الأسفار المقدسة عند المسيحيين الأوائل

الأسفار المقدَّسة عند المسيحيين الأوائل

يُجمِع علماء المسيحية على أشياء، ويختَلِفون في أشياء، لكنَّ الاتِّفاق بينهم قائم على عدة أمور لا بُدَّ لكلِّ مَن يبحث في المسيحية - أيًّا كان معتقده - أن يُلِمَّ بها.

ومن هذه الأمور:

1- أنَّ أقدم الأناجيل كُتِب بعد رفْع المسيح بأكثر من ثلاثين عامًا على الأقل.

2- أن كثيرين أخذوا بتأليف قَصص عن المسيح، سُمِّيت فيما بعد أناجيل، وفي هذا يقول لوقا في مقدمة خِطابه إلى رجل يُدْعَى ثاوفيلس:

"إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البَدء معاينين وخُدامًا للكلمة، ورأيتُ أنا أيضًا - إذ قد تتبَّعتُ كلَّ شيء من الأول بتدقيق - أن أكتبَ إليك على التوالي أيها العزيز ثاوفيلس؛ لتعرِفَ صحَّة الكلام الذي عَلِمت به"؛ لوقا، 1: 1 - 4.

وبعد انقِضاء عشرات السنين على رحيل المسيح، قام بعضُ المسيحيين الأوائل بتجزئة خِطابات لوقا إلى قسمين:

سُمِّي الأول منها: إنجيل لوقا، وقد صار فيما بعد من الأناجيل القانونية.

ثم سُمِّي القسم الثاني منها: أعمال الرُّسل.

3- حتى منتصف القرن الثاني الميلادي، لَم يكنْ لأيٍّ من الأجيال الأربعة المعروفة الآن أيُّ صفة من القَدَاسة والنفوذ تجعل المسيحيين يلتزمون بها، وفي هذا تقول الترجمة الفرنسية المسكونية: "ليس هناك قبل السنة 140 أيُّ شهادة تثبتُ أنَّ الناس عرَفوا مجموعة من النصوص الإنجيلية المكتوبة، ولا يذكر أنَّ لمؤلفٍ من تلك المؤلفات صفة ما يلزم..، فيمكن القول أنَّ الأناجيل الأربعة حَظِيت نحو السنة 170 بمقام الأدب القانوني، وإنْ لَم تستعمل تلك اللفظة حتى ذلك الحين"[1].

4- أن القائمة الرسمية لأسفار العهد الجديد لَم تصدر إلا عام 367؛ أي: بعد أكثر من 330 سنة من رفْع المسيح.

والخلاصة:

أن الأسفار المقدسة عند المسيحيين الأوائل - وخاصة في القرنين الأول والثاني - كانت هي أسفار العهد القديم الذي جرَتِ العادة أنْ يُشار إليها في الأناجيل باسم: الناموس والأنبياء، ومن المعلوم أنَّ أسفار العهد القديم بريئة من التثليث الذي اشتَهرتْ به المسيحية.

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون:

جمع القرآن بين اليهود والنصارى (المسيحيين)، والمؤمنين (المسلمين) في ثلاث آيات، نوردها متتالية، مع بيان ما قد يحتاج إلى بيان.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62].

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [المائدة: 69].

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [الحج: 17].

ونبدأ بالآية الأخيرة [الحج: 17]، فنجد أنَّ النصَّ لا يحتاج إلى أي بيان أو إضافة، فالله - سبحانه وتعالى - سوف يفصل بين الجميع يوم القيامة، بل إن القرآن العظيم قد تفرَّد ببيان أن هناك فصلاً يوم القيامة بين المخلوقات الأخرى - غير بني آدم - فقال:

﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].

﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾ [التكوير: 5].

أ- ولا يقتصر الفصل يوم القيامة على الناس والدواب، وما نعلم وما لا نعلم، بل يتعدَّاه إلى المخلوقات العُليا أيضًا: ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75].

أما الآيتان الأُخريان [البقرة: 62، المائدة: 69]، فقد وضعتْ كلٌّ منهما شرطًا لازمًا لتحقيق النتيجة المرجوة: ﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

وكان هذا الشرط متمثلاً فيما نُسميه: جملة اعتراضيَّة، نصها: ﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾، والإيمان بالله هنا يقوم على شرْط القرآن؛ أي: لا إله إلا الله، الكل عبيد الله: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ﴾ [المؤمنون: 91].

﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 93 - 95].

وأمَّا العمل الصالح، فهو الركيزة الثانية بعد عقيدة التوحيد، وهذا متَّفق عليه بين الإسلام ومسيحية الحواريين.

فها هو يعقوب الذي ذكَرَه "متى" ضِمْن إخوة المسيح في قوله: "ولَمَّا جاء إلى وطنه، كان يُعلِّمهم في مجمعهم؛ حتى بهتوا، وقالوا: من أين لهذا هذه الحِكمة والقوات؟ أليس هذا ابن النجار (يوسف)؟ أليستْ أُمُّه تُدْعَى مريم وإخوته: يعقوب ويوسى، وسمعان ويهوذا؟"؛ متى 13: 54 -55.

كذلك عدَّه بولس من أساطين كنيسة أورشليم، فقال عنه: "صعدت إلى أورشليم لأتعرَّف ببطرس، فمكثْتُ عنده خمسة عشر يومًا، ولكنَّني لَم أرَ غيره من الرُّسل، إلاَّ يعقوب أخا الرب"؛ غلاطية 1: 18 - 19.

يعقوب هذا يقول عن ضرورة العمل الصالح قرينًا للإيمان بالله: "ما المنفعة يا إخوتي إنْ قال أحد: إنَّ له إيمانًا، ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أنْ يخلصَه؟!

إنْ كان أخ أو أخت عُرْيانَيْن ومعتازين للقُوت اليومي، فقال لهما أحدُكم: امضيا بسلام، استدفِئا واشبَعا، ولكن لَم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟! هكذا أيضًا: إن الإيمان إنْ لَم يكن له أعمال، فهو ميت في ذاته.

أنت تؤمن أنَّ الله واحد، حسنًا تفعل، والشياطين يؤمنون ويقشعرون، ولكن هل تريد أنْ تعلم أيها الإنسان الباطل أنَّ الإيمان بدون أعمال ميت"؛ يعقوب 2: 14 - 20.

وجديرٌ بالذِّكر أنَّ تعاليم يعقوب هذه حول ضرورة العمل الصالح ليكون قرينًا مُلازِمًا للإيمان، يخالفها تمامًا تعليم بولس الذي يجعل الخلاص من الخَطايا والعذاب الأبدي قائمًا على الإيمان فقط بيسوع المسيح المصلوب بزعمه، فهو يقول: "بِرُّ الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كلِّ وعلى كلِّ الذين يؤمنون... أَبِناموس الأعمال؟ كلاَّ، بل بناموس الإيمان؛ إذ نحسب أنَّ الإنسان يتبرَّر بالإيمان، بدون أعمال الناموس"؛ رومية 3: 22- 28.

ممَّا سبق يتبيَّن أنَّ الذين عاشوا قبل مَجيء خاتم النبيين، وسُمُّوا بأسماء مختلفة، يهود، ونصارى، أو غيرهم، وكان دينهم يقومُ على الإيمان بالله الواحد الأحد، ثم عملٍ صالِحٍ يكون برهانًا على صدْق هذا الإيمان، كلُّ هؤلاء: ﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

وأمَّا بعد أن جاء محمد رسول الله، خاتم النبيين، فقد وجَب عليهم الإيمان به، وإلاَّ دخلوا في زُمرة الكافرين حقًّا؛ يقول الحق: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 150 - 152].

لقد كان هذا تبيانًا لهذه الآيات التي تُقرِّر أنَّ من اليهود والنصارى مَن: ﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]، وذلك حتى لا يزعُم أحد من المدلِّسين أنَّ القرآن يشهد بصحة معتقدات اليهود والنصارى، وأنهم آمنون من عذاب الله يوم القيامة، كما سبَق أنْ رأينا الكثير والكثير من الأكاذيب، ومنها قول ذلك القائل أنَّ القرآن يَشهَدُ بصحَّة الكتاب المقدَّس، وأنَّ القرآن قد سمَّاه: الكتاب العزيز!

ومما يلفت النظر لكل ذي عينين يرى بهما وعقْل يفكِّر به، أنَّ آية سورة المائدة - رقْم 69 - التي تتحدَّث عن اليهود والنصارى وأن منهم مَن: ﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62] قد جاءتْ في سياق بيان الحُكم على عقائد النصارى، فقد اتبعَتْها آيات الله التي تقول بكل قوة ووضوح:

﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 72 - 77].

لقد ذكَر القرآن على لسان المسيح قوله: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

وهذه الآية مثالٌ قاطع على تصديق القرآن على بَقايا الحق الذي في أسفار السابقين، فها هو إنجيل مرقس - أقدم الأناجيل - يروي لنا حوارًا بين المسيح وأحد الكتَبَة من خدَّام التوراة وأسفار الأنبياء: "جاء واحد من الكَتَبة وسمعهم يَتحاوَرون، فلمَّا رأى أنه أجابَهم حسنًا، سأله: أيَّة وصية هي أوَّل الكل؟

فأجابَه يسوع: إنَّ أوَّل كلِّ الوصايا هي اسْمع يا إسرائيل، الرب إلهنا ربٌّ واحد، وتحبُّ الرب إلهك من كل قلبك، ومن كلِّ نفسك، ومن كل فِكْرك، ومن كل قُدرتك، وهذه هي الوصية الأولى.

وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك، ليس وصية أخرى أعظم من هاتين، فقال له الكاتب: جيدًا يا معلِّم، بالحق قلت؛ لأنَّه الله واحد وليس آخَر سواه، ومحبَّته من كلِّ القلب ومن كلِّ الفَهم، ومن كل النفس ومن كلِّ القُدرة، ومحبَّة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح.

فلمَّا رآه يسوع أنه أجاب بعقْل، قال له: لست بعيدًا عن ملكوت الله"؛ مرقس 12: 28 - 43.

نعم، الموحِّدون حقًّا، أهل لا إله إلا الله، ليسوا بعيدين عن الجنة: ملكوت الله.

هذا، ونختم هذا الكتاب الآن بقول الحق في القرآن العظيم: ﴿ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 69 - 71].

ومرَّة أخرى، ومرات ومرَّات - نلفت النظر إلى ضرورة التفريق بين ما أُنزِل على أنبياء أهل الكتاب أو ما أوتوه، وبين ما عندهم، إنَّ الفرق كبيرٌ، فكلُّ ما أنزَل الله على الناس فهو حقٌّ، بعد ذلك نقرأ قول الحق: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 84- 85].