقة في السموات التي فيها نجومٌ هي من خلق الله - عز وجل - وخاضعة له - جل جلاله - ومسيَّرة ومسخَّرة بأمره، وحتى نُدرِكَ أن الكون في اتساع مستمر، يقول علماء الفلك:

• إنه يوجد ما يزيد على 200 بليون من النجوم.


• الشمس ليست إلا نجمًا متوسِّط الحجم، وقطرها أكبر من قطر الأرض بـ(109) مرة.


• بعض النجوم العملاقة قطرُه أكبر من قطر الشمس بألف مرة، وهي لبعدها السحيق في أبعاد الكون تظهر لأعينِنا في الأرض مثل نقطة من ضوء بمقدار العدسة.


• أقرب نجم إلينا غير الشمس يبعُدُ عن الأرض أربعين مليون مليون كيلو متر.


• النجوم التي نراها في الليل خليطٌ من نجوم قريبة مُعتِمة ونجوم بعيدة مضيئة جدًّا.


• النجوم في السموات لها حركات في مدارات لها.


• النجوم في السموات تتجمَّع في وحدات، وكل تجمُّع منها خاضع لنظام واحد يُدعَى (مجرَّة)، وفي السموات ما يزيد على بليون مجرة.


وفي مجرتنا التي فيها أرضنا وشمسنا والكواكب التسعة التابعة لها، والتي تُدعَى (دَرْب اللبانة) ما يزيد على مائة بليون نجم، وقطرُ مجرَّتنا هذه يقدر بمائة ألف سنة ضوئية، علمًا بأن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 ألف كيلو متر.


ثم يقول: من هذه الفقرات التي التقطها من بحوث مستفيضة عن النجوم، ندرك أن المراد بمواقع النجوم أمران:

1- مواقع بُعْدها السحيق في السموات وإدراك هذا يفوقُ قدرات التصور البشري.


2- المواقع التي يسقط فيها كل نجم ضمن حركته المنتظمة في مدارِه من مجرَّته التي هو فيها، والتي لا يخرم فيها كل نجم موقعه المحدَّد له على ما قدَّر الله له وقضى، فبالنظر إلى سرعة حركة النجوم يعتبر كل موقع يصل إليه مسقطًا من مساقطه"؛ ص 505 - 506.


وبعد هذا البيان عن عظمة الكون الذي يدل على عظمة الخالق، سأذكر ما في هذه الآية من بلاغة:

• استعارة حسية؛ حيث شبَّه الليل بالستارة التي إذا غَشِيت الشيءَ حجَبته.


• طباق بين الليل والنهار.


• استعارة حسية؛ حيث شبَّه الليل بالغريم، والنهار بالغارم، فراح الأول يطلب الثاني بقوة وبلا كلل.


• الدلالة على عظمة الخالق في تسخير الشمس والقمر والنجوم لأمره، وإضفاء الحياة عليها لتسمع وتطيع.


• الإطناب؛ حيث أطنب في وصف السماء وما فيها، بينما أوجز في سورة ق: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38].


• التأكيد والتحقيق بحرف (إنَّ) على عظمة الله وقدرته، وأن كل ما في السموات والأرض ملكه - سبحانه - فختم السورة تأكيدًا لذلك بقوله: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 96].


والله - تعالى - جميلٌ يُحِبُّ الجمال، لذلك أراد لهذا الكون أن يكونَ في غاية الحسن والجمال، فكانت النجوم والكواكب زينةً لهذه السماء إضافة لغرضها في الإرشاد والهداية للمسافرين وفي حساب الأيام والسنين.


• وفي سورة الصافات، قال الله -تعالى-: ﴿ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [الصافات: 5 - 10].


ورد في تفسير هذه الآيات ما يلي:

"يخبر الله - تعالى - أنه رب هذا الكون الفسيح سمواته وأرضه ومشارقه، وأنه بديع في صنعه؛ لذلك أتقن كل شيء خلقه، فزيَّن السماء الدنيا للناظرين إليها من أهل الأرض بزينةٍ الكواكب.. فالكواكب السيَّارة والثوابت يثقب ضوءُها جرمَ السماء فتضيء لأهل الأرض، ﴿ وَحِفْظًا ﴾ تقديره: وحفِظْناها حفظًا ﴿ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ﴾؛ يعني: المتمرِّد العاتي إذا أراد أن يستَرِقَ السمع أتاه شهابٌ ثاقب فأحرقه.


﴿ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى ﴾؛ أي: لئلاَّ يصلوا إلى الملأ الأعلى، وهو السموات ومَن فيها من الملائكة، إذا تكلَّموا بما يوحيه الله -تعالى- مما يقوله من شرعه وقدَرِه.


﴿ وَيُقْذَفُونَ ﴾ يُرمَون ﴿ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ﴾ من كل جهة يقصدون السماء منها.


﴿ دُحُورًا ﴾ رَجْمًا يُدحَرون به، ويُزجَرون ويُمنَعون من الوصول إلى ذلك.


﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴾؛ أي: في الدار الآخرة لهم عذاب موجع مستمر.


﴿ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ ﴾؛ أي: إلا مَن اختطف من الشياطين الخطفة، وهي الكلمة يسمعها من السماء فيُلقِيها للذي تحته ويُلقِيها الآخر للذي تحتَه، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها بقدر الله -تعالى- قبل أن يأتيه الشهاب فيحرقه، فيذهب بها الآخر إلى الكاهن.


﴿ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾؛ أي: مستنير؛ ملخص عن تفسير ابن كثير.


البلاغة:

• الاكتفاء نوع من المجاز؛ حيث حذف (ورب المغارب) لاكتفائه بذكر الأول عن الثاني؛ لما بينهما من التلازم والارتباط، وكذلك الاكتفاء في ذكر الكواكب اكتفاءً بها عن النجوم؛ لأنها معروفة عند العرب فذِكرُ الأخصِّ يشمل الأعم.


• استعارة حسية؛ حيث استعار للسماء الزِّينة التي غالبًا هي للعروس لإضفاء الجمال.


في ﴿ زَيَّنَّا ﴾ و﴿ بِزِينَةٍ ﴾، فهي من المحسنات اللفظية، وتندرج تحت بند مراعاة النظير من حيث الائتلاف والتناسب وعدم التنافر، فالكواكب بدل ﴿ بِزِينَةٍ ﴾، فجاءت لتحسين اللفظ وطلاوة العبارة، سواءٌ قرئت الكواكب بالجر أو النصب، فهي بدل على المحل في قراءة النصب.


• الاختزال، وهو نوع من المجاز؛ حيث عطف المصدر ﴿ حِفْظًا ﴾ على ﴿ زَيَّنَّا ﴾، على تقدير محذوف (وحفِظناها حفظًا).


• الأسلوب المسجوع في القرآن ﴿ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴾، ولم يقل كما في آيات أُخَر: أليم، شديد، مراعاةً لحلاوة الجرس، وحسن الإيقاع مع ما قبلها: ﴿ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ﴾، وما بعدها: ﴿ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾.


والآيات المذكورة في جملتها حول السماء وما فيها داخلة في الإطناب، وفيها من الفائدة الدلالة على عظيم صنع الله، وتقوية الإيمان عند المؤمنين، وتحقير الشياطين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقائق خلق السماء فى القرآن
  • البلاغة في آيات الشمس والقمر والسنين والأشهر والأيام
  • البلاغة في آيات الرياح والسحاب والمطر والبرق والرعد
  • البلاغة في آيات خلق الجبال وخاصية التربة في الإنبات
  • البلاغة في آيات تضاريس الأرض ( جبالها وأنهارها ونباتها )
  • البلاغة في آيات خلق الأنهار والبحار وجريان السفن
  • البلاغة في آيات تجمع بين قدرة الخالق وتحدي المشركين

مختارات من الشبكة

  • أوجه البلاغة: نحو تقريب البلاغة وتأصيل أوجهها النقدية ليوسف طارق جاسم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • البلاغة في آيات عن خلق السموات والأرض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البلاغة السفلى(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم البلاغة عند القدماء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قراءة في كتاب الموجز في تاريخ البلاغة لمازن المبارك: ملخص لأهم معطيات الكتاب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صدر حديثاً (البلاغة القرآنية في الآيات المتشابهات) للدكتور إبراهيم الزيد.(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • السماء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • " يرسل السماء عليكم مدرارا " (معناها وبلاغتها في ضوء كلام العرب)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اكتساب ملكة البلاغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نقد مختصر لكتاب نهج البلاغة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب